أتفهّم أن يظلمك مجتمع ما يسمى عبطاً بالأدب السعودي. روايتك هذه قرأتها عمتي ذات السبعين عاماً بصوت ابنة اخي.و طلبَت مني أن أسلّم لها على الكاتب ظانةً أنني أعرفك لأنني القارئة الوحيدة النهمة في العائلة. ماتت عمتي قبل عام و ربع. بعد وفاتها قرأت روايتك فبكيت. هذه رواية محترمة..و القراء الصادقون الذين يحترمون المبدعين في الظل قليلون.
رواية سعودية..تأبين الذاكرة كنت بدور رواية أقرأها للمتعة "من زمااان ما قريت رواية"،،وأنا بدور في مكتبي لقيتها وقرأتها اليوم!! استمتعت مرررة كتير،،لقيت فيها عالم حقيقي ولطيف بعيد عن الروايات الأجنبية التي تبدو من عالم غريب وكلمات مترجمة عجبني كتير من التشبيهات والوصف البليغ،،وكنت بقول في نفسي "من جد اللغة العربية جميلة بكل حروفها ونقاطها"،،عشت ليوم كامل في جو من تأبين للذاكرة ^^
الرواية مكتوبة بطريقة أدبية مشحونة بالرومنسية والغنائية اضافة الى النفس القصصي فيها والحبكة تمتاز بتحررها من التخلخل الزمني حيث كان الاسترجاع والاستباق والعودة الى الحاضر محكمة جميعها بتوازن وسلاسة
اضافة الى سعي الكاتب لاظهار الجوانب الانسانية والتمرد على العادات والتقاليد التي تحد من قيمة المرأة من خلال علاقة مروان بأخته سلمى والاستغناء عن الاستعانة بالجنس الاقنيم الشائع الذي يزيد من ترويج الرواية بحسب الكثيرين لتبرز العلاقة الصادقة والمرحة بين مروان وسعيد كصورة لتعريف معنى الصداقة في الشدة (وقت وفاة سلمى) وفي الرخاء قبيل الزواج و في غيرها من المحطات
الرواية تعد بمثابة محطة استراحة للقارئ من التشنج والكراهية والوحدة والعودة الى اللحظات الحالمة رغم ما يعتريها من أسى وتأبين وأسف لكل ذكرى سريعة بطيفها.