لماذا أصبحت قيم حياتنا مادية إلى درجة أن تستباح معها القيم ويموت الضمير، فتصبح الخساسة شجاعة، والثقة بالناس غباوة، وشعار انهب واهرب هو معيار النجاح؟
تحكي الروائية "هيفاء بيطار" من سوريا، قصص من واقع الحياة في روايتها الرائعة "أحلام نازفة"، تسرد فيها على لسان شخصيات الرواية حال أولئك المستضعفين والمخدوعين الذين يقعون ضحية النصب والاحتيال نتيجة استثمار أموالهم لدى الغير، وهي حالة رائجة أصبحت في عصرنا الحالي، ومن هؤلاء "أبو سليم" هذا الأب العجوز الذي كان سعيداً أنه يتاجر ويجني أرباحاً فاحشة ويوظف ثروته جيداً مع "اسكندر" الشاب الذي وثق به ثقة مطلقة وائتمنه على أمواله... فيطمع اسكندر في ملايينه ويهرب إلى قطر. فالحياة عنده "سارق ومسروق، قدري أن أكون سارقاً، وقدرك أن تكون مسروقاً، ولا يمكن أن تصير ثرياً إن لم تأخذ مال غيرك".
تتوالى الأحداث في الرواية في حبكة درامية مشوقة لشخصيات أخرى في الرواية تقع ضحية هذا السارق ومنهم السيدة "سعاد" الأرملة الفقيرة الذي توفي زوجها وتركها مع ثلاثة أطفال فهي "لا تملك العلم ولا الصنعة ولا المال" لا تملك سوى قلب كبير مشبع بالحب لأطفالها، وبقوة قلب اقتحمت العالم غير مبالية بكل الصعاب" فتحولت هذه المرأة إلى "مقاتلة شرسة عليها أن تعيل أولادها وتقول لنفسها مراراً تماسكي يا امرأة، فأنت أم، أنت أم". ومن خلال شخصية سعاد تثير الروائية هيفاء بيطار قضية هامة تعاني منها أغلب نسائنا في الشرق وهي مفهوم الزواج الذي يخلو من معنى المشاركة والحوار بين الشريكين فكل "ما تفهمه –وكما علموها أن تفهمه– هو أن تهب المرأة جسدها لزوجها كلما رغب بذلك، لم يخطر ببالها يوماً أن ترفضه، ولم تجرؤ على الاعتراف حتى بينها وبين نفسها أنها لم ترغبه أبداً رغم كونه جميلاً، لكن تنقصه أهم صفة هي الإحساس بزوجته، بشريكته في فعل الحب الذي اختزله إلى شهوة محضة".
أيضاً تلقي الكاتبة الضوء في هذه الرواية على قضية هامة وهي الفروقات الطبقية التي أصبحت صارخة في مجتمعاتنا العربية اليوم وانقسام الناس ما بين غني وفقير إلى درجة أن زالت الطبقة المتوسطة والتي بها يتوازن المجتمع وصمام أمان للاستقرار الاجتماعي والسياسي في أي بلد.
وصف الروائية حال سعاد حين دخلت فيلا السيدة فاتن "صعقت من الفخامة التي لم ترَ لها مثيلاً، صحيح أن معظم زبائنها أثرياء، وبيوتهم مترفة، لكن هذا القصر أصابها بصدمة حقيقية".
أحداث كثيرة تخبئها هذه الرواية الشيقة والمثيرة للاهتمام، لطرحها قضايا هامة أصبحت سمة عصرنا الحالي، تنبه فيها الكاتبة إلى الثغرات والأخطاء التي يعاني منها مجتمعنا العربي وضرورة إعادة بناء الشخصية الإنسانية بشكل جديد، يحترم فيه الإنسان كقيمة أعلى في الوجود، وبأن المال هو وسيلة فقط وليس هدفاً لهذا الوجود.
تخرجت من كلية الطب البشري من جامعة تشرين في اللاذقية بدرجة جيد جداً عام 1982. حصلت على الاختصاص بأمراض العين وجراحتها من مشفى المواساة بـدمشق عام 1986. سافرت بعدها سنة إلى باريس للاطلاع وتقوم حالياً بتحضير دراسة عن أسباب العمى في سورية وستقدمها للفرنسيين في مؤتمر طب العيون القادم.
عضو اتحاد الكتاب العرب منذ عام 1994. حاصلة على جائزة أبي القاسم الشابي عن المجموعة القصصية الساقطة عام 2002 من بين مئة وخمسين مخطوط. تطبع رواياتها في أهم دور للنشر مثل دار الرياض الريس بيروت، دار الساقي بيروت ولندن، الدار العربية للعلوم بيروت، دار النهار، دار نلسن بيروت. تطبع لها اتحاد الكتاب العرب أربع مجموعات قصصية وكذلك طبعت لها وزارة الثقافة السورية. تنشر مقالات نقدية عن كتب في الدوريات العربية والمحلية مثل أخبار الأدب، العربي، الدستور.. الخ. لديها مقال أسبوعي كل أربعاء في جريدة الثورة ومقالاً ثابتاً في جريدة الجزائر نيوز كل ثلاثاء.
من الاشياء الجميلة لهذا العام تعرفي للكاتبة السورية هيفاء بيطار استمتعت جدا باسوبها العذب ولغتها الجزلة والكثير من الامور الهامة التي تطرقت لها في روايتها الرائعة رواية تستحق القراءة والتامل اول قراءة للكاتبة ولن تكون الاخيرة
يااااااااااااااااااا مااهذه القصة ...كانت بدايتي مع هيفا في القراءة في ايقونة بلا وجه..شدني اسلوب الالم والحزن في رواياتها لتاتي هذه الرواية فتتوج هيفا نعم هذه الرواية خليط من مشاعر متشابكة معذبة وحزينة تتجرع الالم في كل صفحة بل يتملك الحزن ليستولي عليك فتصبح اشد الما من ابطال الرواية نفسها ...جرعات الالم حادة في هذه الرواية قصة حزينة ...سارق نصاب اسكندر لم يسرق مال الضحايا فحسب سلب روحهم واملهم في الحياة قضى على ارواحهم ونهب املهم واحلامهم ...سلب روحهم ولوثها بالحقد والكراهية نهاية مؤلمة وحزينة ...
جأني هذا الكتاب هدية...حاولت لعدة مرات أن أبدا فيه و في كل مرة كان يحدث شي و يتأجل الموضوع...قررت حسم الموضوع و قراءة الرواية
الرواية تتحدث عن "اسكندر" الحرامي الذي سرق عدة أشخاص...و تتناول قصة كل أحد من المسروقين على حدا رغم تداخل كل منهم مع بعض ...البداية كانت جميلة و سلسة و شدتني و فيما بعد بدأت الاحداث تتعقد و تتداخل و تتشابك مما أكسب الرواية رونق خاص...أحببتها رغم أن لدي بعض التحفظات عليها
كتاب صادق وحكيم في رؤيته لدوافع الأشخاص والخير والشرور. اللغة جميلة والكاتبة استطاعت عبر قصص الشخصيات أن تقنعنا بمجريات الرواية النازفة. كان من الممكن لي أن استمتع بالرواية أكثر لو لم تدخل الكاتبة في شروحات مطولة للمشاعر. كنت على وشك التوقف عن القراءة حتى حصل فيها أمر مباغت واعاد شدي إليها. التنقل بين اصوات الشخصيات وصوت الكاتبة كان أيضا مشوشا خصوصا أن التنقل هذا لم يكن دوما سلس. في بعض الأحيان وددت لو تخبرنا ماذا يحصل من خلال الأحداث لا من خلال شرح المشاعر. الأمر غير المقنع بالنسبة لي كان يأس سليم لسنة كاملة قبل أن تطرأ عليه فكرة الانتقام البشع الذي جاء بها والابشع كانت فظاعته. نجحت الكاتبة في جعلنا نفهمه ونحبه ونكرهه.
روايه كتير عليها نجمتين,طويلة جدا ورغي وحكي ,وكلام مكرر,البداية كانت رائعه والشخصيات جيدة,ولكن سليم وافكارة وكلامه مع نفسه طويل جداااا. يعني لو ماقرأت الرواية مش حتخسر اي شي.