الله جل جلاله، وصفاته، وأفعاله والإنسان ومكانته وأفعاله والرسالة والنبوة عامة ولمحمد بن عبد الله (ص) على وجه الخصوص والقرآن الكريم ومعجزة الإسلام، ورسوله والعقائد كما تبلورت فى الشريعة الإسلامية. وهى رسالة الله الدينية إلى محمد وأمته ورسالة العرب الحضارية إلى الإنسانية جمعاء وسائر العقائد الإسلامية جمعها الإمام محمد عبده فى رسالة التوحيد
يُعدّ "الإمام محمد عبده" واحدًا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة؛ فقد ساهم بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية.
وفي سنة 1882م اشترك الامام في ثورة أحمد عرابي ضد الإنجليز، وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم بالنفي إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات، وسافر بدعوة من أستاذه جمال الدين الأفغاني إلى باريس سنة 1884م، وأسس صحيفة العروة الوثقى، وفي سنة 1885م غادر باريس إلى بيروت، وفي ذات العام أسس جمعية سرية بذات الاسم، العروة الوثقى.
في 3 يونيو سنة 1899م / 24 محرم 1317هـ صدر مرسوم خديوي وقعه الخديوي عباس حلمي الثاني بتعيين الشيخ محمد عبده مفتياً للديار المصرية, وقد كان منصب الإفتاء يضاف لمن يشغل وظيفة مشيخة الجامع الأزهر في السابق وبهذا المرسوم استقل منصب الإفتاء عن منصب شيخة الجامع الأزهر، وصار الشيخ محمد عبده أول مفت مستقل لمصر
ولقد ظل الشيخ محمد عبده مفتياً للديار المصرية ست سنوات كاملة حتى وفاته المنية بالإسكندرية بعد معاناة من مرض السرطان عن سبع وخمسين سنة، ودفن بالقاهرة ورثاه العديد من الشعراء.
It was OK اعتقادي ان الكاتب جمع محاضراته في كتاب وام الكتاب كان ردا على موجة الالحاد اللي ظهرت في الفترة دي اللي حكى عنها عم نجيب في الجزء الثاني او الثالث من ثلاثيته الكتاب مجاوبش على اسئلة عقلانية غير بس حاجة بسيطة ان عقل الانسان الناقص لا يستطيع ادراك كمال الله والكتاب ساب اسئلة اكتر من اجوبة وساب نتيجة خرجت بيها من حوار مع صديق ان مثل ربنا عرفوه بالعقل خاطئ عقلك هيثبلك اللي انت عايزه عايز تقتنع ان في اله هيقنعك عايز تقتنع بالعكس برضه هيقنعك لكن الايمان منبعه القلب "الروح" مهما اعترفت بوجود اله لن تؤمن الا بروحك وليس بعقلك الكاتب وقع في جزيئتين كبار بالنسبة ليّ 1 افترض ان الالحاد غرضه التحرر من قيود الدين وشرائعه وده تسفيه من ناس بتحاول توصل لشئ يرضي عقلها في نفس الوقت سطحية من الكاتب 2 اغفل ذكر مصير دعوة الاسلام بعد الرسول واكتفى بانها انتشرت بسرعه ولم تكن بحد السيف ونسى يقول ان بني امية وبعدهم العباسيين وحتى العثمانيين كان كل هدفهم توسع امبراطوريتهم | وان تاريخ الاسلام غرقان دم ومذابح وان الحكام اللي اهتموا بالاسلام فيهم كانوا نادرين مش معقول نغفر لبني اميه زلاتهم عشان بس عمر بن عبد العزيز
لم أقرأ للإمام محمّد عبده رحمه الله قبل هذا الكِتاب شيئاً. كُنتُ أسمع عنه فقط وأعرِف أنه كان عقلاً عظيماً. وقد كانت أوّل مرة (ربّما) أسمع فيها بالإمام، هي عِندما قرأت كِتاب الأيام لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين. فقد أشار إليه ورسم لهُ صورةً حيّة، إذا كان حسين على ما يبدو محبّاً ومتأثراً بفِكر الإمام وبطريقته الثورية في الإصلاح وتجديد الدين.
في رسالة التوحيد، يتناول الإمام قضايا تتعلق بالله عز وجل، والإنسان، ورسالة التوحيد التي جاءت بها كلّ الأديان. وهُو رغم عنوانه الذي ربّما يدلّ القارئ على أنه كِتاب وعظ ديني، إلا أنه أقرب إلى كِتاب فكر وفلسفة منه إلى الوعظ. وكثير من الأفكار المطروحة فيه (إن وضعناها في سياقِها الزمني) فهي بالفعل ثوريّة ومُزعجة للنمط الذي كان سائداً. ومن الواضِح أن الإمام كان عدواً شرساً للتقليد، ونصيراً للطريقة العلمية في الاستدلال واتباع الدليل أينما قاد. فيقول:
"الغاية من هذا العِلم ... معرفة الله تعالى ... والتصديق برسله ... اعتماداً على الدليل، لا استرسالاً مع التقليد ... فإن التقليد كما يكون في الحق يأتي في الباطل، وكما يكون في النافع يحصل في الضارّ"
كم يلزمُنا الآن كأمّة إنسانيّة من هُم في مثل وعي وتواضع وثوريّة الإمام محمّد عبده رحمه الله. فمهما اتفقتَ أو اختلفت معهُ، فلا يُنكِر أحدٌ أنه بفكرهِ كان منارة رحمةٍ وفكرٍ وحكمة للناس في عصره .. وإلهاماً ورُشداً للأجيال التي لحِقتهُم. رحمهُ الله ورضيَ عنهُ وعنّ جميع البشر الصالحين.
لدي قناعة بأن رسالة الإسلام التي لها كان ديناً اختفت أو كادت، وهذا الكتاب يعيدنا إلى الأصل والسبب في نزول الدين، أعجبني الكتاب وإن كنت أحسبه غير مترتب أو منتظم بشكل كبير .. الكتاب رائع، لغته صعبة، عميق ويحترم القارئ كلمة أخيرة ؛ قرأت للمفكر مالك بن نبي بأن هذا الكتاب هو أكثر الكتب تأثيراً فيه وتشكيلاً لوجهته الإسلامية :)
دائما أهتم بسنة صدور الكتاب لعدة أسباب منها مراعاة التطور والتحول الفكري للمؤلف حتى أستطيع صياغة موقف منه ومن فكره هذا الكتاب صدر عام 1897 أي قبل سنوات قليلة من وفاة الإمام المجدد وهو يمثل مرحلة النضوج الفكري وأراء شبه نهائية للإمام . هذا الكتاب ليس كتابا في علم الكلام أو مايسمى أيضا بعلم التوحيد بمقدار ما هو من موقف المؤلف من هذا العلم. يبدأ الكتاب بتعريف التوحيد وتعريف علم التوحيد الذي هو علم الكلام يقول الإمام : "التوحيد علم يبحث فيه عن وجود الله وما يجب أن يثبت له من صفات، وما يجوز أن يوصف به، وما يجب أن ينفى عنه، وعن الرسل لإثبات رسالتهم، وما يجب أن يكونوا عليه وما يجوز أن ينسب إليهم وما يمتنع أن يلحق بهم" ويبين العوامل التي تعطي هذا العلم أهميته ومكانته حيث بدأ الخلاف مع الفتنة الكبرى وبدأت المغالاة ثم بدأ الإشتغال بعلم الكلام وظهور المعتزلة وما صاحبه من فتن مثل فتنة خلق القرآن التي دفع فيها العلماء أثمان باهظة في مسألة ليست بتلك العمق والأهمية ثم ما تلى ذلك من بداية الإبتداع والزندقة وظهور الباطنية والدعوة إلى الإلحاد .
ويدافع عن المذهب الاشعري في الاعتقاد ويبين العوامل التي ادت الى الغموض والابهام الذي يحيط بالمذهب الاشعري في القدرة على تصنيفه هل هو من مذهب السلف ام من مذهب متكلمي الخلف وهذه الجزئية هي انصاف للاشاعرة وهم الغالبية العظمى من أهل السنة والجماعة . ****** ثم يشرع الإمام في الحديث عن الفلسفة ويبين أهميتها كونها نتاج الفكر المحض ويبين العوامل التي أدت إلى عدم الإزدهار لفكر فلسفي حقيقي على يد الفلاسفة المسلمين وهي : أولهما: "الإعجاب بما نقل إليهم من فلاسفة اليونان، خصوصا أرسطو وأفلاطون ووجد أن اللذة في تقليدهما لبادئ الأمر". والثاني: "زجوا بأنفسهم في المنازعات التي كانت قائمة بين أهل النظر في الدين، واصطدموا بعلومهم في قلة عددهم مع ما انطبعت عليه نفوس الكافة فمال حماة العقائد عليهم.
ويبين الإمام أن المنهج التوفيقي بين الفلسفة والدين من جهة والدين والفلسفة من جهة أخرى أدى إلى معاداة الناس وحماة الشريعة للفلسفة والتشنيع عليها وعلى من يتعاطاها فيقول : هكذا، إذن، كان المنحى التوفيقي لدى الفلاسفة وما ترتب عنه من خلط فنهم بالدين والزج بأنفسهم في منازعات دينية تسبب في احتدامها ضيق أفق الجمهور، كما كان المنحنى التلفيفي للمتكلمين وما ترتب عنه من خلط فأصبحت العقائد تقرر على أصول النظر والقياس-عاملا من عوامل جمود الفلسفة وانحباسها في العالم الإسلامي. وفي هذا الصدد سصرح محمد رشيد رضا في تعليقه على هذه النقطة أنه كان من رأي محمد عبده، كما كان يذكر في دروسه، ألا تمزج الفلسفة والعلوم الدنيوية بالمسائل الدينية، فلو لم يحدث ذلك لارتقت علوم فلاسفة الإسلام "وارتقت بها الصناعة واتسع العمران. ******* هذا الفصل بسبب مصطلحاته ولغته يجعل الكثيريين لا يكملون الكتاب سعيا وراء الفهم البسيط غير المعقد هذا الفصل هو زيادة لليقين ما وقر في القلب يقويه العقل . ثم يبدأ الإمام بإثبات واجب الوجوب وما يجب له من صفات وهو الله بأسلوب متسلسل منظم فيتناول أنواع المعلوم لقد قسم المعلوم إلى أقسامه الثلاثة: الممكن لذاته، والمستحيل لذاته، كما بين حكم المستحيل لذاته وعرف الماهية والحقيقة كما تحدث عن أحكام الممكن باعتبار وجوده لا يكون إلا حادثا، لا سيما وأن وجوده يقتضي بالضرورة وجود الواجب ضرورة ثم تطرق إلى مفهوم الواجب مبينا أن هذا الأخير لا يكون مركبا ولا قابلا للقسمة والتحليل. ثم يثبت كيف أن صفة الحياة مقدمة في كمال الوجود وصفاته من خلال إبراز معنى الحياة ووجوبها لواجب الوجود. بعد ذلك يثبت له صفة العلم مقدما على ذلك أدلة تستند إلى دليل النظام والانسجام الكوني والذي يشهد على وجود صانع عليم وحكمة مدبرة. إن لفي بديع الصنعة دليلا على وجود صانع مبدع عليم. بعدما أثبت لواهب وجود الممكنات صفتي الوجوب والعلم استنتج من ذلك ضرورة الإرادة له لأنه يفعل على حسب علمه دون أن تكون إرادته كإرادة المخلوقين، فإرادة هؤلاء يطبعها النقص المتجلي في التردد والفسخ والتراجع والحيرة. إن الله مريد وقادر على الإيجاد والإعدام أي ذو سلطة على الفعل، ويرى الإمام أن صفات العلم والإرادة والقدرة تستلزم بالضرورة ثبوت الاخاير، فأفعاله لا تصدر عنه كرها أو اضطرارا أو مراعاة لشيء لكنها منزهة عن العبث ويستحيل أن تخلو من الحكمة ومن آخر صفات واجب الوجود يذكر الإ"مام صفة الوحدة والتفرد ذاتا ووصفا ووجودا وفعلا. فهو غير قابل للتركيب ولا يساويه في صفاته الثابتة موجود، كما أنه تفرد بوجوب الوجود وما يتبعه من إيجاد الممكنات.
ثم يناقش الكتاب الصفات السمعية التي نستمدها من الوحي والوحي فقط يقول الإمام بخصوصها : لا يحيله العقل إذا حمل على ما يليق بواجب الوجود، ولكن لا يهتدي إليه النظر وحده . وهي السمع والبصر والكلام يقول الإمام : فيما يتعلق بالصفات "فيكفينا من العلم بها أن نعلم أنه متصف بها، وأما وراء ذلك فهو مما يستأثر هو بعمله ولا يمكن لعقولنا أن تصل إليه ولهذا لم يأت الكتاب العزيز وما سبقه من الكتب إلا بتوجيه النظر إلى المصنوع لينفذ منه إلى معرفة وجود الصانع وصفاته الكمالية وأما كيفية الاتصاف فليس من شأننا أن نبحث فيها. ***** ثم يناقش الإمام موضوع النبوة ودلالتها وطريقة إثباتها ويعالج موضوع المعجزات من ناحية أنها مقبولة عقليا في نهاية الكتاب هناك مسألتين كلاميتين كثر التنازع حولهما بين المتكلمين: تتعلق الأولى برؤية الله بالأبصار يوم القيامة والموقف الذي يتبناه بخصوصها يقوم على التأكيد بأن رؤية الله لا تكون على المعهود والمألوف في مجرى العادة، أي بواسطة العين التي تتلقى أشعة من الجسم المرئي، بل هي رؤية لا كيف فيها ولا تحديد، ومثلها لا يكون إلا ببصر يختص الله به أهل الدار الآخرة، أو تتغير فيه خاصته المعهودة في الحياة الدنيا. أما المسألة الثانية فتتعلق بإنكار جواز كرامات الأولياء فقد اثبت جوازها جمهور الأشاعرة، ويرى محمد عبده أن المعجزات إنما تظهر مقرونة بدعوى الرسالة والتبليغ عن الله تعالى ولا بد أن تكتنفها حوادث تميزها عما سواها. وعليه لا يجب الاعتقاد بوقوع كرامة معينة على يد ولي لله معين بعد ظهور الإسلام.
هذه مراجعة منقوصة مبتورة والكتاب لابد من العودة إليه مرارا وتكرارا . بلاغة العبارة وقوة المعنى وجمال الطرح أكثر ما شدني إلى الكتاب رحم الله الإمام محمد عبده ولابد لتلك الحركة الإصلاحية من استئناف حيث تم قتلها في مهدها وأطل علينا إسلام الصحوة المشوه فالله المستعان تبقى هذه الرسالة عامة شاملة ولا بد من التعمق في مواضيعها بشكل أكبر
لماذا لم أقرأ هذا الكتاب قبل كتب علم الكلام التي أفنيت ساعات طوال أقرءها مشتت الفهم متكلف الانتباه!
ربما ميلي لأن أقرأ للمتقدمين عن المتاخرين .... كيف لي أن أعلم أن قراءتي عن الأشاعرة لإمام توفى من مئة عام أفصل من قراءتي للأشعري نفسه .... و أجدى من قراءات كثيرة ما بين الغزالي و ابن رشد و الفارابي و ابن سينا و توما الإكويسي و القديس أوغسطين ...
هذا ما دار في خلد بعد قراءتي اول خمسين صفحة من الكتاب .... و التي تناول فيها قضايا علم الكلام التاريخية و اقرارا للاجماع متسلحا برشاقة باهرة في تجنب جميع القضايا الخلافية الفرعية أو تبني أحد الآراء مع إعطاء الدليل العقلي عليها متجنبا الأدلة النقلية كعادة علماء الكلام -بقدر الإمكان-
ثم بعد قضايا علم الكلام الرئيسة عن الله و صفاته و اسماؤه و كلام الله ..... يبدأ الإمام في الكلام عن الإسلام نفسه و عن الرسل و عن الرسول محمد (ص) خاصة ... و هو ما لم أجد فيه ما يبهرني من جديد حتى في السياق ... تتبع الأقدمين في السرد المنهجي المعروف ....
يجب أن ألفت النظر أن لغة الإمام محمد عبده شديدة الفصاحة ... فالتمكن اللغوي سيسهل عليك تناول كتاباته ... ربما الموضوع المميز و الذي كان رائدا فيه مقال بعنوان "ترقي الأديان بترقي الإنسان و كمالها في الإسلام" و هو ما لم يسبق لاحد الكتابة عنه ... و الذي اصبح موضوع متداول جدا في القرن العشرين بسبب كتابات المجددين و عمود الإحيائيين الذي تقدمهم الأفغاني و محمد عبده .... و أيضا المثقفين من أمثال عباس العقاد ...
مازال بن رشد و الغزالي أفضل لي ... و لكن أعجبني السرد السهل و الممنهج و المختصر للإمام محمد عبده ..
على الرغم من تحفظي الشديد تجاه د/طه حسين و خصوصًا آراءه الأدبية في الشعر الجاهلي، إلا أني أعشق مسلسل " الأيام "، لا أملّ من تكرار مشاهدته كلما عُرِض على التلفاز، أستمتع بأداء أحمد زكي كثيرًا و أشعر أن طه حسين أمامي، أما إذا قررت التحدث عن الأداء الموسيقي لهذا العمل فلن أجد من يسكتني، عمار الشريعي و علي الحجار و سيد حجاب يا قوم! أتأثر و أنفعل بهذا العمل في كل جوانبه، أحكي كل هذا كي أقول أني من خلال هذا المسلسل تم اللقاء الأول بيني و بين الإمام محمد عبده، في إحدى الحلقات عندما يعلم طه حسين نبأ وفاة الإمام، عام ١٩٠٥ و لا أنسى أبدًا هذا التاريخ، يبكي بحرقة و تظهر علامات الصدمة على كل جوارحه، الغريب الذي أبهرني حينها، إجادة أحمد زكي لإظهار علامات الانكسار القاتلة، رغم إخفاء عينيه، كانت لغة جسده كفيلة فقط بإعلام المشاهد مكانة محمد عبده في قلب طه حسين، أتذكر أني في كل مرة أشاهد هذا المشهد أشارك طه حسين في البكاء و كأني تلميذة للإمام مثله، ثم أذاقتني الأيام لوعة الفراق الحقيقي بين تلميذ و أستاذه، عندما كنت في إحدى المحاضرات في السنة الماضية و سمعت خبر وفاة <الدكتور/ الطاهر مكي>، صعدت إلى مكتبه في الدور الأخير و تمنيت ألا يزيلوا اسمه أبدًا. هكذا عرفت محمد عبده، عرفته بالبكاء حزنًا على فراقه و أنا لم أقرأ له كلمة واحدة، ثم رزقني الله بدار العلوم، و في بداية عهدي بها في الفرقة الأولى و أنا أتأمل أروقتها و أسماء قاعاتها البديعة، قرأت جملة مكتوبة بخط واضح و منمق: تموت اللغة في كل مكان و تحيا في دار العلوم...للإمام محمد عبده، أعجبتني للغاية و سألت أساتذتي و علمت أن الإمام درّس في الدار مدة كبيرة. هذه هي علاقتي بمحمد عبده، و من الواضح أن كل هذه الملابسات جعلتني أبني آمال عظيمة و توقعات عالية، و للأسف لم أجد ما توقعت في هذا الكتاب، يعني أود أن أتقدم بجزيل الشكر للسيد الإمام محمد رشيد رضا الذي لولا تعليقاته في نسختي لما كنت سأفهم نصف الكتاب تقريبًا، لا أعلم ما مشكلتي مع الكتاب بالضبط، و لكن من حظ المؤلف إني في هذا الفصل درست علم العقيدة بأهم قضاياه الشائكة، و رأيت أن هذا الكتاب موجز بطريقة غريبة لم أتوقعها من شخص الإمام و علمه، موجز و مبهم و في كل موضع يرشح للقارئ أن يقرأ توضيح أكثر في تفسير المنار، لم أستفد شيئًا جديدًا، و لم أرَ إسهابًا يخدم المادة العلمية، ثم أنا لم أفهم سبب تأليف الإمام للكتاب أساسًا!
............................................................................................ يقول أنه اختار ما أملاه على طلاب الفرقة الأولى، و أقول أن هذا كان اختيارًا غير موفق، لإن قراء الكتاب المتوقعين ليسوا طلاب الفرقة الأولى، كما أن هناك تبسيط شديد لا يتلائم مع أهمية الموضوع المتناول، و في بعض النقاط المركزية كدت أفجر عقلي من المتاهات اللغوية التي صنعها المؤلف، و من الواضح أنه كان على عجلة من أمره لإن هناك إغفال واضح لقضايا تخص علم التوحيد مثل الفرق بين توحيد الألوهية و توحيد الربوبية و قضية الفرق الكلامية و الجبر و الاختيار و الأفعال المتولدة و الكثير الذي أزعجني، ربما الكتاب لمؤلف كبير و على قدر عالٍ من الشهرة و لكن الكتاب مستواه ليس على قدر العلم الجليل الذي يتحدث عنه، علم جليل؟ إذا كانت عظمة العلم مستمدة من شرف المعلوم و لا شك أن معرفة الله سبحانه و تعالى كما يجب من حيث ما يستحيل و ما يمكن و ما يجب أشرف العلوم، إذن من الغريب أن يتحدث الإمام عن أجلّ العلوم بهذا الإبهام! و في آخر صفحات الكتاب في حديثه عن بعثة النبي و الإسلام و الحروب الصليبية ربما بدأت أشعر بالاستمتاع و لكن الكتاب إجمالًا توقعت منه أكثر من هذا. تمّت.
بداية، انا لست من الموحدين، بل من كبار المشككين، او الزنادقة، كما يحبون تسميتهم. لكنني اكن كل الاحترام و التقدير للشيخ محمد عبده، باعتباره شخصا ناضل من اجل نهضة المجتمعات العربية الاسلامية، من اجل نشر العلم و المعرفة بين العامة، و حاول اعادة عجلة التقدم الى سكتها بعد قرون الانحطاط. كل هذا رغم الاضطهاد السياسي و القمع و معاداة الشيوخ و النخب لافكاره. فلنقل اذن انني و رغم اختلافي معه فانا احترم نضاله و اقدر صعوبة المهمة التي وضعها نصب عينيه.
فلنعد الان الى الكتاب، كنت انتظر الكثير منه علما ان محمد عبده هو ذلك الاسم اللامع في عصر النهضة و الاصلاح الديني، لكني لم اجد شيئا جديدا. رسالة التوحيد هي اعادة صياغة للعقيدة الاسلامية، كما سمعناها في المدرسة الابتدائية، لكن بلغة صعبة و جمل طويلة تتعب الرئتين.
يبدا الشيخ باستعراضه برهانه على وجود الخالق : باستعمال حجة الصانع الحكيم بكل بساطة. ثم يمر الى نظريته للطبيعة الانسانية : الانسان هو ذلك المخلوق الواعي بامكانياته الكبيرة التي قد تخوله الوصول الى الحق و اليقين و السعادة، لكنه ايضا محدود القدرات، تجده ضعيفا غير قادر على الارتقاء فيغرق في ظلمات الجهل و الطيش و الظلم و الشهوات. الناس ايضا متفاوتون كثيرا في قدراتهم. بعضهم قد يتوصل للحقائق و اليقين و اخرون لا سبيل لهم الى شيئ من ذلك، مما يجعل مسالة النبوة و الرسالة امرا ضروريا لهداية من لا يهتدي. نظريته للاخلاق عواقبية، تتمركز حول الفائدة في الدنيا و الجائزة في الاخرة. الحياة بعد الموت امر بديهي عنده، فكيف يمكن ان تكون هذه الحياة "الدنيوية" كل شيء؟ و مادام الانسان يامل في المزيد فلا بد ان يكون هناك مزيد.
ثم يمر الى الرسالة المحمدية، انها تلك القصة التي اقل ما يمكن القول عنها انها ساذجة جدا، عن ان الاسلام هو دين الاصلاح الاجتماعي بامتياز، جاء ليخلص مجتمعات لا تعرف الا الظلم و الجور و الفساد. معجزته هي القران، يثبت اصله الالهي بنفسه، اي باعجازه اللغوي الذي لم يستطع احد الاتيان بمثله. انتشار الاسلام بسرعة هائلة و دخول اعداد كبيرة من الامم طواعية فيه دليل على انه الدين الحق. حاولت ان لا الوم الشيخ على سذاجة مثل هذه، فبعد كل شيء هو في نهاية القرن التاسع عشر لا علم له بما توصل اليه المؤرخون المعاصرون، عن الغزوات العربية و اسلمة و عربنة الشعوب المغلوبة. اليوم نعلم ان الامر كان اكثر تعقيدا مما يبدو عليه. لكني الومه على اغفال شيء يعرفه تمام المعرفة، هو الصراع الدامي على القوة و السلطة الذي رافق الاسلام من بداياته الى يومنا هذا. يبقى اكثر ما فاجئني به الشيخ هو ادعاء كبير لم اعرف ما افعل به، مفاده ان التقدم العلمي و الفكري الاوروبي هو نتيجة استلهموها من العقيدة الاسلامية، انها منطق يشفى به العليل و يعل به الطبيب.
من المرجح ان هذه الطريقة ليست هي ما يجب ان يقرا به هذا النص. الشيخ لم يوجه رسالة التوحيد للوثنيين، لا اظن ان جيرانه كانوا يعبدون اللات او ابولو. بل وجهها للمشككين مثلي، لانه عرف ان حالة العالم العربي الاسلامي في تلك الحقبة و حتى الان التي لا توضح الا فشلا كبيرا على المستوى الفكري و الايديولوجي، ستفتح الباب على مصرعيه امام المشككين و المنتقدين. من جهة اخرى، وجد نفسه امام جمهور من العامة بلغ من الجهل ما كان، ليسوا مستعدين و قادرين على مواجهة حقيقة اسباب تاخرهم و تخلفهم حتى لو طالبوا بها، فما بالك بالمضي قدما و ايجاد الحلول الفكرية و البدائل الايديولوجية و القيمية. لعله اثر ان يبدا بجمع شتات منظومة صدئة، على الاقل لكي لا يبدا من العدم، اراد ان يبني خطابا يفهمه جمهوره المتواضع، شيء يعرفونه احسن من ما يجهلونه، شيء يقدسونه، ربما هذا ما جعله يعتبر الحل في العودة الى النص و السلف. لا الومه على اختياره، فما اصعب هدفه، لكن اظن انه كان من الافضل، رغم انه ايضا من الاصعب، ان نواجه منظومتنا بالنقد و الشك و العقل، فنحطم ما لم يعد له معنى، و نعيد بناء ما يمكن انقاذه، و حتى ان لم نكتشف العجلة او المحراث فلنستعره من عند من اكتشفه قبلنا، و لا نبقى تائهين. اظن ان ذلك كان ليكون احسن من السلفية، التي لم تزد الا و اغرقت المسلمين اكثر في سذاجتهم و اوهامهم و غرورهم، و اتخذت، في يومنا هذا، وجها ما راينا ابشع منه.
كتاب يحتاج للقراءة مرات ومرات لمحاولة الاستفادة الممكنة منه فأسلوب الامام محمد عبده يتسم برصانة العبارة وقوتها ويتميز بعظم بلاغته وقوة تمكنه الكتاب موضوعه الله عز وجل صفاته وأفعاله وترسيخ المفاهيم الأساسية في عقيده التوحيد لدي المسلم والرد عالشبهات والاختلافات التي جرت بين علماء الامة ومسألة ان خلق القرأن وما أحدثه من فتن في عهد الخليفة عثمانبن عفان رضي الله عنه وأرضاه وغيرها من المسائل وهذا كان الجزء الأصعب في الكتاب اللي تطلب اعادة القراءة نظرا لصعوبة المفردات وجهلي ايضا بالاشاعرة وغيرهم ممن ذكرهم في هذا الجزء اما الجزء الاخر فقد تحدث فيه عن رسالة النبي صلي الله عليه وسلم والحديث عن الاسلام وكيف انه جاء محاطبا العقل البشري والحكمة من فروضه كالزكاة والصلاة والحج وكيف ان الاسلام لم ينتشر بحد السيف وان المسلمين بحسن معاملتهم وأخلاقهم كانوا السبب في انتشار الاسلام ويتحدث عن نهضة الغرب وكيف انهم اتخذوا من الاسلام منهاجا فكانوا مسلمين بلا اسلام ويتحدث عن بلاد المسلمين وما وصلت له من التخلف حينما بعدت عن مبادئ الاسلام وأخذوا أسوأ ما في الغرب ويقول (اذا كان الاسلام منح العقل والارادة شرف الاستقلال فما بالهم شدوها الي أغلال أي أغلال اذا كان قد أقام قواعد العدل فما بال حكامهم يضرب به المثل في الظلم اذا كان الدين في تشوق الي حرية الأرقاء فما بالهم قضوا قرونا في استعباد الاحرار) ثم بعد ذلك يتحدث عن قضايا اختلف فيها علماء المسلمين وفقهائم مثل قضية رؤية الله والكرامات فالكتاب جدا يستحق القراءة فهو ملئ بالمعلومات الدسمة للغاية
من يقرأ العنوان يحتار في المضمون، هل حديث عن التوحيد كما الدروس العلمية، أم محاولة لقراءة جديدة له. مِلت للخيار الثاني وكان مضمون الكتاب قراءة في التوحيد كما في الأصول مع إضافة صِبغَة لغة عصره.
انطلق من أصل التوحيد إلى تفاصيل غاية بعثة الأنبياء
بحث في عدة مواضيع مختلفة، ورد على بعض شبهات أهل الكلام في الأسماء والصفات وغيرها. الكتاب يحتاج أن يكون قارئه مدرك لبعض الأصول فهو قد كتبه بنيّة التدريس أساساً، ولكن بلغة أبسط من لغة التراث.
حول غاية التوحيد والقدر والرسل والمعجزة والوحي ووظيفة الرسل والجماعة وعن الدين ومقاصده. وأركان الإسلام والغايات الأخرى. ضرب كل بحر وأخذ منه ما تيسر على الفهم ولم يُفصّل.
أعجبني فيه لغته ونظرته للأمور بما فيها الدين وأصوله وكذلك صراحته الواضحة في آرائه.
حاول الأستاذ الإمام في هذا الكتاب صياغة رؤية وسطية للعقيدة الإسلامية في مقابل الخلاف القديم بين السنة والمعتزلة معتبرا أن غالب ما اختلف فيه الفريقين إنما هو خلاف لفظي. انتقل بعد ذلك للحديث عن النبوة والكرامات والرؤية إلى آخر تلك القضايا الاعتقادية متناولا هذه الموضوعات بأقصر العبارت التي يمكن أن تفيء بغرض الكتابة ومقصودها، رادا في ثنايا حديثه على بعض الاعتراضات والإيرادت التي يوردها بعض المشككين في مثل هذه القضايا. وفي الجملة فإن الكتاب موجه في المقام الأول للراغبين في معرفة أصول الاعتقاد ولن يستفيد منه كثيرا المختصين في فروعه .
تخبط القوم وتفرقت بهم الطرق فى السير الى مقصد واحد حتى اذا التفو فى غسق الليل ظن كل منهم ان الاخر عدوه فاستمر القتال والجدال حتى تساقط جلهم دون المطلب ولما اسفر الصبحوتعارفت الوجوه رجع الرشد الى من بقى وهم الناجون ولو تعاونو من قبل لبلغو الهدف اخوانا بنور الحق مهتدين
الاستاذ الامام أعظم من أنجبته القرية ونهض برسالة الازهر في عصره ، عبقري الاصلاح والهداية الشيخ محمد عبده قدس الله روحه وأعاننا على التعريف بفضله والتعريف بواجبنا من بعده " هكذا بدأ الاستاذ العقاد كتابه القيم عن الامام محمد عبده عبقري الاصلاح والتعليم ، ويضيف الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الازهر في كلمته لمجلة الازهر بمناسبة الاحتفالية بمرور مائة عام على وفاة الشيخ محمد عبده " عملاق يكتب عن عملاق وعقل يؤرخ لعقل وفيلسوف يترجم لفيلسوف "، ولعل رسالة التوحيد كانت من أهم ما كتب الامام الراحل وكان يعتز بها اسلوبا وصياغة وتويبا وترتيبا وسيرا على المقدمات الى المطالب ومنهجا لا يعول فيه الا على صحة الدليل ، وقد قدم الامام لها بتعريف علم التوحيد وسبب تسميته بعلم الكلام ، بأنه علم تقرير العقائد واثبات ماجاءت به النبوات وانه علم مشترك بين المسلمين والامم السابقة على الاسلام والفرق ان القائمين على أمر الاديان السابقة لم يحفلوا بالدلائل العقلية ولا الدلائل الكونية المحسوسة في بيان العقائد وانما كانت دعواتهم لعقائدهم في واد ومنازع العقول في العلم في واد آخر ، بل ربما جاءت دعواتهم على النقيض من أوليات العقل وضرورياته وكثيرا ما صرح الدين على لسان رؤسائه انه عدو العقل ، فيقول الامام ان العلم بحدوث العالم ووجوب الصانع ووجوب قدرته وعلمه وارادته ، كل ذلك لا يثبت الا عن طريق العقل ، وان هذه العلوم اذا لم تثبت اولا فمن المستحيل ان يثبت شرع قبلها او معها ، ثم يفرد ويقول " ان الاستدلال على وجود الله تعالى وعلى الكثير من صفاته كالقدرة والعلم والارادة والكلام ليس لثبوته من طريق غير طريق العقل ، وان شيئا من ذلك لا يمكن ان يثبت من طريق الشرع ، لانه لو ثبت بالشرع فهذا يعني ان مصدر ثبوته هو الكتب الالهية أو اقوال الانبياء ويلزم ذلك ان يكون المؤمن قد صدق بكلام الله قبل ان يصدق بوجود الله ، وهكذا لو ابتنى اصل الايمان بالله على الشرع فان فكرة الدور الباطل تصبح علة فادحة في صحة الدليل ، ويصبح ثبوت الوجود الالهي متوقفا على ثبوت الشرع ، بينما ثبوت الشرع متوقف بدوره على ثبوت الوجود الالهي ، وقس على ذلك كل الصفات التي تسبق صفة الكلام بالمعنى النفسي ، هذا هو قول رجل دين ينتمي الى أمة الاسلام أمة آخر الانبياء والمرسلين ، فما هو رأي الفلاسفة والعلماء في الامم السابقة ، يقول الدكتور عبد العزيز جادو : اتخذ سقراط لنفسه شعارا ، تلك الجملة التي نحتت على جدران معبد دلفي وهي " اعرف نفسك بنفسك " وذاك لا ن سقراط كان يرى النفس جوهر او كائن روحي له خصائصه الذاتية ، وانه اذا أهمل غشيته طبقة من صدأ الجهل والآراء الفاسدة فيفقد طبيعته لذا فهو يدعوه دوما الى التأمل والتفكر في نفسه وحينئذ تنكشف له الحقيقة ، وان معرفة الانسان لنفسه ليس معناها معرفته لجسده ، بل لذلك العنصر الالهي الذي يوجد في اعماق وجوده : ان حقيقة الانسان هي نفسه وهذه الاخيرة تحتوي على العقل الذي يطلق عليه سقراط " ظل الله " ، ومعنى ذلك ان الانسان اذا محض نفسه رأى فيها الإله ، أي اهتدى اليه ، وتلك هي المعرفة الاولى التي يجب تحصيلها قبل معرفة سواها ، لانها هي التي تتيح للمرء معرفة نفسه والوقوف على حقائق الاشياء الاخرى . وقد جاء في الخبر " من عرف نفسه فقد عرف ربه " 1- اضواء على النفس البشرية - د. عبد العزيز جادو 2- في النفس والعقل لفلاسفة الاغريق والاسلام - د. محمود قاسم 3- دراسات في الفلسفة الاسلامية – د. محمود قاسم
الكتاب جم رائع يدل على أن صاحبه لصاحب لغة وعلم وفكر أيضا مما يفتح لنا بابا لنبحث عن هؤلاء الافذاذ والعلماء الكبار فى أواخر القرن التاسع عشر وكيف دمجوا العلم الشرعى بالفكر والعمل السياسي، أما الكتاب فقيم ملخص لقضايا هامه ولكن لغته تبدوا صعبه بعض الشئ مما يجعل القاريء العادى يمل منه رغم قصره ولا يستطيع أن ينهي فى جلسات قصيره إلا أنه ناقش الاحاد و إنكار السنه و دافع عن الإسلام الحق وهاجم أحوال المسلمين وكما قلت فتح لنا بابا لنتعرف عليه أكثر ونبحث عنه وعن أمثاله من العلماء المجددين الافذاذ.
اول قراءاتي للشيخ الامام و لن تكون الاخيرة بكل تأكيد ... الكتاب ماتع حقا ... عميق المعني متنوع الافكار بديع اللغة ... يناقش تقريبا كل قضايا التوحيد بشكل مختصر و دقيق و عصري و مختلف ... يناقش اعقد قضايا فلسفة القرن الخامس الهجري بلغة رشيقة و سهلة الفهم ... شعرت بإخلاص روح الرجل في حروف كتابه ... قدس الله روح الامام واعلي مقاما��ه في عليين
توقفت عن قرائته بعد ربع الكتاب تقريباً.. كانت القراءة سلسة في الأول لكن بعد عدة صفحات وجدت المواضيع تذهب للايجاز والتعقيد في المصطلحات. مع تقديري للشيخ محمد عبده كقامة علمية وفكرية كبيرة ولكن تجميع محاضراته على الطلاب من قبل تلميذة محمد رشيد رضا في كتيب كهذا وفي موضوع مهم كالتوحيد لم يكن موفقاً. مع العلم بوجود مقالات كانت واضحة واستفدت منها شخصيا
كتاب جميل لم يقصد إلى تحرير الأقوال في الخلاف العقدي عن قصد بل عمد إلى أصول العقيدة التي اتفق عليها المسلمون ليزكي جذوة الدين في النفوس ويترك كل كلام فيما لا يبنى عليه عمل ولا تنشط به همة مع لغة فخمة تشنف الآذان كما تطرب النفس. رحم الله الشيخ وأجزل له المثوبة
بسم الله .. في مبتدأ الرّسالة شرّقتُ وغرّبتُ ودخلتُ في التركيب واالجوهر والعرض والتعدّد وغيره من مصطلحات االفلاسفة المُحْدَثة على العقيدة ...إلخ!
حيث ينضح المؤلّف من أصل ما استقاه في الأزهر من هذه العقيدة وكان هذا الغالب في هذه الأيام غفر الله له ولنا.
هذا النمط من الحديث والذي يبدو صعبًا على مَنْ يَسْبِره قَبلا أو يتعوّد عليه زمنًا ليس صعبًا عليّ، لكنّه متاهات جدليّة كبيرة من نزعات فلسفيّة قديمة من صلب عقيدة الأشاعرة ومذاهب الفلاسفة وهي المدرسة التي ينتمي إليها الشيخ محمد عبده!
تفكّرت قليلا وكنت أنهيتُ كتابَ التوحيد للشيخ محمد ابن عبد الوهاب التميمي منذ فترة قصيرة، تفكّرتُ في النهج الّذي انتهجه هذا الأخير والذي انتهجه الأول، وقلتُ لو أنّ كافرًا دخل الإسلام وللوهلة الأولى أراد أن يقرأ في العقيدة وقرأ الرسالتين فمَا سيكون ردّ فعله؟! لا شكّ عندي أنّه لو قرأ عقيدة الشيخ محمد عبده لنَفَرَ من هذا الباب إن لم يكن من هذا الدّين!
وعقيدة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب الموسومة بـ ( كتاب التوحيد ) من أصفى وأجمل ما قرأت في باب العقيدة في الله، ليس مِراءً لكنّي لن أخدع نفسي في عقيدة ربي!
أيها الإخوة الفلسفة في العقيدة في ربّ العالمين: مذهبٌ باطل يَبْطُلُ به الباطل!
وهنا شيء مهمّ: وهو أنه لم يثبت أنَّ الشيخ محمد عبده يعتقد بهذه المذاهب في التركيب أو التعدد أو غيرها لله عزّ وجلّ –فيما أعلم- وهذا أكتُبُه للأمانة حتى لا يُفهم من كلامي أن أتقوّل على الرّجل بما لم يُحدّث به، ولا شكّ أنَّ هناك مواضع كثيرة في الرّسالة يظهر تأثره بتلك الأقوال؛ مثل قوله في خلق القرآن وفي الرّؤية وهذه مسائل معتزليّة بامتياز غلب عليها الأشاعرة!
مُقدّر تمامًا أن الشيخ كان يدرّس الرّسالة إلى طلّاب يفهمون ما يقصد وعندهم منهج لهذا الفهم وطويلُ دُرْبةٍ، لكن أنا أتحدث عن رسالة اشتهرت حدّ السماء بين طلبة العلم فكان يلزم هذا التعليق الذي ربّما يطول.
الكتاب في المجمل جيّد عدا الباب الأول الذي فصلنا المقال فيه أعلاه، ينضافُ إليه بعض الأغلاط التي زل فيها المؤلف رحمه الله وكل ابن آدم خطّاء! مثل قوله في خلق القرآن في فصل السمعيات، حتّى رشيد رضا لم ينج منها أيضا في التعليق على كلام الله!
إلا أن هناك لمحات ذكيّة فصيحة جدًا من المؤلّف تدلّ على سبره للّغة العربية والغوص فيها وليته ظلَّ على هذا النسق، مثل مقاله عن الاستواء والوجه واليدين حيث قال: "لها معانٍ عرفها العرب المخاطبون بالكتاب ولم يشتبهوا في شيء منها!" وهذا نصّ غاية في البيان خلع به نفسه من زلل التأويل أو التشبيه أو غيره وهذا وإن لم يكن واضحا لكني أتحدث عن البيان غير مفصلٍ في صحة ذلك أو عدمه من موافقته لمذهب السّلف إذ كما قلت هو نص غير واضح المعنى إذ تختلف أفهام العرب ولا تختلف لغتهم! والثابت عن النبي –صلَّ الله عليه وسلّم- والسلف الصالح أنَّ لله وجهٌ ليس كوَجْه المخلوقات ويدان ليست كيديْ المخلوقات وهو مستوٍ على عرشه من غير كيْف، بائنٌ من خلقه؛ لا نفصّل في ذلك ولا نأوّله ولا نشبهه ولا نكيّفه ولا نمثّله بل نؤمن به كما جاء من عند رب العالمين في كتابه أو بما أوْحى به إلى رسوله صلوات الله وتسليماته عليه، وغيرها الكثير من اللمحات أيضا فليرجع من أراد أن يستزيد.
والكتاب كما قلت جيّد يُقرأ ويُنتقد وتعليقات الشيخ محمد رشيد رضا عليه غاية في النقاء والوضوح –عدا بعض المواضع فلينتبه- فمن اقتنى الكتاب فليحرص على اقتناء نسخته فهي قيِّمة، ردَّ فيها على كثير مما وقع فيه المؤلّف وأحال إلى إضافات جِيَاد إذ أنه أخذ عنه فهم هذه الرسالة سندًا وفهمًا فهو أعلم بها، وهو على مذهب السلف مخالفا لشيخه إلا في القليل مما ينبغي الانتباه له كما قلنا.
آخر شيء نعلّق عليه: هو مقاله في خلق القرآن وهو مذهب باطل، قال فيه أن كلام الله نفسي (أي في نفسه!) والكلام المقروء لله عز وجل هو عبارة عن كلام الله! فهو لا شك حادثٌ! أي يفنى! نسأل الله أن يغفر للمؤلّف وللشيخ رشيد رضا إذ قال بنفس عبارته!
وأيضًا مقاله في الرؤية مضطرب لا أستسيغه!
فإن كان من خطأ فيما قلت فمن جهلي بدين الله عزّ وجل وإن كان من صواب فمن علم الله الذيّ منَّ عليّ به ولطفه بي إذ سَيَّرَني في طريقٍ ألتمسُ فيه عِلْمًا أتعرَّفُ به عليه .. ا هــ
الكتاب يعطي تعريفًا عامًّا لعلم التوحيد، ويوضح أساسياته بشكل مبسط كالكلام في الصفات والأفعال وما يجب فيهما وأفعال العباد وغيرها، كما يستطرد في بعض المواضيع لاحقًا مثل الرسالات والقرآن والدين الإسلامي والرد على بعض الشبهات.
مقدمة الكتاب جميلة جدًّا، وضح فيها الكاتب أن علمَ التوحيد علمُ حججٌ وبراهين، وأن "مبناه الدليل العقلي وأثره يظهر من كل متكلم في كلامه وقلما يرجع فيه إلى النقل"، وقدم برهانًا على وحدانية الله سبحانه وتعالى بالدليل العقلي، وأنه واجب الوجود جل في علاه.
ما أعجبني في فكر الكاتب حرصه التام على وحدة الكلمة والبعد عن التكفير والتبديع ما استطاع إلى ذلك حتى عند عظم أمر المخالف في بعض المسائل، وقوله بأن هذا العلم يفترض أن يكون جامعًا لا مفرقًا ومشتتًا، ومن بديع ما كتبه في هذا: "اختبط فيها القوم اختباط إخوة تفرقت بهم الطرق في السير إلى مقصد واحد، حتى إذا التقوا في غسق الليل صاح كل فريق بالآخر صيحة المستخبر فظن كل أن الآخر عدو يريد مقارعته على ما بيده فاستحر بينهم القتال ولا زالوا يتجالدون حتى تساقط جلهم دون المطلب ولما أسفر الصبح وتعارفت الوجوه رجع الرشد إلى من بقي وهم الناجون ولو تعارفوا من قبل لتعاونوا جميعًا على بلوغ ما أملوا ولوافتهم الغاية إخوانًا بنور الحق مهتدين"
أسرني الكاتب بفصاحة لغته وقوة بلاغته، حق له أن يكون إمام عصره.
كتاب رسالة التوحيد الذي قرأته قبل سبعة عشر سنة علي أقل تقدير و أعيد قرأته ربما كأول كتاب بشري أعيد قرأته للمرة الثانية بعيداً عن كتب و مراجع علم النفس و العلاج النفسي . إنه الإمام محمد عبده إمام الإسلام و المسلمين العقلاني العالم العارف الصادق ، حيث كان كتابه رسالة التوحيد أول كتاب حديث يقدم عقائد الإسلام مصفاة من شغب المتكلمين القدماء ، و من جمود المقلدين المتأخرين ، و من خرافات الإسرائيليات. هو كتاب لتألق العقلانية الإسلامية المتميزة و المميزة و المتفردة ، حينما تنظر لله جل وعلا في ذاته و صفاته ...و في النبوة و الرسالة ..و في القرآن .. و سائر عقائد الإسلام. تتميز هذه الطبعة أيضاً بتحقيق العالم الجليل طيب الذكر المرحوم بإذن الله د.محمد عمارة عليه رحمة الله و مغفرته و بركاته ، هو و إمامنا الجليل و عالمنا الفريد د.محمد و عبده عليهم و علي أمواتنا و أموات المسلمين أجمعين رحمة الله و رضوانه و مغفرته بإذن الله. تمنياتي لكم بقراءة ممتعة و مفيدة و هادفة و مرقيه و موعيه. تحياتي #حجازي_بدرالدين
كان الإمام حسن البنا يهتم بتدريس هذه الرسالة المهمة لتلاميذه وإخوانه، لما فيها من الأهمية، ولما قرأتها وجدت أنها فعلًا جميلة ومتميزة، كعادة الإمام محمد عبده في كتاباته، تتناول موضوعات هامة في العقيدة الإسلامية، من صفات الله عز وجل يذهب فيها إلى مذهب أهل التنزيه، وحاجة البشر إلى الرسل وإمكان ذلك، وعن السمعيات ، وعن أفعال العباد وغيرها، رضي الله عن الإمام محمد عبده ونفعنا بعلمه، أنصح بقرائتها حتى لغير المؤمنين بالله، ولغير المسلمين، وطبعا لكل مسلم مؤمن برب العالمين سبحانه وتعالى
كان الإمام حسن البنا يهتم بتدريس هذه الرسالة المهمة لتلاميذه وإخوانه، لما فيها من الأهمية، ولما قرأتها وجدت أنها فعلًا جميلة ومتميزة، كعادة الإمام محمد عبده في كتاباته، تتناول موضوعات هامة في العقيدة الإسلامية، من صفات الله عز وجل يذهب فيها إلى مذهب أهل التنزيه، وحاجة البشر إلى الرسل وإمكان ذلك، وعن السمعيات ، وعن أفعال العباد وغيرها، رضي الله عن الإمام محمد عبده ونفعنا بعلمه، أنصح بقرائتها حتى لغير المؤمنين بالله، ولغير المسلمين، وطبعا لكل مسلم مؤمن برب العالمين سبحانه وتعالى
من أعظم الرسائل فى العقيدة بداية من شرخ الصفات وبيان الفرق بين الفرق فى عقيدة الأسماء و الصفات وانتهاءاً بالرسل والرسالة الخاتمة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اسلوب الشيخ وبلاغته الرائعة ولغته العربية القوية تزيد من فهمك للنصوص وتجعلك تشعر بكل كلمة بل وبكل حرف
رسالة لطيفة وواضحة ومفيدة ، قرأتها ضمنيًا أثناء مطالعتي للأعمال الكاملة له وأظن أنه يميل للأشعري في الاعتقاد على الرغم من أنني (أظن) قرأت مقالةً سابقة في نفس المجلد على ما أذكر تروي أن الإمام رجّح مذهب المعتزلة على الأشاعرة.
الحمد لله رب العالمين رسالة التوحيد للأستاذ الإمام محمد عبده , والحقيقة اننى لم أُكون رأياً واضحا تجاه الإمام , وعلى كل فرسالة التوحيد كتاب صغير يتكلم فى توحيد الله عز وجل , فيما يعرف بعلم التوحيد