طريق الساحل المؤدي إلى الجنوب لا يشي أبداً بأن هناك فرقاً بين الفريقين ليذهب السائرون فيه إلى الجحيم، طريق الساحل ثعبان طويل في كل شبر منه ناب سام يتقرب، طريق الساحل لعنة من لعنات الله على الأرض خط واحد يلتهم الناس بشبق، طريق الساحل نعش أسود وعواصفه نائحة ثكلى تزعجنا دوماً، وجيب أبي “السوزوكي” يشق الطريق إلى واد في تهامة أغبر ملعون. في هذا الطريق لا بد أن تستفرغ (مرة أو مرتين) والسائرون فيه (لا يتوبون ولا هم يذكرون)! دماء دافئة على الإسفلت، مخ متناثر، فروة شعر مدعوسة، امرأة ميتة شبه عارية ملطخة بالدماء… الطريق شمس حارقة ودماء سوداء يابسة وجمال سائبة وحمير تدور يوماً كاملاً ليخرج لترين من زيت السمسم، ورمال “صفراء فاقع لونها لا تسر الناظرين”! شساؤات من طراز قديم على قارعة الطريق، رعاة جففتهم شمس الجنوب وهموم تحت خيام “الخباتيه”! في الوقت الذي ينجرف فيه أهل الجنوب إلى الشمال الإسمنتي المكتظ بوباء المدنية بحثاً عن لقمة العيش يقرر (زهران) الانصياع لأوامر والده لكي يتجه جنوباً ليعيش مع جده بواد في تهامه أغبر ملعون ليسكن أرضاً خربة وينقلب هو خلقاً آخر.
ياللجنوب المنكفئ على ذاته بالألوان والحكايا والدهشة، كصندوق (باندورا) مفتوح ليس له قاع. منذ عبد العزيز مشري، مروراً بأحمد أبو دهمان ويحيى سبعي وعبدالله ثابت وسعيد الوهابي.. يتجسد الجنوب كبطل في الرواية السعودية، في واحدة من أشسع وأبرز مظاهر تشخيص المكان. وفي هذه المحاولة من طاهر الزهراني، يتم تقديم الجنوب –جبال زهران تحديداً- كبطل وكمكان مجدداً تتماهى فيه ثقافة المدينة بثقافة الجبل.. أو تستمد منها ماء الحياة، أو تفر منها إليها. تظهر جدة مجدداً في رواية طاهر.. فكأن قدر الجنوبي أن يرتهن بمكان آخر دوماً غير الجنوب.. أو كأن الجنوبي قادر على الانتماء لأي مكان كان.. قادر على تغيير جلدته الخارجية وأن يعوج لسانه فيما الجنوب باق مختبئ تحت الجلد وتحت اللسان. في رواية قصيرة وكثيفة يعود طاهر ببطله –ويأخذنا معه- نحو الجنوب في رحلة قسرية للتذكير بالأصول.. رحلة حافلة بمظاهر الرجولة الفجة وبالتقاليد العتيقة الكريهة والعظيمة في آن.. يلحق البطل بآخر أيام الجنوب القديم الذي تتلاطم حوله سيول التغيير. لغة طاهر سهلة مسترسلة.. تشبيهاته بليغة وحواراته تكاد تقفز من الورق أصواتاً وجُمل. لغة تجعلك تتصالح مع المصطلح ون لم تفهمه وتجعلك تتواءم مع كل الشخصيات وإن لم تحبها. هذه رواية ممتعة وشفافة. أحببتها من بدايتها وحتى آخر سطر فيها والذي صفقت له تحديداً. أنا سعيد جداً باكتشاف طاهر الزهراني.
“رواية طاهر الزهراني الصغيرة والأنيقة والجميلة نحو الجنوب ..ما لذي يجعل هذا المغزول بطل الرواية أو كاتبها يتجه جنوبا فيما الجميع يمضون باتجاه الشمال ..شمال كل جنوب .. الرواية تتناول طبيعة الإنسان دون تفلسف ومبالغة..من خلال متابعة حياة هذا الزهراني المتمرد على قيم القبيلة البالية والعائد للعيش في مكان هجره الجميع بحثا عن عمل أو هربا من قسوة الحياة والطبيعة .. مالذي تريد قوله رواية نحو الجنوب - يمكن أن نتمسك بأصولنا في مقابل أن لا يتحول هذا التمسك إلى تعصب .. - يمكن أن تعيد الطبيعة إلى ذواتنا تماسكها بعد أن تشوهت بفعل صراعات المدينة وزحامها الذي يقابله خواء النفس وفراغها.. المعادلة هنا أن البطل في المدينة المزدحمة بالناس كان يعاني الفراغ فيما هو في تلك القرية التي تكاد تكون خاليه يمتلئ بالوقت و يمتلئ بالحياة نفسها .. الرواية سلسة وغير متكلفة ..وأكثر ما أعجبني فيها قدرة طاهر الرائعة على صناعة حوار جميل ومؤثر..خصوصا وهو يكتسي بذلك الحس الساخر مع استخدام بارع للمحكي بطريقة ذكية وغير متكلفة .. إذا كانت المتعة احد أسباب نجاح العمل الروائي ..وهذا ما يراه شخصي المتواضع .. فرواية نحو الجنوب ممتعة وناجحة “
أنهيتها بأمسية جمعة هادئة، الرواية على عكس الأمسية، ليست هادئة تماماً!، أعجبني جداً توثيق شريط الكاست الذي روى فيه صديق زهران كل ماحدث في المدينة من بعده، هناك مشاهد سينمائية في الرواية، مشهد أول يوم في القرية، مشهد سحبه في سيارة الشرطة بعد مباراة الاتحاد،مشهد أول يوم في الصيد وتدخل الجد،والمشهد الدامي في صراع زهران وأخوه أحمد مع الضبع، هناك واقعية في نقل الحوارات والأفكار التي تختمر أحيانا في الرأس ولا نجرؤ على البوح بها، النهاية متناسبة جدا مع العمل الذي هو عبارة عن تجربة انسانية متكاملة وتتكرر كثيرا، ولكن من يوثقها قليل
ترتبط روايات القرية بنظري دائماً بمفعول الحنين, ربما لذلك تجد في نفسي تأثيراً كبيراً مهما كان حجم النص وبساطته, فالنص من خلال عودته لأساسيات العيش كأنسان بسيط يفتعل فيك كل فعائل الحنين ويتركك على الهامش مرهقاً وممزقاً بعدما غسلت فيك المدينة طهر القرية وأناسها, وجمدت في داخلك كل فضائل العيش بهوية إنسان نبيل لا يحمل من ضغائن النفس الخبيثة شيئاً, بل على العكس تماماً يعيش ببالٍ خالي من مفردات الهم والضجر والشعور المعتمد على مردودات مادية فقط.
يعيد "طاهر" من خلال "زهران" سيرة القرية الأولى, فهو يدفعك لترى كيف أن الأمور ما عادت كما كانت, فقد إلتهمت ملامح العولمه كل شيء, وتركتنا أجساد مقذوفة في كل إتجاه على وجه هذة البسيطة دون هوية منفردة, بعدما إنحدرت كل الأخلاقيات ولعبت الحريات الشخصية لعبتها في عادات القبيلة ومستلزمات الشرع والدين, وكأن الجميع متجه إلى جحيم واحد.. كما هو حال المتجهون على طريق الساحل إلى وجهه واحدة سمتها الموت والهلاك المحقق. أحببت النص كثيراً, وشعرت بأن هناك حميمة ما في منعطفاته, فهو لا يلزمك أن تعيش بذات القناعات التي يعيش عليها "زهران" إلا أنه يريد منك أن ترى بأن وجه الحياة أصبح يفتقد الكثير من سماته الحيه, فقد أخذ بالذبول والزوال في معالم التكنولوجيا الصعبة التي أفقدت كل شيء برائته وعنفوانه وبساطته. قراءة خفيفة ولطيفة بالفعل, كما ذكرني الأسلوب بحكايا "عبده خال" مع القرية ومفرداتها.
الإنتقال للجنوب إنتقال للإنسان بكل ما يكتنفه من تفاصيل متضاربة ومشاعر متباينة، وطاهر الزهراني أخذنا لذلك العالم الذي يخفى على البعض -ليس علي بالتأكيد- قد يصعب فهم بعض الألفاظ والإسقاطات ممن لا ينتمي للجنوب أو ليس على دراية باللهجات الدارجة والحكايات الشعبية، وهذا مما قد يعاب على الرواية التي بدا وكأنها تخاطب نوعا معينا من القراء في بعض صفحاتها. لاحظت أيضا سرعة في السرد، والمرور على التفاصيل والأحداث بشكل اختزل كثيرا من الفكرة، وشخصيا أعتقد أن الكاتب كان بإمكانه كتابة رواية طويلة نوعا ما عطفا على قدرته ومخزونه الثقافي، وكون الموضوع غير مطروق من قبل . تبقى تجربة قراءة أي كتاب جميلة، عالقة بالذهن، استمتعت بالرواية وأتممتها في جلسة صباحية واحدة على كوب شاي عبق برائحة الجنوب الذي أحبه جدا.
كنت أبحث عن رواية فيها بعضا من روح الجنوب ووجدت رواية ممتلئة بألفاظ سوقية تكررت كل صفحتين تقريباً،وكل هذا يمكنني كقارئة ان اتجاوزه،ولكن كيف ألغي من ذاكرتي مشهد بطل القصة وهو يعاشر شجرة! بصراحة لا أظن ان الكاتب عاجز عن إستخدام كلمات وتشبيهاته أفضل ! هناك فقرات توقفت عندها أيضاً مثل حين كتب عن طرق زهران في ٩٧-وكذلك حالة الرقص والقصيدة المقتبسة لعبدالرحمن الشهري في ٦٢-كنت أتمنى أن اقرأ المزيد منها فقط
أحب هذا النوع من الروايات الذي ينتزعك إلى عالمه بسرعة ... ويجبرك على أن تغوص فيه بسرعة :) رواية جيدة جدًا أحكم طـاهر فيها السرد والبناء رحلة ليست ككل الرحلات ومغامرة على قصرها وبساطتها دالة كنت أشعر أن بإمكانه أن يسترسل أكثر ويتحدث أكثر ... لكنه آثـر أن يصمت بعد هذا كله . جيدة جدًا
البداية جذبتني حين تحدث عن التفكير ، خط الساحل أيضًا كان أن خط للرواية جانب جميل اللمحة الأولى للحب حلوًا أيضًا لكن وجه المحبوبة الذي يزيل كلّ الألم ، تعبير جيد بيد أنه مكرر غالبًا
الرواية بشكل عام تأخذ من طابع ساق الغراب المبادئ حين تتغير وتضطرب
لغتها عذبة بعض الشيء لكنّها ليّست مدهشة ولا جذّابة الحوارات العامية أضعفتها أكثر
مع كل هذا الجمال ، الحكاية لم تحتمل هذا الاختصار في العمل، والسرعة في السرد ، كنتُ أريد أن أقرأ على الأقل 300 صفحة لترسم لي جوانب الصورة كاملة ، ولتبقي فيّ حياةً دائمة وأثراً أعظيم. سأعود للكتابة عن جمالية طاهر في هذا العمل الممتع. خاصة اني جنوبي ومُعلّق بقدمي في مسلخة جدة .
لم أجد فيها إلا قليلا من الجمال وانعدام من الالهام .
لأول مرة أقرأ رواية وأنا مستنفر منها . لعل الكلمات النابية التي باستطاعة الكاتب تجنبها والوصف الخالي من العفة استفزني كثيرًا وتفخيم القضايا هي التي ضايقتني.
ثاني قراءة لي عن الجنوب بعد الرهيّب -الحِـزام- لأبو دهمان؛ الكتاب إللي إختلف عليه الكثير لكن لا زال بالنسبة لي مختلف جدًا و السرد كان رهيب! وأختك أغنية؟*
"الصمت مأوى المصدومين بقسوة، المصدوم بعنف لا يبكـي، فقط يصمت، لأن البكاء يصبح مبتذلًا حينها!"
مشاعر كثير مختلطة، الأكيد؟ مو القراءة الأخيرة لطاهر ✨
للوهلة الأولى بعد قراءة العنوان تظنُّ أنَّ الكتاب حكايةٌ نادرةٌ ، عن مكانٍ منسيٍّ ونادرًا ما يتحدثُ عنه المتحدثون ، لكن عند إقفالكَ صفحته الأخيرة تغيّر نظرتك . كان فقيرًا إلى حدٍّ ما من ناحية الحقائق عن الجنوب ككل . من جهتي الكتاب كرواية غير ممتاز ، كونَه لا يحمل حبكةً يتمحور حولها ، ما يظنه القارئ حبكةً في البداية أن فتًى يحب فتاةً من خارج القبيلة ، فينتظر أحداثًا محتدمة ، لكنه يُخذل . أكثر ما استثارني ، تشكّل سؤالٍ أثناء قراءتي للرواية : ما الانتماء ؟! هل هو للأرض ؟ ثم ما صلتنا بالأرض ! تلك التي ولدنا عليها ! أم التي سكن آباؤنا فيها ؟ هل هو للغة ؟ ثم ما هي اللغة ؟ وما التقاسيم التي على أصلها نتبع فئةً ما مُعرضين عن أخرى ؟ هل هو الدين ؟ ... التقاليد ؟ ... الأنساب ؟ ... سؤالٌ تلوَ آخر ، ثم سيلٌ جارفٌ من التساؤلات . الرواية جميلةٌ في لغتها ، بسيطة ، سلسة ، ومن أجل هذا أنهيتها في يومٍ واحد . ساءتني حقًّا وبشكلٍ مقزز الألفاظ النابية التي تنتشر كالشوك في الورد في هذا الكتاب ، لا أرى بُدًّا في اجتنابها . الرواية ممتعةٌ في انتقالاتها ، استمتعتُ حقًّا باستكشاف جبال زهران من جنوب السعودية ، أقصد استكشافًا ديموغرافيًّا وجغرافيًّا للمنطقة ، ونباتاتها وحيواناتها ، وإن كان بسيطًا ، الرواية تدفعكَ للبحث أكثر ، وهذا كافٍ كشيءٍ جميل . أكثر ما تعجبتُ منه تلك الحقائق عن طريق الساحل .. ! الكاتبُ يحتمل حسًّا صادقًا ، استشعرتُ ذلك . شكرًا طاهر الزهراني .
طاهر الزهراني برأيي ابدع هنا كثيراً .. لكنه لم يبتعد عن جدة ابداً و طريقة سرد جانجي ... كما ان ايضا بعض تفاصيل رواية جانجي كانت شبيهة جدا لهذه الرواية اي لم تنفصل شخصية زهران هنا عن رواي جانجي
الرواية بسيطة جداً لكن عميقة ممتعه بأن ترى زاوية جديدة للجنوب .. كما ان حقبة الزمن في هذه الرواية حكاية اخرى :)
---
عم (خميس ) : ياواد يا حمودة إذا مت خلو المزمار جنب المقبرة عشان اتونس بيكم !
أرى أن هذا العمل أقرب إلى المتتالية القصصية منه إلى الرواية، إذ لا يوجد حدث رئيسي يقوم عليه العمل، وجاءت بعض الفصول لتصف لنا مشاهدات من القرية التي عاشت شخصية العمل فيها. لغة الكاتب كانت بسيطة في عمومها، واستغربت من أن زهران الذي هام بفتاة من قريته، نساها تماما بعد أن نقله والده للعيش مع جده في قرية بعيدة، ولم يذكرها ولو بكلمة، ولم يأتِ ذكرها إلا في أواخر العمل وبصورة عابرة على لسان شحص آخر!
رواية عادية، بالتقييم عطيتها نجمتين.. تستفزني فيها الألفاظ السيئة رغم قلتها لأن وجودها ما كان له داعي .. وأعجبني فيها انها نقلتنا للجنوب وطريقة العيش هناك ..
الكاتب كان عمره وقتها ٣٠ والحين ٣٤ .. نتمنى له مستقبل أروع وهو قادر بإذن الله ،،
قرأتها .. طالعت كل كلمة فيها .. أعجبتني بحد متواضع .. لم تبهرني كثيرا .. أستمتعت بالمفردات التي تعيدني للديرة .. بعض تفاصيلها عشت مثلها في (أضم) .. فيها إلماحات بديعة وفلسفة هادئة .. شكرا طاهر .. وددت أنني عرفت أكثر حول النافذة المضيئة :(
رواية تهاميّة تشبه تهامة التي نراها من الحجاز كثيرا !
الرواية محليّة تنتمي لجبال الجنوب وتهاماتها، وإن كانت تبدأ من جدة ! نُقلت فيها كثير من الصور والمشاهد كما هي، والتي قد يوصف بعضها بالسوقية والشعبية. بطل الرواية: زهران، شاب بسيط لم يكن ناجحا في دراسته تتوالى عليه الأحداث من حي النزلة في جدة ووقوعه في حب فتاة ليست من طبقته فيرسله أبوه إلى جدّه في الجنوب ليكمل دراسته (وهي حجة اتخذها أبوه ليبعده عن حبيبته؛ كما يرى زهران) ويلقى في الجنوب مختلف الأحداث القاسية والغريبة التي لم يعتد عليها...
السرد مقبول ولكني أشعر أن هناك عناصر كانت بحاجة للإكمال !