يمتد الحنين بقلبي فأصل إلى ذروة هالكة، ويتحتم علي قبل أن ينتهي كل شيء، فرصة مناداتك مرة أخرى، وأنت تعلمين لشد ما تعتري روحي قشعريرة من ذلك النوع الخفي والمحرق، فأنظر إلى السماء منشداً وجهك، ومتعبداً بحرك اللانهائي: يا سبحانك، ها أنا طفل يحلم بك، ويدعو لك، ويموت لأجلك...
ها أنا وحدي بعد أن قتلوني، ورموني في القبر، أراك واقفة بجانبي، ويدك فوق يدي، أصابعنا المشتبكة والمشتركة، وأدرك أنهم قتلوني، ولكن ما قتلوني، وأنني أصبحت ريحاً ستهب عاصفة وبك سأستمر...
كاتب وصحفي جزائري ولد عام 1969 بالجزائر العاصمة٬ أصدر العديد من الأعمال القصصية والروائية من بينها "أرخبيل الذباب" (2000) ٬"شاهد العتمة" (2002)٬ "بخور السراب" (2005)٬ "أشجار القيامة" (2007)٬ "خرائط لشهوة الليل" (2009). ترجم بعض أعماله إلى اللغة الفرنسية. كما أن له مساهمات عديدة في الصحافة العربية ويعمل في مؤسسة التلفزيون الجزائري كمساعد مشرف على حصة ثقافية تحمل اسم "مقامات".
هذا ما خطر ببالي وأنا أقرء الرواية ولأكن دقيقاً، هذا ما ظننته..
-----------------------------------------------
" ظلام كئيب، رؤية سوادوية عقيمة، تشاؤمية منفرة، لا مبالاة، تطرف، إقتناص العدم من فوهة الوجود ، أرباك وأرتباك، موت ثم حياة ،وحياة ثم موت، جحيم فوضوي ، هذيان، واقعية متدنية، هروب أبدي من اللاشئ، صخب وعنف، هزيمة وإنكسار "
ربما تلك هي الأشياء التي وجدتها في هذه الرواية التي أحسست أني تورطت فيها بالقدر الذي وجدت أني تنتمي إليها..
لم ترق لي الرواية صراحة ، لم أعشها كما ينبغي، حاولت في بداية الرواية أن أستجمع أفكاري للدخول في أروقتها المنحنية.. لكن بطرق عدة تم قتل الرواية ، أثار الكاتب مشاعر متناقضة وحاول جعل روايته غامضة ومربكة وعبيثة، فشل في عبثيته التي كانت غايته الوحيدة أيصالها للقارئ..
حتى جرعة العبثية يجب أن تعطى بإنتظام .. الرواية خيط متقطع شائك بل أقول لا وجود للخيط أصلاً ،مسار فوضوي ومفكك ، ولم يكن حتى وجودياً بالمعنى الذي أعرفه رغم محاولته المتكررة المضطربة..
الرواية يتناولها أكثر من طرف أو بمعنى أصح تجرها أطراف يحاولون التحدث من جوانب متتعدة لأضفاء بعض الشرعية الروائية ومقداراً من التشويق والإثارة..
الجزء الأكبر تكلم فيه الرواي نفسه (أي بطل الرواية) ثم العاشقة ثم التحدث بمنظور القارئ، وبعد ذلك الروائي (أي بشير مفتي) ثم عاد القلم إلى الراوي في نهاية الرواية..
نقطة إيجابية كانت سـ تُحسب للرواية بهذه الفكرة، لولا إنها جاءت مملة ومربكة وطغى عليها التكرار والسرد العشوائي والمعاناة في صنع الحدث والتخبط في إيجاد المخرج للنهاية.. لذلك توقعت أن تكون النهاية بطريقة ركيكة ومتواضعة تتماشى مع تخبط الرواية نفسها.. ولم يخيب ظني
الشئ الجيد في الرواية والتي جعلتني أستمر في قرائتها هي اللغة الجميلة وعبارتها المتناسقة والسرد أيضاً أتخذ طابعاً مثالياً في بعض الأجزاء ولكن كما قلت الرواية ينقصها الترابط والأتزان .. ولا داعي لأن أقول أنه تناول موضوع الجنس بطريقة مكررة لا تخلو من تصنع وإبتذال ..
النجمة الأولى للغة والاقتباسات الجميلة والثانية للفكرة بصورة عامة..
اسلوب جديد من الروايات واسلوب جديد لم اعهده لراوي استمتعت بقراتها قليلا ولو انني استغرقت فيه وقتا اطول من المعتاد لرواية"ربما لاني لم اكن متشوقة لها" جميلة ولكن ليست مشوقة في النهاية اضافت لي شيئا
رواية جميلة الى حد ما، اقول هذا لانه مر على قرائتب لها اعوام، و اعجبتني وقتها.. هي سوداوية نوعا ما لكنها تحمل الكثير من المحطات التي تطرح اسئلة وجودية.
لولا أنّني كنت في تحدي للقراءة لما أكملت الرواية، أزعجتني قليلا لكن تبقى رواية تعكس الواقع الحاصل منذ سنوات، في البداية ظننت الراوي في مشفى للأمراض العقلية، واتضح بعد ذلك أنّما عانى من هلوسات وشبه انفصام، بين تفاصيل الرواية ما أعجبني كونني لم أتمكن من تكهّن النهاية مهما حاولت.
من أجمل ماقرأت..كلغة عميقة تلمس الاحساس بلاتردد..ولكن كقصة هي مبهمه الى حد الوجع.. "بدت لي الاحلام صغيرة أمام بؤس الحياة وضيق المعيشة وأزمات الوجود الخانقة, وقدر مانستطيع الحلم والذهاب بعيدا في منطقته الغريبه يبقى كل شيء محكوما بما يحيط بة من أسيجه, بعضها حقيقي, والآخر متوهم, تصنعه نفس الأنسان, ودواخلة المعذبة بكل شيء وبلا شيء"