"تتسرب قصص هذه المجموعة إلى القارئ بحميميتها التي تجعلك تشعر أنك التقيت بكاتبتها في مكان ما.. وأنك سحبت كرسيك المعتاد لتجلس قبالتها، ولتصغي إليها ولتعرف أنها في قمة "جرحها" داخل النص فهي تكتب، وتعي أن الكتابة ليست ترفاً، بل جرحها "الأجمل" الذي لا بديل له... إنه الوطن الذي نسكنه ولهذا نرى البلاد خارجه بطريقة مختلفة عن تلك التي يراها الإنسان العادي..
بلقيس الملحم، أعطيتني شرف تقديم رأيي في القصص التي قرأتها وها أنا أصافحك.. منحتني لحظات من "الحزن الإنساني" الذي أعرفه -كم أعرفه- فقط لأننا نلتقي داخل نفس الجرح (العربي/الإنساني) المشترك.. شكراً بحجم مساحة الكتابة التي تدخلين إليها واثقة الخطى...".
الكاتبات السعوديات يتقنّ الكتابة حقا, وبلقيس الملحم واحدة منهن بالتأكيد, لكن الغريب أنها تكتب عن بيئة لم تعش فيها إلا بروحها ! مجموعتها القصصية كلها تتحدث عن العراق ! هل يمكن للروح أن تنقل الأخبار ؟ الأحداث ؟ التفاصيل ؟ أسماء الشوارع ؟ لا أدري لكن بلقيس فعلت ذلك. المجموعة القصصية تتحدث عن فكرة واحدة وهي العراق, والنهايات المتشابهة في الموت والقتل والفقد توحي بحال العراق حقا, اقشعر بدني وأنا أقرأ بعض القصص وبكيت في قصص أخرى وتوقفت طويلا في بعض الزوايا أبحث عن العراق.. أتقنت بلقيس وصف الأماكن والأزمنة, أتقنت التعبير عن الحال بلغة جميلة مليئة بالروعة, أحسنت استخدام عناصر اللغة المتعلقة بالعراق " الدماء, العظام, الموت, الانفجارات, القتل " هل هو الألم ؟ ربما
ملاحظات: - هناك أخطاء لغوية " أعتقد أنها مطبعية " كثيرة - هناك تفاوت في الجمال بين قصة وأخرى بشكل ملحوظ - أظهرت طوائف العراق الرئيسة _ السنة والشيعة _ بشكل لا يعمق الطائفية
لبلقيس قصة طويلة شجعتني على قراءة مجموعتها القصصية لكني الآن سأقرأ روايتها " حريق الممالك " لأني أحببت كتابتها :)
من هي أرملة زرياب ؟ أنها بغداد ، بغداد الحضارة والجمال ، بغداد الوطن والأمن والحياة ،بغداد المجد في التاريخ الماضي ، كتبت بلقيس الملحم قصصها من أرض العراق الذي لم تعيشية الا هماانسانيا يوحد الأوطان ، تعددت قصصها مابين أرامل العراق والفقد والموت ، والحياة التي ينكسر غصنها كل يوم بفعل الاحتلال ، تحمل قصصها الوجع العراقي بمختلف الأطياف ، تناولت الكثير من تفاصيل حياة العراقيين بثيمة الوجع والألم ، قصص تحمل بعدا وطنيا لكن تطفوا على السطح ، ليست عميقة بما يكفي . كانت هذه مصافحة جديدة لكاتبة سعودية تحمل هم وطن أخر كالعراق و مصافحة منحتني لحظات من الحزن الأنساني المشترك .
أنهيت الكتاب إلا كم قصة، لم أحبب طريقة سرد القصص وخلوها من التفاصيل والعمق.. ولكن كل الشكر للكاتبة لأنها ذكرت العراق المنسي بمجموعة قصصية عرضت فيها الوجع العربي.