كتاب الأحلام بين العلم والعقيدة هو إحدى مؤلفات الباحث العراقي الدكتور علي الوردي ويبحث الكتاب عن الأحلام من حيث تأثيرها في عقائد الناس وعاداتهم وماتوصل إليه العلم الحديث في ذلك من نظريات
كنت أتمنى لو كان عنوان الكتاب "الأحلام بين المجتمع والعلم". فالمعالجة العقدية/الشرعية كانت وجيزة جدا، فضلا على أنها كانت مبتسرة وفيها شيء من السطحية وخلط بين الممارسة والتفسير الاجتماعي للدين، وبين الدين نفسه. وهذا لا يقلل من شأن الكتاب، ولكن أظن أن الكاتب -في هذه الجزئية- أوغل في أرضه ليست أرضه، وفي فن ليس بفنه.
عليّ أن أقول أن ما قرأت مذهل، ولا أصدق أن العلم توصل إلى كل هذا في نهاية الخمسينيات. فأين نحن مما وصل إليه العلم الآن، وهل من "ورديّ" جديد يتبرع بنقل هذه العلوم إلينا بلغة مبسطة؟
الفصل السادس عشر (عبقرية الأحلام) رائع وممتع، فقد ذكر فيه ما ينتاب الشعراء والأدباء حين يبدعون.
الكتاب يحتوى على ملاحق إضافية (تشكل 100 صفحة من أصل 300 صفحة يتكون منها الكتاب) وهي غير متعلقة تماما بموضوع الأحلام، لكن قراءتها ممتعة ومفيدة. وتدور الملاحق حول العبقرية والحاسة السادسة واللاشعور والجنون والمجتمع وأمور من هذا القبيل. ملاحظة: الملحق الذي يتحدث عن العبقرية والجنون مذهل حقا حقا!
كتاب الأحلام بين العلم والعقيدة , لا أعلم من أي أبدأ لأضع مراجعة لهذا البحث العظيم والذي تجاوز الأربع مئة صفحة كمًا وتاريخ البشرية كيفًا ..
اقتنيت الكتاب لأنني من الناس الذي يقلّلون من تأثير الأحلام أو بالأصح أهملها ولا أبدي أي اهتمام اتجاهها, ووافق ذلك كثرة مفسري الأحلام على مختلف القنوات وتعلق الناس وكرهي لهذا كله ..
كتاب الدكتور علي هذا يعتبر من خواتم ما نشر من الكتب , وأوضح أن الكتاب كان مجموعة من الأبحاث والأفكار التي جمعها والتي تعادل جزئي الكتاب الحالي تقريبا لكن أوقف طباعتها لظروف سياسية طارئة خشي المؤلف أن يُفهم كتابه تعديًا على العائلة المالكة العراقية آنذاك, ولا أعلم السبب الحقيقي لهذا الربط !
قسّم المؤلف الكتاب إلى ثلاثة أقسام بالإضافة إلى قسم رابع للملاحق :
القسم الأول (الأحلام والعقيدة) : وفيه استعرض نظرة المجتمعات البشرية للأحلام على مر العصور ابتداءً من فلاسفة اليونان وحتى تداخلها مع العقيدة الإسلامية
القسم الثاني (الآراء الحديثة للأحلام) : وفيه ركّ بشكل واضح على رأي فرويد في الأحلام والذي يعتبر الأحلام عبارة عن تنفيس لما يكمن في النفس البشرية ولا تستطيع التعبير عنه ضمن إطار الحياة اليومية (أو بالأصح ضمن سيطرة العقل الواعي), بالإضافة إلى تعريجه على ومفهوم التنويم الإجتماعي ورأي النقاد حول نظرية فرويد ونقاط ضعفها
القسم الثالث (العلم وخوارق الأحلام) : ربما يلحظ القارئ أن القسمين الأولين تم التركيز فيهما على الجزء العلمي والتجريبي للأحلام والذي يعني إهمال كثير من الخوارق والأساطير (كمنهجية علمية في التناول) لكن في هذا القسم فقد ركز الدكتور علي على الخوارق بعد حادثة صارت له شخصيا ونبّهته إلى جزء الخوارق والذي كان مهملاً في جلّ الكتاب, طبعا أهم هذه الخوارق وأكثرها ورودًا في القصص هي التنبؤات وذكر مجموعة من القصص الواقعية في أغلبها ورأي العلماء فيها, كما أعطى نبذة بسيطة عن التنويم المغناطيسي وعلاقته بذات الموضوع وغيرها من الأفكار الناتجة عن القصص المذكورة
قسم الملاحق: ربما لحبّي لكتابات الوردي ومؤلفاته -رحمه الله- فقد جذبتني الملاحق كثير نظرًا لأنها في أغلبها مراجعات لكتبه التي ألفها سلفا كمهزلة العقل البشري وخوراق اللاشعور وغيرها, وأورد في آخر الكتاب كجزء من الملاحق موضوع الجنون والعبقرية والجنون والمجتمع ونظرة المجتمع الحالية للمجنون واختلاف مجانين الملوك ومجانين الققراء :D
ختامًا, آخر الكتاب كانت كلمة الوداع والتي أجلت قراءتها بعد أن اكتشفت أنها عبارة عن كلمة وداع لكل إصدارات الدكتور علي, وذلك حتى الانتهاء من بقية مؤلفاته ..
يمتاز الكتاب ببساطة لغته وشرحه وتبسيطه لأفكاره والتناول العلمي المحايد لأغلب القضايا المذكورة, ومن رأي شخصي لم أجد ما يعيب الكتاب بل أعتبره علمٌ في هذا المجال الغامض
تعتبر كتبه من الخوالد لما فيها من عناء في البحث واستقصاء لا يستهان به فالطريقة العلمية التي يتبعها هذا البحث تنم عن فكر سليم منظم ور غم المنهجية تجد كتبه مسلية ومشوقة هذا عدا عن الثقافة التي في محتواها...في هذا الكتاب يحاول أن يشرح الوردي رحمه الله منطقية الحلم و تفسيرها سواء على المستوى الروحي أو الديني ...مفسرا نظرية فرويد وغيرها من النظريات لمنطق العقل الباطن لدى الانسان و ماهية الاحلام التي يراها في منامه ...الكتاب رائع وانصح بقرائته
أمة تأخذ دينها من مفسري الأحلام هي قطعًا أمة نائمة!
لدي حساسية مفرطة من مفسري الأحلام، لا لأسباب شخصية، ولكن لأن الغالبية العظمى منهم محتالين ونصّابين. ولأن الحكمة تقول : ضع أصدقائك بالقرب منك وأعدائك أقرب، قمت بتخصيص رفٍ في مكتبتي لوضع كتب ومؤلفات تبحث في موضوع الأحلام كهذا الكتاب لعالم الإجتماع العراقي علي الوردي!
يناقش هذا الكتاب الأحلام من حيث تأثيرها في عقائد الناس وعاداتهم وماتوصل إليه العلم في ذلك من نظريات (نُشر الكتاب في منتصف القرن الفارط مما يجعله غير مواكبًا لما استجدّ من نظريات)
كما يستعرض آراء القدماء في الأحلام، وبالطبع يستحوذ المسلمون على النصيب الأكبر بحكم كونهم أكثر الأمم هوسًا بالأحلام
عمومًا، الكتاب ينتهي فعليًا عند الصفحة 250، وما بعد ذلك ليس سوى ملاحق أصابتني بالملل لأن 1 - هذا الكتاب ليس مكانها، و 2- لأنني سبق وقرأتها في كتب الوردي الأخرى
لطالما كان الدكتور علي الوردي من الكُتّاب والمفكرين المفضلين عندي. رغم أن العامَين الماضيين ساعدا في تطوير فكري تجاهه – خاصّة بعد قرءاتي للراحل طه حسين وردّ الوردي عليه، وتوغّلي في طريقة نقد وتفكير الوردي. فصِرت أعتبر أن نقطة ضعف الوردي ليست أدلته وبراهينه وحججه. بل الطريقة المحددة التي يفكّر فيها ويستدلّ بها. ربّما تكون طريقته في الاستدلال هي طريقة بشرية، لا يمكننا أن نشنّع عليها – ذلك أننا نتبعها ذاتها وإن كنا نستخدم براهين وحجج مضادة لتلك التي يستخدمها الوردي.
هذا الكتاب – حسبما صرّح الوردي – هو آخر كتاب له. وهو كتاب ممتع وجميل بلا شكّ – مثل كلّ كتب الوردي التي بدأت بها وقرأتها – ابتداءً بوعّاظ السلاطين وانتهاءً بخوارق اللاشعور (الذي بدأته وسوف أُكمله مع بداية العام القادم).
ولكن أحسست أن الوردي دخل نطاقاً ليس مُلمّاً به وليس من اختصاصه. هو عندما يتكلم في الاجتماع يكون فذاً ولا يشق له غبار. ولكن في هذا الكتاب عندما دخل ليُبدي رأيه في مضمار العلم النفسي ويُنازع فرويد – نوعاً ما – وأمثاله، بدا لي ضعيفاً وغير متماسك إلى حدّ كبير. ولكن يشفع له عندي أنه اعترف بذلك في مقدمة الكتاب، حيث قال بأن تناوله للجانب النفسي فيه تقصير كبير ومخلّ. وقد صدق فعلاً!!
الكتاب جميل وهامّ. يُعطي القارىء لمحة شاملة نوعاً ما عن موضوع الأحلام وطريقة تعاطي علم الاجتماع والنفس معها. وأيضاً الباراسايكولوجي. هذا الكتاب يدفع القارىء لقراءة الكُتُب المتخصصة الأخرى التي أشار إليه الوردي في الهوامش. عناوينها مثيرة ومواضيعها جذّابة جداً بالنسبة لي. أنصح بهذا الكتاب.
مشكلة العامة أنهم يستمدون جذور عقائدهم من مألوفاتهم الإجتماعية ابن الوردي *
الجميل في قراءة الوردي أنه يواجهك بالإنسان في داخلك بعيداً عن المثاليات صفعة دوما قراءة هذا الرجل .. الكتاب يتحدث عن الأحلام من منطلق العقيدة او الديانات والعلم وان كان الجزء الأكبر للثاني ثم العلم و الخوارق البشر ثم الجزء الأخير الذي يتحدث فيه عن كتبه الماضية و الجنون والملوك و المجتع ومجانين الفقراء !
أحب فيه المحايدة و افتراض الخطأ دوماً ,
الوردي عبقري , كل مرة اقرأه كتاب له كأني أجلس أمامه وبيده عصى و يضربي على رأسي لأستيقظ أكثر
أنهيت للتو كتاب الأحلام بين العلم والعقيدة للوردي... حقيقة فإن دافعي لقراءة هذا الكتاب كان شخصيا لتفسير بعض الأمور التي تجري معي بخصوص الأحلام وسواها .. وكان في الكتاب الكثير مما أمتعني وأدهشني وأفادني.. القسم الثالث المختص بخوارق الأحلام كان المفضّل ... تنبؤات الأحلام... وعبقرية الأحلام.. حديثه عن الشعراء ووادي عبقر وطقوس الشعراء في استلهام قرائحهم... كان ذلك عالما لم أودّ الانتهاء من الخوض فيه..كذلك كان ملحق الكتاب عن العبقرية والجنون ممتعا للغاية.. هذا السرور من الكتاب والاستمتاع به لا ينفي وجود أمور أجد الكاتب جانب الصواب فيها وما كان موضوعيا... فعلمانيته جعلته يحكم على الدين بشكل مسيء في الكثير من المواضع... باعتبار عقيدة الانسان هي أمر لا شعوري لا يلام على اعتقاده به ولا ينهى على تركه... باقتباس نسخه عن الجاحظ وسأورده بنصّه بدوري " آراء وعقائد الانسان ليست ارادية بل هي مفروضة ��ليه فرضا، وانها نتيجة حتمية لكيفية تكوين عقله وما يعرض عليه من آراء.. فمن عرض عليه دين فلم يستحسنه فهو مضطر لعدم الاستحسان، وليس في الامكان ان يستحسن، وهو اذن ليس مسؤولا عن اعتقاده، اذ لا يكلف الله نفسا الا وسعها،، فمن اصيب بعمى الالوان فرأى الاحمر أسودا فلا لوم عليه اذ ليس في استطاعته الا ان يفتح عينه أو يقفلها، أمّا أن يرى هذا أحمر أو أسود فلا دخل له فيه، وكذلك الشأن في المعقولات" ومن الغريب أن مفكرا كالوردي وقع في فخ البرهان بالتشبيه... وما قارن بين وظيفة العين التي هي "الابصار ونقل ما تراه" وبين وظيفة العقل التي هي التفكير واستنباط الاحكام وفقا لقناعات ودلالات ومنطق... ومن الغرابة أن من يعلي شأن العقل والتفكير العلمي في صفحات يحطّ منه صفحات أخرى لدرجة تصبح فيها أحكام العقل وآراءه أمورا لا يُسأل عنها! ومن جهتي أرى أن الوردي انجرف وراء مفهوم اللاشعور الذي كان جديدا آنذاك لدرجة الغلوّ، فجعل تصرفات الانسان معظمها –ان لم تكن جميعها- بناء للاشعور يحفّزنا بشكل لا واعي.. وكأن الانسان غير مسؤول ولا يملك القدرة على اختيار ما يريد.. اللاشعور يفسّر رغباتنا غير المعقولة.. وردات فعلنا غير المتوقعة... لكنّه لا يمكن أن يسيطر ويطغى حتى نغفل دور العقل الواعي لهذه الدرجة! هذا أمرٌ استوقفني..
الأمر الثاني كان في تحامله الواضح جدا على هارون الرشيد.. الذي وصفه بعبارة "المتلذذ بأمر الله" لست هنا للدفاع عن هارون الرشيد فلن يضيره كلام الوردي بشيء... بل ناقدة لعدم الموضوعية في الحكم.. ومعتمدة في كلامي على كتاب الوردي ذاته للتدليل على مدى تحيّزه في الحكم.
ففي ملحقه "بين الجنون والعبقرية".. يتحدّث عن التناقض وارتباطه بعبقرية الانسان.. "والمظنون أن الكائن كلما ارتفع في سلم التطور العام اشتد التناقض فيه على وجه من الوجوه، معنى هذا أن الحيوان أشد تناقضا من الجماد، والانسان أشد تناقضا من الحيوان، واذا اعتبرنا العبقري أرقى في تكوين شخصيته من الانسان العادي جاز لنا أن نقول بأنه أشد تناقضا منه طبعا" كاتب هذه السطور هو نفسه من أعطى حكمه بالجنون على هارون الرشيد لتصرفات "متناقضة" ظهرت في سلوكه.. كتمايله طربا أمام الغناء.. وذوبانه بكاء خوفا من الله... حسب ما نقل الوردي في الملحق عن الجنون والمجتمع ولو كان الوردي منصفا فيما قال... لحكم عليه بالعبقرية لا الجنون حسب رأيه الاول!
هذه كانت مراجعتي لتجربتي القرائية الاولى مع الوردي... على أمل تكرارها قريبا مع كتاب آخر.
علي الوردي مفكر "مقلب" ليس له فكر إطلاقا غير نقل الفكر الغربي بشكل خال من التمحيص. قرأت كل كتبه تقريباً.. يقوم في بناء الأفكار على روايات دينية غير صحيحة وتجارب علمية غير مثبته.
كتاب رائع ,هو عبارة عن بحث واستعراض في نظريات وأراء متنوعة حول طبيعة الأحلام من حيث تأثيرها في عقائد الناس وعاداتهم وما توصل إليه العلم الحديث في ذالك
الكتاب مقسم إلى ثلاثة أقسام القسم الأول:يتناول الأحلام من الناحية الاجتماعية والعقائدية ومن ثم يتطرق إلى الأحلام والدين البدائي ,ويذكر نظريتين نظرية سبنسر ونظرية بتلر ,حيث يقول سبنسر:إن البدائيين لا يفرقون بين الموت والنوم. ففي كليهما تخرج الروح من بدن صاحبها.ولكنها ترجع إليه بعد النوم, بينما تتركه نهائياً بعد الموت .وفي رأي سبنسر أن هذه العقيدة البدائية هي التي أدت إلى ظهور الأديان المختلفة. ونظرية تيلر فقد كان يرى أن فكرة الروح نشأت عند الإنسان البدائي من ملاحظة نفسه عند النوم فالرؤى العجيبة التي يراها في منامه تدفعه إلى تخيل وجود الروح في بدنه وقد أدى به ذلك إلى الاعتقاد بأن كل شيء في هذه الدنيا له روح وبدن والعالم بهذا الاعتبار مملوء بعدد لا نهاية له من الأرواح وهي قادرة على نفع الإنسان وعلى الإضرار به وما الآلهة إلا نخبة ممتازة من هذه الأرواح سمت على غيرها وصارت موضع الخشية والعبادة. ويذكر أيضاً نظريات أرسطو وأفلاطون ونظرية الرواقيين .
وفي الفصل الثاني :يتحدث عن آراء المسلمين في الأحلام وهنا يستغرب الاهتمام الشديد بالأحلام . وكيف إن الأمة الإسلامية هي من أكثر الأمم القديمة اهتماماً بالأحلام وتقديساً لها . ومن ثم ينتقل إلى الأحلام والأحاديث النبوية والقرآن وعلقتها بالأحلام .ويذكر ما جرى للنبي إبراهيم حين أوحى الله إليه في المنام إن يذبح ابنه, وما جرى للنبي يوسف حين اشتهر في مصر بحذقهُ العجيب في تعبير الرؤيا .وكيف أتخذ بعض المفسرين هذه الآيات دليلاً قوياً على صدق الرؤيا .
الفصل الثالث :أثر الأحلام في المجتمع الإسلامي ملخص ما جاء بهذا الفصل هو رأي أبن خلدون حيث يقول:إن الإنسان إذا أعد نفسه قبيل النوم إعداداً نفسياً في سبيل فكرة معينة ,فإنه سيرى تلك الفكرة في منامة ويستفيد منها... ففي نظره أن كل طريقة تؤدي إلى الاستعداد النفسي هي وافيه بالغرض ,ولا فرق بين الصلاة أو قرأة الطلاسم . القسم الثاني من الكتاب: يتحدث عن النظريات النفسية في الأحلام ,وهذه النظريات والآراء تتفرع إلى فرعين أحدهما يدرس الأحلام في ضوء علم التحليل النفسي والآخر يدرسها في ضوء علم جديد يطلق عليه اسم الباراسيكولوجي. ويذكر نظرية ارسطو في الأحلام التي تعرف بنظرية "الحافز الحسي"ومعناها أن الحلم ينشأ في النائم من جراء إحساس مادي يطرأ عليه .وهذا الإحساس قد ينبعث من داخل البدن أو من خارجه .
و في القسم الثالث يستعرض الدكتور الوردي بحث عن العلم وخوارق الأحلام,يستعرض أيضاً بعض النظريات العلمية والفلسفية .
أممممم أكثر نظرية صدقت بها وشعرت أنها تلخص الكتاب بالكامل هي نظرية الدكتور جرجيس التي تقول : "إن نسبة الأحلام التي لا تتحقق عند الناس أكثر بكثير من نسبة الأحلام التي تتحقق.وليس هناك أي أساس علمي يمكن للفرد العادي أن يعتمد عليه لتفسير أحلامه .والحد الذي يتحقق يكون عادة نتيجة المصادفة أو لتوقع صاحبه حدوث ما حدث,ولو بأسلوب غير واع .وليس في ذالك شيء من التنبؤ كما يظن الكثيرون من الناس خطأ,فالشخص الذي يوقظ مخاوفه وقلقه النفسي على موضوع ما متخوفاً في يقظته من حدوثه قد يحلم أحلاماً مفعمة بهذه الأحاسيس ذاتها وقد تشاء المصادفة أن يتحقق جزء مما حلم به ,أو تحقق الحلم كله,لا بسبب الحلم ولكن لأن ما توقعه هو خاتمة منطقية للظروف المحيطة به .وليس أدل على صحة هذا الرأي من أن أغلب الأحلام لا تتحقق سواء أكانت أحلاماً تدل على شر أو خير "
كتاب مهم يشرح أنواع الأحلام وأسبابها. ويناقش أيضاً التنويم المغناطيسي والضمير واللاشعور، ويطرح آراء بعض المفكرين والمختصين. ممتع جداً وسلس وضروري لفهم الذات.
كتاب جيد بالنسبة لوقت صدوره ولكنه يقصر عن تحقيق الهدف منه في هذا الزمن بعد تقدم ملحوظ في العلوم النفسية والاجتماعية وأيضا الطبية، تحليل الكتاب للأحلام وأسبابها النفسية والعضوية وتأثيرها على حياة الإنسان منذ فجر التاريخ وعلاقة كل ذلك بالدين والعلم لم يكن بذلك العمق ولكنه أيضا لم يكن سيء، ولذلك ستخرج من هذا الكتاب ببضع أفكار وتحليلات مفيدة لشخصية الإنسان حتى لو ظل إحساس أن الكاتب تناول تخصص ليس بتخصصه يلاحقك طول الوقت. ملاحظة: توقعت عدم جدوي الملحقات الإضافية في آخر الكتاب من مراجعات بعض الاصدقاء هنا ولكنني وجدتها جيدة ومفيدة.
مراجعة وتقييم كتاب 📘 . اسم الكتاب : الأحلام بين العلم والعقيدة اسم الكاتب: الدكتور علي الوردي دار النشر : دار الوراق عدد صفحات الكتاب : 408 صفحة [250 والبقية ملاحق] نوع الكتاب : فلسفة إجتماعية - دراسة في الباراسيكولوجي تقييم ال Goodreads : 3.86 نوع القراءة : ألكتروني 💿 . 📌 ملخص الكتاب :-.. . هناك مثل ياباني قديم يقول [ إن كنت تصدق كل ما تقرأ فمن الأفضل لك أن تتوقف عن القراءة ] . لطالما رغبت في قراءة أعمال الدكتور علي الوردي وقد اقتنيت له كتابين ك إهداء لم أقرأهم بعد وهما [ مهزلة العقل البشري ] وكتاب [ خوارق اللاشعور ] ولكني حال رأيت منشور هذا الكتاب في أحد الحسابات التي أتابعها لهذا شدني كثيرا ووجدت نفسي ابحث عنه في صفحات الانترنت عنه ولحسن حظي حينها وجدته الكترونيا ولم أشعر بنفسي الا وانا أقرأه. . قد يشد القارىء عنوان كهذا فيرتسم في مخيلته بأنه سيجد في طياته ما يثري به هذا الجانب والذي يصنف كنوع من انواع علم الماورائيات لا تزال تسوده رغم تقدم التكلونوجيا والعلولمة شبهات عديدة حتى الان. كما سيجد في فصول الكتاب عناوين اجزم بأنها سوف تشدك وتثير غبار الفضول لديك ان كنت مهتما بهذا المجال. . 📌 الملاحظات :-.. . 👈🏻 أعجبني التسلسل المستخدم في الكتاب وبساطة الشرح وكثرة الاسترشادات المستخدمة سواءا التي تتطرق الى أفكار مفكرين وفلاسفة في الزمن القديم أو الحديث وتبسيط أفكارهم لتتناسب مع مستوى القارىء العادي أو لنقول القارىء المبتدأ في هذا المجال. . 👈🏻 كان هناك عدد وافر من القصص والأساطير التي استخدمها الكاتب بعد طرح فكرة معينة وأعتمد عليها من منطلق الإقناع تجاه الخلاصة التي كان يذكرها بعد كل فصل وهنا نرى إستبدال للعقيدة في الطرح مع [الاساطير والحكايات] رغم انها من صلب العنوان. . 👈🏻 أبدى الكاتب انتقادات عديدة تجاه الأفكار المغايرة لسير طرح أفكاره مما ولد لدي شعور بتعالي المؤلف على أولائك المفكرين وكان النقد في أغلب الأحيان يتجه لأسلوب السخرية المقننة تارةً والصريحة تارةً اخرى . . 🖊 التقييم :-. . 📝 ��نها التجربة الاولى لي مع الكاتب ولا أنكر بساطة الأسلوب رغم كثرة التشتيت والتشعب للاستدلال في طرح أفكاره ومعتقداته والاسترشاد بها معولا بذلك على الإسهاب بالأمثلة أو تجارب شخصية سواءا عاصرها او سمعها في زمن ما، إلا أنني وجدت نوعا من التعصب الفكري والقناعة التامة لدى المؤلف بصحة كلامه رغم انه يهاجم ثبات الأفكار والمعتقدات مع تغير الأزمنة وذلك يأتي واضحا في فقرات متكررة بالكتاب!! كما ان الانتقاد المستخدم يميل بشكل او باخر لجانب السخرية من الجانب المعاكس سوءا كان فكر او معتقد موجود بالمجتمع ومن دون سند واضح وارى بان ذلك ما هو الا تاثر غربي ناجم من معاصرة غ��بية للمؤلف اثناء دراسته الأكاديميّة. . أعطيت هذا الكتاب 2.5 /5 ✨قد يعتقد البعض بأنني أنزعجت من الكتاب أو أنني لم أستسيغ افكار المؤلف وذلك غير صحيح بتاتا إلا أنني لم أرى الأستنادات الواردة للاستنتاجات الواقعة غير مقنعة وليست متوافقة معي 🤷🏻♂️. . ملاحظة: تقييمي للكتاب هو رأئي الشخصي 😊✌🏻. . #مراجعة_وتقييم #الأحلام_بين_العلم_والعقيدة #الدكتور_علي_الوردي #تحدي_القراءة_للعام_٢٠١٨ #الكتاب_رقم_٢٣ #قناة_مع_كتاب . .
هذا خامس كتاب اقرأه للوردي وحتى الآن هذا أسهل ما وقع بيني يدي حتى توقعت أنني سوف أنهيه من أول يوم، واعتقد أن الكثير غيري ربما فعل ذلك ، ولكن غلب النعاس عليّ في ليلتين ، أنهيت الكتاب في أربعة أيام. توقفت كثيراً وسجلت الكثير من الملاحظات في الملاحق ، فهي تختلف اختلافاً شاسعا عن موضوع الكتاب الأصلي وربما لظنّ الكاتب أنه كان آخر كتاب سوف يصدره لهذا عقّب على بعض مواضيع كتبه السابقة ، اعتقد انه أخرج عدة كتب بعد ذلك . يقع الكتاب في ثلاثة فصول وهي في حوالي 247 صفحة ثم تأتي الملاحق حتى نهاية الكتاب في صحيفته ال408
سبب ما قلته أعلاه هو سلاسة أسلوب الكاتب ، وسهولة ألفاظه بشكل عجيب ، وتبسيطه للأفكار بشيء يدعو للدهشة من قلم هذا الرائع .
* ربما البعض قد يأخذ عليه تسليمه بنظرية داروين الشهيرة ، أو استخدامه لفظ " الإنسان حيوان " ولكن لا أظنّ تلك الكلمات تنقص من شأن الكتاب شيئاً ، فلو حذفت او غيّرت الكلمات لما تغيّر المعنى الأصلي
* البعض يأخذ على الكاتب نظرته للحجاب ، سواء هنا أو في وعاظ السلاطين أو مهزلة العقل البشري وأنا حسبما فهمت منه أنه يقصد النقاب وليس الحجاب ، وربما أسيء فهمه كثيراً ، أظنّ أنه اخطأ في استعمال المصطلح لا أكثر .
يفتح الكتاب أبواباً لمجالات عدة ويتطرق إليها ، وربما توسّعت فيها لاحقاً ، ومن هذه المواضيع ( عدا علم الإجتماع وعلم النفس ): - الباراسيكولوجي - الأحلام - التنويم المغناطيسي ، أو الإيحاء وأكثر ما شدني وأريد التوسع فيه هو سلوك الجماهير أو الشعوب ، خاصة أنه تطرق لهذا االموضوع والثورات ( علماً بأنّ الكتاب صدر بعد ثورة 14 يونيو ) ، ونحن الآن في عصر ثورات واعتقد أنّ الوضع مشابه جداً كما أنّ التاريخ يكرر نفسه !
لا أنسى أن أذكر للبعض أن بعض النظريات ربما تطورّت ولا اقول نقضت أو بدلّت والأفضل على الكاتب أن يقرأ الحديث من الكتب في تلك المجالات
كتاب جميل لعلي الوردي وخفيف عن الأحلام وعن تأثيرها في المجتمعات خاصة العربية. وتفسيره لبعض نظريات فرويد في الأحلام، وبعض النظريات الشعبية. وكيف أن كثيرا من الأشخاص قاموا باستغلال المُعتقد الديني في الأحلام لأغراض شخصية. لماذا الأحلام بالذات؟ لأنها "وسيلة لإشباع الرغبات التي لم يستطع الإنسان أن يشبعها أثناء اليقظة."ه وكعادة الوردي في كتابته، فإنه يستطرد أحيانا كثيرة في مواضيع شتى، فتجده تارة يتحدث عن العقد النفسية ، وتارة عن العقل البشري وأحيانا أخرى عن المجاملة والغيبة.
بعض من الاقتباسات التي قمتُ بتدوينها:
لو كان الضمير شعوريا كله لاستراح الإنسان منه أثناء نومه. لكنه كما أسلفنا واقف بين الشعور واللاشعور. وهو إذن يراقب الإنسان عند نومه ويقظته معا. وعجيب أمر ابن آدم، إذ أن الرقابة الإجتماعية الممثلة بالضمير تلاحقه في كل وقت. وهو يلجأ إلى النوم ليجد شيئا من الراحة النفسية فيه، ولكن الضمير لا يدعه يستريح راحة تامة. فهو واقف له بالمرصاد ويقول له ( جئتك) كلما وجده اندفع في شهواته بعيدا.
إن الأستاذ سلامة موسى ينصح القاريء بأن لا يروي حلمه، مهما ظنه بريئا، لأحد إلا إذا وثق بأخلاقه. فالحلم قد يخفي رغبة دنيئة لا يجوز الكشف عنها، بينما هو في ظاهر بريء كل البراءة.
وإذا أردت أن تكتشف مفتاح شخصية الفرد فابحث عن العقدة التي تسيطر على نفسه، وعندئذ تنجح في معاملته أو في اقناعه وتوجيهه قليلا أو كثيرا.
كل إنسان يقترف الغيبة قليلا أو كثيرا. والعجيب في الإنسان أنه إذ يغتاب غيره يظن أن الناس لا يغتابونه.، كأنه كامل في جميع صفاته، فلا يجد الناس فيه عيبا ينفذون منه إليه. ولهذا يشتدّ غضبه حين يخبره أحد النمّامين بما جرى في غيابه من حديث سيء عنه. ولو انصف لغضب على النمّام.
عندما قرأت كتاب "خوراق الاشعور" اصبحت اؤمن بكثير من الاشياء التي كنت لااهتم بها كثيرا..ومن هذه الاشياء هي الاحلام..رغم انني لست من هواة الاحلام وتفسيرها..لكن علي الوردي جعلني انقب عنها بعد مافهمت الا شعور والعقل الباطن ودورهما في تغيير وتحوير السلوكيات الانسانية بصورة خارج العقل الواعي..وللاحلام دور في تحديد ذلك الا شعور او الخلجات الانسانية العميقة..وذلك دفعني الى الاطلاع على الاحلام وتفسيراتها فهو فضول معرفي لا اكثر..وقد استفدت الكثير من الافكار والطروحات التي ناقشها الوردي في هذا الكتاب وخاصة تفسير الاحلام بين طرفين هما العقيدة والعلم..فالوردي حاول ان يقارن ويوازن التفسير العلمي مع التفسير العقائدي للاحلام..وهو رغم ذلك كما اعرفه رجل علمي وذلك ماجعل كتابه دقيق علميا. مابعد صفحة 247 يوجد الملحق وهوعبارة عن شذرات من كتب علي الوردي القيمة التي في الحقيقة استفدت منها اكثر مما استفدت من هذا الكتاب..فهو يتناول فيها الاشعور ومهزلة العقل البشري واسطورة الادب الرفيع..وقد كان هذا الكتاب هو اخر كتب الوردي بعد مااصدر العديد من الكتب الاجتماعية الهادفة وذات النظرة العلمية السليمة..رحمك الله يا وردي. اتمنى يوما ما ان يكون هناك وردي اخر ليواكب طريق هذا الرجل..فهل سيكون يوما؟..احاول ان اكون متشائلاً
الأحلام، وما أدراك ما الأحلام. بدأت في قراءة تفسير الأحلام لفرويد سيجموند والَّذي يجعلني أكتب دفترًا مليئًا بالملاحظات والتعقيب فيما جاء فيه في كلّ صفحة أقرأها منه. ولأن الأمر احتاج وقتًا وتعمقًا وذهنًا صافيًا تمّ تأجيل مشروع القراءة فيه إلى أن جاء هذا الكتاب. الأحلام شأنٌ يستحق الدراسة والتعمق الطويل فيه لنتمكن منه نحن الجنس البشري فهمًا جيّدًا من غير مغالاة ولا تدنيس ولا تقديس. وقراءة كتاب كهذا كان بمثابة تمهيدٍ وإعادة تنظيمٍ مع بعض الإضافات المثرية للمكتبة العشوائية الفوضوية في رأسي. فكلّما كنت أقرأ فيه كلّما زادت لديّ الأحلام ما في اليقظة منها وما في المنام.
القراءة لعلي الوردي دائمًا ماتعة ومبهجة في الآن ذاته. فعلي الوردي من المفكرين العرب القلّة الذين يتّسمون بالانفتاح الفكريّ وأعني بذلك أنه لا يعترض ولا يوافق على أيّة فكرة وإنّما ينحيها جانبًا ريثما يتهيأ عقله لها، أكانت فكرته أم فكرة غيره. والحقيقة أن علي الوردي من أمتع وأظرف المفكرين العرب الذين قرأت لهم حتى الآن.
زخم كبير من الكلام و بعض المعلومات التي للأسف لم تُفد في تشريح مفهوم " الحُلم " و آلياته لا بين العلم و لا العقيدة ، فَ " علي الوردي " جمع بعضا من المعلومات و الدراسات الأجنبية و اتخذ في النصف الثاني من الكتاب مأدبة لتشريح المجتمع العراقِي ع الخصوص ، فلم أجد مع كامل الأسف أي رابطة بين الجُزءين ، كما أنه كان ظاهرا للعيان أنه حاول أن يوصل رسالة ضمنية لأعدائه و غير مُريديه ، و قد نجح في ذلك بموازاة أنه فشل فِي أن يمنح القارئ دراسة معمقة فِي ماهية " الأحلام " .
كتاب جميل وشيق في قراءته بالرغم من ترددي في قراءته بادئي الأمر بسبب العنوان حيث أن موضوع ليس من المواضيع المحببة لي لكن ما ان بدأت حتى شدني الدكتور علي الوردي بأسلوبه الممتع الذي يشد القارئ حتى يخيل اليك بأن الدكتور جالس معك وتحدثه ويحدثك .حيث يسهب الدكتور في سرد الأمثلة والقصص العجيبة والملاحظ أيضا أن موضوع الأحلام يحتل 60 % من الكتاب والباقي عبارة عن ملاحق حول مواضيع مختلفة .
محتوى الكتاب يتضح من عنوانه,استعرض النظريات الدينية والعلمية في الأحلام..أبدع في المجال العلمي,أما في المجال الديني فيبدو أنه اكتفى ببعض رؤوس الأقلام الكتاب تشعب إلى بعض المواضيع التي لها صلة بعض الشيء بالموضوع الرئيس, لكنها لم تخلوا من إثراء طبعاً .. عموماَ هذه بعض الإقتباساته من الكتاب:
-يعتقد هيغل أن تطور الفكر البشري بوجه عام يجري على أساس التناقض,فكل فكرة تنتشر بين الناس لابد أن تعقبها فكرة مناقضة لها,وبعدأن يجري التضاد والتفاعل بين الفكرة ونقيضها ,تنشأ فكرة وسطى,وهي بدورها تؤدي إلى ظهور مايناقضها ,وهكذا دواليك.
-يعتقد فرويد أن الحافز الحسي قد يساعد على نشوء الأحلام ولكنه مع ذلك لايعين مضمونها ولا يجدي في تفسير مغزاها. إنه يحرك الأحلام ولكنه لايعين السبيل الذي تسير فيه.
-يقول علماء الإجتماع أن المبدع لايأتي بشيء جديد,إنما هو يربط وؤلف بين أشياء قديمة ومعنى هذا ان كل فكرة جديدة تقوم في أساسهاعلى أفكار سابقة لها,وهي إذن لاتنزل على صاحبها من السماء,إنما ��ي ترتقي إليه من الارض التي يعيش عليها.
-للإنسان ثلاث ذوات,حيوانية وبشرية ومثالية,يعتقد فرويد أن الذات الحيوانية كلها لاشعوريةة,ويغلب عليها دافع اللذة والألم,فهي لاتعرف الحلال والحرام إنما تريد أن تتلذذ من غير قيد ولا شرط,وهي تدفع الإنسان نحو غاياته السالفة في كل حين أما الذات البشرية فهي شعورية واعية ولكنها ليست مثالية ,إنما تشعر بقيود المجتمع وتحاول مراعاتها ويغلب عليها النفاق والمراوغة فهي لاتحب أن تسرق مثلاً أو تقتل لانها تخشى الإحتقار الإجتماعي,أو تخشى الشرطة والعقاب,ولا تكاد تجد الفرصة المناسبة التي تأمن فيها الاحتقار أو العقاب حتى تندفع وراء الذات الحيوانية اندفاعاً شديداً . إنها تفهم الحساب والعقاب أكثر مما تفهم المثل العليا ,ولوا الذات المثالية التي تراقبها لصارت مطية للطبيعة الحيوانية الكامنة في أعماق النفس .
-منشأ الذات المثالية :ويطلق عليها الضمير أو الوجدان ومنها ينبعث الرادع الباطني الذي ألسفنا ذكره . يصفه القدماء بأنه الصوت الإلهي في الإنسان,وهذا غير صحيح,فالضمير يستمد جذوره من العقائد والتقاليد والقيم الإجتماعية التي ينشأ فيها الإنسان . إذاً فالضمير نشبي ويتلون بلون المجتمع. ومشكلة الذات المثالية أنها ليست صارمة فهي حارس ضعيف يسهل إراؤه ويمكن إرشائه..
-من عيوب المواعظ العالية جداً أنا تحاول الصعود بالإنسان فوق مستوى البشر ,إنها تريد منه أن ينسى نفسه ويهمل أمر ملذاته وآلامه وعند هذا يقع اللا شعور تحت وطأة كبت شديد ,فيضغط هو بدوره على الذات المثالية. وهنا يظهر التبرير ..
-يؤثر الضمير حتى في الأحلام
-رغبات الإنسان متنوعة ,ولكن إحداها قد تطغى على غيرها حين تقع تحت كبت شديد أو حين يشعر الإنسان تجاهها بالحرمان ومن هنا ينشأ اختلاف الناس في أذواقهم وميولهم.
-يقول كويه:إذا سيطرت فكرة على غنسان بحيث صارت متغلغلة في أغوار عقله الباطن ,فإن كل الجهود الواعية التي يبذلها الإنسان في مكافحة تلك الفكرة تؤدي إلى عكس النتيجة التي يبتغيها منها.
فمن يمشي على حافة من مكان مرتفع يسقط في ارجح الظن ,إنه ينظر إلى الأض تحته فيخاف من السقوط ولكنه يشجع نفسه فيزداد خوف السقوط فيه وقد يدفعه إلى السقوط فعلاً.
-نستخلص من هذا أن الإنسان هو في حياته الغجتماعية كالواقع تحت تأثير التنويم الميغناطيسي ومنومه الأكبر هو المجتمع بما فيه من قيم وتقاليد وأنواع شتى من الإيحاء. وصدق صدق رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- حين قال : الناس نيام فإذا ماتوا إنتبهوا.
-الواقع أن جميع الأحداث التي تقع للإنسان تؤثر في ذهنه على صورة من الصور,ويبقى تأثيرها كامناً في أعماق الذهن مهما ظن الغنسان أنه نسيها,وليس النسيان إلا اختفاء الفكة من العقل الواعي,إذ هي تذهب عند ذلك إلى العقل الباطن ,وتظل كامنة هناك تنتظر الفرصة الملائمة للظهور,وهي كثيراً ماتظهر في الأوقات التي يتخدر فيها العقل الواعي أو ينام.
-يقول الأستاذ هايلبرونر أن من العباقرة ليدهم صفتين هما :
1- قدرتهم الهائلة على تركيز الذهن,فالعباقرة من غير استثناء ينهمكون في عملهم بكل جوارحهم وهم قادرون على أن يحملوا في أذهانهم مشروعاً ميعناً سنوات طويلة دون أن ييأسوا ولا شك أن هذا يدل على وجود تماسك نفاسي عميق ومقدرة على حشد جميع الجهود الواعية وغير اولاعية لخدمة غرض واحد.
2-القدرة على ملاحظة العلاقات النمطية بين الأشياء فهو ينظر إلى الكون بعين الطفل المتفحص..
- العبقري يبقى نائياً عن مجتمعه لأنه يرى الأفق البعيد النائي,وهم لاينظرون إلى الأشياء من خلال ذواتهم .فلا يلتقيان في وجهة النظر.
-إن البحوث الحديثة في موضوع الجنون أخذا تتجه اتجاهاً مخالفاً لإتجاه القدماء فيه,حيث بدأت تركز اهتمامها على العوامل الإجتماعية في تكوين شخصية المجنون,إنها لاتنكر وجود عوامل نفسية وفسلجية عمل عملها في المجنون,ولكن هذه العوامل الفردية لاتؤثر فيه إلا من خلال العوامل الإجتماعية .
إننا يجب أن لا نتظرف في موضوع الأحلام الى جانب الذين يصدقون بها أو إلى جانب الذين يكذبونها , لابد لنا من أن نتخذ بين هؤلاء وأؤلئك طريقاً وسطاً لكي نكون في دراستنا موضوعين بقدر الإمكان . هذا ما يعتقد بحقيقة يؤمن بها الجميع للأحلام أثراً في الأخلاق والنظام الاجتماعي كما كان لها أثرا في العقائد والآراء .
ويتضح هذا مما في ذكره الوردي عن ارتباط - الأحلام بالعقيدة -
كما استدل عن ابن عكاشة , فقد رأي هذا الرجل النبي في منامه وقال له النبي , من جملة ما قال , إن من أصول السنة المحمدية أن يسير المسلم تحت لواء السلطان مهما كان ظالماً وأن لا يخرج على الأمراء بالسيف وإن جاروا . معنى هذا أن الثورة على السلطان الجائر مخالفة للشريعة الإسلامية وأن طاعة السلطان من طاعة الله .
وذكر من ما جاء عن ابن حجر في كتاب " الصواعق المحرقة " بأحلام " مقدسة " تدل على أن السلطان مهما كان عاتياً سفاكا فإن الله قد يغفر له ظلمة بشفاعة النبي أو أهل بيته , فتيمورلنك مثلاُ الذي أعترف ابن حجر بأنه كان أظلم خلق الله , رؤى في النوم وهو مغفور له لأنه كان يحب ذرية النبي . وفي بعض القصص التي يرويها بعض المؤلفين حول الأحلام المقدسة ما يدل على أن شفاعة النبي وأهل بيته قد تنجي المسلم من كل خطيئة إقترفها مهما كانت فظيعة .
تعجبني ذهنية ومنطق الوردي الحيادية , تطرق للأحلام من جوانب عدة , وفيما يخص بآراء العلماء الحديثه أحداهم يدرس الأحلام في ضوء علم التحليل النفسي , والآخر يدرسها في ضوء علم جديد يطلق عليه الان اسم الباراسيكولجي , ثم ينتهي بتلخيص النظريات البارانية .
توسع في تناول نظريات الغرب كنظرية برجسون وفرويد وادلر وغيرهم . أكثر من النظريات في بلاد الشرق .
وبعض المعلومات المثيرة عن الاحلام ومدى استطاعتها احياناً أن تخترق حاجب الزمان والمكان وأن تستشف شيئاً من حوادث المستقبل .
بالنسبة لي كقارئة سابقة لنظريات أحلام فرويد وآرسطو وأفلاطون وبقية العلماء ارى ماجابه الوردي من معلومات بسيطة وليست عميقة كمقارنة .
أخيرًا انهيته ! يا إلهي إنِّي كسولة جدًا . بصراحة ليس كسلاً لكني كنت قد أعتدت ان اقرأه وانا خارج المنزل ! لم لا أعرف . لا استطيع اكمل صفحة وانا في البيت . صرت استغل وقت الإنتظار والطرق الطويلة في قراءته - مما انهك كتفي فالكتاب كبير .
عمومًا ، الكتاب مُذهل
قلت أني أراهن ان علي الوردي سيكون من كتابي المفضلين ، واجزم الآن انه كذلك . اكثر ما اعجبني في اسلوبه أنه منصف . منصف لحد يصعب صراحة ان نقرأ لأحد مثله أقنعني في جوانب عدة ، واثار تشكيكي في امور ، واستفزني في آخرى . افكاره ليست مسلمات - الكثير انتقدوه لكني أجد كتابه مفيد
واجهت بعض الصعوبات في فهم بعض الأبحاث والمصطلحات العلمية رغم أنه قد ذكر بأنه يسعرض أفكاره بأسلوب بسيط ليفهم عامة الناس مقصده - ويحي يبدو أني دون المستوى الفكري لعامة الناس في ذلك الوقت -
تكلم الكتاب في بدايته عن تأثير الأحلام في المجتمعات والعقائد وتفسيرهم لها تكلم فيما بعد عن التنويم المغناطيسي والتنبؤات بما جاء في الأحلام وتفسيرها الجميل انه ذكر آراء كثيرة في الـأحلام وتفسيرها وكل مايتعلق فيها ، كان يؤيدها ويفندها بحجج منطقية . ذكر قصصًا قديمة وأحداثًا جعلت من النظريات اكثر منطقية وحتى قصص امور لا زالت تحدث عندنا من اهمها قصة أرسل وإلا ستموت ، تخيلوا عرفت من مبتدع هذه المهزلة وحتى ذكر بعض الـقصص الشخصية له .
في آخر 100 ورقة تقريبًا جاء فصل الملاحق والذي بصراحة استمتعت فيه اكثر من كافة الكتاب ، تكلم فيها عن العقل اللاواعي ، العبقرية والجنون ، الحاسة السادسة ، عن عبقرية الأحلام وذكر افكارًا قال انه تكلم عنها في كتاب خوارق الاشعور مما جعلني اعده الكتاب الثاني الذي سأقره له .
الكتاب : ممتع وعميق . معقد وبسيط . سهل ممتنع ببساطة كأول كتاب لعلي الوردي أقول انه لن يكون الأخير وكوني قد احتجت وقتًا طويلًا لأنهيه فعذرًا ربما افكاري تشوشت قليلًا ، عازمة على قراءته مجددًا متكاملًا في جلسات قلائل . أكرر : اعجبني فيه انصافه !! مدهش
كتاب بحثي علمي عن الاحلام من حيث ماهيتها ومكانها وتاثيرها في النفس وتاثيرها في الناس وعاداتهم وبمجتمعهم ويتناول ما توصل اليه العلم والعلماء من نظريات وفرضيات واستنتاجات, الكاتب له ميول اكبر لنظرية فرويد اذ يقول اخبرنا باحلامك نخبرك بمستقبلك اخبرنا باحلامك نشخص مشكلاتك فالاحلام هي اللغة الطبيعية للنفس
"الحلم رغبة مكبوته في اليقظة لم يستطع صاحبها اشباعها لسبب من الاسباب وكل انسان مجنون في منامه والمرض النفسي رغبة مكبوتة في اعماق النفس"
في الموضوعات الملحقة اختلف مع الكتاب بان طريق المعرفة وطريق العقيدة مختلفان وان العقل هو صنيعة المجتمع وغيرها
اسلوب الكاتب جميل مع وجود بعض المراوغه بفكره وهو يعترف بذلك طرح الامثلة والتوضيح جميل ايضا
للإمانة استمتعت بالملاحق أكثر من الفصول الأساسية للكتاب التي لم تكن سوى إعادة سرد لجميع أفكار الوردي وآرائه التي ذكرها في كتبه السابقة ومحاولات نسبية لربطها بموضوع الكتاب -أو عنوانه بالأصح- و استعراض لبعض نظريات علماء النفس فيما يخص الأحلام. والتقييم مقتصر على الملاحق فقط. أعتقد أن فصول الكتاب كانت مجرد إسقاط كتابي لحظي وعفوي لمنهجية تفكير علي الوردي والملاحق ببساطة كانت المستخلص النهائي للعملية.
كعادة الوردي، كتاب جميل وممتع وإن كان العنوان ينطبق فقط على ثلثيّ الكتاب لكنه بعد ذلك لا يرتبط به ارتباطا وثيقا. على كل حال الأفضل لمن يقرأ هذا الكتاب أن يسبقه بـ"خوارق اللاشعور" لنفس المؤلف حتى يكون الخط ممتدا على استقامته.