What do you think?
Rate this book


162 pages, Paperback
First published January 1, 2004
لا أبالى إن كنت فى جانب والجميع فى جانب آخر. ولا أحزن إن ارتفعت أصواتهم أو لمعت سيوفهم. ولا أجزع إن خذلنى من يؤمن بما أقول. ولا أفزع إن هاجمنى من يفزع لما أقول. وإنما يؤرقنى أشد الأرق أن لا تصل هذه الرسالة إلى من قصدت. فأنا أخاطب أصحاب الرأى لا أرباب المصالح. وأنصار المبدأ لا محترفى المزايدة. وقصاد الحق لا طالبى السلطان وأنصار الحكمة لا محبى الحكم. وأتوجه الى المستقبل قبل الحاضر. وألتصق بوجدان مصر لا بأعصابها. ولا ألزم برأيى صديقا يرتبط بى. أو حزبا أشارك فى تأسيسه. وحسبى إيمانى بما أكتب. وبضرورة أن أكتب ما أكتب. وبخطر أن لا أكتب ما أكتب .. والله والوطن من وراء القصد.
" أننا نهوى تجزئة الأمر عن قصد , و نهمل فارق القياس عن عمد , حتى نتوصل إلى نتائج تتفق مع ما وقر في القلب بأكثر مما تتفق مع المنطق أو حكم العقل , مع تذكرة أرى أن لها ضرورة , و هي أن العقل لم يكن أبدا مختلفا مع قواعد الدين الصحيح أو مخالف لها , و إنما كان لها مؤيدا و سندا لمن صدق القصد و سلمت النية .. "
" و أخيرا , فما سبق كله كان اجتهاد قد يخطئ , و قد يصييب .
لكنه محاولة لتفسير ما أعتقد أنه مأزق تاريخي , و توضيح لما يمكن أن يكون خافيا , دون اعتبار لما يترتب على ذلك من نقد أو هجوم أو عداوة , عن إيمان بأن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق , و أن الكلمة أحيانا قد تمنع رصاصة , لأنها بالطبع أقوى و و بالقطع أبقى . "