نبذة الناشر: الاستسلام لبعض العيوب التي لا سبيل إلى التغلب عليها أخف بكثير من الحرب الخاسرة التي نعلنها فيضحك منها الناس. نعمة كبرى... أن نقضي أعمارنا عائشين في المجهول فكثير منا لو علم... لندم على أنه علم، وأسدلت الستار على النهاية الغامضة ثم نسيتها نوعاً ما... لكن المصباح والصورة الكبيرة كانا يذكراني بها كل مساء ويحملاني على أن استعيد القصة التي بدأت من قبو السلم وانتهت بزيارة في الصيف.
وبقيت كذلك حتى رأيت ذات صباح، وأنا في طريقي إلى المدرسة لاصق الإعلانات يغطي صورة "القبلة" بصورة لرجل شريد... عملاق ضخم يحمل عصاً وحقيبة ويضرب سائر في الأرض جائعاً نصف عريان. فهمست وأنا أنقل حقيبة الكتب الثقيلة من يد إلى يد: آه... كل يوم يخرج من حسابنا إلى الأبد والماضي لا يعود.
هو أحد رموز الرواية في الأدب العربي الحديث ، ومن أكثر الذين تحولت أعمالهم الأدبية إلى أفلام سينمائية بسبب ما تميز به من ثراء في الأحداث والشخصيات والبيئة المحيطة بها .. وهي الخصائص التي ميزت أعماله عن سائر الروائيين من جيله.
من مواليد 2/3/1913 بمحافظة البحيرة ، وتخرج في مدرسة " دار العلوم " العليا عام 1937 . نشرت أول قصة له ، وهو ما يزال طالبا في عام 1933 ، وعمل بعد تخرجه محررا بمجلة " مجمع اللغة العربية " حتى أصبح رئيسا لتحرير مجلة المجمع .
عين مساعدا لسكرتير عام نادي القصة ، وجمعية الأدباء في 21/4/1963 ، وعين عضوا لمجلس إدارة جمعية الأدباء في 1/11/1967 .
من أهم مؤلفاته :- ( بعد الغروب – شمس الخريف – الجنة العذراء – للزمن بقية – شجرة اللبلاب ..وغيرها ) كما كتب العديد من القصص القصيرة .
ترجم العديد من أعماله إلي اللغات الفارسية ، والإنجليزية ، والفرنسية ، الإيطالية ، والصينية ، والألمانية ، كما تحولت معظم رواياته إلي أفلام سينمائية .
الجوائز التي حصل عليها:
جائزة المجمع اللغوي عن قصته " لقيطة " عام 1947 .
جائزة وزارة المعارف عن قصة " شجرة اللبلاب " عام 1949 .
جائزة إدارة الثقافة العامة بوزارة المعارف عن روايته " بعد الغروب "عام 1949 جائزة الدولة التشجيعية عن قصة " شمس الخريف " عام 1953 .
كما أهدي الرئيس الراحل أنور السادات لاسم محمد عبد الله وسام الجمهورية .
أنشئت مكتبة أدبية باسمه في قريته " بولين " التابعة لكوم حماده بمحافظة البحيرة. وأقيم متحف بجوار ضريحه في قريته ، وأبرز ما يوجد في المتحف المخطوطة الأولي لقصته " غرام حائر "
لولا بعض القصص لأعطيتها العلامة الكاملة بلا إحراج مجموعة قصصية في غاية الإمتاع والجمال والرقي , هذا الرجل يمتلك سرد رهيب وأسلوب مدهش في جذب مخيلة القارئ والقدرة على ملئ صفحات كاملة من قصص إجتماعية ونفسية دون أن تشعر بالملل .. أحب أقرأ أن لهؤلاء الكتاب الذين تبقى ذكرى كاتباتهم في قلبي ويشعلون جمر الشوق والدفء في الروح في جوف الليل..
بعد القراءة الثالثة له أستطيع أن أصنفه ضمن النخبة الأولى من الأدباء العرب الذين قرأت لهم , جنباً الى جنب مع نجيب محفوظ وآخرين..
التقييم 4 نجوم وقُرأت في الفترة ما بين الاربعاء ١٠ / ٦ الي السبت 13 / 6
والأستاذ عبد الحليم أحسبه مظلوماً بين القراء في جيله بعض الشئ رغم أنه صاحب جوائز عديدة وأحوال حُولت للناظرة علي الشاشة الفضية وكذا هو مصيره للاسف الآن التجاهل من عموم القراء عامة والخاصة كذلك ولا أعلم لذلك سبباً ولم أهتد إلي درب سليم وسمت يقودني إلي حقيقة رغم أنه صاحب قلم مبدع ولغة رصينة وبلاغة وضاحة وحس مرهف وفكر بين ، وأنني شخصياً أضعه في محاذاة فارس الرومانسية الأستاذ يوسف السباعي في رومانسيته التي تنضح في الكثير من الأعمال ، لا يجئ في ذهنك هذه الرومانسية الفجة والتي معها يعيش صاحبها في برج عاجي هو ومحبوبته بعيداً كل البعد عن الواقع ، بل هو ممتزج به امتزاج الزبد في البحر ، مستحيل أن ينفك الاول عن الثان .
والمجموعة القصصية هنا تحتوي علي ستة عشرة قصة قصيرة ،إذا أردت أن تشاهد المساويات بعينك وتتفاعل معها بروحك ، وتحفز التخيل هو الاخر علي العمل فعليك بهذه المجموعة ، ففيها الدراما امتزجت بالمآسي امتزاجا قويا ، عنيفا ، اللين والهوادة بعيدين عنه كل البعد . فمثلا هذا الرجل الذي كان يريد أن يجهز ابنته وليس معه ما يكفيه من نقود 5اختلس أموال من المشفي الذي يعمل فيه ليشتر الحلي الذهبية ودارت الدائرة الحلزونية والابنة تعبت ولم تبرأ من المرض وتعود إلي سابق العهد الا بعد صرفت الحلي وابعتدها عنها إلي الأبد . او مثلا الرجل الذي كان يذهب الي مدرسة ابنه كل يوم وينتظره ان يخرج ولكنه لو ظل واقفا فالطفل لن يخرج ، ولن يجر ناحيته ويلق بالحقيبة إليه لأنه فارق الحياة وفاضت روحه الي الرب في الملكوت .
وبعض القصص أيضا لا تخلو من صراعات بين أمور مختلفة تدور في المجمتع الخارجي ولها عظيم الأثر علي الفرد والعالم المحيط به من علي سبيل المثال لا الحصر : الصراع والتناحر الدائم الذي سيظل دائر أبد الدهر بين القديم والجديد ، بين التقليدي والعولمة والانفتاح . ما يحدث لابناء الريف عند انتقالهم الي المدن ومحاولة تقليد،ابناءها تقليدا اعمي كله سماجة وسخف . وهكذا دواليك علي طول القِصص .
ولي أن اعترف أن الأستاذ عبد الحليم ، المشهدية السنمائية هنا عنده عالية للغاية ، فالمشاهد الموصوفة اراها كما لو كانت امامي تحدث بالفعل وهذا تجلي في القصة الاولي " خطيئة وغفران " ولكنه موجود علي طول خط القصص .
من المقتبس : # " والصمت مزرعة خصبة تنمو فيها كل فكرة "
# " آه ... كل يوم يمر يخرج من حسابنا إلي الأبد والماضي لا يعود !"
# " نعمة كبري .. أن نقضي أعمارنا عائشين في المجهول . فكثير منا لو علم ... لندم كثيراً علي أنه علم . "
# " الاستسلام لبعض من العيوب التي لا سبيل إلي التغلب عليها ، أخف بكثير من الحرب الخاسرة التي نعلنها فيضحك منها الناس .... "
عندما درسنا فن الرواية في الصف الثالث الثانوي، وردت أسماء لرواد الكتابة العربية، ولا زلت أذكر عبارات وُصف بها بعضهم، فمثلًا أشار الكتاب المدرسي إلى أن بعض الكتاب خلت كتاباتهم إلا مما يتناول علاقة المرأة بالرجل، "وكأن الدنيا خلت إلا من تلك العلاقة"، وعلى رأس هؤلاء-بالطبع-هؤلاء يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس، بينما وُصف محمد عبد الحليم عبد الله إنه "كاتبٌ قصصي من الدرجة الأولى"، وقد حفظت تلك العبارات حتى اللحظة، وفهمت ما يرمون إليه بوصف السباعي وعبد القدوس، لكني لم أفهم ما المقصود بأنه كاتب قصصي من الدرجة الأولى. لم يكن مهمًا أن أفهم وقتها، فالمهم أني حفظت كالببغاء وكتبت في الامتحان وحصلت على درجة لا بأس بها في امتحان اللغة العربية.
واليوم بعد أن اختتمت قراءة هذه المجموعة تذكرت سؤالًا ألقاه أحد أساتذة قسم اللغة العربية في كلية الآداب علي وزملائي من طلبة ماجستير اللغة الإنجليزية: "من منكم قرأ جميع أعمال نجيب محفوظ مثلًا"، فقلت: لا أحسب أحدًا يقرأ أعمال كاتب واحد وحسب طوال الوقت، فلابد من التنويع، وعمومًا إن كان هناك كاتب قرأت له أكثر من سواه فلا ريب عندي أنه "محمد عبد الحليم عبد الله". عندما أجبت لم أكن قد عددت ما قرأت وما لم أقرأ، واليوم فعلت فوجدتني لم أكذب حينها. ورغم إنني فهمت اليوم ما قصدهم بـ"كاتب قصصي من الدرجة الأولى" لا يسعني أن أشرحها مهما بلغ إدراكي لها. ************************************************** لن أطيل الحديث عن تقييم العمل فأربع نجمات من خمس تكفي لأن توضح إعجابي به رغم افتقاره أحيانًا إلى بعد العناصر الفنية للقصة القصيرة،كما أن رأيي لن يتغير-حتى مع كاتبي المفضل على الإطلاق-بأن يوسف إدريس أستاذ القصة القصيرة بلا منازع. هذا ما قلت لنفسي عندما وجدت بعض القصص قد تجاوزت القصة القصيرة بقليل وإن لم تصل إلى حجم الرواية، إلا أنه في حين يكتب يوسف إدريس بواقعية شديدة، وأحيانًا قاسية، فإن ما تكتبه أنت يعرف طريقه إلى القلب دون عناء؛ إذ تكتب عن البسطاء وكأنك تراهم بقلبك لا بعينيك، وتحكي عنهم وكأنك تحكي عن حالك أنت، وتصل إلى خلاصة ما تريد أن تقول دون أن تقوله، وهذا أبلغ ما يصل إليه الأديب الأريب. ************************************************** أكثر قصص المجموعة أمتعني، إلا أن القصة التي شدتني أكثر من سواها هي "أقصر طريق"، تلك التي تتحدث عمن يرضون بالقليل لا عن قناعة وإنما عن خنوع وعدم تفرقة بين الرضا والاستسلام أو بين الطموح والطمع. تبدأ القصة بمقولة: "إن الذي يقنع من الدنيا بالنهايات الصغرى تبخل عليه الدنيا بكل شيء". وفور أن قرأتها تذكرت أستاذًا لي كان يقول لنا دومًا في العام الأول من الثانوية العامة: "من يضع نصب عينيه أن يحصل على الدرجات النهائية سوف يحصل عليها أو يقترب منها على الأقل، ومن يدخل الامتحان وهدفه النجاح وحسب فمن المحتمل ألا يبلغ حتى هذا النجاح". وتلك عبارة لا أنساها، ليس في الدراسة فقط وإنما في كل خطوة أخطوها. ************************************************** اشتقت إليك صديقي القديم، اشتقت إلى سردك العذب الذي يجعلني أود أن أطير سبعين أو ثمانين عامًا إلى الوراء، فأنا بعد لم أغير فكرتي الحمقاء بأن الماضي دائمًا أفضل من الحاضر وبأن زمان الذين سبقونا خير من زماننا، حتى بعد أن أكدت لي أن "الماضي لا يعود". **************************************************
الحرب فى عالم القلوب حرب غريبة فبعض القلوب يهجم يهجم على البعض الآخر وهو لا يحس أن يقاتل .
................................................
مجموعة قصية متميزة فنيا قوية على المستوى الإبداعى نؤكد معها بما لا يدع مجالا للشك ان عبد الحليم عبد الله صنع عالما خاصا به ومساحة لا يشاركه فيها أحد فى عالم الادب ،عالم له سحره وبريقه الخاص .
.........................................
وفى النهاية أنقل عن الكاتب :
" كل يوم يمر يخرج من حياتنا إلى الأبد ، والماضى لايعود".
مجموعة قصصية جميلة .. محمد عبد الحليم عبد الله من الكتاب اللذين لهم مكانة خاصة بقلبي .. فهو صديق الفقراء و البؤساء يصف معاناتهم برقة و عذوبة فلا تنفر من فرط الكئابة و لكنك تشعر نحوهم بالشفقة و الأسي .. حقيقة أنني أحب قصصه لأنها تحمل معني ما بنهايتها .. ربما هذا لا يعجب بعض الكُتاب و يسمونه أسلوب مباشر و لكنني أفضل أن أخرج بمعني بدلا من التجول بلا هدف بداخل القصة. أكثر القصص التي أحببتها .. خطيئة و غفران (أجملهم) .. الماضي لا يعود .. أقصر طريق .. الساكنة الجديدة .
المره الثانية لقرأتى للكتاب الحقيقة من اجمل القصص التى قرأتها ، لكل قصه طابعها ال��اص والدرس المستفاد منه ، اسلوب الكتاب رائع ولو انه فى حقبه غير حقبتنا ولكن الشى الوحيد المشترك بين كل عصر هو التعلم ، مهما كان عمرك فتظل فى تلميذ فى مدرسة الحياه .
أول مرة اقرأ مجموعة قصصية لمحمد عبد الحليم عبد الله! وللحق هى مجموعة قصصية عجيبة، اذ بعض القصص فيها يصل طولها لـ30 صفحة!
لا شك ان محمد عبد الحليم عبد الله هو عميد الادب التراجيدى الحزين – وربما الكئيب – على المستوى العربى، لكن في مجموعة "الماضى لايعود" هذه، تشعر لأول مرة معه بأنه تخلص من تلك التهمة البغيضة وبدأ ينسج لك قصصا ممتعة جميلة فيها الكثير من الفلسفة والحكمة والتأمل في أحوال الحياة والزمن، وبها كذلك الكثير من التعبيرات الخلابة والجذابة كذلك التي تأسرك. الملفت للنظر هو ان تلحظ ان للكاتب قدرة مميزة على رسم صورة جميلة مشتملة على مؤثرات درامية موحية، في خلفيه مشاهد قصصه القصيرة، تشعر معها كأنما ان هذا الكاتب المحترف قد نصب نفسه مخرجا سينمائيا يرسم مشاهد فيلمه القصير ببراعة، فوق كونه كاتبا مجيدا أيضا!
الحقيقة لقد تمتعت بقراءة هذه المجموعة وادعوك عزيزى القارئ انت الآخر لاعادة اكتشاف هذا الكاتب المهم – والمنسى - عبر هذه المجموعة اللطيفة "الماضى لا يعود".
"الماضي لا يعود" و "الضفيرة السوداء" من أول الكتب التي أثّرت فيّ وفي كتابتي . مجموعتان قصصيتان للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله، هما في مكتبة بيتنا منذ صغري، أسلوب الكتابة فيهما جميل، لطيف، ومُشوّق. القصص ذات مغزى عميق وهادفة جداً. أنصح بهما خاصة لمبتدئي القراءة كلما ذكرتهما ذكرت مرحلة الطفولة والمراهقة <3
تتباين قصص الكتاب إلا أننى أراها تشترك فى طابع الحزن ، بالطبع هى من أرض الواقع لكن كان من الممكن أن تلقي بضوء يحمل بين ثناياه اﻷمل و إشراقة الحياة و بالرغم من ذلك فقد جذبنى أسلوب الكاتب و تعبيراته البلاغية و إن كنت آخذ عليه شرح هذه التعبيرات ، فما دور القارىء إذن
مجموعة قصصية جيدة يتفاوت مستوى قصصها من عادى لجيد واكثرها جودة هى القصة الاخيرة اسلوب كتابة سهل وتتميز القصص بالواقعية وانعا اجنماعية جدا فلا خيال فيها وكأنك تقرأ قصة حياة احد المحيطين بك