كتاب يبحث عن المتمرد في حياة عدد من الفلاسفة والادباء والفنانين ابرزهم كولن ويلسون، برنارد شو، يوجين يونسكو، رامبو، ألبير كامو، دوريس ليسنج، تروتسكي، سلفادور دالي، هنري ميللر، عبد الرحمن منيف وآخرون. والكتاب يتناول الهدف الذي يسعى اليه الانسان المتمرد، حيث يعلن ألبير كامو "أنا متمرد إذا أنا موجود".. من هو الإنسان المتمرد؟ إنه الإنسان الذي يقول "لا"
اسم الكتاب : المتمردون اسم الكاتب : علي حسين نوع الكتاب: مقالات أدبية التقييم : 5/5 🌟🌟🌟🌟🌟
📚📚📚📚
بهذا الكتاب أكون قد قرأت جميع كتب الرائع علي حسين ما عدا (غوايات القراءة) الذي أدخره عن عمد لإيام عجاف تسبح في فلك الاحتمالات.
بصراحة، أشعر أحياناً بالإشفاق على أصدقائي و زملائي المولعين بالقراءة، الذين لم يقرأوا لعلي حسين بعد. ليس السبب ان كتبه فائقة الإمتاع وذات قيمة فقط. وإنما أمام النوبات العرضية لإحساس اللامعنى والشعور باللاجدوى من القراءة والقنوط منها.
هو يعطيك اليقين بأن قراءة الأدب والفكر هي حياة وبعث مستمرين للقراء.ويتيقن بأن قراءة الأدب والفكر والعكوف على الكتب هي ممارسة من صميم الحياة شعوراً وتجربةً و عقلاً و إدراكاً.
--------------------------
عادةً ما يشبه القراء علي حسين بأنه مانغويل ولكني أقول بأنه كيوبيد يضربك بسهام الحب الافتتان بالقراءة والفكر والمؤلفين من حيث لا ترى. هو كاتب (لطيف) بالمعنى اللغوي الدقيق وليس الدارج، تشعر بأثره ويملأ عليك عقلك ولكنك لا تجده حاضراً فعلي حسين هو الغائب الأكبر في كتبه لا تجده حاضراً في النص بآرائه أو تأملاته أو يومياته. هو بمثابة (محضر خير) بينك وبين الكتب و الكتّاب.
في جميع كتبه يمارس علي حسين غوايته لقارئه وسطوته عليه. ما يميز أسلوبه هي النغمة واللحن الحكائي في عرض أفكار الكتّاب و إيصال شعورهم ونقل تجربتهم .لديه مهارة بارعة في وضع الاقتباس المناسب من لسان الكاتب نفسه وسط السطور.
أستاذ علي حسين صاحب أسلوب سلس عميق محبب للقلب.. فضلاً عن أن المواضيع التي يتناولها في كتبه ذات قيمة ومعنى لكل محب للأدب والقراءة من خلال تناوله لكتب وكتاب في دروب ومناحي مختلفة من بينها هذا الكتاب الذي يسير فيه على نفس درب كتبه السابقة ولكن بتناول نوع آخر من الكتاب وهم "المتمردون" -السائرون ضد التيار من الكتاب- وأعمالهم وفلسفاتهم وظروف نشأتهم التي كان لها بالضرورة دوراً في وصفهم بالمتمردين.. الكتاب، بالإضافة إلى كل كتب الأستاذ علي حسين، يوصى به.
" اننا نريد ، ما دامت هذه النار تلهب الدماغ ، ان ننغمس في لجه الهاويه أكانت جحيما ام سماء ، في لجه المجهول ، من اجل اكتشاف الجديد." آرثر رامبو
لم يكتف علي حسين في هذا الكتاب بعرض فلسفة الفلاسفة المتمردين فقط ، إنما أحاطنا علما بنشأتهم التي غالبا ما كانت المحرك الأول لتبلور فكرهم، بداياتهم و تأثرهم بمن سبقهم من المفكرين و الفلاسفة، لنشهد بحواسنا كلها توهج الفكرة في رحم الظلمة و المعاناة.
من خلال مختلف محطات هذا الكتاب القيم نلاحظ أن جل هذه الوجوه تنتمي إلى زمن الحرب سواء الأولى أو الثانية أو كلتيهما. و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على وقع الحرب و ما تحدثه من ثورات ليس فقط على المستوى الاجتماعي و إنما على المستوى الفكري، و كيف أن الإنسان يحاول أن يقف صامدا في وجه هذه الأزمات بل و يحاول التمرد عليها بوعيه و فكره أولا ثم بقلمه. و يحصل أن يكون التمرد على العادات و الأعراف، على المجتمع و قيوده و أيضا على الدين.
كسابقه من المؤلفات، يؤكد علي حسين للقارئ أنه أمام كاتب و قارئ فذ ملم بشتى أنواع الكتب و مؤلفيها بل و حتى الظروف التي عرفت خلالها هذه الكتب نور الحياة. و ما راق لي أكثر في هذا الكتاب أن في كل فصل لم يتناول علي حسين كل شخصية على حدة إنما حاول أن يتحدث عن شخصيتين أو أكثر و ذلك بوصف العلاقة التي كانت قائمة بينها سواء تأثير و تأثر، صداقة و انتقاد و حتى عداوة و غيرها من العلاقات . و حتى بين الفصول توجد شخصيات مشتركة جعلت الكتاب يبدو و كأنه قطعة واحدة مما يشعر القارئ أنه في منتدى كبير تحضر فيه كل هذه الوجوه من المثقفين المتمردين ليستمتع بأصواتهم الجهورية و هي تتحدى بغضب الحياة.
بعد قرائتي لكتب علي حسين "سؤال الحب" و"في صحبة الكتب" توقعت ان الكاتب قد قال كل ما عنده. بس بعد فترة تفاجئت بكتابه "لماذا نقرأ الكتب المملة" حسيته بدأ يدخل بعمق اكثر ويتحدث عن مواضيع اعقد بس بطريقته السلسة نفسها في الطرح. وهذا الكتاب ايضاً كتاب يتناول كتّاب وكتب معقدة بطريقة سلسلة ومبسطة وممتعة حيث انتقل من الحديث عن الروايات والقصص وكتّابها في كتبه الاولى الى الحديث عن الفلسفة والروايات الفلسفية في كتبه الاخيرة وخصوصا هذا الكتاب.
علي حسين هو احد المؤلفين اللي ارجعلهم كل فترة حتى استمتع واكتشف معلومات اكثر عن الكتب وعن متعة القراءة.
مقالات مترابطة عن كتاب و فلاسفة و فنانين تمردوا على ثوابت مجتمعاتهم و شكلت انتاجاتهم الإبداعية علامة فارقة داخل الثقافة الإنسانية. ملاحظة هناك خطأين لم يتم الانتباه لهما: عزدما أشار إلى فابيوس و هانيبال في حرب طروادة مع العلم لن هذه الأخيرة في آسيا الصغرى و كانت قبل الصراع الروماني القرطاجي بمئات السنين و أيضا كتابة ان جان جنيه دفن في مدينة العريش في المغرب و الصواب مدينة العرائش.
علي حسين دائما يبهرني بأسلوبه التحليلي لافكار جميع المبدعين الذي ذكرهم ،من خلال حديثه عن كل شخصية و ذكره لكثير من احداث الروايات و تفاصيل حياة كلا منهم ، لمست من خلال قراءتي للكتاب ان اكثر المتمردين كانوا متأثرين بأحد الفلاسفة و كأن الفلسفة كانت بداية او رمز لتمرد . كتاب رائع سيفتح شهيتك لاستكشاف الكثير من الكتب المميزة .
في ظل الاستعباد و الهياكل القامعة و الاستبداد الرأسمالي و الديني و السياسي و الشركات الاحتكارية و الأنظمة الذي تدفع الإنسان للاغتراب و الاستلاب، ما على الإنسان الرد إلا بالتمرد. على المتمرد أن يقول لا، أن يكون رافضا للاستحمار و العبودية الحديثة بشتى أنواعها، أن يفعل و يتحرك ليثبت وجوده، أن يحترق و يتجدد دوما، و أن يناضل لأجل تفرده و حرية ذاته و الآخرين.. أن يرنو لمجتمع أكثر إنسانية، فيه تناغم بين الفرد و الآخر و الطبيعة، بعيدا عن الأوهام و القوالب المفروضة و الموروثة. المتمرد مرادف للمبدع، له حاجة للخلق، لابتكار عوالم و مفاهيم، للحلم و الخيال، هو مملوء بالاسئلة الذاتية و العامة و الوجودية، لا يعرف نهاية أو حدود، وفي داخله رفض كامل للواقع الاجتماعي المفروض عبر السلطات بكامل أنواعها. يرفض أن يداس و يسجن في منظومة العمل و الاستهلاك و الإنتاج، و أن يصبح هذا الكوكب الجميل مجرد سوق للبيع و الشراء، و أن يصير البشر مجرد عبيد آليين و تصبح الطبيعة مجرد وسيلة. فالجبن هو أن تقبل العيش في ظل الخواء و الدونية و أن ترى إنسانتيك تتلاشى، الجبن هو الخوف من مواجهة الفوضى و السقوط، و الإنسان الحر يعلم أن السقوط و الفوضى ضروريان للقيام و لإثبات مثله الأعلى الخاصة. هو ليس بمتفرج سلبي لعجلات التاريخ، ولا بأسير أوهام و وعود من العالم الآخر، بل يعلم أن وقته الآن، و أن عليه أن ينهض و يلعب أجمل النغمات عبر غيثارة وجوده، و يعلم أن الحياة طوْع إرادة من يجرؤ، و الموت هو الموت كسقراط في وجه السادة و الدهماء. أن يقرأ رامبو، بروتون، لوركا، كازانتزاكيس، آلان غينسبرغ، جاك كيرواك.. و كل ما يعرف بأدب القاع و الحضيض. و أن يجعل مكانة خاصة في قلبه و عقله لكل من ديوجين و سبينوزا و نيتشه و ماركس و ماركوزه و دولوز و بيتلر... فلا شيء جعلني أسرف في الحرية كقراءتي لأمثال هؤلاء، كأنها ولادة جديدة. أن يكتب شعرا ساخطا، و يشرب النبيذ و يلعن الحكام و أبناء الحكام و الملوك و الرأسماليين و رجال الدين و البرجوازيين و قيمهم و الفاشيين، أن يشاهد و يصنع سينما تحررية، و يسمع أغاني يرفض عرضها في القنوات الوطنية، و يرقص كزوربا.. أن ينظم جمعيات و منظمات تنشد الحرية و الإنسانية بكل الوسائل، و ينصر العمال و المضطهدين و الأقليات و المنبوذين.. و أن تكون عدته النضال و الحب و العمل، فهو دوما يبصر شعاع أمل يمتد فوق الأرض و ثورة حقيقية تلوح في الأفق. الإنسان الحر إنسان متمرد. حر إزاء نفسه و الوجود، متمرد على نفسه و الوجود رغم العدم. هذا الكتاب تحفة، كجميع كتب علي حسين، مليئ بالمعرفة و الشغف، و تفاصيل عن شخصيات تدب فيك لذات مثالية و أفكار منقطة النظير.
يقدم هذا الكتاب، الذي تم إعداده بدقة متناهية، دراسة طموحة للتمرد الفكري من خلال دراسات متعمقة لمفكرين وكتاب وفنانين مؤثرين تحدوا المعايير الراسخة عبر مختلف العصور والثقافات. مستندًا إلى المقولة الوجودية لكامو ”أنا أتمرد، إذن أنا موجود“ باعتبارها ركيزة فلسفية ويبني حسين حجة دقيقة تضع التمرد ليس كدافع مدمر بل كإصرار إنساني أساسي - الشجاعة الأخلاقية والفكرية لرفض الظلم والنفاق والتقاليد غير المدروسة.
يشمل نطاق الكتاب الواسع عمالقة الفكر الغربي مثل ألبر كامو وجان بول سارتر وبرنارد شو إلى جانب أصوات عربية محورية مثل الروائي العراقي عبد الرحمن منيف، مع التركيز بشكل متعمد على المتمردات اللواتي غالبًا ما يتم تجاهلهن، بما في ذلك فرانسواز ساغان ودوريس ليسينغ ومارغريت أتوود. من خلال هذه الصور المختارة بعناية، يطور حسين تصنيفًا متطورًا للتمرد يميز بين مجرد التمرد على المألوف وعدم الامتثال المبدئي الذي يدفع التطور الثقافي الحقيقي. يعمل كل فصل كدراسة سيرة ذاتية واستقصاء فلسفي، يكشف كيف حولت هذه الشخصيات المواجهة الشخصية مع السلطة إلى إنجازات إبداعية أو فكرية دائمة.
تتجلى براعة حسين الصحفية في قدرته على توليف الأفكار المعقدة في روايات جذابة، مما يجعل المفاهيم الفلسفية الجوهرية سهلة الفهم دون تبسيط مفرط. يتنقل النص بسلاسة بين التفاصيل السيرة الذاتية الحميمة والآثار النظرية الأوسع نطاقًا، مما يخلق تجربة قراءة متعددة الأبعاد تعمل في وقت واحد كتاريخ فكري ونقد ثقافي ورسالة فلسفية. ويثبت هذا النهج قيمته بشكل خاص في معالجة المهمة الثانوية للكتاب والتي لا تقل أهمية: العمل كدليل تمهيدي قد يقود القراء إلى اكتشاف الأعمال الأصلية لهؤلاء المفكرين المتمردين.
من الناحية النقدية، يتجنب حسين إضفاء الطابع الرومانسي على موضوعاته، ويقدم تناقضاتها وتعقيداتها بتحليل واضح يقر بعبقريتها وعيوبها البشرية. لا يظهر المتمردون كرموز خالية من العيوب، بل كشخصيات غير كاملة بالضرورة، تكشف نضالاتهم ضد أشكال مختلفة من القمع - سواء كان سياسيًا أو اجتماعيًا أو فنيًا - عن العمل الصعب ولكن الضروري للحفاظ على النزاهة الفكرية. تضفي هذه المنظور المتوازن مصداقية وعمقًا على العمل، مما يميزه عن المعالجات الأكثر تقديسًا لموضوعات مماثلة.
لا يقدم حسين سلسلة من السير الذاتية فحسب، بل يقدم أيضًا مجموعة أدوات للمقاومة المعاصرة - وهو دليل على أن قول ”لا“ للأنظمة القمعية يشكل الخطوة الأولى في قول ”نعم“ للإمكانيات البديلة. تكمن القيمة الدائمة للكتاب في هذه الوظيفة المزدوجة: كسجل للتمردات الماضية وكدليل للمشاركة الثقافية في الوقت الحاضر.
تعجبني الكتب التي تفسح مجالًا للحديث حول المفاهيم المطروحة في الأدب، وتتحدث عن تأثيرها وانعكاسها على الواقع، لأننا على المستوى العام لا يزال من الصعب على الكثير فهم أهمية الأدب ودوره في تغيير الواقع، حتى في طرق التغيير ذاتها لا يزال مفهوم الحراك التدريجي غير وارد .
في هذا الكتاب، يطرح مفهوم التمرد في الأدب الغربي، الذي كان يوصف رواده من الأدباء بجيل الغضب، وهو الجيل الذي شكل الأساس للحداثة الغربية، ويقدم المؤلف شرحًا وافياً لجوانب الحياة التي أثرت على كل من هؤلاء الأدباء والمفكرين والفنانين، وعن الأسباب التي كانت تؤرق تفكيرهم، وعن محاولاتهم لإيجاد المعنى وأساليبهم في التعبير عن فردانيتهم وتوقهم الصادق للحرية.
كما تناول الكتاب إهتمامات هذه المجموعة من الرواد التي كانت تعنى بقضايا مختلفة، لكن السعي كان بالنسبة لهم جميعًا هو نيل الحرية الفردية، والتخلص من البنية الاجتماعية الجامدة، وتسليط الضوء على الواقع السريالي الذي كان يؤول للتناقض والعبثية وسحق الفردانية، أيضا كان الهدف هو الاحتجاج على الأنظمة السياسية التي كانت تتغذى على الحروب ومعاناة الناس.
لم يقدم الكاتب دراسة أدبية عميقة أو تحليلًا نظريًا كما في كتاب اللامنتمي، لكن أسلوبه سلس وممتع، ويثير النقاشات، ويعرض جوانب متصلة بمفهوم مهم جدًا، لذلك يستحق التقدير كون المؤلف علي حسين قارئًا نهمًا، يملك أداة لتوسيع النقاش حول الأدب وربطه أكثر بالواقع ويلفت النظر لنوع قيم من الأدب .
ظل كولن ولسون طوال حياته يؤمن أن على الكاتب أن يبقى متمرداً: «لو منحوني أي شيء، مثل جائزة نوبل في الأدب، فسوف أجدها صراعاً بالغ الصعوبة لأنني سوف أرفضها أساساً».
في هذا الكتاب يقدم لنا علي حسين مجموعة من الأدباء والشعراء والفلاسفة الذين تمردوا علي واقعهم
جان جينيه الذي عاني منذ طفولته فوالده مجهول الهوية وتعرض للتنمر والسخرية في فترة دراسته، وفي العاشرة تم اتهامه بالسرقة وتم إرساله إلي الإصلاحية حتي التصق به لقب لص
عبد الرحمن منيف الذي سيجد نفسه في العام 1963 بلا جواز سفر بعد أن قررت الحكومة السعودية سحب الجنسية منه، فتمنحه الجزائر جواز سفر دبلوماسياً، سيضطر أيضاً إلى التخلي عنه أمام ضغط الحكومة العراقية التي قررت أن تمنحه جواز سفر عراقياً
هنري ميللر الذي يقرر في سن التاسعة عشرة أن يترك الجامعة ليعيش ضائعاً متشرداً، بعدها ينصرف للعمل في مهن غريبة كان آخرها موظف خدمة في شركة للهواتف .
إميل سيوران وهو في سنوات حيواته الأولي يتحذ من المقبرة القريبة من منزلهم مكاناً للعب، يبحث عن الهياكل العظمية التي يغطيها التراب، حتى إن أمه قالت إن ابنها أصبح مهووساً بالجثث، وسيؤكد أنه ظل مهووساً بظاهرة الموت.
شارلي شابلن الذي تعرض لأنواع شتى من الإذلال الجسدي والنفسي في سن الخامسة بعد أن وضعته والدته هو وأخوه في ملجأ للأيتام لأنها لاتستطيع رعايتهم بعد أن تخلي عنهم والدهم.
في الكتاب من الخلف يكتب "انا أتمرد إذا انا موجود... من هو الإنسان المتمرد؟ هو الانسان الذي يقول "لا" لكل ما يحيط به.. لكن رفضه هذا لا يعني بأنه يتخلى عن كل شيء. بل هو يقول "نعم" لكل موقف صحيح يتخذه تجاه الحياة." إلخ "فما هو الهدف الذي يسعى إليه الإنسان المتمرد؟ أن يساعد الإنسان على الحياة لكي يثور في وجه الموت، وإعطاؤه السعادة، لكي يحتج على شقاء العالم الذي وجد نفسه في مواجهته، وتأكيد العدالة، لكي يكافح الظلم الأبدي المحيط به من كل جانب."
لعلّ لكل إنسان معنى للتمرد، والكاتب وجد في هؤلاء معناه للتمرد، إذا إستثنيئا البعض القليل، لوجدنا أغلبهم يحملون أثقالاً ويحمِّلُون العالم أثقالاً أكثر مما هو موجود به، (تمردهم) ذو جانب ميلانخولي. ولو أخذنا بمعنى نيتشه للإنحطاط فهذا الكتاب ومتنه صورة جليّة للإنحطاط، ومن له أنف سيشتم رائحة العفونة والعطونة تفوح من هذا الكتاب. كتاب عبثي بكل ما تعني الكلمة من معنى، بدايةً من إختياره للحقبة الزمنية التي إنتقى منها الشخصيات، وإنتهاءاً بالأفراد الذي وقع عليهم الإختيار نفسه، يا له من سخافة وتفاهة هذا الكتاب، ولعلّ هذا الكتاب سيكون آخر كتاب "من هذا الصنف" سأقرأه، على المرء ان يضع بينه وبين الأزمان الحديثة مجلدات ثلاث آلاف سنة لكي يستطيع أن يستنشق روائح زكية.
لا يجب على المرء أن يرى أن هذا الكتاب مجرد شيء عرضي، بل هو صلب البلوة...
كتاب يشمل سير ذاتية لعدة فلاسفة وادباء ومفكرين جميعهم يقعون تحت مسمى "المتمردين"، كتاب سلسل خفيف ولكن بوصولي لمنتصف الكتاب بدأ الملل يعتريني وبدأت افقد اهتمامي. كتاب رائع لمحبين المعلومات السريعة عن اشهر المتمردين المعاصرين، ولكني افضل القراءة المكثفة لمن اهتم بفلسفتهم وفنهم اكثر. شمل الكتاب العديد العديد من الكتب والمسرحيات والمعزوفات والافلام واللوحات وهذا كان هدف من اهداف المؤلف لترشيح أهم انتاجات هؤلاء المتمردين للقارئ الجديد، وبالنسبة لي هذي اكبر فائدة خرجت بها. اضيف لذلك ان الكتاب كان كوميديًا بكثير من الاحيان، ومال المؤلف لذكر اشهر واغرب الاشياء عن حيواتهم فمن الممكن ان لا يذكر المؤلف ام واب وأطفال الفيلسوف ولكن يذكر مواقف بسيطة لا يعرفها عدا المهتم الحقيقي وكثير من الاحيان وجدتها مضحكة. في كل جزء جديد حاول الكاتب أن يبدأ الحديث عن الفيلسوف الجديد بصورة تختلف عن التي تسبقها للمحافظة على اهتمام القارئ وتركيزه، كتاب يبين لك بأن من خلفه شخص جدير بالاهتمام. كتاب سأرشحه بالتأكيد للجميع لانه بالرغم من كونه ليس من كتبي المفضلة ولكني متأكدة بأنه سيكون كذلك لشخص آخر.
كتاب عن المتمرّدين في عالم الأدب والشعر والمسرح، يسرد الكاتب "علي حسين" فصول عن جيل الغضب وكُتاب التمرّد في العالم، وركز على أدباء الغرب منهم سارتر، وسيمون، وألبير كامو، و سكوت فيتزجيرالد، وهنري ميللر.. الخ. ولم يذكر من متمرّدي الأدب العربي إلا (منيف). *ذكر الكاتب أن "جان جينيه" دُفن في مدينة العريش في المغرب و الصواب مدينة العرائش.