" يدرس وزير الثقافة المصري السابق الدكتور شاكر عبدالحميد في كتابه الجديد ""الدخان واللهب"" العلاقة بين الإبداع والاضطراب النفسي، في محاولة لفهم العوامل التي تدفع بعض المبدعين إلى الوقوع أسرى الاضطراب العقلي."
عمل سابقاً أستاذا لعلم نفس الإبداع بأكاديمية الفنون بمصر.ونائباً لرئيس الأكاديمية في الفترة 2003 - 2005. شغل سابقا منصب عميد المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون بمصر. متخصص في دراسات الإبداع الفني والتذوق الفني لدى الأطفال والكبار وله مساهمات في النقد الأدبي والتشكيلي أيضا.
مؤلفاته
* العملية الإبداعية في فن التصوير 1987. * الطفولة والإبداع - خمسة أجزاء 1989 * الأسس النفسية للإبداع الفني في القصة القصيرة خاصةً 1996 * الأدب والجنون 1998. * التفصيل الجمالي 2001. * الفكاهة والضحك - رؤية جديدة 2003. * عصر الصورة - السلبيات والإيجابيات 2005. * الخيال من الكهف إلى الواقع الإفتراضي 2009.
كما ترجم كتابين :
* الأسطورة والمعنى1986 * بدايات علم النفس الحديث 1986 * العبقرية والإبداع والكتابة 1993. * سيكولوجية فنون الأداء 2000 * الدراسة النفسية للأدب 2001 * معجم علم العلامات 2001
ويقول توماس كارليل "تتأرجح الروح العظيمة بين القمم الشاهقة والأغوار العميقة"
ويقول دوستويفسكي " إن ارادة الانسان الحرة غير المقيدة وميوله الخاصة أيا كانت درجة اندفاعها أو تهورها وتخيلة الخاص الذي يتأرجح أحيانا فيصل به إلى مشارف الجنون هي أفضل وأعظم ما يمتلكه هذا الإنسان"
هذا المقولات تلخص هذا الكتاب المثري الذي يتناول العلاقة الغريبة والمثيرة للجدل بين الابداع والاضطراب العقلي والذي بذل فيه كاتبه جهد كبير
تحية اجلال وعظمة لكل تلك الأرواح المعذبة التي اصطلت بنار الهوس والاكتئاب والاضطرابات النفسية لتنتج لنا فنا عظيما خالدا
الكتاب ثري بالفكر والمعرفة، كل شي في هذا الكتاب هو مثير للقراءة. البداية من العنوان " الدخان واللهب"، وتساءلت لماذا سمي الكتاب بهذا الاسم؟ حتى وجدت جواب المؤلف قائلاً: ان عنوان الكتاب مستلهم من إشارات وردت فى كتاب ميشيل فوكو عن تاريخ الجنون استعرض فيها جهود طبيب وعالم أعصاب بريطاني هو توماس ويليس كان يعيش خلال القرن السابع عشر، وكان يشبه الاكتئاب بالدخان والهوس بالنار، فالاكتئاب يهبط على الروح فيخنقها كالدخان أما الهوس فيطلق طاقاتها أحيانا على نحو يتجاوز الحدود.
يشمل الكتاب ستة فصول، الفصل الأول تاريخي فلسفي، تم خلاله استعراض تاريخ الاهتمام بالأمراض النفسية المرتبطة بموضوع الكتاب منذ أفلاطون وأرسطو وغيرهما وحتى الآن، والفصل الثاني بعنوان "الكلب الأسود" وهو المجاز الذي كان الزعيم البريطاني ونستون تشرشل يستخدمه للإشارة إلى الاكتئاب، حيث كان يشبهه بالكلب الذي ينهش القلب والجسد، مع استعراض لأهم أعراض الاكتئاب والهوس وعلاقتها بالإبداع.والفصل الثالث عن المخدرات والانتحار وارتباطاتها بالاضطرابات النفسية والإبداع أيضا، والفصل الرابع هو الذي عدتُ قراءته مرتين، الاولى لأجل فان جوخ، والثانية لاستمتع بالطريقة التي استعرض بها المؤلف لحياة فان جوخ وفنه وامراضه ومعاناته، ورسائله الفصل الاهم والاكبر والذي تجاوز اكثر من 100 صفحة. وبعدها ينتقل الكاتب لفصل اخر وكان عن حالات الفصام وشبه الفصام. واما الفصل الاخير وهو السادس، تحت عنوان قمم شاهقة وسفوح عميقة، استعرض بعض حالات المبدعين امثال شوبان وهمنجواي وسلفيا بلاث وفرجينيا وولف وستايرون.
كمية المعلومات داخل الكتاب تجعلك ترجع لقراءة اكثر من مرة، الجهود التي بذلها المؤلف وهو غني عن التعريف واضحة جداً، فهو يظهر لنا فيه مدى سعة معرفته واطلاع صاحبه، ومدى وفرة وأناقة وأصالة أفكاره.
هناك عشرات الأسباب تدفعنا لقراءة هذا الكتاب لكنني أكتفي بذكر سببين فقط.
1. يخلص الكتاب بلغة غير قطعية إلى أن الشر أكثر إبداعا من الخير، لأن أغراض الإبداع المتمثلة في الكتابة أو الرسم قد تكون واضحة فقط بالنسبة لمتوسطي القدرات، أما ذوي القدرات المرتفعة فهم يكونون عادة في صراع مع انفسهم واحلامهم وهو صراع لايموت ابدا إلا بموتهم. 2. المجالات الإبداعية موبوءة بالامراض النفسية أكثر من غيرها،
فالشعراء والروائيين يقضون وقتا أكبر من حياتهم وهم يعانون، يلجأ بعضهم بتنفيذ فعل تدمير الذات العنيف والانتحار.
الجنون عبارة عن نقص حاد ونشط في إنتاج المعنى.
أذكر أنني قرأت لباموك كتابة الروائي الساذج والحساس الذي عقد فيها مقارنة بتجربة الكتابة بين الروائي الساذج والروائي الحساس، وبحسب تعريف باموك عن الروائي الساذج هو الذي لا يشغل نفسه في الجوانب الفنية في كتابة الرواية، بينما على العكس من الروائي الحساس الذي يولي بالغ الاهمام للأساليب الروائية.
لكنني قبل هذه اللحظة لم تصلني فكرة باموك على النحو المطلوب، إلا عندما قرأت كتاب اللهب والدخان للراحل شاكرعبدالحميد. لقد تبين لي أن جوهر الاختلاف بينهما في كون الروائي الساذج يقوم بخفض قدر الإمكان من يقظة الوعي، والتنشيط بفدر الإمكان للعقل التهويمي والتخييلي كانه يطلب العون من القوى الكامنة وراء الطبيعة، مستعينا بذلك لا بالعمل والدراسة الطموحة كالروائي الحساس، بل بالمعينات الحسية والطقوس (المعينات الحسية هي استثارة الشغف أو الإبداع بممارسة طقوس كتابية وقد تختلف من كاتب إلى آخر) لكني أعتقد أن الامر يتجاوز كونها معينات حسية فهي أشبه بنوع من الاستثارة الذاتية للطاقات الداخلية المرتبطة بهرمونات البهجة الدوبامين، مع ما يصاحب ذلك من زيادة في عمليات التركيز والانفتاج على عوالم الخيال. قد يحدث ذلك بقصد أو من دون قصد الكاتب، إلا انه غالبا ما يحدث وفق طرق قاسية كالإصابة بالأضطرابات النفسية والإدمان وغيرها، وهنا تحديدا يحاول الكاتب تسديد الضوء على أكثر منطقة مجهولة وغامضة ... رأس المبدع !
أيضا الجدير بالذكر هو ان الكاتب أفرد فصلا ضخما في الكتاب رصد العوامل التي ساهمت في تكوين فان جوخ، وكيف أن الاضطرابات النفسية ضاعفت الحالة الابداعية لديه.
هل يدفع المبدع ضريبة إبداعه ثمناً باهظاً يودي ب حياته ؟ هل الإبداع يؤدي إلى الجنون ؟
يتحدث الكاتب د.شاكر عبد الحميد في كتابه " الدخان واللهب" عن قضية الإبداع و إقترانه ب الجنون ، بأسلوب شيق و سلس .
ينقسم الكتاب إلى ست فصول : 1- الفصل الأول ، وفيه الكاتب يستعرض مدخل تاريخي عن فكرة الدخان واللهب لغوياً عند العرب و الإغريق . يتحدث د.شاكر عن فكرة الهوس أو "الجنون المقدس" _ طبقاً ل أفلاطون _ والذي بدوره يعتبر نوع من التلبس الذي يحتل نفس المبدع كمنحة من السماء . إذا تخطى المبدع حدود الهوس فيؤدي به إلى إضطرابات نفسية .
2-الفصل الثاني يتحدث فيه الكاتب عن الإكتئاب أو الكلب الأسود و أنواعه و كيفية حدوثه و تأثيره على نفسية الإبداع.
3- أما الفصل الثالث فهو عن الكحوليات و المخدرات ، فيدحض فيها الكاتب القول المزعوم بأن للكحوليات و المخدرات تأثير إيجابي على طاقة الإنسان الإبداعية ، مستنداً بدراسات و أبحاث حول التأثير الخطير لها على صحة الإنسان .
4- وفي الفصل الرابع ، فهو عن فان جوخ ،و حياته، و نشأته ،و علاقاته بالمحيطين به ،و أسلوب رسمه وتشخيص حالته التي حيرت أطباء كٌثر ، فهو مثال صريح ل فكرة الكاتب عن الإبداع و اقترانه ب الإضطراب النفسي .
5- الفصل الخامس عبارة عن الفصام وأنواعه و الفرق بينه و بين شبه الفصام ، ويجيب الكاتب عن هذا السؤال : هل كل مبدع يعاني من فصام ؟
وختامه الفصل الأخير هو سرد ل نماذج و قصص حقيقية لمبدعين عانوا من الهوس_اكتئاب و الإكتئاب ، و لقوا حتفهم مثل الرسام البريطاني لويس وين صاحب لوحة " حفلة الكريسماس القطط" ، والكاتبة سيلفيا بلاث صاحبة رواية "الناقوس الزجاجي"
"فالإبداع قد يكون بوتقة للبهجة أو غابة للحزن ، قد يكون دخاناً وقد يكون لهبًا لكنه ، وفي أغلب الأحوال، يجمع بين النقيضين"
كتاب الدخان واللهب عن الاضطراب النفسي والإبداع، ٣٥٠ صفحة لدكتور شاكر عبد الحميد
كتاب مهم ومفيد وممتع جدا . بيستعرض تاريخ ظهور مصطلح الدخان واللهب وتشبيههم بحالة المبدع النفسية من اكتئاب و نشاط زائد واراء المفكرين والفلاسفة وعلماء النفس في فكرة الإلهام للفنان بداية من أفلاطون حتى القرن العشرين . بيوضّح علاقة المبدعين بالمخدرات والكحول وأثرها على المدى القصير والبعيد ، الكتاب مخصص جزء كبير منه حوالي ١٠٠ صفحة عن حياة فان جوخ واضطراباته النفسية والعقلية وإبداعه ومعاناته وجزء من رسائله إلى تيو اخوه. وفي الاخر بيقدم نماذج من مبدعين مهمين كانوا مصابين بأنواع مختلفة من الأمراض النفسية أو العقلية ورغم كده نجحوا يقدموا إبداعهم منهم على سبيل المثال همنجواي وفيرجينيا وولف وسترندربرج والعالم جون ناش وغيرهم .
كل ده تم تقديمه بشرح وافي في كل جزء فيه ومع كم كبير من اقتباسات من كتب مهمه ومفكرين مهمين ونماذج من مبدعين في مختلف اتجاهات الفن من كتابة وموسيقى وفن تشكيلي أو علماء حتى ، الحقيقة أن الكتب التحليلية أو الدراسة قلما أنها تكون مفيدة وممتعة وبدون اي ملل زي الكتاب ده .
أجمل ما في الكتاب في ظني هو مساحة السرد عن علاقة الاضطرابات النفسية بالإبداع والفنون دون الانزلاق للحكم على تجارب الفنانين المذكورين خلال السرد والأمثلة رحم الله الكاتب وجازاه عن عمله وجهده خير الجزاء
الدخان و اللهب للكاتب شاكر عبدالحميد يقع في ٣٤١ بدون المراجع
يتحدث الكتاب عن مرض الهوس-الاكتآب و يحمل مصطلحات عديدة في الطب النفسي اي ان الكتاب يدور في علم النفس في هذا الكتاب ذُهلت بمعلومات عديدة عن اشخاص قد قرأت عنهم ولم اعلم يوماً بأن نهايتهم كانت مأساوية تحدث الكتاب عن فان غوخ الفنان المفضل و تحدث عن حياته بالتفصيل و لم اعلم يوماً ان له اخاً وُلد قبله و سُميَ بإسمه ولكنه قد مات وهو مولود وهنالك المزيد ايضاً ف�� هذا الكتاب حيث تحدث عن دوستويفسكي قليلا و عن بتهوفن فقد كان يؤلف معزوفاته في الصيف و يعزفها بالشتاء .
هنا ستنهي هذا الكتاب في فهم كامل لعلاقة الابداع بالاضرابات النفسية اشعر ان تلك الجمله في نهاية الكتاب تلخص لنا مضمون هذا الكتاب :فالابداع قد يكون بوتقة للبهجة او غابة للحزن قد يكون دخاناً و قد يكون لهباً لكنه و في اغلب الاحوال يجمع بين النقيضين و يوجد في المنزله الواقعة بين هاتين المنزلتين : البهجة و الحزن السرور والكآبة المتعة و الالم ،اللهب و الدخان.
عموماً قصة اسم الكتاب جداً جميلة اذا اردت اقتناء هذا الكتاب ستعرفها
اقتباسات من الكتاب:
-ولسوف يأتي الضوء بعد ذلك (فان غوخ)
-كي تنفذ العمل بسرعة ودقة ينبغي ان تقوم بالاعداد له بعناية بالغة
-ان التنفيذ السريع يتطلب سنوات طويلة من الاعداد
-نحن الفانين في المجتمع المعاصر لسنا سوى جرار مكسور و الجرار المكسور يصعب اصلاحها (فان غوخ)
-انا افضل التوازن الاصطناعي على عدم التوازن على الاطلاق (جان كوكتو).
كتاب دسم لأبعد الحدود ولكنه ليس بممل. الكتاب يحتوي علي فصل كامل يتكلم كاتبه فيه عن حياة فنسينت ڤان جوخ بالتفصيل الدقيق وقد كان اكثر الفصول متعة بالنسبة لي الكتاب في مجمله يتحدث عن مدي ارتباط الابداع بالاضطرابات النفسية وانه يكاد لا تخلو حياة احد المبدعين او العظماء الذين تركوا اثرهم في التاريخ الا وقد مر بضائقة نفسية كادت ان تودي بحياته
موضوع الكتاب جميل و مليان معلومات مهمة، بس بجد هو محدش راجع الكتابة؟ ممكن يعيد نفس المعلومة ٥ مرات في صفحتين (خصوصا الجزء المتعلق ب فان جوخ) و اوقات كتير يعيد المعلومة غلط أصلا، بجد لخبطني و حسيته first draft و اتطبع عشان مفيش وقت يتراجع كان ممكن يبقى احسن من كده ب كتير
عن الإبداع والاضطراب النفسي. هذا ما صدر الكاتب به كتابه. ولكن فى الحقيقة ما وجدته فى الكتاب هو نماذج من المبدعين أصحاب الاضطرابات النفسية. لعل المشكلة في فهمى أنا وتوقعى. توقعت أن يتناول الكتاب علاقة الإبداع بالاضطراب النفسي، ولكن وجدت نماذج فقط من المبدعين من غير الإشارة إلى إبداعه نفسه وكيف أثر عليهم الاضطراب النفسي. شعرت بالإحباط بعدما شحنت الكتاب من مصر إلى دبي وفى النهاية وجدته هكذا.