"تتوغل مي منسى في ذاكرة، وفي شميم أيام ترحلت، وفي جروح، في مرارات، وفي حروب وفي هجرات، وانفصالات، بريشة عبقة، ملونة، سهلة، لتؤلف في فصول أو في لحظات متوازنة، وضمن سياق خاص، روايتها الاولى، أو بالأحرى مرويتها الأولى. سيرة؟ نعم! ولكن سيرة آخرين، واكبتهم، أو فجعت بهم، أو أحبتهم، أو دمغوا الذاكرة، أو انغرزوا في العاطفة"
تحمل دبلوم دراسات عليا في الأدب الفرنسي. بدأت مشوارها في العمل الصحافي عام 1959 في التلفزيون وتعمل ناقدة في جريدة "النهار" اللبنانية منذ 1969. صدر لها سبع روايات باللغة العربية واثنتان بالفرنسية إضافةً إلى كتاب للأطفال وترجمات عديدة، أغلبها من الفرنسية إلى العربية. وهي شقيقة الروائية والشاعرة اللبنانية فينوس خوري-غاتا الحائزة على جائزة الغونكور الفرنسية للشعر عن مجمل أعمالها.
في الآتي سيرتها الذاتية:
مولودة في 20 تموز من العام 1939.
مجازة في الأدب الفرنسي.
في العام 1959 كانت أول مذيعة في بدايات تلفزيون لبنان ومقدمة برنامج "نساء اليوم" ثم برنامج "حرف في طريق الزوال".
في العام 1969 دخلت في مجال الصحافة المكتوبة في صحيفة "النهار"، ناقدة أدبية وموسيقية. وبقيت تكتب في هذه المؤسسة حتى النفس الأخير.
العام 1986 عيّنت رئيسة تحرير مجلة "جمالك" النسائية وكانت لا تزال تعتني بجمالها حتى الآن.
من مؤلّفاتها:
العام 1972 "حكاية ناصر" عن "دار نوفل للنشر".
العام 1998 "أوراق من دفاتر شجرة رمان"، عن "دار النهار" ترجمت إلى الفرنسية تحت عنوان Sous les branches du grenadier
العام 2000 "أوراق من دفاتر سجين" عن "دار النهار".
العام 2002 "المشهد الأخير" عن "دار النهار"، رواية اقتبسها المخرج ريمون جبارة مسرحية قرائية.
العام 2004 كتاب مصور بالفرنسية للأولاد Dans le jardin de Sarah عن "دار النهار".
العام 2006 "أنتعل الغبار وأمشي" عن "دار رياض الريس". اختيرت بين خمس روايات من بين أفضل عمل روائي لجائزة البوكر العالمية.
العام 2008 "الساعة الرملية" عن "دار رياض الريس"
العام 2009 كتاب مصور بالفرنسية L’Ame pourquoi faut-il la rendre?
العام 2010 "حين يشق الفجر قميصه" عن "دار رياض الريس".
العام 2012 "ماكنة الخياطة" عن "دار رياض الريس".
العام 2014 "تماثيل مصدعة" عن "دار الساقي".
رواية بالفرنسية مستوحاة من حلب المدينة المدمّرة، لم تنشر بعد. Quel est mon nom
رواية "قتلت أمي لأحيا" الأخيرة، الصادرة عن "دار رياض الريّس".
"الغربة" الرواية التي كانت لا تزال تحت قلم الكاتبة، تشق طريقها.
إلى جانب مزاولتها الكتابة الصحافية والروائية، لها محاضرات في المجالس الأدبية والجامعات والمدارس، عن رسالة الصحافة ودور المواطن في بيئته.
نوستالجيا العائلة... هذه الرواية أدبيّة بامتياز. تعرّي وتفضح وتسلّط الضوء على أماكن حسّاسة في حياتنا اليوميّة. ماراثون من الأوجاع المصفوفة بطريقة بهيّة في صفحات لم تتجاوز ال 200. أتعبني هذا الكتاب واستغرقت أكثر من 3 أشهر لإتمامه. مي منسّى في هذه الرواية تحاكي الماضي. تحاكي أخاها التائه وأختها الجامحة وأباها الذي ورّثها أزمة الخوف من كلّ شيء. وكأنّها في هذا العمل تدور في زار عفاريت كلّ منهم يحاول نتش جزءًا من كينونتها.
رواية عن الوجوه التي غادرت أصحابها فتغرّبوا في دوّامة الحياة كأموات لا ظلّ لهم ولا انعكاس لبريق عيونهم في المرايا. تنسج مي منسّى حكاية مأسويّة لأفراد وعائلات ورثوا الحروب والدمار في وطن مشلّع الأبواب.
"المرايا تعكس الوجه الذي نريد. أما الحقيقة ففي النظرات التي يغرزها الآخرون في أعماقنا."
رافقتني هذه الرواية لمدّة خمسة أشهر توقّفت فيها عن قراءتها عدّة مرّات دون أن أتخلّص من لعنتها. هي رواية مي منسّى الأولى، صدرت عام 1998. ولكنّها بصفحاتها ال166 المصفرّة فاقت توقّعاتي وهشّمت عالمي. زجّتني في طفولة الراوية وعلاقاتها الانفعاليّة المؤرّقة مع أفراد عائلتها وبيت الأمس والآن وأرضها وجيرانها ووطنها، بالاضافة إلى علاقتها مع ظلّها وانعكاسها في المرآة.
"يوم التكوين ولدت من رحم أمي وفي كفّي وزنة من خوف.. وفيٌّ يلازم نهاراتي ومناماتي كظلّي."
تشكّل عائلة الراوية نواة الرواية ومنها تنطلق الأسئلة الوجوديّة عن الحنين، الهوية، الغربة، الوحدانية، التهجير، والموت مرورًا بمعتقدات عن الصدف والموت واللعنة والمنامات. تتصارع هذه الأسئلة والأحداث في ذهن الراوية وتتبلور أكثر من خلال ذكرياتها ولقاءاتها بأمها، أخيها، وهيلانة بشكل أساسيّ. في حين تبقى الأرض بشجرها وأغصانها محور كل ما حدث ويحدث وسيحدث.