أمام ما يحدث لابن خلدون، اعترت نفسه حالة أسماها تدقيقاً سكر الافتتان. مفتون هو بها وبما يحيط بها، مفتون بغليان الدم في شرايينه وانتعاش خلاياه، مفتون بآيات الجمال أينما تجلّت: في ابتسام الأطفال، وتغريد الطير، وهبوب الأنسام على الروح الظمأى وكلّ الأجسام. فرحه عارم ما بعده فرح! عجب تحوّل الوجود عنده من عسره وثقالته المعهودة إلى دوائر الخفّة واليسر! عجب انسياب الوقت كالماء الزلال بين يديه! هذه العجائب وأخرى، لا ريب عنده أن مديرتها امرأة: هي رافعة العطاء هي المهماز المفجر والفيض كلّه والعطاء. ولولاها لبقيت نفسه حاملة شارات الانتكاس والحداد، لبقيت رغائبه وحقوقه في الحياة طيّ الضمور والكبت
بنسالم حميش (المعروف في الشرق سالم حميش) روائي وشاعر وأستاذ فلسفة مغربي متخرج من جامعة السوربون، وله مسؤوليات حزبية وحكومية في وطنه(وزير الثقافة) يكتب باللغتين العربية والفرنسية.مولود بمكناس سنة 1948 عرف برواياته التي تعيد صياغة شخصيات تاريخية أهمها شخصية ابن خلدون في رواية العلامة والتي فازت بجائزة نجيب محفوظ الممنوحة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة سنة 2002 وابن سبعين في هذا الأندلسي والحاكم بأمر الله الفاطمي في مجنون الحكم
لغة جميلة وأسلوب ممتع في الأدب الروائي التاريخي الذي يتميز به بنسالم حميش إبحار هادئ في سيرة عبد الرحمن بن خلدون وتاريخ عصره العلّامة قاضي المالكية الفقيه, عالم الاجتماع وصاحب "المقدمة" الشهيرة ملامح من حياته الخاصة والعامة, أفكاره وآراؤه وأسفاره وعلاقته بالحكام يكتب حميش عن ابن خلدون العالِم والانسان, ويعرض قضايا سياسية واجتماعية وثقافية وإشارات إلى الواقع العربي الذي لا تتغير أحواله العصبية والصراعات والفساد واستبداد السلطة والقوة وتساؤلات عن التاريخ بكل ما فيه من دلالات وعِبر, لماذا لا يعتبر به الحكام والساسة!.
- العلامة، العنوان ينسف نصف ما جاء في الرواية... لو كانت العلامة-الإنسان لكانت افضل بكثير وكانت لتضعنا كقرّاء في اطار ابن خلدون-الإنسان (او ما يتصوره عنه الكاتب كإنسان)
- إبن خلدون كما اعرفه هو مؤسس علم الإجتماع.. ابن خلدون في هذه الرواية انزوائي، شهواني، لا يطيب له مقام اذا لم يكن دفء زوجته يغمره!!
- الرواية حين تتعلق بشخصية مثل ابن خلدون يجب عليها ان تكون مرتكزة على بمراجع، بالحد الأدنى للأشياء المهمة فيها... فكيف بك اذا كان هناك اراء بعكس ما قاله ابن خلدون؟!!!
رواية العلّامة مؤلفة من ثلاثة فصول، تحاول تسليط الضوء على شيء من سيرة ابن خلدون رحمه الله في مصر والمشرق خاصة.
الفصل الأول - الإملاء: جعله المؤلف على شكل ليالٍ يملي فيها العلّامة شيئا من علمه وفكره على كاتب مغربي يتردّد إليه ليلة من كل شهر، حاول المؤلف هنا أن ينسج على لغة ابن خلدون في مقدمته ومؤلفاته، فأفلح في مواضع، وكان بعيدا جدا في موضع أخرى بل كان يأتي بكلمات عصرية جلية. هنا لا بدّ أن يتجلى لك بكل وضوح كيف أن المؤلف سمح لنفسه أن يحمّل فكر العلامة ما يشاء وأن يستدركَ عليه كما يحلو له انتصارا لصورة رسمها في مخيلته لابن خلدون أو لصورة أحبّه أن يكونها، فتمنى على ابن خلدون وعلى لسانه أنه لم يكن قد نهى الناس وزجرهم عن كتب ابن عربي الحاتمي وابن سبعين.. وفي مواضع أخرى تبدو سطحية وعدم تعمق الكاتب في النصوص الإسلامية والثقافة الإسلامية والمذاهب الفقهية فتأتي سطحية جوفاء على لسان قاضي القضاة المالكي عبد الرحمن ابن خلدون رحمه الله. في هذا الفصل وفي ما يليه أيضا يعرض للدسائس والمؤامرات التي تحاك ضد الفقيه المغربي المالكي من قِبل الوشاة والحساد وأهل البلاط في الديار المصرية..
الفصل الثاني - رحلة الحج والزواج من أرملة كاتبه: تدور الأيام ويشدّ ابن خلدون رحاله من مصر إلى بيت الله الحرام لأداء الحج ويموت كاتبه المغربي في غيبته، ويعود ويتزوج أرملته المغربية التي كانت تحب العلّامة (وتجلّه) وترسل له الأكلات والحلويات المغربية مع زوجها من قبلُ وتقبل يده وتتمرغ فيها..! وهنا لم يبالِ المؤلف بذكر تفاصيل (وقوع العلّامة في حبَ أم البنين) التي لم تُرزق مع زوجها الأول بالأبناء، ورزقت هي وابن خلدون بنتا. بالنسبة للروايات فهي محتشمة ومقبولة، وبالنسبة لرواية تتناول قصة حياة عالم كابن خلدون -مهما كان بشرا- فهي غير مناسبة وغير مستساغة..
الفصل الثالث - زيارة ابن خلدون للطاغية تيمور لنك في دمشق: التطلع للوصول إلى هذا الفصل هو الذي جعلني أصبر على إكمال الرواية لأنني كنت أتشوق لمعرفة موقف ابن خلدون من زيارة الغازي الطاغية تيمور لنك، طبعا كان نص الكاتب تبريريا و(واقعيا) أثار فيّ الفضول لمعرفة المزيد عن ذلك والتوسّع والاستزادة من كتاب (رحلة ابن خلدون) مستقبلا إن شاء الله.. كان هذا الفصل موفقا ومثيرا، رفع تقييمي للكتاب من نجمة أو نجمة ونصف إلى نجمتين، وجعلني لا أندم -كثيرا- على قراءتها.
''إنّ المؤرخين لا يقولون كلّ شيء، ولا يمكنهم، لأنه إذا غابت الوثيقة توقفوا عن العمل و توقفوا عن الكتابة، وهنا يبدأ عمل الروائي..'' بنسالم حِمّيش في لقاء له.0 ينحو بنسالم حميش، الأديب والمفكر المغربي، بالرواية التاريخية منحى "تخييليا'' فالوثيقة التاريخية عنده هي الحدَّ الفاصل بين عمل المؤرخ، وإبداع الروائي. صحيح أن هذا الأخير لا يستطيع التجنّي على الحقيقية التاريخية بالافتراء، لكنّه بمجرد أن يحيط بمادّتها وبمعطياتها المختلفة، يمنح نفسه حق التربّص بذاك المسكوت عنه الذي أسقطته الوثيقة ولم تسعفه الشهادة التاريخية بقوله، ليغفل عنه المؤرخ عن قصد أو عن غير قصد. هنا يعيد الروائي تخليقَ التاريخ لا من حيث كونُ التاريخ ''ما كان''، فحِمّيش هنا يرفض مساءلة الروائي عن مدى احترامه للحقيقة التاريخية؛ ذاك أن مهمته تكمن في التخييل من حيث هو فعلٌ إبداعيّ حرّ يتلمس الفراغات البيضاء المغفول والمسكوت عنها، حتى يكشف عن الحمولة الإنسانية والوجودية لشخوص التاريخ الإنساني، و ذلك بإعطاء الحيز لِما اعتُبر الهامش أو المغلوب، في مقابل المركز أو الغالب.0 ضمن هذا الجنس الأدبي تندرج رواية "العلّامة" الفائزة بجائزة ''نجيب محفوظ للأدب'' سنة 2002، رواية ألقت الأضواء على شخصية ''عبد الرحمن بن خلدون'' في بضع عشرة سنةً الأخيرة من حياته. تلك الفترة المعتمة التي لا نعرف تقريبا شيئا عنها، سوى ما قيده ابن خلدون نفسُه في فقرة عبّر فيها عن الجزع الذي أصابه جرّاء غرق زوجه وولده في السفينة قريبا من مرفإ الإسكندرية حيث كان مقيما علّامتُنا؛ المصاب الذي سيرجّح كفّة الزهد على حاله. يتلقّف بنسالم هذه الفقرة لينسج حولها طرفا من سيرة وجدانية متخيلة لابن خلدون. سيرة تتكشف فيها ملامح ابن خلدون الإنسان؛ ذي المواجع والآلام والقلاقل والتطلعات والمثقل كاهلُه بمناوشات الحسّاد والسّعاة في الإيقاع بينه وبين السلطان، فتتذبذب حالته بين السجن، والتصدّر المتكرر لخطّة القضاء والإقالة منها. مثيرا بذلك جدلية الصراع بين المثقف والسلطة؛ المثقف بما هو ملتزم بالحقيقة والعدل في القول والعمل، والسلطة المستبدة التي تسمح بالحقيقة بالقدر الذي يخدمها ولا يهدد استمرارها. وما يترتب عن هذا الصراع من ظهور وخفاء، ومن تصريح وصمت، يشكلها مدى حضور العنف والحاجة. يتطرق حميش في الرواية كذلك إلى الاجتياح التتري للمشرق الإسلامي واللقاء بين تيمور الأعرج وابن خلدون الذي انتُدب إلى مهمة مفاوضته من أجل حفظ أنفس المسلمين وأعراضهم وأموالهم ودورهم ومساجدهم. العهد الذي سينقضه تيمورلنك من بعد إبرامه. يتطرق الروائي للواقعة مستحضرا الحالة الانهزامية للأمة واستكانتها للعدو بعد أن تفرقت الكلمة وفشا الظلم بين جميع فئاتها، وقديما قال ابن خلدون أن الجور موذن بالخراب. تتوزع هذه الأحداث والموضوعات وغيرها على ثلاث فصول، ومقدمة وتذييل. جعل الفصل الأول فكريا بامتياز، إذ يستكتب ابن خلدون ''حمو الحيحي" فيملي عليه في سبع ليال بعضَ ثمرات فكره حول التاريخ وفلسفته، حول التأريخ والمعرفة التاريخية، حول الدول قيامها وخرابها؛ هي جولة ماتعة وساحرة في العقل الخلدوني، إملاءاتٌ ومراجعاتٌ وحواشٍ قدّها بنسالم حميش من نسيج ''المقدمة" متدخلا فيها بروح النقاش، وليس هو الطارئ على فكر ابن خلدون، فهو المفكر والدارس، أعني حميش، الذي اشتغل على ابن خلدون واهتم به. في الفصل الثاني تسحبنا الرواية من الرتابة في الأحداث وتوقد الفكر، إلى العكس. نقلة من العقل الخلدوني إلى وجدان ابن خلدون الإنسان. ابن خلدون الذي سيقع في الغرام، وسيتزوج أم البتول الفاسية ويرزق منها بصبية. وما صاحب ذلك من احتكاك بالسلطان والقضاء. وتأثير ذلكما على بطلنا. وفي فصل ثالث يخصصه أخيرا لما ذكرنا من الغزو المغولي واللقاء بين ابن خلدون وتيمولنك. يعود ابن خلدون في النهاية من دمشق إلى داره بالقاهرة، لا يجد زوجه ولا صبيته، يعلم أنها إلى فاس مضت ومعها بنتها بعد أن فجعها إشاعة مقتل زوجها. يلفظ عبد الرحمن بعد مدة آخر أنفاسه فيلتحق بجوار ربه بعد أن يئس من التحاقه بأهله بفاس. تنتهي الرواية بمشهد الاحتضار؛ حوار نفسي خلدوني هو خاتمة سيرة طويلة من العلم والعمل والفكر والجهاد والاستقامة.0 رواية بديعة؛ لغتها عالية، ولا غرو، فأديبنا مأخوذ بالعربية وأساليبها، كثير الورود –كما يذكر- على عيون التراث العربي؛ الجاحظ وابن المقفع والتوحيدي وغيرهم. كما أن على الرواية مسحة فلسفية، وهو أستاذ الفلسفة والباحث في الفكر الإسلامي والعربي خصوصا. رواية لعلها تكون نافذة على أعمال أخرى للكتاب؛ فكريةً وإبداعية.0
ابن خلدون .. العبقري الذي وصفت مقدمته من قبل التوينبي بانها : (عمل لم يقم بمثله إنسان في أي زمان ومكان)... مؤسس علم الاجتماع "علم العمران البشري" ويقصد به العمران سكانيا او سياسيا اقتصاديا او ثقافيا .. وربط هذا ا��عمران بالعصبيه .. العصبيه التي ركز عليها في مقدمته واصفا اياها بانها سبب خراب العمران وتفكك السلطان ..
نجح الكاتب بنسالم حميش في توظيف النص التاريخي باطار روائي مرتب ... الروايه كتبت بثلاث فصول .. الفصل الاول ابن خلدون يملي افكاره ومناقشاته على "حمو الحيحي " الذي يدون كل ما يصدر من فم ابن خلدون في تلك الجلسات السبع التي تبتعد قليلا عن الجو الروائي وتميل للاقتباسات من المقدمه . اما الفصل الثاني فهو عن حبه وزواجه من ام البنين المرأة التي بثت الامل والفرح في حياته وانارت حياته بطفله جميله اسموها البتول ..
والفصل الاخير وهو الاجمل هو سفره من القاهره الى الشام و لقائه بتيمورلنك ومفواضاته لتسليم دمشق دون اراقة دماء ويحلل ابن خلدون خلال هذا الفصل المغول ويعلل مصدر قوتهم بسبب عصبيتهم القويه وذكاء قائدهم يتمورلنك وتخطيطه العسكري واعتماده على القسوه والتخريب لتخويف المقابل وهيه سياسه اثبتت نجاحها .. وكذلك اشهاره اسلامه لسحب البساط امام المنادين بمجاهدته على اساس مجوسيته وكفره .. واعتبر نفسه احد الفاتحين والخليفه الشرعي للمسلمين ..
وكذلك تحدث ابن خلدون عن التاريخ ويصفه بانه متاهة سبله ملتويه ومتقاطعه وان التاريخ يمكن ان يحرف وان تتدخل العاطفه في بعض الاحيان في كتابة التاريخ وضرب مثلا على نفسه برفضه لفكرة شرب بعض الخلفاء العباسيين للخمر وكونهم اقرب الناس له .. ولام نفسه لانه سها في بعض الاحيان عن قول الامام علي عليه السلام ""اعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل" "
قال بعدها "شددت لامر التاريخ حزامه ونهجت في تلقيه وتمحيصه طريقا مبتدعا لا الهو فيه بالحديث عن الحدث ولا بالحدث عن الحديث بل افوض توافقهما الى عقلي من دون غبن حقوق بصيرتي وحدسي"
وذكر كيف ان الناس لاتعتبر من التاريخ وشبه الماضي بالاتي من الماء بالماء اي لايعتبر منه ... وان السلاطين ابعد الناس عن االاعتبار منه وكيف ان الحكم الاسلامي بعد الخلافه الراشديه اصبح ملك عضوض
"لما نحسر مد الدين الاول بذهاب معجزاته ثم فناء الصحابه الذين شاهدوها استحالت تلك الصبغه قليلا قليلا وصار الحكم للعاده كما كان" وقال ان الاسلام الحق لا يلحقه الا الاذى من الزج به بين كراسي الحكم ومطابخ السلطه والسياسه المحترفه التي هي مصدم الاهواء والشهوات المتنافره ذلك المصدم الذي اغتيل فيه الخلفاء الراشدين باستثناء اولهم
وبعد ان شخص العلل .. وصف العلاج لهذا الوباء " العصبيه و خراب العمران " ((لابد للتاريخ من بذره ارقى واحسن حتى يبدل جلده ومجراه والا لا اشتغال للعبره فيه ولاتقدم يرجى من تعاقبه واتقادمه وازع القرابه والدم في الظفر بالملك عيب ....اصطناع المرتزقه والموالي في اداره دفة الحكم عيب ......الاستبدا موفقا كان او بائسا عيب ....التعويل بالحكم على الهرمين الفاسدين في من طبختهم سياسه لعسف السائده عيب.... تفضيل المتزلفين على الاكفاء المضطلعين بالدواوين عيب ....البذخ في محيبط العراء والفغفقر عيب ))"
ومن النصائح الرائعه التي نصح ابن خلدون السلطان برقوق بها لدرئ خطر المغول ولزيادة ولاء السكان للسلطان في حالة الحرب اشار اليه بالاتي ..
العدل لان العدل اساس الملك لان الرشى والبراطيل تفسد الاخلاق والقواعد وان الظلم مؤذن بخراب العمران ولان الرعايه ان انصفهم راعيهم وكرمهم استلحمهم وتطايبت قلوبهم على محنته وقتال اعدائه فتح ديوان العطاء ....ومهاداة سلطان المغرب وتكوين علاقات مع جيرانه ...الحيله وان الحرب خدعه ...احياء ذكرى انتصار الاجداد ضد المغول بعين جالوت.. ارسال جواسيس ووضع خطط عسكريه وعدم البدء بالهجوم على جيش المغول والتمسك بالارض والدفاع ...
وكذلك يوضح الراوي بالروايه المعاناة التي عاناها ابن خلدون بتعينه ككقاضي للدوله المملوكيه وما شاهده من ظلم و شراء للضمائر وسكوت عن الحق اضطره للاعتزال عن القضاء 4 مرات ويعاد تعينه بعد كل مره بامر من السلطان نفسه ...حتى انه سجن في احد المرات بسبب مقولته " والذي نفسي بيده لن يثنيني عن القضاء بالحق سلطان ولو كبر سطوه"
رواية عرفتني على شخصية لطالما تمنيت ان اعرفها .. ابن خلدون .. العلامه
. . . " الرواية تعالج مشكلة الصراع بين المثقف و السلطة . والمثقف في الرواية هو المثقف الحر صاحب المبادئ الأنسانية والذي يسعى في إيمان وشغف إلى تحقيق المجتمع المثالي العادل الذي نحلم به . و السلطة في الرواية هي سلطة الاستبداد والقهر ، وهذا النوع من السلطة السياسية المستبدة لا يريد من المفكر ان يكون شريكاً له أو مؤثراً فيه أو صاحب رأي مستقل ، بل يريد منه أن يكون خادماً في بلاطه وداعية مؤيداً لسلطته !!؟ أي ان يكون تابعاً مطيعاً يجيد التصفيق و التطبيل وليس صاحب رأي حر . الرواية تخاطب عصرنا عبر قناع شفاف من التاريخ " يتميز أسلوب السرد في رواية العلامة بثنر فنّي وحوار مقنع . إن السهولة الممتنعة والسلاسة الأسلوبية تجعلان من هذه الرواية عملاً ممتعاً ومفيداً في آن واحد . ما يعيب الرواية بما أنها من الأدب التاريخي ذكر الكاتب عدة أمور وإقتباسات عن إبن خلدون دون الإشارة الى مصدرها . ملاحظة :هذه آراء لبعض النقاد عن الرواية . #العلامة #ابن_خلدون #بنسالم_حميش
رواية تُعبئ ابن خلدون الرمز الفلسفي والتاريخي بـ التفاصيل المتخيلة والمستقاة - في كثير منها - من حياته ، ليقدمه لنا بنسالم حميش هنا كـ إنسان ، وذلك في ثلاثة أجزاء الاول فلسفي عقلي فاتر ، والثاني عاطفي شبه حِسي ، والثالث يتناول فيه قصة لقائه الشهير بتيمورلنك .. أعجبني اختيار المؤلف لقالب "المخطوطة او الكتاب" الذي يملي فيه ابن خلدون نفسه - واحيانًا يتداخل صوته كمتحدث مع صوت الراوي - احداث حياته ، فتراه يعنون الصفحات ما بين الرئيسية بـ "هامش" احيانًا وفي النهاية "تذييل" .. رواية تبحر بالقارئ بعيدًا في التاريخ والفلسفة .. والمتعة
رواية يسيرة مُشوقة ذات لغة رصينة تقع فيما يقارب 300 صفحة، العلامة ابن خلدون المعروف بمقدمته الشهيرة وأول من كتب في علم الاجتماع، وسيرته بعد انتقاله للاستقرار في القاهرة و قدومه من موطنه الأصلي في المغرب العربي، مُعرّجاً في البداية على قراءاته ومؤلفاته ومناقشاته الفكرية مع كاتبه حمّو، وقصة الحب العفيف الذي فاجأه في كهولته، ثمّ سارداً ما عاصره فيها في زمن الحكم الفاسد للمماليك الذي وافق غزو الملك المغولي تيمورلنك لبلاد الشام، وصولاً إلى مرضه الذي منعه من تحقيق أمنيته في العودة إلى موطنه الأصلي مصوراً تفاصيل لحظاته الأخيرة بأسلوبٍ مؤثر.
اتحفني هذا الكاتب الفذ برواية جميلة المعنى وافرة الاسلوب، لعل القارئ يحار في كاتبها هل هو العلامة او غيره. "العلامة" رواية مقتيسة من احداث جسام من تاريخ المسلمين. حقبة زينها حضور العالم ابن خلدون. اثرت في النص حضور بعض العبارات التي لا أظنها تيسرت إلا في القرنين المعاصرين. غير ان هذا لا ينقص من القيمة الادبية الثرية شيئا. و كمثل كل مؤلف قيم، ألب الكتاب عندي رغبة في الاستزادة من سيرة عبد الرحمان ابن خلدون و عن تاريخ عصره.
مملة حد الزهق، خصوصا في الفصل الأول حيث إملاءات كاتبه و اقتباسات وجدتها صعبة الفهم، أما الفصل 2 و 3 فيحكي عن ايامه في مصر مع زوجته الجديدة و اتصاله بالسلطان المملوكي و الغازي تيمور، سارعت الى انهاء الرواية و القفز على الأسطر لما وجدته من تكلف في أسلوب الكاتب. عموما أرى أن روايته "الحاكم" أفضل بكثير و لولاها ما كنت أضعت وقتي و مالي في هذه، و أعتقد أنها آخر قراءة لي للكاتب.
تتناول الرواية سيرة ابن خلدون صاحب كتاب المقدمة، الكتاب الذي تأتي سيرته بالتحليل و إعادة النظر في الجزء الأول من الرواية التي تتضمن مقدمة (فاتحة) و ثلاثة اجزاء و خاتمة بعنوان تذييل. يلف الانتباه عند البدء بالقراءة أسلوب السرد الذي يحاكي أساليب الكتابة للزمن الذي تروى فيه الحوادث لذلك يشعر القارئ ببعض الملل في الجزء الأول و هو يتابع الناسخ الذي يجلس مع ابن خلدون كاتبا ما يمليه عليه. فالسرد في هذا الجزء مطعما بشذرات من كتاب المقدمة الذي يناله ابن خلدون بالنقد الذاتي نادما في بعض الأحيان عن مواقف و احكام اتخذها. الجزء الثاني يركز على ابن خلدون الإنسان و حياته العائلية و العملية في ظل التقلبات السياسية لذلك الزمن. أما الفصل الأخير فيركز على بحوثه لفهم تيمورلنك الذي يشكل تهديدا للدولة المملوكية و من ثم لقائه به بعد حصار دمشق. تختتم الرواية بوفاة العلامة سنة 808 هجرية و عمره 67 سنة (بدأت حوادث الرواية سنة 786 و انتهت سنة 808 هجرية).
أبدع الكاتب بنسالم بروايته عن إبن خلدون و حياته في مصر و وصف الحياة فيها و عن فترة تواجده ب دمشق و اقتحام تيمور لها رواية مقسمة ل ثلاثة فصول ابدع فيهم جميعا الخادم شعبان و لكاتب حمو شخصيات رائعة ��انت لها مكانة خاصة عند العلامة إبن خلدون لقائه مع تيمور الأعرج و وصف الاحداث كانت مبدعة وصف إبن خلدون حال أهل مصر و أهل الشام و فساد الحكم و الرشاوي و الظلم و اختلاط الحلال ب الحرام وصف دقيق لحال الأمة آنذاك
عمل عن ابن خلدون الإنسان. العمل يستند على أحداث حقيقية من حياة مؤسس علم الاجتماع بعد رحيله إ��ى الأراضي المصرية . العمل مكتوب بلغة مميزة تليق شخصية هامة داخل المشهد الثقافي العربي حيث يتداول فيه السرد التخيلي مع أقوال و وقائع عاشها ابن خلدون سواء مع السلطان المملوكي برقوق أو الامبراطور المغولي تيمورلنك.
https://wwwmahmoudkadrycom.blogspot.c... العلاّمة والأندلسي 1-العلاَمة العلاقة بين الفن االروائي المتخيل,والتراث العربي المدون في كتبنا القديمة,تثير الشك وتجبرنا علي إعادة تمثل الشخصيات والأحداث بعيون جديدة,فكل روائي يقبض علي جزء معين,ويحكي من منظوره الفريد,فالتراث هو المنبع الفياض الذي نسعي له لا لتقليده أو لوضع الحافر علي الحافر كما يقول المثل,بل للاستفادة والكشف كما فعلت أوروبا إبان نهضتها الناشئة في إيطاليا,ألم يكن دانتي ودافنشي بترارك وغيرهما الكثير نباشين في تراث اليوناني ومسافرين عبر الزمن للتاريخ والتراث,كي يعودوا لبلدانهم بالآلئ التي بنت عليها أوروبا نهضتها؟نحن نريد إعادة اكتشاف للتراث مغلفة بإطار اللحظة الحاضرة,التي لللأسف الشديد تعاني من نفس المشكلات والأزمات التي ظل العرب يعانون منها منذ قرون خلت بعظمتها وسفاهتها,وعند الحديث عن الآداب واللغة فكلنا عرب نتحدث نفس اللسان ونفهم عن بعضنا ذات الكلمات,المشرق كالمغرب والجنوب كالشمال,وفي المغرب العربي يقبع روائي له باع وقدرة علي الحفر في الشخصيات التاريخية ليستخرج سرها المكنون ويسرد طبيعة عصرها وحياتها الداخلية المتناقضة مع عالمها الخارجي المضطرب,كتب لنا"العلامة"عن سيرة عبد الرحمن ابن خلدون,"هذا الأندلسي"عن الفيلسوف الصوفي ابن سبعين,وسبقهما بـ"مجنون الحكم"عن الحاكم بأمر الله...الأديب بنسالم حميش الذي ارتحل إلي الماضي في رواياته الثلاث وعاد إلينا وقد كبش ملأ قلمه معاني وتجليات شخصيات عربية أثرت في الثقافة والتاريخ. في "العلامة" يتجسد ابن خلدون الذي سكت التاريخ عن الكثير من مراحل حياته ولم يفصلها بالقدر الكافي,وبل ولم يفصح عن نفسه عندما قام بالتعريف بنفسه ورحلته التي خاض فيها غمار ما يعرف اليوم بالسيرة الذاتية ولم تكن شائعة وقتئذ بين العلماء والفلاسفة,فقد كان شاغله هو العالم من حوله والاضطرابات التي تقع للدول والأمم كشاهد عليها ومشاركاً فيها,ابن خلدون كما صوره بنسالم حميش عجوز يعرف الحب من جديد علي يد أم البنين بعد أن فقد زوجته وأولاده غرقاً في البحر,وأم البنين هذه هي أرملة كاتبه حمو الحيحي وكليهما لا وجود لهما في سيرة ابن خلدون,لكن الفن يكشف لنا الحقيقة عندما يصوغ من الخيال إيقاعاً نسمع به لنبض التاريخ,ومعرفة ابن خلدون بالحيحي هي أول باب نطل منه علي شخصيته,فهو"العالم الأعظم والقاضي الأعدل"كما يصفه عندما يزوره ليقضي في مشكلة مع امرأته,وهي مشكلة غريبة نوعاً,فهذا الرجل الحيحي عمره أربعين عاماً مهاجراً إلي مصر من مدينة فاس منذ عامين مع زوجته أم البنين,وهي تتسمي أم البنين مع انها لم تنجب حتي هذه اللحظة"زوجتي تريدني في التنزه معها علي ضفاف النيل والساحات جنباً إلي جنب.أما أنا فيعسر عليّ طلبها يا سيدي ولا تطيقه قامتي,هذا فضلاً عن أن الدين لا يحبذ ذلك,ولا أظنه يتوعد رجلاً يأبي المشي مع زوجة تعلوه بذراعين. يريد الحيحي أن يفاي القاضي في حكم امرأة تبغي التنزه مع زوجها القصير ترويحاً عن نفسها وتفريجاً عن وحدتها علي مذهب الإمام مالك,يحل ابن خلدون المشكلة بأن يوصي بها خادمه شعبان الذي تجاوز السبعين ليحميها من المعاكسات الخليعة,مقابل أن يصبح الزوج كاتبه الذي يملي عليه,ويجعل بنسالم حميش في روايته التراث ناقداً للتراث! "هل يتسع عقلك يا حمو,أو حسك الطبيعي,لتصديق نزول الإسكندر في صندوق زجاجي إلي قعر البحر,وذلك بغية تصوير الدواب الشيطانية,التي تمنعه من تشييد مدينته,ثم وضع تماثيل لها تناط بها مهمة تخويفهما وتطريدهما؟" تلك السمة الحقيقية التي يجب أن تميز أي عمل بحثي أو أدبي يشتبك مع التراث,تطويع الكلام للعقل والمحسوسات المنطقية,فإذا انفلتت الحكاية المسرودة عن نطاق الذهن وطبائع الأمور,لابد من ازاحتها عن بؤرة الوعي والتركيز واعتبارها مجرد طرفة أو زيادة من الكتبة,لحساب نصوص أخري تعلي من القيم العقلية والأخلاقية والعلمية,وليست حكايات ابن بطوطة الفنتازية التي ينقدها ابن خلدون هي ما تقوم عليه الذهنية المنطقية المندفعة نحو المعرفة والفهم الصحيح,بل هي نصوص أعلام الثقافة العربية أمثال البيروني وابن سينا وابن الهيثم وغيرهم عشرات الأسماء التي استفاد منها الغرب,بينما نحن نتعارك حول أسماء أخري أطلقت آراء جدلية ما تزال الدماء والحروب تسيل من عباراتها حتي اليوم,إننا لو كنا عشنا مع تراث ابن عربي والجاحظ وابن الطفيل والشيرازي وغيرهم من منارات الحكمة العربية ربع ما عشناه مع أسماء أخري التجأت للنقل وتنكرت لعقل وجنحت نحو التطرف لكان للعرب اليوم حياة أخري خالية من كل ما يحيط بهم من كوراث قضت علي شخصيتهم وهويتهم. لكن للمثقف رأي آخر سواء المثقف القديم-المتجدد دوماً- ابن خلدون أو المعاصر بنسالم حميش!إنهم يغوصون إلي ما وراء النص ويوازنون بين المعقول واللامعقول,يعرفون جيداً الفارق بين الوهمي الضار والمنطقي المفيد وطبعاً ليس من كمال بشري أبداً, إن ابن خلدون يتعرض لسهام النقد الشديد لآراء في المسألة الصوفية التي أراد أن يحرق كتبها,وفي الديانات التي كانت تتعايش مع المسلمين لكن هذا شأنه شأن أي مشروع معرفي ضخم كالذي تبناه ابن خلدون,والمعلم الأول أرسطو وقع من قبل في أخطاء جسيمة,لكن في النهاية لا يعيب الإنسان الخطأ لكونه العماد الأساسي لأي تجربة إنسانية أو معرفية. عند وفاة كاتبه يفيض قلب ابن خلدون بحبه لأرملته المبتلاة بالحرمان من الإنجاب,وبشقيق مخنث يثير المشكلات,وقد عاب عليه خصومه أنه كان"يتبسط بالسكن علي البحر ويكثر من سماع المطربات ومعاشرة الأحداث,وتزوج من امرأة لها أخ أمرد ينسب للتخليط...وأنه كان يكثر الازدراء بالناس,وأنه حسن العشرة إذا كان معزولاً فقط,فإذا ولي المنصب غلب عليه الجفاء والنزق,فلا يُعامل بل ينبغي ألا يُري". وكأن مسلسل اضطهاد النوابغ في الثقافة العربية يعاد مع كل جيل,يسرد حميش الاضطهادات التي تعرض لها ابن خلدون من حبس وعزل من المناصب والجفاء الذي كان يلاقيه من السلطان المراهق فرج بن برقوق وهو"العلامة"كما سمي عن حق,وتظل واقعة لقاؤه بتيمور لنك أحرج موقف عرضه لسهام النقد حتي اليوم وصلت لاتهامه بالخيانة! -العالم والحاكم في الفصل المعنون"الرحلة إلي تيمور الأعرج,جائحة القرن"يبتدئ بابن خلدون يداعب طفلته من أم البنين التي أنجبها بعد فراق الأهل بالموت وأنجبتها بعد حرمان طويل من الأمومة,خيط أخير يربطهما بالحياة السعيدة المبنية علي آمال في مستقبل أسعد من الماي الأليم,يلعبان"الدغدغة ولعبة الحصان,وذات مرة وهو يهيئ ركوبها فوق ظهره,أدرك بوعي حاد أن أفدح مصيبة يمكن أن تنزل به هو أن تتعرض ابنته أو زوجته لشر ما"ولم يجد إلا الشر الأعظم المتجسد في تهديد تيمور لنك قائد التتار,عبقري التخطيط والاستراتيجية وعديم الرحمة والإنسانية,أحد دهاة الحرب والسياسية في التاريخ,الرجل الذي قاد جماعات التتار المتفرقة ليصنع منها جيشاً أرعب العالم,و أطار النوم من عين السلطان برقوق"برقوق لم يعد يستحق لقبه العروف,لما أصاب عينيه من انطفاء وغور وراء حاجبين كثيفين ولحية شاردة مهملة.علامات الشيخوخة المبكرة,البادية علي أطراف جسده الأخري.تشير للعارفين إلي تمكن الهم المغولي من دماغه وجوارحه,حتي بات هذا الهم يعبث بخلوده إلي الراحة أو النوم,ويبث في لياليه وساوس الأرق والسهاد" لقد كان تيمور مرعباً بحق,إنه الجندي الذي قضي معظم حياته علي صهوة جواده يصول ويجول مواجهاً أحلك الظروف وأصعب الأيام,الجرئ الشرس القادر علي تدمير بلدان كاملة في وقت قياسي بجيوشه الجرارة وتشكيل أهرامات من الجماجم,الرجل الذي تملقه أمراء أوروبا خوفاً,وانهزمت أمامه قوات الترك بقيادة بايزيد,ونجح فيما أخفق فيه نابليون وهتلر,عندما تمكن من اختراق الجليد وغزو روسيا بخطة محكمة وتدابير عسكرية دقيقة,وجاء أجله أثناء مسيرته لتحطيم ور الصين العظيم والنفاذ إلي بلاد الصين الشاسعة! هذه هي الشخصية التي قابلها ابن خلدون في دمشق,الاثنان من نوابغ عصرهما كل في مجاله,ابن خلدون مفكر جم المعرفة عزير العلم والدراية وتيور قائد من طراز نادر قلبه لم يعرف الرحمة لكنه يضطرم بالشجاعة والإقدام,لم يرتجف لأي قوة علي سطح الأرض. اشتبك الجيش المصري مع الجيش التتري في موقعتين,وقد فكر تيمور لنك في العودة منسحباً,لكن مؤامرة جرت في مصر جعلت السلطان يسرع إليها,تاركاً دمشق عارية من وسائل الدفاع ولأن ابن خلدون خبير في الاجتماع والسياسة سابقاً لمكيافيلي في نظريته البرجماتية,وإن لم يعلنها بوضوح كما أعلنها الإيطالي الذي أراد توحيد بلاده المشتتة تحت حكم أمير واحد,فقد له نصائحه للتعامل مع الشعوب والأمراء,قرأ ابن خلدون الوقائع ووجد أنه من الأجدي محاولة أرواح البشر وصيانة المدينة,فتدلي بحبل من الحصن الدمشقي وسار إلي معسكر تيمور وحادثه عن طريق فقيه من أهل سمرقند يدعي عبد الجبار بن النعمان كان الترجمان بين الحاكم في عرينه والعالم الساعي إليه لعل قبضته تلين علي الدمشقيين. يناجي ابن خلدون نفسه هامساً في راوية العلامة عندما دخل علي تيمور لنك"هو ذا إذن الكائن العجيب كما تصورته دائماً هو ذا بعينه الخرزاء,وشعره الرطب الكثيف ولحيته الشيطانية,وجبهته المتنطعة فوق أنفه الأفطس.من قسماته وهيئته تبرز حصته الوافرة من عنفوان الطبيعة وعنفها"لقاء بين العقل والسيف,الفكر والدروع,الثقافة والقوة,ولم يكن تيمور لنك عاطلاً عن المعرفة والفهم,فقد قدر ابن خلدون واستفسر منه عن بلاد المغرب"الجواني"كما سماها له ابن خلدون,طمعاً في صرفه عنها بالإشارة لوعورة مسالكها وشدة ساكنيها,لكن تيمور يأمره بكتابة وصف للبلاد ومعالمها,وفي أثناء انهماكه في تأتيه أخبار دك دمشق وإضرام النار في دورها وأسواقها,بعد أن نكث تيمور عهده وقد(ترجم)عنه ابن النعمان قوله لابن خلدون"إنه متألم لما حدث لدمشق وقلعتها من شدائد,وألمه أكبر للحريق الذي نال الجامع الأموي عرضاً.وكيف لا يتألم وهو الذي سجل في مذكراته:"لقد عملت علي الإمساك عن الابتزاز والقهر,لأن هذه الأفعال تحدث المجاعات وشتي الأهوال التي تحصد أجناساً كاملة"؟لكن ما حيلته إذا كانت أوامره إلي جنده بالتلطف واللين لا تطاع دائماً في حقول النهب والبطش"!!!يا لضيعة الكلمة وسط صيحات الحروب ويا لخراب محراب الخير في مواجهة آلات الشر العاتية,لم يستطع ابن خلدون أن يوقف آلة الزحف التترية الجرارة علي دمشق وأ��لها. وكما يموت كل الناس مات ابن خلدون,وقد عاش حياة متفردة,رأي وجرب وعرف وكتب الكثير فأصبح اسمه علماً علي التاريخ والاجتماع,وآليات صعوب وهبوط الأمم وانهيارها. 2-هذا الأندلسي في رواية"هذا الأندلسي"وعبر 500صفحة ينقل لنا حميش بلسان ابن سبعين وقائع حياته المضطربة,مصوراً رؤاه وخيالاته المشبوبة بالعاطفة والوّله الصوفي العارم,والتصوف طالما كان هدفاً للفقهاء ورجال السياسة لينفوه من نسيج المجتمع,لأن الصوفي الحق لا حكم لأحد عليه,إنما هي الأنوار الشعشانية والمعاني الفلسفية هي ما تحدوه في حياته,لا يسير علي خط محدد سلفاً كما يريد فقهاء السوء,ولا تستميله ال��نيا وأبهتها وهو ما يخيف رجال السياسة,فيصبح أمثال ابن سبعين والسهروردي والحلاج بمثابة خطر علي المجتمع من وجهة نظر فقهاء السلطة علي وجه العموم. ابن خلدون لم يكن راضياً عن المتصوفة فنجده يقول"وأما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلة,وما يوجد من نسخها بأيدي الناس,مثل الفصوص والفتوحات المكية لابن العربي,وبد العارف لابن السبعين,وخلع النعلين لابن قسي,فالحكم في هذه الكتب وأمثالها إذهاب أعيانها متي وجدت بالتحريق بالنار,والغسل بالماء,حتي يمحي أثر الكتابة,لما في ذلك من المصلحة العامة في الدين,بمحو العقائد المختلة,فيتعين علي ولي الأمر إحراق هذه الكتب دفعاً للمفسدة العامة,ويتعين علي من كانت عنده التمكين منها للإحراق." تلك الرؤية التي اعتذر عنها ابن خلدون في رواية العلامة,هي الرأي العام السائد في كل عصر نحو الصوفية وأقطابها,المتصوف غريب مغترب,يقول ولا يهمه شئ يندفع مع الروحات الإلهية والرجوعات السماوية,غير عابئ بمن في الأرض,يقول ولا يراجع نفسه,يطلقها كيفما اتفق,مما يرعب وعاظ السلاطين ويرعب المتكسبين من الدين,فيفتون بقتلهم وتخليص العالم من هرطقتهم!أي شئ في قلب لا يكن للإنسان ذرة كراهية بل يراه فوق الأرض قريباً من السماء يناجي الذات الإلهية يمكن أن يضر؟!لكنها اللغة.اللغة البشرية قاصرة علي إتيان المعاني الجوانية من القلوب المشبوبة بنار المعرفة والشوق,فتسمع الآذان منهم شطحات ينكرها المواطن العادي ويعتقد أنهم أهل إلحاد ومروق,منها العبارة المنسوبة لابن سبعين"لقد حجر ابن آمنة واسعا حيث قال:لا نبي بعدي"وهي الذريعة الأساسية التي هُيج الناس بسببها ضده,وفي الرواية بن حميش يقول إنها من تصحيف النساخ مرة ومرة يجعلها إحدي خطرات الأحلام,ولا حساب علي الأحلام. لغة معتقة,لا أريد اقتباس أي شئ منها,لا بد أن تقراً في تسلسل واحد,تقارب الراوي مع الحس الصوفي ومن جبال اللغة العربية الشامخة نحت مقاطع سردية حول المرأة الواقع في هواها ابن سبعين مقاطع في غاية العذوبة والرقةأما أحلامه وتوهماته فقد جاءت كزيارة شبح الأمل السعيد للواقع المحطم والقلب التعيس. تصادمات عاطفية وسياسية وروحية جعلت من ابن سبعين رجلاً ممن فارقوا الحياة الأرضية وهم فيها وتاهوا في سماوات المحبة بالعشق الصادق حتي ميتته الغامضة بين من قال قتيل ومن قال منتحر,يقضي بها أدبياً بنحميش باعتباره ضحية الظاهر بيبرس الناقم عليه بسبب قوله في الحج وطارده في مكة حتي اضطر إلي الالتجاء لمغارة تحت الأرض تخفيه عن العيون والجواسيس. سيرة طويلة شهدت تزلزل عروش ملوك الأندلس وصعود القوة الأوروبية الجديدة التي سترث مشعل العلم والثقافة في العالم القديم,سيرة رجل أحب الله فأحب عباد الله,أحب بكل جوارحه زوجته فيحاء وتصادق بكل قلبه مع صوفي آخر هو أبو الحسن الششتري...هذا الأندلسي الضائعة مخطوطته فيتشوش حاضره ومستقبله...هذا الأندلسي رواية أخري تضاف إلي عقد الأدب المغربي الزاخر بصنوف الاتجاهات الفنية.
Want to read something good about 14th century Arab historian Ibn Khaldun? Read Ibn Khaldun's own works, including his fascinating universal history "Muqaddimah", and skip this fictional snoozefest.
رواية العلامة المؤلف:بنسالم حميش_مغربى الرواية حائزة على جائزة الأطلس الكبير_جائزة نجيب محفوظ الموضوع الرئيسى:جوانب من حياة بن خلدون تتكون الرواية من ثلاث فصول: -الاملاء فى الليالى السبع -بين الوقوع فى الحب والحصول فى ل الحكم -الرحلة الى تيمور الأعرج ,جائحة القرن
تبدأ الرواية بفاتحة حيث يستقر بن خلدون فى مصر بعد تركه القضاء فى المغرب هربا من السلطان بدعوى الحج وموت أهله غرقا فى البحر وهم ذاهبون اليه وتفرغه للتدريس والخلوة والكتب . يطرق الباب عليه فى احد الليالى رجل وزوجته فى مساءلة بينهم ثم يتخذ ابن خلدون الرجل"حموالحيحى" كاتبا له ثم يبدا الفصل الاول بعنوان "الاملاء فى الليالى السبع" حيث ياتى الحيحى كل شهر عربى لبيت العلامه ليملىء عليه يستمر ذلك الوضع لسبع اشهر نرى فى هذا الفصل شذرات ونفحات من كتاب بن خلدون يمليها على الحيحى يتطرق فيه الى مواضيع شتى مثل(السياسه-الاستبداد بالملك-العصبيه للقبيله-التشدد فى الدين-الخرافات-صلاح الحكم بالشريعه فى هذ الزمن-التاريخ واخذ العبر منه-ومرض التواكل وترك العلم) كل النصوص منتقاه من كتب ابن خلدون وقد تكون مقتطعه من الثياق.ينتهى هذا الفصل بعزم ابن خلدون الى الحج وذهاب زوجة الحيحى(ام البنين) الى بن خلدون لترجوه ليدعى لها ان ترزق بالولد فى الحج.
الفصل الثانى" بين الوقوع فى الحب والحصول فى ظل الحكم"يبدأ الفصل برجوع ولى الدين بن خلدون من الحج وملقأة السلطان برقوق وسؤال السلطان له بما دعاه له ولملكه فى الحج وأخباره بان كاتبه قد توفى .ثم تمر الاحداث ويتزوج بن خلدون من ام البنين وتواجه مشكلة اخوها المخنث فيحلها وتحبل زوجته وتنجب ابنته البتول مع وجود فى هذا الفصل جزء من التاريخ المملوكى والمؤمرات على السلطان برقوق وتولية العلامه القضاء وعزله والتدريس وعزله لصالح من يدفع الرشوى لتولى مثل هذه المناصب .الفصل به الكثسر من الاحداث المشينة فى حق بن خلدون الا ادرى هل هذا التاريخ فعلا ام هذا من خيال الكاتب فمثلا ينتهى هذا الفصل وبن خلدون خارج من حانة متخفى.
الفصل الثالث"الرحلة الى تيمور الأعرج ,جائحة القرن" من اهم فصول الروايه يبدأ بتهديد الخطر المغولى لبلاد الاسلا وقربهمن من مشارف دمشق ثم موت السلطان برقوق وتوليت ابنه فرج الحكم ثم توالى الاحداث حتى يخرج فرج وفى ركابه بن خلدون لملقاة المغول فى دمشق ثم هرب فرج راجع الى مصر وترك دمشق فى مواجهة الخطر ثم اتفاق العلماء ومن بينهم بن خلدون وابن مفلح الحنبلى لملقاة تيمور ومفاوضته على تسليم المدينه مع الوعد بامن الاهل وينكس تيمور هعده وتحرق المدينه ثم يستاذن بن خلدون راجع الى مصر ونجد معناته فى ان زوجته حسبته توفى وذهبت الى اهلها فى فاس ثم توليته القضاء اربه مرات ويعزل لنفس سبب الرشاوى.ثم رجوع زوجته اليه فتره مع الوعد بان يرحل معها الى فاس تسبقه هى يجهز نفسه للرحيل لكن تتوفاه المنيه فى مصر فى داره وأخر مشهد نرى بن خلدون يصف مرضه وذبوله ثم حواره مع ملك الموت ثم موته وتنتهى الرواية على ذلك. ------------------------------------------- رواية جيده عن حياة ابن خلدون يلزم قراءه الكثير من البحث عن تاريخ وحياة العلامة.
بنسالم حميش (المعروف في الشرق سالم حميش) روائي وشاعر وأستاذ فلسفة مغربي متخرج من جامعة السوربون، وله مسؤوليات حزبية وحكومية في وطنه(وزير الثقافة) يكتب باللغتين العربية والفرنسية.مولود بمكناس سنة 1948 عرف برواياته التي تعيد صياغة شخصيات تاريخية أهمها شخصية ابن خلدون في رواية العلامة والتي فازت بجائزة نجيب محفوظ الممنوحة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة سنة 2002 وابن سبعين في هذا الأندلسي والحاكم بأمر الله الفاطمي في مجنون الحكم
..... #رواية_العلّامة سيرة عبدالرحمن بن خلدون للمؤلف بنسالم حِمِّيش تقع في 321 صفحة ، تدور احداثها بعد انتقال ابن خلدون لمصر وهو في الخمسين من عمره ويتبعه زوجته واولاده ويغرقوا في البحر ، فيعتزل الناس والافتاء والقضاء ويقرأ في كتب الصوفية وينوي الحج ، حتى يزوره مستفتيان من اصل مغربي هم حمو الحيحي وزوجته ام البنين فيقضي بينهما بأن خادمه شعبان الكبير في السن يرافق أم البنين في نزهاتها ويلازم الحيحي ابن خلدون لبراعته في النسخ ، وبالتالي تقوى علاقة ابن خلدون بالحيحي ، وقبل ذهابه بن خلدون للحج تزوره ام البنين وتطلب منه الدعاء لها بالذرية ، ووقتها يرى بن خلدون رؤيا تبشره بزواجه من أم البنين ولقاءه بتيمور لنك ! وبعد رجوع بن خلدون من الحج يستضيفه السلطان الظاهر برقوق حاكم مصر ويخبره بوفاة حمو الحيحي ، وينطلق بن خلدون معزيا لام البنين ومع كثرة زيارته وتعهده لها يرى أن يتزوجها ويكون له ذلك ، ويدخل اخوها الخنثى في احدى مصحات القاهرة ، وما يلبث ان يخرجها منه نظرا للوحشية التي تعامل بها الاطباء مع أخ أم البنين ، ثم تحمل زوجته وتنجب له البتول ، وبعد ذلك تحدث اضطرابات في مصر منها اجبار الحاكم منطاش جموع العلماء على تكفير السلطان برقوق وبعد عودة برقوق وانتصاره على منطاش قدم بن خلدون له قصيدة عله يسامحه نتيجة توقيع الفتوى مع منطاش ، ويسامحه برقوق ، ثم يبدأ اجتياح المغول لعدة بلدان ويخشى برقوق على مصر فيستشير بن خلدون ويقدم له مشورته وبعد وفاة برقوق تولى ابنه الحكم ورأى الذهاب لدمشق ومنع المغول من دخولها لكن الجيش المملوكي ينسحب وبالتالي يقرر القضاة مناظرة تيمور لنك في خيمته ، ويوفق بن خلدون في الحوار مع تيمور لنك ورغم اخذهم الامان لاهل دمشق إلا أن الجيش المغولي يمعن في الهدم والحرق والقتل ، بعد ذلك يطلب بن خلدون العودة إلى مصر ليطمئن على زوجته أم البنين وابنته البتول ويسمح له وحينما يصل مصر يتفاجأ انهم رحلوا للمغرب لأنهم سمعوا بوفاة بن خلدون في دمشق ! >>>> بقية القصة اقرؤها انتم ..
الكتاب لغته الادبية جميلة ، والسرد القصصي مبدع والتنقلات بين حدث وآخر متسلسلة ،، الكاتب ابدع في اختيار شخصية مثل بن خلدون ،، أنصح بقراءة الرواية ..
The Polymath begins at a sedate and measured pace; this is a risky way to begin any book. Just when I was wondering if this was going to be one of those books that I felt compelled to finish because it was a "good" book (but one that ran a bit dry in the story department and therefore wouldn't be memorable or enjoyable), it blossomed into a great story. Himmich did a remarkable job in depicting ibn Khaldun as a man both wise and uncertain, a good man sometimes all too aware of his own human frailties, living through a very particular point in time of great social change. The translation is excellent, the language eloquent. The one real quibble I had was the switch in voice -- from third-person to first, then back again, and then again -- which was somewhat disorienting. However, if you press on through the thorny bits, The Polymath is very rewarding.
This novel is about the life of the Arab philosopher and historian, Ibn Khaldun. Although the work is a fictional account, the author Bensalem Himmich, uses historical sources as well as passages from Ibn Khaldun's work, to allow us to enter the life and mind of one of Islamic civilization's greatest gems.
A large part of the novel is Khaldun's thoughts on history, governance, and the role of religion. It's really interesting to make parallels between the observations Ibn Khaldun made so long ago and their highly relevant application to this day.
رائع ياسلام، جميل جداً ان تقرأ عن علامة مسلم عظيم بقصة مشوّقة يكتبها شخص محترف. ابن خلدون اول من وضع علم الاجتماع (وليس اوغست كونت كما يدعي الغرب عامة والفرنسين خاصة) لكن كنت اتمنى لو تعمق بنسالم اكثر بقصة ابن خلدون منذ البداية وليس من تاريخ وصوله لقاهرة المعز. ٤ نجمات لاتعبّر عن مدى اعجابي بابن خلدون وب بنسالم حميش.
الرواية غور في التاريخ و لسانه عبد الرحمن ابن خلدون الذي صرف عمره محاولا فهم سيرورة التاريخ و أليات عمله و توفق الكاتب في أن يكون موضوعيا واصفا العلامة خصوصا فترة تواجده في البلاك المملوكي بمصر
This rating might not be fair to the original work, aimed at readers who are far more familiar with Arabic culture, but from the perspective of an English reader it's probably generous. If there was a deeper message to this book, it went over my head; at times I thought it might be making veiled allusions to contemporary politics and Islamism, but I just don't know enough to be sure. On its merits as a story alone it falls seriously short. The first section - which consists mainly of dialogues about history and philosophy - is especially wearying. Later sections have more life to them and some of the incidents from Ibn Khaldun's family life warm the heart and occasionally evoke a laugh, but that's still not enough to rescue things. The situation is made worse still by a jarring translation that too often just doesn't read like natural English prose. One example of many: "Jesus' cradle (peace be upon him)". OK, even though the Muslim tradition of adding pbuh after every mention of a prophet can seem a bit pretentious or trite in English, the decision to keep the words in is not unreasonable given that we're dealing with a 15th Islamic scholar - but for heaven's sake get your grammatical antecedents correct! Sorry, but I just couldn't recommend this book to anyone, whatever merits it might have for its original intended audience.
تحتوي الرواية على فاتحة ثم ثلاثة فصول ثم تذييل. العلاّمة هو ابن خلدون المقدمة والفصل الأول. الإملاء في الليالي السبع قد يجعلك تشعر بالملل في البدايه ثم سرعان ما تغوص مع اسلوب بنسالم حميش وتعيش مع قاضي المالكية في مصر صاحب المقدمة، وفي الفصلين الثاني ( بين الوقوع في الحب و الحصول في ظل الحكم) والفصل الثالث ( الرحلة إلى تيمور الأعرج جائحة القرن) ستتعرف فيهما على ما حاط بابن خلدون من هموم وما شغل باله من قضايا وتفكير وتغوص فيهما مع بعض الجوانب من حياته الشخصية ونرى لمحات من العصر الذي عاش فيه ابن خلدون. رحلة فكرية روائية تاريخية مع صاحب القلم الخاص بنسالم حميش.
تدور أحداث هذه الرواية حول شخصية ابن خلدون أثناء إقامته بمصر والشام والاحداث التي عاشها وعاينها في قالب روائي شيق للغاية. الرواية التي تدخل في سياق الادب التاريخي تنقسم إلى ثلاثة فصول وتسرد حياة ابن خلدون ما بين دهاليز القضاء ورفقة الملوك وحياته الشخصية ولقائه بالطاغية التتري تيمور كمفاوض عن دمشق قبل سقوطها في أيدي الاخير. الرواية وإن كانت تسرد احداثا مستوحاة من حياة ابن خلدون وكتبه وسيرته فإنها لل تخلو من المتخيل ووضعت في قالب سردي يجعل القارئ يقرأ الاحداث ويعيشها بعين ابن خلدون الراوي وليس الشخص.
مع الروايات التي تدور عن أشخاص حقيقين لا استطيع فصل الخيال عن الواقع خاصة إذا كانت الرواية تعتمد على أحداث واقعية ويتدخل في حكمي عليها معرفتي وحكمي على الأشخاص والوقائع، كما أظن أن الكاتب بنسالم حميش نفسه وقع في نفس الفخ معي ـ فيظهر انحيازه للعلامة ابن خلدون في سرده للأحداث وتنزيه له عن الوقوع في حفر التاريخ ومعضلاته وهذا هو مأخذي على الرواية ابن خلدون كبير كمفكر لكن هذا لا ينزهه عن الخطأ.. لكن بالنهاية اظنها تقع في باب الرأي لكاتب كبير مثل حميش، والذي يمتلك ادوات البناء ويتمكن منها بثقافته الواسعة والظاهرة في طيات الرواية