نبدأ الجزء السادس من وسط المعمعة؛ من الخطبة التي هزت دمشق، أو التي هزّ بها علي الطنطاوي دمشق بعبارة أصح، ويستطرد الحديث -في عدد من الحلقات اللاحقة- إلى قصة الوحدة وقصة الانفصال، ووقفة عند أسباب الانفصال، ثم قصة ذبح علي الطنطاوي التي روّجتها الصحف الناصرية بتفصيلاتها الكاملة. بعد ذلك نعود إلى سلك الذكريات ونستأنف رحلة الشرق التي قطعناها في الجزء الماضي، فننطلق إلى أندونيسيا ونتنقل بين جزائرها ومدائنها، ونتوقف مرة أخرى لنسمع حديثاً تاريخياً عن قصة أندونيسيا؛ مع الإسلام ومع اليابانيين والهولنديين والبريطانيين. ولكن لا يسلم هذا الجزء أيضاً من استطرادات، فنعيش حلقتين مع صلاة الاستسقاء المشهورة أيام الوحدة في الشام، ونقرأ عن واحدة من معارك علي الطنطاوي الأدبية، وفي آخر الجزء ذكريات عن التعليم والمدارس، ثم حلقتان عن القضاة والمحامين. أما الحلقة الأشد تأثيراً فالتي بدأها برثاء شكري فيصل ثم انتقل منه إلى ابنته الشهيدة، بنان، وإذا به يأتي بواحدة من أعظم مقطوعات الرثاء في تاريخ الأدب الحديث
ولد علي الطنطاوي في دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 (12 حزيران (يونيو) 1909) لأسرة عُرف أبناؤها بالعلم، فقد كان أبوه، الشيخ مصطفى الطنطاوي، من العلماء المعدودين في الشام وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق. وأسرة أمه أيضاً (الخطيب) من الأسر العلمية في الشام وكثير من أفرادها من العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال، وخاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتَي "الفتح" و"الزهراء" وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع القرن العشرين.
كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية؛ فقد تعلم في هذه المدارس إلى آخر مراحلها، وحين توفي أبوه -وعمره ست عشرة سنة- صار عليه أن ينهض بأعباء أسرة فيها أمٌّ وخمسة من الإخوة والأخوات هو أكبرهم، ومن أجل ذلك فكر في ترك الدراسة واتجه إلى التجارة، ولكن الله صرفه عن هذا الطريق فعاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها، ودرس الثانوية في "مكتب عنبر" الذي كان الثانوية الكاملة الوحيدة في دمشق حينذاك، ومنه نال البكالوريا (الثانوية العامة) سنة 1928.
بعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، وكان أولَ طالب من الشام يؤم مصر للدراسة العالية، ولكنه لم يتم السنة الأولى وعاد إلى دمشق في السنة التالية (1929) فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس (البكالوريوس) سنة 1933. وقد رأى -لمّا كان في مصر في زيارته تلك لها- لجاناً للطلبة لها مشاركة في العمل الشعبي والنضالي، فلما عاد إلى الشام دعا إلى تأليف لجان على تلك الصورة، فأُلفت لجنةٌ للطلبة سُميت "اللجنة العليا لطلاب سوريا" وانتُخب رئيساً لها وقادها نحواً من ثلاث سنين. وكانت لجنة الطلبة هذه بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقود النضال ضد الاستعمار الفرنسي للشام، وهي (أي اللجنة العليا للطلبة) التي كانت تنظم المظاهرات والإضرابات، وهي التي تولت إبطال الانتخابات المزورة سنة 1931.
في عام 1963 سافر علي الطنطاوي إلى الرياض مدرّساً في "الكليات والمعاهد" (وكان هذا هو الاسم الذي يُطلَق على كلّيتَي الشريعة واللغة العربية، وقد صارت من بعد جامعة الإمام محمد بن سعود). وفي نهاية السنة عاد إلى دمشق لإجراء عملية جراحية بسبب حصاة في الكلية عازماً على أن لا يعود إلى المملكة في السنة التالية، إلا أن عرضاً بالانتقال إلى مكة للتدريس فيها حمله على التراجع عن ذلك القرار.
وهكذا انتقل علي الطنطاوي إلى مكة ليمضي فيها (وفي جدّة) خمساً وثلاثين سنة، فأقام في أجياد مجاوراً للحرم إحدى وعشرين سنة (من عام 1964 إلى عام 1985)، ثم انتقل إلى العزيزية (في طرف مكة من جهة منى) فسكنها سب
جزء جميل.. تميز هذا الجزء كثيرا في أن رأينا فيه الطنطاوي بأسلوب (الرحالة) اثناء سرد رحلته الى اندونسيا .. وهذا راقني كثيرا وكان فيه ترويح للنفس وكأنه أراد ان يبتعد عن سرد احداث واشخاص دمشق و أراد أن يروح عنا ويأخذنا في اجازة صيفية في ذكرايته ، ولكن في النهاية عاد بنا في اخر الحلقات لدمشق واهلها (وعدنا إلا الوطن) وهكذا مصير كل حي أن يعود لدياره.
رثاءه لإبنته في هذا الجزء حضر بقوة ..وبان في مقطوعة نصية طويلة مؤثرة ونقية ومن اعظم واصدق ماقرأت في الرثاء.. (وان كان غالبية نثر وشعر الرثاء صادق مقارنة بغيره)
- اسلوبه الهزلي الذي ورد في اشاعة قتله كان ممتع وطريف
-----------------------
بفضل من الله تم الانتهاء من جميع الأجزاء الثمانية للذكريات وهنا تجدون: قراءة لكتاب ذكريات لعلي الطنطاوي بقلمي: عبدالسلام ... http://a-f-77.blogspot.com/2013/04/bl...
لا أمل حديث الذكريات ... و لا أريدها أن تنتهي ... صارت لي ملاذا آتيه قبل نومي ... و أسير في عوالمه لأخرج من واقع بلدي المرير ... الذي كان كالذكريات ...
في هذا الجزء ... تحدث فيه الشيخ عن رحلته من أجل فلسطين و في أندونسيا خاصة ... ثم عاد ليكلمنا عن تجربته التربوية ... و حاله مع القضاء ... جزء ماتع كما كل الأجزاء....
هذا الجزء ببساطة تاريخ أكثر من كونه ذكريات ، تحدث فيه الطنطاوي عن الإنفصال ( انفصال الشام عن مصر) ، وأسباب الإنفصال ، وتحدث أيضا عن الخطبة التي قالها بعد الإنفصال ، والتي ثار حولها العديد من الشائعات ومن ضمنها مقتل الطنطاوي ، وبعد ذلك كيف ظهر على الناس ليفند هذه الشائعة ويخوض أول تجربة له في (الرائي) ، ثم يعود بنا مرة أخرى نحو حديثه عن زيارته لشرق آسية ، للتعريف بقضية فلسطين ، وهذه المرة يتحدث عن أندونيسيا بوصف رائع وحديث ماتع يتخلله الكثير من المواقف الطريفة أثناء تلك الرحلة ، ثم ينتهي من هذه الرحلة ويقطع سلسلة ذكرياته ويتحدث عن التسلح ( تسلح سوريا ضد إسرائيل) ثم تنتهي الذكريات عند هذا الحد ، ليكمل في الجزء التالي :)
كتاب رائع جدا و يستحق القراءة وخصوصا للشباب الذين في مقتبل العمر حيث يعرض كيف كانت بداية حياته و ما قرأ فيها و يعطي تصور لمن أراد أن يرسم خطة طريق للدراسة والبحث و القراءة بعض الملاحظات التي قد يجدها القارئ بسبب صراحة المؤلف الكبيرة اتمنى الا تكون سبب في العزوف عن الأفكار الجميلة المؤلف سلك مسلك عادلا حيث تكلم عن نفسه و غيره بنفس الصراحة ذكريات المؤلف يشوبها كثير من النسيان بسبب بعد عهد الأحداث عن التدوين لكن جمال أسلوب المؤلف مكنه من اخفاء هذه الاشكالية توقف هذا الجزء عند العام 1930 تقريبا و يليه ثلاثة أجزاء
مازلت أعيش كل شهر مع جزء من الذكريات التي كتبها الشيخ علي الطنطاوي عن ابرز الاحداث في حياته ... مازلت أشعر أنني اعيش معه يوماً بيوم .. صرت أتوقع ردود أفعاله على القضايا التي يطرحها .. شاهدت بعيني و بقلبي كيف تبلورت شخصيته مع الوقت وكيف صار الى ما هو عليه ... عزيزٌ عليَّ فراق الذكريات .. و قد بقي جزآن فقط و تنتهي رحلتي معه .. في هذا الجزء كنا كمن يركب القطار السريع الذي يعلو مرة ويهبط اخرى .. يسرع في مكان و يبطئ في آخر ... يبدأ هذا الجزء بداية قاسية جدا يتحدث فيها الشيخ عن موقفه من ايام الوحدة بين سوريا ومصر و عن اسباب هذا الموقف الذي اتخذه هو و كثير من علماء الشام ... ثم ينعطف قليلا ليروي قصة اغتيال ابنته بنان في المانيا .. و هو ما لم يستطع أن يورد تفاصيله لهول الموقف .. علما انه قد مضى اربع سنوات ونصف على اغتيالها عند كتابة هذه الذكريات .. و لكنه قلب الاب الذي اذا جُرح بموقف كهذا لم يتمكن من الشفاء بسهولة .. ثم يعود لاكمال قصة رحلته الى العالم الاسلامي في المشرق كأندونيسيا وماليزيا و غيرها .. يتحدث هنا عن موضوعين هما الطبيعة الجميلة وتاريخ دخول الاسلام الى هذه البلاد ... يمتد الحديث عن تاريخ هذه البلاد لأكثر من نصف الكتاب ثم يعود الى موضوع اخر لم يتحدث عنه من قبل في الاجزاء السابقة هو موضوع تربية الأولاد وخاصة بناته واحفاده وهو موضوع شيق جدا يليه بعض المواقف من حياته كقاض في المحكمة العليا بدمشق ... كالعادة .. اقتباسات كثيرة في التعليقات .. و كالعادة .. الفراق صعب ٌ دائما ً 💔💔 #علا
لا اعرف ماذا كنت سأكمل البقية من هذة السلسلة،،، مثل ذكرياته السابقة،، كأنها حديث سمر أو فيلم وثائقي يعرض حياة علي الطنطاوي بكلماته..وصوته الذي اسمعه في عقلي اثناء القراءة ...تحدث عن ذكرياته كقاض في محكمة دمشق ودوما وبعض مواقف التي مر بها ،،كانت ممتعة قراءتها ..أيضا رحلته ألى اندونيسيا والهند وباكستان..كان هناك الكثير من معلومات تاريخية التي كنت اجهلها..مثل استعمار هولندا لاندونيسيا .. من الذكريات المحزنة..تحدث هنا بالتفصيل عن حادثة مقتل ابنته..كانت مؤلمة حقيقة..رحمهما الله كان هناك كثير من استطرادات والتي أثرت على تتابع الأحداث الزمني ..
تتمة للجزء الخامس، وافتتاحية بلقاء الشيخ بالظالم الذي دارت عليه الدوائر وأذله الله بعد عزة : عبدالحميد السراج مقالات في الوحدة والانفصال وماقبل فيها وماكان وقتها من حوادث وإشاعات.. ثم الحديث عن فلسطين، وعن القضية، وإشاعة أمرها، وحضّ المسلمين على نصرتها، ورحلة في بلاد الإسلام وصف فيها ما يشوق المسلم لأن يزور مازار، ويرى إخوته في دين الله وحديث عن إحياء سنة الاستسقاء، سبحان من أعطاه الكلمة والقوة والحكمة، لقد لامست الخطبة أرواحًا لم تكن معهم في تلك المعضلة، ولم تجرب ذاك القحط، لكنها جربت قحط القلوب وجفاف أرضها.. فاللهم اسقها غيثًا هنيئًا.. عودةٌ للحديث عن بلاد الله المسلمة، وعن الشعوب التي نسيها العرب، اندونيسيا أنموذجًا، ووصف مختصر لحال أهلها، وأرضها، واستقلالها، ومآسيها، واستعمارها، واعتزازها بعد الذلة، وكثرتها بعد القلّة، ساح بنا الشيخ حتى ظننا أنّا كنا معه، نجول كما جال، ونرتوي من آيات الجمال ما ارتوى. تاريخ يصوغه أديب بفنّه وروعة أسلوبه، فينقل لنا من الشعور مالا يقدر على نقله غيره.. ننتقل إلى ميدان كان فيه رحمة الله عليه فارسًا، فيحدّثنا عن التربية والتعليم، والصدق فيهما، وأسباب النجاح وعوامله حديث مجرّب خبير ناجح، كان ولازال آية في تقريب المعلومة وإيصالها.. ومن بستان التعليم إلى حياض المحاماة والقضاء، ثم الحديث عن التسلح والدعوة إلى ذلك في بلاد الشام، والخطب التي تصف تزعز�� العرب والمسلمين، ومذلتهم، وضعفهم، وهم الذين يملكون مالا تملكه كل الجيوش.. ولا كل الدول. اللهم اجز عنا الشيخ خيرًا، المقالات التي كتبها دفاعًا وحضًّا للدفاع عن فلسطين تُرينا ضعفنا وتقصيرنا. ولاحول ولاقوة إلا بالله
This entire review has been hidden because of spoilers.
حزنتني مقالة إن الشجى يبعث الشجى تكلم فيها عن مقتل ابنته بنان:(
"ما صدقت إلى الآن و قد مر على استشهادها أربع سنوات و نصف السنة، و أنا لا أصدق بعقلي الباطن انها ماتت إنني اغفل أحيانا فأظن إن رن جرس الهاتف أنها ستعلمني -على عادتها- بانها بخير لأطمئن عليها."
يطل علينا الشيخ علي الطنطاوي في الجزء السادس من ذكرياته، وكانت بداية هذا الجزء بحادثة الانفصال بين سوريا ومصر وما صاحبها من أحداث، وكانت خُطب الشيخ عليه رحمة الله قوية وحادة، وخاصةً طريقة مخاطبته لجمال عبدالناصر، لم أرى أديبًا تكلم بهذه الحدة وهذا الهجوم على عبدالناصر علانيةً في عهده، وأعجب من أسلوبه في خطبه، لأنني إعتدت عليه في التلفزيون السعودي شيخًا رقيقًا يتكلم عن شمائل الأخلاق وفضائل العبادات.
وينتقل بعد ذلك إلى رحلته في إندونيسيا، حيث يصور لنا جمالها وخضارها وطبيعتها باسلوبه البديع الفصيح، الا أن تكرار هذا النوع من المقالات يضفي عليها قليلًا من الملل.
ويُنهي هذا الجزء بقصص لطيفة ومسلية عن مواقف حدثت له في القضاء السوري.
في هذا الجزء يعرض الطنطاوي اهم المحطات السياسية والاجتماعية التي كان لخطبه الأثر فيها (كأسبوع التسليح وصلاة الاستسقاء والحجاب وغيرها)، كما عرض لنا مواقف من مشواره في القضاء والثقافة ورحلته إلى اندونيسيا.
أعتبر هذا أكثر الأجزاء عشوائية من الذكريات، فقد حاد الشيخ عن الموضوع الرئيس كثيراً وعاد إليه وإلى غيره مراراً، كما تحدث في مواصيع سياسية عفا على ذكرها الزمان وضاعت أهميتها لبعد الزمان والمكان مما أشعرني ببعض الملل في أحيان كثيرة.
غير أن الملل لا يعني أنني لم أستمتع أو أفد بما قرأت، فهذا الطنطاوي يا سادة!
حديثه عن الشعر الحديث وشعراءه طريف ويا حبذا من يدعوا بدعواه بجرأته.
"إن الإيمان مستقر في قرارة كل نفس ولكنه مغطى، ومن أسرار العربية أن الكفر في أصل معناه هو التغطية والستر. الإيمان موجود ولكن تتراكم فوقه غبار الشبهات، وأوزار الشهوات، وهموم الحياة، حتى يخفى فلا يراه الناس، بل إن صاحبه لا يكاد يحس به، فإن ذكر فذكر نفض عنه هذا الغطاء، وظهر إيمانه واضحاً جلياً."
"يا أيها الناس استغفروا ربكم وتوبوا إليه. وكلما دهمكم خطب أو كان لكم مطلب فمدوا أيديكم وقولوا (يا الله) فإن باب الله مفتوح دائماً. ما لكم تقصدون أبواب اللئام وهي مغلقة في وجوهكم، وتدعون باب أكرم الأكرمين وهو لا يغلق أبداً؟"
الجزء السادس من الذكريات، جزء رحلة الشرق وجزء القضاء. استمعت كثيرا بحديثه عن رحلته إلى إندونيسيا التي كانت من أجل فلسطين، وإن كانت أكثر حلقات الرحلة منقولة من كتابه عن إندونيسيا.
لو سلم من تشعب الأحاديث فقط لاستحق هذا الجزء تقييمًا أعلى. رحم الله الشيخ الطنطاوي.
رائع كالأجزاء السابقة، أكثر ما أعجبني في هذا الجزء توثيق رحلاته الطويلة نحو الشرق بأسلوب ممتع، وخصوصا إندونيسيا، وأحاديثه المتفرقة حول التعليم و القضاء
تحدث الشيخ في هذا الجزء عن ابنته بنان رحمها الله وعن اغتيالها الآثم ، كتبها بحروف مبكية وبنفس مكلومة رحمهم الله جميعاً وتحدث الشيخ كذلك عن الوحد مع مصر والانفصال الذي أعتقبها ..
بعد الانتهاء من الأجزاء الثمانية من ذكريات علي الطنطاوي استطيع ان اقول ان تقييم الناس ليس بالضرورة دليل على جمالية الكتاب واعطي هذه الذكريات نجمتان ونصف من خمسة والاسباب كالتالي
كان بالإمكان جعل الذكريات في اربع مجلدات اي نصفه فعندما تجد وخصوصا في آخر المجلدات إعادة واجترار وتكرار للذكريات من جديد
وتجد بعض الحلقات اشبه بالمقالات بل هي مقالات صحفية اكثر منه ذكريات فيصيبك السأم والملل
وإني اضع علي الطنطاوي في مصاف الأدباء لكن بدأت اشك في قوله بقراءته عشر ساعات في سبعين سنة لكنه لا يبدو ذلك من افكاره وكلامه الطويل في هذه الذكريات فهو لا يبدو مفكراً على الإطلاق رغم ايضاً كمية الأدباء والعلماء والشخصيات الرائدة في القرن العشرين الذي تتلمذ على يدهم او قابلهم او جلس في مجالسهم
هل كان متواضعاً في كتابته؟ لا اعلم
ربما لو قرأت الذكريات في فترة سابقة لوقعت في نفسي الكثير
أنهيت من هذا الكتاب ومجلد الذكريات قد قارب على لانتهاء ، عندما تقرأ لكاتب صادق وتعيش معه أيامه من صباه إلى شيخوخته ذكرياته مع أهله وبناته حين تعيش معه ويشعرك الكاتب بأنك من أهله ، هذه الكتب كنز حقيقي لمن يريد أن يعرف عن الشام وأهلها وطبيعة الثقافة وقيمتها وأهمية العلم في ذلك الزمان والإسلام الحقيقي الذي كان أهل الشام يمثلونه ، هذا الكتاب تحدث عن ذكريات الكاتب في زمن الوحدة والانفصال تحدث عن رحلته الى المشرق الأقصى و مقالته عن مقتل واستشهاد ابنته في ألمانيا من صدقها جعلتني بصدقها عاطفة أب فقد ابنته أجهش بالبكاء حقاً رحمها الله وأسكنها وأباها فسيح جناته
مازال لحديثه إمتاع ولسرده حلاوة ً برز في هذا الجزء الطنطاوي الرحالة .. رغم أن ذكرياته في سرد رحلاته الخاصة بقضية فلسطين لم ترق لي أو بالاصح لم أجد بها متعة إلا أن رحلته لإندونيسيا كان جميلة ومبهجة من وجهة نظري حلقات اخرى متفرقة كان جميلة ورائعة .. رحمه الله