لقد أجمع علماء الآثار كان مهبط حضارة تعدّ من أقدم الحضارات في العالم. وقد شاركته في هذه الميزة مصر، واختلف بعض العلماء حول أيها أسبق حضارة من الآخر، ليس هذا المهم، إنما ما يهم هو معرفة أن العراق قد احتضن منذ البداية التاريخ البشري حضارة مزدهرة. وظلت الحضارة تراود العراق حيناً بعد حين. وقد مرّ عهد، إبان تأسيس الدولة العباسية، أصبح العراق فيه مركز الحضارة العالمية، حتى صارت عاصمته بغداد بودقة اجتماعية ضخمة تذوب فيها خلاصة ما أبدعه البشر من تراث حضاري حتى ذلك الحين.
ويجد الباحث العراق من الناحية الأخرى واقعاً على حافة منبع فياض من منابع البداوة، هو منبع الجزيرة العربية. فكان العراق منذ بداية تاريخه حتى يومنا هذا يتلقى الموجات البدوية واحدة بعد الأخرى. فكان بعض تلك الموجات يأتيه عن طريق الفتح العسكري، والبعض الآخر منها يأتيه عن طريق التسلسل التدريجي. وكلاً من هذين النوعين من الموجات لا بد أن يؤثر في المجتمع العراقي، قليلاً أو كثيراً، فتنشر فيه القيم البدوية وتحاول التغلغل في مختلف فئاته وطبقاته.
هنا يجد الباحث الشعب العراقي واقعاً بين نظامين متناقضين من القيم الاجتماعية: قيم البداوة الآتية إليه من الصحراء المجاورة، وقيم الحضارة المنبعثة من تراثه الحضاري القديم. وأن المتوقع في مثل هذه الحالة أن يعاني الشعب صراعاً اجتماعياً ونفسياً على توالي الأجيال. فهو من ناحية لا يستطيع أن يطمئن إلى قيمه الحضرية زمناً طويلاً؛ لأن الصحراء تمدّه بين كل آونة وأخرى بالموجات التي تغلق عليه طمأنينته الاجتماعية. وهو من الناحية الأخرى لا يستطيع أن يكون بدوياً كابن الصحراء لأن الحضارة المنبعثة من وفرة مياهه وخصوبة أرضه تضطرّه إلى تغيير القيم البدوية الوافدة إليه لكي يجعلها ملائمة لظروفه الخاصة. قد يجوز وصف الشعب العراقي بأنه شعب حائر؛ فقد انفتح أمامه طريقان متعاكسان وهو مضطر أن يسير فيهما في آن واحد، فهو يمشي في هذا الطريق حيناً ثم يعود ليمشي في الطريق الآخر حيناً آخر.
عندما يكون تفكيرك واسع ولديك العديد والعديد من الأفكار الداخلية الغير قابلة للخروج سواء بسبب المجتمع الحالي الذي تعيشه فيه او بسبب عدم اتقان لغة الحوار الذي تجيده في هكذا حوارات, لذالك حسب رأي انا أعتبر هذه الكتاب هي ملخص أكثر من رائع وأبداع للوصف للمشاكل والحياة التي نعيشه الان وسوف يعيشه من هم ياتون من بعدنا, يجب اعتبار هذه الكتاب للكاتب المبدع دكتور علي الوردي هي حالة نادرة وأبداع من جميع النواحي وياريت كان هذه الكتاب منهج من مناهج دراسة او الزام لكل فرد عراقي بشكل خاص وانسان بشكل عام ان يقرأة.
ما كتبه الدكتور علي الوردي ,في هذه الكتاب يعتبر من حالات النادرة التي تتكلم عن البشر ب شخصياتهم وعاداتهم بشكل دقيق جدا ويقول رأيه بشكل محايد وليس فيه عنصرية او هجوم فما يقوله انا اعتبره قريب جدا للواقعية التي تمر به كل الأزمان من جميع فئات المجتمع.
الجميل في الكاتب والذي اصنفه في حالة الشخصية نادرة هو انه عايش جميع اطياف المجتمع ودخل بينهم حسب شخصيتهم هم وليس هو وهذه أفضل طريقة ومغامرة للتعرف على شخصيات وطباع البشري في المجتمع.
كتاب عن كتاب أقراءة للدكتور علي الوردي ينمو في داخلي أفكار عن الشخصيات البشرية كـ طباع وعادات وتقاليد و و و و , ويكون سؤال في داخلي هل يا ترى يعقل ان نحن البشر نقراء هكذا كتب وسوف نبقى على هكذا أفكار ونكرر نفس الأخطاء ونعيب على الزمن والاخرين وأصلا نحن شركاء في هذه المشاكل؟؟؟
بحث اجتماعي للدكتور علي الوردي حيادي وغير منحاز لفئة محددة.
تناولت الدراسة المجتمع العراقي وطبيعة امتزاج الحضارة مع البدو والصراعات على مدى السنين والامتزاج بينها ونشوء الريف والمدينة. ركزَّ الكاتب على مناطق الوسط والجنوب بالدرجة الأساس مُشيرًا إلى أن كردستان تحتاج الى دراسة منفصلة بسبب اختلاف طبيعتها الجبلية. أما الحقبة الزمنية، فقد ركزَّ على العراق في الاربعة قرون خلال الحكم العثماني وبعدها تأثير الصراع بين الفرس والأتراك لاستغلال اراضيه بالإضافة الى نزوح بدو الصحاري المجاورة له، كل هذا ساهم في صناعة شخصية الفرد العراقي.
- هذه ثالث تجربة لي مع علي الوردي من بعد وعاظ السلاطين و خوارق اللاشعور ( لم ينالا إعجابي صراحة ). - حتى وإن كان هذا البحث قديم نوعًا ما، إلا أنَّه ضروري لفهم الطبيعة البشرية في العراق. - هذه بعض الاقتباسات التي اعجبتني :
" لا تستطيع حضارة ان تنمو وتزدهر إذا هي ابتليت بحرب دائمة. ان حياتها الاقتصادية لا تنتعش الا في حياة السلم."
" الانسان هو نتاج ظروفه الاجتماعية اكثر مما هو نتاج نسبه او وراثته الطبيعية." " ان التعليم، او التلقين، قد يملأ ذهن الانسان بالافكار العالية، ولكنه لا يستطيع ان يؤثر في شخصية الانسان تأثيراً فعلياً. فالشخصية هي نتاج الظروف الواقعية. فنحن اذا ملأنا ذهن الانسان بالافكار العالية، ولم نحاول تغيير ظروفه الواقعية ادى ذلك الى ظهور بعض معالم ازدواج الشخصية فيه."
" ان اية دعاية مهما كان نوعها لا يمكن ان تأثر في قوم الا اذا كانت الظروف الاجتماعية فيهم ملائمة لها."
" ازدواج الشخصية بالمعنى الاجتماعي هو ليس مرضاً نفسياً وانما ظاهرة اجتماعية. وهو يحدث في كثير من الناس حين يظهر لديهم صراع ثقافي...."
"اذا استفحلت النزعة الجدلية في شعب جعلته اكثر من غيره ميلاً للأطلاع والقراءة، واوسع افقاً من الناحية الذهنية. ولكنها من الناحية الاخرى تجعله مشتت الاهواء والاراء، لا يستقر على مبدأ واحد مدة طويلة، ولا يعجب بزعيم او يلتف حلوله ويستمر على تأييده."
ما ذكر في هذا الكتاب قبل 50 سنة او اكثر..مازال الى اليوم يوضح الفجوات والمشاكل الاجتماعية والنفسية للشعب العراقي..فالوردي كما عودنا ينطلق من المجتمع ويعتمد على المنهج العلمي الحديث في تفسير طبيعة المجتمع العراقي..وهذا التفسير دقيق الى حدا كبير للتقريب الصورة ومحاولة علاج قضايا كبرى في مجتمعنا..فالعراق معروف عليه على انه متعدد الطوائف والتوجهات الفكرية وتكثر فيه المنازعات الجدلية والصراع بين قيم البداوة والحضارة..وان الحل الامثل لمعضلة العراق هو المنهج الديمقراطي الحديث وهذا لايأتي بين ليلة وضحاها بل يتطلب وقت للتكريس القيم الديمقراطية في ذهنية العراقي ويجعله يتخلص من تلك الازدواجية اللعينة التي تعتبر من المشاكل الرئيسية للمجتمع..وعلى اهل العراق ان يعتبروا من تجاربهم الماضية..وقد ان الاوان لكي يفعلوا ذلك..فهل من احد يسمع؟؟
و أخيراً بعد قراءة امتد شهور لهذا الكتاب ، لا لسبب ، إنما كنتُ أريد الإعتماد على الإستعارة أكثر من الكتب التي عندي وذلك إغتناماً للوقت . الكتاب جميل جداً و هام ومفيد ، بعد قرائتي الأولى لعلي الوردي في مهزلة العقل البشري التي لم أخرج منها بفائدة كبيرة ، في هذا الكتاب ، أحببتُ علي الوردي أكثر ، و ذلك لسببين هما : مجال دراسته و تخصصه (علم الاجتماع) بدا جلياً و واضحاً في هذا الكتاب ، و جنسية الكاتب حيث كتب في موضوع يتصل به و بخلفيته المعيشية . في هذا الكتاب أبدع الوردي في الجس على علل المجتمع العراقي و مميزاته بشكل خاص و قوميته العربية بشكل عام ، لم يقف موقف المادح و لا موقف المتنكر ، بل بين بين ، الكتاب لغته سهلة ، وكعادة علم الاجتماع تم الاستشهاد بكثير من مشاهد و أقوال العامة ، مع الإتصال بالتاريخ و الجغرافيا ، بدا في هذا الكتاب علي الوردي متوسعاً إذ اعتمد على كتب كثيرة في الإقتباس و الاستدلال و الاستشهاد دون أن ينسى نفسه فذكر و حلل و اقتبس و استشهد بدراساته الميدانية ، الكتاب فتح مدارك عقلي بشكل كبير ، وخصوصاً في فصول المتحدثة عن البدو ( أول الكتاب ) و علاقتهم بالإسلام ، و أجاب علي الوردي من حيث لا يدري على أسئلة تتعلق بالإسلام و الدين ظلت مؤرقة بشكل كبير لنفسي كنتُ أخفيها وراء ستار ( كان زمن غير ) . هذا الكتاب كان عاماً و متنوعاً في مجاله ، كما ذكر الوردي حيث يود التخصص أكثر ، و إنما هذا الكتاب عام ، وهذا ما أريده أنا. أنصح الجميع بقرائته بشكل عام ، و العراقيين يدخل في بند ( واجب قرائته ) ، أرغب لو أقرأ مثله لدول عربية لأخرى ، تطوف بنا في شخصياتنا فنكتشف حقيقتنا أكثر ، فمن عنده إسم لكتاب يختص بالأردن وفلسطين و سوريا و تونس فليكرمني به . أشكر من نصحني به .
في الفصل الأول يقول الكاتب أن أبرز ظاهرة اجتماعية في المنطقة العربية هي ظاهرة الصراع بين الحضارة والبداوة و هذا الصراع يختلف في نمطه وشدة تفاعله من منطقة لأخرى فمنها ما تسيطر عليه الحضارة تارة والبداوة تارة أخرى ومنها ما تكون البداوة هي الأشد تأثيرا ومنها ما يغلب عليه طابع الحضارة . و على ذلك يبحث الكاتب في الفصل الثاني عن ماهية البداوة و يطرح فرضية هي أن محور الثقافة البدوية أو طابعها العام يقوم على " التغالب " , وفي الفصل الثالث و الرابع يتحدث عن البداوة ونزعة الحرب وأعماق الثقافة البدوية . في باقي الفصول يدرس تأثير صراع البداوة والحضارة على المجتمع العراقي بشكل خاص . كتاب رائع جدًا
كتاب جيد وجميل يحتوي على الكثير من المعلومات الهامة لنا كعرب وليس فقط لعراقيين, لاحظت أن هناك الكثير من التشابه بيننا نحن أهل الجزيرة العربية وأهل العراق. أعتقد أن أكثر من نصف الصفات التي ذكرها الدكتور الوردي في أهل العراق تنطبق بشكل كامل على صفات أهل الجزيرة العربية.
أعتقد أن هذا الكتاب مهماً جداً لأي مهتم في وضع الشخص العربي من الناحية الاجتماعية وأيضاً النفسية. أتمنى أن يتم تحقيق ما طلب الوردي في هذا الكتاب وأن يقوم الباحثون بإكمال هذا البحث الذي قال عنه علي الوردي بأنه بحث علمي بسيط. ليس لدي شك بأننا نحتاج الى استكمال هذا البحث وتطبيقه على كامل الدول العربية لنتعرف على عيوبنا بشكل أكبر وأوضح وأفضل.
بحث ممتاز في وصف المجتمع العراقي ، يبدأ باربعة فصول عن المجتمع البدوي وصفاته الذي لعب دورا كبيرا في انتاج المجتمع العراقي بتناقضاته .. فالبدوي (نهاب وهاب) يسرق ليطعم ويكنز المال ليعطي ..هذا ما ادى الى عدم انسجام المجتمع العراقي الريفي اذ لم يعد بمقدور الفرد ان يتمسك بمبادئ مخالفة للقوانين الحكوميه .. اسلوب الوردي كعادته بسيط وطر��ف وصريح..استمتعت واكتسبت معلومات جديده مهمة
الكاتب : قبل أن أتطرق الى أي شيء ، أود الأعتراف بأن الدكتور #علي_الوردي أصبح له مكانة كبيرة في نفسي . فبعد أن قرأت له ثلاثية أجتماعية عظيمة لابد من الأستمرار في أقتناء أعماله الكاملة .
الكتاب : قبل عام تقريبا رشح لي أحدهم ( عزيز على قلبي جداً ) كتاب #مهزلة_العقل_البشري , عشقته الى درجة أنني لم أأخذ برأي أحد في قراءة الكتاب الأسبق و هو #وعاظ_السلاطين ، و مما لا شك فيه دعاني الكتاب الأخر لقراءة الأخير و هو #دراسة_في_طبيعة_المجتمع_العراقي .
في العادة و في نهاية كل كتاب تتكون لي الحروف للحديث عنه ، اما بعد أن أنهيت هذا الكتاب يوم أمس و الى هذه اللحظة ، عجز لساني عن ربط الكلمات بعضها ببعض ، قد يقول أحدهم أنني أغالي في ذلك ، أقول له ربما ، لكن الشيء المؤكد أن هذا العمل ترك بصمة عظيمة في ذاكرتي كفرد من المجتمع العراقي . حَيث أنه في هذا الكتاب قد تطرق الى معظم الأمور التي تختص بدراسة المجتمع الذي ولدت فيه ، منذ بدء الخليقة مروراً بما قبل الأسلام الى صدر الاسلام و ما بعده مروراً بالدولة العثمانية الى الوقت الحاضر آن ذاك من ضمنها الحرب العالمية الأولى و تشكيل الحكومة العراقية .. الخ
مما لاحظته في طبيعة بحث الدكتور أنه قسم المجتمع العراقي الى ثلاث مناطق أو مكونات أو أفراد ( قد تختلف المسميات ) . و هذه المراحل هي البادية ، الريف ، و المدينة .. فأخذ بدراستها و شرحها واحدة بعد الاخرى و وضح سوء و محاسن الثلاثة ، و كذلك تكوين هذه التقسيمات و أنتقالها من و الى بعضها البعض . و مما لفت أنتباهي هو تسليط الضوء على أزدواجية الفرد العراقي في هيتيك التجمعات الثلاثة ، و التي إمتاز بها المجتمع العراقي بعمقها عن غيره من المجتمعات .
الخلاصة : مهما حاولت و مهما كتبت عن هذا الكتاب ، فأنه لا يفي دراسة و بحث عشرين عام قام بها الدكتور قبل نشر هذا الكتاب ، لذلك أنصح الجميع بأقتناءه و التطلع للواقع المؤسف للمجتمع العراقي .
الكتاب عبارة عن دراسة اجتماعية للمجتمعات العربية عامةً والعراقية خاصةً... اعتقد ان الدكتور اجاد في عزل افكاره الدينية والعقائدية واستخدم الاسلوب الاكاديمي الجريء في طرحه.
وزع الدكتور المجتمع العراقي على ثلاث فئات، هي: البدو و اهل المدن و اهل الريف. وبين ان البدو الوازع الاساسي في كل افعالهم هو روح الغلبة... فالبدوي عندما يكرم ضيفه فهو يتفضل عليه ويغلبه... والبدو يفضلون ان يأكلون من ما يسرقونه في عندما يغيرون على القبائل على ان يعملون في مهنة (وقال ان كلمة مهنة عربياً اصلها من الإهانة وهذا ما اعتقده البدو) بينما اهل الريف هم غالبا من البدو ويعيشون في البرزخ بين البدو واهل المدن... فهم يغسلون عارهم ويقتلون نساءهم لمجرد الشك بهم... وهم في نفس الوقت يسمحون لهم بالتسوق والخروج من البيت. ثالثاً: اهل المدن وهم الحضر. يعيش اهل المدن في أسر مفككه... الزوجة في المنزل والزوج في المقاهي والابناء في الازقة... لكن اهل المدن هم الاكثر تحضراً ورغبةً في التحضر.
مما عاب الكتاب هو النزعة الواضحة للكتاب في تمجيد التحضر الغربي والحضارة الغربية، وتسفيه تعاليم رجال الدين على مر العصور التي تحدث عنها... دائما ما كان يعرض اراء علماء الدين ونتائجها السلبية وفي الجهة الاخرة يبين امجاد وتطور الحضارة الغربية.
عموماً الكتاب سلس وسهل القراءة.... يعجبني في الوردي انه يكره نظرية حتمية الصحة... فيقول ان كل مايطرحه قد تختلف معه او قد يغير هو شخصياً وجهة نظره في وقت لاحق عن نفس الموضوع... هذا يعطي للقارئ فضاء واسع للتفكر والانتقاد... في النهاية تمنى الدكتور ان تكون هذه الدراسة مقدمة لدراسات اجتماعية اعمق لكل المجتمعات العربية.
" ان من يريد اصلاح عقائد الناس ينبغي ان يصلح في الوقت نفسه احولهم المعيشيه وظروفهم الاجتماعية والنفسية . فالعقائد انما نشأت نتيجة لتلك الاحوال " والظروف. وهي لم تنشأ نتيجة المنطق والتفكير المجرد . ان من العبث ان نطلب من الناس أمراً لايفهمونه ومن الظلم ان نفرض عليهم ما لا طاقة لهم به.
لا يزال البعض يعتقدون ان في مقدورهم اصلاح عقائد الناس عن طريق السيف والمذابح وقد استخدم هذه الطريقة كثير من السلاطين قديما فكانت النتيحة على الضد مما ارادوه . ان استخدام السيف في تغيير عقيدة ما يؤدي الى استفحال تلك العقيدة في قلوب اصحابها والى زيادة تمسكهم بها ..
هدمت مراقد بعض الائمة في البقيع وظنوا بانهم قضوا عليها قضاءا تاماً. وما دروا ان تلك المراقد قد ازداد عمرانها في القلوب .. انها ازيلت من على وجه الارض فنمت في اعماق النفوس وسيأتي اليوم الذي تشيد فيه تلك المراقد من جديد وفيها من الذهب والزخرفة اضعاف ما كانت عليه قبل الهدم.
ان الاصلاح الديني كغيره من انواع الاصلاح الاجتماعي فن له اصول وقواعد ويجب ان يسار فيه على اساس من العلم الرصين . فالاصلاح ينبغي ان ينبعث من الداخل واعني بذلك ان الطائفة الدينية التي يراد اصلاحها ينبغي ان تهتم هي نفسها باصلاح عيوبها.. "
.. غريب كيف يمكن لكتاب من 50 عام ان يتحدث عن احداث حصلت وتحصل اليوم ! وعن المجتمع والفرد العراقي وكأنه كائن جامد لايقبل التغيير علي الوردي .. من اجمل كتاب علم الاجتماع وكتابه هذا سلس , مفيد , ممتع ; يفتح النوافذ الخلفية لذهنك ويطلعك ع ماخفي عنك من تاريخ العراق العظيم ^^
كنت سوف أشعر بالذنب لو مررت من هنا مرور الكرام واكتفيت بوضع خمس نجوم لذلك لا يوفي الكتاب حقه، وكتابة السطور التالية لن توفي علي الوردي حقه ككاتب عظيم ذو جرأة في طرح أفكار ريما تكون متنازعة بين أفراد مجتمعه. كتاب في غاية الروعة وكما ذكر الورد هي فقط محاولة ابتدائية جريئة لدراسة المجتمع العراقي الذي هو جزء من المجتمع العربي الكبير ولا شك أن الكثير مما ذكره الوردي في هذا الكتاب يشترك به الكثير من أفراد المجتمعات الآخري العربية بالتحديد. كل هذه الجهود المنصبة في هذا الكتاب وفي أعمال أخرى إنما هي محاولات من قبل الوردي لانشاء علم اجتماع عربي متميز وفريد يناقش القضايا الغابرة والمعاصرة للمجتمعات العربية. كدراس لعلم الاجتماع، أدرك جيداً مدى الصعوبات التي نواجهها كباحثين في دراسة المجتمعات العربية لأن أساسات ذلك العلم في مجتمعاتنا تكاد تكون شبه معدومة وعلى أي باحث ينوي القيام بذلك ينبغي عليه أن يبدأ من الصفر وأن يتحلى بالصبر والجرأة من أجل مناقشة قضايا لم يخض بها أحد من قبله وهذا ما ميز الدكتور الوردي رحمه الله. تعلمت الكثير من هذا الكتاب وغيرها مما خط الوردي، وسوف نمشي على دربه من أجل الرقي بالمجتمعات العربية والشرقية وإنتاج أبحاث علمية تليق بنا كأمة وتكون لنا خارطة توضح لنا ماضينا وما ينبغي علينا فعله من أجل التقدم والرقي.
In the last couple of years, I started reading books about Iraq. I wanted to know why what is happening in Iraq is happening? Why at least 4 generations of Iraqis grew up in wars? However I read several books about life in Iraq in the 70s and 80s, about the sanctions in the 90s, about the invasion in 2003 and life after it, I still feeling that I’m not getting the whole picture. Maybe because most of these authors were writing from a western perspective; even the writers with Iraqi background have also been in Iraq only briefly. I was missing the point of view expressed by the people who are actually living in Iraq, that’s why I started with the books by the famous Iraqi sociologist, Ali al-Wardi.
In the beginning of the book, al-Wardi states his theory of why one of the first great civilisation of mankind was in Iraq. Then he goes through the history of population in Iraq. He shows that most the people in modern Iraq were originally nomads/bedouins from the Arabian Desert who became farmers in Iraq and then city dwellers. He goes into details explaining the nomadic culture and how that culture formed and effected the most distinct traits of Iraqi society.
He states that Iraq has almost always been ruled by cruel rulers who didn’t care much for the people and looked down on them. So the people had almost always hated their rulers and “respected” them out of fear. This created a psychological issue in the Iraqis: They come to see a respectable person as someone who looks down on them and only talks to them with an air of disgust; and if that person humbles himself he would lose his high status among them and they would walk all over him. So for Iraqis, respect became synonymous with cruelty, aggression and arrogance (that is: cruelty, aggression and arrogance came to carry the same positive meaning as of respect).
He describes Iraqis as people who are known for their love of argument and debate, which is a good trait in general, but if taken too far (as in Iraqi society), it makes people too critical of others. It teaches the person to require perfection and idealism from others even while being unable to reach this state himself.
al-Wardi also explains that people’s practices and traditions are the result of their circumstances and not of abstract thinking, so unless people’s circumstances change, their practices will never change no matter how much you preach to them.
من طبيعة الناس انهم اذ تنازعوا على شئ تطرفوا فيه ، وكلما اشتد النزاع زاد تطرف كل فريق منهم الى الناحية التي ينتمي اليها الفريق يصف كثير من الباحثين بأن العراق بلد الشقاق والنفاق وهم اذا درسىوا طبيعة الضروف التي مر بها العراق لفهموا وعدلوا عن هذا الوصف بطبيعة الحال فأن اي مجتمع ما هو صنيعة لضروف قد عاناها ذلك المجتمع ولغرض فهم المجتمع العراقي لابد من دراسة طبيعة المجتمع بكافة فئاتة، إن العراق من اكثر البلدان العربية صراعاً مابين الحضارة والبداوة فمنذ بدء هجرة القبائل البدوية ولغاية الحكم العثماني وتوالي الغزوات وويلات الحرب العالمية الاولى واثارها الوخيمة قد جعلت العراق ساحة للجدل السياسي والاجتماعي فالفرد العراقي يقع تحت عدة تأثيرات (نزاعات ) _مكونات المجتمع من بدو وحضر وريف وطبيعة الصراع القبلي والعصبيه القبلية والى اخرة انتقلا الى الهجرة ومما ينتج عنها من صراع مع الحضاره _توالي الحروب ووقوع العراق تحت حكم الدولة العثمانية من جهة والغزوات الصفوية من جهة قد كونت مرحله جديدة من الصراع الا وهو الصراع الشيعي السني _تاريخ العراق كونه منبع الثورة ضد الدولة الاموية قد جعلته على مر التاريخ لا يقبل الطاعة ولا يسلم كل التسليم للسلطة الحاكمة كل هذة المحاور وربما اكثر كونت شخصية الفرد العراقي والتي يصفها علي الوردي بأنها شخصية متناقضه تعاني ازدواج ويعزي علي الوردي هذا الازدواج كون ان المجتمع العراقي انذاك يغلب علية الطابع البدوي نتيجة هجرة القبائل من الصحراء الى منطقة السهل الرسوبي ادى الى نشوء نوع من الصراع القبلي ومايحمله الفرد من عصبيه قبليه قد انصدمت مع المدنية والحكومات في الحضر مما جعل الفرد البدوي يفقد كثير من صفاته كالصدق والشجاعة، واندماج سكان المدينة معهم قد كون مزيج فالفرد العراقي يملك صفات الشجاعة لكنه في نفس الوقت يخادع ويكذب وغيرها من صفات.
This entire review has been hidden because of spoilers.
الكتاب رائع في مجمله كعادة علي الوردي وشعرت بأن جزء من كتاب مثال حي لكتبه مهزلة العقل البشري و شخصية الفرد العراقي و وعاظ السلاطين فمن يريد نقد علي الوردي بدون التركيز على مجتمع معين يمكنه قرأت الكتب السابقة. يفيد الكتاب اهل العراق اولاً ومن ثم المهتمين بالمجتمعات ويمكنه أن يكون مرجع لحقبة زمنية معينة. وجدت أن بعض ما ذكره لم يعد ذات صلة اليوم أو متكرر عليا كقارئة في مجال علم الاجتماع والنقد، ويخصص أهل العراق ببعض الصفات ولم يصيب في ذلك هي بالأصح صفات عربية.
هذا هو خامس تجربة لي مع علي الوردي ، لكن هذه المره هي خاصة بالمجتمع العراقي ، حيث يمثل هذا الكتاب او البحث دراسة لطبيعة المجتمع العراقي بمختلف مكوناته والتعمق في دراسة عادات وتقاليد افراده في حياتهم اليومية لفتره من الزمن . ان الكتاب ركز في دراسته على البدو وطبيعه حياتهم اليومية في الصحراء وما اكسبتهم هذه البيئة القاسية من عادات ، وقدم دراسة كذلك عن حياة الفلاحين في الارياف وعن سكان المدن لفترة زمنية ممتدة من بداية نشوء حضارة وادي الرافدين الى العصر الحديث , لكن الكتاب ركز على فترة زمنية محددة هي خلال الاحتلال العثماني للعراق وما صاحبته من ضروف قاسية مرت على البلد من اهمال التعليم وانتشار الاوبئة وحرص المحتل فقط على استنزاف الموارد القليلة للبلد حيث لم يكن النفط مكتشفا بعد . اما الفترات السابقة من عصر الجاهلية وما تبعها من تاريخ العراق ، تطرق لها الكاتب بصورة سريعة والسبب حسب الكاتب هو ان بحث كهذا يتطلب اكثر من كتاب لذلك ركز الكاتب على اكثر مرحلة ساهمت في تكوين شخصية الفرد العراقي . الكتاب جدا رائع بأسلوب سلس وبسيط خالي من الحذلقة والمفردات الصعبة الرنانة ، لذلك تجدني سائر قدما لقراءة جميع كتبه بحوله تعالى . من مقتطفاتي من الكتاب : ( ان المنطقة العربية تتميز عن جميع مناطق العالم بكونها قد جمعت منابع البداوة والحضارة بشكل خاص وعلى نطاق واسع جدا . ولهذا صح القول بان المجتمع العربي هو اكثر المحتمعات في العالم معاناة للصراع بين البداوة والحضارة ، وتاثرا بهما ) .
مجهود كبير قام به الوردي في وضع هذا الكتاب ، وحماس كبير وتحدي رائع لنشر كتاب يتحدث عن الحياة الاجتماعية العراقية وتطورها وتقسيمها و امتزاج الحضارة بالبداوة في بلاد الرافدين ..
وبكل تواضع يذكّرنا بأنه بحث علمي بسيط لا يرقى لبقية أبحاث علم الاجتماع الاخرى .. أرى أنه كتاب مهم جدا استعرض فيه العراق تاريخيا واجتماعيا ..وتأثر الحياة الاجتماعية العراقية من مدخلات الحضارة وتدفق البداوة وامتزاج الحضارة بالبداوة في قوالب عديدة أخرجت لنا مجتمعا فريدا مقارنة بالمناطق المجاورة ..
الرجل ، المرأة ، الأخلاق ، السلوكيات ، القيم في بلاد الرافدين .. الماضي ، الحاضر ، ومستقبل العراق ..أسهب فيه الوردي بتفصيل لم أجد مثيلا له في مؤلفاته الأخرى ..
كتاب مهم جدا لكل من له اهتمام بعلم الاجتماع ، ولا يعتقد القارئ أن هذا الكتاب يختص بالعراق فقط ..
فبمقارنة مع السعودية ، نجد أن قيم البداوة تتطابق تماما هنا .. وتأثير البداوة والتمدن وما إلى ذلك يوجد تشابه كبير .. ولكن هذا لا يغني عن أمنيتي بتواجد مؤلفات تتناول الشأن السعودي بدون تزلف نحن - المجتمعات- في غنى عنها ..
كتاب الدكتور علي الوردي العالم الاجتماعي العراقي كتاب مهم ومميز على كل عراقي ان يقرأه لكي يفهم نفسه ودوافع افعاله وتناقضاته فهو جزء من هذا المجتمع ومعني بهذه الدراسة ثم بعد ذلك سيفهم المجتمع العراقي توضح هذه الدراسة اثر قيم البداوة والحضارة في تكوين المجتمع العراقي فالعراق كان اكثر الاقطار العربية عرضة للهجرات البدوية من البادية لذلك كلما تطورت قيمه الحضارية غذته البادية بدفعة جديدة من القيم البدوية وهكذا لذلك كان من اكثر المجتماعات تناقضا بين القيم البدوية والحضارية
"ازدواج الشخصية بالمعنى الاجتماعي هو ليس مرضا نفسيا واتما ظاهرة اجتماعية وهو يحدث في كثير من الناس حين يظهر لديهم صراع ثقافي"
"اذا استفحلت النزعة الجدلية في شعب جعلته اكثر من غيره ميلا للاطلاع والقراءة، واوسع افقا من الناحية الذهنية ولكنها من الناحية الاخرى تجعله مشتت الاهواء والاراء، لايستقر على مبدأ واحد مدة طويلة ولا يعجب بزعيم او يلتف حوله ويستمر على تاييده" وهكذا هو العراق من اكثر الشعوب العربية غنى بالعقول الذكية ولكنه اكثرهم تشتت وفرقة.
تناول الدكتور علي الوردي في كتابه (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي) الصراع بين الحضارة والبداوة، كان العراق منبعا للحضارة منذ القدم وهو في ذات الوقت يقع على حافة الجزيرة العربية، منبع البداوة، لذلك فقد نشأ صراع بين قيم الحضارة المتاصلة في العراق وبين قيم البداوة التي تاتيه من الفتوح العسكرية او من هجرة البدو اليه، لقد اصبح الشعب العراقي شعبا حائرا يسير على قيم البداوة تارة ويسير في طريق الحضارة تارة اخرى. ثم تحدث الكاتب عن البداوة والحضارة واشار الى محور الثقافة البدوية وطابعها العام يقوم على اساس "التغالب"، هذه النزعة التي سيطرت على شخصية البدوي، فهو يميل دائما الى ان يكون غالبا لا مغلوبا، ناهبا لا منهوبا، معتديا غير معتدى عليه، وفي نفس الوقت معطيا لا سائلا كريما اكرم من غيره، مجيرا لا مجارا، متفضِلا لا متفضلاً عليه، وهكذا.
تسائل عن سبب تميز البدو في الصحراء العربية بالمروءة والايثار بينما يفتقر البدو في الصحراء المغولية الى ذلك؟ يعلل الدكتور علي الوردي ذلك بعوامل البرد في الصحراء المغولية وان البداوة في الصحراء العربية كانت متصلة ومتفاعلة مع الحضارات القريبة منها وغير منغلقة كما هو الحال في الصحراء المغولية.
اشار في الفصل التالي الى نزعة الحرب عند البدو واوضح ان لها اهمية كبيرة في استمرار الحياة البدوية فالبدو يعتمدون على الرعي وهم اكثر الامم تكاثرا بسبب طول اعمارهم وقلة الاوبئة والامراض في الصحراء، وبما ان المراعي لا تزداد كما يزداد البدو، اصبح التناحر والتقاتل وسيلة لديمومة الحياة ومركبا اساسيا من مركبات الثقافة البدوية، فإذا ترك البدو القتال والغز فهم انما يسيرون في سبيل التخلص من ثقافتهم البدوية والدخول في عالم الحضارة
يحتقر البدو الانسان الذي ينفع ولا يضر، ويعتبرونه ذليلا كالحمار، ان الانسان الذي يريد ان ينال مكانة عالية بينهم لابد ان تكون له قدرة على النفع والضرر في وقت واحد، وقد يكون ايقاع الضرر اولى واعلى من جلب النفع ان خير بينهما البدوي.
ان الرجل البدوي ذو احساس مفرط بكرامته، لا يتحمل ان تناله اية اهانة مهما كانت تافهة، فجعله ذلك سريع الغضب شديد النقمة، انه لا يتردد في لحظة الغضب عن امتشاق سيفه ليضرب به من تجرأ عليه كائنا من كان.
ثم يتحدث الكاتب بالتفصيل عن الثقافة البدوية في طريقة العيش والقيم السائدة كالكرم والوفاء والحسد وغيرها وقارن بين التدين الحضري والتدين البدوي، فالبدو يريدون من الدين تحقيق الغلبة والنصر وتحصيل الغنائم وهذا ما يفسر اسلامهم وارتدادهم عند وفاة النبي صلى الله عليه واله ثم رجوعهم الى الاسلام مرة اخرى عند بدء الفتوحات على ايدي الخلفاء اما الحضر فهم يعانون من قهر الحكام ووطأة الامراض والاوبئة عليهم ولهذا كان طابع التذمر والانين غالبا على الكثيرين منهم، انهم اذا بحاجة الى دين يعزيهم في محنهم ويمنحهم التفاؤل لذلك اتصفت الاديان التي انتشرت في الحضر بكثرة الشفعاء والاولياء والشعائر والطقوس الدينية.
اشار الكاتب الى الموالي الذين انتسبوا الى القبائل العربية عند فتح مناطقهم طمعا في الحماية والعيش فأخذو تسمية هذه القبائل، فيطلق عليه مثلا تميمي بالولاء او نخعي بالولاء وغالبا ما تختفي كلمة الولاء جيلا بعد جيلا ليكون المولى عربيا في النهاية، اما بعض الموالي فقد اعتز بنسبه رفض الانتساب الى القبائل واصر على الاحتفاظ بهويته وهؤلاء قلة فالعامة في كل مكان ��زمان غالبا لا يهمهم النسب والفخار بقدر ما تهمهم الحماية وكسب الرزق.
ان العامة بوجه عام ميالون الى السكون والخنوع، والى طلب العيش والمهادنة وان تحملوا المهانة، اما الخاصة فهم اميل الى الصخب والمشاغبة والاعتراض، ولهذا فهم اقدر على شحن كتب التاريخ بما يريدون، فتأمل!
بعد دراسة البداوة والحضارة وخصائصهما بشكل عام، ينتقل الكاتب الى دراسة المجتمع العراقي بشكل خاص، وتحديدا في العهد العثماني حيث كان عدد سكان العراق لا يتجاوز المليون، وينقسم الى ثلاث فئات وهي القبائل البدوية، القبائل الريفية، تؤلف 76% وتمثل البداوة والربع الباقي هم اهل المدينة الذين يمثلون الحضارة في المجتمع العراقي.
يشير الكاتب الى ان النزعة السائدة انذاك هي النزعة العصبية الدينية والطائفية، وهذا يعني ان العراقيين لم يكونوا يعدون العثمانين والصفويين اجانب عنهم يريدون الاستيلاء على البلاد ونهب ثرواتها بل كان كل فريق منهم يميل الى الدولة حسب مذهبه ويعدها الدولة المنقذة.
اعتاد جنود الانكشارية العثمانية على الهجوم على بيوت النصارى في البصرة ونهبها وربما لم يسلم منهم حتى المسلمون، اما الاغنياء فكانوا يحرصون على اداء الصلاة في وقتها لئلا تتهمهم الحكومة العثمانية بعدم التدين وتفرض عليهم غرامات باهضة، وهي لا تهتم ان صلى الفقير ام لا! كان للانكشارية امتيازات كبيرة في البصرة كما هو الحال في باقي المدن، ومن هذه الامتيازات انهم لا يجوز ايقافهم او ايقاع العقوبة عليهم الا من قبل رؤسائهم فقط، ولهذا صارو يلحقون الضرر بكل من لا يخضع لهم.
يبدو ان الوضع العام في العراق في القرن التاسع عشر في عهد الدولة العثمانية كان يشبه الى حد ما وضعه الحالي، من استشراء للفساد، وغياب سلطة الدولة، ونشاط الجماعات المسلحة (الانكشارية) التي تعمد الى استغلال الدين لتحقيق اهدافها وبسط نفوذها.
اعلان المشروطية في العهد العثماني، المشروطية حركة ظهرت في تركيا وايران تطالب بالدستور وبالنظام النيابي في الحكم وقد نجحت هذه الحركة في عزل السلطان العثماني، ورفعوا شعار الحرية والعدالة والمساواة. لقد كان للمشروطية تاثيرا ايجابيا على المجتمع العراقي، اذ شهد العراق بعض مظاهر الاصلاح، وقد ظهر فريق من دعاة المشروطية واخر متحفظ رافض لها كان على راسهم رجال الدين الذين حرموا المشروطية واعتبروها كفرا والحادا، يعلل الكاتب ذلك بأن رجال الدين يريدون البقاء على ما اعتادوا عليه من حكومة متفسخة وخراب شامل.
كانت من ابرز ما تطرق اليه هذا الكتاب ازدواج شخصية الانسان العراقي الذي تؤثر فيه قيم البداوة والحضارة في ان واحد و الى الصراع الدائم بين افراد هذا المجتمع الذي تميز عن باقي المجتمعات باستفحال نزعة الجدال منذ القدم، وحتى يومنا هذا، قد ترى نزاعا جديدا مصبوغا بطلاء الحضارة والتقدم الا انه يرجع في جذوره الى العصبيات الدينية والطائفية والقبلية القديمة، فعامة العراقيين قد يتظاهرون ويهتفون ولكنهم يبتغون في هتافاتهم ما كانوا يبتغونه في "هوساتهم" القديمة، فإذا تمكن فريق منهم وحقق بعض اهدافه خرج عليهم اخرون يهتفون ويتحمسون الى شعارات مضادة في كلها او بعضها، ومن الطريف اني في الوقت الذي اكتب فيه هذه الكلمات يعج الشارع الان بجدال عنيف بين فريق من المتظاهرين واخر من المحافظين المتدينيين حيث يكيل كل طرف الاتهام للاخر وهم يتسابقون لاثبات من منهم اولى بالحق واحق بالزعامة!
عندما ذكر الكاتب ان الحضارة ازدهرت في العصر العباسي فاقول ان الحضارة لا يصنعها الا الاحرار اما عن وصفه لحياة البداوة والازدواجية في طبائعها فاعلق ان المجتمعات الغير حرة سهل ايقاعها و حصرها في برمجة تعيش عليه طوال حياتها دون الجراة على التغيير و قد وقع العراق في هذا الحصار الاجتماعي ومهما حدث تجد هذه الصفات مزروعة في شخصية الفرد ولا يقوى على التحرر منها انها اشبه بنظرية القرود الخمسة لاحد علماء النفس حيث درسوا غريزة الخوف وتوقف طموح الانسان عن العمل
لاينطبق فقط على المجتمع العراقي ، فشرائح المجتمع السعودي لاتختلف بشكل كبير عن اخواتها في العراق. وجدته منطبقًا على المجتمع السعودي بشكل كبير رحم الله الدكتور وغفر له
قراءة في الذات من خلال “دراسة في طبيعة المجتمع العراقي” لـ د. علي الوردي
حين أقول إنّي سنية من الغربية، ما أقصد الانحياز، ولا أرسم حدود بيني وبين أحد. لكنّي أختار أن لا أعتذر عن جذري، ولا أبرر وجودي، ولا أقبل أن يُعاد تعريف اسمي وفق صراع لم أصنعه.
ولأننا كثيرًا ما نُتهم، ونُقصى، ونُسكت، لجأتُ للقراءة. وجدت في كتاب د. علي الوردي – “دراسة في طبيعة المجتمع العراقي”، إجابة فكرية صادقة عن سؤال طالما حملته: لماذا نشعر كأننا متهمون في بلد نحن من بنيناه؟
الوردي هنا لا يكتب عن طائفة، بل عن تركيبة كاملة: هو يُفكك “الشخصية العراقية” من خلال ثنائية البداوة والحضارة، ويقول إن هذه الشخصية ليست منافقة كما يُشاع، بل مزدوجة بفعل ضغط تاريخي، سياسي، واقتصادي طويل. العراقي ليس “مزدوجًا” باختياره، بل لأن البنية التي نشأ فيها تتأرجح بين قيم الصحراء وقيم المدينة، بين العصبية الدينية والعقل العلمي، بين الولاء للعشيرة والخضوع للدولة.
في كتابه، يوضح الوردي إن أحد أسباب التوتر بالعراق هو الصراع بين المدينة والبادية، وهاي معادلة السنّة فاهميها زين، لأنهم عاشوها بجلدهم. مناطق مثل تكريت، سامراء، وهيت، والفلوجة كانت تجمع بين قيم العشيرة وانضباط المدينة، وهاي ميزة مو نقطة ضعف.
السني بالعراق، كان فلاح، جندي، معلم، قاضي، عالم، وحتى شيخ عشيرة… لكنه دايمًا يعرف متى يحچي، ومتى يسكت. وما يستقوي لا بطائفته، ولا بحزب، بل برجولته وفكرته وتاريخه.
في قراءة متأنّية للوردي، نجد أن السنّة لم يكونوا صانعي الحرب، ولا مبرمجي الإقصاء، بل كانوا في قلب الدولة حين كانت “دولة للجميع”، قبل أن تتحوّل السياسة إلى مقايضة مذهبية بعد الاحتلال. • السنّة لم يحكموا كطائفة، بل كجزء من نخب عراقية تشكّلت منذ العصر العثماني، وكان من بينهم شيعة ومسيحيون وكرد. • المظلومية السنيّة اليوم لا تأتي من “فقدان الحكم”، بل من تجريدهم من شرعية الانتماء، وكأن العراقي السني بحاجة ليبرر كل يوم أنه ليس داعشيًا، ولا بعثيًا، ولا تابعًا لأجندة خارجية.
الوردي لم يقل هذا بصراحة، لكنه مهّد الطريق لهذا الفهم حين أشار إلى أن الدولة العراقية كانت دائمًا تحت رحمة صراعات الهويّات، لكنها فشلت في خلق وطن فوق المذهب والقبيلة.
أجد في هذا الكتاب دعماً غير مباشر لهويتي، ليس لأنه ينحاز، بل لأنه يجرّدنا من الكليشيهات التي ألصقت بنا: • نحن لسنا طائفيين، بدليل أننا بنينا المدارس الدينية والعلمية الكبرى التي درس فيها الجميع، ولم نحرم أحداً. • نحن لم نكن غرباء عن هذه الأرض، بل من مؤسسي بغداد والفلوجة وتكريت وسامراء، ومن قادة العلم والفكر والمقاومة. • جذورنا تمتد من ابن حنبل إلى ابن الجوزي إلى علماء القرن العشرين… لم نكن يومًا عالة على التاريخ.
علي الوردي يحچي عن هاي الفترات بتقدير، ويذكر شلون بغداد كانت مركز إشعاع بفضل هاي العقول السنية، اللي ما خلطت الدين بالسلطة، بل رفعت من قيمة الإنسان قبل أي طائفة. وما ننسى إن أعظم فترات العراق العلمية والثقافية، صارت بزمن الخلافة العباسية، وكانت بأغلبها بقيادة سنية معتدلة، منفتحة، ومحترمة للآخر، حتى بالاختلاف.
و بالرغم من أن الوردي كان علمانيًا اجتماعيًا بعيدًا عن الطائفية، إلا أن تحليلاته تُبرز بوضوح أن السنة كانوا حجر الأساس في تكوين الدولة العراقية الحديثة، خاصة في بدايات القرن العشرين
الوردي توفّى قبل الاحتلال الأمريكي، بس تحليلاته تتنبأ بوضوح حيث يقول:
“إذا ما تفهمنا جذورنا الاجتماعية، سوف ندور بدائرة الكره والخوف والحكم المسبق.”
وهذا الي صار بعد 2003، للأسف… صار السنّي متّهم بدون محكمة، وصار كل شي غلط يُنسب له، سواء اشترك بيه أو لا.
رغم إن السنة هم الي أول تهجّروا، أول من انقصفوا، أول من سقطت عليهم المدن. ورغم إنهم ما كانوا قادة حرب ولا صانعي قرار. بس انحسبوا كلّهم على صفحة واحدة، كأنهم خارج الوطن، أو مثل ما يقول الوردي:
“تتحول الضحية إلى متهم، بسبب جهل المجتمع بجذوره.”
لماذا أكتب هذا الآن؟
لأن الهويّة السنيّة في العراق اليوم ليست مجرد مذهب، بل تجربة سياسية وثقافية واجتماعية تتعرض للتشويه والطمس. ولأن الكتب أحيانًا تنصفنا أكثر من السياسيين. ولأننا تعبنا من تقديم اعتذارات يومية لم نرتكب ذنبًا فيها.
التجربة الخامسة لي مع الجمال مما لاحظته في طبيعة بحث الدكتور أنه قسم المجتمع العراقي الى ثلاث مناطق أو مكونات أو أفراد و هذه المراحل هي البادية ، الريف ، و المدينة .. فأخذ بدراستها و شرحها واحدة بعد الاخرى و وضح سوء و محاسن كل منطقة . كان تركيز الوردي الاكبر على مناطق الوسط والجنوب عازياً بذلك منطقة كردستان بأنها تحتاج الى دراسة منفصلة بسبب اختلاف طبيعتها الجبلية. اما الحقبة الزمنية فكان اكثر تركيزه على العراق في الاربعة قرون خلال الحكم العثماني وبعدها تأثير الصراع بين الفرس والاتراك لاستغلال اراضيه بالاضافة ا��ى نزوح بدو الصحاري المجاورة له كل هذا ساهم في صناعة شخصية الفرد العراقي. يطرح الوردي في هذا الكتاب عده مواضيع تخص المجتمع العراقي منها -صراع البداوة والحضارة وكيف ان الشعب العراقي واقع بين نظامين متناقضين من القيم الأجتماعية، قيم البداوة القادمة من الصحراء المجاورة، وقيم الحضارة المنبعثة من تراثه الحضاري القديم. يصف الوردي ما يعانيه المجتمع من صراع اجتماعي ونفسي كبير، مما يجعل الفرد العراقي حائراً فقد أنفتح أمامهُ طريقان وهو مضطرٌ للسير فيهما في آنٍ واحد، يمشي في هذا الطريق حيناً ثم يعود ليمشي في الطريق الآخر حيناً آخر،
من اهم المواضيع التي ناقشها هذا الكتاب هي مسألة ازدواجية الشخصية العراقية بين القيم "الطوبائية" المبالغ في مثاليتها و واقع الحياة المعاشة و طبيعة التركيبة الفردية. يقول الوردي في الفصل الذي تناول هذا الموضوع. " ان التعليم، او التلقين، قد يملأ ذهن الانسان بالافكار العالية، ولكنه لا يستطيع ان يؤثر في شخصية الانسان تأثيراً فعلياً. فالشخصية هي نتاج الظروف الواقعية. فنحن اذا ملأنا ذهن الانسان بالافكار العالية، ولم نحاول تغيير ظروفه الواقعية ادى ذلك الى ظهور بعض معالم ازدواج الشخصية فيه." ويقول ايضا " ازدواج الشخصية بالمعنى الاجتماعي هو ليس مرضاً نفسياً وانما ظاهرة اجتم��عية. وهو يحدث في كثير من الناس حين يظهر لديهم صراع ثقافي...."
-الحرب الدائمة في العراق اسببابها وعوامل القضاء عليها او عوامل انتشارها هي احد المواضيع التي طرحها الوردي في كتابه. قلما تمر فترةٌ على العراق دون أن يقع فيها قتال على وجهٍ من الوجوه، ويأخذُ هذا القتال أشكالاً مختلفة مثل: -قتال القبائل فيما بينها قتال القبائل والحكومة -القتال بين المحلات في المدينة الواحدة -القتال بين القبائل والمدن -القتال بين المدن -القتال بين المدن والحكومة وأضيف لها قتال الشخص مع نفسه في حال أختفت جميع تلك الحروب!
يقول الوردي في الفصل الذي تناول هذا الموضوع. " لا تستطيع حضارة ان تنمو وتزدهر إذا هي ابتليت بحرب دائمة. ان حياتها الاقتصادية لا تنتعش الا في حياة السلم."
"مظاهر التدين في العراق" حيث ربط الكاتب بين طبيعة المجتمع العراقي المتأثرة رئيسياً بالنقاط السالف ذكرها و ما بدى من مظاهر التدين في العراق و لعل واحدة من أهمها هي انتشار أضرحة الأولياء الصالحين يقول الوردي في الفصل الذي تناول هذا الموضوع. " ان اية دعاية مهما كان نوعها لا يمكن ان تأثر في قوم الا اذا كانت الظروف الاجتماعية فيهم ملائمة لها."
يناقش الوردي ايضا النزعة الجدلية عند اهل العراق وهي المره الثانيه التي اقرا بها هذا الموضوع في كتب علي الوردي المره الاولى كانت في كتاب مهزلة العقل البشري واظن ان الوردي في الكتاب الاول شرحها بشيء من التفصيل اكثر من هذا الكتاب يقول الوردي في الفصل الذي تناول هذا الموضوع.
"اذا استفحلت النزعة الجدلية في شعب جعلته اكثر من غيره ميلاً للأطلاع والقراءة، واوسع افقاً من الناحية الذهنية. ولكنها من الناحية الاخرى تجعله مشتت الاهواء والاراء، لا يستقر على مبدأ واحد مدة طويلة، ولا يعجب بزعيم او يلتف حلوله ويستمر على تأييده.
الشخصية بمعناها العلمي عبارة عن تركيب نفسي يتألف من صفات مختلفة، وهو يميل نحو الانسجام والتوافق مع الثقافة الإجتماعية السائدة. فكل انسان يملك شخصية خاصة به تميزه عن غيره من الناس. والناس يختلفون في نمط شخصياتهم تبعاً لتفاوت مقدرتهم على التجاوب مع الثقافة الإجتماعية السائدة. فمنهم من ينجح في ذلك ومنهم من يفشل. واكثر الناس في الواقع هم فاشلون وناجحون في آن واحد. واختلافهم ينشأ عن نسبة النجاح والفشل في تكوين شخصياتهم. ""إقتباس"" الكتاب جميل وشمل اغلب العادات الاجتماعية للشعب العراقي وكذلك للشعوب العربية الأخرى ومن قد قرأ الكتاب من العرب لابد أن يلاحظ أن اغلب العادات "الإجتماعية" هي مشتركة لدى كل العرب تقريباً، الكتاب جيد جداً للمهتمين بتاريخ وحضارة العرب من الناحية الإجتماعية بشكل عام، و العراق بشكل خاص. كل كاتب لابد أن تكون لكتابه سلبيات وهذا أمر طبيعي جداً، ومن الممكن ان يكون ما أراه سلبياً تراه انت على العكس وهذا أيضاً امر طبيعي، من سلبيات الكتاب: - تكلم علي الوردي عن بغداد، النجف، كربلاء، الكوفه، البصرة، السماوه.... إلخ تطرق لهذه المدن بشكل كبير ودرس حالتها الاجتماعية وهذه المدن هي الجنوبية من العراق، وقد تم ذكر الدجيل، وسامراء في قصة او قصتين على الاغلب، وذكر الموصل واربيل"المناطق الشمالية" مره واحدة فقط، وهذا دليل على ان الكاتب، إما لم تكن لديه المعلومات الكافية عن المجتمع العراقي كاملاً وإنما كانت لديه معلومات عن منطقة الفرات الأوسط او منطقة "السواد" كما أسماها الكاتب أو كما كانت تسمى سابقاً، أو أن الكاتب كان لديه ما يكفي من المعلومات عن المناطق الشمالية ولكنه لم يتطرق لها لسبب ما "نجهله"، قد يكون أراد ذكرها في كتاب اخر كما ذكر في الخاتمة، أو أي سبب اخر، انا من محافظة صلاح الدين شمال بغداد، نعم نشترك مع الجنوب في اغلب العادات الاجتماعية ولكن هناك عادات أخرى نختلف عنهم بها تم التغاضي عنها او لم يتم ذكرها، ولكركوك والموصل والانبار "الرمادي"....إلخ كل مدينه لها عادات اجتماعية تمتاز بها عن عادات المدن الأخرى. - كثرة التطرق لأمور تاريخية، ففي بعض الجزئيات تشعر وكأنك تقرأ كتاباً عن التاريخ، هذا لا يعني أن دراسة التاريخ واجبة لمعرفة تدرج العادات الاجتماعية في المجتمع تاريخياً وكيف اتت هذه العادات بالتسلسل التاريخي، لكن في بعض الجزئيات ترى مبالغة في الأمور التاريخية و من هذه الجزئيات هي اول شارع عُبِدَ في العراق هو.... بتاريخ.... واول راقصة في العراق هي.... واتت من.... ورقصت في ملهى....و في تاريخ.... واول ملهى في العراق....إلخ، هذا ما قصدته في الأمور التاريخية. - عندما تم ذكر الأماكن المقدسة في العراق لم يُذكر مرقد نبي الله يونس في الموصل وهو أيضاً واحد من أهم المراقد في العراق وسبب عدم ذكره كما اتوقع يرجع لأول سلبيه من السلبيات التي ذكرتها. - التطرق إلى المذهب الشيعي بشكل مبالغ فيه علماً ان الشيعة والسنة في العراق تقريباً هم متساوين من ناحية عدد السكان "الشيعة أكثر بنسبة بسيطة"، ايضاً يعود سبب هذا كما أعتقد إلى السلبيه الأولى وسبب اعتقادي هذا ان الطائفة السنية تتمثل من شمال بغداد شاملة بغداد معها ((في بغداد يعيش السنة والشيعة معاً)) والى الشمال من بغداد تبدأ المناطق السنية والى الجنوب من بغداد تبدأ المناطق الشيعية ((وهذا لا يعني عدم وجود الشيعة في الشمال او السنة في الجنوب)) احب ان أكرر ان الكتاب جميل جداً وعلي الوردي هو احد الكتاب المحببين الي جداً استمتع جداً عندما اقرأ له، ولكن هذا لا يعني أن اتغاضى عن نقد ما يجب نقده"في نظري"..
الكتاب ممتاز، فيه تحليل جيد للمجتمع، والكاتب ماشاءالله عنده اطلاع واسع على ثقافة المجتمع العراقي. هدف الكتاب توضيح طبيعة المجتمع العراقي للوصول لحل مشكلة كانت تؤرّق الدكتور الوردي ألا وهي مشكلة التضاد في الشخصية، والمجتمع العراقي كما يراه الكاتب، ومحاولته للوصول لهذه الطبيعة، وسبب المشكلة تتمثل في استقصاء تاريخي لحياة هذا المجتمع من مرحلة البداوة، وانتقاله لمرحلة الريف، ومرحلة العيش بالمدينة، ويوضح كيف أن الجذور الثقافية للمجتمع ترجع للبداوة، وأن انتقال المجتمع بهذه الثقافة لظروف اجتماعية، وجغرافية جديدة، جعلته يواجه صعوبة في التوفيق بين الثقافتين، مثلاً: يريد صاحب ثقافة التغالب - ثقافة بدوية - أن يدير دكانًا صغيرًا فلا يفلح؛ لأن ثقافة إدارة الدكان تعتمد على كسب الزبون، لا مجابهته، وبختصار يريد الوردي إيصال فكرة: لايمكن أن تفلح أي ثقافة إذا تضاربت مع الطبيعة الاجتماعية للمجتمع. ملاحظات: من الملاحظات الرئيسية على الكاتب - وهي عديدة أكتفي بواحدة فقط- : أنه وضع تقسيمة أساسية اجتماعية للمجتمع، وصار يكرر تطبيقها على كل أفكاره، فالعصبية ترجع للموروث الثقافي البدوي، كره المستكبرين يرجع للثقافة البدوية، الصدق يرجع للثقافة البدوية، الكذب يأتي من البيع والشراء..في الريف، والمدينة..إلخ، والخلل في هذه المنهجية يرجع إلى كون سلوكيات الناس لاتنحصر في التقسيم الذي ذكره، فعندنا المصالح الشخصية الطارئة، والإرشادات الدينية، والتوجيهات التي تصل للمجتمع، مثلاً فهذه الأمور تصدر عنها سلوكيات بعضها يشترك مع الموروث البدوي، وبعضها لا، فمن الغلط أن ننسب كل السلوكيات للموروث البدوي.
لا أدري إن كان قد قصد الدكتور علي الوردي الصفات السلبية فقط للمجتمع العراقي أم أن الكثير من هذه الصفات قد تغير وصقل بالحضارة الحديثة فعلا . لا شك إن الدراسة التي يقدمها هي دراسة رائعة موضوعية لا تزال تتمثل في شخصية أحدهم هنا أو هناك كلما تمعنت النظر في المجتمع العراقي .
ولكن ، لا بد أن تكون هناك نسبة خطأ في بعض الأنتقادات السلبية التي وردت في الكتاب أو ربما كانت صحيحة في ذلك الوقت وقد أضمحلت الآن وتغيرت كثيرا او قليلا .
من الرائع المرور في قراءة هكذا كتاب وإن كان حجمه كبيرا.
طبيعة العصبية والقبلية والأزدواج في شخصية الفرد العراقي لا زالت تسير في شوارع المدن والريف على حد سواء كصورة مرئية ما إن تقرأ هذا الكتاب حتى تنظر بمرآته إلى جميع من حولك وتختبرهم به . برأيي ليس كل أفراد المجتمع العراقي هكذا ولا بد أن يكون البعض شذ عن الصبغة المجتمعية وتغير بسبب التجارب التي مر بها العراقيون حديثا ، بينما الآخرون لا زالوا يعانون في ذات القاع .
هل يصح أن ينسب كل ما يفعله الفرد إلى حاجاته النفسية سواء كانت ظاهرية أو مكبوته ونعتبر بذلك دليل نبرر به كل شئ وننتقد به كل شئ . لا أدري ! ولكن أعتقد أن الأنسان لا يمكن أن يتخلى عن حاجاته النفسية لأنه لا يملك القرار في ذلك وهو كذلك في كل مكان وزمان لكن من غير العدل أن ننتقد كل ما يقوم به الأنسان ونعود به إلى تلك الحاجة النفسية لنبرر بها فعل آخر خصوصا قد نكون أصبنا أو أخطئنا بذلك المقياس .
مشكلة العراقيون مشكلة مركبة فعلا ، وهذا قد أنعكس على وضع البلد السياسي بوجه عام !