ترجع أهمية هذا الكتاب إلى أنه يبين لنا وجهة نظر السلطان عبد الحميد لما جرى من أحداث عزله والقضاء على تاريخ الخلافة الإسلامية والتي طالما سمعناها من أعدائه الذين صوروه بصورة المستبد . يضم الكتاب مقدمة المترجم التي تحدث فيها عن سيرة السلطان عبد الحميد، ومذكراته التي تحوي مواقفه وخواطره وتحليله للأحداث التي حصلت فيكشف الخبايا ويربط الوقائع ويبين الأسباب بطريقة ميسرة .
بعض عناوين المذكرات : الديون في عهدي هبطت من 300 مليون إلى 30 مليون ليرة أنفقت من مالي الخاص على منكوبي الحرب الروسية مدحت باشا مستبد لكنه ينادي باليدمقراطية مدحت باشا لم يفهم من الديمقراطية إلا تقليد الغرب لن يقدروني حق قدري إلا بعد موتي لماذا لم ألجأ إلى الحرب لحل مسألة مصر وتونس؟ أعدائي من رجال تركيا الفتاة كلهم من المحفل الماسوني طريقة الغرب في فصل أجزاء الدولة العثمانية الصحف الأوربية ضدي سر سياستي الوضع المالي في الدولة اليهود يطلبون مني فلسطين الإنجليز يبحثون عن الآثار في العراق منعت الإنجليز من استخراج بترول الحجاز وسوريا جهاز مخابراتي : لماذا؟ أدخلت التلغراف بجهودي الفرق بين اليابان والدولة العثمانية عندما تكون القومية أعلى من الدين الضباط يسجنون خليفة المسلمين في قصر يهودي حرموني من قراءة الصحف الجيش دولة داخل الدولة أجبرت على التنازل عن ثروتي أملي مذكراتي من منفاي الثاني لم يهزمنا غير تدخل الجيش في السياسة كل ما يحزنني نكبة بلادي لا يمكن اتخاذ قرار سليم والمخابرات غير سليمة ليس لنا إلا الإيمان بالله
عبد الحميد بن عبد المجيد الثاني السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية وآخر من امتلك سلطة فعلية منهم. تولى الحكم عام 1876م. أبعد عن العرش عام 1909م بتهمة الرجعية، وأقام تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته في 10 فبراير 1918م. وتلقى السلطان عبد الحميد بن عبد المجيد تعليمه بالقصر السلطاني واتقن من اللغات: الفارسية والعربية وكذلك درس التاريخ والأدب.
أظهر السلطان روحاً إصلاحية وعهد بمنصب الصدر الأعظم إلى مدحت باشا أحد زعماء الاصلاح فأمر بإعلان الدستور وبداية العمل به، وقد كان الدستور مقتبساً عن دساتير دول أوربية مثل: (بلجيكا وفرنسا وغيرها). وضم الدستور 119 مادة تضمنت حقوق يتمتع بها السلطان كأي ملك دستوري، كما نصب الدستور على تشكيل مجلس نواب منتخب دعي بهيئة المبعوثان. يعرفه البعض بـ(اولو خاقان) أي ( "الملك العظيم") وعرف في الغرب باسم "السلطان الأحمر" أو "القاتل الكبير" بسبب مذابح الأرمن المزعوم وقوعها في فترة توليه منصبه.
رحب جزء من الشعب العثماني بالعوده إلى الحكم الدستوري بعد إبعاد السلطان عبد الحميد عن العرش في اعقاب ثورة الشباب التركي. غير أن الكثير من المسلمين مازالوا يقدّرون قيمة هذا السلطان الذي خسر عرشه في سبيل أرض فلسطين التي رفض بيعها لزعماء الحركة الصهيونية.
إحساس عجيب احتواني أثناء قراءتي لمذكرات السلطان عبد الحميد ؛ إحساس بالصدق ينبعث من بين ثنايا الكلمات ! إحساس بحنكة السلطان عبد الحميد ونقاء سريرته وحبه لبلاده ورغبته المخلصة لنفع أمته والزود عنها بكل ما استطاع ؛
وما ذاك التعجب سوى بقدر ما شُوّهت تلك الفترة إعلامياً و ما تناثر كذباً ومبالغة عنها؛ فجاءت هذه الصفحات لنسف كل التشويه! لقد أنجز الكثير بحق، وكلما أوقدوا نار الفتنة أخمدها؛ وإن ضعفت أدواته يومها لضعف حاشيته وفساد أغلبها و معرفته بمواطن الضعف والقوة وإدراكه لكل تلك المعوقات .
وجاءت مذكراته كما أرادها؛ لتُزيل اللبس عن فترة حكمه، كاشفة للتاريخ الحقيقة بدون مبالغات .. وكأنه شعر بكل التشويه الذي سيلصق بفترة حكمه وذاك الكذب الذي سينشر عنها والذي بدأ بمجرد خلعه وتعجَّبَ من وجود إنسان يصدق هذا الكذب والوثائق التي تثبت الحقائق لا تزال موجودة . ترى أهي بالفعل لا تزال هناك أم طُمست و أتلفت عمداً لمزيد من التدليس ؟
ربما اعترته الرحمة مع أناس كانت قسوة الأحكام هي الأولى بهم .. لكنه بالنهاية كسب احترامي لذاته .
مذكرات عبد الحميد الثاني لماذا أظن أن الكتاب مهم؟ الكتاب فيه مذكرات آخر السلاطين العثمانيين، و قد كتب في الفترة من 1876 ل 1909 أو 1918، و هي فترة أفول نجم الدولة العثمانية، و الخلافة الإسلامية عموما. أهمية الخواطر في أن تلك الفترة غائبة عن ذاكرتنا، ما ا لذي حدث و عليه انهارت الخلافة؟ لماذا دخل العثمانيين في حرب مع روسيا؟ لماذا كل هذه الديون؟ لماذا حرب أخرى مع اليونان؟ كيف كانت مؤامرات الإنجليز و الأوروبيين عموما و مؤامرات اليهود التي أدت في الأخير لإسقاط عبد الحميد الثاني؟ ما أوضاع الخلافة الاجتماعية و السياسية في ذات الوقت؟ كيف الشباب؟ كيف بدأت هجرة اليهود لفلسطين إذا كان عبد الحميد الثاني قد قال أن ما أخذ بالدم لا يسترد إلا بالدم؟ قالها لهيرتزل المؤسس لفكرة دولة اليهود. ما قصة الأتراك و الأرمن؟ ما أصل مشاكل الأناضول وحروبها... البوسنة و الهرسك و صربيا... إلخ؟ كيف انهارت الخلافة هكذا و سقطت في الديون؟ واختفت تماما مع الحرب العالمية الأولى؟ هل يحدث كل ذكل الانحطاط في 100 عام؟!
العديد من الأسئلة لن تعرف إجابتها ولن تفهم أسباب النزاع الحاصل إلى اليوم.... ولن تستوعب كم الانحطاط الذي وصلنا إليه في 100 عام، بدون أن تمر على كلماته... ربما هي مجرد مفتاح.
تدق الساعة معلنة بدء عام جديد...وأنا أنهي الصفحات الأخيرة من مذكرات هذا السلطان العظيم...تنهمر دموعي ولا أملك دفعها...وهو يختم كلامه
فقد رأينا أسوأ مما رأى واحترق لأجله ودموعه تسيل دما من مآقيه حتى الصباح...رأينا أسوأ مما رأى...رأينا أسوأ مما رأى وما زلنا نرى
ما من شخصية في التاريخ شوهت كما شوهت شخصية السلطان عبد الحميد...كل السهام وجهت نحوه بغرض محاربة الدولة التي احتضنت الخلافة الإسلامية حتى أوائل القرن العشرين..وقد أدرك حجم الخطر الذي يحيق بها في ظل استمرار ضعفها حتى لقبت بالرجل المريض..ورغم محاولاته الخروج من تلك المآزق والتخلص من أطماع روسيا وأوروبا بها، والمنظمات الصهيونية المتحالفة مع الماسونية وجمعية الاتحاد والترقي، إلا أنها جاءت متأخرة بعد التردي الذي وصلت له تلك الدولة..وتحالف تلك القوى كان أقوى من أي جهد يبذل
نلمح في مذكرات السلطان عبد الحميد نظرته الفكرية والعقدية بأن :
"الإسلام هو الروح التي تسرى في جسم البشرية فتحييها، وتغزو القلوب فتفتحها"
و
"أن القوة الوحيدة التي ستجعلنا واقفين على أقدامنا هي الإسلام"
و لذلك نادى بالجامعة الإسلامية لما رأى الدول الإسلامية تسقط تحت الاحتلال الأجنبي...ووقف بوجه اليهود الذين ساوموه على أرض فلسطين قائلا: "إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهباً، فلن أقبل، إن أرض فلسطين ليست ملكي، إنما هي ملك الأمة الإسلامية، وما حصل عليه المسلمون بدمائهم، لا يمكن أن يباع، وربما إذا تفتت امبراطوريتي يوماً، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل" وظل صامدا على موقفه حتى تم عزله.
"لقد خدمت الملة الإسلامية والأمة المحمدية ما يزيد على ثلاثين سنة، فلم أُسَوّد صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء، وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى (سلانيك)، فقبلت هذا التكليف الأخير، وحمدت المولى وأحمده، أني لم أقبل أن ألطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة"
تطلعك المذكرات على خلفية الكثير من الأحداث التي ثار حولها جدلا مثل الحرب مع روسيا و البوسنة والهرسك وصربيا واليونان، والأحداث التي جرت مع الأرمن وأسبابها وظروفها...وعلى إنجازات السلطان عبد الحميد والذي يدافع عنها بقوة مثل تقليص المديونية ونشر العلم والإنفاق من ماله الخاص عند الحاجة...لأنه يعلم حجم الافتراء عليه خاصة في حادثة 31 مارت...وبين أسباب عدم قبوله بالحكم المشروطي
قراءة هذه المذكرات التي كتبها بقلمه قربتني أكثر من شخصيته...مشاعرالألم التي تعتصره...حرصه على دولة الخلافة وولاؤه للإسلام...حنكته و حكمته في تصريف الأمور...تظهر واضحة من بين حروفه...لذلك عادوا لاستشارته بعدما عزلوه. و من منفاه الأول في سلانيك إلى منفاه الثاني في إستانبول كان كلامه: "إن كل ما يحزنني هو النكبة التي حلّت ببلادي"
في المذكرات الكثير الكثير مما يستحق القراءة والتأمل...
قراءة مذكرات شخصية لانسان ما تختلف كثيرا عن ما تقرأه عن شخصيته لمؤلفين اخرين. اتجاه تفكيره والنوازع النفسية في دواخله. اهم ما لفت انتباهي لهذه الذكريات شدة تعلق السلطان بدينه وثقافته الاسلامية وعادات شعبه وتقاليده. رغم ان التيار السائد في عصره هو الانبهار بالثقافة الغربية والتقليد لكل ما هو غربي.
وكذلك حجم التآمر على الدولة العثمانية من جميع القوى ومحاولة افشال معظم المشاريع الاصلاحية للدولة .
وكذلك مساحة الحربة الفكرية للمجتمع وحرية الصحافة رغم ما وصلنا عن الدولة العثمانية انها كانت تضطهد شعبها وتآمر الاقليات في الدولة رغم جميع المزايا التي اتيحت لهم في ظل الدولة العثمانية.
هي ليست مذكرات سياسية بالمعنى المتعارف عليه ولكنها بعض الآراء والقرارات التي اتخذها السلطان عبد الحميد الثاني أثناء فترة حكمه للإمبراطورية العثمانية ما بين عامي ١٨٧٦ و ١٩٠٩ سواء ما يتعلق منها بالشئون الداخلية او السياسة الخارجية .. كما أفرد جزءا من الكتاب للحديث عن بعض الإصلاحات والإنجازات التي قام بها وعن بعض ملامح شخصيته.
الكتاب سطحي وضعيف ولكن ما يميزه هو المصداقية الشديدة فقد تناول السلطان عبد الحميد الحديث عن عيوبه وأخطائه بنفس الحيادية التي تحدث بها عن مميزاته وإصلاحاته.
مذكرات جيدة يكشف صاحبها عن المؤمرات التى حيكت حول الخلافة الاسلامية وكيف قام بمواجهة متآمرين الداخل وأعداء الخارج حتى سقط آخر خلفاء المسلمين وتم نفيه وامتهان كرامته والتحفظ على أمواله ويأتوا بأخيه المتهم بالجنون لحين سقطت الخلافة فى ١٩٢٤ مذكرات لا غنى عنها تؤكد أن التاريخ يعيد نفسه وأن آفة حارتنا النسيان وأن ذاكرة السمك التى تتمتع بها شعوبنا هى أكبر إحباطاتنا
يااااه أنا أتفهمك أيها السلطان أتفهمك :( اخخخخخ شعور قاس أن تحترق من الداخل لأجل أمتك ثم ترى هذه الأمة هي من تغدر بك نعم هي وإن لم يذكر هذا السلطان عبدالحميد ، وسأقول لكم السبب ببساطة لولا رضا الشعب وسكوته لما حدث ما حدث إنني أستغرب أين الشعب مما يحدث كيف يرضون بعلمنة السلطة العثمانية بعد أن عاشوا في ظل الحكم الإسلامي؟؟ "يمكن للصليب أن يتحد في كل وقت لكن الهلال دائما بمفرده" اخخخخخخ كم حرقت قلبي هذه العبارة كما حرقت قلب السلطان من قبلي إن الأمة لم تؤت إلا من فرقتها وتشتتها !! والله لشدة ثقتي بأهمية الوحدة وأولويتها أتمنى العيش في ظل حكم إسلامي موحد وإن لم يقم بحكم الله كما يجب على أن أعيش في حكم دولة تقوم بالحدود الإسلامية والحكم الشرعي ولكنها قد تفككت عن اخواتها من الدول المسلمات ! وإن كنت خرجت بفائدة أكيدة من خلال قراءتي في التاريخ فهي هذه الفائدة ! مما كان يزعجني في الواقع وجودما يسمى ب"المخابرات" وكنت أقول في نفسي لو كنت يوما حاكم دولة لن أقوم بوضع جهاز مخابرات لبشاعة هذه الوظيفة حيث اعتمادها على الغش والتجسس ولكن للأ��ف قراءتي لهذا الكتاب أكدت من أهمية وجود هذا الجهاز في الدولة فالسياسة لعبة قذرة لكي تتفوق فيها يجب أن تنحدر لمستواها :( والحمدلله أني لست بحاكم وأني مجرد مواطنة بسيطة ولو عرض علي الحكم لرفضته <أ��جوووك لا :) فلا يأمن الفرد أن لا يظلم أحدا وإن حاول أن يكون سلميا أكلته الذئاب ! نعود لسلطاننا الذي أحببته .. رحمته.. شعرت بالتعاطف معه ولأحكي لكم شعورا غريبا راودني بمجرد ملامستي للكتاب لقد شعرت بشعور غريب فكوني أمسك بمذكرات السلطان نفسه شعور مذهل أن تقرأ لأحرفه مباشرة دون نقل عن صحفي أو زوجة أو ابن وإنما عن طريقه مباشرة يشعرك بالرهبة فهاهو سلطان دولة عظيمة يخاطبك بنفسه ويحدثك بمشاعره وحكمه وخلاصة تجربته ألم تشعروا بقيمة ما في أيديكم كما شعرت ؟ أتمنى أن تدلوني على كتاب مماثل مذكرات شخصية لأحد القادة العظماء ..؟
ختاما ..رحمك الله يا سلطان عبدالحميد لم ننس ما قدمت للأمة الإسلامية وعلى رأس ذلك حفاظك على القدس مصونة عن يد الصهاينة ولكم ذكرت في حديثك كثيرا أنك ستقف أمام ربك لتدافع عن نفسك وأنا كذلك سأقف لأشهد لك أياديك البيضاء التي لمست أثرها وإن لم أعاصرك ()
قرأت عدد لا بأس به من كتب التاريخ العثماني عامة وعن السلطان عبد الحميد بشكل خاص ولكن يظل قراءة مذكراته له نكهته الخاصه شخصية استثنائية تعرضت للعديد من حملات التشوية والإفتراء حتي وصلت لدرجة اتهامه بالديكتاتورية والإستبداد والطغيان في حكمه .. ويقول في هذا الشأن : منذ ابعادي عن العرش حتي الآن كتبوا ضدي مقالات وعدد من الكتب التي يقطر الدم من قلم أعدائي .. فما أكثر مالم أفعله واذا به شخصية استثنائية ظلمت كثيرا .. كان حكمه في وقت انهيار وضعف الدولة العثمانية ولم يشهد استسلامه ابدا وحاول الحفاظ علي الدولة العثمانية رافعا راية الإسلام جاهدا في توحيد القوي الإسلامية قراءة مذكرات أو حتي سيرة ذاتية لشخصية بكل هذه العظمة شئ يدعو للفخر رحمه الله وأسكنه فسبح جناته
بحثت في مخزوني المعرفي كي أجد كلمات توصف المشاعر التي أنتابتني و رافقتني خلال رحلتي مع السلطان فلم أجد ما أستطيع أن أعبر به عنها ، لكن ، الحمدلله الذي وفقني لقراءة هذه المذكرات ، الحمدلله الذي وفقني لكي أعيش هذه الرحلة مع السلطان و الخليفة العظيم عبدالحميد الثاني ، تلك اللحظات التي لم أنساها أبداً.
كم هو رائع أن تجلس مع آخر أعظم خليفة للمسلمين ، يحدثك بنفسه ، لا وسيط بينكم ، فقط أنت وهو مباشرةً ، تلامس كلماته التي ينبعث من ثناياها الصدق و الإخلاص ، تلامس مشاعره ، تري أفكاره ، تشاركه الحزن و الفرح.
أن تري الأمور من منظوره ، تعيش معه الضغط الهائل الذي كان يحمله علي عاتقه ، تري مدي حبه وإخلاصه للأمة الإسلامية ، ومدي تضحيته لها ، لقد حكم هذا السلطان الدولة العثمانية وكان خليفة للمسلمين لمدة ٣٠ عاماً ، عشت معه وهو يلملم شتات الدولة ويعمل علي توحيد الأمة الإسلامية و يحاول الحفاظ علي ممتلكاتها قدر المستطاع رغم ضعف الأدوات لديه ، لقد خدم الأمة الإسلامية و أعطاها الكثير والكثير ، يكفي وقوفه كالجبل الصامد أمام أطماع اليهود في القدس ، وقد عرضو عليه الكثير كي يسمح لهم بالهجرة و الإستيطان في فلسطين فنتفض قائلاً :
"انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حيّ فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة، وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة".
ثم ماذا كانت نهايته ؟. الإجابة ، تم الإنقلاب عليه من حزب الإتحاد والترقي العلماني بمعاونة الجيش ، وكان في يد السلطان منع هذا بالقوة لكنه رفض إراقة الدماء ، ثم تم نفيه و أسرته ، ثم أخذ الجيش ثروته بالقوة وتحت التهديد بالقتل !.
يصف السلطان حاله بعد الإنقلاب عليه و نفيه إلي سلانيك " كنت أحترق حزنا و أنا في القطار وعلي طول الطريق ، لم يكن حزني و بكائي علي نفسي ، وانما علي الظلام الذي وقعت فيه بلادي ، فلو أني كنت موقنا من أهلية هؤلاء الذين تولوا السلطة في بلادي ، ولو أهلية بسيطة لإدارة البلاد ، فوالله وبالله لاحتسبت ذلك عيداً لي ".
وعندما استولي الجيش علي ممتلكاته بالقوة وعاملوه بأشد قسوة وهددوا بالقتل وهو الذي كان خليفتهم من قبل ، كانت هذه تعبيراته : " أنهرت ، ليس بسبب تهديدهم لي بالقتل ، ولكني أنهرت لأن قائد الجيش يري نفسه فوق مجلسي الشعب والشورى ، ليت الله توفاني قبل أن يريني هذه الأيام ، فرشت السجادة وأخذت في الصلاة ، وكان الدمع يسير كالسيل منهمراً من عيني ، ولم أرفع رأسي عن السجادة حتي الصباح ، ياربي أحفظ دولتي من شر المجرمين ، ليس لي غيرك أثق به ، ياربي لا تريني كوارث أخري أنت وحدك تستطيع إنقاذ دين الإسلام المبين من أن يقهر علي يد الكفرة ، يا أسفا فربي الكبير المتعال لم يقبل دعائي ، جعلني عرضه للكثير و الكثير من المصائب و كنت أفكر كثيراً قائلاً : تُري أيّ ذنب اقترفته و كم نحن مذنبون !! ".
ثم يصف حاله بعد حكم الانقلابيين ١٠ سنوات و ما آلت إليه البلاد من الضياع والهزيمة والإنحطاط وهي علي العتبات الأخيرة للسقوط ، " خررت ساجداً للرحمن و هو الشئ الوحيد الذي أستطيع عمله في هذا اليأس الذي نتج عن شعوري بأن الدولة التي أقامها أجدادي تعيش حتي اليوم - مثلي تمام - أيامها الاخيرة. سجدت والدموع تسيل دماً من مآقي حتي الصباح ، أحترق قائلاً " ليس لنا إلا الإيمان بك ياربي" " فلقد كانت جنودنا علي الحدود ممزقة مبعثرة بين إنسحاب وهزيمة ولا يستطيع خلاصنا إلا الله ، و إذا لم تنقذنا فلا تريني اللهم أياما أسوأ من هذا الموت ، وهذا آخر توسلاتي.".
يقول السلطان " يمكن للصليب أن يتحد في كل وقت لكن الهلال بمفرده !! ".
آه ، كم آلامتني هذه العبارة ، أنا أؤمن تمام الإيمان أن قوتنا لن تأتي إلا بالوحدة الإسلامية بيننا ، لا أستطيع أن أفكر كيف رضيت الأمة أن نقسم إلي بلاد كل بلد بمفرده ، تفرقنا حدود وضعها أعدائنا لنا ! بعد أن كنا نعيش تحت مظلة واحدة ! كان حينما يريد العدو ضرب بلد مسلم يجد نفسه أمام غضب وعنفوان الأمة بأكملها تنتفض وتقاوم كتف بكتف و يدٍ بيد ، أما الآن يا حسرتاه ، تدخل أمريكا العراق و تقتل آلاف المسلمين ، و العالم الإسلامي يقف موقف المتفرج ! تدخل أفغانستان و تحتلها ٢٠ عاماً و تقتل وتدمر الآلاف من المسلمين ، ثم يقف العالم الإسلامي موقف المتفرج ! ترتكب روسيا جرائم ضد البوسنة والهرسك المسلمين ، ثم لا يحرك هذا ساكناً في العالم الإسلامي ! يضرب الكيان الصهيوني إخواننا في غزة و يلتف العالم الغربي حوله و يفجع لهم ثم يهرول إليهم كي لا يسقطوا علي يد المقاومة الفلسطينية ، ثم يكون موقف البلاد العربية والعالم الإسلامي كما وصفه أبا عبيدة " لا سمح الله " !.
والله إن خرجت بفائدة واحده من قراءتي للتاريخ ستكون أهمية الوحدة الإسلامية و أولوياتها ، فلم تعاني الأمة إلا من فرقتها و تفتتها ! ولم نستطيع رد كرامتنا وهزيمة هؤلاء الكفار و إنهاء الاستعمار من بلادنا إلا بهذه الوحدة ، كما أخبرنا الحق تبارك وتعالى : "وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " و قوله تعالي " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ...." وقوله تعالي في مدحه ووصفه النبي والصحابة الكرام " مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ....' وقول نبينا الكريم " المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا". " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ".
يقول السلطان " لم يهزمنا إلا تدخل الجيش في السياسية ". فعندما يخرج الجيش من إطار وظيفته المحددة وهي الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الإسلام و المسلمين و يتحول من هيئة داخل الدولة إلي الدولة نفسها و من خادم للأمة إلي السيد عليها ، ويصبح هو السياسي الوحيد والتاجر الوحيد في البلاد ، وقتها يتحول الجيش من سلاح تدافع به الأمة عن نفسها إلي خنجر في الضلوع ، وحال بلادنا خير مثال !.
أخيراً جاءت هذه المذكرات لتروي لنا التاريخ و الحقائق و تبطل التدليس والشائعات والتشويه الذي تعرض له السلطان عبدالحميد رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته وجزاه عنا خير الجزاء. وآسف علي طول المراجعة.
ماذا يعني أن تكون أعظم خليفة في عصر انحطاط الدولة العثمانية ؟ ذلك ما يحكيه السلطان عبدالحميد في مذكراته السياسية , وهي ترجع للفترة ما قبل عزل السلطان. هنا تجد همة واخلاص على الرغم من درايته الواسعه بالظرف الذي تعيش فيه الدولة , هنا محاولات التشبث قبل السقوط , تجد أيضاً حدس صائب ونظرة حكيمة فكثيراً ما حذر من نتائج فعل ونعرف انها وقعت بعد ذلك
في الكتاب كلام كثير قد لا يهمنا حول الأحداث السياسية وقتها لكنها ترسم لك كثرة الجبهات التي تتعامل معها الدولة والمشاكل التي تؤرق عبدالحميد ولا تثنيه عن عزمه على الاصلاح , كان ذلك في الفصلين الأوليين. أما الفصول الباقية فيتبين فيها الاتجاه الفكري للسلطان وتتضح فيه شخصيته الاسلامية ومواقفه من قضايا المرأة وحقوق الإنسان والتدخلات الغربية وكثيراً من شخصيته.
رحمك الله يا أيها السلطان .... أن تقرأ لحاكم حبه المفرط لبلاده و خوفه عليها .... و أن ترى في مراحل حياته كفاحه لها .... ثم أن تكون النهاية كما كانت لهو أمر محزن ... لكن الأمر لله من قبل و من بعد ....
نسأل الله أن يكرمنا بأمثالك ....لقيادة هذه الأمة ...
"وعندما خرج، خررتُ ساجداً للرحمن وهو الشيء الوحيد الذي أستطيع عمله في هذا اليأس الذي نتج عن شعوري بأن الدولة التي أقامها أجدادي تعيش حتى اليوم -مثلي تماماً- أيامها الأخيرة. سجدتُ والدموع تسيل دماً من مآقيَّ حتى الصباح، أحترق قائلاً: ليس لي إلا الإيمان بكَ يا ربي.
فلقد كانت جنودنا على كل الحدود ممزقة مبعثرة بين انسحاب وهزيمة ولا يستطيع خلاصنا إلا الله .. وإذا لم تنقذنا فلا ترينّي اللهم أياماً أسوأ من هذا الموت. وهذا آخر توسلاتي".
لطالما أثارت فضولي هذه الشخصية التاريخيةالعظيمة وكم أحمد الله عزوجل ان اكرمني بالاطلاع على مذكراته ...انه لشي عظيم وفريد أن تكون قادراً على أن تدخل في عمق الاحداث ...وتراها كما كان يراها السلطان .. أن تقرأ ماكان يجول في خاطره...أن تشاركه أحزانه ..ومخاوفه ..وطريقة قرائته للأمور ...
أن تفهم وجهة نظره في ادارته للبلاد ...وحجم الضغوط الهائلة التي كانت ملاقاة على عاتقه ....
أن ينكشف الغطاء عن اولئك الذين ظهروا للأمة وكأنهم سبيل خلاصها في الوقت الذي كانو فيه سبب هلاكها ...
اّلمتني جداً تفاصيل عزله ..والظلم الذي وقع عليه في اّخر أيامه ...
رحم السلطان عبد الحميد وغفر له ...عفا الله عن هذه الامة وأعانها على أيامها القادمة .....
" خررت ساجداً للرحمن و هو الشيء الوحيد الذي أستطيع عمله في هذا اليأس الذي نتج عن شعوري بأن الدولة التي أقامها أجدادي تعيش مثلي تماما أيامها الأخيرة سجدت و الدموع تسيل من مآقي حتى الصباح أحترق قائلاً : ليس لنا إلا الإيمان بك يا ربي .. لقد كانت جنودنا على كل الحدود ممزقة بين انسحاب و هزيمة و لا يستطيع خلاصنا إلا الله و إذا لم تنقذنا فلا تريني اللهم أياماً أسوأ من هذا الموت و هذه آخر توسلاتي.. "
لم يكن السلطان عبد الحميد مجرد حاكم رحيم بل كان سياسياً خبيراً.. إلا أن حمل الدولة العجوز كان أكبر من قدراته.. حمل زاد ثقله المؤامرات و الخيانات المدعومة و الممولة من الخارج.. مع البلاء الذي جرته جمعية الاتحاد و الترقي على البلاد و العباد لا تأتي الانقلابات إلا بالشر مذكرات مرة.. لأيام أمرّ ..
كل ما كان يحتاجه السلطان عبد الحميد رحمه الله هو الوقت . لقد رأى بحكمته وحنكته ان اوروبا متجهة الى حرب شاملة وكان ينتظر هذه اللحظة حتى يخرج من تحت الوصاية الاوروبية البشعة ويستغل تغافل الأوروبيين عنه وانشغالهم بحروبهم حتى يتسنى له الو لإعادة بناء السلطنة العثمانية. لقد دحض السلطان رحمه الله الاتهامات التي وجهت اليه عبر سنين طويلة من انه دموي ولذلك لقبوه بالسلطان الأحمر . كان حلمه بإتمام سكة حديد الحجاز حتى يربط بين اجزاء سلطنته واثر ذلك في وحدة السلطنة. واجه مؤمرات اليهود واغراءاتهم وطرد وايزمن من مجلسه ودفع عرشه ثمنا لذلك. انصح بقراءة هذا الكتاب رغم ان ترجمته وطبعه ليسا بمستوى المحتوى.
لا أعلم في الحقيقة صدق تلك المذكرات من عدمها ، لكن من وجة نظري كتاب مهم جدًا فهو يروي أحداث تاريخية مهمه جدًا في تاريخ الدولة العثمانية والعالم العربي والأسلامي ونهاية الخلافة الأسلامية ، وبداية نشأة الدولة الصهيونية ،
الدولة العثمانية كانت دولة قوية جدًا لكن عندما يحدث الهدم من الداخل يصبح أقوي من أي هدم خارجي ، العدو الخفي أقوي الأعداء ....
عندما يخرج الجيش عن دوره عندما يتكاتف الأعداء عند ذكر كلمة الاسلام ونتفرق نحن عندما نعجب بالغرب وننسى التاريخ اليهود اليهود اليهود كفاك شرفا أيها السلطان انهم لم ينالوا فلسطين الا بعد خلعك فكنت لهم كالشوكة في ظهورهم
مذكرات تكشف جانبا لا يعرفه أغلبنا في تاريخنا الاسلامي وهي اواخر عصر الخلافة العثمانية يصف الكثيرون السلطان عبد الحميد الثاني بأنه الرجل المناسب في الزمن الغير مناسب رجل أمتلك حلم لدولة قد اصابها العجز والكبر واحيطت باعداء يتأهبون لسقوطها لتقسيم كنوزها فيما بينهم رجل أمتلك نظرة اصلاحية منطلقة من خلفية اسلامية في عهد لعبت فيه الثقافة الأوربية بعقل كل من اراد الأصلاح وتناسى جذوره الاسلامية يكشف الكتاب سعيه للأستفادة من علوم وتقدم الغرب دون الأخذ من ثقافتهم أيضا تأثره باليابان كنموذج صاعد أخذ ما يناسبه من الغرب ليطور نفسه دون الاستغناء عن أصوله.
"فإذا كنا نري أن نحيا من جديد وأن نستعيد قوتنا ونبلغ عزتنا التي كنا فيها ، علينا أن نرجع إلى المعين الذي أخذنا منه تلك القوة ، فالخير كل الخير في رجوعنا إلى إسلامنا و إلى شريعتنا ، والشر كل الشر في تقليدنا للحضارة الأوربية الزائفة."
تمتاز المذكرات أن السلطان قام بكتابتها على هيئة خواطر كما ايضا تمتاز بتعرضها للكثير من القضايا المحورية منها على سبيل الذكر لا الحصر بداية التواجد اليهودي داخل فلسطين ووقوفه في وجه تأسيس دولة لليهود في فلسطين مقابل اغرائات عديدة مما عجل بنهايته
"سأعطي هذه المذكرات 4.5 لو كان يسمح لي الموقع بذلك" اااااه كم تألمت بقراءة هذا الكتاب ! أبكي من داخلي على هذا السلطان المظلوم ، يعيش في زمن كله أعداء، لقد كان في داخله حزن لمسته من طريقة كتابتهـ فكم من المواقف الشريفة الذي قدمها، ولكنها ما أغنت شيئا، كم اتمنى لو انني اتكلم معه، فكنت سأقول له كم أنت عظيم! رحمه الله وأكثر من أمثاله ......
من الجيد الاطلاع على مذكرات أحد الفاعلين في التاريخ الإسلامي من وجهة نظره هو و لكن أظن أنني بحاجة أن اطلع على نفس الأحداث من وجهة نظر اخرى حتى تتضح الأمور اكثر، أما عن السلطان عبد الحميد الثاني فبلا شك أنه رجل رقيق الطبع ميال للعاطفة أكثر من الواقعية كما يُفهم من كلامه، انتهج العفو بدل العقاب و العدل بدل الظلم على عكس عمه السلطان عبد العزيز ، و كم كان مرهف المشاعر حريصا على عدم مس اي شخص بأذى و كان خوفه من الموت و الدم و إلحاق الاذى أكبر مخاوفه و كأنه تبين لي أن هذا الهاجس هو ما جعله يتزعزع بسهولة عن عرشه ، رغم كل المآكد و الخداع الذي جاءه من محيطه و الضباط الذين كان يثق فيهم إلا أنه لم يكن حازما و لم يتحل بالإرادة السياسية الكفيلة بفرض رأيه بل كان ياخذ من هذا و ينصاع لذاك و كل هذه التصرفات تندرج تحت خوفه من الظلم ..اعترف بذلك قائلا " يقولون ان في طبيعتي ترددا ولا انكر أن عندي إثر من هذا" لا اعرف ان كنت انصفه أو اكيل له أن عتبا فلن يقدر أحد على فهم وضعه إلا من مر بنفس التجربة و الكلام سهل! لا أعلم أن كانت الشخصيات التي ذكرها في مذكراته تتمتع بالعزم اكثر منه ام انه سيع نحو السلطة و الكرسي فقط...لذلك كنت اريد ان ارى نفس المشهد السياسي بنظرة سياسي آخر.. احببت فيه مدى تعلقه بالإسلام و إيمانه أنه من غير الممكن ان يجتمع الإسلام و المسيحية في تكوين حضارتها ، و تفريقه بين الحضارة و الثقافة الغربية و (ما يهم فقط) من العلوم الحديثة على عكس الذين يأخذون الغرب كمثال للتقدم بكل ما يقدمه، و سعيه لإنشاء الجامعات و جلب العلوم الحديثة و تثقيف الشعب و الريادة بالتكنولوجيا الحديثة آنذاك كالتلغراف و الغواصة ، و دفاعه عن الأراضي الفلسطينية و انها حق العرب و رفضه بيع الأراضي لليهود. و اخيرا لا بد من القول أن الأيادي المرتعشة لا تصنع الحضارة، و اسوق مثل تونسي يقول "المتفرّج فارس"
يتكون الكتاب من عدة مقدمات وتعريفات عن السلطان عبدالحميد الثاني وأبرز الأحداث في عهده، كما يحتوي على ملحق بالدراسات والتراجم ونبذة عن أبرز الشخصيات المذكورة في الكتاب (يفضل قراءة هذه النبذات قبل قراءة المذكرات)
جميل ربط المترجم العديد من الأحداث التي يقولها السلطان عبدالحميد باقتباس من مذكرات ابنته أو أحد المقربين منه، وحتى مذكرات أعضاء في جمعية الاتحاد والترقي تدعم ما يقوله السلطان أو تضيف معلومات أكثر عن الحادثة
هناك الكثير من الأسماء والكثير من الباشاوات وأحداث كثيرة يتكلم عنها قد يجهلها القارئ (الغير متبحر في عهد السلطان عبدالحميد والعارف لأبرز الشخصيات على الساحة في عهده) .. وهذا ما أسقط النجمة الخامسة من التقييم
-------------------------
تتعرف كثيراً من خلال مذكراته على شخصيته، وطريقة تفكيره، على سياسته التي كان يتبعها وعلى مخاوفه وآماله
كثيرة جداً الأوارق التي سطرها عبدالحميد بألم بالغ تستشفه من السطور، وبحرقة قائد يرى ما بناه خلال 30 عاماً قد تهدم، وما كان يخشاه أصبح واقعاً
ترى عزة نفسه وكرامته، ولائه لوطنه وشهامته وخلقه الإسلامي النبيل يبرز في كل موقف
كان قائد ووالد وسياسي محنك جداً
أكثر من ربع الكتاب تقريباً يتحدث فيه عن (مدحت باشا) الصدر الأعظم له في حينه، كما وضع سبب رفضه (للمشروطية) أو الديموقراطية
أحببت المواضيع الأخيرة التي سرد فيها وقائع عزله، وعيشه مع عائلته في المنفى، كما أحببت المواضيع التي كان يتحدث فيها عن نفسه
والمذكرات عموماً كُتبت بطريقة دفاعية، يدافع فيها عن نفسه أمام كل ما نُسب له، وافتري به عليه
تألمت معه وضحكت على بعض سخرياته، ، تستشف ألمه الشديد من الغدر به في كل المذكرات، وتكاد ترى دموعه بين السطور
مذكرات رائعة و محزنة في اَن واحد تحكي فترة انهيار الدولة العثمانية من وجهة نظ رالسلطان عبد الحميد الثاني السلطان الاخير للدولة. يحاول السلطان ايضاح المؤامرات و المكائد التي كانت تتم في الخفاء .ليوضح اسباب ضعف الدولة و ما ألت عليه
ان تقرأ ما كتبته كتب التاريخ عن آخر السلاطين الفعليين للامبرطورية العثمانية السلطان عبد الحميد الثاني و ان تقرأ مذكراته شيء آخر كليا تجعلك تعيد تقييم كل ما قرأته او تعرفه او سمعته عنه و عن مرحلة حكمه
سنبدأ بفرضية ان هذه المذكرات هي للسلطان عبد الحميد الثاني وسأقيم الكتاب على هذا الاساس هي بشكل عام خواطر وليست مذكرات والفارق انها مكتوبه بشكل تلقائي اي كلما تذكر معلومه عن شخص او حادثه ما يكتب عنها فجاء الحدبث عن شخص واحد فى شذرات متفرقه .. ويثور السؤال لماذا لم يجمع المترجم كل ما كتب عن شخص او واقعه ما فى جزء مخصص لهذا الشخص والاجابه بكل بساطه لان خواطر السلطان عن معظم الشخصيات متضاربه متناقضه فحينا هو شخص خلوق واحيانا هو خشن الطباع سيئها .. واعتقد .. احيانا السلطان عبد العزيز ترك جيشا واسطولا قوي ومتكامل ثم بعد بضعة صفخات يقول ان السلطان عبد العزيز ترك جيشا واسطولا متهالكا مبررا بذلك هزيمة الدوله العثملنيه فى عهده (عبد الحميد) امام روسيا .. هو رافض للحرب اذا انتهت بهزيمه ثم هو كان داعي للحرب فى حاله النصر .. ولكن بشكل عام الكتاب معلوماتي جدا يعطيك تواريخ مهمه جدا اثرت على مسيره المنطقه المحيطه بالدوله .. وحركات التحرر والانفصال داخل الدوله العثمانيه واسبابها ومن كان خلفها .. الكتاب زاخر ايضا بالشخصيات التي كانت حول السلطان .. الكتاب يقدم لك خلاصه ان اسباب انهيار الدوله العثمانيه نشأ فى داخلها وكان لابد من انهيارها ان لم يكن 1924 فسيكون قبله او بعده ولكنه كان حتمي لما ألت اليه من ضعف شديد... تعاطفت جدا مع فترة نفي السلطان عبد الحميد الثاني (ملحوظه اخيره هناك تشابه يصل لدرجة التطابق لاسباب انهيار الدوله العثمانيه والدوله العباسيه نفس الاسباب تقريبا بل هناك تطابق لما بعد الانهيار فالمماليك اتخذوا بعد ذلك الخلفاء العباسيين كغطاء شرعي تمام مثلما فعل الاتحاديين فى تركيا مع اخر السلاطين العثمانيين )