Jump to ratings and reviews
Rate this book

مختارات الطيب صالح #5

في صحبة المتنبي ورفاقه

Rate this book
أي صحبة خير من صحبة أبي الطيب المتنبي الذي شغل الناس وملأ الدنيا. وأمسك بعنان الشعر. فلم يجاره أحد من قبل ومن بعد, في مقالات هذا الكتاب يقف الطيب الصالح مع قصائد المتنبي وأقرانه من الشعراء وقفة يفكك خلالها نصوصهم ومفرداتهم بأسلوب يتفلت من تقاليد النقد وقيوده المتزمته لكنه يضيء في الوقت نفسه مساحات لم يلتفت إليها أحد من قبل. فهو يلم بقصائد المتنبي وأبي العلاء وامرئ القيس وغيرهم مبيناً نوازع كل واحد منهم وهواجس التي أفضت به إلى قول ما قال.
وهو لا يتورع أحياناً أن يأخذ برأي واحد يخالف فيه سائر الشراح، ومن قبيل هذا رأيه في قصيدة للمتنبي مدح فيها سيف الدولة والتي مطلعها: "ليالي بعد الظاعنين شكول، طوال وليل العاشقين طويل"، إلى أن يقول: "أنا السابق الهادي إلى ما أقوله، إذا القول قبل القائلين مقول وما لكلام الناس فيما يريبني، أصول ولا لقائليه أصول". والطيب صالح يذهب إلى أن المتنبي أراد بهذا أن يقول لسيف الدولة: "إذا كنت أنت صاحب السلطة والأمر والنهي، فأنا صاحب الفكر والقلم والصوت. إن الملك لا يقوم بك وحدك فأنا شريكك في إقامة الملك".

358 pages

First published January 1, 2005

12 people are currently reading
721 people want to read

About the author

Tayeb Salih

29 books915 followers
The Sudanese writer al-Tayyib Salih (Arabic: الطيب صالح)has been described as the "genius of the modern Arabic novel." He has lived abroad for most of his life, yet his fiction is firmly rooted in the village in which he spent his early years. His most well-known work is the modern classic Mawsim al-hijra ila’l-shamal (1967; Season of Migration to the North), which received great critical attention and brought new vitality to the Arab novel.

Salih has not been a prolific writer; his early work, including Season of Migration to the North, remains the best of his oeuvre. He has received critical acclaim in both the west and the east. In Sudan he is without rival, and his writing has played a considerable part in drawing attention to Sudanese literature. Arabic literature has been dominated by social criticism, social realism, and committed literature depicting the bitter realities of life; Salih managed to break with this trend and return to the roots of his culture, capturing the mystery, magic, humor, sorrows, and celebrations of rural life and popular religion.

الطيب صالح أديب عربي من السودان ولد عام (1348هـ - 1929م ) في إقليم مروي شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها. عاش مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم, وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البكالوريوس في العلوم. سافر إلى إنجلترا حيث واصل دراسته, وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية.
تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية فعدا عن خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية, وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما, وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية, ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس, وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. ويمكن القول أن حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية "موسم الهجرة إلى الشمال".
كتب العديد من الروايات التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وهي « موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى».. تعتبر روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" واحدة من أفضل مائة رواية في العالم .. وقد حصلت على العديد من الجوائز .. وقد نشرت لأول مرة في اواخر الستينات من القرن ال-20 في بيروت وتم تتويجه ك"عبقري الادب العربي". في عام 2001 تم الاعتراف بكتابه على يد الاكاديميا العربية في دمشق على انه "الرواية العربية الأفضل في القرن ال-20.) أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصير

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
59 (47%)
4 stars
37 (29%)
3 stars
21 (16%)
2 stars
2 (1%)
1 star
5 (4%)
Displaying 1 - 18 of 18 reviews
Profile Image for عبدالله ناصر.
Author 8 books2,649 followers
August 14, 2012
لو طال العمر بوالدي رحمه الله - و هذا على ما يبدو مستحيل - أو استعجلت قراءة هذا الكتاب - و قد كان هذا ممكناً - لما ترددت في إهداءه هذا الكتاب .

الطيب صالح كان أحد مهووسي المتنبي هذا العجيب في عيون العجائب كما يقول الأخير و لم يكذب في هذه أبداً. يقول الطيب أن حب المتنبي ميزة تجذبه للناس ( و لا تنفره الكراهية و إن كانت تثير شيئاً من الحزن ) و ما بين القوسين حديثي لا حديثه . تناول الكاتب في مقالاته المتعددة و التي يجمع بينها الشعر الفصيح و العامي و الجاهلي و المعاصر كثيراً من المتنبي و الآراء المتناقضة حوله و أتى بعديد من الشعراء القدامى الذين يحبهم و يحبونه على الأغلب . و انبرى للدفاع عن هجوم العميد طه حسين بكل حب و تبجيله لأبو العلاء على حساب المتنبى على الرغم من أن المعري مهووس آخر بالمتنبي . تحدث أيضاً عن ولع المتنبي بالترحال و حشد في هذا الشأن كثيراً من أبياته و تحدث بحب و إعجاب عنها . الكتاب لم يكن حصراً على المتنبي فهو يجنح إلى كثير من الشعراء و لكنه سرعان ما يعود إلى ماليء الدنيا و شاغل الناس .

من يحب الشعر ، من يحب المتنبي هذا كتاب جدير بأن يبهجه .
Profile Image for أيمن العتوم.
Author 35 books13.5k followers
October 14, 2019
في صحبة #المتنبي ورفاقه
للروائي السودانيّ #الطيب_صالح
رافقني في رحلة #تركيا
، بديع في أول ١٥٠ صفحة منه لأنه خصصه عن المتنبي، ثم أفرد ما تبقى منه حوالي ٢٠٠ صفحة لرفاقه فهبط بالمستوى، ثُمّ عاد إليه في الفصول الأخيرة مع بعض التّكرار.
لكنه بديع على أية حال.
58 reviews131 followers
April 19, 2011
كتاب جميل يأخذك في رحلة أدبية ممتعة مع عدد من الشعراء ليكشف لك عوالم لم تخطر لك على البال مع عمالقة الشعر العربي

فهو ما بين شارح لأبيات أو ذاكر لمناسباتها أو ناقد لها أو مستعرض ما قيل عنها في الماضي والحاضر أو ذاكر لحالة الشعراء وحياتهم وقصصهم أو البيئة العربية وأثرها على الشعر وأثر الشعر عليها .. الخ

وكل هذا بأسلوب راقي سلس لا تمل منه حتى لو لم تكن متخصص في هذه المجالات مثلي

ومن أجمل ما وجدته في الكتاب أنني تعرفت على بعض الشعراء الذين لم أسمع بهم من قبل وعزمت على قراءة أعمالهم لما رأيته من جمال يخترق العقول

وبعض السلبيات التي وجدتها في الكتاب هي صعوبة كثير من الكلمات العربية الغريبة على واقع لغتنا وأيضا ً استرسال الكاتب في شرح بعض القضايا التخصصية

مثال بحث شرح المعري لديوان المتني فهو يبحث هل شرح المعري ديوان المتني مره واحدة أو مرتين ؟؟ في عدد كبير من الصفحات ! ... وجيد أنه لم يكثر من هذه البحوث وإلا لفسد الكتاب



Profile Image for محمد قرط الجزمي.
Author 24 books298 followers
December 23, 2012
أول كتاب قرأته للطيب صالح
وتشجعت كثيرا لقراءة المزيد له

أعشق الشعر ، ولذلك عشقت هذا الكتاب كذلك

أعجبتني ثقافة الكاتب الجزيلة ، خاصة وهي تبرز في مقارناته لما قيل عن المتنبي من ادعاءات ، وما يراه هو من حقائق
خاصة في مقارناته بين طه حسين وحبه للمعري ، والعقدة النفسية التي لازمته بسبب الغيرة من المتنبي ، فجعله يهاجمه بهذه الطريقة
على النمط الأوروبي في طرح المواضيع الغريبة

رائع
رائع
رائع



ما يعيب الكتاب أنه ازدحم بالأشعار العربية القديمة ، ذات الألفاظ غير الدارجة
ثم لم توضع لها حواشي لتوضيحها
Profile Image for Zainb Alahmed.
54 reviews4 followers
November 10, 2021
الطيب صالح يوثّق لحظاته مع قصائد المنبي ويشرح سبب افتتانه بهذه الشخصية والتي يسميها "الأستاذ".
ملاحظة مهمة هو أن جزءًا كبير من المقالات تتحدث عمن اعتبرهم الكاتب رفاق المتنبي وهم أبو العلاء المعري وذا الرمة إلى آخره.
ما لم يعجبني هو تخصيص الكاتب جزءًا كبيرًا للحديث عن قصائد شاعر سوداني يكتب الشعر بالعامية وواجهت صعوبة في فهمها ولم تثر اهتمامي أبدًا.
لمن كان هدفه أن يعرف عن المتنبي فقط ربما باستطاعتك الاكتفاء بأول 100 صفحة، بالإضافة إلى أن الكثير من الأبيات الموجودة في الكتاب صعبة وتحتاج إلى شرح وهو ما لم يتوفر في الكتاب، فهذا اقتراح للطبعات القادمة من الكتاب.
عدا ذلك، كانت المقالة جميلة جدًا وخلابة ومسلية وأحبب كثيرًا أن أتعرف على المتنبي من خلال عيون أديب كبير مخلص لهذا الشاعر.
Profile Image for Fahad Alqurain.
304 reviews142 followers
July 8, 2018
الطيب صالح برفقة المتنبي، أي شيء أمتع من ذلك!

رغم أن السنة في منتصفها ولكن بدون شك ان هذا الكتاب هو كتابي المفضل لهذه السنة وأكثر..
Profile Image for Amr helmy.
120 reviews71 followers
November 9, 2025
"وبعينيك أوقدت هند النار أصيلا تلوي بها العلياء
فتنورت نارها على البعد ، بخزازى، هيهات منك الصلاء
أوقدت هند نار الطلح بالصندل واللبان، عند منحنى النيل بين كرمكول وقشابي فتنورها الغريب النازح وراء تخوم بحر الروم. اوقدتها أيام عدل الوقت كما يقول الحردلو (محمد أحمد عوض الكريم ابو سن). كانت السواقي تدور والضروع ملأى والحقول مخضرة والديار عامرة والزمان يبتسم بوجه طفل"

صحبة ممتعة وحديث لا يمل من السوداني الجميل الذي يوما بعد يوما تتوطد صحبتي به وبهم وأتمنى لو يتاح لي في الحقيقة التعرف على بعضهم وهم إخواننا أهل السماحة واللطف والجمال كله، لطف الله بهم ونجاهم من شرور العالم الكريه الذي نحيا في ظلاله وأبى إلا تشريدا لهم وتدميرا لبلادهم.

حديث ممتد عن أبي الطيب واستحياء لشعره في نفسي وذلك الحوار الدائب الذي شغل به الدنيا والناس حوله وآخره ما كان من النفار حول نسبه والمشاكسة التي نشبت بين طه حسين ومحمود شاكر و الرجلان حبيبان للقلب من أصدقاء المراهقة والشباب، مشاكسة تعرفها من طباع طه حسين التي لا تفارقه والتي بقدر ما تستفز النفس أحيانا بقدر ما يستمتع بها المرء ويبصر في ثناياها تلك النفس المتوثبة التي لا تكاد تهدأ وإنما أبدا تسعى في حاشية من الرهج الذي تثيره من حولها تجاه كل شئ، عاصفة ولكنها عاصفة نحبها رغم قسوتها على أبي الطيب، أبهجني أن شيئا من تصوري وجدت مصداقه لدى الطيب ذلك أني وعلى حبي لطه فكنت أرى كتابه ليس بالكتاب المناسب للدخول على عالم أبي الطيب ذلك أنه لا يتعاطف معه ولا يميل إليه إن لم نقل أنه يبغضه ويزدريه ومثل تلك العواطف تحجب المرء عن التدسس في شعر الرجل واستيعاب روحه الهائلة ولا يصلح له مدخلا إلا محبوه كمثل أبي العلاء او ابن جني او مؤخرا محمود شاكر، ذلك أن أبا الطيب جعل على روحه حجابا وجدارا من كبرياء وبأو سرعان ما يصطدم المرء بها فتنفره منه وتصرف عنه وهي إنما كانت دوما قشرة يستر من وراءها هشاشته وارتيابه في زمنه ومخاوفه وإخفاقه الهائل على قدر موهبته الضخمة والتي لا تني تضخم من مرارة الشعور بهذا الإخفاق..
هون على بصر ما شق منظره فانما يقظات العين كالحلم
ولا تشك إلى خلق فتشمته شكوى الجريح إلى الغربان والرخم
سبحان خالق نفسي كيف لذتها فيما النفوس تراه غاية الألم
الدهر يعجب من حملي نوائبه وصبر نفسي على احداثه الحطم
وقت يضيع وعمر ليت مدته في غير أمته من سالف الأمم
أتى الزمان بنوه في شبيبته فسرهم وأتيناه على الهرم!
سعدت بالاتفاق سعادة كبيرة زاد منها ذلك الشعور العميق بأني اطأ في كل خطوة ومع كل صفحة بلادا بعيدة من ذكرياتي القديمة، لم يكن أبو الطيب عندي شاعرا بل الشاعر بالتعريف، الشاعر الذي ختم على زمن من زمني بوسمه فصرت اميز به بعضا مني ومن نفسي (أروح وقد ختمت على فؤادي بحبك أن يحل به سواكا.. كما قال قديما) ، مع كل قصيدة ذكرى وخاطرة وحديث في النفس، حديث الفتى الغر أول عهده بالأدب وطلبه والشعر وعروضه ومعانيه وشراحه، فتنة ساحرة وجذوة كلما رنوت لها في ماضي وتذكرت اشتعالها المتألق ونورها الوهاج وحرارتها حننت حنينا طويلا واعتادني الطرب لكن لحديث الذكريات موضع آخر أرجئه إلى حين.

أقول فصل الطيب تفصيلا جميلا في ذلك النزاع حول نسب ابي الطيب وابان بيانا شافيا حول تحيزات الدكتور طه والفرق في رؤيته للرجلين أبي العلاء وأبي الطيب وكيف كان ينظر لأحدهما بعين المحبة والرضا التي تغفر كل شئ وتلتمس لكل عيب وزلة عذرا وللآخر بعين التصيد والازدراء التي ترى حتى في المناقب والافضال مذاما ومثالب! لكن اللطيف في الكتاب كذلك ذلك المزج الجميل لأشعار اهل السودان وعاميتهم العالية كمثل شعر الحردلو وقد استمتعت بذلك غاية المتعة وشعرت به يؤلف بيني وبين تلك النواحي من الثقافة الشعبية التي نشترك معها في رباط اللغة والدين والعروبة والنشأة على ضفاف النيل أخوة.
" ود الأريل الضارب مقنه
جني الغزلان بكي وأماته جنه
الناس الكبار أصل آبيحنو
شوف العين علينا محجرنه
تقول لا كان صغار، لا الغي عارفنه

ود الأريل، كما يتضح في البيت الثاني في الأغنية السودانية، هو طفل الظبية، الطلا، يكنى به عن المحبوبة، والقن والمقن فصيحة تعني الخدر الذي يستر الظبية كما يستر الفتاة فلا يوصل إليها.
وجد الحردلو الظباء في نشاط ومرغ، تنط وتتسابق ويطرد بعضها بعضاً. فرحة دون سبب، أو بسبب الفضاء الواسع حولها، وإحساسها بالحرية الكاملة، وقوله «فرحان وعاجبه خلاه، من شريف القول، فالظباء أيضاً تعشق الحرية.
إنما الظبي الحبيس في خدره في تلك الأغنية، بكي، فأسرعت أمهاته إليه يسألنه، أو يسألتها عن سبب بكائها. والسبب لا يخفى، وهو نفسه السبب الذي جعل الفتى في الأغنية اللبنانية، يذهب متلصصاً آخر الليل. لذلك تقول الأغنية السودانية، إن «الناس الكبار» - الآباء والأمهات - لا توجد رحمة في قلوبهم، كأنهم لم يكونوا في يوم من الأيام صغارا، ولم يذوقوا عذاب الحب والحب عندنا هو «الغي» من الغواية، ولعله كذلك، ولكنها غواية قل أن يسلم منها أحد."

كلام جميل دافئ يحرك الاشجان في الصدور والقلوب، وكأن ذلك الجمال لم يكفه فشرع في عدة فصول يتناول شعر ذي الرمة (وهو شاعر حبيب قديم كتب عنه الأستاذ شاكر ثلاث مقالات هي من عيون ما كتب استنطق فيها روحه ولم تزل مذ قراتها اول مرة من أجمل ما قرأت في حياتي وأعذبه) فيبعث فيه حرارة ويضفي عليه سحرا يرفعه لمصاف أجمل أشعار العرب بعد أن يفض عنه اغلاق لفظه العسر وحجب اللغة الكثيرة.

" روي عن الكميت الشاعر أنه حين سمع قول ذي الرمة:
أعاذل قد أكثرت من لوم قائل
وعيب على ذي الود لوم العواذل
قال: «هذا والله مُلهَم، وما علم بدوي بدقائق الفطنة وذخائر العقل المعد لذوي الألباب؟ أحسن ثم أحسن». ثم لما سمع البيت:
دعاني وما داعي الهوى من بلادها
إذا ما نأت خرقاء، عني بغافل
قال «لله بلاد هذا الغلام ما أحسن قوله وما أجود وصفه. لقد شفع البيت الأول بمثله في جودة الفهم والفطنة»"

كان تلك جولة في غاية المتعة والرقة والذكاء كذلك فلم يكن الشرح محض تبيان ولكنه إعادة خلق وتوجيه للعين بحيث تبصر مكامن الحسن ومواطن الرقة في ذلك الشعر القديم شعر الرجل الذي توله بالبوادي والفلوات واخلص لها ولوحشها اخلاص المحب المتبتل، رجل صادق الوحش وانصت لها في فيافيها واصغى لحركاتها ولاحظ شعورها ومخاوفها وراح يترجم عنها لنا ما تكابده وتقاسيه (انظر مثلا نعته المثير للثور الوحشي وتجواله في الفيافي وانسه باشجارها وظلالها ثم تعرضه للصياد وكلابه وللمعركة التي نشبت بينهم وكيف انتصر فيها للثور وابقى عليه حريته وعنفوانه، كنت قد استمعت من فترة لصديقة تتحدث عن علاقة العرب بالحيوانات في فلواتهم وترى انها كانت علاقة فيها شئ من الجفاف او فلنقل علاقة فقيرة مقتصرة على نوقهم وابلهم، وددت لو احلتها من ثم على شعر ذي الرمة وكيف وصف الحمر الوحشية او النعام/الظليم وسعيه على بيضه يخشى عليه وغيرها من أشعار العرب التي تشي بحبهم الهائل لبواديهم وتتبعهم لكل تفصيلة فيها بعين المتنبه المحب والمتأمل الذي لا يفوت فيما يراه شيئا الا وينتزع منه ما يخلده في شعره من صور حية نابضة وفلسفة تعين على الحياة كمثل ما فعل أبو ذؤيب في قصيدته النبيلة في رثاء أولاده وكيف انتزع العزاء لنفسه من مشاهد الحياة من حوله والبلاءات التي يخوضها الوحش وكيف تواجه ذلك بتسليم ورضا وتخضع له خضوع من يستسلم للحياة وتصاريفها) أقول ان تلك الفصول من عيون الكتاب وهي بلاشك عندي واسطة عقده.

هَل تَعرِفُ المَنزِلَ بِالوَحيدِ
قَفراً مَحاهُ أَبَدُ الأَبيدِ
وَالدَهرُ يُبلي جِدَّةَ الجَديدِ
لَم يُبقِ غَيرَ مُثَّل رُكودِ
عَلى ثَلاثٍ باقِياتٍ سودِ
وَغَيرَ باقي مَلعَبِ الوَليدِ
وَغَيرَ مَرضوخِ القَفا مَوتودِ
أَشعَثَ باقي رُمَّةِ التَقليدِ

نَعَم فَأَنتَ اليَومَ كَالعَمودِ
مِنَ الهَوى أَو شَبَهُ المَورودِ

يا مَيُّ ذاتَ المَبسِمِ المَبرودِ
بَعدَ الرُقادِ وَالحَشا المَخضودِ
وَالمُقلَتَينِ وَبَياضِ الجيدِ
وَالكَشحِ مِن أُدمانَةٍ عَنودِ
عَنِ الظِباءِ مُتبِعٍ فَرودِ

أَهَلكتِنا بِاللَومِ وَالتَفنيدِ

رَأَت شُجوني وَرَأَت تَخديدي
مِن مُجحِفاتِ زَمَنٍ مِرّيدِ
نَقَّحنَ جِسمي عَن نُضارِ العودِ
بَعد اِهتِزازِ الغُصُنِ الأُملودِ
لا بَل قَطَعتُ الوَصلَ بِالصُدودِ
قَد عَجِبَت أُختُ بَني لَبيدِ
وَهَزئت مِنّي وَمِن مَسعودِ
رَأَت غُلامَي سَفَر بَعيدِ
يَدَّرِعانِ اللَيلَ ذا السُدودِ
مِثلَ اِدِّراعِ اليَلمَقِ الجَديدِ

يعرج من ثم في الأخير على صديقنا الأثير حبيب ابي الطيب، الأعمى البصير الذي نظر إلى ادبه! ابو العلاء.. وقف بنا عنده قليلا وذكرنا بصحبة السيدة الجليلة رائدتنا إلى ابي العلاء ودليلنا إليه، توقف بنا وذكرنا عند حبه لأمه وفقده لها بعد رحلته الشجية إلى بغداد وعجلته في العودة إليها فسبقه إليها الموت واثر ذلك عليه وما كان من اعتزاله اللاحق للحياة في معتكفه بالمعرة
مضت وقد اكتهلت فخلت اني رضيع ما بلغت مدى الفطام
فيا ركب المنون اما رسول يبلغ روحها ارج السلام!
رحمة الله عليك يا صديق كم قاسيت من مكابدتك جهادا! ثم انثنى للحديث عن علاقته الملتبسة بالمرأة في لزومياته واشار بذكاء لذلك الارتياب والخوف ومنها وسوء الظن فيها ونبه لأثر افتقاد العلاقة بها والخوف من اثر علته على حكمه وانطباعه، ثم مضى يبسط القول في شاعرية اللزوميات وذلك الراي الذي ابداه الدكتور طه حسين فيها وعارضه فيه مارون عبود وقد سعدت كذلك بنقده لكتاب مارون عبود وقد قرأته قديما فلم يعجبني على حبي للرجل وتعلقي بنقوده وآرائه وأسلوبه، على كل حال فإنه مضى ايضا يشير لكتاب معجز احمد المنسوب لأبي العلاء ورحلة تحقيقه وحقيقة نسبته و دلالة روحه واسلوبه على صاحبه وختاما عاد من جديد لأبي الطيب في التفاتة مودع وسلام مفارق فحزنت له على امل العودة للقاء قريب من جديد!

بروحي تلك الأرض ما أطيب الربى وما أحسن المصطاف والمتربعا
واذكر ايام الحمى ثم أنثني على كبدي من خشية ان تصدعا
وليست عشيات الحمى برواجع ولكن خل عينيك تدمعا
كأنا قد خلقنا للنوى وكأننا حرام على الأيام أن نتجمعا!

وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ما هلت الديم وما جرت على المذنبين أذيال الكرم
Profile Image for Mohammed Ibrahim.
2 reviews
Read
October 13, 2012
كان ولا زال ابو الطيب يحتل هرم الشعراء عندي لكلماته وقع خاص لدي وزادها تآلقا عبارات اديبنا الكبير الطيب صالح رحمه الله القا علي الق
Profile Image for Faleh Alshamary.
107 reviews3 followers
May 15, 2017
كاتب عظيم عن شاعر عظيم عندما يكتب الطيب صالح عن المتنبي لمحبي الشعر وأبو الطيب هذا الكتاب الممتع
Profile Image for Hamza Saad Abdelwahab.
64 reviews5 followers
June 16, 2021
‏كتاب جمع فيه الطيب صالح بين المتنبي و ذي الرُمة و الحردلو والمعري وغيرهم يتغنى بأشعارهم يقارن ويزجي على معانيهم ألقاً .

لا تختزلوا الطيب صالح في روياته فقط ؛ فإن لنثره عجبا ❤ .
Profile Image for Abdallah Moh.
374 reviews15 followers
June 29, 2022
اذا كنت من عشاق المتنبي فهذا الكتاب لك

أما انا فأني لست من رابطة عشاق المتنبي .. ولكني عاشق لقلم الطيب صالح

الطيب صالح انتقل فينا في مقالات هذا السفر اللطيف من جمال الى حلاوة في الاسلوب والشرح والتعليق مع خفة دم وظرافته

كنت معجب بالطيب صالح واكاداكون قرات معظم رواياته

ولكن مع الكتاب هذا أحببت الطيب صالح لحاجة وجدتها في روحه

الحديث عن الطيب صالح ذو شجون .. فلن اطيل

أكثر ما اثار اهتمامي هو , مقاله عن طرح محمد زكي عن بردو البصيري وبردة شوقي .. وتعريته لفكر محمد زكي
Profile Image for مازن جعفر.
68 reviews
April 11, 2018
الكتاب جيد ويستعرض فيه الطيب ثقافة واسعة في الأدب العربي عموماً ومن المقاطع الجميلة في الكتاب إشارته إلى من توسعوا في أدب المتنبي كمحمود شاكر وطه حسين والنزاع مابينهما ومدخلية الحب والبغض في النقد

ما ساءني في الكتاب هو تشتت الطيب في بعض الفصول و إيغاله في أمور بعيدة عن المتنبي
Profile Image for Mohammad Alrasheed.
297 reviews30 followers
October 4, 2022
نظلم الطيب صالح عندما نحصره في الرواية ولا نشير لغير موسم الهجرة إلى الشمال. ومن يقرأ هذا الكتاب يعرف الطيب على حقيقته. أديب متنوع متعمق في التراث العربي. يمتعك في الشعر والنثر كما يفعل في الرواية. وهذا الكتاب الممتع دليل على ما ذكرت
Profile Image for Fahad Al Owaisi.
11 reviews
Read
May 16, 2017
من أروع ما قرأت ، جميل جدا كأنه يشاكس المتنبي في سمائه يأخذك لتعيش لحظاته
وفيه تنقيب وتدقيق في شروح الأبيات الرائعة التي يختارها
لا تمل من مواصلة قرأته ففي صحبة المتنبي ورفاقه وتعليقات الطيب صالح أنت في رحلة ممتعة جميلة كجمال شعر المتنبي
Displaying 1 - 18 of 18 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.