عندما تشيخ الذئاب

by جمال ناجي

يقدم الروائي "جمال ناجي" رواية نسج خيوطها من واقع الحياة، عنونها بـ "عندما تشيخ الذئاب" تعكس تفاصيل حياة أبطالها صوراً متعددة لتركيبات إنسانية أفرزتها – تركيبة اجتماعية – دينية جامدة، تُعبر عن بنى ذهنية ما زالت مقيدة بثقافة جاهزة سلفاً رغم التطور الذي واكب الحياة البشرية، ولكن الذهنية الفكرية والاجتماعية والدينية ما زالت هي من يرسم حياة هؤلاء الأفراد ويحدد لهم طريقهم. فمن خلال تجربة بطلة الرواية التي تتزوج أكثر من مرة وتطلق أيضاً تقول: "عزمي الوجيه أذلني ثلاث مرات، الأولى في بيت والده الذي أغرم بي وتزوجني. الثانية يوم ضبطني في الغرفة الدخانية في دار الشيخ عبد الحميد الجنزير. أما الثالثة فبعدهما بثلاثة عشر عاماً؛ حين بلغت الثامنة والثلاثين من عمري".
وهكذا بأسلوبه الأدبي الشيق يعكس الكاتب "جمال ناجي" تجربة مجموعة من الأشخاص في ذلك المجتمع المغلق، فيلاحق تحركات شخصيات روايته وانفعالاتهم وحواراتهم فيشبكهم في نسيج درامي – إنساني، يصور حال الأنا البشرية التي أتعبتها رتابة الحياة، فغدت تحلم بيوم أفضل، فهل تستطيع بطلة الرواية الخروج من هذه الدائرة المغلقة مثل كثير من النساء وهل تطور الحياة الاجتماعية والتكنولوجية غير ما في عقول الناس وأذهانهم؟ وهل التحضر يقاس بالفكر أم بالتكنولوجيا؟ أسئلة كثيرة نجد جواباً لها في هذه الرواية الواقعية في عرضها ومضمونها المُعبر عن واقع الحياة يقول: "الوضع الآن اختلف كثيراً، فقد انهالت النسوة على ارتداء الجلابيب والمناديل والخُمر، وانتشر الشبان الملتحون الذين يخطبون في بيوت العزاء والتجمعات، وانتشرت الواعظات في المنازل والوعاظ في المساجد والجمعيات والمراكز وخارجها، فساد الذهول في أوساط اليساريين والقوميين والليبراليين، ومعهم الحكومات التي تعاقبت على مبنى مجلس الوزراء في الدور الرابع".
تفاصيل متعددة ومحطات كثيرة تحتويها هذه الرواية، أضاء بها الكاتب على شرائح وطبقات اجتماعية لمراحل متعاقبة، عَبرت عن ثقافة ذلك المجتمع الذي يتداخل فيه الديني مع الاجتماعي مع السياسي مع الاقتصادي، فنتج عنه رؤية جديدة لتلك التركيبة المعقدة والمتشابكة

Genres: Novels

245 pages, Paperback

First published January 1, 2005

About the author

جمال ناجي محمد إسماعيل روائي أردني هو روائي وقاص أردني من أصول فلسطينية، بدأ شوطه مع الكتابة الروائية منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي، حيث كتب أول رواية له في العام 1977 بعنوان (الطريق إلى بلحارث) وقد نشرت في العام 1982 ولقيت أصداء واسعة في حينها وأعيدت طباعتها سبع مرات، وشكلت حافزا له للاستمرار في الكتابة الروائية، وقد أصدر بعدها عددا من الروايات والمجموعات القصصية، وتتميز تجربته الروائية بأن لكل رواية أجواؤها المختلفة عن الأخرى من حيث الأماكن والأزمان والموضوعات، أما قصصه فتعتمد التكثيف والمفارقة التي تكشف ما خلف الأحداث في السطر الأخير من كل قصة.

انتخب جمال ناجي رئيسا لرابطة الكتاب الأردنيين في العام 2001 حتى العام 2003، وكان خلال هذه الفترة عضوا في الأمانة العامة لاتحاد الكتاب العرب، وعضوا في مجلس النقباء الأردنيين، وعضوا في اللجنة العليا لعمان عاصمة للثقافة العربية 2002، ورئيس تحرير مجلة " أوراق "، وعضو لجنة وضع سينايوهات الأردن المستقبلية 2020، وعضوا محكما في عدد من لجان تقييم النصوص الادبية، وشارك في العديد من المؤتمرات الأدبية والفكرية العربية والعالمية، وحاز على عدة جوائز أدبية، وأعدت دراسات كثيرة عن نتاجاته الأدبية إضافة إلى رسائل الدكتوراه والماجستير التي تناولت تجربته الروائية، كما أدرجت بعض قصصه القصيرة في المناهج المدرسية فيما تدرس رواياته في بعض الجامعات. كما ترجمت روايته (الطريق إلى بلحارث) إلى اللغة الروسية إضافة إلى عدد كبير من قصصه القصيرة التي ترجمت إلى اللغات الإنجليزية والألمانية والتركية.
في العام 2007، حصل على إجازة التفرغ الإبداعي من وزارة الثقافة الأردنية من أجل انجاز مشروعه الروائي الذي حمل عنوان (عندما تشيخ الذئاب) وقد أتم كتابة هذه الرواية التي يتلاقى فيها السياسي مع الإجتماعي مع الديني والجنسي باستخدام اسلوب تعدد الأصوات الذي يوظفه لأول مرة في رواياته.
بالإضافة إلى الرواية والقصة القصيرة، كتب جمال ناجي السيناريو التلفزيوني، ومن أهم ما كتب في هذا المجال مسلسل (وادي الغجر) عن روايته " مخلفات الزوابع الاخيرة " ومسلسل (حرائق الحب)، كما كتب بشكل منتظم في مجلة دبي الثقافية وجريدة الرأي والدستور الأردنيتين، إضافة إلى كتاباته غير المنتظمة في صحف ومجلات عربية وأردنية أخرى.

أعماله

روايات
الطريق إلى بلحارث (1982)
وقت (1984)
مخلفات الزوابع الاخيرة (1988)
(حُولت إلى مسلسل بعنوان وادي الغجر)(الحائزة على جائزة الدولة التشجيعية، و إحدى أهم الروايات العربية المعاصرة)
الحياة على ذمة الموت (1993)
ليلة الريش (2004)
عندما تشيخ الذئاب (2008)
[عدل]قصص قصيرة
رجل خالي ا

Reviews

[Issa Deerbany · Rating 4 out of 5]

رواية جميلة من واقع المجتمع الأردني،

قصة عزمي يرويها جميع الشخصيات المحيطة به.

يحاول المؤلف تقديم دراسة اجتماعية لفئة من المجتمع الأردني تعيش في فقر وحاجة وكيف تفرقت بهم السبل.

كيف تصبح غنيا، رسم المؤلف طريقين الى ذلك، بيع أراضي، او عن طريق غير شريف، والمتاجرة بالدِّين والاستيلاء على أموال أهل الخير بواسطة الجمعيات الخيرية التي تستغل المحسنين الأغنياء او المغتربين وأهل الخير من جميع أنحاء العالم.

كان يجب ان يكون هناك طريق ثالث لنصبح غنيا وذلك لعمل مقارنات بين هذه الطرق.

الشخصيات في الرواية واضحة المعالم ومن صميم المجتمع. وأسلوب الكاتب رائع ومشوق.
وتعالج الرواية ظاهرة الفساد في المجتمع وكذلك طريقة صنع السياسات وتشكيل الحكومات .

[محمود المحادين · Rating 3 out of 5]

قراءة في كتاب (عندما تشيخ الذئاب) للكاتب الأردني جمال ناجي

محمود فلاح المحادين

الكاتب من مواليد الأول من نوفمبر عام 1954 في أريحا في فلسطين، انتقل إلى الأردن اثر نكسة حزيران 1967، توفي في عمان شهر مايو 2018اثر جلطة قلبية، حاصل على دبلوم في الفنون التشكيلية من كلية تدريب عمان، بدأ كتابة الرواية في منتصف السبعينات وله عدة أعمال أبرزها الطريق إلى بلحارث، مخلفات الزوابع الأخيرة، الحياة على ذمة الموت، وعندما تشيخ الذئاب التي وصلت إلى القائمة النهائية للجائزة العالمية للرواية العربية(بوكر 2010)، تم اعداد ثلاث رسائل دكتوراة وسبع رسائل ماجستير عن أعماله، وقد كتب السيناريو التلفزيوني لمسلسل وادي الغجر عن روايته(مخلفات الزوابع الأخيرة) وأعتقد أن العمل جاري العام الحالي لتحويل روايته عندما تشيخ الذئاب لعمل تلفزيوني ضخم من بطولة سلوم حداد وعابد فهد وكاريس بشار وغيرهم، وترجمت بعض أعماله إلى الانجليزية والفرنسية والبلغارية والهندية...

عندما انتهيت من قراءة (اسمي أحمر) للتركي أورهان باموق كنت مذهولاً لدرجة جعلتني لا أقرأ شيئاً حتى يهدأ روعي وأتشرّب لذتها كاملة فهذا ما تفعله بنا بعض الكتب المحبوكة باتقان وكأنها كنزة صوفية بألف لون ولكنها عندما تقترب منها تجد ألوانها منصهرة في لون واحد... لون البراعة والاتقان... كنت حديث عهد بأسلوب حكاية الشخص الأول كما يسمى في بعض الأحيان وهو أن تُروى القصة بلسان شخصياتها حيث يتقمص الكاتب الشخصيات ويدير الأحداث على لسانها، أورهان أتقن هذا الأسلوب وتقمّص شخصياته بعناية وأضاف إلى ذلك تقمصه للأشياء ومنحها الحياة والقدرة على الكلام فتحدثت وساهمت في رواية الأحداث... عندما بحت بهذا الأمر لصديقي نصحني بقراءة عالم بلا خرائط لعبدالرحمن منيف وجبرا إبراهيم جبرا ولكنه حذرني أنها محكية بلسان شخص واحد... قرأتها وأعجبتني ولكنني كنت لا أزال أبحث عن شيء شبيه ب(اسمي أحمر) فوجهني لهذه الرواية فوجدت فيها ضالتي... رواية محكية على لسان أبطالها....

أحياناً عندما تقرأ كتاباً تكون لك أهداف مبّيتة فأنا عندما بدأت بقراءة هذه الرواية كنت أبيت هدف استشفاف الأسلوب وذلك لأهداف شخصية بحتة وهي تطوير وتدريب نفسي على هذا النوع من الكتابة فهو يستهويني وأمارسه بإستمرار ولكنني بحاجة إلى المزيد من التدريب عليه فقد كتبت قصصاً قصيرة بهذا النمط واستشعرت فيها لذة تقمّص الشخصيات برغم تعبها وانهاكها فالأمر ليس بهذه السهولة لأن عليك أن تكون هذا الشخص أو الشيء لتكتب ما يحسه بصدق وإلا فالفشل الذريع حليفك خاصة وأنت تحاول لعب دور امرأة أو طفل أو نبتة أو كرسي، أما إذا نجحت فأنت بحاجة لفترة نقاهة بعد كل تقمص فالأمر سيكون أقرب للإنسلاخ الذي سيضل يؤلم جسدك ويحرقه وأنت تنتزع نفسك ممن تقمصته أو تنتزعه منك...

لأن هدفي كان واضحاً فقد حاولت تتبع رسم الشخصيات وتطورها إلا أنني وجدت نفسي متحداً معها رغماً عنّي مما يعني أن الكاتب ذاب فيها تماماً حتى نسيناه ودخلنا إلى أعماق أبطاله... ومع دقة أوصاف الأمكنة والأحداث المترافقة مع تسلسل زمني يكاد من قفزاته الخفية يضعك في الحقبة بكل تفاصيلها كأنك وسط جبل الجوفة بتعرجات شوارعه وتجاعيد وجه ساكنيه وبؤس ملامحهم.... فأنا وان كنت من احدى محافظات الجنوب الذين لم يسكنوا عمان أو ضواحيها إلا أنني أشهد ببراعة هذا الرجل في نقل الصورة  بحذافيرها... أما الأحداث التي ما عاصرت معظمها إلا أنني ممن تأثروا بها حيث أنها لا تزال تتكرر حتى يومنا هذا بأدق تفاصيلها وبحسب بعض المقالات المنشورة حولها فإن أحداثها أو أحداثاً مشابهة لها جرت في حقبة رئيس وزراء لا يزال على قيد الحياة...

الرواية تشكل نقلة نوعية في كتابة الرواية في النصف الثاني من القرن العشرين فالكاتب يوجهه سهامه في كل اتجاه دون هوادة ويصف المشهد المرعب بأدق تفاصيل قسوته وينبش خبايا عمّان القديمة ان صح التعبير...ويكشف لنا عن وجود عمّانين... واحدة للبؤساء وواحدة للطبقة المسحوقة، وكل واحدة منهما لها نظام حياة مختلف تماماً عن الأخرى ومن أراد أن ينفض عن نفسه غبار البؤس والفقر فعليه بالدرجة الأولى أن يغادر عمّان القديمة ليسكن في عمّان الجديدة فعمّان السفلى ليست مكاناً للطامحين وأصحاب الأحلام الكبيرة فهذه محلها عمّان العليا....

الأمور الأخرى التي عالجها الكاتب وبشكل صارخ ومتعمد كأنه يلمح لرسالة الكتابة الأوسع والأشمل وهي كسر تابوهات المجتمع وثوابته الهشة فكلها مواضيع حساسة يخاف أغلبيتنا من مناقشتها ولكنه وضعها عالمحك كأنه يضع ابرة في عيوننا لنفتحها رغماً عنّا لنرى ما يجري في وطننا وأزقته ومزارعه وحاراته من أحداث نتخيل لجهلنا ورعونتنا أنها لا يمكن أن تحدث إلا في الأفلام السينمائية لشدة شذوذها وتطرفها وقسوتها...

الكاتب الذي كان يرسم لا يكتب التجأ لأسلوب التشويق والإثارة في مراكمة الأحداث فالرواية تسير بخط واحد مهما تعرج وتشابك إلا أنه متماسك متلاصق لا تكاد تجد فيه زلّة أو هفوة أو حتى انزلاقاً لحدث جانبي لا داعي لذكره أو مبالغة في سرد أوقعت القارئ في حيرة،حتى الغموض الذي ظل يكتنف شخصيات عزمي والشيخ الذين رأيت أنهما أبطال الرواية مع أن الجميع كانوا أبطالاً فقد تفكفك وتحلحل بالصفحات الخمسين الأخيرة كما تسقط أحجار الدومينو بعناية وانتظام... فالكاتب الذي برع في الربط والحياكة كان بارعاً أكثر في نقض غزله بإنسيابية وهدوء يسجلان له....

يحق لك أن تتحفظ على كثير مما ذكر في الرواية خاصة عن سندس التي ما هي إلا ضحية مجموعة من الرجال الذين كان صراعهم أكبر منها ومن تمردها وجموحها...ولكن لا يحق لك أن تبرئ المجتمع من ذنبه نحوها فهي ضحية اقتتال مجتمع مريض يتصارع فيه رجال الدين والسياسة على مكتسبات شخصية كل طرف منهم مستعد للدوس على مبادئه من أجل الحصول عليها... حاول أن تنزع عن نفسك قناع السذاجة وانظر بعناية لكل ما ذكر هنا فما هو إلا الحقيقة التي تتجاهل وجودها....

القضايا التي تطرق إليها الكاتب تنوعت وتوزعت في عدة قوالب منها الإجتماعي ومنها الديني ومنها السياسي ومنها الإقتصادي ومنها النفسي، جمع بينها بسلاسة ثم نثر فوقها بعض الأحداث المثيرة وقليلاً من المفاجآت والنهايات غير المتوقعة فكانت هذه اللوحة البديعة التي لن تجد فيها اقتباسات عميقة أو أفخاخاً لغوية أو عبارات منمقة تصلح لتغريدة أو صورة رومانسية فالحقيقة أعمق من أن تُزيّن أو تتوارى خلف الكلمات...الرواية تقع في 248صفحة أتممتها على فترتين ليس بينهما أربعاً وعشرين ساعة ولولا ظروف قاهرة لإرتشفتها بجلسة واحدة ذلك أن التشويق فيها لا يترك لك مجالاً لوضعها جانباً دون أن تعرف ماذا حلّ بأصدقائك عندما أشحت بوجهك عنهم....

[Ayman Zaaqoq · Rating 3 out of 5]

هذه الرواية جيدة جدا. فكرتها العامة تدور حول فساد المجتمع، و تظهر بقوة انه لا مبادئ أمام المصالح، وكيف أن اللاعبين الأساسيين في ساحة الحياة يغيرون جلودهم وفقا لمصلحتهم دون الاكتراث بأتباعهم و مريديهم بل و أحبائهم. والراوي يعرض حيرة هؤلاء المريدين حين تفاجئهم أفعال شيوخهم بغير المتوقع ويظلون يتخبطون في سذاجتهم حتى النهاية. كما يرينا الأديب كيف أن مصائر الأمم تحكمها رغبات شخصية تافهة بل و لا أخلاقية أحيانا. ورغم أن الرواية تتحدث عن المجتمع الأردني بالأساس، إلا أني شعرت أنها ترسم صورة دقيقة للمجتمع المصري و شقائه و فساد رموزه، فعلا كلنا في الهم عرب.
لغة العمل سهلة و جميلة وقوية، مليئة بالصور البلاغية مثل
" تلك كانت سنوات إنهاك حقيقي عشناها بمرها و مرها، إذ ليس فيها ما يستحق كلمة حلوها، لكنها في كل الأحوال تظل جزءا من تاريخنا الذي يقاوم النسيان"،
"تكبيرات المجاهدين و صليل سيوفهم تناهت إلى مسمعي، و أزمان المجد شهقت فأرعشت روحي".
وخلال القراءة تصطدم بجمل وامضة بالحكمة تشعرك بغنى تجربة المؤلف وفهمه العميق للحياة فتعيد قراءتها مرارا حتى تكاد تحفظها، مثل
" لا فائدة من وضع النفايات في سلة إذا كان الإنسان يعيش في مزبلة"،
"الزمان لوى إبرة ضميري مثل كل الناس"،
" الغراب لا يصير أبيض حتى لو أقام في قصر أو استحم كل ساعة"،
" الأرض تنصف أبناءها قبل أن تبتلعهم"
مأخذي الوحيد على الرواية هو إيقاعها الهادئ الممل أحيانا، لكن قرب نهايتها يتسارع هذا الإيقاع و يخطف الأنفاس. هذه الرواية تستحق القراءة فعلا.

[فهد الفهد · Rating 1 out of 5]

عندما تشيخ الذئاب

خيبتي في هذه الرواية كانت كبيرة، أولاً لأنها كانت في القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية سنة 2010 م، وثانياً لأني كنت قد قرأت أن المؤلف أخذ تفرغاً أدبياً لكتابتها، فقدرت أنها ستكون عظيمة، ثم زاد الاهتمام عندما لم أستطع الوصول لها بسهولة واضطررت لطلبها من موقع النيل والفرات، وهو ما جعل تكلفتها تتضاعف، كل هذا جعل الصدمة أكبر، وإلا فقد تعودت على أن لا أثق بالجوائز العربية، وخاصة البوكر بعدما ذقت مقالبها مرات عديدة.

تدور أحداث هذه الرواية في العاصمة الأردنية عمان، وقد انتبهت وأنا اقرأها أنني جلت روائياً في مدن كثيرة، في الرياض طبعاً، وفي القاهرة وبيروت وبغداد والكويت والخرطوم ومسقط، ومدن وعواصم عالمية كثيرة، ولكنها المرة الأولى التي ألج فيها عمان الرواية.

منحت الرواية نجمة وحيدة لأنها مفتعلة الأحداث والشخوص، التخييل فيها غير مقنع، وقد كتبها الروائي بطريقة الشهادات المتعددة، حيث كل فصل مخصص لأحد الشخصيات يحدثنا فيه عن نفسه والآخرين، بحيث نتنقل بين سندس المرأة الجميلة المغوية التي يريد الكل خطب ودها، ولكنها بذات الوقت تزوجت رجلاً عجوزاً لم يقدر عليها !! ومن ثم ارتبطت بعلاقة محرمة مع ابنه الذي سنكتشف فيما بعد أنه ليس ابنه حقاً، ولدينا الشيخ الجنزير، وهو مثال للشيخ الذي يتلاعب بالدين ويسيره لشهواته، ولدينا عزمي الشاب الذي تعشقه سندس، ويتحول من شاب متدين إلى رجل أعمال، ومن ثم إلى هارب من العدالة، ويستخدم السحر للفكاك من المطاردات الأمنية، قصة مفككة، ولا أظن أنني سأقرأ لهذا المؤلف مرة أخرى.

[Amal · Rating 4 out of 5]

لقد فاجأتني هذه الرواية، وفاجأني هذا الكاتب. رواية عندما تشيخ الذئاب رواية جديرة بأن يشار إليها ويتم إلقاء الضوء عليها بقوة. رواية مكتملة من حيث التكنيك واللغة السردية والحوارية، إضافة إلى ان القصة نفسها متميزة.

ترك جمال ناجي قراؤه على نار بعد أن وصلوا إلى آخر صفحة من الرواية دون أن يشفي غليلهم بمعرفة حقيقة عزمي والعلاقة الخفية التي تربطه بالشيخ الجنزير، وأمه جليلة التي ماتت بسرها ورابعة زوجة خاله التي بزغت فجأة في نهاية الرواية مؤكدة حضورها كلاعب رئيسي في الرواية، في الوقت الذي تعاملنا معها طوال الأحداث على أنها مجرد زوجة خال غيورة.

الرواية تكشف عالم عَمان التحتي، وأحياء الفقر المجاورة لأحياء الثراء الفاحش، وكيف أنها بؤر تؤجج نار الفتن الدينية والإرهاب الديني. تروي اختلال المفاهيم والموازين، بعد أن اختفت المبادئ الثورية اليسارية وحل محلها الرأسمالية المغلفة بالدين والتقى. تروي تحكم رجال الدين في الشارع واستغلالهم لاحتياج الناس لإحكام سيطرتهم على مقدرات الأمور، بينما لا تلعب الحكومة والسلطة الرئيسية دوراً ذا بال في الشارع، وغالباً ما يستفيد رجالها من الفساد والفقر المستحكم في الشوارع.

الرواية تحكي حكاية كل العواصم العربية، ففي القاهرة ودمشق وبيروت وتونس والجزائر وغيرها وغيرها، يمكنك أن تروي نفس الحكاية فقط مع اختلاف الأسماء واللهجة المحكية. إنه عالم العرب الذي يحافظ على عودته إلى الخلف باستمرار مبتعداً بقصدية عن اللحاق بركب العلم والحضارة، مصراً على أن يبقى رازحاً في أزقة الفساد والفقر والمرض والجهل.

الرواية متماسكة جداً وفي رأيي هي أول رواية أقرأها من روايات القائمة القصيرة في بوكر 2010 لا يعيبها أي عيوب سواء من تكنيك السرد أو الحوار أو ترابط الأحداث، هذا عدا كونها تتسم بالإثارة والتشويق من حيث العلاقات المتشابكة التي تربط شخصيات الرواية بعضها.

لم أقرأ تُرمى بشرر بعد ولكن رأيي حتى الآن أن هذه الرواية، هي التي تستحق بوكر 2010

[Areej M. · Rating 4 out of 5]

عندما نعرف الله وفق هوانا ونظن بأنفسنا الظنون ...

تشيخ الذئاب فتصبح حملان وديعة مستسلمة للحياة خانعة لها بعد نهشت فيها ما نهشت مؤمنة بطريقة موجعة انها حائزة على جائزة أول من يدخل الجنة ... بما يرضى الله و يرضيها.

عزمي الوجيه، الجنزير، جبران ابو بصير، سندس ... كلهم كلهم ذئاب عندما ضاقت بهم الحياة بما اقترفوا فيها، حينما وصلوا لشيخوخة الآثام نهشوا بعظهم بعضاً وانزوا كل واحد منهم يبكى على المهم.

كلنا هكذا ذئاب ... يوماً ما سنشيخ ونندم على كل اللحوم النية التي نهشتها ضمائرنا الميتة !

أول رواية أردنية اقرؤها ذات معالم عمانية بحته، وهذا ما اضفى انسجاماً آخر اثناء القراءة، اعيب على الكاتب (وع كتاب هذه الايام عامةً) استخدامهم للغواية والاستثارة بطريقة مقرفة لا يحتاجها النص ويمكن تجاوزها.

تعتبر الرواية جريئة على على المجتمع الاردني المتسم كتابه بالمحافظة مهما تجاوزا ولكن هذه ضريبة التفرغ الأدبي ههه

[Odai Al-Saeed · Rating 4 out of 5]

اذا كان الرابط المعنوي لرواية جمال ناجي هو تنافسها مع رواية عبده خال للجائزة فان الرابط الاقليمي يجد نفسه مترابطا بفكرة الخصوصية المحضة في الحديث عن أسرار المدينة حسب موروثات كل منها وطباعها....تأثرت بطابع الرواية بحيث سهل علي هضمها لسببين اولها الأهم وهو أسلوب الروائي السلس وثانيها هو معرفتي الجيدة بطابع مدينة عمان ومعالمها .....في الرواية وصف دقيق لطبيعة أهل البلد الوعرة والتي تقتبس من طبيعة معالمها فمن عمان الشرقية تحديدا جبل التاج والأشرفية وطلوع الشابسوغ وعمان القديمة كانت الرواية وللحديث عن عمان في حقبة الثمانينات وما بعدها هو حديث مفترق طرق ابدع فيه الكاتب.....
.رائعة

[Fatima Zohra Larbi · Rating 3 out of 5]

كنت سأعترض على بعض الوقائع والشخصيات الاّ ان الواقع أبى الا أن يكون حقيقة هذا الكتاب.
كتاب من صميم الواقع فكرته تتمحور حول النفاق المتأنق بثوب رجال الدين والسياسين وبعض العامة.

[طاهر الزهراني · Rating 3 out of 5]

هذه المرة الثانية التي اقرأ لجمال ناجي، بعد روايته الأولى الطريق إلى بلحارث، الرواية كانت سلسة ومتماسكة حتى النهاية إلا أن هناك بعض المعلومات أقحمت في الرواية، لا حظت أيضا أن الرواية لم تسلم من بعض التفسيرات التي لم يكن الكاتب بحاجة إلى إيضاحها، فعلى سبيل المثال : القارئ ليس بحاجة إلى أنه يعرفه الكاتب أن أبو بريص حيوان زاحف! والأمثلة كثيرة، وهي نقطة يغفل عنها كثير من الكاتب حيث أنهم لا يثقون بذكاء القارئ وهذه إشكالية كبير جدا، أيضا هناك أشياء لم تكن منطقية فشخص مهووس بالهداية والحلال والحرام وإقامة دولة الإسلام يتنازل بشكل فج ويعمل قواد!
كما أظن فصول سندس المثيرة والتي شغلت قدرا كبير من العمل أعتقد أنها لن تقد شيء وإنما هي محاولة لجذب القارئ والقارئ الآن أصبح يملك وعيا، ويبحث عن أشياء أخرى أشياء لايمكن بضغطت زر ان يحصل عليها.
الرواية جيدة وتستحق القراءة أعجبني فيها الجانب الإشتراكي ، وتصوير المدينة البائس

[Ahmed Jaber · Rating 5 out of 5]

‫#‏عندما_تشيخ_الذئاب‬ لـ ‫#‏جمال_ناجي‬
رواية مستفزة، تخضع لها ذليلًا، تقودك لتنتهيها، تخاف من النهاية، ترسم سينيريوهات عديدة ولن تنجح، تخرج لك شخصيات جديدة كل حين، غير المتوقع هو المتوقع!
تجري الرواية على ألسن الشخصيات، سندس، الجنزير، بكر، جبران.. كل منهم يكتب جزءه الخاص به، تتواتر الأجزاء، ويعود كل منهم ليكتب جزءًا جديدًا وهكذا دواليك حتى النهاية.
والمثير في الأمر، أن البطل لم يكتب شيئًا أبدًا!
جمال ناجي يعرّي المجتمع، والشخصيات تكتب كل ما يجول في خواطرها، ومع هذا هناك مجال للقارئ بتفسير ما لم يفسر! الأجمل أننا نسمع الحكاية من الجميع لذا ليس هناك مجال للشك، فنحن مثلًا سمعنا حكاية ليلى والذئب من ليلى ولم نسمعها من الذئب، ربما له حكاية أصدق! هنا في عندما تشيخ الذئاب، كل الذئاب تتكلم!
كلما اقتربت من النهاية يتسارع الإيقاع، تريد أن تصل إلى الختام وتنتهي من هذا الجو المشحون.
بين رجل دين مزيّف وآخر يريد السلطة وأنثى عنكبوت بغواياتها ورجل غامض، تكون هذه الرواية!

[Ahmed Hussein Shaheen · Rating 4 out of 5]

أصابتني حيرة عندما انتهيت من قراءة هذه الرواية
فهي بالتأكيد تحاول أن تبرز الجانب الآخر من الحياة في عمان بل وحتى في كل مكان في العالم العربي
ولكن من جهة أخرى شعرت ببعض الغموض وغياب المعنى عن بعض الحزئيات

ولكن عمومًا رواية جيدة

[wasfii Qaddoumi · Rating 4 out of 5]

تتميز رواية "عندما تشيخ الذئاب" لكاتبها جمال ناجي بأسلوب سرد ممتع يشد القارئ وتكنيك روائي يعتمد اسلوب تعدد الاصوات السردية (يأخذ أبطال الرواية الحق في سرد قصتهم بلسانهم).
ويتباين مستوى اللغة بشكل مناسب بحسب الشخصية المتكلمة مما يعطي تشخيصاً أقوى وحضوراً للشخصيات في خيال القارئ ويجعله نشطاً في ربطهم بأشخاص حقيقين .
تبرز شخصية الشيخ الجنزير كمثال لمن يستثمر الدين بشكل سيء
وشخصية جبران اليساري المتهافت على السلطة
وسندس الفتاة كرمز للإغواء في نظر الذكور بالرغم من بساطة شخصيتها !
والبطل الأبرز عزمي الوجيه والذي يمثل الجانب الغامض في القصة.
تدور أحداث الرواية في العاصمة عمان بدءاً من جبل الجوفة (منطقة شعبية) لتتوسع جغرافيا الرواية فيما بعد لتمتد إلى جبل عمان واللويبدة وعمان الغربية ملقية ضوءاً على الأنماط الاجتماعية لتلك المناطق.
تظهر الرواية بجرأتها في كسرها لما يسمى بالتابوهات الروائية ( الدين - الجنس - السياسة ) مع تحفظ قد يأخذه الكثيرون على التوظيف الجنسي داخل النص الأدبي المطروح بين أيدنا في الرواية.
ناقشنا الرواية بحضور كاتبها في "انكتاب" في ديسمبر 2012 وبحسب وصف الكاتب فإن الرواية تكشف الجوانب التحتية لمجتمع المدينة الذي يتستر على كثير من التجاوزات والممارسات السياسية والدينية والجنسية والاجتماعية، فيما يحرص على المبالغة في إبراز الجوانب المشرقة بهدف إخفاء ما هو مسكو�� عنه !

[Bookish Dervish · Rating 1 out of 5]

يا ليتني ما قرأت هده الرواية. غاية في الحطة. اضطررت لإنهاء قرائتها حتى لا أستصدر حكما بتعسف. أما وقد قرأتها فقد كان بودي لو أعطيت الكتاب ربع نجمة.
لا أستطيع أن أنكر أن فكرة الرواة المتعددين جيدة فأنت تستمع للقصة من مختلف وجهات الرأي و بكل خلفيات الشخوص. تارة الديني و تارة الفاجر الفاسق و أخرى المتطرف الدوغمائي - رغم تحفظي الشديد عن تصوير الإسلاميين بهذا الشكل فهم في الرواية إما اغبياء يستخدهم الشيوخ مطايا لأغراض معينة و إما شيوخ نفعيون وصوليون هذفهم كسب المال و تسيير الأعمال -

[Rola · Rating 3 out of 5]

و الدين منهم براء '''''''

السؤال المطروح هنا , هل يحترف الإنسان فعل الغواية راغبا أم تغره الدنيا تحت إسم الظروف ؟
أما الإجابة فتحملها الرواية , و التى استطاع المؤلف التحكم بها بعد فترة لتبرز منها الفكرة و الهدف بعدما ظننتها فى البداية مجرد ثرثرة.

الدنيا حقا مصيبة , بكلا المعنيين , فحتى جليلة أصابتها الدنيا.

[Raya راية · Rating 4 out of 5]

رواية واقعية تعكس صورة تفشي الفساد في المجتمع ، تستحق القراءة، جمال ناجي كاتب مميز

[halah abu alrob · Rating 3 out of 5]

كانت الصفحات الاخير هي التي عوضت الشعور الذي اتنابني منذ بداية قراتي لهذه الروايه لاني قد بدا اشعر ان هذه الروايه ليست كما توقعتها

بعد اندهاشي بالسطور الاخيرة وفضولي ان اعرف من هو والد عزمي وادراكي ان النساء مخلوقات غرييييييبة جدا

ادركت اننا جميعا على اختلافنا ومهما كانت اخطاؤنا وتعدياتنا فلا نزال على يقين اننا لم نرتكب خطأ يذكر .....
الخير والشر ليس سوى شئ نسبي نختاره ونمشي بمعياره.....

كانت تستحق القراءة

[Mona · Rating 3 out of 5]

رواية جميلة تدور أحداثها في مدينة عمان الأردنية، وجدتني لأول مره أزور هذه المدينة من خلال كتاب.
كوني لم اعرف عنها من قبل ولا اعرف الكاتب فلم تكن لي توقعات مسبقة و التي غالبا ما تنتهي بإحباط.
قرأتها في ساعات قليلة و أكثر ما شدني فيها ان كل فصل عبارة عن احد شخصيات الرواية يقص الأحداث من وجهة نظره هو، فيختلفون في سرد التفاصيل لنفس الوقائع و يجتمعون في جهلهم بأنفسهم. ما عدا عزمي احد ابطال الرواية " الشخصية الغامضة" التي لم يخصص له اي فصل ليروي الحكاية من وجهة نظره.

رواية ممتعة و تستحق القراءة.

[Souska · Rating 1 out of 5]

منذ انتهيت من قراءة الرواية و أنا أتساءل عن الهدف من كتابتها؟ من حيث البلاغة و القيمة الأدبية فهي متماسكة و لغة الكاتب جيدة ، لكن لم أستطع أن أعرف على وجه التحديد غرض الكاتب أو النقطة التي يريد الوصول إليها.
من حيث الفساد في المجتمع فدائما ما يشار إلى المتدينين و التشكيك في نزاهتهم إن لم يكونوا إرهابيين فهم لصوص بثياب شيوخ ، كالشيخ الجنزير فهو الّذي يحاول إقناعنا برغبته الزواج من سندس في الحلال ليمنعها عن الحرام و هو بذات الوقت سارق لأموال المحسنين و المتبرعين من جهة و تحسسه لأجساد النساء اللاتي يقوم بمدواتهن من جهة أخرى ، مع معرفته بطبيعة العلاقة بين سندس و عزمي ، بنظري هو يشتهي جسدها و يحاول إقناعنا بأنه أمر روحي.
بالنسبة لعزمي الّذي كان يرفض الزواج من سندس لأن هذا "حرام" و كأن الزنا بها حلال؟؟؟؟؟؟
كذلك لم أفهم لما أراد الكاتب أن يظهر أن عزمي ليس إبن صباح أليخفف وطأة علاقته بسندس على القارء؟ لم تبين أن أحد شخصيلت الرواية هو والده الحقيقي لكان الأمر مقبولا أكثر أما إبقاء النهاية مفتوحة و عدم ذكر الوالد الحقيقي فلا معنى له.
أما سندس فهي مجرد إمرأة تسيرها شهوتها الجنسية لا غير فهي خضعت لعزمي لا حبا و لكن لأنه كان أقوى رجل عرفته فقط و كانت تجد متعتها معه ، فلو إفترضنا أنها زوجها الثاني كان جيدا معها جسديا لكانت إكتفت به ، فكل علاقتها بعزمي كانت السرير لاغير ، فالعلاقة بينهما لم تكن تحوي على أي عمق إنساني .
ربما ما ينقص الرواية هو الغوص في أعماق الشخصيات و تبيان سبب التناقضات فيها و الصراعات الّتي كانت بداخلها ، كصراع عزمي مع نفسه و هو يقاوم إغراء سندس و كيف إستسلم في الأخير بسهولة .
كذلك التصوير الروحي للشيخ الجنزير و نهاية حياته في الحجاز و هو ضيف الله ، أظنها مبالغ فيها كثيرا ففي النهاية ألم يكن شخص سارق في ثياب شيخ؟؟؟؟
مهما حاولت التفكير في سبب الرواية لا أجد حتى الآن ،سأعطي نجمة لهذه الرواية لسلوب الكاتب المتقن فقط

[Muhannad saad · Rating 4 out of 5]

عندما تشيخ الذئاب

جمال ناجي

يقدم لنا جمال ناجي رواية واقعية نسج خيوطها من هموم الناس ومعاناتهم، أخرج محتواها مما عايشه ويعايشه الكثيرون، تتناول الرواية شخوصا يعيشون في مناطق داخل عمان في فترة زمنية تمتد من بداية السبعينات إلى بدايات العام 2005، يعالج فيها الكاتب الأبعاد الإجتماعية والسياسية التي تغيرت بشكل متسارع داخل الاردن ببناء روائي متداخل مع البعد الاجتماعي والنفسي والطبقي للشخصيات الروائية –الواقعية- .

تأخذ الرواية شكل تعدد الرواة فتكتمل خيوط الرواية من خلال نقل دور الراوي من شخص إلى آخر دون الإخلال في البناء الروائي لها، تبدأ الرواية من سندس تلك الفتاة صارخة الجمال المليئة بالشهوة الجنسية التي تلقت العديد من الخيبات في حياتها بدايةً بطلاقها من زوجها يوم عرسها من "صبري أبو حصة" ومن ثم الزواج من شخص كهل "رباح الوجيه" والعودة للزواج من "صبري ابو حصة" اللذان لا يشبعان رغبتها المتقدة ولا يستطيعان كبح جماح عنفوانها وانطلاقها الذي لا يجد من يكبحه إلا "عزمي الوجيه" إبن رباح حيث تبدأ الرواية بقول سندس انه هو الوحيد الذي استطاع ان يلجمها ويضعها طوع امره من خلال صدّه لها ، حيث كان صدّه يشعل فيها حاجتها له ورغبتها به أكثر، وفي مراحل متقدمة تجد ان الشيخ عبد الحميد الجنزير يريدها لتكون زوجته وترفض ذلك لتعلقها بعزمي .

أما الشيخ عبد الحميد الجنزير وهو رجل الدين صاحب المراكز الإسلامية والتلاميذ والحضرات الصوفية والعلاج بالاعشاب، الذي تتكشف نزعاته الجنسية الراسبوتينية من خلال ادعاءه علاج النساء بالجلسات والدخان والبخور وهو يتحسس اجسادهن ليشبع نزقه الجنسي من اجسادهن فيتعلق بعدها بسندس زوجة رباح عندما تأتي لتتعالج لديه فتنسكر امامها هذه الهالة الإيمانية الوقورة السمحة في محاولات استمالتها للقبول به حتى تصل إلى نقطة الإنكسار الاخيرة في المزرعة عندما يتلاقى هو وعزمي فيبدأ الصراع الاخير .

الشيخ الجنزير الذي يظهر شخصية الشيخ الورع التقي أمام تلاميذه ومريديه والعامة يخفي في مزرعته شخصية أخرى ، انتهازية سلطوية استطاع من خلال تبرعات المحسنين وعلاقاته وقدرته على دراسة شخصيات الناس ولباقته في الحديث والسيطرة على محدثيه ان ينشأ في مزرعته صالونا سياسيا يجتمع فيه الوزراء والسياسيون وراغبو السلطة ورجال الأعمال ويتكون في هذه المزرعة الرأي السياسي والمزاج العام للدولة في محاولة من الكاتب لبيان مدى كذب الحكومات وإظهار الوجه الحقيقي لكيفية تشكل الوعي السياسي للدولة ورجالاتها .

يجعل الجنزير من عزمي تلميذه لما رأى فيه من نباهة وعلم وذكاء متّقد ميّزه عن كل التلاميذ الآخرين، فيقربه منه ويحنو عليه وبالمقابل فإن عزمي لم يدخر جهدا في كسب كل ما استطاع من علم ديني وعلم فلسفي وأخذ الكثير من صفات الجنزير في السيطرة على المحدثين والذكاء في الحوار لأن له من الرغبات الكثيرة في الوصول لأعلى المراتب الاقتصادية كما سيتضح فيما بعد، يعلم الشيخ الجنزير هذا وتربطهما علاقة من التفاهم قوية جدا دون الكلام تصل الغايات بينهم .إلا أن عزمي يكبر كثيرا ويصبح ذا نفوذ حتى الجنزير لم يستطع أن يعرف من أين أتى به ، إلا أن علاقات الجنزير تخوله ان يصل لما يريد وفي معركة الصراع الأخير يسلّم الجنزير كل ما لديه من معلومات للدولة لتقتص من عزمي في مطاردة تشويقية وكأن الكاتب أراد لهذه الرواية ان تتحول فيلما أو مسلسلا فأضاف هذا الفصل التشويقي .

جبران ، خال عزمي الوجيه من المعارضين اليساريين والمناضلين القدامى ، يدخل السجن عدة مرات لمواقفه المناهضة للدولة ، يعيش في جبل الجوفة ككل أبطال الرواية في فقرهم ، يحصل على مال وفير من ارث غير معلوم تركه والده له، يظن البعض ان غناه جاء من خلال كنز وجده بعد ان اخبرته اخته جليلة عنه بعد ان سمعت زوجها يبحث عنه، والآخرون يظنون أنه اغتنى من بيع الطعام والمواد للمناضلين في بيروت .

ينتقل جبران للعيش في عبدون احد أحياء عمان الراقية وتبدأ مظاهر الحياة الاستهلاكية تظهر على جبران وزوجته رابعة وتختفي مظاهر الاشتراكية واليسارية من تفكير جبران شيئا فشيئا إلا أنها لا تختفي في النهاية وإنما تنزوي في جزء من الذاكرة، يحرص جبران على زيادة ثروته بأعماله ومشاريعيه التي تلقيه في نهاية المطاف مع الشيخ الجنزير في اعمال مشتركة ويصبح من رواد مزرعته فيما بعد طامحا لمركز سياسي ، متخليا عن كل يساريته في هذه المرحلة، حتى زوجته التي عرفها من خلال لقاء ادبي ثقافي تبدأ في الانجرار لمظاهر الحياة الرغيدة المرفّهة تبدأ بالرسم ومن ثم اقتناء قط شيرازي والاهتمام بحفلات الشاي مع زوجات المسؤولين والتي في نهاية المطاف تستطيع ان تجعل من زوجها وزيرا في الحكومة من خلال لقاءات زوجات المسؤولين وهذه اضاءة اخرى قصدها الكاتب ليوضح كم هي صناعة المسؤولين في البلد تتم بلقاءات نسائية .

يشكل جبران في الرواية شخصية تقوم على تحليل المواقف ودراسة الواقع ونشر الآراء والتساؤلات التي تهدف لإيصال القارئ لفهم الواقع السياسي والاجتماعي في الاردن في تكل الفترة ،

تقوم علاقة جبران بعزمي على علاقة الخال بإبن الأخت إلا أنها تتطور مع تطور شخصية عزمي وجبروته وقدرته فيصبح جبران يخافه مرات ويخاف عليه ولا يفهمه ويرى انه مغلق على نفسه ومشاعره .

تدخل على الرواية العديد من الشخصيات التي تهدف في طابعها الاساسي إلى رسم الصورة الكاملة للحياة الواقعية في جبل الجوفة وغيرها من أماكن كرابعة وجليلة ورباح ال��جيه وفاطمة أم سندس وبكر الطايل ذلك الشاب الفقير المعوز الذي يلتحق ليصبح من تلاميذ الجنزير وفيه صورة واضحة للشباب الذي يلتحق بالجماعات الدينية ويغيب عقله فيها ليحكم على كل شيء من منطلق الحلال والحرام ومحاربة كل من يعتدي على الاسلام حتى أنه يحاول قتل عزمي الوجيه لأنه سرق اموال المركز الاسلامية وهو تعدي على مال الإسلام .

الشخصية المحورية والتي لم تتحدث بلسانها على طول الرواية وإنما تحدثت كل الشخصيات عنها وهي

عزمي الوجيه، ذلك الشاب الكتوم الصامت متقد الذكاء حاد البصيرة الذي كان يكثر من التساؤلات في طفولته وأصبح في كبره شابا في العشرين ذا عقل في الستين، أراد الجنزير ان يحتويه ضمن تلاميذه لكنه كبر وخرج من عباءة الجنزير وتكسرت له هالة الجنزير الدينية عندما رآه في احدى السفرات يسرق من مال التبرعات له وعندما شاهد سندس عنده في حلقة من حلقات العلاج، ومن بعدها استخدم قدراته التي اكتسبها من الجنزير ليصنع لنفسه موقعه الخاص فبعد مال المركز الاسلامي الذي اخذه وبعد مال الورث الذي احتفظ به خاله له بدأ عزمي يتخلى عن مبادئه الدينية لصالح أفكاره الرأسمالية والانتهازية فأصبح يدخل في المشاريع حتى المحرمة منها ، ومن ثم تنكسر صورته الدينية عندما كان يتمنّع عن سندس بالقول أنه الدين يمنع زواجهما إلى أن يقول القانون يمنع ويزداد هذا الانكسار عندما يدخل مع سندس في علاقة محرمة لأكثر من مرة يظهر فيها قدرته الجنسية الكافية على اشباع سندس وفرض نفوذه أكثر على شخصيتها ونفسها فلا تخالف له أمرًا، لكن سندس في النهاية ولكثرة رفض عزمي الزواج منها بحجة انها زوجة والده السابقة تأتي له بالدليل على ان والده لا يستطيع الانجاب وانه ابن غير شرعي.

تتصاعد أحداث الرواية وتتشابك حتى تصل العقدة لنهايتها وتبدأ الشخصيات بتصفية بعضها البعض بطريقة دراماتيكية فالجنزير يحاول التخلص من عزمي بعدما خسر سندس ولم تقبل به زوجا وعزمي يضع خاله الوزير جبران في موقف صعب عندما يخبئ لديه عندما طاردته الشرطة وبذلك يتخلى خاله عن منصبه الوزاري ويلقى القبض على بكر الطايل لمحاولته قتل عزمي ولقتله راقصة، الجنزير يذهب لمكة المكرمة لتخلص من ذنوبه ولكنه في خضم توبته يواجه عزمي في خيمته معتقدا ان عزمي قد مات بعد ان طاردته الشرطة لكنه يحضر له ليسأله في النهاية ، من والدي ؟ الذي تكون اجابته من خلال عليك ان تسأل من يحتفظ بعقد امك وفيه دلالة لكشف السر لدى زوجة خاله ، ويتضح من سياق الرواية ان والده هو الشيخ الجنزير نفسه في حلقة من حلقاته العلاجية لأمه في بداية زواجه من رباح الوجيه

الرواية تقدم لشخصيات في داخلها شرح للكثير من الأفكار والقضايا فيتضح الخاص في العام ، استمتعت بها جدا وانصح الجميع بقراءتها

اعتذر لما غفلت عنه من أفكار داخل الرواية لكثرتها

والسلام عليكم

[Sulaf Farhat · Rating 3 out of 5]

لم أشاهد المسلسل، ولم أكن أعرف بأنها تحولت لمسلسل عندما رشحوها لي ولذلك لم يكن لدي أي أفكار مسبقة عنها ... بشكل عام الرواية شدتني، بالرغم من أنني لم أعجب بها كثيرا في نهاية الأمر. وجدتها عادية كرواية ولكن بأسلوب ملفت ونهاية لم أعتدها في الروايات العربية
بشكل عام لم يتعمق الكاتب في أكثر شخصيات الرواية أهمية برأيي وهو ما قلل من أثرها
أعطيها نجمتين ونصف

[Mohamed ندا) · Rating 5 out of 5]

لعل هذا النص الممتع، المُحكم في حبكته، والمُتفرّد بجودة تطويعة للتقنية البوليفونيّة، هو خير ما يُعبّر عن تحقّق الوحدة العربية فوق هذه الأرض، وإن أنكرها المؤرخون!
حكايات عزمي وسندس وجبران ورباح والشيخ الجنزير، وكذلك جليلة ورابعة وبكري، بكل ما تحويه من تعرية للفساد، وفضح للزواج السرّي (الأبدي) بين السلطة واليسار والتيّارات الدينية، وإزاحة الستار عن قاع المجتمع المتأرجح بفقره بين الرذيلة وإدعاء الفضيلة، وتجسيد سلطة الدجل على العقول المنشغلة بوقف زحف الجوع، كل هذه المشاهد وغيرها؛ كانت ولم تزل صالحة للإسقاط على أي دولة عربية!
ولولا تحديد جغرافيّة المكان واختيار بعض الأسماء في "عندما تشيخ الذئاب"، لكان الشيوع هنا مكتمل الأركان، بيد أن هذا النص على الرغم من ذلك التحديد الباهت، احتفظ بقدرته على الاتساق مع أي شأن عربي، سياسي أو ديني أو اجتماعي أو اقتصادي، في كل شبر في ديار العرب!
رحلات صعود وهبوط، وتنقلات برقيّة بين الافتخار والانكسار، ودراما مكتملة الأركان عضّدها قبح الواقع الذي نحياه، ففي هذا النص، سنشهد وصوليّة اليساريين توازيًّا مع انتهازيّة الإسلام السياسي، سنستمع إلى أصوات الفاسدين والدجالين والناقمين على الحياة والمتسلّقين والمُقرّين بالعجز وانعدام القيمة، سنرى العُهر في رداء العشق، والفضيلة في ثوب الفسوق، وستركع الحياة تحت أقدام أولاد الحرام...
هذا النص الروائي استحق ما ناله من تكريم ومقروئية، ناهيك عن تحويله إلى عمل درامي سوري منذ بضع سنوات. إن رواية "عندما تشيخ الذئاب"، الواردة في قصيرة البوكر العربيّة عام ٢٠١٠، هي عمل أدبي يحفل بالمشهديّة والصور الكفيلة بنقل الوقائع وتجسيدها في مخيّلة القارئ، حكاية شديدة المرونة في تنقلها بين أفواه الرواة.
عمل آخر تأخرتُ في قراءته، وكم هو محزن اكتشاف مثل هذه الدرر الأدبية بعدما يغيّب الموت كُتّابها...
جمال ناجي (أريحا ١٩٥٤ - عمّان ٢٠١٨): روائي عربيّ قدير، وضع عيّنة من نسيج المجتمع العربي (متماثل الجينات) أسفل مجهره، وفحصها بتؤدة، ثم أعلن عن نتائج فحوصاته بكل دقة واقتدار، لينتج لنا هذا النص.
بكل أسف؛ لم يتحمل ناجي ما رآه من وقائع رصدها بعين المبدع، ناء الخيال بثقل الحقيقة، وناخ القلم تحت وطأة الهموم، فتوقف قلبه وهو في الثالثة والستين من عمره، ليرحل وفي جعبته الكثير من الحكايات...
ملحوظة: حلّت ذكرى وفاة جمال ناجي منذ أيام، فقررت قراءة هذا النص في ذكراه...
#محمد_سمير_ندا

[ياسمين Thabet · Rating 5 out of 5]

عندما تشيخ الذئاب
يتنصل منهم الاحباء
وتصير الحياة مرة كالعلقم
فيموت الذي كان ذات يوم ذئبا شامخا
يموت وحيدا واهنا بلا دمعة

رواية امتعتني بحق

في البدء لم افهمها اول 30 صفحة يصعب استيعابها فهي مليئة بالشخصيات والاحداث
لكن وجدت نفسي اغوص في هذه الحكايات العجيبة
هذا المجتمع العاري امامي بكل مافيه من فساد مماثل لكل مجتمع عربي
لا يخص الأردن وحدها
بل كل المجتمعات العربية
غواية المرأة المتمثلة في سندس
اغرب شخصيات الرواية
هل يمكن ان توجد امراة مثلها؟
لست ادري ما العلاقة بين المرأة الفاتنة والشر المنبعث عن شخصها
يخرج مزيج لا يقاوم للرجال
عزمي اكثر الشخصيات غموضا في الرواية الذي لا تدري اتحتقره ام تتعاطف معه
الشيخ الجنزير الذي كرهته من اول حرف
جبران الذي بدا لي كالفأر
بكر الطايل الممتلئ بالحقد والضغينة
رباح وفاطمة ورابعة
لم افهم النهاية وكنت اريد ان اعرف حقا من هو والد عزمي الحقيقي
في كل الاحوال الرواية جدا مشوقة وممتعة
استمتعت باحداثها وشخوصها ولغتها
اتمنى لو تصور كمسلسل
ستكون ناجحة جدا
فعلا تستحق ان ترشخ لجايزة البوكر
ابداع

[Tasneem Jamal · Rating 4 out of 5]

4 نجم ...لقد مر وقت طويل منذ ان قرأت رواية عربية، ولقد انتهيت من هذه الرواية بأقل من ساعتين ، فعلاً الكاتب كان ذكيا بإيصال وجهة نظره عن فساد المجتمع ، و بعرض مختلف وجهات النظر لعدة من الشخصيات استطاع أن يوصل عدة مشاكل مجتمعية ، وأكثر ما أعجبني هو كيف أنه بين أن اﻷنسان يبرر فعل الشر بنية الخير .... رواية ذكية و رائعة أنصح بها

[Lubna ALajarmah · Rating 3 out of 5]

اعجبني مكان الرواية .... والاسلوب السلس في السرد .... والتطرق لقضايا الفساء التي تحدث في الخفاء او تحت غطاء الدين .... لكن بعض المشاهد فيها كانت عارية بشكل جعلني اقول ليتني لم اقرأ .... سندس بالغت في الغواية ... وهذا رأيي

[Bsma · Rating 1 out of 5]

نجمةٌ ونصف مع البقشيش.

النجمة لأن الرواية فضحت فساد مجتمعٍ متنكّر بزيّ السياسة والدين ،
والنصف لأن أسلوب الكاتب " ممكن يطلع منه ".
أما ما هو مخيّب للآمال ، أن جملة " القائمة القصيرة لجائزة بوكر العربية عام 2010 " كانت قد طبعت على غلاف رواية كهذه.

[حمد المسلّم · Rating 5 out of 5]

من أمتع ما قرأت .. حيرتني معك يا استاذ جمال .. وبدا لي أن عزمي ابن الجني الذي سلطته رابعة على جليلة بغية الاستحواذ على القلب العثماني

[Safaa · Rating 4 out of 5]

شدتني هذه الرواية من البداية حتى أنهيتها. مشوقة و ممتعة و أسلوب السرد رائع و سلس
تناقش الرواية قضية الفساد في مجتمعاتنا و تصارع أحزاب اليسار واليمين على السلطة منذ فترة الستينات و حتى أخذهم شكلهم الحالي و إيجادهم صيغة حوار وسطية مكنتهم من أخذ زمام السلطة عبر دعم مصالح بعضهم الأخر. كما تتحدث عن الفقر و الجهل و لجوء الناس للشيوخ و إيمانهم بهم و استغلال الأخيرين لهم.
نجح الكاتب بجدارة برسم ملامح شخصياته و جعلها واقعية جداً تجمع بينها الخير و الشر كمان هي الحال في الواقع فلا خير صرف و لا شر صرف.
أعجبني بشدة طريقته في كتابة الرواية على ألسن الشخصيات و تنقله بينهم. و كأننا ندخل إلى رأس كل منهم و نرى الحياة من عينيه.
لفت نظري أن عزمي الوجيه لم يتحدث أبداً في الرواية و إنما كان الجميع يتحدث عنه, كان هو نقطة لقاء جميع الشخصيات و صراعهم.
فظل مخبئاً عني و مثيراً لفضولي.
قرأت الرواية بعد مشاهدة المسلسل التلفزيوني و كلاهما جميل باستثناء أن المسلسل حرق أحداث النهاية بسرعة كبيرة و أن الرواية تركت الكثير لتفسير القارئ.
كان يمكنها أن تكون رواية من ٥٠٠ صفحة بسهولة.
على كل حال أنصح بها.

[لميس محمد · Rating 5 out of 5]

"يبدو أنّ الحياة لا تكتفي بثنيّ قامات الناس، إنما تثني قلوبهم و عقولهم و إستقامة سلوكهم"

مراجعة اليوم عن رواية لم تأخذ شهرتها التي إستحقتها عند صدورها عام ٢٠٠٨ لكن في عام ٢٠١٩ تم تحويلها إلى مسلسل دراميّ سوري..فعرفها الناس و سمعوا بها أكثر..و أنا واحدة من هؤلاء الناس فشاهدت المسلسل ثمّ قرأت الرواية..

تحكي الرواية عن الجنس و شهوة الرغبة التي تسيطر على الإنسان فيُصبح لا يرى أمامه سوى رغباته. عن الدين و رجاله عندما يقومون بأفعالهم المُشينة و يتستروا بغطاء الدين حتى لا تتربصهم الأعيُن.عن إختلافات الناس في المبادئ و التوجهات و نشوء الخلاف فيما بينهم بسبب إختلافاتهم ..عن السلطة التي يطمح إليها الجميع ..و السياسة التي تشكّل الناس كيفما تشاء،فيتخلّى الجميع عن مبادئه و توجهاته و يصبح عبداً لها..عن النفاق،الجشع،الظلم،و الإنتقام الذي قد يدمّر صاحبه قبل الجميع.و عن المصالح التي توّحد الأعداء و الخصوم..

رواية سياسية إجتماعية مليئة بالمواضيع العديدة و القضايا الشائكة التي تُعاني منها المجتمعات العربية..
كُتبت بأسلوب جميل بسيط ولا يخلو من الإقتباسات البديعة..رواية لا تُنسى ،و تستحق القراءة.

إقتباسات:

"ما الفرق بين وزير يميني أو يساري حين يصير في الحكومة؟"

"لقد تبين لي أن الحياة سهلة ميسورة في ظاهرها، لكنها معقدة في باطنها، و بين الظاهر و الباطن توجد منازل الناجحين من الناس، لأنهم يرون الظاهر و يعرفون الباطن. يكفي أن يُدخل المرء في روع الآخرين أنه مقتدر و ممتد و متنفذ حتى يتلفوا حوله، و يصير نافذاً من خلالهم هم و سواهم"

[Rania · Rating 4 out of 5]

لم أسمع بالرواية ولا بالكاتب قبل عرض المسلسل الذي يحمل نفس الاسم , بعد عرض المسلسل حضرت بالصدفة مقابلة تلفزيونية مع سلوم حداد أحد أبطال العمل وفيها تحدث عن كاتب الرواية الذي حلم طوال حياته بتحويل إحدى رواياته إلى عمل فني , أضاف بحزن بأن الكاتب جمال ناجي توفي في اليوم التالي لبيع روايته إلى شركة الانتاج !!
هذه الجملة الأخيرة هي ما دفعني حقيقة إلى اقتناء الرواية وقراءتها , شعرت بأن كاتبها ظلم وأهمل ومن العدل إنصافه ولو بعد الوفاة ..
لمن شاهد المسلسل الذي دارت احداثه في دمشق أوائل التسعينات , الرواية تختلف بكون أحداثها تدور في عمان مع تحوير طفيف بمسار بعض الشخصيات وأسماءها , تتحدث الرواية عن لعبة الدين والسياسة ممثلة بشخصية الشيخ الجنزير الذي يجيد لعب أوراقه ببراعة مستفيدا من ذكائه وموهبته في سبر أغوار الناس بلمحة واحدة , حضور قوي لليسار الشيوعي من خلال شخصية جبران وغموض جذاب غلف شخصية عزمي الذي يترك للقارئ سؤالا مفتوحا عن مصيره في الصفحة الأخيرة . أجواء الرواية جميلة والنص يخلو من الحشو , البعد النفسي للشخصيات حاضر بقوة من غير تعقيد أو سفسطة , اللغة سلسة وسهلة . تقيييمي للرواية أربع نجمات ثلاثة لقوة الحبكة وواحدة تكريما لكاتبها الراحل .

[Zuhair Alghamdi · Rating 5 out of 5]

أعارني الصديق العزيز “غازي” هذه الرواية وكان قد اشتراها مع رواية ترمي بشرر في رحلته إلى دمشق. وقد تركتها مهملة لبعض الوقت لعدم معرفتي بالكاتب ولكني وجدتها عكس ما توقعت.

الرواية جميلة من عدة نواحي فهي تحليل ممتاز للشخصيات لأنها تروي الحوادث من وجهة نظر كل منها مع إضافة المشاعر واختلاجاتها وهو في نظري أمر ممتع أثناء قراءة أي رواية. اذ رغم إحداثها القليلة إلا ان الوصف يجعل القارئ يرسم الصورة بشكل دقيق. وهناك المواضيع المطروقة الكثيرة في الرواية وعدم تركيزها على قصة واحد فالحب والكره والدين والسياسة والانتماء والخيانة وحتى العلاقات الحميمة موجودة في هذه الرواية الشاملة. وهناك أمر آخر جميل في الرواية هو جعل القارئ متوقد الذهن يحاول استنتاج حقيقة بعض الأحجيات المتناثرة هنا وهناك حتى يتم الكشف عنها أثناء القراءة او تبقى معلقة في الخيال.

الرواية ممتازة انصح بقراءتها