"هذه مفردات يا وطني وقد عشتك فعذراً، لأن الكتابة عنك ما تزال مؤجلة". بهذه العبارة تقدمت "فضيلة الفاروق" لمجموعتها القصصية، وفضيلة معروفة بأسلوبها الذي يتميز بشاعريته وتماسكه، في قصصها طغيان أنثوي يبدو واضحاً من خلال أبطالها ولغتيها التي تفيض جرأة ويشخص القارئ من خلالها موقفها من المرأة.. والأنثى عموماً. في قصة "الغول مات" ترسم فضيلة الفاروق ملامح المجتمع الشرقي، والمرأة المقموعة والرجل السيد المستبد، حيث النسوة الأربعة كالنعاج لدى رجل واحد.
إن في أسلوب الكاتبة يختلط الشعر بالبكاء، بزحمة الطرق والأرصفة، وهي كاتبة متمردة ترفض جمود الحياة وترفض خضوع المرأة لنصفها الآخر خضوعاً يخرجها من إنسانيتها ويسلمها إلى براثن الرجل الوحش
ولدت فضيلة الفاروق في 20 نوفمبر 1967 في عاصمة الأوراس (آريس) بالشرق الجزائري. دراستها الثانوية كانت بقسطنطينة في ثانوية مالك بن حداد. نالت بكالوريا (الثانوية) الرياضيات عام 1987، والتحقت بجامعة باتنة (شرق الجزائر) ودرست الطب لمدة سنتين. في عام 1989 التحقت بمعهد اللغة العربية وآدابها في جامعة قسنطينة ، ونالت ليسانس اللغة العربية وآدابها في عام 1994م ، وأكلمت تعليمها العالي لتنال شهادة الماجستير في اللغة العربية في عام 2000م . تقوم حالياً مؤلفتنا بالتحضير للدكتوراة ، إذ تنتسب حالياً في جامعة وهران (غرب الجزائر). عملت في الصحافة المكتوبة وفي المجال الإعلامي والإذاعي منذ عام 1990 ، وكان لها زاوية شهيرة في أسبوعية الحياة الجزائرية أحدثت أكثر من ضجة. قدمت برنامجاً إذاعياً دام سنتين باسم "مرافئ الابداع" على إذاعة الجزائر الأولى واعتبر من افضل البرامج الناجحة. انتقلت إلى لبنان عام 1995 إثر زواجها بلبناني . لها إسهامات في الصحافة اللبنانية كالكفاح العربي والحياة والسفير وغيرها
مجموعة قصصية تتناول فى معظمها أثر ازدواجية المجتمع و القوالب التقليدية التى يرى من خلالها الرجل و المرأة ...يبرز الحنين إلى الماضى كعنصر فعال فى معظم القصص لايضاح قسوة الحاضر و رغبة فى زمان و مدن أهدأ وأنقى...
بأسلوبها الشاعري المليئ بالأحاسيس ، تقفز بنا فضيلة الفاروق من قصة لقصة مخلصة للوهلة الأولى لنفس الوجع ،ألا وهو هواجس الأنثى ، لكن القراءة المتمعنة والخالصة لكل حرف ستجعلك تتعاطف مع بساطة الفكرة في القصة الواحدة احتراما لعبقرية السرد و بلاغة الوصف ، ولأنك ستتفاجأ من غرابة هذه الهواجس التي تنقلها بخفة من صفة الضحية الى الجلاد دون أي عوائق . مجموعة تفتح الشهية للقراءة والكتابة معا .
بالنظر إلى أنه باكورة أعمال فضيلة الفاروق و هو مجموعة قصص قصيرة فإنني أمنحه شيئا من الإعجاب .. اللغة نوعا ما مقبولة و الموضوغات مستهلكة تقريبا .. و ما الجديد في موضوع الحب سوى طريقة التناول .. أفضل قصة بنظري كانت " عشاء مؤجل".