كان اسمها مالطا، ولها قصة طويلة لا يعرفها إلا هو. أتت من بعيد، من قفر الربع الخالي. من صحراء تنجب إلا العطش والسعادات الصغيرة والرمل ونشوة الضوء. عندما كانت صغيرة لم يتجرأ أحد على أن يناديها باسمها. كلهم استعاروا لها الألقاب التي شاؤوا. التينة، لأنها كانت سمراء. المجنونة، لأنها تفعل ما يدور برأسها، المشؤومة، لأنها ثالث أخواتها البنات. كانت جدتها، حنا تقول لها دائماً: أنت تحتاجين إلى مجنون، لكي يقبل بك زوجة وإلا ستعنسين. إلآ في هذه، تقول مالطا، فقد كانت حنا مخطئة، لأني كرهت الواقفين على عتبة الدار، إذ كنت أحتاج إلى رجل أحبه ويحبني. إلى فارس صغير يعلمني كيف أركب حصانه وكيف أتعلم معه خطوات العشق الأولى وكيف يعريني كبرتقالة بدون أن يفقدني حيائي
جامعي وروائي يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس، يعتبر أحد أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي على خلاف الجيل التأسيسي الذي سبقه تنتمي أعمال واسيني الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائما عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها، اللغة بهذا المعنى، ليست معطى جاهزا ومستقرا ولكنها بحث دائم ومستمر.
إن قوة واسيني التجريبية التجديدية تجلت بشكل واضح في روايته التي أثارت جدلا نقديا كبيرا، والمبرمجة اليوم في العديد من الجامعات في العالم: الليلة السابعة بعد الألف بجزأيها: رمل الماية والمخطوطة الشرقية، فقد حاور فيها ألف ليلة وليلة، لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، ولكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها ، ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية من بينها : الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، السويدية، الإنجليزية، الدنماركية، الأسبانية، الكردية، والعبرية وغيرها
حصل في سنة ٢٠٠١ على جائزة الرواية الجزائرية على مجمل أعماله، حصل في سنة ٢٠٠٥ على جائزة قطر العالمية للرواية على روايته : سراب الشرق، حصل في سنة ٢٠٠٧ على جائزة الشيخ زايد للآداب، على روايته كتاب الأمير، حصل في سنة ٢٠٠٨ على جائزة الكتاب الذهبي على روايته: أشباح القدس
قصص جميلة، تاخذك الى عالم جميل وحياة غريبه، في كل قصة جمالها وروعة الكلمات.
اجمل القصص
سيد الرخام ليالي سبتمبر أماليا، بتوقيت الجنون مالطا ليلة اغتصاب ميرا فتنة كنزة
اقتباسات أعجبتني ؛ نكتب لنعيش أيضاً . - الشعراء لا يموتون، ولهذا ليسوا في حاجة للتذكير بوجودهم الأبدي. - عمري لم تكوني مخطئة، العالم كان ضيقا على جنونك. - اذا كانت هناك سعادة، فهي لحظة تدمير لصبر الآخر او بكل بساطة، أصبح الجميع يتقنونها. - اكره معارض الكتب لأني احس آنها أكبر كذبة في مجتمع لا يقرأ مصاب بتهمة الجفاف الروحي والخوف من كل ماله علاقة بالكلمات. - مايقتلني هو حالة صمت الورق التي تنتابني عندما لا تسعفني الكلمات. - نحن كائنات لغوية فإذا خذلتها اللغة كأن الحياة بكل عنفوانها تسربت من يديها. - الإنسان عندما يغرق في البحث في التفاصيل الصغيرة، هذا يعني أن منفاه قد بدأ يحفر خدوشه العميقة في الروح. - المرأة تحب بصدق ولهذه فهي قادرة على الذهاب إلى أقصى درجات الجنون بلا تردد. الرجل حساسيبي، لا يستطيع ان يكون هو في أكثر اللحظات عسرا، لأنه لا يريد أن يخسر أبدا. والمحب لا يربح شيئاإلا اللذة الضائعة وألما لا يطاق. أنانية الرجل نحو عالمه الصغير مقرفة.
هذه المجموعة القصصية هي باكورة قراءاتي للأستاذ واسيني الأعرج، وعادة حين أحب القراءة لكاتب، أحاول قراءة أعماله المغمورة مقارنة مع غيرها، أحب التدرج مع نموه في الابداع. قرأت المجموعة في يومين، لم تكن مملة بتة، القصص فيها شيء كبير يشبه فكري الشخصي. أجمل القصص داخل المجموعة في نظري، هن حظيرة جورج أوريل، اغتصاب ميرا، فتنة كنز
قصص يرويها واسيني الأعرج عن البشر وعلاقاتهم بالمدن . بالقصص لمحات من حياة الكاتب نفسه والمدن التي عاش فيها . ومن قراءتي للكتاب تأكَدَت قناعتي بأن من اعتاد الغربة وعدم الاستقرار في مدينة واحدة يظل على حالة الترحال تلك حتى الممات .
شعال شفت البلدان العامرين والبر الغالي شعال ضيعت أوقات وشعال تزيد ما زال تخلي يا الغايب في بلاد الناس شعال تعيا ما تجري ديك وعد القدرة ولّى زمان وإنت ما تدري
عليش قلبك حزين وعليش هاك داك الزواري ما تدوم الشدة ولا طريق تعلم وتدري ما يدوموا الأيام ولا يدوم سهرك وسهري يا حنين ومسكين اللي غاب سعدوك فكري
يا مسافر نعطيك وصيتي هدية عن بكري شوف ما يصلح بيك قبل ما تبيع وما تشري يا النايم جاني خبرك ما صرالك يصرالي هاك دارني وخدر في الجبين سبحانه العالي
" إنّ أكثر المُدن بلادةً لا تنجو من الشعر . " اقتبس واسيني هذه الجملة من نيكوس كازانتزاكي ليبتدئ بها واحدة من القصص التي احتواها كتابه ذا . و ها أنا الآن أقتبسها لأبتدئ بها حديثي عن الكتاب بمجمله ، كتاب المُدن و السحر و الغواية و الألم ، و الغيبة ، و الخوف ، و الكلمات . لأن واسيني جعل من كل مدينة مذكورة في كتابه حرفاً مُخلداً و قصيدة لا انتهاء لها .
مالطا .. امرأة أكثر طراوةً من الماء . مجموعة قصصية اصطحبنا عبرها واسيني إلى مدن الذاكرة و الحياة بالنسبة له . فابتدأ بـ تلمسان و وهران ، و اختتمها بدمشق و من ثم باريس . كل قصة كانت مدينةً بأكملها ، كل قصة كانت جزءاً من ذاكرة واسيني و مخيلته . مما لم يترك لي خياراً آخر سوى أن أحبها واحدةً تلو الأخرى . اقتباس : " نحنُ كائناتٌ لغويّة ، فإذا خذلتها اللغة كأنّ الحياة بكل عنفوانِها تسرّبت من يديها . " . . * في كل مرةٍ أقرأ فيها لواسيني ، أتمنى زيارة الجزائر و معرفة أهلها . *
" ريتا، بتوقيت الجنون.. عمرى.. لم تكونى مُخطئة، العالم كان ضيقاً على جنونك. "
5 ساعات من جرعات الجنون والتيه الحنين والسعادة والتفاصيل المُبهرة. لكنها فى الحقيقة سنوات، بل بالأحرى شريط فيديو يعرض دفعات من الروح الضالة.. أعتقد إننى وجدت شيئاً من ضالتى بهذه الأبجديات. وكثيراً ما كتبت فى مُذكراتى الخاصة؛ بإن كل البشر خذلونى يوماً.. كلهم، ولكن واسينى لم يفعل !
كعادتى أحتفظ بصور مقطوعات أعجبتنى لكل كتاب أقرأه، ولكنى وددت لو أحتفظ بالكتاب كله كاملاً كمقطوعات تستحق التذكُر من آن لآخر.. وكعادته أبدع فى أن يصنع مزيجاً بين السياسة والفلسفة والحُب المقدس، وبلادنا القاسية، التى تضع لأحلامنا أجهزة تنفس صناعى..
أكثر ما وجدت قطعة من جنونى فيه كان الجزء الخاص بآماليا ومالطا.. المجنونات بحق. وجدت مقتطف منى هنا وهناك بين السطر والآخر كنت أعثر على نفسى بشكلٍ ما ..
واسينى.. دائماً تأتى فى توقيتك لتواسينى. أنت تضمد شقوق فى ذاكرة إمرأة فى العشرون فى تمام الساعة السابعة. . وأنت لا تدرى.
أعشق روايات واسينى بشكل جنونى ، فهى تحتلنى وتأخذنى معها حيث تكون هى .. تملأنى بكل الجنون الذى تحتويه ، وبكل الحب والعشق، وبالأسى والحزن فى أحيان إخرى .
قصص كان منها فى بعض كتبه ورواياته الأخرى مثل بعض حكاويه عن مرحلة طفولته والكتاب الذى كان يذهب اليه لحفظ القران والتى استفاض بها فى ( سيرة المنتهى ) ، والتى كانت هدية خاصة لى والبعض الاخر فى قصة ( ليلة اغتصاب ميرا ) التى وجعتنى معها للمرة التانية .. بعد أن حكاها بكل تفصيل وبعض التكملة ب ( سيدة المقام )
وكيف له أن يأخذنى معه لحالة الجنون التى كانت عليها (اماليا) ، امرأة الجنون ثم مع ( مالطا ) الطفلة الشقية التى سرعان ما أصبحت امرأة كاملة يملأها العشق والجنون .. والحياة
"الخوف هو العبودية الأولى للإنسان" "أكتب عن المدينة لأني أكتشف كل يوم، جزءًا خفيًّا فيَّ، من خلالها" "وعلاقة الحب الكبير تنبني على سؤال المشاكسة والحيرة" "لم أكن أعرف أن ذلك الطفل البريء الذي وُلد من رحم الصدفة، سيصل إلى أقاصي الدنيا ولا سلاح له سوى هذه الصدفة نفسها" "جدي كان يقول دائما: لا بوصلة إلا بوصلة القلب والنظر" "المدن مثل الكتابة، يجب أن تُعاش بقوة" "اكتشاف جوهر المدن يحتاج إلى كل شيء إلا إلى الخرائط" "من يسرق كتابًا يُصاب بعدواه" علي الغرناطي "التماثيل عندما تنحني، تنكسر" مثَل صيني "إن أكثر المدن بلادة لا تنجو من الشعر" نيكوس كازانتزاكي" "ليس لنا دولة، ولكن رجال مطافئ لا يتحركون إلا عندما يصل الموسى إلى العظم" "لقد خسرنا كل شيء، حتى حقنا في الجنون" "لم تكوني مخطئة، العالم كان ضيقًا على جنونك" "يبدو أن المجانين هم أهم من يؤثث ذاكراتنا" "الحياة هي هذه اللحظة التي نسرقها من زمن لسنا سادته دائمًا" "وأمامي ليلة سُرِقَت من عمرِ بدأ يموت" "شكرا للكلاب التي تحيط بنا، كلما كثر نباحها، أحسسنا أننا في بلاد ديمقراطية" "نبح حتى أصيب بغشاوة اللاجدوى، لأن الناس الذين تعود على عضهم لم يتعبوا أنفسهم حتى بركله ليبتعد عنهم" "أريد أن أغادر هذه الأرض التي جمعتني بك" "الإهمال قاتل لأنه يعني أن القلب والذاكرة مشغولان بشيء آخر" "كانت السماء ناعمة ولأول مرة أرى مدينة طرابلس تشبه بطاقة بريدية" "لم أدر أنني كنت أسطّر لقدَر كنت أول من يكون ضحيته" "ما تمنحه المدن العربية ليس كافيًا أبدا، أما تمنحنا ذكرًا يفاخر بفتوحاته، أو معتوها صغيرا، ولكنها عاجزة عن منحها لحظة حب حقيقية" "إن الرعشة والبرد والخوف من الآخر دلائل حب حقيقي وعميق، وليس مجرد خوف" "لست مغرورة إلا بالقدر الذي يمنحني ثقة بنفسي" "لا عقل ولا دين. الطفل يضيع منذ سنواته الأولى بين عالمين أقوى منه. عالم العقل والميتافيزيقيا" "خفتُ من استعمال كلمة أنتم وبعدها قلت فليكن" "تموت الحميمية تحت همجية اللحظة المقهورة. وبعد سنة أخرى يبدأ بحثه المحموم عن امرأة اخرى تكمل دينه وشهوته التي لا تكتمل إلا بالنساء اللواتي تصدر يوميا ضدهن الفتاوى في المساجد والساحات العمومية" "��ا بد أن تكون وراء تلك البذاءة مدافن للرغبات المذبوحة" "المرأة تحب بصدق ولهذا فهي قادرة على الذهاب إلى أقصى درجات الجنون بلا تردد. الرجل حساسيبي، لا يستطيع أن يكون هو في أكثر اللحظات عسرًا، لأنه لا يريد أن يخسر أبدًا. والمحب لا يربح شيئًا إلا اللذة الضائعة وألمًا لا يُطاق" "أليس الأفضل أن نضيع في شرايين مدينة لا نعرفها لكي نحبها أكثر"
واسيني الأعرج في كل حالاته لا يتقن الا أن يكون استثنائيًا خارج عن ملّةِ المعتاد والمستهلك، تتكرر اسماء شخصيات رواياته، ولكن القراءة لهُ في كل مرة تشبه اللحظة البِكرْ، ونكهة القطاف الأول.. مالطا كانت المرأةُ المجنونة التي لا تشبهُ إلا البحر في موجٍ هادر.. والبقية من القصص كانت متعتها فوق أن توصف في هذه المساحة الضيقة، أنصح بها وبشدة.. في الحقيقة أنصح بأي كتاب يخصّ واسيني الأعرج حتى دون ان اقرأه :) !
للوطن الغائب موسيقاه وعنفه جنون ومجموعة من الاشياء الغامضة التى يصعب تفسيرها كومة من الصدف التى يصعب تسييرها الوطن ارض تشم كل صباح واشواق تتجدد باستمرار فى التباساتها سخاء كل حساباته فاشلة لانها معاكسة دائما لكل التوقعات
القراءة لكاتب موهوب قادرًا على الوقوف بالقرب من حافة الحياة والعبث مع كل ما يدور حولها، يمنحك متعة عقلية مجانية.
هذه المتعة قد منحتني إياها مجموعة الكاتب الجزائري العظيم واسيني الأعرج، "مالطا.. امرأة أكثر طراوة من الماء"، ضمت هذه المجموعة إحدى عشر قصة، كل واحدة منها عالم بحاله، عالمًا نثر فيه الكاتب ما تجود به روحه عليه.
المدينة عند "واسيني" أكبر من كونها مساحة جغرافية يعيش فوقها مجموعة من البشر، إذ أن المدينة عنده تشبه المرأة، فتجده في قصة "فاتحة مُدُنُ الكِتَابة" يقول "العلاقة مع المدينة هي علاقة حب ملتبس، لا تختلف في شيء عن حب امرأة، وعلاقة الحب الكبير تنبني على سؤال المشاكسة والحيرة".
ومن المدينة يأخذنا حيث طفولة صبي، ربما هو وربما لا، لا يهمنا، يهمنا فقط براءة طفولة هذا الصبي وجنونها، الصبي الذي قرأ "آلف ليلة وليلة" على أنها القرآن الكريم! فقط لوضع كتاب التراث موضع تواجد المصاحف بالجامع وتغليفه بنفس غلاف المصحف، فتضحك في نهاية القصة "اليد الغامضة" والتي كان يسأل فيها يا تُرى من وضع هذا الكتاب - ألف ليلة وليلة - هنا في المسجد؟
"التماثيل عندما تنحي تنكسر" بالمثل الصيني هذآ افتتح الكاتب قصته الثالثة "سيدة الرخام"، قصة عذبة فيها حلم الطفولة مقابل رعونة الكبار، من القصص التي عند قراءتها تتحرك مشاعرك بقوة وتريد التدخل في الأحداث وإيقاف الكبار عن فساد الطفولة والعالم بأسره.
"ليالي سبتمبر" وما أقساها من قصة! وما أبرع أسلوب الكاتب فيها، كاتب برتبة حرفي فعلًا، استطاع تناول قضية في غاية الألم والعذاب بسرد سلس بسيط مؤلم في أحداثه. في هذه القصة تكتشف كقارئ عربي أن الدول العربية كلها جريحة.
أما القصة الخامسة "أماليا.. بتوقيت الجنون"، كما يقولون "يا ما حلاها قصة"، فمع أول سطر "عمري... لم تكوني مخطئة، العالم كان ضيفًا على جنونك"، تشتد أوتار الموسيقى ويعلو معها النغم، وفي حالة ما بين الحلم والجنون نذهب مع أماليا داخلها ونعود مثلما رغبت فرحانين.
وبعد هذه الحالة الجميلة مع أماليا يأخذنا الكاتب إلى حظيرة جورج أوريل، والتي بها من الإسقاطات ما يكفي لتوصيف الإنسان في العالم العربي لاسيما الانتهازين.
إلى أن نأتي إلى القصة التي سميت على اسمها المجموعة "مالطا.. امرأة أكثر طراوة من الماء"، وحقيقي تستحق أن تكون المجموعة على اسمها، قصة عذبة رقيقة يملأها الجنون والحياة والتمرد، قد يرى فيها البعض معاني أخرى، لكنها مجرد قصة خيالية ربما يقتحمها بعضًا من الواقع.
ومع قصة "تحت سماء واسعة"، نرتاح قليلًا من صخب الحكايات وصراع الأبطال، حتى نعود بقوة مع قصة "كرنفال الموت" والتي تسلط الضوء على فاشية المتأسلمين، الذين يحكمون بالموت على كل شخص يخالف هواهم ومعتقداتهم، على كل من يسلب عقله ويقدمه لهم على طبق من ذهبِ مجاني. وهذه القصة تقرأها وكأنك تراها صوب أعينك فأنت بالفعل تعايشها بشكل فعلي في بعض المجتمعات العربية اليوم.
وبعد وجع "كرنفال الموت" يستمر الألم معنا في قصة " ليلة اغتصاب ميرا"، ومنها يمكن للقارئ أن يرى بوضوح القسوة التي تعامل بها المرأة العربية كما لو كانت دمية في يد الرجل الشرقي، حقيقًا قصة مؤلمة موجعة وإن واساك عقلك أنها قصة خيالية، فلن تستطيع التصديق، لأن مثيلاتها تحدث يوميًا في هذا العالم الموبوء المسمى بالعالم العربي.
إلى أن نختم المجموعة بقصة "فتنة كنزة"، التي كانت بطلتها المتوفية لغز في الرواية، ولغز لي أنا أيضًا، إلا أنها كانت أحداثها رغم انتحار البطلة أقل قسوة من سابقتها.
احب واسيني كتابته تاخذني لعالم اخر.. يتيح لي فرصة التامل والاسترخاء نتشابه انا وهو في الاحساس.. نلتقط نفس الصور.
لم اكن اعرف انها مجموعات قصصية .. في كل قصة يجز بك نحو العمق و يخرجك منها على حين فجأة ف تجد نفسك امام سور عنوان جديد .
بدا لي هذه المرة مبالغ قليلا.. المقتطفات هذه.. تدور اغلبها نحو الانغماس في اللذات دون وازع مانع،، الوازع الذي وجد حصرا عند كنزة.. التمركز نحو الاحاسيس بشكل غير عقلاني .. يجرد الانسان من المبادئ.. يوقعه بنقص ما .. يجعله دون مستوى ما. المبادئ والخطوط الاساسية .. بعض التجاوزات في سبيل الشعور برأيي تبني من الانسان انساناً يشار اليه.. انسان ممتلىء القدر امام نفسه وكفى بهذا الامتلاء.
المقدمة رائعة بربطها بين المرأة والمدينة. القصص معظمها جميلة جدا وفيها بلاغة وتعبير وإحساس وسرد جميل في آن واحد. احببت الكتاب وأخذت بعض الوقت بين القصص لأنها تأخذك إلى عالم آخر.
يأخذنا الروائي واسيني الأعرج في رحلة حول أكثر المدن المحمومه بالبشر والمشاعر في العالم. هو القائل بأن أجمل ما فينا هي أنوثتنا التي ننكرها بغباء، يحكي في بعض الأقصوصات عن المرأة كمخلوق خرافي، أو على لسان إمرأة كأنه يعلم تمامًا كيف تختلج المشاعر في هشاشة القلب والجسد.
لا أدري السبب الذي يدفع واسيني بأن يكره قيد الزواج إلى هذا الحد، ولكن قصة "ليلةاغتصاب ميرا" بدت لي أحد الأسباب التي تجعل أكثر شخصيات رواياته الغرامية مرتبطة بقيد الزواج وتواعد/ تضاجع شخصًا آخر، وهذا أكثر ما يثير غضبي وحفيظتي كلما قرأت لواسيني، أو فكرت في شراء كتاب جديد له.
اسلوبه ساحر، رشيق أخاذ لا تشوبه شائبه، وإن كان يضمن رواياته بلهجة جزائرية محيرة إلا أنها خفيفة دومًا على القلب، ومثيرة للبسمة.
من القصص المذهلة التي يحكيها واسيني قصة القرآن الذي غير مجرى حياته، تلك الطريقة التي يحكي فيها القصة روائيًا أو الطريقة التي يتحدث فيها مع جمهوره من مختلف الجنسيات والأعمار قريبة من القلب.
تواضع واسيني وذكرياته الجميلة التي لا يمانع أبدًا في سردها على الجميع كأصدقاء أو أخوة، تجعلك أكثر قربًا منه ورغبة في القراءة له، فهو رجل شفاف أنيق.
بدأ واسيني كتابه بقصتين قويتين (اليد الغامضة) و(سيدة الرخام) وهما ما شدني جدًا نحو الكتاب. لامستني بشكل كبير قصة سيدة الرخام، لا أعتقد بأني قرأت قصة شبيهه في علاقة الانسان بالتماثيل والجمادات الموجوده في محيطه، لأجل هاتين القصتين يستحق واسيني فوق الثلاثة نجوم نجمة رابعة :)!
عاد تألق واسيني برغم أنني أول مره اعلم بكتابة واسيني لقصص ، هي مواقف مرت بواسيني لا أستطيع تخيل غير ذلك ، أشعر بإنه اقتطع صفحات من دفتر يومياته وجعلنا نعيشها معه ، في فاتحة مدن الكتابه كتب عن الجزائر وهران كيف يكون واسيني دون كتابته عن الجزائر لو اقرأ كتاباً لواسيني دونها سيكون كتاب مشكوك فيه ، اعجبتني بهذه القصه دخوله إلى المدن ابتدأً تلمسان القريه الصغيرة التي ولد بها وانتقاله بسن الثامن عشر الى مدينة وهران وعندما عادرها إلى دمشق وبعدها باريس .
القصه الثانيه منها كانت تحت مسمى اليد الغامضه، حيث كان صغيرا يذهب الى المسجد لتعلم القران إلن ان تقع يده على كتاب آخر يجعله منبهرا به ويخرجه من الجامع الى منزله . سيدة الرخام ، القصة الثالثه احببتها وتخيلتها كثيراً ، لكن ( التماثيل عندما تنحني ، تنكسر) هكذا يقول المثل الصيني وهو اختصار لهذه القصه احببت جورج اوريل وقررت قرأت مزرعة الحيوان بيوماً ما . في قصة ليالي سبتمبر ، حزنت كثيراً على العم بشير وكيف يصبح الانسان بلا ذاكره مؤلم له ولمن هم من حوله ، ومانفع التكريمات ان لم تكن بوقتها ؟ هذا ماخطر لي بعد قراتي لها . اماليا بتوقيت الجنون ، لا يقدر واسيني ان لا يجعل من جنون إمراه مجنونه ان تغامر من اجله .
اول لقاء بيني و بين واسيني اللي بسعى من حوالي سنة لاني اتعرف على كلماته ... و بين تخوف واقدام و حب لادب الجزائر اللي اقتنعت انه زي الادب المصري مظلوم بين شعوب لا تحب الكتب و لا يحرك مشاعرها هشاش الكلمات و رقتها و تتحرك امام ملاهيها التي يزرعها حكامها ببراعة شديدة لابعادنا عن روعة الحروف التي تمثل دقات قلوبنا كالعادة اعترف اني احببت اللقاء واحببت كل مدينة خطوت نحوها بين الصفحات ... كانت رحلة جميلة في الارض والقلب و اتشوق للقاء القادم :)
أحلام وواسيني كانوا فعلا السبب وراء حبي لهذا الشعب الذي لم اعرف منهم احدا سوى احلام وواسيني
اكثر القصص التي اعجبتني بالكتاب ( اليد الغامضة ، سيدة الرخام ، اماليا ، مالطا ، ليلة اغتصاب ميرا ) ياااه كم توجعت لوجع ميرا ! قعلا استطعت ان اشعر بما تشعر واسيني جسد المها بشكل مذهل
ربما لغة واسيني الاعرج جميلة ولكني هنا لم أتذوق العذوبة الماطرة التي تحدثوا عنها
هناك بعض الاقتباسات اعجبتني في هذا الكاتب ولاأتذكر سوى ثلاث قصص منه " مالطا وفتنة كنزة وليلة اغتصاب ميرا" ، أتمنى ان أقرأ لواسيني ماهو أجمل وأزخر بالمفردات والمعاني
**أول عمل أقرئه لواسيني الاعرج لن يكون الاخير اكييد .. **الاسلوب عذب وكذلك اللغة .. **مجموعة قصصية عن المدن ولمحات كثيرة عن حياة الكاتب .. **كلامه عن حظيرة الحيوانات لجورج أورويل أكثر ما راق لي ..وكرنفال الموت ..واغتصاب ميرا ..
لم تكن بعيده عنى,كانت فى عمق العينين والقلب بهبلها وجنونها. .
ولهذا انا مقتنع بان الحب يذلل كل الصعاب ويمحو الخوف بل يدفع بنا الى اقصى درجات المغامره عندما نكون صادقين ..... لم تكن ضعيفه,,ولكن هشة كدمعه يتيمه . . .
لا أجد غير نقطة واحدة على الرغم انها بها بعض القصص التى اعجبتني ولكن القصص التى لم تعجبنى جعلتنى لا أريد حتى التفكير فى الرواية هناك تجاوز زيادة عن اللزوم خصوصا فى القصة قبل الأخيرة لم اكن اتوقع ان يتطرق الى تلك المواضيع بتاتا
دائماً ما يبهرنى واسينى بقوة عباراته وجمال ألفاظه ، لا يترك ل الملل أى مدخل يتسلل به إليك ويجعلك تنفر من كتاباته .. مجموعة قصص رائعة ولكن ما أعجبنى أكثر كانت مالطا وجورج أورويل و أماليا، بتوقيت الجنون"