What do you think?
Rate this book


303 pages, Paperback
First published January 1, 1998
عندما كان يحل بنا شهر رمضان في السنوات الأخيرة لاحظت أن هذا الشهر قد جرى عليه حكم نظام السوق كما جرى على غيره. إذ ما كل هذا التسويق لرمضان أيضًا، وما كل هذا الذي بدل تحويل رمضان إلى مناسبة للبيع والشراء؟ نعم كانت فوانيس رمضان في طفولتي تباع وتشترى، ولكنها لم تكن إلا هدايا بسيطة للأطفال. زهيدة الثمن بدائية الصنع، وكانت ترتبط بتجمع الأطفال في الطريق العام، وغنائهم لرمضان وهم يحملون الفوانيس. ولم تكن الفوانيس تتفاوت تفاوتًا كبيرًا في درجة الفخامة أو الإتقان، فكلها تقريبًا كانت مصنوعة من الصفيح وبنفس الحجم. أصبحت هناك الآن محلات بأكملها لا تبيع إلا الفوانيس، بأحجام صغيرة وأحجام عملاقة للأطفال، أو تزين مداخل العمارات أو الفنادق وشرفاتها، وتضاء بالكهرباء. وكاد فانوس رمضان أن يحتل مركزًا مماثلًا للمركز الذي يحتله الآن في الغرب شجرة الكريسماس التي تحولت إلى رمز وشعار لا يمكن أن يكتمل الاحتفال بالكريسماس بدونه. هكذا يتحول فانوس رمضان الآن شيئًا فشيئًا إلى أن يصبح رمزًا وشعارًا لشهر رمضان، وقريبًا يصبح الفانوس ركنًا من الأركان التي لا يقبل الصوم بدونها. مثلما حدث بالتدريج لفوازير رمضان التي أصبحت بدورها سمة ثابتة من سمات هذا الشهر.

"امتلأت خطب عبدالناصر و قادة الثورة , كما امتلأت خطب قادة الثورة ى مختلف أنجاء العالم الثالث , من كوبا الى اندونسيا , بما أنجزته الثورة من زيادة معدل الاستثمار , الى عدد الفدادين المستصلحة , الى عدد المصانع الجديدة , الى كمية الاسلحة الحديثة التى زود بها الجيش و قدم هذا على انه هو معيار النجاح و الفشل فى تحقيق نهضة الامة . "



