"إننا لا نختار أحلامنا، ولكن لها صلة بوعينا ولا وعينا، كثير من أحلامنا تكشف من سحرها ما عشناه وما سنعيشه. أحلامنا هي قدرنا، ما شئنا من سحرها وما لم نشأ وكثيراً ما أنارت لنا جزءاً من حياتنا المظلم مبتغانا. حين تغيب عن الأحلام ألجأ إلى أحلام يقظتي، لكنها، ليست هي الأقوى من أحلام الغيب التي تملك مفاتيح حياتنا السرية، وجهي هو أحلامي السحرية". هروب محمد شكري عبر الوجوه.. إلى زمن اخترقه.. إلى أحلام عاشها، أو لم يعشها.. ولكنها أحلامه التي ما زال يعيش عليها
Mohamed Choukri (Arabic: محمد شكري), born on July 15, 1935 and died on November 15, 2003, was a Moroccan author and novelist who is best known for his internationally acclaimed autobiography For Bread Alone (al-Khubz al-Hafi), which was described by the American playwright Tennessee Williams as 'A true document of human desperation, shattering in its impact'.
Choukri was born in 1935, in Ayt Chiker (Ayt Ciker, hence his adopted family name: Choukri / Cikri), a small village in the Rif mountains, in the Nador province. He was raised in a very poor family. He ran away from his tyrannical father and became a homeless child living in the poor neighborhoods of Tangier, surrounded by misery, prostitution, violence and drug abuse. At the age of 20, he decided to learn how to read and write and became later a schoolteacher. His family name "Choukri" is connected to the name Ayt Chiker which is the Berber tribe cluster he belonged to before fleeing hunger to Tangiers. It is most likely that he adopted this name later in Tangiers, because in the rural Rif family names were rarely registered.
In the 1960s, in the cosmopolitan Tangier, he met Paul Bowles, Jean Genet and Tennessee Williams. His first writing was published in 1966 (in Al-adab, monthly review of Beirut, a novel entitled Al-Unf ala al-shati (Violence on the Beach). International success came with the English translation of Al-khoubz Al-Hafi (For Bread Alone, Telegram Books) by Paul Bowles in 1973. The book was be translated to French by Tahar Ben Jelloun in 1980 (éditions Maspéro), published in Arabic in 1982 and censored in Morocco from 1983 to 2000. The book would later be translated into 30 other languages.
His main works are his autobiographic trilogy, beginning with For Bread Alone, followed by Zaman Al-Akhtaâ aw Al-Shouttar (Time of Mistakes or Streetwise, Telegram Books) and finally Faces. He also wrote collections of short stories in the 1960s/1970s (Majnoun Al-Ward, Madman of the roses, 1980; Al-Khaima, The Tent, 1985). Likewise, he is known for his accounts of his encounters with the writers Paul Bowles, Jean Genet and Tennessee Williams (Jean Genet and Tennessee Williams in Tangier, 1992, Jean Genet in Tangier, 1993, Jean Genet, suite and end, 1996, Paul Bowles: Le Reclus de Tanger, 1997). See also 'In Tangier', Telegram Books 2008 for all three in one volume.
Mohamed Choukri died on November 15, 2003 from cancer at the military hospital of Rabat and was buried at the Marshan cemetery in Tangier on November 17, with the audience of the Minister of Culture, numerous government officials, personalities and the spokesman of the King of Morocco. Before he died, Choukri created a foundation, Mohamed Choukri (president, Mohamed Achaâri), owning his copyrights, his manuscripts and personal writings.
قرأت الخبز الحافي و كانت جيدة جدا و صادمة فدفعني الفضول لقراءة الشطار لأعرف كيف حدث له هذا التحول من متشرد صعلوك إلى هذا الكاتب الذي يفيض رقة و عذوبة و كيف عاش حياته بعد ذلك و لكنني صدمت في الجزء الثاني الذي لم يكن على نفس المستوى أبدا.
أما هذا الجزء الأخير الذي ما قرأته إلا لإتمام مجموعة السيرة الذاتية المثيرة للعجب فقد كان أقلهم مستو. فهو يعرض فيه بورتريهات لشخصيات في حياته سواء أيام الصعلكة أو بعدها و التي كان فيها صعلوكا أيضا و متشردا و لكن بمظهر المثقف و الصعلكة كامنة في الداخل كطابع طبعه الزمن على روحه و لم يستطع أن يفارقه.
تنقل لنا حياة الكاتب وقد داخله الشيب في كل موقع في جسده يوجد به شعر اسود . تصوير لوضعه وهو بين الحانات والجلوس طويلاً في انتظار من يمنحه حفنة من المال من أحد أصدقائه أو من عملٍ يقوم به هنا أو هنا أو من صديقاته اللواتي كان معظمهن عاهرات يبعن جسدهن في المنطقة التي كان بها شكري .
كذلك لا نغفل أن نذكره أن الأحداث التي نقل شكري هى تقرير شبه مفصل عن حالات البلاد ” المغاربية ” وهى تقع تحت طائلة المس
تعمر الأجنبي فبداية بمرحلة الاحتلال الأسباني إلى مرحلة الحماية الفرنسية ، ونقل صورة جميلة قد يستفيد منها الباحث التاريخي عن حالة المجتمع أثناء الحرب ، وعن أثر العنصر
الأسباني والفرنسي في البلاد . وقد يستنكر البعض قولي هذا إلا أنني أؤكد ما أقوله من واقع عملي المعتمد على البحث التاريخي وهو أنه في كل موقع معلومة . فكثيرة هى الروايات التي نقلت واقعاً لم تنقله بعض الكتب التاريخي .
جميع الأجزاء الثلاثة بقدر ما كان طابعها الصدق كان يسيطر عليه التيه والقلق وهو حال كاتبها لمن كان يمر به من فترات الضياع ووجوده في مكان يخيم عليها القلق والصراع والحرب والفقر .
في البداية يجب أن أقول شيئًا مهمًا, قد لا يكون مهمًا جدًا لكنه مهم بكل الأحوال. أول كتاب اقرأه لشكري كان الخبز الحافي, ثم تركت كل مؤلفاته وتوقفت أمام وجوه. وأنا سعيدة جدًا بالمناسبة, لا أعرف.. لسببٍ ما, كنت اقرأ أراء بعض الأصدقاء عن الكتاب وابتسم, فعلًا شعرت بأني مبسوطة.. حتى بعد أن أنهيت القراءة لم أندم ولم يتغير شعوري أو نظرتي. كتاب جيّد, وُفقت في قراءته رغم أني توّجست قليلًا من الأراء العامة نحوّ شكري بسبب بعض الخطوط التي يعتمد عليها. لكن بالنظر لسيرته الذاتية, وكيف عاش طفولته وحياته وماذا واجه من فقر وتشرّد وووو أستطيع أن التمس له العذر, شخصيًا على الأقل.. نعم أستطيع.
في أول الصفحات يقول: "عندما تصبح التجربة أقوى من الندم ينمحي الشعور بالذنب. لن أسعى في هذه التجربة إلى تبرئة نفسي أو إدانتها: أنا والآخرون. فبين الفرح المطلق والحزن المطلق أنا بينهما مثل دودة القز. آهٍ من الأجمل الذي أتمناه لك أو لي! قد يكون ما أتمناه لنفسي أقل جمالًا ممّا أتمناه لكل لعينٍ مثلي. لن أخشى من الغد الكئيب اللعين سواء كنت مع نفسي أو مع الشيطان". حسنٌ جدًا. وماذا بعد؟ يتحدث عن الأحلام, عن أمور واجهها, عن صِعاب تغلّب على بعضها وتغلّب بعضها الآخر عليه. لن أرمي عليه بإسقاطات أبدًا. فكل كاتب يحمل همه عندما يكتب وهذه هموم شكري. لا يفترض علينا أن نلومه. أن نلومه شيء ونُنقِص منه, وأن ننتقد الكتابة عمومًا شيء آخر. بمجمل الكتاب كان جيّد وأعجبني. الكتاب مُقسّم على أجزاء.. تحت الجزء الأخير (وجهي في الفصول) بدأ بسطرٍ قصير يحكي الكثير: "لم تكن لدينا مرآة في الدار؛ لأن لا أحد منّا كان يريد أن يرى وجهه فيها". كان هذا الجزء أكثرهم تأثيرًا بي. مثل كل النهايات لابد لها من تأثير, لابد لها من موقفٍ يسكُن الذاكرة: * عندما أنسى الكلمات يبقى ما تشكّله من صور. * تثور عواطفي عندما اكتشف أن شخصًا كنت أعتبره صديقًا فإذا به لم يكن إلّا انتهازيًا. إنني أحنّطه وأضعه في أحد أركان مقبرة ذاكرتي للذكرى؛ لأن فيه جزءًا من حياتي. * في كل شدّة تغزوني أوقظ لها شحنة من خلايا تجاربي المخزونة, لقد صنعت لحصني سردابه السرّي, ولهرمي منفذه المُستغلَق ولبرجي منظاره الكشّاف. * سيبقى مني رمزي وليسَ حياتي. * إنّنا نظلم دائمًا (كانَ) ونقسو عليها في حاضرنا. إنها مثل الجدّة التي ننعتها بالخَرَف وننسى تبرعُم خيالنا الذي شكلّته مُناغيات حكاياتها. إن (كانَ) هي الجدّة اللغوية وليسَ (الآن) إلّا حفيدها. * برود مشاعري ليسَ هو مثل بذرة ولدت معي فنَمَت حتّى صارت لها جذور عميقة مُتشعّبة. إن ما اكتسبته عبر تجاربي وصدماتي وشتلات مغروسة هنا وهناك, في حقل حياتي, استجذرت من منبته. برود مشاعري لا يكون إلّا كآبة مرحلية. * لم أخسر إلّا قدر ما ربحت. * إن اللهفة تُفقدني متعة ما أعيشه. * الانسان في خريف العمر إمّا هو حكيم أو خَرِف, قاطِف أو مقطوف.
+ أعود وأُكرّر في النهاية, أن ما يكتبه شكري لابد بطريقةٍ ما, يظهر جليًا تأثير ماقاساه في طفولته. لن يستطيع أحد أن يُغيّر واقعه مهما كان هذا الواقع مؤلم أو ضعيف وهشّ, أو حتّى فيه من الإسفاف ما يكفي. وكما يقول: "كنت أعلم أن حياة مريرة تنتظرني، فتركتها لتحدث في حينها". شكري بالنهاية كاتب يستطيع أن يحوّل القصة أيًا كانت إلى شِعر. وهذا جميل, وجدًا.
كيفَ يكتبُ بهذه الجماليةِ البديعةِ من يزعمُ بأنه لم يتعلمْ القراءةَ والكتابةَ إلا بعد أن تجاوزَ العشرينَ؟، هذا أمرٌ عجبٌ، فأسلوبُ شكري يقارعُ الكبارَ بل هي لغةُ روائي متمكنٍ من ناصيتِها، وهنا يقولُ عن الكتابِ ( إن الكتبَ والقراءةَ هما المنبعان اللذان لا ينضبان منذ انبثاقهما في حياتي).
هذه الروايةُ هي استكمالٌ لثلاثيةِ شكري بعدَ رائعتيه (الخبز الحافي) و (الشطار)، وظللت فترةً أظن أنه اقتصرَ عليهما فقط، إلى أن تبينَ لي أن (وجوه) هي خاتمتُهم. إنها طنجةُ العجائبية كما يصفها شكري بما حوته من وجوهٍ ميزتها، وجوه أصحابِ الحانات وروادها، ووجوه عاهراتها المبتدئات منهن والمحترفات في زمنٍ كانت طنجةُ مستقرٌ لمن يهفو لكل ما تصبو له أرضيةُ النفس البشريةِ، إنه توثيقٌ إذن لشئٍ من تاريخِ طنجة، تاريخها السفلي: الخمرِ، العهرِ، الحاناتِ، صراع السكارى، إفلاسِ المقامرين، من لسانٍ عاشَ بينهم واختلطَ بهم.
نقتربُ هنا شيئا إلى نظرةِ شكري للمرأةِ، عندما اشتاقَ لتلك الممرضةِ في فترةِ مرضه خلص إلى أنه لا يحتاجها كزوجةٍ بمقدارِ حاجته لها كممرضةٍ، حنونة مشفقة، ولعل في هذا النصِ ما يغنينا عن كل تفسيرٍ لموقفِه (من حسن حظي أني لم أحب أي امرأة لعينة حتى تقهرني: لا قاهر ولا مقهور)
إذا قرأت الجزأين الأولين من السيرة الذاتية لمحمد شكري ، الخبز الحافي و زمن الأخطاء ((الشطار)) ، ستلاحظ التغير الكبير في إسلوب كتابة محمد ، تحول كبير طرأ على حياته منذ أن ذهب إلى مدينة العرائش لمحو أميته و جهله ، هذا الرجل مبدع رغم عربدته و إدمانه .
( لا أبالي بما يسقط من أوراق شجرة خريفي . لقد أعطت لونها و ثمرها و طعمها و رحيقها . كل شئ تم كما شئت و كما لم أشأ . المرء ليس دائما هو كيف انتهى و ليس كيف بدأ ؛ فقد ينتهي بما بدأ أو لم يبدأ بما انتهى . إننا ما نصير إليه ) .
وجوه هي الجزء الثالث من السيرة الذاتية للكاتب محمد شكري كانت مثل طبيعة الانسان فى اخر العمر ..سطورها هادئة جدا والفصل الاخير جدا رائع الخمس نجمات لان محمد شكري اصبح صديق وقريب..والصديق فوق النقدوالملل مهما كان حديثه
لقد لامست في هذا الجزء الثالث والأخير من السيرة الذاتية نضجا في لغة وأسلوب محمد شكري , ولكنه للأسف تم على حساب المضمون على عكس الجزءين الأول والثاني الذي طغت فيهما عفوية الكاتب وصدقه ولمسته المميزة وتمكنه من تحويل الواقع الى كلمات تنقل الى الذهن صورا صادقة عن الوجه الاخر للحياة رغم أسلوبه البسيط انذاك .
ب فباستثناء بعض التأملات عن عالم البؤساء والمنبوذين , لم أجد في هذا الجزء إبداعا بل كان فقط اجترارا لما سبق ومزيدا من الإنحطاط تجاوز هذه المرة الحدود المعقولة , ومن قرأ هذه الرواية سيفهم ما قصدته بالضبط .
أحسست به في هذا الجزء وكأنه يحاول استعراض مستواه المعرفي الذي تعمق به في بحار الفلسفة حيث بدى واضحا تأثره ببعض القراءات , هناك بعض المقاطع جعلتني أحس أنه أخذ فكرة من كل كتاب قرأه ليسقطها على عالمه الذي يصفه , قد يكون الأمر صدفة ولكن مع ذلك لا أعتقد أن شكري لم يستوحي أية فكرة من لاعب الشطرنج لستيفان زويغ مثلا ,
لقد خيب ظني هذه المرة , تساءلت لم لم يقم بتجميع سيرته في عمل واحد ليتجنب النمطية والتكرار ... ولكن تقييمي لأعمال شكري يغلب عليها دائما نوع من الذاتية , ربما لأنني أجد فيه شيئا مني , أو لأننا نطل على هذه الحياة عبر نفس المنظار .. لا أدري بالضبط
في هذا الكتاب يُكمل محمد شكري سيرته الذاتية، ويبدو هنا أكثر نضجًا مما سبق، فهنا يتضح شكري القارئ للأدب العالمي واقتباساته وأيضا الذي يكتب شذرات فلسفية يترجم بها مشوار حياته وما وصل إليه. يقول شكري هنا بأنه فهمّ حياته وما حدث فيها.
لو كان هذا الكتاب فقط الخمسة عشر صفحة الأخيرة لأعطيته خمسة نجوم بلى تردد.
شكري خاتماً سيرته:
"المرء ليس دائما هو كيف انتهى وليس كيف بدأ؛ فقد ينتهي بما بدأ أو لم يبدأ بما انتهى. إننا ما نصير إليه".
في الغالب مش بحب أقيم أي سيرة ذاتية أو أوجه ليها نقد سواء للأسلوب أو غيره احتراماً لأن دي مشاعر إنسان وحياته اللي عاشها يعني مش مُجبر يكون حياته مسلية بالنسبة لي كقارئ! الأقرب لقلبي في الثلاثية هي الخبز الحافي، لكونها الجزء الأشد معاناة في حياة الكاتب وهي طفولته وقت المجاعة والتشرد بعد كده، وكمان الراوي لما بيكون طفل باتواصل معاه بشكل أفضل. في العموم الثلاثية مليئة بالصدق، الكاتب مش بيحاول يتجمل أو يزيف الحقيقة، هو بيحكي حياته زي ما عاشها وزي ما كانت.
: "عندما تصبح التجربة أقوى من الندم ينمحي الشعور بالذنب. لن أسعى في هذه التجربة إلى تبرئة نفسي أو إدانتها: أنا والآخرون. فبين الفرح المطلق والحزن المطلق أنا بينهما مثل دودة القز. آهٍ من الأجمل الذي أتمناه لك أو لي! قد يكون ما أتمناه لنفسي أقل جمالًا ممّا أتمناه لكل لعينٍ مثلي. لن أخشى من الغد الكئيب اللعين سواء كنت مع نفسي أو مع الشيطان". حسنٌ جدًا. وماذا بعد؟ يتحدث عن الأحلام, عن أمور واجهها, عن صِعاب تغلّب على بعضها وتغلّب بعضها الآخر عليه. لن أرمي عليه بإسقاطات أبدًا. فكل كاتب يحمل همه عندما يكتب وهذه هموم شكري. لا يفترض علينا أن نلومه. أن نلومه شيء ونُنقِص منه, وأن ننتقد الكتابة عمومًا شيء آخر. بمجمل الكتاب كان جيّد وأعجبني.: * عندما نبتعد عن الكلمات يبقى ما تشكّله من إننا لا نختار أحلامنا، ولكن لها صلة بوعينا ولا وعينا، كثير من أحلامنا تكشف من سحرها ما عشناه وما سنعيشه. أحلامنا هي قدرنا، ما شئنا من سحرها وما لم نشأ وكثيراً ما أنارت لنا جزءاً من حياتنا المظلم مبتغانا. حين تغيب عن الأحلام ألجأ إلى أحلام يقظتي، لكنها، ليست هي الأقوى من أحلام الغيب التي تملك مفاتيح حياتنا السرية، وجهي هو أحلامي السحرية”. هروب محمد شكري عبر الوجوه.. إلى زمن اخترقه.. إلى أحلام عاشها، أو لم يعشها.. ولكنها أحلامه التي ما زال يعيش عليها
وخصّ محمد شكري سيرته الشخصيّة بثلاثة عناوين كانت “وجوه” (2000) جزأها الثالث بعد “الخبز الحافي” (1982) و”زمن الأخطاء” أو “الشطار” (1992). خضعت هذه النصوص الثلاثة إلى تعريف الفرنسي فيليب لوجون البسيط لجنس السيرة الذاتية باعتبارها “حكيا استعاديا نثريا يقوم به شخص واقعي عن وجوده الذاتي، وذلك لما يركّز على حياته الفردية وعلى تاريخ شخصيّـتـه بصفـة خاصّـة” “فالخبز الحافي” قد أُشبعت نقدًا حتّى بات ما يكتب عنها اليوم لا يخلو من تكرار وإعادة لما كتب عنها في الغرب أو في الشرق، وينسحب ذلك ولو بشكل أقلّ على “زمن الأخطاء “، فاعتبرنا أن الوقوف عند هذا الجزء الثالث قد يساهم في الكشف عن وجه آخر للكاتب أو عن وجوه تطوّر التجربة الإبداعية عنده، خاصّة وأنه قد مرّ على صدور الجزء الثاني من سيرته الذاتية “الشطّار” ما يقارب العقد من الزمن. ونحن إن كنّا عزمنا على مقاربة “وجوه” نقديّا فإننـا لن نغفل النظر في الجزأين السابقين “الخبز الحافي” و”الشطّار” حتّى تكون لنا نظرة شاملة لأجزاء السيرة الذاتية باعتبارها نصّا واحدًا كتب على مراحل، بل إننا لن نتردّد في الإشارة إلى بعض النصوص الأخرى إذا ما استدعى مـنّـا الأمر ذلك لإضاءة بعض ظلال الوجوه وفكّ تجاعيدها وإنطاقها أو حملها على الاعتراف. وميثاق شكري في “وجوه” جاء ليعارض الدّوافع المعروفة لكتابة السيرة الذاتية فلم تكن غايته من كتابه هذا الجزء الثالث تبرير أفعاله مثلما فعل جان جاك روسو في “اعترافات” ولا كانت غايته إدانة نفسه والاعتراف بأخطائها في شبه تكفير عن الذنوب وإحساس بالندم إذ يقول: “لن أسعى في هذه التجربة إلى تبرئة نفسي أو إدانتها؛ أنا والآخرون. فبين الفرح المطلق والحزن المطلق أنا بينهما مثل دودة القزّ لن أخشى من الغد الكئيب اللّعين سواء كنت مع نفسي أو مع الشيطان” غير أنّ الكاتب يقدّم هذا الميثاق السّيرذاتي داخل فصل من فصول العمل السردي وعادةُ الميثاق أن يكون خارج نصّ السيرة الذاتية، مثلما فعل الكاتب في نصّه الأوّل “الخبز الحافي” حين وضع الميثاق في نصّ منفرد منفصل تحت عنوان “كلمة” رغم أنّ الطبعة الفرنسية ليس فيها هذا الميثاق. وهذا الإرباك الأوّل يفجّر الأسئلة الأولى حول المشكل الأجناسي للعمل الأدبي، خاصّة أن غلاف الكتاب لا يحسم المسألة ففي الطبعة المغربية وضعت عبارة “سيرة ذاتية روائيّة، الجزء الثالث” بينما وضعت عبارة “رواية” على غلاف الطبعة اللّبنانيّةولمّا كان الميثاق غير واضح – لوروده في نصّ أكبر وضع له عنوانا “حبّ ولعنات” وقد ورد إثر تصدير مقتطف من رواية “إسم الوردة” لأمبرطو ايكو ـ ولأنّه نظريّا يمكن للكاتب أن يتخلّى عن هذا الميثاق، وهذا التخلّي لا يخرج نص السيرة الذاتية من جنسه، بقي الحسم في جنس العمل الأدبي . . وجوه لمحمد شكري تلخيص ردينة ياسين ومقال. من الانترنت
في فترة من الفترات مكنتش بقتنع بحوار شوف الأقل منك ده، لما ابقى متضايق من مشكلة وحد يجي يهوّن عليا ويقول فيه حد مشكلته أسوأ، مش بعرف أبلعها أوي، عشان جيس وات؟ فيه حد أحسن!
لكن بعد قراية السيرة الذاتية لمحمد شكري، الموضوع بقى أوضح في عيني وبدأت أفهمه أكتر..
شكري بيحكي وهو طفل كانوا بيقعدوا أيام من غير أكل، وفي مرة الجوع اشتد عليه أوي وقعد يعيط ويصرخ، بس مامته عشان تهديه قالتله بص على أخوك كده، هو كمان جعان بس مش بيعيط زيك، وهوب شكري بطل عياط هو كمان لما لاقى أخوه مش بيعيط.
شكري مقالش ليه وممكن يكون ميعرفش، لكن من وجهة نظري لما بتحصل حاجة من دي بتبقى عشان الطفل بيكتشف إن الجوع مش هو المشكلة، مش هو اللي بيسبب العياط، لكن حكمه على الجوع ونظرته له هي اللي بتسبب العياط.
وكذلك في الحياة عمومًا، مش الظروف اللي بتحصلنا هي اللي بتحدد ردود أفعالنا، لكن أحكامنا على اللي بيحصل والطريقة اللي بنشوف بيها الظروف، وعشان كده اللي ممكن يخلي حد يكتئب وينتحر ممكن يخلي حد تاني يزعل شوية ويتجاوز الموضوع بسهولة، نفس الظروف لكن أحكام كل واحد فيهم مختلفة.
فلما تبقى في وضع مش عاجبك وتشوف حد في وضع أسوأ منك وبيعاني أكتر، فده مش بيقلل من معاناتك ولا حاجة، بالعكس المفروض يساعدك يبقى عندك الperspective المناسب وتحط معاناتك في مكانها الصح ومتديهاش اكبر من قيمتها ولا تشوفها نهاية العالم.
وبنفس المبدأ، والمتعلق بحياة شكري بقى، مفيش في الدنيا عذر مقنع يخليك متكملش حياتك أو يمنعك تعيش زي ما انت عايز، مهما كانت ظروفك ومهما كان اللي مريت بيه صعب ومؤلم، ده مستحيل يكون مبرر يخليك تقبل بأقل من اللي شايف نفسك تستحقه وتبطل تسعى.
عشان ببساطة فيه ناس كان وضعهم أسوأ بكتير منك وظروفهم مؤلمة أكتر ومع ذلك ده ممنعهمش يعيشوا الحياة اللي عايزينها!
وكأن شكري هذه المرة، يبحث عن "نفسه" أو يكتب نفسه من خلال الوجوه التي عايشها كثيراً أو قليلاً...
ما ميّز هذا الجزء، في بداية أغلب الفصول كان هنالك قصيدة حرة القافية.. تركت جماليتها .. الفصل الأخير.. كان "عُصارة" عُمرٍ بأكمله... ما بين الحلم والواقع..
لا أُبالي بما يسقط من أوراق شجرة خريفي. لقد أعطت لونها وثمرها وطعمها ورحيقها. كل شيء تم كما شئت وكما لم أشأ. المرء ليس دائماً هو كيف انتهى وليس كيف بدأ؛ فقد ينتهي بما بدأ أو لم يبدأ بما انتهى. إننا ما نصيرُ إليه.
وجوه ملامح شخصيات ركز عليها محمد شكري في هذه الروايه القصيره وجوه كل منها له قصته التي اعتاد الناس ترديدها او الاحتكاك بها او لعنها والتنديد بها بين الخمره والنساء والدخان والقمار الحياة التي عرفته بشخصيات كثيره جدا غاب عنها وتغير وعاد لهم وقد تغيروا ربما هي محسنه او مات بعضها وهو لم يدرك لماذا هو هكذا . هذه الروايه تعد في نظري الاضعف مقارنه بالخبز الحافي والشطار كانت كبقايا اخر كوب قهوه مره اكثر مما يجب !
الكاتب لا يتواني عن ذكر أي مفردة قذرة بمناسبة و بدون مناسبة لذا شعرت بأن شكري كان يكتب بواسطة أمعائه الغليظة ليس إلا و هذا ما لن أسمح به مجدداً . تصور�� أن الخبز الحافي حالة خاصة و لكنه على ما يبدو لا يستغني عن هذا الأسلوب .
مابه محمد شكري هكذا يدخل الى قلوبنا بكل بساطة ؟؟؟؟؟ يطرح الامه ومعاناته حزنه وكل ما عاصره في حياته ويدخل الى قلوبنا بلا استئذان ........احب الذين يكتبون عن الواقع بلا رتوش احب ذلك بشده
Thank you to Goodreads Giveaways and to publisher Georgetown University Press (with a special shout out to Francys at Georgetown University Press) for providing me a print copy of this third book in a trilogy that is a fictionalized account of the author’s (Mohamed Choukri’s) experiences living in Tangier, Morocco. This is the first book of the trilogy that I read so I did not have the background that the other books in the series, “For Bread Alone” published in English in 1973 by Paul Bowles based on the oral recounting of the then illiterate author’s experiences growing up in Tangier and “Streetwise” published in English in 1996 where the author is learning how to read and write but continues to face daily challenges living in Tangier. This third novel in the series is written in first person and generally involves a now older author, his interactions with various residents of Tangier, and his reflections on nostalgia, loneliness, desire, class differences, the importance of reading vociferously and being culturally aware, and the changes in Tangier over the prior 40 years by focusing on the struggles of the average resident of Tangier.
This novel is much different from novels that are customary in the United States. This novel focuses on general themes told through a series of short vignettes rather than an overarching plot that builds throughout the novel. In this novel, the author interacts with Fatima Zohra (a prostitute who works as a bartender but enjoys both classical and modern Arabic literature), Lalla Chafika (a female pimp who adopted Fatima when Fatima’s prostitute mother abandoned her at a young age), Hadi (a solider who lost his arms fighting for France in the First Indochina War and his son Allal who cares for him), Baba Daddy (bar owner who remains nostalgic for boxing), Magdalena (a Spanish prostitute who moved to Tangier to escape Franco’s Spain), Hamadi the Gambler (a gambler more interested in the thrill of winning than the money won), Moncef ( a real estate broker who focused on learning about death and residents of Tangier who recently passed), and Veronique (a 19-yar old woman who traveled with the much older author to London and Paris as a companion).
Though I have never been to Tangier, I was fortunate enough to travel throughout Morocco in 2011, which was 15 years after the first publication of this novel in Arabic. I saw firsthand the juxtaposition of culture, music, and tradition with poverty and the marginalization of certain groups in Morocco and the disparity in wealth between the larger cities and the rural villages that are captured well in this novel. For readers who enjoy classic literature, there are a number of references to authors like Oscar Wilde, Alexander Dumas, and Balzac, and many of the chapters begin with poetic verses to emphasize the point that the quest for general knowledge and an appreciation for culture makes a person much more interesting and well rounded.
I recommend this book for readers interested in (a) literature, (b) Morocco generally and Tangier specifically, and (c) learning how north Africa has changed over the last 50 years but still has many people living in poverty who do not feel integrated into society. The prevalence of drinking, gambling, and prostitution are explored throughout this novel as marginalized people try to deal with the challenges of daily life. I plan to check out the first two books in the trilogy at some point.
قبل أن أقرر قراءة السيرة الذاتية لمحمد شكري كنت قد سمعت وقرأت الكثير من الانتقادات لها وانها مليئة بالجنس والإباحية والألفاظ الخارجة هذا جعلني أتردد لفترة إلى أن قررت قراءة كم صفحة منها والحكم بنفسي ، نفسي هذه التي لم تترك القراءة على مدى أربعة أيام إلا وقد أكملت الأجزاء الثلاث
السيرة بأجزائها الثلاثة : 1- الخبز الحافي 228 ص / ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️ 2- الشطار أو زمن الأخطاء 199 ص / ⭐️⭐️⭐️⭐️ 3- وجوه 159 ص / ⭐️⭐️⭐️
سيرة روائية ذاتية تحمل الكثير جداً من الصدق والصراحة ومواجهة الذات بكل عيوبها وتناقضاتها ، هو كما قال تماماً : ( عندما تصبح التجربة أقوى من الندم ينمحي الشعور بالذنب ) *
تجربته في ومع الحياة كانت فعلاً أقوى من أي ندم لذلك كتب لنا سيرته مع الموت والجنس والفقر ، مع ظلم وجبروت وجرم الأب مقابل خضوع واستسلام الأم
مع الجهل والتشرد والسرقات ، مع الليل ومواخيره وكؤوسه الانهائية ذلك الليل الذي ستر الكثير من عيوبه وكشفها أيضاً الليل الذي أعطاه شيئاً من سواده الليل نفسه الذي يقول عنه : ( حينما يملؤني الليل بين المباح والمحرم أتوزع ) * أو كما يصف : ( لقد تلوثت بليل الشارع ) *
لم يخدش حيائي تناوله الصريح والفج ( أحياناً ) للجنس ومغامراته فيه لم اشمئز منه أو أتضايق بل على العكس أثار تعاطفي وحزني وشفقتي
سرده الجنسي البحت وتجاربه الجنسية التي مر بها وهو صغير لم يتجاوز الـ ١٣ ، صادمة لكنها صادقة
تحدثه الصريح عن الحضور القوي للجنس في طفولته وشبابه وتأثير ذلك على علاقته ونظرته للجنس وللمرأة والحب ، واعترافه : ( إن الاستمناء والجنس المنحط هما اللذان أنقذاني من السقوط في فخ الحب الخائب . باكراً اكتشفت أنني أحب مزاج العاهرة ، لكني لا أستطيع العيش معها . إنها تعتقد أن الرجل هو الذي عهرها فتقضي كل حياتها لتعهره مثلها . ) *
- ( ليس هناك لون امرأة خير ولون أخرى شرير . لونهن واحد من الداخل ولو اختلفت ألوان جلودهن . أغرق نفسك في الجنس تنس هموم الحب . إن الحب هم كبير مثل خبز الفقراء . ) *
- ( إن المرأة التي أعيش معها دائماً إذا لم تجعلني أعزف عن كل النساء فليست هي المرأة التي ينبغي لي أن أعيش معها . ينبغي لها أن تكون هي كل النساء ، وكل النساء لسن هي . ينبغي لي أن أميزها في الظلام حتى وإن لم تكن بين جمهرة من النساء . إذا انطفأت الشموع يضئ كلانا الآخر . إذا حجبونا بستار سميك أراها وتراني . المرأة النور الخارق ، المرأة الشفافة ، لم أجدها بعد . في الوقت الذي كنت أكتب فيه مثل هذه الخواطر عن المرأة المثالية كنت أستعذب مضاجعة أحط النساء في البيوت الخفية المتبقية من مواخير طنجة : انحلال الروح في الجسد ، هذا ماكان ممكناً لي في هذه المرحلة ، وربما كان هذا قدري . ) *
ثم استنتاجه : ( الإنسان وحيداً قديس ، ومع امرأة شيطان . ) *
حديثه العذب عن الحياة والموت وهو الذي عاش فترة في المقابر : ( لقد علمتني الحياة أن أنتظر . أن أعي لعبة الزمن بدون أن أتنازل عن عمق ما استحصدته : قل كلمتك قبل أن تموت فإنها ستعرف حتماً طريقها . لا يهم ما ستؤول إليه . الأهم هو أن تُشعل عاطفة أو حزناً أو نزوة غافية . ) *
- ( إن الموتى لا يتاجرون ، لا يخافون ، لا يحزنون ولا يتخاصمون ، كل ميت في مكانه . حين يتهدم قبره يدفنون مكانه ميتاً آخر . إذا كان العالم قديماً فإن الأرض كلها قبور . ) *
- ( لكي نقهر فكرة الموت لا ينبغي لنا أن نتصور أنفسنا ميتين . إنه مصيرك مع نفسك . لا يخص أحداً ولا تنتظر من يؤاسيك . اعتبر نفسك خالداً ولو في الوهم . لا يقهر الموت إلا حب الحياة . ) *
ثم تساؤله المحزن : ( ربما أجمل العيش وهمه ) *
تناول أيضاً المرض الذي كرهه والعزلة التي أحبها : ( في أيام المرض بدت لي الحياة غريبة ، المرض يعمق الوحدة ، الإنسان يحب نفسه أكثر في الوحدة . ) *
- ( لا تقهرني العزلة إلا أيام المرض ) *
هذه السيرة الغنية الصادقة لا يجب أن يُحكم عليها بسطحية شديدة وقصر نظر ! أشعر بالخجل كلما تذكرت أنني كدت أركن لبعض الأراء والريڤيوهات ولا اقرأها
كيف كان يمكن أن لا اقرأه وهو شاهداً هكذا على طفولته : ( وإذا كنت اليوم أعتز بإن أكون شاهداً على طفولتي وطفولة أمثالي فلأنني أحاول ، في معظم كتاباتي ، أن أستجلي الملبد فيها ، إذ كل حياة إنسان لها غيومها ، بعضها ينقشع وبعضها يبقى في السديم . ) *
أو وهو يهدينا باقة حياته : ( أهدي باقة حياتي لمن يجعل منها مشعلاً للتبصر في نفق الفكر ) *
هذه السيرة المعذبة والعذبة تستحق أن تُقرأ تستحق جداً أن تُقرأ
أخيراً وبتنهيدة طويلة أتساءل معك يا محمد شكري : كيف تأتي الكتابة ؟ - ( أكتب ما أمزقه في يأس . يعجزني جمال التعبير . كيف تأتي الكتابة ؟ ) *
' كل العبارات التي بين قوسين وتنتهي بعلامة * تعود للكاتب . ' جميع الأجزاء متوفرة PDF .
"إننا ما نصير إليه".. بهذة الكلمات ينهي "شكري" هذا الجزء من سيرته, بعدما قال الكثير حول لعبة الحياة/الموت, وحول أمور كثيرة متفرقة, فهو بأسلوبه الخفيف/البسيط يدرك أن الحياة قائمة على الكتابة, فالكتابة هي السيناريو الأول لمسرح الحياة الذي على سطحه تتم المشاهد وتُصور تفاعلات البشر مع بعضها البعض, ويصبح النص المكتوب على ورق جزءاً من حراك الحياة ونسيجها, بين "فاطي" وَ"فيرونيك" وَ"للا شفيقة" وّ"الهادي" و"علال".. وشخوص أخرى. فـ "شكري" هو إبن الشوارع ونتاجها, عاش حياته يتسكع بها وأخذت منه الشوارع الكثير وأعطته القليل, إلا أنها لم تتمكن من أخذ ملَكة الكتابة منه, بل منحته شقاءاً وتضحية وعناء يكفي لكي يكون قاعدة يستمد منها كل آسى ومعاناة حقيقة ليكتب عنها بشراهة, لتكون الشوارع مشهده وحده ولتكون الحانات إستراحته من عناء الحياة ومشاقها, والعاهرات صديقاتهُ المخلصات وتسليته الوحيدة بجانب الشراب والخمرة.
لا أنكر أن تجربتي الأولى معه في "الخبز الحافي" لم تكن كما توقعت لها أن تكون.. فقد كان النص مشبعاً بالجنس إلى آخر كلمة فيه, إلا أن الجزئين المكملين لسيرته الذاتيه كانا أكثر عمقاً وأغزر مضموناً, مما يجعلك تستشعر مدى النضج الذي مر به "شكري" في محطاته حياته وصولاً إلى ما وصل إليه, وفي تطور أسلوبه في الكتابه.. ففي هذا الجزء كان يكتب بفلسفة عالية جداً, وكان حريصاً على أن يعكس كل الجوانب لحكاياته المتعددة, وأن يستعرض تركيبة شخوصه بكل شفافية دون أن يغفل أي وجه من وجوهها, وكأن الحياة علمته أن لها ألف وجه, وأن البشر هم نتاج تجربتهم الخاصة, وأن الموت هو المحطة ما قبل الأخيرة إلى الجنة/الجحيم وأننا نحن في معترك الحياة سائرون إلى مصير أسود/مجهول. قراءة ممتعة وتجربة لغوية مثمرة.
Gelezen voor de Schwob-leesclub, dus met potlood in de aanslag. Op het omslag staat 'Roman' maar mijns inziens is dit eerder een verhalenbundel - al vertonen de verhalen weinig lijn dus zou ik het eerder als schetsen-van-personen-bundel kwalificeren. Choukri vertelt over zijn stad Tanger en dan met name over de mensen die er nog bivakkeren nadat de glorie van de stad (in de tijd van Tanger als internationale zone en in de tijd dat de stad en haar cafés werden bezocht door Paul Bowles, Tennessee Williams, Burroughs/Ginsberg/Kerouac) vergaan is.
Het boek bevat mooie schetsen van Tanger en de miserabele, nachtbrakende personen die er nog rondlopen nadat de stad haar glans is verloren. De vertaalde gedichten, die veel verhalen voorafgaan, lezen houterig nu ze vertaald zijn naar het Nederlands en de schetsen zelf vertonen niet een lijn van ontwikkeling die mij aanspreekt.
Desalniettemin ben ik benieuwd naar Choukri's veelgeprezen Hongerjaren (dat het eerste deel is van de Tanger-trilogie waarvan Gezichten het derde deel is), dat later in 2016 opnieuw wordt uitgegeven, en wil ik eigenlijk als de wiedeweerga naar Tanger.
أضعف وأسوء أجزاء السيرة الذاتية لشكري، الأفضل كان الجزء الثاني "الشطار" (زمن الأخطاء). قصص وحكايات عشوائية بدون أي تسلسل زمني، لغة ركيكة ومتصنعة ورديئة جدا. الكاتب، على سبيل المثال، استخدم كلمة "اللعنة" وكل مشتقاتها (اللعين، الملاعين، اللعينة، لعنتُ...) أكثر من 70 مرة بطريقة مضحكة ومثيرة للإشمئزاز أحيانا، على سبيل المثال في هذا المقطع استخدمها خمس مرات في أقل من سطرين : "وربما عرضت أنا كؤوسا على لعينات مثلها أو على ملاعين مثلي. أعرف جيدا لعنتي وجنوني عندما أشرب مع الملاعين. أنا أيضا أسترضي الملاعين بكرمي الزائف.."
هي "وجوه" كما جاء في عنوان الرواية، الجزء الثالث بعد كل من الخبز الحافي والشطار. في هذا الجزء يعود محمد ليروي لنا قسطا آخر من حياته، تمر بنا وجوه عديدة مرت من ذاكرة شكري. في زمن الأخطاء. هذا الجزء في طريقة كتابته وكمية الاعترافات، وسفرنا معه، ليس كالخبز الحافي. ربما استهلك شكري موضوع سيرته، فلم يبقى منها سوى الوجوه
إنها وجوهٌ موسومة بالموت ورائحة القيء التي لم تغتسل بعده أبدا الفرق بين حياة التشرد ومابعده أن العرق صار خمرا، والدعارة أصبحت طبيعة ! حين تنتقل من بيت شعبي، إلى لقاء درويش، لا يُشترط أن تكون حياتك تغيرت إلا في مظاهرها
الوجوه بدت لي قليلة، ملتحفة بشيء من المايك اب او الزينة، وجوه أوحت لي أن خريف محمد شكري يبدو أقل ثراء من ربيعه و شتائه. ربما لأنه الثقافة و القراءة و الأدب أخذت حيزا ضخما من خريفه فتطايرت من شجرته بعدما أنهك شبابه و طفولته في تكوينهما. تبقى مع ذلك سيرته الذاتية الأصدق في ذاكرة الأدب العربي.
Vluchtige indrukken van belangrijke personen uit Choukri's leven en het leven in Tanger. De gedichten aan het begin van de verhalen/ hoofdstukken (is het een verhalenbundel of roman??) vind ik slecht, maar dat komt mogelijk doordat ze uit het Arabisch vertaald zijn.
ملامح الاقتضاب، ولعنة الدنيا الجافة التي نزّت قلوبهم صديدًا، وعمرهم ضياع، وأمسهم عربدة، وحاضرهم فراغ.. تلك الوجوه المتيبّسة التي لم تكن تخشى إلا الجوع.. الجوع فقط.