إن اليقظة الدينية، على انتشارها في الآفاق، وتأثيرها في النفوس، تفتقر إلى سند فكري محرَّر على شروط المناهج العقلية، والمعايير العلمية المستجدة. وقد حرص المؤلف في هذا الكتاب على المساهمة في بيان الشروط التكاملية والتجديدية التي تجب في تيقظ هذه اليقظة الدينية.
وتتولى هذه المساهمة النظر في صنفين اثنين أساسيين من هذه الشروط، يدخل أحدهما تحت مسمى (التجربة) والآخر تحت مسمى "العقل". وقد جاء الكتاب ضمن أبواب وفصول.
اختص الباب الأول منها بالنظر في العقل المجرد وحدوده؛ فتناول الفصل الأول منه المقدمتين اللتين يستند إليهما العقل المجرد، بينما تولى الفصل الثاني توضيح الحدود الخاصة للعقل المجرد من خلال الممارسة النظرية الإسلامية، بينما تولى الفصل الثالث بيان الحدود العامة لهذا العقل. واختص الباب الثاني بالنظر في العقل المسدد وآفاقه؛ فعالج الفصل الأول فيه المقدمتين اللتين يستند إليهما العقل المسدد، وبحث في الفصل الثاني الآفات الخلقية من تظاهر وتقليد من خلال الممارسة الفقهية، بينما بحث الفصل الثالث الآفاق العلمية من تجريد من خلال الممارسة السلفية. أما الباب الثالث، فقد خصّص للعقل المؤيد وكمالاته. تناول الفصل الأول منه المقدمتين التي يستند إليهما هذا العقل، وتطرق الفصل الثاني إلى الكمالات التحقيقية، بينما تعرض الفصل الثالث للكمالات التحليقية. يتبين من محتوى هذا الكتاب أن العقل درجات، وأن أبلغ الدرجات في العقلانية ما أخذ بالتجربة الإيمانية الحيّة.
طه عبد الرحمن (من مواليد عام 1944 بمدينة الجديدة المغربية)، فيلسوف معاصر، متخصص في المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق. ويعد طه عبد الرحمن أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين في العالم الإسلامي منذ بداية سبعينيات القرن الماضي. تلقى طه عبد الرحمن دراسته الابتدائية بمدينة "الجديدة"، ثم تابع دراسته الإعدادية بمدينة الدار البيضاء، ثم بـجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط حيث نال إجازة في الفلسفة، واستكمل دراسته بـجامعة السوربون، حيث حصل منها على إجازة ثانية في الفلسفة ودكتوراه السلك الثالث عام 1972 برسالة في موضوع "اللغة والفلسفة: رسالة في البنيات اللغوية لمبحث الوجود"، ثم دكتوراه الدولة عام 1985 عن أطروحته "رسالة في الاستدلال الحِجَاجي والطبيعي ونماذجه". درَّس المنطق وفلسفة اللغة في جامعة محمد الخامس بالرباط منذ 1970 إلى حين تقاعده 2005. وهو عضو في "الجمعية العالمية للدراسات الحِجَاجية" وممثلها في المغرب، وعضو في "المركز الأوروبي للحِجَاج"، وهو رئيس "منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين" بالمغرب. حصل على جائزة المغرب للكتاب مرتين، ثم على جائزة الإسيسكو في الفكر الإسلامي والفلسفة عام 2006. تتميز ممارسته الفلسفية بالجمع بين "التحليل المنطقي" و"التشقيق اللغوي" والارتكاز إلى إمدادات التجربة الصوفية، وذلك في إطار العمل على تقديم مفاهيم متصلة بالتراث الإسلامي ومستندة إلى أهم مكتسبات الفكر الغربي المعاصر على مستوى "نظريات الخطاب" و"المنطق الحجاجي" و"فلسفة الأخلاق"، الأمر الذي جعله يأتي بطريقة في التفلسف يغلب عليها التوجه "التداولي" و"الأخلاقي".
أو برواية أخرى "مَنْطَقةُ التصوّف " ... و إن كان الكتاب ينقد الاعتماد على العقل املجرّد و قطعيّاته بداية . الكتابُ - كما يليق بطه عبدالرحمن - صرحٌ متماسك بذاته و مستقلّ مكتفٍ بذاته كذلك , فأنت لن تجد في كتب هذا الفيلسوف المجدّد سوى لغته و تفصيلاته و تأصيلاته و تبرييراته هو , لا أحد سواه , وعلى كامل الصفحات . أساس الكتاب هو التفريق و المفاضلة بين ثلاثة مراتب للعقل ( الذي هو ليس عضوا و إنّما فعل للقلب مكالبصر للعين ) هي : - العقل المجرّد للمقارب - العقل المسدّد للقرباني - العقلُ المؤيّد للمقرّب , و هو أعلى مراتب العقل و يختصّ به أولياء الطرق الصوفيّة و المنتمذجون على طريقتهم تخليقا و تحقّقاً . لا شكّ أنّ منطق طه عبدالرحمن وأصالة فكره و قوّة مشروعه و دقّة عبارته و إشارته و عمق تجلّياته لا تحتاج إلى شهادة , ولا شكّ أنّها تقدّم الكثير لقارئه من الحلول و الإجابات و المنطق , و كقارئ استفدتُ من الكتاب الكثير فهذا لا يلغي انتقاداتي الكثيرة لما جاء فيه ,أحيانا من حلول و إجابات ليست أكثر من حجج كلاميّة لا تقنع إلا من يريد التثبّت من أنّ طريق التصوّف الذي يسلكه هو أنجع الطرق و في كلّ شيء و في كلّ الأحوال و في كلّ الأزمان و في كلّ الدول و مهما فعل الشيخ و الطريقة و المريدون !! هناك نقاشات و " حجاجات " أخرى في الكتاب للوصول إلى فضل الصوفيّة الطرقيّة ولكنّها تستحقّ التأمّل و التفكير و تستحقّ أن تستمتع بها جدّا .. أيضا الكثير من الانتقادات الموجّهة ضدّ السلفيّة الوطنيّة -مثلا- في المغرب لم تقنعني و شعرت أنّ السياسة الانتماء الصوفيّ لعبدالرحمن هو الفاعل فيها أكثر من المعرفة , عدا عن أنّ النتيجة التي يصل إليها في النهاية هو أفضليّة الانسحاب من العمل السياسي كليّة ( و إن كان في البداية لا ينكر دور السياسة في التغيير على أن لا تنحدر إلى " الاعتقاد في التسييس ! ) كما أنّ المفاضلة بين العقل المجرّد و المسدّد و المؤيّد و إن كانت تحوي الكثير من اللطائف و الملامح الدقيقة الرقيقة في الإيمان و أسئلة الوجود و علاقة التجربة الروحيّة الوجدانيّة بالعمل و التحطبيق , لكنّها في النهاية تبدو مغلقة على نفسها غير قادرة على مناقشة من هو في خارج المدرسة , إذ في بداية الكتاب ينقد و ينقض أحقّيّة و قطعيّة العقل المجرّد في إثبات الحقائق , فكأنّما قُطع النقاش حول أطروحة الكتاب مع غير المنتمين إلى منهج التسديد أو التأييد منذ البداية .... الخلاصة أنّ هذا الكتاب هو المفتاح لمشروع و فلسفة طه عبدالرحمن و لا غنى عن كلّ مريد للتعرّف على هذا المشروع عنه , كما أنّ به الكثير من الفوائد و اللطائف , و الكثير من الإشكاليّات و أقلّ منها من المزعجات و الكلمات ... أيضا
القراءة الأولى لي لطه عبدالرحمن وأعجبني تقسيمه وتلخيصه وتكراره حتى يحصل الفهم، ففي نهاية كل جزء يكتب "حاصل الكلام في" ثم يلخصه وبعد ذلك يعيد شرح للتلخيص ويوضح تقسيماته من جديد، لكن في آخر عشرين صفحة تقريبا استغلق علي الفهم. والكتاب لولا كلمات حديثة متناثرة هنا وهناك لحسبت أنه كتب قبل قرون وخصوصا كلامه في التصوف ذكرني بنصوص للغزالي. باختصار قراءة أولى جيدة أفضل مما توقعت.
اغلقت الكتاب وبي غضب أو عتب .. شعور لا أعرف ماهو أغلقت الكتاب وأنا أسأل بصوت عالي: ليش يكتبون بمثل هالطريقة مواضيع مهمة . ليش يحسسونا اننا مانفهم حتى بدون قصد منهم وأقول ما قالت آلاء الصديق : السؤال هو هل فيه حد يفهم هالكلام ؟
انا انسانة ضد مبدأ تعقيد الفكر.. نحن الآن في زمن غير افلاطوني.. نحن في زمن العلم للملايين. يجب على الفكر أن يبسط أو أن يقدم كما هو .. لكن أن يقدم بأكبر قدر من التعقيدات فهذه والله أصبحت حرفة بعض المفكرين
لا أهتم للفكر الذي لايلامسني ، ولا أهتم للفكر الذي لا يتمتع بالبساطة .. وأحجم مباشرة عن الفكر المعقد بدون سبب
هذا الكتاب لم أفهم منه شيء.. وكل ماتقدمت صفحة قلت لعل وعسى في القادمة أفهم.. تجاوزت المائة صفحة ولا فائدة .. على الرغم من أني كنت متحمسة جدا لقراءة مؤلفات طه عبد الرحمن بناء علي توصيات كثيرة من أشخاص.. لكن فعلا لم أتوقع أن يكون الأسلوب بهذا الانعزال عن الفكر العام.. شعرت أن الكتاب قد يكون رائعا للباحثين المعتادين على الأسلوب المعقد.. لكنه غير جيد لي
بقي أن أقول أني لم أكمل الكتاب - كما هو واضح من اضافتي له ضمن رف ما لم أكمله - فلا أعرف عن بقية الصفحات والفصول . فلربما كانت أفضل.. لكن يفترض على الكاتب أن يبدأ بالسهولة ثم يتدرج بالصعوبة أما أن يُصعق القارئ العادي مثلي فأعتقد أنه من حقه أن يقفل الكتاب ويقرأ غيره ..
عموما سأعطي بقية كتبه فرصة أخرى - خصوصا اني اشتريتها وانتهيت - ( اتنيلت بستين نيلة واشتريت أكثر من كتاب له ) . ربما في المستقبل ستتطور أفكاري وفهمي لمثل هذه النوعيات .. فيكون حينها لي رأي آخر .. لكني سأظل دائما وأبدا ان شاء الله مناصرة لتبسيط الفكر حتى تعم الفائدة .
والله اشتريته مساء اليوم واطلعت على بدايته فقط، ثم وجدتني التهمه في جلستين وانهيه قبل ضحى اليوم التالي.. يا إلهي ما هذا إنه تحرير يبعث فيك الثقة ويثريك ويجعلك تخفي تباهيك ممتلئاً بروعة المعرفة والحكمة.. هذا الرجل منة من الله.. إنه مذهب جديد ومدرسة مبهرة.. عبادة العقل، إن أردت أن تعرف كيف تةون فعليك بعذا الرجل..إنه مشروع سيؤثر على الأزمنة القادمة.. في لهفة لبقية كتبه..
يُعدّ هذا الكتاب أحد مكوّنات المشروع الفكري للفسلسوف المغربي طه عبد الرحمن، والذي يسعى، من خلاله إلى بناء رؤية فكرية جديدة للفكر الإسلامي، وخصصه للعلاقة بين (الإنسان، الدين، وبالعقل) افتتح الكتاب بذكر الباعث على تأليفه وهو " مشكلة اليقظة العقدية " في الستينات والسبعينيات الميلادية المفتقرة للإطار الفكري، والتأطير المنهجي المحكم. مما أظهر مشكلتين هما : الغلو في الاختلاف المذهبي. الخلو من السند الفكري. ولدفع أسباب التراجع لهذه اليقظة الدينية، يُصرّح أن الهدف هو المساهمة في بيان الشروط التكاملية والتجديدية التي تجعلها يقظة متكاملة لا متنافرة، ومتجددة لا متحجرة. أي يقظة متيقظة. وتتولى هذه المساهمة منه في صنفين أساسيين من هذه الشروط، يدخل أحدهما تحت مسمى " التجربة ": العمل الديني، والآخر تحت مسمى " التعقل ": تجديد العقل. "المحتوى" و قد قسم أبواب الكتاب حسب تدرّج خاص فشرع في بسط (حدود العقل المجرّد)، ومقدمتيه، وبيّن محدوديته الخاصة والعامة؛ لينتقل بعده إلى تحليل (العقل المُسدّد وآفاته) ، وفي هذا الباب، حدّد مقدّمتي العقل المسدد، وبيّن تأثير الممارسة الفقهية والممارسة السلفية فيه، وما ترتّب على تلك الممارستين من آفات خُلُقية وعلمية طالت العقل المسدد. أمّا الباب الثالث، فخصصه للنظر في (العقل المؤيّد وكمالاته) ، فبسط المقدمتين المميزتين للعقل المؤيّد، مبيّناً منزلة الممارسات الصوفية، والكمالات التحقيقية والتخليقية له (العقل المؤيّد). يعرّف د. عبد الرحمان الإنسان بالكائن المتقرِّب في فهم مسائل الإلهيات والأخلاق وبما أن الإنسان يمتاز بعقله فقد جعله محلّ الدراسة ، وقد أستنتج وسار على أساس هذا التعريف إلى تقسيم "العقل" (فعل القلب) في تعامله مع "الدين" (أي العقل الديني لا غيره) للعقل: إلى عقل نظري مجرّد، وعقل فقهي مسدّد، وعقل صوفي مؤيّد، فكان صاحب الأوّل (مقارباً)، وصاحب الثاني (قربانياً)، وصاحب الثالث: (مقرِّبا) و هو أعلى مراتب العقل و يختصّ به أولياء الطرق الصوفيّة والمنتمذجون على طريقتهم تخليقا و تحقّقاً. ونلخص نقده للعقل المجرد بأنه ينتجُ ـ كونا تقنياـ يتجاوزالإنسان في سبيله الموانع الأخلاقية، ويتحول إلى عبدٍ للتقنية، وعن ذلك تنتج الفوضوية. أمّا الحدود الفلسفية، فهي تؤكّد أنّ العقل المجرّد هو «أقرب إلى طبيعة تمديدية (أي: يصبغ الأشياء بصبغة مادية) منها إلى طبيعة تجريدية» أما العقل المسدّد فقد ركز في نقده على آفات التظاهر، والتكلّف، والتزلّف، والتصرّف (تعظيم أعمال الذات/تحقير أعمال الغير)، والتقليد، وهي آفات تؤدّي إلى التساهل في صدق الأعمال، وهو ما يحرم المتقرّب من التوفيق الإلهي. أمّا الممارسة السلفية، ففي مواجهتها للطرق الصوفية، أنتجت جهازاً مفهومياً يقوم على التبديع؛ الذي انتهى إلى تجــميد الأمّة، وظهور آفة التجريد، وآفة التسيس، بما هي ترك للأخذ بالمعاني الروحية، وترك للعمل بالقواعد الأخلاقية، وترك للاستقامة. أما العقل المؤيد فقد أيده د. عبد الرحمان وردّ اعتراضات عنه منها: دعوى معارضتهم للعقل، الغموض، الباطنية، ترك العمل واعتزال الدنيا. " تعليقات" اتبع د. عبد الرحمان طريقة الحجة أبو حامد الغزالي الذي حصر الفرق الطالبة للحق في أربع فرق: المتكلمون، الباطنية، الفلاسفة، الصوفية، وأنتقدهم جميعا حتى وجد أن الصوفية هي الحقيقة التي وجد بها ضالته، وفي هذا بعدٌ عن المنطق المتجرد من الذاتية !! لا شكّ أنّ منطق طه عبدالرحمن وأصالة فكره لا تحتاج إلى شهادة , لكن ما أروده من نقد وتحليل و إجابات ليست أكثر من حجج كلاميّة لا تقنع إلا من يريد التثبّت من أنّ طريق التصوّف الذي يسلكه هو أنجع الطرق و في كلّ شيء و في كلّ الأحوال و في كلّ الأزمان و في كلّ الدول و مهما فعل الشيخ و الطريقة و المريدون !! أكثر من الانتقادات الموجّهة ضدّ السلفيّة الوطنيّة -مثلا- في المغرب لم تقنعني و شعرت أنّ السياسة الانتماء الصوفيّ د هو الفاعل فيها أكثر من المعرفة. تبدو أطروحة د.طه مغلقة على نفسها و فيها إكراه على الإلتزام برؤيته وتماميتها. وفي الأخير أعتذر من هذا الفيلسوف العظيم على ما يشبه انتقادا لأطروحته، ولكنه يبقى عندي بمثابة المعلم العقلي على أكمل وجه.
بعد فصول الكتاب لم أستطع التواصل معها و فهمها جيّداً...
من عنوانه هذا الكتاب يحتاج للعمل كذلك لفهمه...
النَفَس الصوفي والدفاع عن التصوُّف أكثر ما لفت انتباهي للكتاب... ليس ذمَّاً ولا مدحاً ولكن هي ملاحظة خصوصاً أنها المرّة الأولى لي في قرآءة كتاب يحوي في جزء منه عن التصوُّف...
وكعادة كُتب طه عبدالرحمن تحتاج للقرآءة أكثر من مرّة لهضمها جيّداً...
كتاب يوضح فيه طه عبد الرحمن بتفصيل وإسهاب وإطالة المستويات الثلاثة للعقل لديه.. لم أنسجم مع لغة الكتاب اسلوبه واشتقاقاته اللغوية الصوفية ومحاولات اضفاء مشروعية فلسفية عليا للممارسة الصوفية دون نقد كاف.. ولكنه بالمجمل مفيد
الفصل الثاني من كتاب "سؤال الأخلاق" لطه عبد الرحمان (حدود العقلانية المجردة: كيف يمكن التصدي لها أخلاقيا؟)؛ عبارة عن زيادة في التبيين لما جاء في الكتاب من دعاوى عن مسألة العقل والتدليل عليها من وجهة نظر أخرى، وهي: النظرة المقاصدية.ـ