Jump to ratings and reviews
Rate this book

المذهب فى فلسفة برجسون

Rate this book

174 pages, Paperback

3 people are currently reading
79 people want to read

About the author

مراد وهبة

40 books336 followers
بروفيسور وأستاذ الفلسفة في جامعة عين شمس وعضو في مجموعة من الأكاديميات والمنظمات الدولية المرموقة كما أنه المؤسس ورئيس الجمعية الدولية لابن رشد والتنوير العام 1994 م. واسمه مذكور في موسوعة الشخصيات العالمية حيث يعتبر من بين ال500 شخصية الأكثر شهرة في العالم.

من مؤلفاته

* المذهب في فلسفة برجسون (1960 م.)
* محاورات فلسفية في موسكو (1977)
* فلسفة الإبداع (1996)
* مستقبل الأخلاق (1997)
* جرثومة التخلف (1998)
* ملاك الحقيقة المطلقة (1998)
* الأصولية والعلمانية (2005
* رباعية الديموقراطية )2011(

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
5 (41%)
4 stars
3 (25%)
3 stars
1 (8%)
2 stars
3 (25%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 - 2 of 2 reviews
Profile Image for mohab samir.
446 reviews406 followers
September 10, 2024
من الصعب تناول محتوى الكتب التى هى عبارة عن نقد للنقد أو تصور للتصور أو رؤية للرؤية ، بحيث نحاول أن نلقى كلمتنا فيها أو أن نعيد صياغتها بشكل مكثف [ شامل ومختصر ] ، ولكن تظل المحاولة شكلاً من التحرر وإضافة للوجود .
وقد أبصر دكتور مراد وهبة خيط الحياة والحرية الدقيق والمتين والقائم كعصب - فى فلسفة برجسون - يمد كل ما يتصل بفروعه بالأوامر التى تخص حركيته وكيفية تمظهره . وأشار إلى الأهمية الخاصة للمقولات الفلسفية الرئيسية فى فلسفته والتى لا تنفصم وظيفتها فى المذهب البرجسونى عن الرؤية الأكثر عمقاً لحركة الحياة وأصالتها وديمومتها . وكان من أهم هذه المقولات ( الرؤية والتطور والديمومة والحرية ) وهى المقولات المتحركة كحركة الحياة ذاتها سواء فى ظهورها ( آليتها ) كما فى معانيها وغاياتها ( حريتها ) المتقدمة خلال التاريخ . ويبرز إهتمام برجسون بشرح كيفية النظر إلى هذه المقولات (١) بعقلنتها فى درجة ( الآلية والضرورة والتصور والتكرار واغلاق المذهب ) ، (٢) وحدسها فى درجة ( الغائية والحرية والرؤية والتنوع وإعادة فتح المذهب ) . وإهتم دكتور مراد وهبة فى المقابل بالإلحاح على عدم التغافل عن هذه الرؤى الخاصة بهذه المقولات خلال تقدمه المستمر فى رسم ملامح هذا المذهب البرجسونى المتحرك .

إن الأهمية الفكرية لأمثال هذه الكتب الموحية تَمثُل على مستوى (١) إعادة القراءة للمذاهب والنظرات الفلسفية المتنوعة فى ضوء مذهب محدد (٢) ما يسمح بإعادة التركيب الضرورى المستمر والتفاعل المتتابع بين هذه المذاهب والنظرات . (٣) كما تعيننا هذه الكتب على الإبصار بمدى قدرة المذهب قيد التحقيق على هضم العديد من المذاهب الأخرى أو عدم قدرته على هذا الهضم والشمول تجاه بعضها الآخر إلا بشكل جزئى (٤) وبحث مدى قدرته أو مدى تضمنه فى ذاته لنقد هذه المذاهب والنظرات المختلفة وخصوصاً تلك التى تتجادل على ساحة الفكر المعاصر لها .
وقد نجح دكتور مراد فى تحقيق هذه الأغراض العليا الكامنة وراء كتابه هذا ، والتى لا تبدو إلا فى مستويات مختلفة من العمق تتتابع مع القراءة وإعادة القراءة بتعمق مكثف فى كل مرة ، وترك الحبال على غاربها لحرية إنبثاق الافكار فى تتابعها فى عقل القارئ عند كل فقرة . وعلى العكس فلا تتحقق هذه الأغراض لدى القراءة الأحادية - التى هى الأكثر سطحية - أو لدى تقييد القارئ لفكره وحصره على إمتداد خطوط الكاتب الفكرية .

أما عن محاولتى ورؤيتى المختزلة والمكثفة لقراءة برجسون ومن خلال هذا الكتاب فسأحاول التعبير عنها فى شئ من لغة برجسون - التى ظهر أثرها بوضوح على لغة الكاتب - كما يلى :


إن النهر كجسم مائى يختلف كل الإختلاف عن المجرى الذى يحتويه . أما النهر نفسه ( ككل ) فهو كلاهما معاً ، أى الجسم المائى فى حركيته وسيولته ( حيويته ) حالّاً وواقعا فى مجراه ( الجامد ) ذى النقاط المحددة ، وفى تفاعله المستمر مع هذا المجرى الصلب بحيث تؤثر سيولة السائل فى جمود الجامد ( تآكل وانحلال وتحول ) ، والعكس بالعكس فى صورة مقاومة السيولة ومقاومة التأثر بها ( مقاومة التحلل فى تيار السيولة ) .
والوجود ذاته يمكن تشبيهه بالنهر ككل ، فهو ليس بموجود دون أن يكون له أصل متحرك ( روحى ) يظهر فى صورة ( وعى ونفس ) ليست المادة منه إلا بمثابة قطرة تجمدت وفقدت حيويتها بحيث لا تستمد أى حيوية إلا من خارجها ( أصلها الذى يشملها ) ولكن فى شكل جزئى وتدريجى وبطئ ، فإنفصالها الأول يمنحها مقاومة تخص ذاتها الجزئية ضد كل ما هو خارج عنها . فتقاوم المادة محاولة الروح الدؤوبة والصبورة لأن تتخللها وتغيرها وتحللها وتعلى من طاقتها . فالروح أو الحياة ذات قدرة وطاقة لامتناهية على الخلق المستمر والإبداع سواء فى التكرار أو فى التنوع .
والتكرار هو عرْض ( لتنوع الحياة عندما تواجه مقاومة المادة ) ، أى عرْض للحرية فى إرتباطها بالضرورة . أما التنوع أو الإنتقال من نوع إلى آخر فرغم إمتلاكه لتاريخ طويل من محاولة التغلب على مقاومة المادة ( التغلب على التكرار ) إلا أنه يحدث بشكل فجائى على صورة قفزة لها من الحرية والغائية ما يميزها عن آلية التكرار وتعلقه بشكله ومادته .

وفى إطار هذا الفهم يمكن تصور عملية نشأة الحياة وتطورها كذلك . فالقوة الخلاقة للحياة والتى تتفاعل مع جمود المادة تنحتها فى إتصال غير منقطع كما تنحت قطرات المطر مجراها فى الصخر فيتكون النهر وتتغير طبوغرافيته - عمقاً وإتساعاً - بشكل متصل وتدريجى بحيث لا يمكن فصل أجزاؤه ( لحظاته ) المتحورة زمانياً أو مكانياً أو ديناميكياً تحت أى إدعاء ( تصور ) إلا بشكل فرضى من أجل الفهم ، هذا الفهم الذى يسعى ( لتشكيل متطور أو تقريب مستمر أو محاولات لامتناهية ) لإعادة تكوين نوع من الحدس الشامل للطبيعة الديناميكية للوجود الحى فى حركيته وتطوره اللامتناهيين . بحيث يكون العقل بالتالى كنقطة إتصال بين المادة والروح ، ولكنه متشكل أساساً على صورة المادة ، فهو يستعمل أساساً المقولات المنطقية التى إشتقها من ملاحظاته الشعورية لها . فهو لذلك يميل إلى التصور ( تكوين الصورة الساكنة والمذهب المغلق ) وهو حكم الوصول للحقيقة النهائية والتى هى جامدة كالصورة والمادة على السواء ( الشكل الخادع للحقيقة المجردة ) . لكن للعقل أيضاً - فى إرتباطه بالإرادة - قدرة على التعلم وتخطى حواجز مقاومة المادة من خلال قفزات كقفزات الحياة ( الروح ) ذاتها وهو ما يميز هذا العقل عن المادة ويجعله أقرب للروح التى تشملهما .

وفى حين تحافظ المادة على طاقتها وتتحرك فى الإتجاهات الأكثر توفيراً للطاقة ما يجعلها قابلة للملاحظة ( الشعورية ) نتيجة لتكرار ظواهرها الخاضعة لهذه القاعدة وبالتالى قابلية قوانين حركتها للإشتقاق فى العقل والإعتماد عليها فى كيفيات التحكم فى المادة بمختلف أشكالها وتشكيلها على صورة آلات ، بالإضافة لإمكان التنبؤ بنتائج التجربة ذات الشروط المعلومة مسبقاً . فعلى النقيض من المادة تمضى الحياة أبداً فى الطرق اللامتوقعة والأكثر إسرافاً للطاقة وفى قفزات ( تطورية ) ترتبط فى ظهورها من جانب بآلية المادة التى ترتبط بها خلال محاولتها للوعى بذاتها فى هذه المادة على شكل التكرار وآليات التطور . كما ترتبط الحياة بحريتها الذاتية المجردة والعشوائية المسرفة فى الطاقة ( لعب الأطفال ) والتى تمكنها من إتخاذ القفزات التطورية الحيوية المناسبة فى مختلف ظواهرها الروحية (١) سواء فى أشكال الحياة المختلفة الخاصة بالأنواع الحية (٢) أو فى تطور الظواهر الإنسانية كتطور الفكر بمظاهره الثقافية والحضارية .
ومن ناحية أخرى يكون بذخ الحياة فى الطاقة المبذولة بغرض التغلب على مقاومة المادة ما يدفع إلى الخلق المستمر فى صورة (١) تكرار تكون الغلبة فى تشكله لمقاومة المادة على حساب حرية وتطور وتنوع الحياة ، ويظهر هذا التكرار فى أفراد النوع الواحد ( التكرار المجرد ) ، ولكنه تكرار لا ينفصل عن ظهور تنوع وإختلاف الحياة بين هذه الفرديات ( التكرار الواقعى ) . (٢) تنوع أشكال ظهور الحياة خلال كل مرحلة تطورية وخلال كل قفزة تقوم بها الحياة فى حريتها التى لا تتخلص تماماً من ( آليات ) تطورها التى تواجه بها مقاومة المادة فى صبر غير محدود ناتج عن عدم كلفتها بهذه الطاقة المبذولة فى كل مرحلة تطورية طالت أم قصرت .

تتنوع الحياة نتيجة لذلك تنوعاً لامتناهياً فى الزمان والمكان من خلال هذه الديناميكية الإرتدادية بين الروح والمادة . وتتطور ( الرؤية ) الفلسفية للحياة بالإضافة إلى تطور المعرفة بها وتصبح أكثر عمقاً فى كل إرتدادة للداخل باتجاه الروح ، كما تزداد إتساعاً لدى كل عودة للخارج بإتجاه السطح المادى ، فتتطور هذه ( الرؤية ) على شاكلة الديناميكا التطورية الخاصة بالحياة ذاتها ، فكما تستعيد الحياة علاقتها بالمادة - المنتسبة إليها - فى الوجود فكذلك تستعيد الرؤية الفلسفية هذه العلاقة المتطورة فى الوعى المعرفى بحيث ينعكس التطور فى هذه الإستعادة على هذا الوعى ذاته وحتى فى أدق اشكاله ( الوعى الذاتى ) .
وتصبح الرؤيَ بالتالى متصلة ومتتابعة بحيث تنبثق هذه الرؤىَ من بعضها البعض فى دوائر يزداد مركزها وضوحاً فى كل نظرة للداخل ، كما تتسع شمولية هذه الرؤية على سطح المادة بمختلف مظاهرها ( ما ينعكس فى تطور المنهج العلمى وشموليته للعلوم القديمة والمستحدثة على السواء فى كل مرة ولدى كل ارتدادة ) ، وهو ما يلزم الروح بإنفاق مستمر ولامحسوب للطاقة . حتى أن برجسون يتصور الحياة - كلما إرتد بها فى الماضى - فى كتاب التطور الخالق على صورة انسان يمكن تلخيص صفاته فى ثلاث [ الغنى والإسراف والجهل ] . وعموماً فظهور الأشكال الحية عند برجسون لا يخضع - فى أعمق مستوياته - إلا لعاملين هما الطاقة الخلاقة للحياة ( عامل الحركة ) ، ومقاومة المادة للحركة الحيوية ( عامل السكون ) .

وبما أن برجسون ينقد التصور وإغلاق المذهب ( نقد التركيب ) لجموده وإفتقاره للإهتمام بالتنوع ونقد الذات ( نقد المركب ككل ) ، كما ينقد كذلك التحليل الذى لا يمكن أن يوصلنا إلى أى شكل من الوحدة فى المنهج ( العلمى والمنطقى ) ولا فى التفكير أو التصور ، كما لا يمكن أن يصبح أو يشكل غاية ( مركب وكائن ) بذاته ، ولذلك فإن برجسون يسعى إلى مذهب متحرك مع هذه الجدلية الحيوية سواءً بين العقل والمادة فى المستوى المعرفى ( المنظور الابستيمولوجى ) ، كما بين الحياة و [ المادة أو العقل ] فى المستوى الوجودى الأكثر عمقاً ( المنظور الأنطولوجى ) . وبالتالى فإن المذهب البرجسونى منفتح وضد كل محاولة للغلق أو الإنتهاء والتوقف كما حدث عند كانط وهيجل وسابقيهم من الكلاسيكيين .
ولا يغفل برجسون النظر إلى التردد الوجودى بين كلتا النظرتين ( الإبستيمولوجية والأنطولوجية ) والذى يتجلى فى الجدل بين النظرتين الآلية والغائية للوجود ، واللتين قام برجسون بنقد كل منهما فى دوغمائيتها ، مبيناً أن كل ما هنالك من فارق بين الغائية والآلية أن الغائية آلية مقلوبة ، لأنها تضع النور الذى تزعم أنه يهدينا أمامنا لا خلفنا كما تفعل الآلية ، فتستعين بذلك عن دفع الماضى بجاذبية المستقبل . ويصر كما فى كل نقد أن يكون نقداً شاملاً لكلتا الرؤيتين المتضادتين فى أحادية كل منهما ومركزيتها . لأنه يأبى أن ينسى فكرته الرئيسة القائدة لحركية مذهبه المفتوح وهى ( الرؤية ) فى حركيتها وارتدادها المتواصلين ، وعلى التضاد من التصور فى جموده وسكونه . ويقر بأنه لا يمكن للغاية أن تتحقق إلا فى المادة ( بما تحمله من تصور للمكان والآلية ) وعلى مراحل زمنيه ( تاريخ ) متصلة من التشكل والاقتراب اللامتناهى من الغاية (الحرية والرؤية الشاملة ) .

ويؤكد برجسون على خطأ أغلب سابقيه ومعاصريه من الفلاسفة فى تصور الزمان على شاكلة المكان كمجرد تصور أو تجريد فكرى . ويرى أن المكان يرتبط بالمادة ولذا فهو تصورى وجامد بنقاطه الساكنة . بينما الزمان يرتبط بالحياة فى حركيتها وديموتها وإتصاليتها وتقدمها . وبالتالى فهما ليسا مجرد مفهومين متقابلين بل هما نقيضين لا يلتقيان فأحدهما هو التصور الجامد والموت بينما الآخر هو رؤية حية للديمومة . ولذلك يحتج برجسون على تصورات أينشتاين لنسيج الزمكان فى نسبيته العامة التى تجعل من حوادث الكون حتميات خالية من كل حرية ، ويؤكد على كونها نظرية علمية مؤقتة ( إرتدادة مفردة تجاه السطح ) تعمل على زيادة دقة تصوراتنا المعرفية للوجود المادى فى مرحلتنا الحالية ، وتساعدنا فى زيادة قدرتنا على التحكم فى الطبيعة ، لكنها ستوصلنا فى النهاية إلى نظرية أكثر منها عمقاً وإتساعاً فتفتح لنا آفاقاً جديدة لفهم الكون والحياة مخلية لها مكان السيادة فى تفسير الظواهر الأكثر عمومية ، كما تقربنا أكثر من نقطة التقاء ( تمفصل ) الحياة مع المادة والحرية مع الضرورة والآلية مع الغائية فى تردد يدفع بكل قديم إلى ( الآن ) الذى ينقلنا بشكل متصل نحو المستقبل فى قفزات لا متناهية - مختلفة المدى - تنتج ما هو لا متناهى من الكائنات والظواهر فى إضطراد مستمر بإتجاه الحرية .
Displaying 1 - 2 of 2 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.