What do you think?
Rate this book


233 pages, Paperback
First published January 1, 2004
يقول حسن حنفي في مشروعه الحضاري: ليست ذات الله هي موضوع العلم كما يظن العلماء.. خطأ .. فالذات لا يمكن أن تكون موضوعا. لأنها تند عن ذلك و تتجاوزه. و الله هو المطلق. و طبيعة العلم تحويل المطلق إلى نسبي. و هذا غير ممكن بالنسبة لذات الله.ليس تلخيصا فقط و انما مقارنة و نقد و سرد تاريخي للمنهج و الفلسفة و الاسلوب لكل هؤلاء.
و تتمثل إضافة نصر أبو زيد في محاولة تحليل هذه النصوص و الاجتهادات لاستخلاص أو لإنتاج دلالتها على حد قوله. و هو يستند في تحليله إلى عدة أسس منهجية و مفهومية لعل من أبرزها تسلحه بالمناهج العلمية الحديثة. في انتاج دلالة هذه النصوص مثل الألسنية و الهرمنيوطيقا و علم الاجتماع. و الحرص على انتاج الدلالة من داخل النصوص نفسها دون أن يفرض عليها أي رؤى أيديولوجية من خارجها. مدركا في الوقت نفسه أن الفكر البشري عامة – بما فيه الفكر الديني – هو نتاج طبيعي لمجمل الظروف التاريخية و الحقائق الاجتماعية لعصره.و لئن تساءلنا عن السبب فهل يبطل ذلك العجب أم يزيده و يضخمه؟!
و لهذا يكون طبيعيا أن نتساءل: ما هو السبب الحقيقي لهذا التردي الراهن للأوضاع العربية؟ هل هي مجرد عودة مكبوتات قديمة أم هي سيادة أنظمة و أبنية سلطوية كابتة مهيمنة هي التي تكرس الظواهر المختلفة في أوضاعنا العربية من بقايا قبلية و عشائرية و اقتصاد طفيلي غير انتاجي. و تحجر فكري إلى جانب التبعية للرأسمالية العالمية و التواطؤ معها و مع الصهيونية؟الفلسفة تعني الشك و الإيمان يعني اليقين و الاسلام اضاف لليقين التسليم و الفقهاء نازعوا الله في هذا التسليم و أخذوا جزءا كبيرا من تلك الصلاحيات الإلاهية فأصبح التسليم لله و لرسوله و لأولي الأمر و اختلط علينا الأمر في من هم أولي الأمر فاعتبرنا أن كل من يملك أمرك هو ولي أمرك سواء رضيت بذلك أم لم ترضى فتردى العقل العربي و أصبح عدو الفلسفة الأول في العالم أجمع و أصبح ولي الأمر في النهاية أعمى يقود عميانا فوقع الجميع في الحفرة و لم يبق الا اغلاقها علينا
حقا إن هذه الأنظمة الكابتة قد تكون انعكاسا و تجليا فوقيا للتخلف الهيكلي الاقتصادي و الاجتماعي و لكنها في الوقت نفسه أداة لتكريس و إعادة انتاج هذا التخلف.
يذهب عبد الرحمن بدوي إلى القول بأن الروح الإسلامية منافية بطبيعتها للفلسفة على عكس الروح اليونانية. لماذا؟ لأن الروح اليونانية تمتاز بالذاتية أي بشعور الذات الفردية بكيانها و استقلالها عن غيرها من الذوات. بينما الروح الإسلامية تنكر الذاتية أشد الإنكار. و انكار الذاتية يتنافي مع إيجاد المذاهب الفلسفية كل المنافاة.