كتاب المدخل الاجتماعي للأدب، أو علم اجتماع الأدب هو من أول الكتب التي حاولت نقل الدراسات الغربية التي تمت في مجال النقد الاجتماعي إلى الثقافة العربية مبلورة أهم المدارس هذه، دون الدخول في تفاصيلها، مع القليل من الإحالات لرواد تلك المدارس وكتبهم.
هذه المراجعة تتكون من جزئين: الجزء الأول: كتبته بعد القراءة الأولى للكتاب. الجزء الثاتي: كتبته بعد أن قرأت الكتاب مرة أخرى قراءة دراسة وتحليل، شرحتُ جزءا منها صوتيا، ونظَّمتُ الكتاب من خلال استخدام الألوان في النسخة الإلكترونية من الكتاب.
الجزء الأول: قراءة أولية للكتاب هدفي من خلالها معرفة ما يوجد داخل الكتاب، للانتقال إلى القراءة الثانية التي ستكون من أجل الدراسة إن شاء الله. الكتاب لغته لغة الدارسين المعاصرين، مع حفنة من التفلسف مع تأثر لا يحتاج لتوضيح بالفكر الغربي؛ وكل هذا جعل الكتاب صعب الفهم سهل التشتت لما في طريقة الكاتب من توقع غير صحيح... إذ يتوقع الكاتب أن الطالب لديه قدر من المعلومات عن الثقافة والفلسفة الأوروبيين، وهذا غير متوفر عند أغلبنا. الحمد لله اقرأُ في الاجتماع والفلسفة والفكر الغربي منذ سنتين، لذلك أجد لدي تمهيدا جيدا لاستقبال مثل هذا الكتاب، مع ذلك وجدتُ الكتاب صعبا. سألت أستاذتنا أن تضع هوامش للكتاب توضح فيها الأفكار الرئيسة لما يحتاج أن يُعرف هذا عنه، فرأت أن الكتاب واضح ونحن فقط من نحتاج إلى مزيد من يذل المحاولة. لكل ما سبق آنفا، قررت أني سأكمل الكتاب قراءة ثم ابدأ به مجددا ليس للقراءة، إنما للبحث والتأمل والجمع بين الأفكار وتوضيحها ثم شرحها. والله الموفق والمعين.
الجزء الثاني: لن تكون هذه المراجعة نقد للنقد الذي في الكتاب، لأن نقد النقد يحتاج قراءات أوسع، ووقت أطول للتفكير. كتاب ذو فائدة محدودة وكلام عريض بطريقة فلسفية، ولا يستحق إلا عشرين صفحة يُختصر بهم، ثم يُزال منه الكلام الذي ليس له فائدة ولا يدعم الأجزاء المهمة من الكتاب. لا شك أن فهم نظرة الوضعيين والماكسيين والماديين الإمبريقين للأدب شيء مهم، وأظن أن هذا هو الجانب الأكثر فائدة في الكتاب. أما الجزء الخاص بعلم اجتماع النص الأدبي، والإطار النظري لنظرية محتوى الشكل، فكلام بلا طائل، كما يُقال: "طحن لا طِحن"، تجد نفسك تجمع المعلومات من هنا وهنا لتحاول فهم ما تقوله النظرية وتفعل هذا حقا، لكن ماذا بعد! إذا كانت النماذج التطبيقية الثلاثة التي وضعها مؤلف الكتاب نفسه لا يظهر فيها "صلب" نظرية محتوى الشكل. ماذا أفعل بتحليل أشياء سياقية خارجية كان من الممكن إجراءها بأي منهج آخر، وأترك لب النظرية التي قام مؤلف الكتاب بتأليف الكتاب من أجلها. هذا فضلا عن توجيه الكتاب لفئة من الناس لم يحسن المؤلف اختيارها، رغم علمي أن الفترة التي كُتب فيها هذا الكتاب كان الطلبة فيها أكثر وعيا بالمسائل الفلسفية والسياسية.
أما عن الكاتب، فظهر من التطبيق الأخير أنه يساري، يفسر الأشياء بمادية بحتة.