ناقة لا عقل لها تسببت في حرب استمرت اربعين عاما .. يخرج المواليد ويكبرون ويموت الشيوخ وهى لا زالت مستعرة تلك هى حرب البسوس التى قامت في صحاري ومضارب الجزيرة العربية وتلك هي الحرب التى تدور حولها مسرحيتنا التى كتبها الأديب الكبير/على أحمد باكثير يصور لنا كيف كانت تلك الحياة ومن أين بدأت وكيف انتهت في سطور هذا الكتاب. فندخل معارك ونهيم على وجوهنا في الصحاري نشهد صراعات بني بكر وتغلب والحمية العربية التى بقيت نيرانها مشتعلة اربعة عقود مع هذا الكتاب نتابع تلك الاحداث فهلموا بنا اليها.
هو علي بن أحمد بن محمد باكثير الكندي، ولد في 15 ذي الحجة 1328 هـ في جزيرة سوروبايا بإندونيسيا لأبوين يمنيين من منطقة حضرموت. وحين بلغ العاشرة من عمره سافر به أبوه إلى حضرموت لينشأ هناك نشأة عربية إسلامية مع إخوته لأبيه فوصل مدينة سيئون بحضرموت في 15 رجب سنة 1338هـ الموافق 5 أبريل 1920م. وهناك تلقى تعليمه في مدرسة النهضة العلمية ودرس علوم العربية والشريعة على يد شيوخ أجلاء منهم عمه الشاعر اللغوي النحوي القاضي محمد بن محمد باكثير كما تلقى علوم الدين أيضا على يد الفقيه محمد بن هادي السقاف وكان من أقران علي باكثير حينها الفقيه واللغوي محمد بن عبد اللاه السقاف. ظهرت مواهب باكثير مبكراً فنظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وتولى التدريس في مدرسة النهضة العلمية وتولى إدراتها وهو دون العشرين من عمره.
تزوج باكثير مبكراً عام 1346 هـ ولكنه فجع بوفاة زوجته وهي في غضارة الشباب ونضارة الصبا فغادر حضرموت حوالي عام 1931م وتوجه إلى عدن ومنها إلى الصومال والحبشة واستقر زمناً في الحجاز، وفي الحجاز نظم مطولته نظام البردة كما كتب أول عمل مسرحي شعري له وهو همام أو في بلاد الأحقاف وطبعهما في مصر أول قدومه إليها.
سفره إلى مصر
وصل باكثير إلى مصر سنة 1352 هـ، الموافق 1934 م، والتحق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) حيث حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الأنجليزية عام 1359 هـ / 1939م، وقد ترجم عام 1936 م أثناء دراسته في الجامعة مسرحية(روميو وجولييت) لشكسبير بالشعر المرسل، وبعدها بعامين -أي عام 1938م - ألف مسرحيته (أخناتون ونفرتيتي) بالشعر الحر ليكون بذلك رائد هذا النوع من النظم في الأدب العربي. التحق باكثير بعد تخرجه في الجامعة بمعهد التربية للمعلمين وحصل منه على الدبلوم عام 1940م وعمل مدرسا للغة الإنجليزية لمدة أربعة عشر عاما. سافر باكثير إلى فرنسا عام 1954م في بعثة دراسية حرة.
بعد انتهاء الدراسة فضل الإقامة في مصر حيث أحب المجتمع المصري وتفاعل معه فتزوج من عائلة مصرية محافظة، وأصبحت صلته برجال الفكر والأدب وثيقة، من أمثال العقاد وتوفيق الحكيم والمازني ومحب الدين الخطيب ونجيب محفوظ وصالح جودت وغيرهم. وقد قال باكثير في مقابلة مع إذاعة عدن عام 1968 أنه يصنف كثاني كاتب مسرح عربي بعد توفيق الحكيم.
اشتغل باكثير بالتدريس خمسة عشر عاماً منها عشرة أعوام بالمنصورة ثم نقل إلى القاهرة. وفي سنة 1955م انتقل للعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصلحة الفنون وقت إنشائها، ثم انتقل إلى قسم الرقابة على المصنفات الفنية وظل يعمل في وزارة الثقافة حتى وفاته.
ما بين مصريته بالتجنس و الاقامه و الهوى و بين اليمن حيث اصله و صباه اظن ان الكاتب تنازعته الحرب بين الشقيقتين فكأنه أراد بإحياء حرب البسوس تنبيه العرب الى العدو الحقيقى و يدعوهم الى الوحده و نبذ الفرقه.
اختار باكثير لحظه مفصليه من حرب البسوس اجتمعت فيها كل المتناقضات فصارت خير مثال لواقع الستينات الذى لم يزل يلقى ظلاله علينا حتى اليوم فى سوريا و اليمن و العراق و ليبيا فى حرب بسوس جديده لن تتوقف الا بالتراحم.
’الحارث: أبشروا يا معاشر العرب في الشرق وفي الغرب وفي الشمال وفي الجنوب. اليوم تجتمع كلمة العرب، وغداً لن تكون أرض العرب إلا للعرب.’
هكذا أختتم على احمد باكثير المسرحية، وهذه هي مُنية العرب من عصر بني بكر وبني تغلب، ومن عصر كليب وائل، وعمرو بن الحارث، وبني خيبر ويثرب وتظل هذه الأمنية عالقة تستعصى علينا في عصر الإمارات العربية، والنفط السعودي، والدواعش الإرهابية، وأنهيار سوريا الآبية، وفلسطين المحتلة، وبغداد الضائعة، واليمن المغتصبة. فقد ذهبت العصور وتغيرت الأبدان ورحل الأقوام وجاءت الديانات وجاء سيد الخلق محمد بن عبدلله - صلى الله عليه وسلم - ورحل وتفرق العرب فأجتمعوا فتفرقوا وإزدادوا فُرْقَةُ وطوائف كثيرة، وأتفق العرب على ألا يتفقوا على شيءٍ في جميع العصور بالأبيض والأسود وبالألوان في الصحراء، وبالحضر، في القبائل وفي الشعوب، بالمجتمعات والإمارات والمماليك ولايزال العرب متفرقين مشتتين.
قال اليهود للروم: ’’إننا على اختلاف ديننا نحن وأنتم إنما نعمل لغاية واحدة هي تفريق كلمة العرب وتمزيق وحدتهم، حتى يتسنى لنا أن نخضعهم ونخضع بلادهم لسلطان الروم’’
فإلى متى سنظل هكذا؟ ألن تتوحد راية العرب إلا في رحمة المهدي المنتظر؟ وبعودة المسيح مرة أخرى؟ معاذ الله أن يتحد قوماً جهلاء. مسرحية حرب البسوس لكاتبها على احمد باكثير – رحمه الله –
إن كنت من هواة المسرح أو لا، إن زُرت خشبة المسرح من قبل إما واقفاً، أو على مقربة منها، لو رأيت الستار الأحمر من قبل مصفقاً، او مُصفَق لك، كيفما تكون درجة حبك للمسرحيات من عدمها، فلابد أن يكون جاء لذهنك يوماً أسم على احمد باكثيررحمه الله. فأنت يا صديقي في حضرة رائد المسرحية العربية الحديثة ورائد الأدب الأسلامي الأول، مؤلف وإسلاماه، والتوراه الضائعة، وحرب البسوس، وهكذا لقى الله عمر. أنت في حضرة كاتب الفرعون الموعود، ودار ابن لقمان، وأوزوريس، وسر شهرزاد، وهاروت وماروت، وشعب الله المختار إن كنت تعجب بالأدب المسرحي أو لا، فإن أحمد علي باكثير يحملك على حب المسرحيات طوعاً أو كرهاً. ذلك الكاتب الإندونيسي، الذي عاش عمره الأول بحضر موت، ثم الحجاز وأكمل حياته الأدبية وأشتهر وتألق بداخل المحروسة مصر. فإن لم تقرأ لعلي احمد باكثير من قبل، فأنت لم تقرأ مسرحيات ابداً. أما بخصوص مسرحيته حرب البسوس فهي واحدة من مسرحياته الصغيرة الرائعة، التي تتحدث عن الحرب الآفلة بين قبيلة بني تغلب بقيادة كليب بن وائل، والمهلهل، والزير سالم، ضدد قبيلة بكر بن وائل بعدما قُتل الكليب بن وائل على يد الجساس بن مرة الشيباني.
وهنا تدور المسرحية حيث الفتنة وتلاعب اليهود واعداء العرب بهم حتى أستمرت تلك الحرب أكثر من أربعين العام فيُشير التاريخ إلى أنّ الحرب لم تضع أوزارها إلا بعد أربعين عاماً من اندلاعها عام 534 ميلادي. وعند البعض الأخر بضعة وعشرين عاماً فقط.
فمتى أيها العرب ننظر لعدونا الحقيقي بحق؟ فعدونا الأن يعيش بأراضي فلسطين المحتلة يتغنى بنعيمها، ويتوغل في أرجاء بلادنا العربية. فإلى يوم معهود ننتظر.
أحمد باكثير هو الأب الحقيقي للمسرح الإسلامي العربي والقادر بجدارة أن يحكي تاريخ العرب والإسلام من خلال مسرحيات لا توصف إلا بكونها عبقرية .. وخالدة وحرب البسوس احدى روائعه العبقرية الخالدة
أطول حروب العرب بين قبيلتي تغلب وبكر أولاد العم، دارت رحاها علي مدار أربعون عاماً متصلة ضاع فيها خيرة شباب العرب ووهنت بها قواهم لصالح الفرس واليهود والحبش، يعيد علي أحمد باكثير زيارة أحداثها بمسرحية ممتعة يبرز فيها قيم النبل والتعقل والتضحية، ويعيد المجد لشخصيات بخس التاريخ حقها كأمروء القيس والمهلهل بن حارثة ، تختصر وقائعها الكثير من واقعنا العربي المخزي وتسلط الضوء علي الحلول التاريخية الممكنة.
يمتاز الأديب الكبير علي أحمد باكثير بأسلوب سرد سهل ممتنع ، فهو قادر على تبسيط أحداث التاريخ المتشابكة ومواقفه الغامضة فيسخر الحدث لاستخلاص القيم والعبر بالتلميح حيناً والتصريح حيناً فلا يمل القارئ ولا يشتت.
رحم الله الرجل ليس فيها حبكة وقد اساء كثيرا حين لم يعرف بالابطال ولا بالسياق كأنه كان ينتظر ان تكون المسرحية لمن عرف التاريخ لا لكل قارئ عامي للاسف احسست بخبط كثير خاصة ان هذه التفاصيل تفرد هو بها رحمه الله فم اقرأها في مكان غيره وهي مخالفة للشائع المروي واخشي اني كون فعل هذا في اطار حلم القومية العربيه حيث اتي باحداث لا اعرف لها اصلا وزرعها ليوصل لنا ان الامر بالنهايه سببه حقد اليهود علي العرب كأنه رحم الله تأثر بهذه الموجه الفاسده من القومية العربة خاصة ان القصة ليس لها مثدر تاريخي وحتي هو م يراع المنهج العلم في ذكر مصادره تجربة سيئة للاسف اما ادعاء البعض ان من حق الروائي ان يسيغ التاريخ كما يريد ويغير حقائقه فهذا تخريف وخبط وهذر وبله لايقبله عقل رحم الله الرجل
مسرحية لطيفة وان كانت مكتوبة في صورة حوارات بسيطة لا عمق لها او فلسفة فكرية تحتاج من القارئ الغوص في كلماتها ، اقرب الى مسرحيات مسرح الجامعة او المدارس الثانوي، الا انها بالنسبة لى تغيير في نمط القراءة . اعجبني رغم بساطتها اولا انها ليست مملة ابدا ، وثانيا انها لم تتناول اسباب الحرب وبدايتها كما تناولها ما سبق كتابته عن حرب البسوس وانما تكلمت عن اثارها حين رصدت الاحداث بعد 20 عاما من بداية الحرب. واخيرا فانها كانت لها فكرة مهمة جدا صالحة لكل الازمان حتى يومنا هذا وهي ضرورة نبذ التناحر بين العرب فيما بينهم والتوحد لمقابلة العدو المشترك ، سواء كان التناحر بين بلدان او بين طوائف واثنيات داخل البلد الواحد او قبائل من اصل واحد كما هو حال ديار بكر وديار تغلب فاصلهما من الحد وائل. وركزت المسرحية على دور الاخوين اليهوديين في بدء الحرب واستمرار النفخ فيها لتبقى مشتعلة-لا اعلم ان كان ذلك حقيقة تاريخية ام هو تصور الكاتب- ولكنها نقطة هامة اكدتها كتابات اخرى مثل احجار على رقعة شطرنج وشهود يهوه وغيرها في ارجاع اي حرب او تشرذم وفرقة اوو ثورة في العالم الى اياد يهودية تحركها في الخلفية.
رائعة .. رائعة !! الأسلوب.. الكلمات.. التشبيهات.. الكاتب قص فأبدع في سرد حدث جلل في تاريخ العرب .. تكاد تشعر بكل سيف ينسل من غمده و بكل ذرة غبار يخلفها جواد .. وكأنك بالقرب من مضارب القبائل المقاتلة فتسمع بأذنك حديثهم و تأخذك الحماسة حين تقرأ أن أحدهم قام فأنشد شعراً فـ كأنك بين الحضور واقف.. لو قرأت تلك الصفحات بدون علم مسبق بهذا الحدث الجلل فـ هيهات أن يمكنك خيالك من تنبوء احداث تلك المسرحية.. لكني أعيب على الكاتب القفز بالزمن لفترات بعيدة تخرجك من الحدث و تشتت إنتباهك ولكني ألتمس له العذر بأنه أراد أن يجمع ذلك الحدث في تلك الصفحات القليلة.. على كُلًا.. كتاب رائع.. ومسرح��ة غاية في الأبداع تنافس أعمال شكسبير و غيره ..
أطول حروب العرب بين قبيلتي تغلب وبكر أولاد العم، دارت رحاها علي مدار أربعون عاماً متصلة ضاع فيها خيرة شباب العرب ووهنت بها قواهم لصالح الفرس واليهود والحبش مسرحية جميلة جدا
http://wwwmahmoudkadrycom.blogspot.co... سؤال يوسف زيدان: لماذا قالتِ العربُ ، قديماً : لولا الإسلامُ لأكلتْ تَغلِبُ الناس . تلك المقولات العامة مجهولة القائل,لما تنتشر وتتداولها ألسنة الناس كأنها حقيقة ثبتت بالتجربة,إنما تعبر عن وعي جماهيري عام بظاهرة معينة,ومنها تلك العبارة"لولا الإسلام لأكلت تغلب الناس"تعطينا دلالة واضحة عن رؤية العقل الجمعي للعرب لتلك القبيلة وتُستوضح تلك الدلالة أكثر,في السير الشعبية الخالدة من جيل لجيل,فالسيرة الشعبية الشهيرة"الزير سالم"هي للمهلهل ابن ربيعة أحد أشهر التغلبيين في طوال تاريخها,ولقصته الدرامية وشخصيته العنيدة وحبه لأخيه تحول لشبه بطل أسطوري في الخيال الشعبي العربي الذي اعتبر"إنه لولا الإسلام لأكلت تغلب الناس"...سيرة الزير تقدمهم علي أنهم كانوا يأكلون الناس حرفياً!! ".....وتقدم الزير وضربه بالسيف علي رأسه فقطعه ثم وضع فمه علي عنقه حتي مص دمه وكان الجرو ينهش في لحمه حتي شفي فؤاده ونال مراده"هكذا تبرز السيرة الشعبية كيف كان الزير وابن أخيه كليب يتعاملان مع أعدائهم,وتبرز لنا شخصية المهلهل المُهاب قاتل الفرسان الذي لا يلين والأخطر من ذلك دور المرأة في مسار الحرب ,فحرب البسوس بدأت بامرأة سميت الحرب علي اسمها-في أشهر الروايات-وفي السيرة لما رق قلب الزير لجليلة وقرر أنه سيوقف الحرب لو وافقت اليمامة ابنة كليب...ولكن ابنة كليب المُوصي أخاه بدمه قبل أن يموت وهو عطشان:" يقول كليب اسمع يا مهلهل - - - مذل الخيل قهار الأسود على ما حل من جساس فيا - - - طعني طعنة منها بعود ايا سالم توصى باليتامى - - - صغار بعدهم وسط المهود واسمع ما اقلك يامهلهل - - - وصايا عشر افهم المقصود فأول شرط اخوي لا تصالح - - - ولو اعطوك زينات النهود وثاني شرط اخوي لاتصالح - - - ولو اعطوك مالا مع عقود وثالث شرط اخوي لاتصالح - - - ولو اعطوك نوقا مع كاعود ورابع شرط اخوي لاتصالح - - - واحفظ زمامي مع عهود وخامس شرط اخوي لاتصالح - - - وقد زادت نيراني وقود وسادس شرط اخوي لاتصالح - - - فان صالحت لست اخي اكيد وسابع شرط اخوي لاتصالح - - - واسفك دمهم في وسط بيد وثامن شرط اخوي لاتصالح - - - واحصد جمعهم مثل الحصيد وتاسع شرط اخوي لاتصالح - - - فاني اليوم في ألم شديد وعاشر شرط اخوي لاتصالح - - - والا قد شكوتك للمجيــــد" لم يكن يُنتظر منها أن تقبل...إلا بشرط واحد-مستحيل تحقيقه!-: "إنا لا نصالح حتي لا يبقي منا أحد يقدر أن يكافح وإذا كان عمي عجز عن قتالكم فأنا أنوب عنه وألتقي أبطالكم ثم ختمت الكلام بهذا الشعر والنظام: قالت اليمامة من قول صادق ياجليلة اقصري عنا عناكم أنت وأخوالي وكل عشائري لا يزيد لفظكم ولا لغاكم قتلتم الماجد والدي كليباً غدراً وماله ذنب معاكم جساس طعنه من قفاه بحربة ودعاه الغبرا حقير حداكم و إنا وإخوتي بقينا بذلة نمسي ونصبح ولا ننسي بلاكم إنا لا نصالح حتي يقوم والدي ونراه راكب يريد لقاكم لو عاد كليب للحياة حينها فقط سيرحم التغلبيون بني بكر ويرفعون عن أعناقهم السيف الذي أذاقهم كلهم الموت,سيف المهلهل الذي علي بني بكر أقسم :"برب الأنام إني لا أترك منكم شيخ ولا غلام ثم مال وجال...." كليب الذي كان يضرب به المثل في العز,والجبروت والسطوة حتي أنه سمي كليب لجرو كان يطلقه لو أعجبته أرض ويكون حد سيطرته علي الأرض الموضع الذي ينقطع فيه صوت الجرو! بل كان يحمي مواقع السحاب في السماء ويحمي الوحش في الأرض فلا يُهاج! حتي جاءت القشة(الناقة) التي قصمت ظهر احتمال أقاربه بعد أن ملكوه عليهم عقب يوم خزار فكان منه ما كان,فكانت سبباً لاندلاع الحرب أربعين سنة,وبعد مئات السنين استنطقه أمل دنقل مرة أخري في واحدة من أروع قصائده وأشهر القصائد في القرن العشرين "لا تصالح",تلك الصحية العصية علي الموت والفناء كلما واجه العربي خيارين إما الدعة والراحة أو الحرب والقتال,دوماً يجد تلك الصيحة ترن في أذنيه أما من يحدد النتيجة فصاحب القرار الذي يُنادي أما المنادي فهو هو في كل عصر,يرفعها أمام قومه؛لأنه أكثرهم مصاباً فيحمسهم باسم ما جري له أن يندفعوا في الحرب حتي ينال ثأره,تلك صيحة عربية لظروف العرب السوداء لن تسكت أبداً,والأسود من ذلك أنهم مؤخراً يرفعونها في وجه بعضهم انتقاماً من بعضهم!! تستعيد الفرق المتحاربة دنقل في مصر وسوريا-وحال سوريا ليس كأي حال!!!- وما كان دنقل يتصور أن تكون تلك نهاية قصيدته اليوم ,بعد أن أطلقها لأخيه العربي لما رآه هادن للسلام والحرب مشتعلة بعد مع إسرائيل حتي ولو سكت الرصاص! الهلالية وسيرتهم ليست بعيدة عن تغلب,بنو هلال تنسبهم السيرة لقبيلة تغلب,أي أن امرؤ القيس والزير سالم وعمر بن كلثوم وأبي زيد الهلالي يرتبطون برابط تغلبي بطريقة أو أخري,وكلهم عرُف عنهم سعيهم استخدامهم للسلاح كأداة أولي لحل أي نزاع ينشب,واعتزازهم بأنفسهم الذي يقارب الطغيان,حتي أن السيرة الهلالية تبرز أبو زيد الهلالي من صغره قاتلاً وهو بعد في الكتاب,فبتدبير من سعيدة جارية أمه خضرة الشريفة يقتل شيخه-الفاسد- في الكتاب صالح وهو بعد صغير وجودة ابن أخو الملك فاضل ويحارب بعدها رزق بن نايل والده فارس العرب وقبلها يقتل عطوان وجاسر وجسار وداغر وجايل الذي كان يسلط الجن!حتي يناجي الملك سرحان نفسه يائساً: "ده بهدل رجال بني عقيل تروح فين فيه الهلايل؟ نهاري ضَلَّم بَقَى ليل أجيب منين رزق بن نايل؟" وسيرة الزير سالم لها صدي كبير من الناحية الدرامية والفنية في سيرة أبي زيد الهلالي الأبطال الذين شغلوا مكانهم الخالد في إلياذة العرب رزق بن نايل وأبو زيد ودياب بن غانم وزيدان بن زيان ويحيي ومرعي ويونس أولاد أخت أبو زيد,لهم أصول تغلبية تظهر في آخر صفحة من سيرة الزير سالم,وسيتنبأ بهم حسان اليماني في بداية السيرة من ضمن ما سيتنبأ:" وتظهر في بلاد الشرق عصبة فيقصد جيشها غرب البلاد هلال وعامر مع بني قيس يريدوا حرب حمير مع أباد حسن أميرهم فخر البرايا وبعده دياب قهار الأعادي وأبو زيد عمه ليث أروع شديد البأس في يوم الطراد يطوفوا البلاد فيملكوها ويسبوا العدا أهل العناد ويمحوا العجم من كل طاغ بأرماح وأسياف حداد أما حكاية تأسيس كليب لدولة فما أظن أنه كان سيفلح وإن فلح فستكون محدودة وهمجية إلي حد كبير مقارنة بالدولة التي أسسها النبي وجعل نواتها قريش,قبيلة التجار والمال صاحبة المركز الديني المرموق المرتبط بالكعبة,المُلك الذي حاول وضع أساسه قصي بن كلاب ثم عبد المطلب بالدين تارة والتنظيم السياسي تارة,ثم اكتمل مع بعثة محمدالسابق عليها إرهاصات حنيفية تجلت عند مجموعة من الحنفاء كأمية بن أبي الصلت وقس بن ساعدة وورقة ابن نوفل وغيرهم,كان مُلكاً لا يلجأ للسيف قبل أن يفكر بعقله ويوازن بين الأمور ولو وجد الخير في غير الحرب لسعي بلا تردد,كما أن الحُلم بملك العرب والعجم لا يكون إلا بشرائع وقوانين تحد من قوي الشر الإنساني التدميرية تحث علي الخير البناء لإنشاء دولة حقيقية قادرة علي الاستمرار,ولم يوجد ذلك إلا في رسالة النبي لقومه,مع الأخذ في الاعتبار أن العرب لن تنقاد لواحد منهم لو لم يؤمنوا بأفضليته القادمة من السماء وأحقيته في الملك المستمدة من من الله وقد كان النبي من الوجهة السياسية الدنيوية حاكماً في قومه وبعد موته كان مكان الحاكم شاغراً فحدث ما حدث في السقيفة, وهو ما عبر عنه ابن خلدون في مقدمته:" "إن العرب لا يحصل لهم الملك إلاَّ بصبغة دينية من نبوَةٍ أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة، والسبب في ذلك أنهم لخلق التوحش الذي فيهم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض، للغلظة والأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرئاسة، فقلما تجتمع أهواؤهم، فإذا كان الدين بالنبوة أو الولاية كان الوازع لهم من أنفسهم وذهب خلق الكبر والمنافسة منهم فسهل انقيادهم واجتماعهم وذلك بما يشملهم من الدين المذهب للغلظة والأنفة، الوازع عن التحاسد والتنافس فإذا كان فيهم النبي أو الولي الذي يبعثهم على القيام بأمر الله يذهب منهم مذمومات الأخلاق ويأخذهم بمحمودها ويؤلف كلمتهم لإِظهار الحق تم إجتماعهم وحصل لهم الملك والتغلب" فلظروف سياسية واجتماعية واقتصادية كانت قريش هي الأنسب لقيادة بقية العرب تحت لواء الإسلام,ولو لم يكن الإسلام لأكلت تغلب الناس....ثم أكلت نفسها بنفسها! لولا الإسلام ما كان للعرب أن يكون لهم هذا الذكر في التاريخ والمشاركة في تغيير العالم,فالسيوف والحروب لا تقيم الدول و المجتمعات. الحق أن الحس التغلبي لم ينته من العالم,فنحن نجده عند هتلر-مع الفارق في كل الأمثلة بالطبع- والمغول والمجانين من مدعي الإسلام في سوريا,الدموية والرغبة الشديدة في القتل ضرباً بكل القيم الإنسانية في سبيل تحقيق ذواتهم عن طريق الحرب والقتال. فقد كان شعار بني تغلب ما قاله شاعرهم عمرو بن كلثوم: ألا لا يجهل أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا وهذا شعار لا يؤسس لدولة ولا يعمر بيتاً!بينما نجد كعب بن زهير بعد أن هجا الإسلام والمسلمين حتي توعده النبي يستعطفه بقوله: أُنبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول وبالفعل يعفو عنه النبي ويعطيه بردته! وهذا دأب من يسعي لالتئام الصدوع علي يديه ليكون البناء عفياً.ولم يعرف محمد تلك العداوة العمياء الكريهة,فقد نادي في أصحابه قبل غزوة بدر المصيرية ألا يقتلوا البختري ابن هشام لأنه لم يكن يؤذيه بالقول ولا الفعل,فلم ينس أن يوصي به ودعوته في أحرج مراحلها وأول معاركها. ويبدو أن مسيحية تغلب كانت كإسلام الأعرب في العرض القرآني:" قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " فتسامح ورحمة المسيحية مضرب للأمثال,ونموذج يقف أمامه المتأمل خاضعاً لسطوة المشاعر الطيبة التي تأسر قلوب المطلع علي معاني المسيحية وتجلياتها يكفي مثلاً قول ا��مسيح:" سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضًا. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضًا. ومن سخرك ميلا واحدًا فاذهب معه اثنين. من سالك فأعطه ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده" ليتأدب الإنسان ويكف أذاه مهما صغر عن عن أي مخلوق,بينما نجد الزير يردد في شعره: " قتلوا كليبا ثم قالوا: أربعـــوا كذبوا ورب الحــــل والإحرام حتى نبيد قبيــلة وقبيــلة قهـــــرا وتفلق بالسيوف الهام ويقمن ربات الخدور حواسرا يمسحـن عرض ذوائب الأيتام حتي نري غرر تجر وجمة وعظام رؤوس هشمت بعظام حتي يعض الشيخ من حسراته مما يري جزعاً علي الإبهام والسيرة الشعبية تحكي إنه قاتل مع اليهود ضد المسيحيين بعد أن ضُرب بالسيوف ونجا ورمي في البحر ونجا! وقد يكون احتفاظها بالمسيحية ورفضها دخول الإسلام ودفع الجزية وا��تبدالها بضعف اصدقة أنفة من أن يؤخذ منهم"جزية",مجرد تعبير آخر عن تمردهم ضد القوة الجديدة الناشئة,وقوم تلك طباعهم كان لابد أن ينتصروا ويكون اسم قبيلتهم"تغلب"من الغلبة. قولهم كان تعبيراً لفظياً لصورتهم الذهنية عن قبيلة تغلب,تغلب التي لولا نزول الإسلام لكانت أكلتهم كما تصوروا,وحتي بلا تغلب يكفينا تخيل حال العرب-والمقصود بالعرب تحديداً سكان شبه الجزيرة العربية-بدون إسلام!!!
لا أصدق، ما هذا الجمال؟ ما هذا الأسلوب الفخم السهل القوي؟ والأغرب أنه عمل مصاغ في صورة مسرحية!!
العمل الأول الذي أقرأه لباكثير بعد "واإسلاماه" الذي درسته في المرحلة الثانوية، وقد انبهرت به جدا
الكتاب حجمه صغير، صيغة المسرح تشجعك على قراءته، الموضوع ملفت وتود المعرفة عنه، اللغة جميلة وقوية واضحة في ذات الوقت بالرغم من توقعي للغة صعبة كي تناسب الموضوع الجاهلي القديم "حرب البسوس"
لا أستطيع أن أخفي إعجابي، في عمل واحد صغير قرأت عن حرب البسوس وعن المهلهل وكليب بن وائل وجليلة بنت مرة وهجرس وجساس وكل الشخصيات التي كنت أسمع عنها ولا أعرف عنها شيئا
واستهوتني فكرة العمل المسحي جدا، لكن شيء واحد وددت لو كان غير ذلك وهو ظهور كل الشخصيات في أول فصل مما قد يؤدي إلى اضطراب القارئ وقد احتجت إلى تركيز وتدقيق كي أفهم علاقة كل شخصية بالأخري، لكن لا أدري لعل هذا من قواعد العمل المسرحي
"حربُ البَسُوس" وتستمرُّ الرحلة ... الرحلة التي كنتُّ قد بدأتُها منذ شهر تقريباً في محاولة جادة لقراءة جميع أعمال الأديب العظيم "علي أحمد باكثير" ..
رَحِمَ اللهُ الأديب العظيم -علي أحمد باكثير- وطيَّب ثراه ...
علي أحمد باكثير هو الأب الحقيقي للمسرح الإسلامي العربي، والقادر بجدارة أن يحكي تاريخ العرب والإلسلام من خلال مسرحيات، لا يمكن وصفها إلا بكونها عبقرية .. وخالدة
وحرب البسوس إحدى روائعه العبقرية الخالدة
الحرب الضروس التي استمرت قرابة الأربعين عامًا بين قبيلتي بكر وتغلب ابني وائل من نسل ربيع بن نزار بن معد من العرب العدنانية ...
الحرب التي كان سببها قتل ناقة "البسوس" من بني تميم بيد كُليب بن وائل من تغلب، وكانت البسوس خالة جسَّاس بن مرة بن ذهل بن شيبان من قبيلة بكر، كما كانت خالة "جليلة بنت مرة" زوجة كُليب وأخت جسَّاس، فقتل جسَّاس كليباً، وكان كُليب هذا هو فارس العرب وقتئذ وحامي حماهم ورجلهم الأول ... فقامت بسبب ذلك حرب رهيبة بين بكر وتغلب استمرات قرابة أربعة عقود، وراح ضحيتها الاّلاف من رجال العرب وشبابهم ...
سيأخذك "باكثير" بأسلوبه الساحر إلى الماضي السحيق وإلى صحراء الجزيرة العربية واليمن، حيث تعيش في رحلة شيقة بين بطون العرب وحياتهم وصراعاتهم وسماتهم المميزة وكذلك بعض عاداتهم السيئة ..
ستتعرف على حرب البسوس بين بكر وتغلب، وحرب خزازى بين بني معد وبني مذحج في اليمن ...
ستعيش مع كثير من الشخصيات التاريخية مثل الشاعرة العظيمة "جليلة بنت مرة" وأبيها "مرة بن ذهل" وأخاها "جسَّاس بن مرة"، وكذلك "الحارث بن عبَّاد" من بكر، و "المُهَلهل عدي بن ربعية بن الحارث" المعروف باسم "الزير سالم" من تغلب، و"أمْرُؤ القيس بن أبان"، وملوك اليمن مثل "سيف بن ذي يزن" وابنه الأمير "مَعْد يَكْرب بن سيف بن ذي يزن" وغيرهم الكثير من الشخصيات العظيمة في تاريخ جزيرة العرب ...
ستعيش تقلبات الزمان على العرب من أيام الوحدة ثم الاقتتال والتفرق ثم السعي للصلح والاتحاد مرة أخرى، مع اسقاطات جيدة جداً على الواقع الحالي ...
استمتعت كثيراً بالمسرحية الرائعة وأنصح الجميع بقراءتها .. وأتمنى بشدة أن تُحوَّل هذه الجوهرة إلى عمل مسرحي فعلي على خشبة المسرح ..
مسرحيه صغيره وبسيطه تناولت واحدا من اهم الصراعات والحروب في تاريخ العرب قبل الاسلام وهي حرب البسوس وهي الحرب التي استمرت حوالي40عاما واهلكت الآلاف من رجال قبيلتي تغلب وبكر المسرحيه بسيطه كونها لم تسلط الضوء علي كل احداث الموقعه وانما تناولها الكاتب من زاويه دراميه محدده وهي شخصيه هجرس الذي جعله الكاتب ابنا لكليب ومن ثم بني كثيرا من الاحداث عليه لم يذكر الكاتب سبب قيام الحرب من الاصل صراحه ولكنه ذكرها ضمنا في سياق الاحداث وفي بعض الحوارات بين شخصيات العمل التنقلات بين الاحداث كان سريعه جدا مما اسقط بعد الحوادث في المنتصف فكان يكتفي بمجرد الاشاره لها من خلال الحديث العابر اراها مسرحيه جيده لمن قرأ القصه الحقيقيه لحرب البسوس وعلي درايه بالاشخاص اما غير ذلك فاعنقد انه لن يفهم جيدا سير الاحداث وخصوصا مع ادخال الجانب الدرامي عليها
لم أقرأ لباكثير منذ فترة طويلة، لكن عدت مؤخرًا لقراءة مسرحيتة حرب البسوس، المسرحية تتناول الحرب الشهيرة التي استمرت لأربعين عامًا بين قبيلتي بكر وتغلب، لكنها لا تروي كل تفاصيل الحرب، بل تركز على الجزء الأخير منها، عندما بدأ الحديث عن الصلح بسبب تهديد الأحباش لليمن
ما لفت نظري أن الأحداث في المسرحية تختلف عن الرواية التاريخية المعروفة. في الحقيقة، توقفت الحرب بعد أن انتقم المهلهل من جساس قاتل أخيه كليب، بينما في المسرحية يتم تسليط الضوء على أهمية إنهاء الحرب من أجل تهديد الحبشة لليمن واعتقد ان باكثير كان متأثرا آنذاك بحلم توحيد العرب في وجه العدو المشترك ونبذ الخلافات
أيضًا لفت انتباهي وجود شخصية هجرس، وهي شخصية لا أظن أنها حقيقية تاريخيًا، لكن يبدو أنها مقتبسة من السيرة الشعبية للزير سالم أو ربما مستوحاة من الدراما الإغريقية وبالصدفة وجدت أن هذه الشخصية تشبه إلى حد بعيد شخصية أوريست في مسرحية "الذباب" لسارتر، التي قرأتها أمس فبطلاها كلاهما ابن يعيش في ظل ماضٍ دموي، وتُطرح عليه أسئلة كبرى حول الثأر والعدالة والندم
باختصار، المسرحية ليست فقط عن حرب جاهلية، بل عن الصراع الإنساني بين الثأر الغبي وإعمال العقل
لغة الكاتب جميلة والمسرحية خلصت في مرة واحدة تقريبا في الأول كنت متضايق من تشعب القرابات رغم إن عندي خلفية كويسة عن القصة من الملاحظات الكتيانة إنهم مرة يكتبوا يشكبي ومرة بشكرية وفي بيت للمهلهل من المشهد التاني للفصل الأول: "قتلت بني بكر بسيدهم" ويقاطعه المزدلف: سيدكم أنتم في حين أن البيت كان قتلت بربهم برغم استغلال الكاتب لأحداث موجودة في سير الزير أبي ليلى ألا أن قصة زكوان وأخيه كانت مقحمة بشكل فج أعلم أن القوميين اليمنيين منكرين لقصة خزاز من مبدأها وأميل لاعتقادهم المؤيد بالنقوش المسندية عن ملوك حمير في تلك الفترة الذين دانوا باليهودية بالمناسبة ولأرضهم تنسب كل قبائل يثرب من الأزد كقبائل الأوس والخزرج أو اليهود ليس من الحكمة التعليق على خاتمة القصة ولكن من المعلوم أن أحياء سيرة الزير في مسرحيات أو أعمال درامية يهدف بالأساس لاحياء القومية العربية عن طريق إثارة الحمية والسخرية من مقاتلة العرب بعضهم بعضا فيقوم الكثيرون بتسفيه الحرب ويبحثون في نفوسهم عن حارث بن عباد أو لصنعوا الإسقاطات المباشرة كما في هذا العمل
كل من مر بمرحلتي العمرية يعرف القصة الخالدة في الثانوية العامة لـ علي أحمد باكثير عن قطز وحكايته مع جلنار وصيحته المسماة واإسلاماه. خضتُ تجربة المسرح الأولى لي مع أحمد باكثير والتي لم تكن بهذا الجمال الذي ظننته، المسرحية ليست عميقة جدًا، سردٌ سطحي لحكاية حرب البسوس، العربُ ولأنهم كانوا قومًا مشرذمين جدًا جدًا في حياتهم الاجتماعية والفكرية كانت تقوم الحروبُ بينهم على أتفه الأسباب، فمرة يتحاربون عشرات السنين من أجل فرسين "داحس والغبراء" ومرة أخرى بسبب ناقةٍ تدعى البسوس، سببتْ حربًا ظلتْ أربعين عامًا!! فقد فيها العرب كثيرًا من شبابهم واحترامهم لأنفسهم، المسرحية لا أسماء فيها ولا تنويه عن شيءٍ أبدًا، وربما هذا كان السلبية العظمى في المسرحية، حتى لتضطر أن تقرأ بشكلٍ بسيط عن حرب البسوس لتعرف من قتل من، وما علاقة الزوجة الثكلى بالقاتل وغيرها وغيرها. على كلٍ كانتْ تجربة أقل من الجيد، لكن ما زلتُ أرى في سرد باكثير الأدبي للأحداث التاريخية أسلوبًا سهلًا بسيطًا وسردًا قويًا لا خلل فيه.
تدور أحداث المسرحية حول حرب البسوس يعيد فيها الكاتب تشكيل أحداث الحرب و إسقاطها على واقعنا المرير من تناحر و صراعات داخلية منهكة و مهلكة لقوى العرب و غض الطرف عن كل من يدعو للاتحاد و نبذ الفُرقة . " أبشروا يا معاشر العرب في الشرق وفي الغرب وفي الشمال وفي الجنوب. اليوم تجتمع كلمة العرب، وغداً لن تكون أرض العرب إلا للعرب ". تلك هي البشرى أو إن صح القول هي الأمنية التي اختتم بها الكاتب ملحمته الأدبية و لكن هيهات هيهات في ظل رجال – و هم رجال بالاصطلاح و المعنى منهم براء – لن يتوانوا في محالفة الشيطان من أجل مصالحهم الشخصية الرخيصة. قد قلت يوما : "عندما تولد الأنظمة الحاكمة سفاحا لا تدري لها دينا و لا تقوم لها دنيا ".
كما نقول كثيرًا، فلننحِ تقييم الأدب بالتاريخ، ففي النهاية هي قصة. فمثلًا، هذا العمل ربط الكاتب كثيرًا من الأحداث المتفرقة كقصة الجاسوسين مع سيف بن ذي يزن وتأثير ذا على التفرقة العربية المتمثلة في العلاقة بين قبيلتي بكر وتغلب من جهة وعرب اليمن من جهةٍ أخرى لتصلح القصة في النهاية للإسقاط على الواقع في علاقة العرب بأنفسهم وبدولة الاحتلال.. عمومًا المسرحية جميلة، وتخيلتها مؤداة فأعجبتني جدًا، وكان لابد لهذا الإتجاة في الكتابة الذي أثراه أساتذتنا باكثير وتوفيق الحكيم أن يُتلى بأعمالٍ أخرى، لكن لا نعلم أين المشكلة!
جلستُ في قاعة العرض بين يدي كوب من العصير ، وكثيرُ من الذرة لم أشعر بمن كان جانبي خفتت الأضواء عم الهدوء المكان ، انقشعت الستارة وبدأت المسرحية لم ترف لي عين ولم أشعر بمايجرى من حولي كنتُ غارقًا كأني في لب القصة أحارب مع تغلبًا تارة ، وأميل مع ابن عباد وحلمه تارة أخرى ، أتعجب من خبث المهلهل ، وأرق مع أم الأغر على بجير ! ألتفت مع بن سيف ذي يزن إلى الخطر المقبل ، وأتلذع بنار الحقد التي في قلب هجرس . !! هكذا ساقني وقادني باكثير إلى مسرحيته وأقحمني فيها متعجبًا باكيًا رائفًا غاضبًا مُمتعضًا ومشدوهًا . تغلغلت فيها وتغلغلت في من سحر بيانه وجميل سرده وصحة رأيه وفكره ، أجدني أقول ربما هذا خير كتابًا قرأته في مجال الأدب منذ مدة .
أبرع ما يقدمه الكاتب علي أحمد باكثير هو الحوارات السلسة.. الفكرة القريبة التى تتمكن من الإمساك بها حالما تلوح فى الحوار... صدق من وصف مسرحيات باكثير بإنها مسرحيات للجامعة... او حتي المرحلة الثانوية... فهي مألوفة للذهن وتمكنك من ألتقاط خط الأحداث والتفاعل مع الشخصيات ببساطة .. بدون فذلكة لغوية أو غوص فى المضمون يتناسي أنه عمل مسرحي يجب عليه أن يبقى القارىء مشدودًا للحوار.. استمتعت بالمسرحية تحياتي
معديكرب :لقد استطاع آباؤنا من قديم أن يحفظوا أرض العرب حرة ليس عليها لأجنبي سلطان مأمور :كان ذلك قبل ان يعرف الطامعون ما في ارضنا من كنوز ومعادن معد يكرب : بل ما كانوا ليقدروا علينا لو بقينا متحدين وأحبطنا مكايد العدو وتنبهنا لجواسيه *** لكأني غدا بأعداء العرب قد ساقوا نساء العرب سبايا إلي بلادهم ،فمرحبا بالموت اليوم فهذا اكرم لي من ذل الغد
حرب البسوس تلك الحرب التي استمرت 40 عاما بين اولا العم قبيلتي بكر و تغلب راح خلالها الالاف الشباب اخوه و ابناء عمومه حبذا لو ان الكاتب بدا القصه باسباب تلك الحرب و يعاب عليه اللغط التاريخي فيترك القاريء مشدوها متعجبا
كانت بدايتها جيدة وتسلسل احداثها جميل ...تم دخلنا في الشطحات بين جبن الزير وغدره الي فتوة جساس و طيبته وتورته لأجل شعبه تم في النهاية اليهود واعداء العرب ......مسرحية تحولت من جيدة الي اسوء ما قرأت ..