النيل والفرات: يبحث هذا الكتاب في موضوع كثر القول فيه، وهو نشأة الشيعة والتشيع وتعدّدت الآراء بشأنه وتباينت، وأثيرت في سياقها أسئلة كثيرة مثل: كيف ولد التشيع؟ ومتى؟ وكي وجدت الشيعة؟ الخ... ويحاول السيد الإمام الصدر أن يجيب على هذه الأسئلة وأسئلة أخرى تتولد منها، بأسلوبه المعروف، المتصف بحسن العرض وتدرّجه المنطقي، وبسهولة العبارة ورصانتها ودقتها في آن، وبقوة الحجة وتعدد مصاردها: شرعية وتاريخية وعقلية الخ...
وهكذا يقيم هذا الكتاب حواراً تاريخياً وعقلياً مع القارىء، فيشاركه في طرح الأسئلة، وفي البحث عن إجابات لها، ويخلص وإياه إلى نتيجة مقنعة، تسهم في بيان حقيقة ما جرى بعض الباحثين على قوله في شأن الشيعة والتشيع، من أقواله يدحضها الواقع التاريخي والتفكير الموضوعي الرصين.
ولأهمية هذا البحث اعتنى بتحقيق هذه الطبعة التي بين أيدينا، كما اعتنى بالتعليق على بعض المطالب الواردة فيها وذلك توضيحاً للمطالب أو تعزيزاً بالأدلة والشواهد.
السيد محمد باقر الصدر فقيه ومفسر، ومفكر شيعي وفيلسوف، وقائد سياسي عراقي. درس العلوم الدينية عند كبار علماء الحوزة العلمية في النجف الأشرف واستطاع أن يصل إلى مرتبة الاجتهاد قبل سن العشرين. وبدأ بعدها بتدريس العلوم الدينية في حوزة النجف الأشرف. وفضلا عن تدريسه للعلوم الدينية، كان مؤلفاً في مجالات مختلفة من العلوم الإسلامية، كالاقتصاد الإسلامي، والفلسفة الإسلامية، وتفسير القرآن، والفقه، وأصول الفقه، إضافة لكتابه في نظرية المعرفة وهو الأسس المنطقية للاستقراء . ولم يكن الصدر غائبا عن الحياة السياسية، فقد أسس حزب الدعوة الإسلامية، وأصدر فتواه الشهيرة بحرمة الانتماء لحزب البعث العربي الاشتراكي، كما أنّه أول من دعى إلى اسقاط نظام البعث.
درس السيد محمد باقر الصدر فلسفة صدر المتألهين عند صدرا البادكوبي؛ كما درس الفلسفة الغربية إلى جانب الفلسفة الإسلامية. وللشهيد الصدر مطالعات كثيرة في مجالات مختلفة كالفلسفة والاقتصاد، والمنطق، والأخلاق، والتفسير والتاريخ. وهو المؤسس لمنطق الإستقراء.
مؤلفاته: فدك في التاريخ غاية الفكر في علم الأصول فلسفتنا اقتصادنا الأسس المنطقية للإستقراء المعالم الجديدة للأصول بحث حول الإمام المهدي بحث حول الولاية الإسلام يقود الحياة المدرسة القرآنية دور الأئمة في الحياة الإسلامية نظام العبادات في الإسلام بحوث في شرح العروة الوثقى دروس في علم الأصول(الحلقات) الفتاوى الواضحة(رسالة عملية) البنك اللاربوي في الإسلام المدرسة الإسلامية موجز أحكام الحج حاشية على منهاج الصالحين للسيد الحكيم حاشية على صلاة الجمعة من كتاب شرائع الإسلام حاشية على مناسك الحج للسيد الخوئي بلغة الراغبين (حاشية على الرسالة العملية للشيخ مرتضى آل ياسين)
*في البداية هذه المراجعة عن تجربتي مع القراءة هذا العام، بها الكثير من الحديث الشخصي الذي لا يرتبط كثيرًا بالكتاب لذا وعلى غرار الأستاذ المسيري حين قال عن سيرته أنها سيرة غير ذاتية وغير موضوعية، فهذه المراجعة سيرة قرائية مغرقة في الذاتية وشبه موضوعية. ومن يريد قراءة ما يخص هذا الكتاب فقط، فسيجده في نهاية المراجعة.
كنت قد قرأت في بداية هذا العام للإمام الصدر كتاب "فلسفتنا"، أقول كتاب بخجل شديد لأنني أشعر أن "فلسفتنا" من القيمة بمكان أن كلمة كتاب هذه لن توفيه حقه ولن تصف مدى روعته. وأنا اكتب ظللت افتش عن كلمة أخرى مناسبة ولم أعثر عليها، ماذا عساها أن تكون هذه الكلمة؟ سفر، ملحمة، أم ماذا؟ ربما يظن البعض- ممن قرأ فلسفتنا أو لم يقرأها بعد- أنني أبالغ في الوصف بعض الشيء، لكن هذا الوصف استمده الكتاب من قيمته في نفسه وما يحويه من قيمته ومكانته لديّ وفضله الجمّ عليّ. هذا الكتاب بشكل مباشر أو غير مباشر كان سبب في "الطفرة" التي حدثت في نوعية قراءاتي، وأقول طفرة لأنه نقطة فاصلة بين نوعين من القراءات لا يمت أي منهما بصلة من قريب أو من بعيد للنوع الآخر. طفلة صُدمت بمدى الفراغ الشاسع في رأسها الصغير، وفزعت أكثر حين أدركت أن ما تقرؤه يزيد من رقعة هذا الفراغ بدلاً من أن يمحيه أو حتى يقوم بتقليصه، حينها أقسمت أن أكون أكثر انتقائية في اختياراتي وألا ابدأ في قراءة كتاب أعلم منذ البداية أنه تافه أو لن يُضيف ليّ شيئًا جديدًا. كنت دائمًا ما افتش عن الكتب التي تتناول أشياء لا أعرف عنها معلومة واحدة، حتى تفتح ليّ آفاق جديدة لكتب أخرى تتعلق بنفس الموضوع فاقرأ فيه أكثر حتى ابتعد عن نقطة الجهل- على حد تعبير العقاد – فيما يتعلق بهذا الموضوع خاصةً. هذه الطريقة التي دائمًا ما الجأ إليها في كل حالة فتور من القراءة، حين استمر في قراءة كتب عن موضوعات أعرف عنها مسبقًا (الكثير أو القليل) فيتوقف الشغف وأشعر بكسل رهيب يجتاحني حيث أن القراءة لم تعد تضيف ليّ سوى المتعة والتراكمية؛ وأنا على ما أنا عليه في هذه المرحلة من الجهل الشديد لم يكن بالطبع من أولوياتي سوى تقليص وتقليل هذا الجهل الذي يخنقني. فيصبح معها المتعة والتراكمية ترف يأتي في مرتبة أدنى، ربما يصبحا من الأولويات؛ لكني أزعم أن هذا يحدث في مرحلة متقدمة لن أصل إليها إلا بعد عدة سنوات من القراءة المنهجية والانتقائية، المتواصلة والمنتظمة. فصرت انفق وقتًا كثيرًا في عمل الخطط والرفوف وتنظيمها، ما يجب عليّ قراءته وما يجب عليّ تأجيله حتى يكبر عقليّ وما يجب أن اتجاهله فلا أشغل قائمتي به من الأساس. ثم بدأت فعلاً بالقراءة الانتقائية هذه، قرأت كتب أصعب وأكبر منيّ وكتب أخرى لم أكن أحلم يومًا بوضعها في قائمة قراءاتي فضلاً عن البدء فعلاً بقرائتها فكنت أنهي بعضها (وأنا أشعر بالفخر) واتوقف عن استكمال بعضها دون ذرة واحدة من الخجل، كنت أترك الكتب التي لم أستطع استكمالها جانبًا وأنا أدرك تمامًا أنني حتمًا سأعود لها مرة أخرى بعقل أكبر وأكثر عمقًا. كان شغفي مجنون تحمله جرأة مشوبة بحمق، لكنني أزعم أنني نجحت في أن أصل إلى مرادي ولو بنسبة قليلة ستزداد بمرور الوقت والعمر. بالطبع كان هناك الكثير مما قرأت لم افهمه بشكل صحيح وكامل، لكن كنت كلما قابلني شيء كهذا أردد جملتي الأثيرة "فهم النص لا يتأتي إلا بمزيد من الغوص في النص" والتي لا أعلم من أين انبثقت إلى ذهني، أسبق ليّ قرأتها وإذا كان ذلك كذلك فأين ومتى؟ على كل؛ كنت أرددها فلا أترك الكتاب كي اقرأ شيئًا أكثر تبسيطًا فيما يخص موضوع الكتاب، بل أحاول أن اغوص في أعماق الكتاب حتى افهم منه بالقدر الذي يستطيع عقلي استيعابه مهما كان هذا القدر قليلاً. وبتطبيق مبدأ التراكمية؛ فكنت حين اقرأ كتاب آخر يتعرض لنقطة لم افهمها حين قرأتها في كتاب سابق فإن عقلي سرعان ما يربط بين الإثنين وتتسع رقعة فهمي رويدًا رويدًا. ليس فقط الكتب التي تصدم جهلي معرفيًا، بل أيضَا تلك التي تصدمني إيدلوجيًا وتقوم بزعزعة كل المسلمات والمعتقدات التي تتبناها وتضعك في مواجهة مع الاختلاف والتناقض ومحاولات فهمها بل وتقبلهمها. تلك الكتب التي دائمًا ما أصفها بأنها "تعبث بالعقل" وتتركني صريعة تساؤلات كثيرة عليّ البحث عن إجابات عنها، ربما الجميع يقرأ كي يحصل على إجابة لتساؤلاته وأنا- بغبائي المعتاد- أبحث عن مزيد من علامات الاستفهام واتجاهل الأجوبة حتى اتعثر بها صدفة في رحلة البحث. ربما لم يكن كتاب فلسفتنا السبب في كل ذلك ولا يعدو كونه عامل من عوامل أخرى كثيرة ساهمت في مساعدتي على بلورة القراءة بالنسبة ليّ في صورة منظمة ومتناسقة، لكن كما قلت هو أحد النقط الفاصلة التي تذكرني بتلك المرحلة التي لازالت في طور التكوين على كل حال. لمَ أذكر كل تلك الثرثرة التي ربما لا تعنيّ أحد في شيء ولا تهم أحد غيري؟ الهدف الأول والأساسي كان التقييم السيء لهذا الكتاب، الذي ربما سيُحمل على أنه تقييم إيديولوجي لشخص سنيّ يقوم بتقييم كتاب لشيعي وعن الشيعة وهو ما يختلف جملةً وتفصيلاً عن أسباب التقييم الفعلية. فكيف سأقيم كتاب للإمام الصدر هكذا بتعصب محض بعد كل ما ذكرته من فضله وفضل كتابه عليّ والهدف الآخر هو أنه لم يسعني الكتابة عن تجربتي القرائية لهذا العام في موضوع منفصل ولم تأتي الفرصة في أي من المراجعات السابقة، فقررت ألا اكتب عنها من الأساس- رغم أنها سنة هامة بالنسبة ليّ وكنت أريد بالفعل تسجيلها وتوثيقها، أو حتى جزء منها لولا الكسل والخجل- إلى أن سنحت الفرصة في هذه المراجعة. لابتعد عن الذاتية وأعود للموضوعية، الكتاب مقسم إلى فصلين: الفصل الأول بعنوان؛ نشأة الشيعة والتشيع وهو عنوان يتناقض تمامًا مع محتوي الفصل الذي كان أفضل عنوان له في رأيي "اثبات إمامة عليّ"، فالفصل مقسم إلى ثلاثة مباحث لثلاث فرضيات يفترضها الإمام الصدر (وهنا يظهر التأثر بخلفية الصدر الفلسفية والكلامية). الفرضية الأولى هي اهمال أمر الخلافة (الموقف السلبي)؛ وفيها يحاول توضيح مدى اهتمام الرسول بتعليم صحابته وأمته ودرء الفتن والشبهات عنهم إلى الدرجة التي لا يمكن أن نقول معها أنه توفي دون أن يوصي بخليفة من بعده ليحمي المسلمين وهم بعد أمة حديثة العهد من الخلاف والتطاحن. وأن هذا الموقف سلبيّ يجب أن ينزه عنه الرسول، هو اتهام خطير وغير مباشر لكثير ممن يعتقدون أن الرسول لم يوصي لعليّ لا بنص خفيّ ولا بنص جليّ وأن كل ما ذُكر عن الرسول عن عليّ إنما هو في فضل عليّ وليس وصايته. الفرضية الثانية هي نظام الشوري (الموقف الإيجابي)؛ ورغم أنه يعتبره موقفًا إيجابيًا لكنه لم يتحقق على أرض الواقع لا في اجتماع السقيفة ولا في استخلاف عمر لستة من بعده وهو ما لم يعطي الحق لجمهور المسلمين ولا حتى الصفوة منهم في الاختيار، وهو هنا إذا قام بدحض فكرة "الشورى" ونظام اختيار "أهل الحل والعقد" كما يسميه أهل السنة، فقد نسي أو تناسى فرضية جواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل لدى الشيعة الزيدية وهو ما يجعل هذا المبحث والمبحث الذي يليه الذي يتعلق بالاختيار والتعيين لا طائل منهما ولا فائدة. الفصل الثاني يتضمن أيضًا ثلاثة مباحث أخرى، وصراحة لا أعلم ماذا كان يريد أن يقوله أو يضيفه بعد، الفصل محاولة للتفرقة بين اتجاهين في مسألة إمامة عليّ ما بين التشيع واللاتشيع ثم التفرقة بين التشيع نفسه ما بين تشيع روحي وتشيع سياسي وجواز التفرقة من عدمها. لا يوجد بهما شيئًا ذا بال فأغلبه تكرار لأشياء سبق ذكرها في المباحث الأولى، والكتاب كله- بالملحق الذي يليه والذي اختص به المحقق نفسه بلا وجه حق- على الرغم من صغره به الكثير من التكرار. وحصر نشأة الشيعة والتشيع بأكملها في الجزء الخاص بما بعد وفاة النبيّ واستخلاف عليّ من عدم استخلافه، وهو ما جعل هناك خلل كبير في البحث فتجاهل جزء كبير من حياة التشيع- هو في رأيي الخاص السبب الرئيسي لنشأة التشيع وبلورته- منذ الدعوة لسبّ عليّ بأبي تراب وثورة الحسين ومذبحة كربلاء مرورًا باضطهاد الأمويين والعباسيين للعلويين وقتل وسجن آل البيت وأئمته. وتجاهل أيضًا فرضية تأثر الشيعة بالفرس، وإن كان الإمام الصدر يرى أن التشيع نشأ منذ وفاة النبي فقط فكان عليه على الأقل ذكر الفرضيات الأخرى حتى من قبيل دحضها وتفنيدها. في رأيي البحث ركيك وضعيف، وإن كان هدفه الدفاع عن الشيعة أو التقريب بينهم وبين الفرق الأخرى أو أيًا ما كان هدفه فهو لا يصلح لا لهذا ولا لذاك. وهو ما لم اتوقعه ابدًا في كتاب لباقر الصدر الذي أبهرني بحججه ومنطقه في فلسفتنا، وهو ما جعلني حين اقترح صديق موضوع الشيعة لنتشارك القراءة عنه أسارع بترشيح الكتاب. وأشدد على ضرورة القراءة للشيعة أنفسهم- ولأي فرقة أو مذهب أو حتى وجهة نظر بصفة عامة- قبل أن نقرأ عنهم من غيرهم أو من أعدائهم.
كتاب شديد الأختصار-بشكل مخل-بالنسبة لموضوع بهذا الحجم و الخطورة و الأمتداد التاريخي،لكنه جيد كبداية لكسر حالة العداء النابعة من فكرة"الأنسان عدو ما يجهل" حيث يتجه الكاتب نحو زلزلت تصورات السني السابقة ناحية الشيعة-وللحق أغلبها باطل-و فتح عيونه على وجود جانب منطقي يدعم الفكر الشيعي في نهوضه كنتيجة مفهومة لغليان الأحداث في الفترة المبكرة من عمر الدعوة ما بعد أرتقاء محمد،بدا هذا الجانب أوضح ما يكون في أعتماده على تأصيل كلامه بمصادر سنية في أغلبها-تكاد تكون كل المصادر كذلك.
الكاتب يقول بأختصار أن :من غير المستساغ أن يكون النبي ترك القيادة من بعده دون تعين لأشخاص أو على الأقل أسلوب مناسب لأختيار خليفته-ثم يفند فرضية أنه تركها شورى-،و هو على كلا أستخدم أدلة منطقية تستحق التأمل و أعادة التفكير و يخلص من بعدها ألى أن النبي بالتأكيد قد حدد من يخلفه، و هو مع ذلك يرى أن الجيل الأول من الصحابة لم يكونوا مؤهلين لتحمل عبأ رسالة محمد بعد موته بكاملها سواء من ناحية القيادة السياسية أو الفكرية-لاحظ أنهم لم يكفرهم أو يفسقهم-و لكن كانوا فقط مستعدين ليكونوا جيش القيادة و التي يقول أنها كانت موصاة من النبي لعلي و من بعده نسله الأطهار.
مدخل مبدأي لفهم الفكر الشيعي و يليه قراءات أكثر تعمقاُ بأذن الله.
الكتاب صغير الحجم, محدود المعلومات, و مختصر . بالتالى هو لا يفى بالغرض لأجل هذا الموضوع الكبير و قد أحسست فى بعض أجزاءه بأنه يحتوى على تلك الحماسة الأحادية الجانب و الأتجاه التى تميز أنعدام الحياد و إن كنت لا أستطيع وصف الكتاب بالتعصبى فالكتاب فى النهاية يقدم مذهب كبير و ليس دراسة مقارنة هذا الكتاب هو من نوع المنشورات الدعائية التى تصدرها الدول التى تقوم بنشر مذهبها الدينى فى المنطقة, فهو كتيب صغير, أنيق, ذو طبعة فوق متوسطة, و يحتوى الغلاف على ألوان تلفت النظر, و سعره بسيط, و مخصص للمبتدئين الذين لا تتوفر لديهم أى معلومات بالمرة عن الموضوع أو مشوش عليهم بمعلومات مضللةو مغلوطة من طرف أصحاب المذهب المنافس . بالتالى هو يهدف لكسر حاجز الخوف و التردد من الموضوع و من ثم الجذب إليه بعد ذلك . لذلك فى رأيى يمكن تخطى مثل هذه الكتب و التوجه الى المصادر الأكثر ثراء مباشرة
هذا الكتاب هو بحث موجز كتبه السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) تصديراً لكتاب "تاريخ الإمامية وأسلافهم من الشيعة" لمؤلفه الدكتور عبد الله فياض، ولأهمية هذا البحث فقد نُشِر ككتاب مستقل وتحت عناوين مختلفة منها: ”التشيع ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية” و ”بحث حول الولاية”.
في هذا البحث يحاول السيد الصدر (قدس سره) أن يعالج قضية التشيّع ويفسّرها على أنها ظاهرة طبيعية في إطار الدعوة الإسلامية، ويفسّر ظهور الشيعة كاستجابة لتلك الظاهرة الطبيعية، على عكس ما جرى بعض الباحثين على دراستة باعتبار أن التشيع ماهو إلا ظاهرة طارئة في المجتمع الإسلامي وقد ساهمت أحداث وتطورات إجتماعية على مر الزمن في نشوء هذا الاتجاه المذهبي وتطوره!
وكعادة السيد الصدر في كل كتاباته فقد انتهج المنطق العقلي والإسلوب البيّن والحجة الرصينة في بحثه مستدلًا بالأحاديث والوقائع التاريخية الموجودة في كتب الفريق الثاني ليثبت بما لا يدع مجالًا للشك صدق كلامه ورجاحة إستدلالاته وصواب تفسيره، وعلى الرغم من وجازة البحث واختصاره إلا أنه قدّم الخطوط العامة لتفسير نشأة التشيع والشيعة تفسيرًا منصفًا لا حيف ولا لبس فيه.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول؛ نشأة التشيع، ونشأة الشيعة، وملحق للفصلين السابقين، وكان هذا الأخير بقلم محقق البحث الدكتور عبد الجبار شرارة، وكان الفصلان الرئيسان بقلم الشهيد الصدر.
تحدث القسم الأول -نشأة التشيع- عن المباحث التي تتعلق بتصرّف النبي محمّد (ص) تجاه الأمةِ لتهيئتِها بعد رحيله، وتناولَ ثلاثةَ احتمالات أولها كان إهمال أمر الخلافة، وثانيها ترك الأمر شورى للناس، وثالثها التعيين والاختيار للخليفة، حيث دحض الاحتمالين وانتهى بإثبات الأخير.
كان قسم نشأة الشيعة يتحدث عن ثلاثة مباحث أيضًا، الأولُ عن نشوء اتجاهين رئيسين في حياة النبي (ص) كان أولهما يتبع الدين كما هو وهو منهج أهل البيت عليهم السلام، أما الثاني فكان يتخذ في بعض المسائل سبيلًا بالاجتهاد على النص والتغيير، وتناول المبحث الثاني مسألة المرجعية الفكرية والمرجعية القيادية، وبيّن في المبحث الأخير موضوع التشيّع الروحي والتشيّع السياسي.
ولم يختلف ملحق البحث عن الفصلين السابقين من حيث عدد المباحث؛ فقد احتوى ثلاثةً أيضًا، ووضح بإيجازٍ الإعداد الفكري والتربوي للإمام علي (ع) على يد النبي محمّد (ص) في المبحث الأول، وشرح باختصارٍ إعداد الرسول (ص) للأمة وتهيئتها لتولّي الإمام علي (ع ) للخلافة في المبحث الثاني، وختم في المبحث الثالث بمدخلية لاختصاص الإمام علي (ع) بالمعرفة القرآنية في الإعداد لخلافته.
الحجج في الكتاب مقنعة تمامًا، وما يميّزها أن جميع المصادر المستخدمة فيها هي من كتب أهل السنة، الأمر الذي يدعو إلى التعقّل في الحجج وحملها على محمل علمي، وكم عجبتُ لمن علّق على هذا الكتاب وذمّه في مراجعته واصفًا إياهُ بكتابٍ من كتب الضلال، فالمصادر موجودةٌ من كتب السنة المعتبرة، والكلامُ فيهِ بالعقل والمنطق فلا أدري عن أي ضلالٍ يتحدّثون، ولكن أقول {إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}.
أربعُ نجومٍ للكتاب لأنّه ممتازٌ ليبدأ بهِ مَن كان مهتمًّا بمحاوره، ليبدأ فقط وليس ليغوص في العمق، ولكن سأعطيهِ ثلاث نجومٍ في نفسي لأنّي شعرتُ بالخيبة من عنوانه، كنتُ آملُ أن أقرأ بحثًا عميقًا عن لفظة الشيعةِ ومصاديقها، عن نشأتها منذ زمن آدم، عن الأنبياء بعده انتهاءً بآخر الزمان، وربما كنتُ أبالغُ في توقعاتي، لكنّي أعتقد بوجودِ عنوانٍ أفضلَ من الحالي يتعلّق بأمر الخلافة والقيادة يمكن له أن يلبّي توقعات القارئ ويجنبه المبالغة، وأعرفُ أن علاقة العنوان الضعيفة بالمحتوى كانت لأنَّ كاتب الكتاب الشهيد الكبير الصدر لم يكن هو الذي وضع عنوانه، بل كان اجتهادًا مشكورًا من الذي حقق الكتابَ وعلّق عليه.
برخلاف انتظار اولیهم واقعا تجربهٔ جالبی شد خوندن این کتاب. باید اعتراف کنم که تنها هدفم از خوندن این کتاب صرفا این بود که مدتها بود میخواستم با نویسندهش به عنوان یکی از نامدارترین متفکرین معاصر شیعه آشنا شم و از شانس خوبم تو یه دست دوم فروشی یه سری کتاب کوچیک ترجمه شده قدیمی از ایشون دیدم و بدون سوا کردن خریدمش. موقعی هم که خوندنش رو شروع کردم انتظار چندانی نداشتم ازش: متن کتاب اصلا دغدغهم نبود و صرفا دنبال نکات فرامتنی مثل شیوه استدلال نویسنده بودم. کتاب تا نیمه اولش (که ترجمه کتاب شهید صدر بود) طبق انتظارم جلو رفت: چیز زیادی برام نداشت ولی گهگاه از گوشه و کنارهایی بارقههایی از نبوغ و نوآوری شهید رو میدیدم. چندتایی هم نکته جالب و قابل بحث مطرح کرده بود که اصلا مسئلهم نیستن اینجا.
وقتی متن کتاب تموم شد یه اتفاق فوقالعاده جالب و هیجانانگیز افتاد: مترجم آخر کتاب متن نامهای شخصی از دکتر شریعتی رو در نقد این کتاب آورد و یهو یه کتاب روتین یکنواخت تبدیل شد به صحنه یه مناظره و مباحثه علمی سه جانبه بین نویسنده (تو متن کتاب)، دکتر شریعتی (تو نامهش) و مترجم تو پانوشتهایی (در رد و تایید هر دو متن) که به هر دو اضافه کرده بود. این صحنه فوقالعاده بود. نظیرش رو تو هیچ کدوم از کتابایی که تو عمرم خوندهبودم ندیده بودم. یه بحث کاملا محترمانه ولی علمی و جدی حول متن شکل گرفته بود که جاش واقعا کمرنگه تو مباحثات امروز ما. چند تا نکته جالب دیگه هم به ذهنم رسید:
به نظر میرسه تا قبل از انقلاب شیعه (لااقل تو ایران) دغدغه جدیای داشت که با اهل سنت وارد مباحثه و گفتگو بشه و باهاشون تعامل کنه. واقعا خودش رو جزئی از یه پیکره اسلامی میدید که نیاز به تعامل با اجزای بزرگتر از خودش داره. هم شهی صدر هم دکتر شریعتی و هم مترجم واقعا براشون مهم بود که نگاه جامعه سنی رو به شیعه تغییر بدن و اصلاح کنن (مثل دغدغه خیلی از اسلافشون). احساس میکنم الان دیگه خودمون رو مسقل و بینیاز از جامعه سنی مذهب میدونیم که شاید بده.
باز تا قبل از انقلاب اینقدر خیالمون نسبت به جامعهمون و داراییهامون راحت نبود. ظاهرا بازاندیشی تو مسائب دینی و جواب دادن به مسائل جدید با رجوع به دین اولویت یک (یا نزدیک به یک) خیلی از علما بوده. وقتی این کتابهای قدیمی رو میخونم به وضوح میبینم که بزرگترین متفکرانمون خودشون رو ملزم میدونستن به تغییرات به صورت جدی پاسخ و واکنش نشون بدن.
از همه جالبتر این که میدیدم سه تا از مطرحترین متفکران شیعه با چه جدیتی دارن راجع به یک حادثه در ۱۴۰۰ سال پیش بحث میکنن و با جدیت تمام از زوایای مختلف واکاویش میکنن صرفا برای اینکه به مسائل امروزشون جواب بدن. یاد یه بخشایی از این مقاله ترجمان افتادم: http://tarjomaan.com/barresi_ketab/8558/
پ.ن. نیمه اول نامه دکتر شریعتی کاملا شخصی و خطاب به مترجم بود که لحن و محتواش واقعا تکون دهنده بود: تا الان شریعتی رو اینجوری ندیده بودم. نه تو نوشتههای محدودی که ازش خونده بودم نه تو نگاه پرستندگانش و نه تو نگاه تکفیر کنندههاش. یه جور عجیب باحالی بود.
يتحدث السيد الشهيد محمد باقر الصدر في هذا الكتيب المتين حول نشأة التشيع و الشيعة و يستعرض فيه أحقية و حقيقة التشيع و الشيعة من خلال تحليل النصوص و الوقائع و الأحداث التاريخية تحليلا موضوعيا.
مقدمة لمن لا يعلم شيئًا عن التشيع ونشؤه وهي جزء من كتاب قدم له محمد باقر الصدر رحمه الله يوجد الكثير من المعلومات الموجودة بالكتاب بحاجة إلى إثباتات يستند عليها المؤلف والمحقق ويذكر في الهوامش المصدر الكتاب الفلاني ولكن لا يذكر مدى صحة هذه الرواية سندًا، فكتاب مثل تاريخ الطبري ليس كل ما فيه صحيح كي استند إليه كمرجع مباشرة إلا أن أتأكد من صحة ما فيه خاصة وأن هذه الروايات كانت سبب في افتراق الأمة إلى سنة وشيعة. ما أعرفه كذلك عن أمر إسناد الولاية إلى خليفة لرسول الله أن النبي أمر أن يتقدم أبا بكر فيؤم الناس في الصلاة مكان رسول الله، وهي إشارة إلى تولي أبا بكر الخلافة بعد الرسول وهو أمر لم يشر إليه الكتاب، وهو بحاجة إلى قراءات عديدة لتتضافر صورة واضحة لمن يهتم بالقضية.
Sebagai sebuah risalah (semacam brosur) ringkas mengenai sejarah, penulisannya mantep lah. Fokus bahasan ga melebar kemana2, bener2 fokus. Ga sekadar cerita sejarah (yang tentu saja siapa aja juga bisa kalau asal cerita mah. apalagi ngarang), namun fokus bahasan yang menyinggung muasal syiah sebagai (1) ajaran dan (2) komunitas yang dibawakan penulis disertai dengan pendasaran2 argumentatif dengan turut mengajukan kemungkinan2 yang ada beserta pembantahan2nya. Meskipun bernuansa logistis, menurut saya buku ini jauh dari kesan teks2 sejarah yang menjemukan. Ringkas, fokus, dan kedalaman referensinya saya berikan pujian. Semaleman langsung tuntas, ga bisa berhenti baca. mantep
کتابی خوب از شهید صدر درباره وضعیت اسلام پس از پیامبر مطالعه پیرامون شهید صدر هنگامی که در خاطرات صادق طباطبایی خواندم که این برنامه وجود داشته است که ایشان را به ایران بیاورند تا جانشین امام شوند، بیشتر برایم موضوعیت پیدا کرد.