الشاعرة السورية لينا الطيبي أصدرت خمس مجموعات شعرية شمس في خزانة صورة شخصية هنا تعيش لينا الطيبي أهز الحياة مقسومة على صفر ترجمت أعمالها الى لغات مختلفة وشاركت في مهرجانات شعرية عالمية وعربية
تؤكّد الشاعرة لينا الطيبي في مجموعتها الجديدة "أهزّ الحياة" أنها تمتلك ذاكرة مستفيضة تضوع بياسمين الشام وشفافية بردى وطعوم فاكهة الغوطة، فيأسرك كلّ ذلك، وأنت الذاهب في زمن الحداثة وكرنفالاتها الصاخبة، الغارق في لجّة الاستهلاك الفتّاكة، والمطالب على الدوام أن تلهث وراء أحلام زيّنتها لك أساليب الدعاية والإعلان المعاصرة، فتتساءل مراراً وأنت تقرأ هذه الأشعار الموغلة في شاعريتها، عن جدوى كلّ هذا الجنون الذي عصف بنا باسم الحداثة وسلعها البلاستيكية التي وضّبتنا في ما يشبه الزنازين الصغيرة، ليعيش كلّ منا غربته منفرداً حتى الإدمان! وإذا ما أتيح له قليل من الأوكسجين لتجديد هواء الزنزانة، فإن الحنين إلى تلك الأيام سيعصف به، سيهزّه من أعماقه، فما يني يفكّر في الفردوس الذي أضاعه، والخطيئة التي ارتكبها بحقّ نفسه وبحقّ أحبائه، وبحقّ ثقافته التي أمست تنزوي في حيّز ما خجلاً من الظهور للعلن!
عزت عمر
ثمة شيء فى شعر الشاعرة السورية لينا الطيبى يأسر القارىء له و يأخذ معه هفيف الروح لعلها الصوفية العالية المرتسمة فى قصائدها، أوأبجدية تفاصيل روحها المشعة عبر نصوصها الشعرية ، التي تمنح القارىء أحساسا بانه يجوس بداخل روح شعرية صافية كقطعة الماس مبهرة .
انتصاربوراوى
عن لحظة الكتابة والشعر تقول لينا
أشبه بمطر ناعم، بل شديد، بل رقيق
أنا شاعرة فقط, عندما تأتي لحظة القصيدة
لحظة لا تقبل أن تستقرّ
لحظة تكثّف العالم كلّه في حروف صغيرة
أغمض عينيّ كي أرى
كي أصبح أكثر اتّساعًا في صوري
وأسمع صوتي يخفق في جسدي كلّه كالنّبض
أحاول أن أرى ما وراء الجدران, وفي الوقت نفسه أبحث عن غرفة، كما قال محمّد الماغوط "غرفة بملايين الجدران"، إذ يجب أن أحمي هذه اللّحظة من أيّة سطوة خارجيّة, من أيّة نأمة. فجأة يصبح العالم كلّه في قبضة يدي, وأنهمر بالكلمات دفعة واحدة. تتحرّك يدي بالقلم والأخرى تحاول أن ترسم الصّور, أن تنقل أمام عينيّ ما يجول في داخلي، لأتشبّع بالصّور كلّها, فالقصيدة عندي تنبني بالصّور قبل أن تبدأ الكلمات، ومع ذلك فقد تشعل القصيدة كلمة على غلاف كتاب, أو داخله.
لحظة القصيدة أفعل أشياء كثيرة من دون أن أفكّر، أذهب مثلاً لتشغيل الغسّالة حتّى يطغى ضجيجها على أيّ صوت آخر.
أعرف أنّني إن لم ألتقط اللّحظة لن تعود أبدًا, وحدث معي هذا مرارًا. لحظة القصيدة بقدر ما تبدو قصيّة عندما نحاولها، تصبح