Georges Schehadé (1905-1989) poet, dramatist and dedicated Lebanese mandarin was born in Alexandria. The family returned to Beirut where Schéhadé was to complete his studies. Most of his adult life was lived either in Paris or Lebanon and, in 1986, in recognition of his literary achievements, he was awarded the first Grand Prix de la Francophonie by the Académie Française.
جورج شحادة كان شديد الاقتصاد في كلامه، شديد الحرص على ألا ينفق من الكلمات أكثر مما يحتاج التكثيف اللغوي الذي كان واحداً من سادته. وهو كان كذلك في كتابته تحديداً، فهو لم ينجز سوى أكثر قليلاً من نصف دزينة من المسرحيات خلال عمره الطويل (1910-1989)، ولم يكتب سوى القليل من الأشعار في بداياته السوريالية. ومع أن كتباً كثيرة ودراسات أكثر كتبت عنه، فإنما تبدو فيها حياته لغزاً الى درجة قد يتساءل معها المرء: ... ولكن ما الذي كان يفعله هذا الرجل خلال حياته؟ كيف أمضى كل السنوات؟ هل كان يكتب، مثلاً، سطراً واحداً في اليوم؟ أما الغائب الأكبر عن حياة جورج شحادة الأدبية والفكرية فكانت الحوارات الصحافية إذ إنه نادرا ما أدلى بأية أحاديث من هذا النوع ناهيك، بأنه لم يكن من الذين يستسيغون الحديث عن أعمالهم. > اليوم، بعد نحو ثلاثة عقود من رحيله، سيخيل الى المرء أن هذا الكاتب إنما آثر أن يضع كل ذاته مكثفة في لغته الشعرية الفائقة الجمال. اللغة التي لا تعترف بأي فوضى في الكون. ولعل هذا ما شكل سراً عميقاً بالنسبة الى زملائه الفرنسيين الذين تلقفوه وحضنوه باكراً، وكان من بينهم أندريه بريتون، الذي كان أول من أطلقه إذ بدت بدايات جورج شحادة سوريالية. ومن هنا لم يكن غريباً أن يكون واحد من أول النصوص التي كتبت عن جورج شحادة، نصاً كتبه أندريه بريتون في عنوان: «سرّ جورج شحادة». > تقول سيرة جورج شحادة المتداولة – والتي لم يحاول هو أن يؤكدها أو ينفيها على الإطلاق – انه ولد عام 1907 (ويقال عام 1910) في مدينة الإسكندرية لأبوين لبنانيي الأصل (ويقال أن أباه كان دمشقياً لأسرة مقيمة في بيروت). وبعد أن تلقى شحادة دراسته الابتدائية في الثغر المصري – ما جعله طوال حياته ينطق العربية بلهجة مصرية – ذهب الى بيروت حيث استكمل هناك دراسته الجامعية في كلية الحقوق التابعة لجامعة الآباء اليسوعيين. وهو في بدايته عمل فعلاً في مكتب للمحاماة في العاصمة اللبنانية، غير أنه في الوقت نفسه انصرف الى كتابة الشعر، رمزياً ورومانطقياً أول الأمر، ولكن في توجه سوريالي بعد ذلك، إذ راحت تصله من خلال المطبوعات الأدبية الفرنسية، أصداء الثورة السوريالية التي كانت بدأت تندلع في فرنسا. ولكن يبدو أن شحادة بعد أن جرب حظه في الشعر بعض الوقت، وكان اعتاد إرسال قصائده لتنشر في المجلات الفرنسية، عاد ووجد ذاته في المسرح، إذ رآه قادراً على استيعاب الشعر والسمو به الى ما فوق الكلمات وما بعد الكلمات. وعلى أي حال تحدث هو بنفسه مرات عديدة في أحاديثه و «دردشاته» النادرة، عن تلك النقلة التي حدثت لديه من الشعر الى المسرح، فقال ذات مرة: «انتقلت من الشعر الى المسرح لأنني أدركت ذات يوم أنني وصلت في الشعر الى درب مسدودة ضيقة لم أعد أعرف كيف النفاد منها. درب عنوانها ذبول الكلمات التي فقدت بين يديّ نضارتها من وفرة الاستعمال. وعلى كل حال لا يزيد عدد هذه الكلمات في نصوصي عما يتراوح بين 200 و300 كلمة، وهي تعود دائماً وإن بمضامين مختلفة. وهكذا شعرت بالاختناق. وكان إنقاذي من طريق المسرح. المسرح هو الذي أعاد إليّ توازني في هذا العالم الذي هو عالمي. وهكذا رحت أكتب مسرحية بعد أخرى...». > حين قال شحادة هذا الكلام، كان قد مضى عليه ثلاثون سنة منذ أنجز مسرحيته الأولى، وهي السنوات التي لم ينجز خلالها سوى 7 مسرحيات من أبرزها، طبعاً «السفر» التي نقدمها هنا و «مسيو بوبل» و «البنفسج» و «سهرة الأمثال» وصولاً الى «مهاجر برسبان» التي الى كونها من آخر أعماله، تبقى اليوم من أكثرها شعبية الى درجة انها اقتُبست للسينما مرات عديدة وحتى في السينما التجارية المصرية في سنوات الثمانين.
جورج شحادة خلق جو سيريالي للمسرحية و لكنه في ذات الوقت جعل هذا الجو الحالم يمتزج بالواقع في سلاسة ، فتصدق أن كل هذا يمكنه الحدوث بالفعل . المسرحية بنيت علي قول شحادة "من يحلم يمتزج بالهواء" ، فمن يحلم يصبح جزء من الحياة. فها هي "مارجريت" تُخطب لحلاق شاب في الحلم و يصدقها والدها العجوز"القيصر" الذي قد تخطأه بكونه مجنون ، ولكنك في النهاية تعلم انه هو أعقل شخصيات المسرحية ، فهو الذي أستطاع أن يري بواطن الأمور . و يقابل "القيصر" "الملازم سبتمبر" فيدله علي قرية "سوسو" حيث سيحد منزل الحلاق "فاسكو" الشاب الذي امتنع عن الذهاب للحرب. يُقنع الملازم بمساعدة السيد "كورفان"، فاسكو و يبعثونه دون درايته في مهمة عسكرية شديدة الخطورة ، أختير فاسكو لها من جهات سيادية عليا لجبنه و برائته التي قد تجعله أفضل من يؤدي هذه المهمة و لكن في أثناء هذه الرحلة قابل فاسكو مارجريت التي تبحث عن خطيبها الذي قيل لها أنه جندي شجاع *هو فاسكو* ولم تعلم مارجريت و لم يعلم فاسكو أنهم كانوا يبحثون عن بعضهم ، أُسر فاسكو من العدو و كان سيتمكن من الخلاص لولا علمه بأن مارجرت كانت تقصده هو و تذكره لكلماتها المادحة فيه ظننا أنه شجاع، فقرر أن يتخلي عن خوفه للمرة الأولي من أجل أن تفخر به حبيبته .. وراح فاسكو الحلاق المسكين ضحية للحب و الشجاعة . و في المشهد الأخير و بينما تنتحب مارجريت ، قال سبتمبر للقيصر أن نصر الوطن يكتب بدماء الجنود ، فرد عليه "من أجل النصر؟ وماذا تعني هذه الكلمة عندما لا يكون الإنسان شيئا"