الناشر: لم يعرف التصوف العربي الإسلامي عمارة بأهمية التي بناها ابن عربي، هذا الأندلسي الذي انتقل من الطقوس الصوفية الضيقة في المغرب إلى رحابة الإشراق في المغرب، عبر ما سمّاه "الحقيقة القلبية" التي تتسع لكلية الوجود، ناقلاً التصوف من الشطح إلى العلم، مشاركاً معاصره ابن رشد في الغاية، مختلفاً معه في الأسلوب فاعتمد ابن رشد "العقل" حين اعتمد ابن عربي "القلب" معتبراً "أن العقل قيد، يحصر الأمر في نعت واحد، والحقيقة تأبى الحصر في الأمر نفسه".
في هذا الكتاب يقدم عصام محفوظ صورة حية معاصرة عن ابن عربي، عبر حوار متخيل، مع الحرص الشديد على الأمانة في نقل الأجوبة التي جاءت على لسان "الشيخ الأكبر" اللقب الذي اشتهر به ابن عربي عبر العصور.
ولد الشاعر والكاتب المسرحي عصام محفوظ في جديدة مرجعيون بلبنان . درس في مدارس مرجعيون وحصل على دبلوم دراسات عليا من معهد الدراسات العليا بباريس في فرنسا. إلتحق باكراً بحركة مجلة شعر ثم هجر الشعر موقتاً ليكتب للمسرح . عمل في الصحافة مدة ثلاثين سنة . درّس التأليف المسرحي في الجامعة اللبنانية .
يعتبر عصام محفوظ من أبرز مؤسسي الحركة المسرحية الحديثة في لبنان . وكانت مسرحيته الزنزلخت هي التي جعلت منه كاتباً مسرحياً بارزاً . وكانت هذه المسرحية اول أعماله . تبعتها مسرحية القتل وكارت بلانش ولماذا رفض سرحان سرحان ما قاله الزعيم عن فرج الله حلو في ستيديو 71 ، وبعدها جاءت مسرحية الديكتاتور ثم قضية الحرية واخيراً التعري .
لمحفوظ مجموعات شعرية منها : أشياء ميتة 1959 ، أعشاب الصيف 1961 ، السيف وبرج العذراء 1963 ، الموت الاول 1973 . ترجم الى العربية للشاعر الفرنسي اراغون بعض مؤلفاته منها الشاعر والقضية .
مرة اخرى يتحول محفوظ عن المسرح ليقدم هذه المرة دراسات عن ابن عربي وابن الراوندي وابو بكر الرازي وجابر بن حيان ، مروراً ببعض العالميين الحديثين امثال رامبو واوجين اونسكو والفرد غاري وصموئيل بيكيت وارثر ميلر وجورج شحاده .
توفي عصام محفوظ في بيروت ودفن في مسقط راسه جديدة مرجعيون .
ملاحظة : تقريبا لدي إطلاع لا بأس به بكتب السادة الصوفية و الدراسات التي كتبت عنهم + هناك متصوّفة لدي إطلاع كبير نوعا ما بمؤلفاتهم أو ما كُتِب عنهم ( مولانا جلال الدين الرومي مثلا ) .. لكن وجب الإعتراف بأنني لا أفهم كتابات إبن عربي .. على الأقل في الوقت الراهن ( لا أتكلم عن هذا الكتاب الذي كان تقريبا ( في المتناول ) أتكلم عن خطاب إبن عربي بصفة عامة الذي أراه تصوفا غامضا .. لا ننسى أن إبن عربي محسوب على التصوّف الفلسفي .. ربما قراءة كتاب كلود عداس ( ابن عربي سيرته و فكره ) سيجعل الضبابية تنكشف
أسلوب عصام في استنطاق الأعلام شيق ممتع مفيد. يتخيل مقابلة مع الشيخ الأكبر ابن عربي الأندلسي فبستنطقة نفس العبارات التي جائت بها تآليفه أو تاك النقولة عنه و المبتوتة في كتب التراث العربي. يستحضر عصام محفوظ بأسلوبه الصحفي إعتراضات المخالفين و يطرح أسئلة قد تتبادر إلى ذهن القارئ ثم يترك القياد للكلمة على لسان الشيخ ليجيب و يشرح. نتعرف هنا على هذا العلم الذي تفرق الناس إما ذما لمنهجه و باعتبار إسمه مرتبطا بالحلول و الإتحاد أم حبا مغاليا باعتباره نقل الصوفية إلى مصافٍعُلوية إشراقية فيوضية. (مهما كان معنى هذه الكلمة الأخيرة).
الكتاب عباره عن حوار لطيف متخيل مع الشيخ ابن العربي. بالنسبة لي الاشكاليه الاساسيه في قراءة التراث الصوفي هي عدم امكانيه معرفه النصوص الصحيحه لابن العربي عن المنحولة عليه . يُقرأ بعقل متفتح وناقد في نفس الوقت.
تبدو الصوفية في تاريخنا كما في تاريخ كل الأمم، عودة إلى روح الدين من حيث هو محاولة للإرتقاء بالخلق إلى مستوى الخالق. نقل ابن عربي التصوف من الشطح إلى العلم ، وسماه " العلم اللدني" الذي هو " العلم الإلهي " في كلية الوجود. متشاركاً مع معاصره ومواطنه الأندلسي ابن رشد في منطلقاته الأفلاطونية ، مختلفاً معه في الأسلوب ، فاعتمد ابن رشد #العقل ، حين اعتمد ابن عربي #القلب معتبراً ( أن العقل قيد ، يحصر الأمر في نفس واحد ، والحقيقة تأبى الحصر في الأمر نفسه". في تنظير ابن عربي أن كل إنسان يستطيع أن يكون مؤمناً وأن كل مؤمن يستطيع أن يكون "سمي الله" كان يسعى إلى توسيع أفق الممكن الإنساني ، عبر ما سماه #إكسير_السعادة. تبدو روحانية "العولمة" عند ابن عربي، متنفساً إنسانياً، ذلك أن طموحه الروحي لم يشغله، كما باقي "أهل الله" عن الأرض وأهلها ، فيخاطب أحدهم بقوله: " إنما أنشأك على هذه الأرض، فلا تعلو عليها، إنها أمك".
_ إن قدرت أن تسكن #الشام فافعل ، فإن رسول الله ، عليه السلام، ثبت عنه أنه قال:" عليكم بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، وإليها بجنبي خيرته من عباده".
( عجبت لمن يقول أنه يحب الله ولايفرح به، وهو مشهود. فكيف يدعي هؤلاء البكاؤون محبته ويبكون؟ أما يستحون؟).
"الحضرة الإنسانية كالحضرة الإلهية، لا بل هي عينها".
ما الذي لا يمكن الرجوع عنه يا مولانا بعد استشراف ما وراء العقبة؟ الوجود الحقيقي. حيث يخرج العارف من ظلمة الغيب إلى نور الشهود. فما أمامه كان شهادة، وما وراءه كان غيباً ، فهو في أمامه محظوظ بنفسه، وفي خلفه محفوظ بربه.
لكن شهادة من على من يا مولانا؟ ما غاب من العالم عن العالم فهو الغيب، وما شاهد العالم من العالم فهو شهادة ، وكله لله شهادة.
وما هو التجلي؟ التجلي يفني أحوالاً ويعطي أحوالاً في المتجلى له. وبه ظهر الانتقال من حال إلى حال في الموجودات.
هل الكرامات من ثمرات التجلي يامولانا؟ الكرامات ليست شرطاً ضرورياً، فقد يكون التحقيق للولي مع عدم هذه الكرامات. لماذا يعتبر البعض أن الكرامات ليست سوى السحر يامولانا؟ إنها تشبه السحر وليست بسحر. أن لها حقيقة في نفسها عندما قال تعال لموسى عليه السلام : الق عصاك. فألقاها فإذا هي حية تسعى ، خاف موسى منها ، كما يخاف أي إنسان من الحيات إذا فاجأته.
وماهي مواصفات المريد الصالح يا مولانا؟ يتوجب على المريد حصوله على الخمسة البواطن قبل وجود الشيخ ، وهي الصدق والتوكل و الصبر و العزيمة واليقين ، فيلزمها حتى يجد الشيخ. وفي حال التقى الطرفان فكيف تكون العلاقة بينهما؟ يكون بينهما ما يشبه العقد ،له الإرشاد وعلى المريد الطاعة. الطاعة العمياء يجب أن يكون المريد بين يدي الشيخ، كالميت بين يدي الغاسل. فالمريدون ألواح منصوبة لرقمه وكتابته، فلا يزال الشيخ ينفخ فيهم من الأسرار، ويخط فيهم حروف المعاني القدسية ، وكل ما يسهل المريد سيره على هذا الطريق. يقال إن لكل شيخ طريقه؟ طريق الله هو الطريق العام ، أما الطريق إلى الله فيتعدد بعدد أنفاس الخلائق. وماذا عن الوصول؟ ثمة نوعان من الواصلين: الأول هو الذي يجذبه الحق تعالى ويهديه إلى طريقه ويوصله بقربته، ويعطيه المقامات الشريعة من غير مجاهدة ولا رياضة ولا خلوة، والثاني هو الذي يتوصل إلى ذلك عبر المجاهدة والرياضة بإشراف الشيخ فيكون له العمل عوناً وعيناً. فإذا وصل المسافر؟ يصبح الحق سمعه وبصره ويده وجميع قواه. الوقت تحدده المحبة. قال تعالى في الخبر الصحيح: ولايزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته ، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يعمل بها.
#من_أحب_لقاء_الله_أحب_الله_لقاءه
ماذا يعني النور يامولانا؟ النور هدية الله، ومنته إلى أحبابه وأوليائه والسعداء من عبيده، وهو معرفة. من عرف نفسه عرف ربه، فيخرج العارف من ظلمة الغيب إلى نور الشهود فيشهد ما كان غيباً له.
_إن سكينة الأولياء فيها اختلاسات كالبرق. فسبحان من عين الأعيان وكون الأكوان بالقبض المقدس. والحق تعالى وهاب على الدوام فياض على الاستمرار والمحل قابل على الدوام. يقول تعالى:" ألا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون".
هل التجلي شكل محدد يامولانا؟ لا يأتي التجلي في شكل واحد، ولا في صورة واحدة ، فالله خلاق دوماً، ويستصحب جميع المقامات والأحوال، ويسري في الأمور كلها.
وماواسطته في ذلك، يا مولانا؟ المحبة ، وما أوجد الله العالم إلا عن حب. لقد أخبر الله تعالى أن له عباداً يحبهم ويحبونه، ولقد وفقهم بهذه المحبة لأن حبه لهم عناية، وحبهم له منه وجزاء وشكر. والحياة هي امتحان هذا الحب لكننا نعرف، يامولانا، أنك وضعت منهجاً للمساعدة على التجلي، فكيف يتوافق ذلك مع عفوية القلب التي هي مجال مديحك والتي هي واسطة الوصول إلى الله.
_ الوصول ليس من قبل العبد، بل بعناية الله، وتصرف جذبات الألوهية، لكن كسب العبد سبب لحصوله، في اهتداء السالك إلى الطريق الأقرب. _إن التجلي الإلهي الدائم لم يزل ، وهذا الظهور مع كثرته ودوامه، لا يتكرر ابداً. فالمخلوقات في كل لحظة تفنى أي تذهب صورتها لتظهر مثيلتها في اللحظة التالية. #التجلي_ #يفني_أحوالاً_ويعطي_أحوالاً_في_المتجلى_له. وبه يظهر الانتقال من حال إلى حال في الموجودات.
فما أهمية التجلي للعالم عندما يقتصر على أفراده ، يا مولانا؟
إن كشف الحقائق للعالم يتم عبر أفراده وجميع النتائج لا تكون إلا عن الفردية. بما في ذلك المنفعة الإنسانية العامة ؟ العالم إنسان كبير ، والإنسان إن صغر جرمه عن جرم العالم فإنه يجمع حقائق العالم الكبير، ففي الإنسان قوة كل موجود في العالم وله جميع المراتب.
هل هذا هو الذي تسميه الإنسان الكامل؟ ما من شيء في العالم إلا وله حظ في الصورة الإلهية ، والعالم كله على الصورة الإلهية. ولم يظهر في الإمكان معنى في العالم إلا وظهر مختصره في إنسان. ولهذا اختص وحده بين الموجودات بالصورة، وما فاز الإنسان الكامل إلا بالمجموع وما كملت الصورة من العالم إلا بوجود الإنسان، الذي جمع الحقائق الإلهية وحقائق العالم.
فكيف ترضى ، ياسيدي، للقلب مالا ترضاه للعقل؟ أن الإيمان في معتقدي هو عبارة عن استقرار القلب وطمأنينة النفس، ذاك أن المؤمن لما كان طالباُ لربه، متردداً في طلبه، مرة إلى الوثن، ومرة إلى الشمس والقمر ، ومرة إلى النيران، وهو في ذلك متحير لايستقر ولايسكن ، فلما علم الله منه صدق رغبته وقصده فأفاض على قلبه نور الهداية فاستقر القلب واطمأنت النفس.
_ الإنسان ذو نسبتين : نسبة يدخل بها إلى الحضرة الإلهية، ونسبة يدخل بها إلى الحضرة الكيانية.
إن العقل قيد ، يحصر الأمر في نعت واحد، والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر .
العلم اللدني يقوم على تفريغ قلوبنا من النظر الفكري للجلوس مع الحق والتهيؤ بقبول ما يرد علينا. إنه علم الاتصال بالله عبر القلب الذي يمتنع الوصول إليه عبر العقل.
وكيف يتفق العلم مع شطحات القلب ، يامولانا؟ لقد ثبت أن القلب رئيس البدن، وهو المخاطب في الإنسان، وهو العقل الذي يعقل عن الله ، وهو الملك المطاع.
وماذا عن تغير أحكام القلب يامولانا؟ اعلم أن العالم ليس في سكون البتة، وإنما هو متقلب ابداً ودائما من حال إلى حال، دنيا وآخرة ظاهراً وباطناً ، كما القلب. وفي قوله تعالى أنه " كل يوم هو في شأن". فلأن شؤون الحق هي أحوال المسافرين فلا يتمكن العالم من استقرار على حال واحدة وشأن واحد ، فإنه لكل عين حال. والحق شؤون ولنا أحوال. والقلب ما سمي هكذا إلا لتقلبه في الأحوال والأمور، دائما مع الأنفاس. ثم يقول تعالى " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب". ولم يقل لمن له عقل، وإن العقل قيد ، يحصر الأمر في نعت واحد والحقيقة تأبى الحصر في نفس الأمر.
وإذا سلم القلب من علم النظر الفكري، شرعاً وعقلاً كان أمياً وكان قابلاً للفتح الإلهي.
العجر عن درك الإدراك هو إدراك، فمن يحير فوصل ، فالوصول إلى الحيرة في الحق هو عين الوصول إلى الله. اذا الوصول إلى الحيرة هو نهاية المطاف فما نفع الهدى والهداية يا مولانا؟ إن الهدى هو أن نهتدي إلى الحيرة ، فتعلم أن الأمر حيرة ، والحيرة قلق وحركة، والحركة حياة ، فلا سكون ولا موت بل وجود ، وعندما يكون وجود فلا عدم. ماذا عن الشر يامولانا وهو موجود أيضا؟ الشر هو حصة العدم ، وهو لا يستمر ولا يثبت لأنه في قبضة الخير المحض ، أي الوجود. وليس في الوجود باطل أصلاً، وإنما الوجود كله حق ، والباطل عدم ولو كان له وجود لكان حقاً.
( إن العيان البصري لايعول عليه، يعكس عيان البصيرة).
واعلم أنه بين أهل الحقائق، وأهل المكاشفات ما يشبه المرأة المستديرة ، بها ستة وجوه وقد جعل الله في مقابل كل وجه من وجوه القلب حضرة من الحضرات الإلهية تقابله، فمتى جلي وجه من هذه الوجوه تجلت تلك الحضرة".
إذا تلقيت في الحلم أمراً أو نهياً وإنها حالة شيطانية، لأن الروحانين ليس لهم إلقاء الأمر والنهي ، فإذا استولت عليك روحانية فانظر فإن أمرتك ونهتك فتلك رؤيا شيطانية ، فاضرب عنها. اما اذا كانت الرؤيا في الحلم مشاهدات للمدركات بلا حواس، وكلها صفات قلبية ، فاعلم أنها من المقامات الروحانية. الرؤيا تأتي بلا إرادة، والخيال إرادة طالعة من الباطن.
أن الله ما أوجد العالم إلا عن الحب، فالحب يستصحب جميع المقامات والأحوال والله ظاهر لكل محبوب في عين كل محب، فالعالم كله محب ومحبوب ، وكل ذلك راجع إليك.
الحب الطبيعي على نوعين: عنصري و روحاني. فالعنصري هو الذي يطلب فيه نيل جميع أغراضه من المحبوب سواء سره ذلك أم لم يسره، والحيوان خير منه في ذلك. أما الحب الروحاني فهو الذي يسعى إلى مرضاة المحبوب والمحب الصادق هو انتقل إلى صفة المحبوب، لا من نقل المحبوب إلى صفته.
الحب الروحاني لا يختلف في هذا عن الحب الطبيعي غير العنصري.
إن المرأة من الرجل بمنزلة الطبيعة من الأمر الإلهي وأمر بلا طبيعة لايكون، وطبيعة بلا أمر لاتكون، فمن عرف مرتبة الطبيعة عرف مرتبة المرأة وفي كل ما عدا ذلك فليس ما يفرق بين المرأة والرجل عقلاً وقلباً. ألا يقول رسول الله عليه السلام: " إن النساء شقائق الرجال".
"ثم رأيت البيت المعمور ، فإذا هو #قلبي ". ❤
إن لأهل الله أربع موتات. إنما الموت فينا فراغ لأرواحنا من تدبير أجسامنا. أربع موتات؟ الموت الأبيض وهو موت الجوع ، والأحمر وهو مخالفة النفس في هواها ، والأخضر وهو طرح الرقاع في اللباس بعض على بعض، والأسود وهو تحمل أذى الخلق بل ومطلق أي أذى.
الحياة انقسمت إلى قسمين: إحداهما " الحياة المبصرة" وهي حياة التأليف، والثانية هي " الحياة المطموسة" التي هي حياة التفريق بين الروح والجسد.
"لقد بلغ بي الخيال من القوة أن كان حبي يجسد لي محبوبي خارج عيني، فأنظر إليه ويخاطبني وأصغي إليه وأفهم عنه. ولقد تركني أياماً لا أسيغ طعاماً، كلما قدمت لي المائدة يقف هو على حرفها، ويقول لي بلسان أسمعه: "أ تأكل وأنت تشاهدني؟" فأمتنع عن الطعام، ولا أجد لي جوعاً، وأمتلئ منه، حتى سمنت وثملت من نظري إليه، فقام لي مقام الغذاء." ص84
يتضمن هذا الكتاب الرائع مجموعة من أفكار الشيخ الكبير الصوفي محمد ابن عربي والذي دار على شكل محاورة وهميه جمعت بينه وبين مؤلف هذا الكتاب. الغريب في أبن عربي أنه يعيب على أبن رشد اعتماده أو استناده أو إعماله للعقل، بينما ابن عربي لا يعطي أي دور للعقل مدعياً أنه يحصر الحقيقة في نعت واحد، والحقيقة تأبى الحصر في ذات نفسها، ويتضمن الكتاب أيضاً مجموعة من شعره الصوفي والغزلي وبعض الشذرات المجموعة من مؤلفاته.
مصداقية ما كتب هنا مشكوك بها وإن كانت بسند فالحوار متخيل والخيال لا يمت للواقع بصفة، ويبقى لإبن عربي حق الإعتراض على ماقيل وان كان الغائب المقول بما قال ولم يقل. فليس كل ما يقال صادق ولا كل ما نخبر به يصدق.
حوارات خيالية مع المتصوف إبن عربي، في الكتاب تعريف رائع ومفيد لفلسفة التصوف عند ابن عربي والكثير من المصطلحات الصوفية كتاب ممتع جداً وبسيط وأسلوب الحوار تقليدي مثل حوارات سقراط دائماً إبن عربي على حق ومنتصر في كل ما يقول
بعض الأمور المذكورة في الكتاب تدعوا إلى التعجب من قوة الروح والقوة الفوق بشرية عند الإنسان المتصوف
كتاب ممتع يعرف القارئ بالمتصوف/الشيخ الأكبر إبن عربي بشكل مبسط. يحاول عصام محفوظ أن يسهل عملية فهم القارئ لبعض المفاهيم الصوفية لإبن عربي عن طريق كتابة حوار يتخيله الكاتب مع إبن عربي باسلوب شيق يتيح للقارئ ان يكون فكرة عامة عن احد أهم المتصوفة في التاريخ الإسلامي