What do you think?
Rate this book


45 pages, Paperback
First published July 1, 1989
إنَّني المشنوقُ أعلاهُ
على حبلِ القوافي
خُنْتُ خوفي وارتجافي
وتَعَـرّيْتُ من الزيفِ
وأعلنتُ عن العهْـرِ انحـرافي
وارتكبتُ الصِّدْقَ كيْ أكتُبَ شِعرا
واقترفتُ الشِّـعْرَ كيْ أكتُبَ فجرا
وتَمَرَّدتُ على أنظمـةٍ خَرْفَـى
وحُكّامٍ خِرافِ
وعلى ذلِـكَ . .
وَقَّـعْتُ اعتـرافي !
ليسَ في النّاسِ أمانْ-
ليسَ للنّاسِ أمانْ
نِصفُهمْ يَعْملُ شرطيّـاً لدى الحاكمِ
.. والنصفُ مُـدَانْ !
رَصَفوا البَلْدةَ , يومـاً
بالبَـلاطْ
ثُمَّ لَمّـا وَضَعوا فيه المِـلاطْ
مَنَعوا أيَّ نَشاطْ
فالتـزَمْنا الدورَ
حتّى يتأتّى للمُـلاطْ
زَمَنٌ كافٍ لكي يَـلْصُقَ جِدّاً
بالبِـلاطْ
كانَ جاري
مُلْحـداً
لكنَّـهُ يُؤمِنُ جداً
بأبي ذَرِّ الغِفـاري
ويرى أنَّ الغِـفاري
" بـروليتـاري " !
رائدٌ للاشتراكيَّةِ في هذي
الصحاري !
كانَ جاري
يَضَعُ الراكِبَ من تحتِ الحمارِ !
قُـلتُ : هذا رَجُـلٌ آمَنَ باللهِ
وقد جاهَـدَ في اللهِ
بأمرِ اللهِ
في عَصْـرِ الغُبـارِ
قَبْلَ تدليـكِ " الديـالكتيكِ "
أو عَصْـرِ البخـارِ !
قالَ : إنْ صَـحَّ وجـودُ اللهِ ،
فاللهُ إذَنْ . .
أوَّلَ موجـودٍ يَساري !
قَرَّرَ الحاكِمُ إصلاحَ الزراعَـةْ
عُيِّـنَ الفَـلاَّحُ شُرطيَّ مُـرورٍ ،
وابنـةُ الفـلاَّحِ بَيَّـاعةَ فولٍ ،
وابنُـهُ نادِلَ مقـهى
في نقاباتِ الصناعَـهْ
وأخيراً
عُيِّـنَ المـحراثُ في القِسْمِ الفُـولوكْلوريِّ
والثـورُ مُديـراً للإذاعَـهْ !
* * *
قَفْـزَةٌ نَوعيَّـةٌ في الإقتصـادْ
أصبحتْ بَلدتُنا الأولى
بتصديـرِ الجَـرادْ
وبإنتاجِ المجاعـةْ !
المعجزة !
ماتَ خالي !
هكــــذا !
دونَ اغتيالِ !!
دونَ أن يُشنَقَ سهواً !
دونَ أن يسقطَ ، بالصدفةِ ، مسموماً
خلالَ الاعتقالِ !
ماتَ خالي
ميتةً أغربَ ممّا في الخيالِ !
أسلَمَ الروحَ لعزرائيلَ سِرَّاً
ومضى حُرَّاً .. محاطاً بالأمانِ !
فدفنّـاهُ
وعُدْنا نَتَـلَقّى فيه منْ أصحابِنا
. . أسمى التهاني !
مَـرّةً ، فَكّـرتُ في نَشْرِ مَقالْ
عَـن مآسي الإحتِـلالْ
عَـنْ دِفـاعِ الحَجَـرِ الأعْـزَلِ
عَـن مِدْفَـعِ أربابٍ النّضـالْ !
وَعَـنِ الطّفْـلِ الّذي يُحْـرَقُ في الثّـورةِ
كي يَغْـرَقَ في الثّروةِ أشباهُ الرِّجالْ !
* * *
قَلّبَ المَسؤولُ أوراقـي ، وَقالْ :
إجتَنِـبْ أيَّ عِبَـاراتٍ تُثيرُ الإنفِعـالْ
مَثَـلاً :
خَفّـفْ ( مآسـي )
لِـمَ لا تَكتُبُ ( ماسـي ) ؟
أو ( مُواسـي ) ؟
أو ( أماسـي ) ؟
شَكْلُهـا الحاضِـرُ إحراجٌ لأصحابِ الكراسي !
إحـذِفِ ( الأعـْزَلَ ) . .
فالأعْـزلُ تحريضٌ على عَـْزلِ السّلاطينِ
وَتَعريضٌ بخَـطِّ الإنعِـزالْ !
إحـذِفِ ( المِـدْ فَـعَ ) . .
كي تَدْفَـعَ عنكَ الإعتِقالْ .
نحْـنُ في مرحَلَـةِ السّلـمِ
وَقـدْ حُـرِّمَ في السِّلمِ القِتالْ
إحـذِفِ ( الأربـابَ )
لا ربَّ سِـوى اللهِ العَظيمِ المُتَعـالْ !
إحـذِفِ ( الطّفْـلَ ) . .
فلا يَحسُـنُ خَلْطُ الجِـدِّ في لُعْبِ العِيالْ !
إحـذِفِ ( الثّـورَةَ )
فالأوطـانُ في أفضَـلِ حالْ !
إحـذِفِ ( الثّرْوَةَ ) و ( الأشبـاهَ )
ما كُلُّ الذي يُعرفَ ، يا هذا ، يُقـالْ !
قُلتُ : إنّـي لستُ إبليسَ
وأنتُمْ لا يُجاريكُـمْ سِـوى إبليس
في هذا المجـالْ .
قالّ لي : كانَ هُنـا ..
لكنّـهُ لم يَتَأقلَـمْ
فاستَقَـالْ !


