زكي الميلاد( 1965م) باحث ومفكر سعودي من مواليد القطيف ، شرق المملكة العربية السعودية
باحث في قضايا النهضة والإصلاح الديني وحوار الحضارات والعولمة .
صاحب نظرية (تعارف الحضارات) التي أدرجتها بعض الدول العربية في التعليم الثانوي والجامعي، وعقدت حولها مكتبة الإسكندرية مؤتمرا دوليا سنة 2011م، وقدمت عنها الكثير من الرسائل الجامعية في عدد من البلدان العربية، ونشرت حولها العديد من الكتب والمؤلفات، إلى جانب العشرات من المقالات
رئيس تحرير مجلة الكلمة, فصلية فكرية تصدر من بيروت.
منحه الإتحاد العالمي للمؤلفين باللغة العربية لقب دكتوراه إبداع على مجموع المؤلفات والأبحاث والكتابات والأعمال الفكرية الأخرى, بموجب خطاب بتاريخ 25/1/2003م الموافق 23/11/1423هـ.
على الرغم من صغر حجم الكتاب وطبعته المتواضعة... الا انه غني وزاخر بالمعلومات والطروحات الرائعة يقوم الكاتب زكي الميلاد بوضع مقاربات بين كتاب صورة المثقف لادوارد سعيد وكتاب المثقفون في الحضارة العربية لعابد الجابري وكتاب اوهام النخبة والمثقف لعلي حرب ومن الكتب الثلاثة اعلاه يستنبط ماهية المثقف العربي، ومن ثم يطرح ضرورة المثقف الديني الذي هو حاجة ملحة لمجتمعه وعصره نعم... الكتاب التهمته التهاماً وسأعود الى قراءته متى احتجت مرة اخرى
حسناً.. هي محاولة جيدة لإلقاء الضوء على إشكالية لم أدرك وجودها أصلاً ألا وهي مشكلة المثقف الديني وتعريفه تعريفاً واضحاً يحدد ماهيته ومسئولياته تجاه المجتمع.
الكاتب يستدعي بعض النصوص لكتاب عرب حاولوا من قبل إلقاء الضوء على المسألة مثل إدوارد سعيد ومحمد عابد الجابري وأركون وغيرهم.
يتحرك الكاتب مع الكتّاب الآنف ذكرهم محاولاً عرض الإشكالية من أكثر من وجه كمحاولة لحصرها حصراً تاماً ومن ثم البدء في وضع حلول لها.
الإشكالية، اختصاراً، هي هل للمثقف الديني وجود؟ وهل هناك تأصيل لمفهوم المثقف في التراث العربي والإسلامي؟ وإذا كان مثل هذا المثقف موجوداً فما هي مسئوليته تجاه المجتمع؟ وما الفارق بين المثقف والعالم.
وسأستعرض التساؤلات الآتية وأسردها حسب فهمي ثم قد أضيف تساؤلات أخرى عنها.
أولاً، المثقف ببساطة شديدة شخصية ذات عقلية مستقلة واسعة الاطلاع على أنواع شتى من العلوم ذو عقلية ناقدة ولا ينطلق من قناعات مسبقة في بحثه وتحريه في موضوع ما. وهذا، كما قال الكاتب وأتفق معه، قد يتعارض مع المرجعية الدينية حيث هي تفرض على المثقف الناقد الحر الانطلاق من قناعات مسبقة ومن ثم تضييق إطاره البحثي والنقدي (وبالمناسبة الكاتب لم يضع حلاً لهذه الإشكالية)
ثانياً، ليس هناك تأصيل لمفهوم المثقف في الفكر العربي أو الإسلامي ذلك أن المفهوم ذو نشأة أوروبية أصالةً كما أشار إلى ذلك محمد عابد الجابري عندما استنتج أن تبيئة هذا المفهوم لن تنجح كونه منتجاً أوروبياً خالصاً ويؤكد ذلك استنتاج إدوارد سعيد بأن المثقف الحقيقي لا يكون إلا في بيئة علمانية.. إلا أننا نجد مفهوم العالم في الفكر الإسلامي وهو مقابل المثقف في الفكر الأوروبي إلا أن الأول، كما أشرنا سابقاً، ينطلق من قاعدة دينية ولو اطلع على علوم أخرى غير دينية.
الكاتب يحاول إيجاد صيغة للمثقف الديني تجعله حراً وذو منظومة فكرية ونقدية مستقلة تعلو فوق التفاصيل لتقدم نقداً موضوعياً حقيقياً غير مبني على العاطفة أو الانتماء لكنه - في رأيي - ظل يدور في دوائر مغلقة ولم يصل إلى نتيجة ملموسة وصلبة ويمكنك أن تدرك هذا بنفسك عندما يتناول مبحث الفقيه في مقابل المثقف وكيف أن الاثنين لا بد لهما من التلاقي للتكامل والوصول إلى أرضية معرفية مشتركة..
الكتاب جيد من حيث إثارته للمشكلة لمن لم يمتلك أدنى فكرة عن وجودها وكيف أن كلمة شائعة مثل المثقف ليس لها تعريف محدد واضح في الفكر العربي أو الإسلامي.. أنصح بقرائته.
يقع فى الخلط بين المثقف والمتثقف أو ما قد يسمى المفكر والمثقف وهو بالطبع يقصد المتثقف الدينى : أى ذلك الذى يهتم من منطلق الدين بأمر عامة الناس ويستعين بالثقافة على هذا ولخلطه هذا يقع أحياناً فى تحميل كل منهما ﻷدوار وأوزار الآخر
كم هو ضروري أن يتواصل المثقف مع المعرفة الدينية ، و يتواصل الفقيه مع المعرفة الإنسانية التواصل الذي يفك عزلة المثقف عن الدين ، ويفك عزلة الفقيه عن العصر ..
كتاب قيم جدا يتناول موضوعا قلما تم تناوله بهذه الاتساع و التفصيل و يستحق إعادة قراءته من جديد
كتاب جميل يتناول فيه الكاتب موضوع المثقف، وذلك من منظور ديني.. فالمثقف بات ذلك الفرد الذي يعرف بانه المتعالي بوجه المجتمع الذي إنبثق منه، المجتمع الذي اهم ما يميزه هو الدين.. ليربط المثقف بين الرجعية والدين.. فالدين بالنسبة له هو سبب كل الازمات، وسبب تخلف الشعوب، فيجاهر بمعاداته للدين ظناً منه انه بهذا سينال لقب مثقف، او سينال تصفيقاً من الغرب الذي إمتص تاريخه وجغرافيته وفلسفته وفكره.. فيأتي زكي ميلاد ليساعد المثقف على رؤية الدين من منظور مختلف، منظور يدل على انه قد حارب ديناً بسبب فهمه الخاطئ له، فالمشكلة ليست بالدين، انما بالمنظور الذي يراه المثقف منه.
لن أشعر بالندم هذه المره لإعطاء الكتاب خمسة نجوم كما أشعر عادةً بذلك. الكتاب يقع في سبعة فصول شيقه و ممتعه. يحاول الكتاب الإجابة على عدة أسئلة منها : هل توجد مفردة المثقف في الفكر الإسلامي ، أم أنها مفردة خاصة بالفكر الأوربي ؟ هل الدين يمنع الإنسان من أن يكون مثقفاً ؟ ما الفرق بين العلم و الثقافة ؟ ما الفرق بين العالم و المثقف ؟ هذه الإسئلة و إجاباتها تكون في الثلاثة الفصول الأولى. أما الفصول الآخرى عدا الأخير ، تتحدث عن المثقف و ماهي مرجعتيه ، هل هي أجنبيه أم لا ؟ و ماذا ينبغي أن تكون ؟ و أيضاً يستعرض الإشكال بين المثقف و النزعة النقدية لدية. هل الدين يسمح بالنقد أم لا ؟ إن صح ذلك ، فما هي ضوابط هذا النقد ؟ من ثم يستعرض المشكلة بين المثقف و الدين بشكل عام. اما الفصل الاخير هو عبارة عن مهام ينبغي للمثقف الديني العمل بها.
رغم أن الكتاب لا توجد به ضوابط محدده لمعرفة من هو المثقف الديني بل يدعوا لإيجاد ضوابط و إعادة النظر في ذلك و رغم أن لا فرق بين المفكر و المثقف في الكتاب ، الكتاب جداً جميل و أنصح من هو مهتم بهكذا مواضيع قرائته.
على صغر حجم الكتاب الا انه من الكتب المهمة حسبما أظن لسهولة لغته وعمقها وهو ما معروف عن الأستاذ المفكر زكي الميلاد .
البحث عن أسباب إتساع الهوة بين المثقف الديني والمثقف الآخر العلماني او الليبرالي أو المادي الوجودي او غيرها من الأسماء التي تتبدل في كل زمان ، وأسباب تأخر الأول او كما يصور له هكذا بتأخر وسبب تماهي الثاني مع مجتمعه وبيئته ونكوص الأول عنهما .
طرح الأستاذ زكي الميلاد محاولة لرتق هذه الهوة عبر التقليل من هوة المصطلحات الذهنية التي يستخدمها الآخر (العلماني) كي يُبعد المثقف الديني عن ساحة الفكر .