هذه هي الطبعة الثانية لكتاب “الحضارة” من تأليف الدكتور حسين مؤنس وهو الكتاب الذي بدأت به سلسة عالم المعرفة تواصلها الثقافي مع القارئ العربي، فكان هو عددا الأول الذي صدر في يناير 1978 وتحول من فوره إلى علاقة ثقافية رفيعة مع المثقف العربي تعتز السلسلة بأنها أحد طرفيها. [1]
وتعيد السلسلة طبع هذا الكتاب بعد حوالي واحد وعشرون عاماً، انطلاقا من الأهمية الفكرية التي يتضمنها والتي يتجعل منه كتابا ضروريا للمكتبة العربية، ليس فقط لأنه يتجاوز الطرق التقليدية في قراءة التاريخ و الحضارة الإنسانيين، بل أيضاً لأن مؤلفه اجتهد في طرح مفاهيم عدة تعين القارئ على المضي في هذا المجال المتشعب من مجالات البحث. وقد اتخذ المؤلف أمثلته من الحضارات الإنسانية المختلفة، مركزا على الحضارة الإسلامية خاصة، لأنها الأقرب إلى الذهن العربي، و الأوثق صلة بتاريخنا، عارضا لأفكار أهم المفكرين المسلمين وخاصة ابن خلدون ونظريته في دورة العمران.
وتنبع الميزة الأهم في هذا الكتاب من أنه يمثل قراءة مختلفة تمحيصا علميا لموضوع الحضارة ومسارها عبر التاريخ، إلى جانب طرحه لأفكار عدد من أهم مؤرخي الحضارات في العالم من أمثال أرنولد توبني بالإضافة إلى استعراض المؤلف كثيرا من المقولات و الآراء التي تداولها الناس في ميدان الحضارة وكأنها مسلمات يقينية، فأخضعها للنقاش العلمي مستنداً إلى ثقافته الواسعة المتخصصة ورؤيته العلمية المحايدة اللتين جعلتا من الكتاب بابا واسعا لقراءة جديدة، خاصة أننا نعيش الآن في مرحلة تتجه إلى صهر الحضارات جميعا في مسعى حثيث نحو هيمنة حضارة عالمية واحدة.
ولد حسين مؤنس في مدينة السويس، ونشأ في أسرة كريمة، وتعهده أبوه بالتربية والتعليم، فشب محبًا للعلم، مفطورًا على التفوق والصدارة، حتى إذا نال الشهادة الثانوية في التاسعة عشرة من عمره جذبته إليها كلية الآداب بمن كان فيها من أعلام النهضة الأدبية والفكرية، والتحق بقسم التاريخ، ولفت بجده ودأبه في البحث أساتذته، وتخرج سنة (1352هـ= 1934م) متفوقًا على أقرانه وزملائه، ولم يعين حسين مؤنس بعد تخرجه في الكلية؛ لأنها لم تكن قد أخذت بعد بنظام المعيدين، فعمل مترجمًا عن الفرنسية ببنك التسليف، واشترك في هذه الفترة مع جماعة من زملائه في تأليف لجنة أطلقوا عليها "لجنة الجامعيين لنشر العلم" وعزمت اللجنة على نشر بعض ذخائر الفكر الإنساني، فترجمت كتاب " تراث الإسلام" الذي وضعه مجموعة من المستشرقين، وكان نصيب حسين مؤنس ترجمة الفصل الخاص بإسبانيا والبرتغال، ونشر في هذه الفترة أول مؤلفاته التاريخية وهو كتاب "الشرق الإسلامي في العصر الحديث" عرض فيه لتاريخ العالم الإسلامي من القرن السابع عشر الميلادي إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، ثم حصل على درجة الماجستير برسالة عنوانها "فتح العرب للمغرب" سنة (1355هـ= 1937م).
عين حسين مؤنس بعد حصوله على الماجستير في الجامعة، ثم لم يلبث أن ابتعث إلى فرنسا لاستكمال دراسته العليا، فالتحق بجامعة باريس، وحصل منها سنة (1356هـ= 1938م) على دبلوم دراسات العصور الوسطى، وفي السنة التالية، حصل على دبلوم في الدراسات التاريخية من مدرسة الدراسات العليا، ثم حيل بينه وبين إكمال دراسته نشوب الحرب العالمية الثانية، فغادر فرنسا إلى سويسرا، وأكمل دراسته في جامعة زيوريخ، ونجح في الحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ سنة (1361هـ= 1943م) وعين مدرسًا بها في معهد الأبحاث الخارجية الذي كان يتبع الجامعة.
لما انتهت الحرب العالمية الثانية ووضعت أوزارها عاد إلى مصر سنة (1364هـ= 1945م) وعين مدرسًا بقسم التاريخ بكلية الآداب، وأخذ يرقى في وظائفه العلمية حتى عين أستاذًا للتاريخ الإسلامي في سنة (1373هـ= 1954م).
إلى جانب عمله بالجامعة انتدبته وزارة التربية والتعليم سنة (1374هـ= 1955م)؛ ليتولى إدارة الثقافة بها، وكانت إدارة كبيرة تتبعها إدارات مختلفة للنشر والترجمة والتعاون العربي، والعلاقات الثقافية الخارجية، فنهض بهذه الإدارة، وبث فيها حركة ونشاطًا، وشرع في إنشاء مشروع ثقافي، عرف بمشروع "الألف كتاب"، ليزود طلاب المعرفة بما ينفعهم ويجعلهم يواكبون الحضارة، وكانت الكتب التي تنشر بعضها مترجم عن لغات أجنبية، وبعضها الآخر مؤلف وتباع بأسعار زهيدة.
كتاب جيد مقدمته وفصوله الأولى أغنت عن بقية الكتاب لتوضيح فكرته. مع تحيزه الواضح لكل ما يمت بصلة للحضارة الإسلامية. من أفكار الكتاب: • الحضارة لا تتمثل في عظم المنشآت كالإهرامات أو قصور فرساي أو ناطحات السحاب، بل تتمثل في صغار الاكتشافات التي تقوم عليها حياة البشر، فرغيف الخبز وإناء الفخار أنفع للبشرية من الوصول للقمر. • الحضارة في مفهومها العام هي كل ثمرة جهد يقوم بها الإنسان لتحسين ظروف حياته، أكانت الثمرة مادية أم معنوية. • لا تتبين قيمة أي ثمرة حضارية إلا إذا جربها الإنسان مرة بعد أخرى وعرف فائدتها وتعلم كيف يصنعها. • الغريزة أقوى من العقل لأنها مركبة في الطبع بينما العقل مكتسب لذا كثيرًا ما تنجح الغريزة في التغلب على العقل وتذليله. • إن قراءة التاريخ الحديث أسوأ ما يمكن للإنسان أن يعمله. • غرائز الإنسان ما زالت منذ أيام توحشه الأولى قبل التاريخ، وإنه من بين جنس المخلوقات الأخرى يعتبر الإنسان أكثر شراسة وفتكًا بنفسه وبالآخرين. فأشد الحيوانات وحشية لا يصل به الأمر أن يغتال أفرادًا من جنسه ويفترسهم. • واجب الدولة هو تحقيق أكثر قدر من السعادة لأكبر عدد من المواطنين.
وفي النهاية: لاتزال فكرة بدائية الإنسان الأولى فيها إشكالية عندي، فالله سبحانه أنزل الإنسان الاول بكامل قدراته السلوكية والخطابية
لحين كتابة هذا التعليق مازالت متحيراً من كيفية تقيم هذا الكتاب , كتاب الحضارة للكاتب حسين مؤنس فحسن مؤنس في بداية الكتاب يرسم خطاً في الرمال حول قناعاته الفكرية من مثل وجهة نظره في الحضارة الاسلامية و بعض الافكار العامة من مثل قوله لا معنى للإصرار على ربط الانسان بالقردة العليا في حين ان كتباً تستهدف الحديث عن الحضارة يجب ان تكون بعيدة كل البعد عن اسقاطات قناعات الكاتب على فحوى الكتاب ولكن و بعد المضي بالكتاب , وجدت أن عنوانه لا يتوافق كثيراً مع فحواه , فالحديث هنا اوسع بكثير عن مفهوم الحضارة بل يمكن القول أنه بحث عن حركة الفكر في العالم و تحديداً العالم الغربي و خاصة حقبة التنوير و يبدأ الكتاب بشرح مميزات الانسان التي خولت له صناعة الحضارة ومنها فترة الطفولة الطويلة قبل البلوغ و عدم قدرته على التفريق بين الواقع و الخيال و من ثم يدحض فكرة تأثير البيئة والمناخ على الحضارات و نشأتها و فكرة تأثير الجنس عليها ثم يتحدث عن الفرق بين التاريخ و الحضارة و منشأ الحضارة طارحا السؤال ما الذي يبعث الانسان على التحرك الحضاري مضيفاً بعض النقاط عن أصل الحضارات و تنوع الحضارات وقد شاب الكتاب هنا و هناك بعض الاسقاطات والتحليلات الشخصية على احداث تاريخية اسلامية ابعدت الكتاب عن فحواه وصفعت القارىء خارج النص ولكن هذه الافكار كانت عرضية لا أكثر , ثم يعود الكتاب و يتحدث عن التاريخ و كيف ولماذا يدرس , و من هم المبادرون صانعوا الحضارة وقد استمتعت كثيراً بالقسم الذي لخص فكر إبن خلدون عن الحضارة والتاريخ وكان ملخصا وافيا وممتعاً و من ثم يسترسل الكاتب بالتحدث عن حضارة أوروبا و الفرق بين التيارات الفكرية التي حركة العجلة الحضارية و عيوبها و خاصة الفرق بين فولتير و روسو وختم الكتاب بفصل عن الثقافة والحضارة و الفرق بينهما , الكتاب مميز جداً و يستحق ان يكون باكورة سلسلة عالم المعرفة وفيه كم هائل من المعرفة والافكار يستسيغها كل انواع القراء في الختام تقيمي العام للكتاب هو 4/5 و هو كتاب غني حقاً
مقتطفات من كتاب الحضارة للكاتب حسين مؤنس ----------------- نظراً لكثرة اسباب الموت من امراض و وحوش و هوام وحروب لا تنتهي بين القبائل في افريقيا نما في القلوب خوف من الموت , ولم يجد الانسان سلاحا لدفع هذا الموت الذي كان يحصد الناس بصورة قاسية و دائمة , الا السحر والكهانة لدفع الارواح الشريرة , وسيطرت المخاوف والسحر والكهانة على ذهنه , فلم يستطيع الاستجابة لتحدي الحياة استجابة ايجابية فعالة ------------- ولم يشحذ ذهن الإنسان شيء قدر ما شحذه الكلام , لأن الكلام تعبير عن أفكار واستقبال أفكار ------------- وقد تبين من الأبحاث والدراسات التي يقوم بها علماء نفسية الطفل أن هذا الصغير يستوعب في ذاكرته منذ سن الثالثة على وجه التقريب أشياء كثيرة جدا لا يخطر ببالنا أن ذهنه يختزنها وهذه المعلومات تظل مختزنة في ذهنه ويكون لها في كثير من الأحيان أثرها في تكوينه النفسي ومسار حياته بالتالي لأن هذه المعلومات تظل راقدة ولكنها فعالة وهي تظهر في الأحلام وفي ردود الأفعال ونحن نسميها بالعقل الباطن أو ما تحت الوعي ------------- وما نسميه نحن بتربية الطفل إنما هو جهد يبذله اﻟﻤﺠتمع لوضع الطفل في القالب الحضاري لجماعته فنحن نعلمه قصدا كل ما تستحسنه الجماعة وننهاه وننهره عما لا ترضى عنه ------------- من الآراء المتداولة بيننا دون تفكير أن البيئة المعتدلة الجو أعون للإنسان على التقدم من البيئة الحارة الأمناخ وأن البيئة الباردة المناخ تحفز على العمل وتنشط على السعي وهو رأي صحيح من حيث نتيجته لا من ناحية منطقيته لأن الجو الحار يفتر الهمة إلى العمل ولكنه لا يقضي على النشاط الذهني ------------- ومع الإسلام واللغة العربية أخذت الشعوب التي استعربت تقاليد العرب وأخلاقهم وعاداتهم وأمثالهم وأساليب تفكيرهم , فأصبحوا مسلمين وعربا في نفس الوقت , وهذا أكبر مثل للغزو الثقافي عرفه التاريخ ,فإن ثقافات هذه البلاد كلها-وكانت عريقة وأصيلة-تلاشت مع لغاتها أمام الإسلام والعربية. ------------ هناك أكثر من مهد لحضارة البشر بعكس ما كان يظن في ا لأراضي من أن مسيرة الحضارة بدأت مثلا في وادي النيل وحده , والأقرب إلى الصواب هو أنها بدأت في وادي النيل وبلاد الرافدين وحوض اليانج-تسي وحوض نهر السند وغيرها في أوقات متقاربة ,ثم زاد بعضها على بعض في سرعة التقدم , وتوقف بعضها عند درجة معينة أزمانا طويلة , ثم عاود السير , وبعضها توقف نهائيا عند درجة بسيطة من التقدم. ------------ في حالتي الحضارت المصرية والسومرية كانت مبارحة السهل أسفل الجبل ,حيث كان الجفاف والجوع يسودان إلى سفح الجبل والمغامرة بالتسلق إلى حيث الماء والزرع والطعام وفيرة , كانت هذه المغامرة نتيجة رفض جماعة إنسانية قبول حكم الطبيعة القاسي وإباء العيش الشحيح , وتصميمها على غزو الغياض والسيطرة عليها عن طريق السيطرة على مياه النهر نفسه. ------------ ولا يعرف العلم ما يسمى باللمسة السحرية التي ذهب بعض الناس إلى أنها سبب الخلق والإبداع والابتكار. وإنما المعروف أن معظم ما نرى من الابتكار وما قصصناه في هذه الصفحات من انتقالات من حال لحال , إنما هو ثمرة تغير بطيء احتاج إلى زمن ليتم , فالزمن جزء منه ومكون من مكوناته ------------ الشر المطلق والخير المطلق غير معروضين بمقياس التاريخ , فكل خير له جوانب شر بالنسبة للشخص نفسه أو للآخرين , وكذلك الشر. ولا معنى لهذين المصطلحين في قاموس الحياة أو التاريخ , وإن كان معناهما في قاموس الأخلاق والفلسفة عظيما. ---------- التغيير من حال إلى حال أحسن يتم دائما بواسطة قلة من الناس امتازوا على غيرهم بالاحتفاظ بطبيعة الطفل المتطلع إلى المعرفة , الدائم البحث في الأشياء ومحاولة فهمها أو تغيير هيئتها إلى الأحسن , وهو في هذا كله يعرض نفسه للخطر دون أن يبالي به , وقد تتميز هذه الفئة أو الصفوة بنوع من القلق يجعلها لا تصبر على وضع قائم لا ترضى عنه , وقد تتميز ببعد نظر يجعلها ترى على الأفق البعيد ما لا تراه غيرها,أما غالبية الناس فرأيهم المحافظة على ما هو موروث ماكوف , والسير في الدروب المطروق والاكتفاء من العمل بما يكفي الحاجة , سواء أكانت تلك الحاجة قليلة أو كثيرة , وهي إذا تركت على حالتها ثبتت على نفس الحال أجيالا متطاولة , ومع ثباتها لابد أن تتقهقر , لأن من لا يتقدم يتأخر بداهة ,لأن الكون كله في حركة متصلة فمن توقف تخلف عن الحركة العامة ------------ وإذا كان الناس سواسية أمام القانون , فهم ليسوا سواسية في المواهب والفائدة للجماعة , ولا يمكن-لهذا-القول بأن الناس سواسية في الحقوق والواجبات , بل الحق أن كل إنسان لابد أن ينال من الحقوق بقدر ما يقوم به من الواجبات. ------------- ويذهب بعض المؤرخين إلى أن وجود صفوة زائفة خير من انعدام الصفوة إطلاقا , لأن انعدامها معناه الفوضى. بل إن الصفوة الفاسدة خير من الفوضى. وليس أخطر على الدولة والجماعة من الفوضى , فإن الفوضى لا تعود بالإنسان إلى البدائية فحسب بل ترد الجماعات إلى العدم , والفوضى هي نهاية كل حضارة بادت أو تحجرت. وهذا الكلام ينطبق بصورة خاصة على الناحية السياسية ,,لأن الجماعة-أيا كان مستواها-لا تعيش بغير إطار أو حد أدنى من النظام السياسي , والفوضى معناها زوال ذلك الإطار ------------- العناصر الوحيدة التي لها أهمية من الماضي هي النواحي الحضارية , أي التي خلفت للبشر تراثا حضاريا انتفعت به بعدها , وأن الأحداث في ذاتها غير ذات أهمية كبيرة إذا كانت مجرد أحداث انقضت مخلفة أثرا حضاريا ------------ إن التاريخ لا يعظ قارئه أو دارسه , والذين يدرسونه للموعظة والعبرة يخدعون أنفسهم ---------- يندر أن نجد جماعة تتقدم من تلقاء نفسها , لابد أن يكون هناك نفر من أهل الطموح والجرأة والنظر البعيد والقدرة على تصور مستقبل أفضل , ويندر أن يكون هؤلاء رجالا عادي , أي من المنسجمين ’اما مع واقع أزمانهم , الملمين بكل ما فيه , وليس هؤلاء المستسلمون جميعا بأغبياء , بل فيهم الأذكياء الكثيرون , ولكنهم يستعملون ذكاءهم في الصعود على سلم عصورهم دون أن يفكروا في تغيير أحواله , ثم إن أصحاب الطموح والتطلع وحب المغامرة والولع بالكشف الذين ذكرناهم ليسوا بالضرورة أذكياء , بل فيهم الكثيرون من ذوي الذكاء المتوسط بل المحدود , ولكن الذي يميزهم هو جانب الطفولة والصبوة هذا , جانب التطلع والبحث عن الجديد وعدم الرضا عن الموجود , وهم يكونون من أهل الجماعة أو من الطارئين عليها , وقد يفشلون في أوطانهم وينجحون في أوطان أخرى , وقد لا يفلحون أصلا ويدفعون حياتهم ثمنا لهذه الطفولة التي بقيت في كيانهم ------------- القدامى من يونان وفرس وهنود ورومان , لم تكن لديهم أي فكرة عما نسميه نحن اليوم بالتقدم والتأخر , إنما كانت هناك فكرة الحركة فحسب , أي أن الزمان والأشياء في تغير وتحول دائمين ولهم في ذلك مذاهب شتى ------------ فالتاريخ والحضارة عند إبن خلدون دورة متصلة وصراع دائم على الملك والرياسة , أو ما يسميه إبن خلدون باﻟﻤﺠد والشرف , فأهل البداوة يتطلعون أبدا إلى التغلب على بلاد الحضر للاستمتاع بخيراتها , فإذا وصلوا إلى الملك استناموا إلى الترف وأخذت أجيالهم تضف نتيجة لانغماسهم في الحضارة وفساد طبائعهم تبعا لذلك , وهنا تتطلع أمة جديدة من أهل البداوة إلى الحلول محلهم في الملك والغنى والنعيم , ولا يزالون يعملون حتى يغلبوهم ويحلوا محلهم , وهكذا تستمر دورة التاريخ ودورة العمران وإبن خلدون يحمل في كتابه كله على الحضارة , ويرى أنها تضف من يملك أسبابها ويطمئن في مهادها ويستسلم لنعيمها , فيضعف فيه النزوع إلى القوة ويقل حماسه للجهاد والصراع , وتفسد الحضارة طبعه ويستولي عليه الترف فيفسد ويضمحل. ------------- وموقف الإنسان من الحضارة وأدوات الترف تحدده ثقافته وتجاربه وذكاؤه وقواه العقلية والمعنوية , أو تحدده كذلك تربيته وما نشأ عليه من قواعد أخلاقية وسلوكية , فمن المعروف أن من يولدون في مهاد النعمة وبيوت الحسب ثم تحسن تربيتهم , يكونون أبعد عن مضار سوء استخدام الحضارة ووسائل الترف ن يهجم عليهم الغنى دفعة واحدة فيفقدون توازنهم , ويسيطر عليهم المال ويحرقه تيار الحضارة ويضيع -------------- المستوى الثقافي هو الذي يعين الإنسان على اتخاذ موقف سليم مأمون من الحضارة وأدواتها , ولم نقل إن المستوى العلمي هو الذي يعين على اتخاذ هذا الموقف , لأن العلم كثيرا ما يكون طلاء خارجيا أو نموا ظاهريا في المعلومات على طريقة نمو البلورات , ومن ثم فهو كثيرا ما يعجز عن التأثير في طبع الإنسان ولا يعينه على التخلق كما ينبغي لأهل العلم , ولا يمكنه من المحافظة على توازنه أمام مغريات الترف أو الحضارة ------------------- بسبب التكوين غير الطبيعي لدول المسلمين الماضية , كانت قوة الدولة كلها تعتمد على رجالها ومؤيديهم وعصبيتهم إن كانت لهم عصبية قبلية تؤيدهم , دون أن تحرص دولة من هذه الدول في ربط نفسها بالأمة والسماح لها بالمشاركة في الحكم أو الحصول على أي نصيب فيه , حتى الوزراء والكتاب ورجال المال والإدارة الذين كانت تعتمد عليهم , كانوا يعتبرون موالي البيت الحاكم وملك يمينه ولولي الأمر عليهم حق الحياة والموت دون مساءلة. -------------------- فضعف الدول عندنا وزوالها أو دخولها في حالة إغماء لا يرجع إلى أن للدولة عمرا تتخطاه , وأن الجيل الأول من أجيال الدولة يكون شابا والثاني كهلا والثالث شيخا , بل لأن الدول لم تكن تقوم على مؤسسات بل على أفراد , وهؤلاء الأفراد منقطعة صلاتهم بالأمة , وإذا انقطعت صلة الجماعة الحاكمة بالأمة وجمهور الناس أسرع إليها الجفاف لتوقف الحركة والاتصال بين الجانبين ---------------- اعتماد الدولة على القوة العسكرية يزيد نفقاتها , ويقلل من إنتاج الهيئة الحاكمة بتزايد أفراد البيت الحاكم ووزارته وحواشيه وخدمه وأتباعه. وهؤلاء جميعا غير منتجين فمن أين تأتي نفقاتهم ومخصصاتهم الكثيرة? من جهد الطبقة العاملة من زراع وصناع وتجار , فيتزايد عبء الضرائب عليهم حتى يعجزوا عن أدائها ,ويجد الواحد منهم أن عمله هو سبب شقائه فيتوقف الزارع عن الزرع ويهجر أرضه , ويقتصر جهد الصانع على ما يقوم بأوده , وينحسر نشاط التجارة لأن التجار الأغنياء يخفون أموالهم ليتجنبوا المصادرات , ويكتفي صغار التجار بعمليات محلية صغيرة , فيقل المال ويسود الفقر وتتهدم المباني وتعدم من يصلحها , ويفسد ما كان قائما من المرافق ويجمد العمل الحضاري في نقطة من نقط تطوره , وبتوقف العمل الحضاري يبدو على البلد كله مظهر الخراب والشيخوخة والهرم -------------- التاريخ لا يعيد نفسه , لأن التاريخ ليس تيارا واحدا بل هو تيارات مختلفة يسير بعضها مع بعض دون تواز تام أو اتفاق كبير في الغالب: تيارات بشرية وفكرية واقتصادية ودينية وما إلى ذلك ------------------ التغيير الحاسم في مسار الفكر الإنساني والحضارة الغربية من صنع رجال أوروبا الجدد: صغار التجار وكبارهم ورجال الصناعة وأصحاب المناجم والمصانع وأصحاب البنوك ومن يعمل معهم من التقنيين والمديرين والعلماء والقائمين بالأعمال الكتابية معهم من من حفزتهم تجاربهم على الاستجابة للفلسفة الجديدة وكانت مصالحهم تتطلب العلم الجديد ----------------- نجد بدايات النهضة الأوروبية التي تجلت في القرن الخامس عشر وما بعده. ولم تنشأ النهضة قط نتيجة لهجرة علماء القسطنطينية بعلومهم إلى عالم الغرب , لأن علوم أولئك العلماء إذا كانت كافية لإقامة النهضة في الغرب فلماذا لم تقمها في بلادها في القسطنطينية وهي بها أولى? ولم تحدث النهضة نتيجة لكشف العالم الجديد بل العكس هو الصحيح:كانت الكشوف نتيجة للنهضة وهكذا ---------------- اكتشاف الجماعة الإنسانية للزراعة يضع حدا لحياة التجوال المستمر بحثا عن القوت والمأوى ,لأن الزراعة تعطي الإنسان مصدرا مستمرا ومضمونا للغذاء ,فهو يصنعه ولا يجمعه أو يعيده فإذا إستقرت الجماعة الإنسانية في مكان واتخذته وطنا ,بدأ التفكير في إنشاء البيوت وأدوات العمل وسار التقدم الحضاري في خطوات متوالية. --------------- السلطة الحاكمة في عصر التمزق تحتكر الفكر لنفسها وهي عاجزة عن الفكر , لأنها في الغالب تتكون من طغمة من أهل الظلم والاستبداد لا يتسع ذهن أفرادها لأكثر من الدفاع عن وجودهم. وخلال فترة التصدع هذه تفسد الطبقة الحاكمة وتتدهور الأمور في أيديها تدهورا مستمرا ,لأنها قضت على الصفوة القائدة أو اضطرتها إلى السير في ركابها محافظة على حياتها ,ودون صفوة قائدة لا تقدم على الإطلاق ------------------ فلاسفة عصر الأنوار كانوا جميعا يؤمنون بالعلم وينقلون مركز الثقل في تحرك الإنسانية نحو السعادة من الكنيسة إلى المفكرين ------------------ إقبال أهل الطبقة الوسطى على التعلم راجع إلى الرغبة في الوصول عن طريقه إلى الصعود في السلم الاجتماعي والسلم المالي في آن واحد.وعلى هذا فالعقل عندهم يتحول إلى علم وإلى مهارة فنية أو حرفية ,والفرد في هذه الحالة يصبح خادم العقل لا صاحبه.ولم تكن الغاية في حسابهم هي الصعود إلى مالا نهاية ,بل الصعود إلى هضبة يكون فيها الاستقرار ولا صعود بعدها ,لأن الفكر الرأسمالي-وهو في نفس الوقت الفكر البورجوازي-لم يكن يسعى إلى تحقيق مساواة مطلقة بين البشر ,ولم يدع قط إلى الفضائل والكمالات دعوة مطلقة من كل قيد ,إنما كانت الفضائل في رأيه فضائل عملية ,والكمالات كمالات اجتماعية ,أي تلك التي يطلبها ويرضى عنها اﻟﻤﺠتمع ------------------- وظيفة المؤرخ ليست رواية التاريخ ,ولكن وظيفته هي اكتشاف قوانين العلوم الاجتماعية ------------------- غرائز الإنسان ما زالت كما هي منذ أيام توحشه الأولى قبل التاريخ ,وأنه-من بين اﻟﻤﺨلوقات الأخرى-أكثرها شراسة وفتكا بنفسه وبالآخرين ,فإن أشد الحيوانات وحشية لا يصل به الأمر إلى أن يغتال أفرادا من جنسه ويفترسهم دون دافع قوي , بل إن الحيوان المفترس لا يفترس واحدا من جنسه ,والصراع بينهما ينتهي في العادة باستسلام المغلوب ,فإذا استسلم تركه خصمه ومضى ,ولم يسمع مثلا بأسد يأكل أسدا أو بذئب يأكل ذئبا ------------------ فالثقافة إذن هي ثمرة كل نشاط إنساني محلي نابع عن البيئة ومعبر عنها أو مواصل لتقاليدها في هذا الميدان أو ذاك ,فالشعر الإنجليزي والموسيقى كلها مظاهر ثقافية ,لأنها تعبر عن الطبيعة الإنجليزية وطبيعة منشئيها ,وكذلك الحال بالنسبة للأدب العربي والموسيقى العربية وتراثها الأدبي في جملته واحد-هو تراث الشعر العربي كله-إلا أن الشاعر العراقي مثلا ,إذا كان صادقا في إحساسه وتعبيره يعبر بطريقة عراقية , وألفاظه العربية التي يستعملها لها مذاق عراقي ,وموسيقى هذه البلاد كلها موسيقى عربية ,ولكن الفرق بعيد بين الموسيقى العراقية والمصرية والمغربية ,وكذلك الحال في التصوير -------------------- بلاد العروبة مجتمعة تراث حضاري ضخم , ولكن التقدم العلمي البعيد المدى السريع الخطى خلال العقود الثلاثة الماضية يجعل هذا التراث العلمي القديم أبعد فأبعد عن مفهوم العلم الذي نطلبه لننهض به ,ومن ثم فإن التراث العلمي العربي القديم على ضخامته يقل تأثيره في النفس العربية شيئا فشيئا ,ولا مفر من ذلك وسيتحول في يوم ما إلى جزء من الثقافة أي من المعلومات التقليدية المتوارثة ,التي يحافظ عليها على أنها جزء من التاريخ الماضي لا جزء من الحاضر والمستقبل -----------------
هذا الكتاب بين دفّتيه روح تسكنه، روح المؤرخ العظيم د. حسين مؤنس رحمة الله تعالى عليه. روح تشعر أنها تخاطب عقلك و وجدانك، روح شفّافة تلمس صدقها، روحٌ إنسانة !
حقيقة تأثرت بفلسفته في الوجود، و كيف ينظر إلى الإنسان و الإيمان و الأصالة و القيم، و زاد تأثري حينما كانت تتكشف لي، في كل مناسبة، ملامح من قدرته على التحليل تنم عن وعي و ذكاء مُعجبين.
الكتاب مدخل ممتاز لفهم -مبدئي- لموضوعة الحضارة، طرق أفكارا كثيرة، تحدث عن الحضارة، عن مدلولها و أصولها و عوامل قيامها و تطورها. و عن التاريخ و مساره و النظريات المختلفة حوله. عن تاريخ الأفكار منذ رواد النهضة الأوَل مع النزعة العلمية فالتنويريين الإنجليز و الموسوعيين الفرنسيين و ما بشروا به من فكرة التقدم إلى مالتوس و شبنجلر و توينبي لما عبروا عن تشائمهم و تنبئهم بسقوط الحضارة الغربية. و عن الثقافة و مضامينها و أنواعها... و هو في كل هذا يناقش و يساجل و يوافق و يعارض و يقف أحيانا، أمينا مع نفسه و محترما عقل قارئه.
بعض لفتتاته جد بديعة ! كتاب تمنيت لو يقرأه كل أحد ! هذا أول عمل أقرأه له و لا أملك، بالضرورة، أن أقف عنده، أنتظر الموعد الذي ألقاه فيه ثانية و ثالثة إن يسر الله لي .. رحمه الله تع��لى و أجزل له الثواب
في حديثه عن الأجناس والحضارة يتحيز حسين مؤنس للمسلمين فبيقول أنه لا يكاد يخلو من عقدة التميز للجنس سوى العرب بعد الاسلام وهو أمر مثير للسخرية أن يستثني تلك الحضارة القائمة على العصبية القبلية والصراعات بين بني هاشم وبني أمية والقحطانيين والعدنانيين وكأنه لم يسمع بحديث الأئمة من قريش ولم يسمع عن الموالي ووضعهم في الإسلام
ومن الواضح ان حسين مؤنس متأثر بشدة بنظرية أرنولد توينبي عن التحدي والاستجابة ومما أضافه هذا الكتاب جديدا إلى معلوماتي أن وادي النيل لم يكن بالشكل الذي ��تخيله وإنما كان مستنقعات خطرة وهذا التحدي الذي واجهه المصريون القدماء والسومريون واستجابوا له فتأسست تلك الحضارتين العظيمتين
وقد لاحظت أنه دائما ما يستخدم لفظ هبط الانسان على الأرض ويكرره بغير توضيح في إشاره منه للرواية الدينية للخلق
ويبدو أنه ليس واسع الاطلاع بالقدر الكافي حتى يقع في هذا الخطأ فيقول أن علوم الطب سجلها بن سينا في كتاب الشفاء ومن المعروف أن كتاب الشفاء كان خمسة مجلدات واحد في الإلهيات وأربعة في المنطق بين الطب سجله في كتاب القانون للطب
من المؤكد أنني صدمت في هذا الرجل فمجرد ما استطرد من كلامه لا نقلا عن آخرين حتى ترى سذاجة الأطفال في كلامه فمثلا يقول أن الولايات المتحدة مثلا لم تتعلم من حرب فيتنام وتزج بنفسها في مساعدة الصهاينة على احتلال فلسطين وهو أمر لن يفيدها شيئا وهذا جهل بالسياسة وبالحياة عموما
ويدافع عن البداوة ونظام القبيلة ويعتبره نظاما حضريا لا يقل عن المدينة في شئ وبينما هو ينتقد الطبري على تفسيره الديني وكيف أنه في قضية الذبح راح ﻷنه اسحاق هو الابن المفتدى وليس اسماعيل كان محل نقد حسين مؤنس الوحيد له أن هذه المعلومة سترفع اليهود درجة فلم يهتم بصدق الأدلة التاريخية أو عدمه ولكن اهتم بانتصار عقيدته فقط !!! ويلوم على الرجل تفكيره الديني !!
ولا يزال الرجل المرة تلو المرة يؤكد ان تلك الأفكار التي نادى بها مفكري عصر الأنوار كانت موجودة في القرآن الكريم والحديث الشريف ولكنها افتقدت التنفيذ وهذه سذاجة غريبة في أن الرجل لا يفرق بين المبادئ الروحية العامة والتنظير السياسي والاجتماعي والاقتصادي ووضع القوانين والأسس وإلا فإنه لم تعدم حضارة على الأرض من هذه الأفكار وليس فقط الاسلام
وهو يعرض لنظرية التطور ويقبلها ولكن بالشكل الذي يطرحه فهو يقبل التطور الميكروي ولكنه ينكر تماما التطور الماكروي وليست هذه المشكلة المشكلة هو أنه ينكر على داروين قوله بالتطور الماكروي وهذا تزييف علمي
ويتمادى في كشف جهله وافتراءه بأن يصف داروين بالكسل والرغبة في الراحة ويقول أنه بعد كتابي أصل الأنواع وهبوط الانسان لم يكد يفعل شيئا وهو لم يعرف شيئا عن مرض داروين ولا عن جده واجتهاده في أبحاثه البيولوجية الأخرى واهتمامه بالنباتات في آخر حياته
ويستمر في إدهاشي بمعلوماته عن داروين فيقول أن داروين أشاد بوراثة مندل وداروين لم يعرف وراثة مندل فقد ظلت مغمورة فترة طويلة وإلا ﻷفاد منها داروين في تفسيراته بدل تخبطه فيما يتعلق بنقل الصفات بالوراثة
وفي نهاية الكتاب يعارض حسين مؤنس الاعلام العربي المعاصر في ذلك الحين لأنه يعرض الخمور والتفكك الأخلاقي على انها قصص مصرية وهو يرى انها ليست قصصا مصرية وليست من حضارتنا ولكن الحقيقة أن دكتور حسين هنا ينكر نفاق المجتمع وأن هذا المجتمع عبارة عن صورة هائلة للفضيلة ما إن تمزق الفضيلة حتى تجد المجتمع على حقيقته مهلهل ومفكك ومنحل أخلاقيا وجنسيا
وفيما عدا هذه الأشياء الكتاب مبذول فيه جهد واستخدم مراجع لا بأس بها
جاء الكتاب فى بدايته منطقى و منهجى ثم سرعان ما حاد عن منطقيته و حياديته , و تضمن اراء الكاتب ازداد الامر سوءا بأن أصبح الكتاب يتضمن اراء الكاتب فيما يخص الحضارة فيلاحظ القارىء العادى بان الكاتب متعصب أشد التعصب لعرقه, جنسه و دينه كما ان الكاتب فى تناوله لقضايا أومواضيع فرعية للحضارة, نراه يصيغ أفكاره غير محددة, أو فى اللغة العامية " عائمة" مما يصعب على القارىء فهم هدف الكاتب قرأت 63 صفحة و لم أستطع أن أكمل قراءة الكتاب
للأسف يعانى الكثير من الكتاب هذا الداء ,عدم الحيادية و مادمنا غير قادرين على فصل عواطفنا عن التأريخ لن يكون هناك ثقة فى الكتاب العربى
عن الهدف من كل الجهود الحضارية هو النهوض بالإنسان نفسه ،فإذا بقى علي جهالنه ووحشيته وضلالاته وانتكس وتدهور فما قيمة الرقي المادي في ذاته ؟ وما الفائدة الحقيقية التي نكتسبها إذا استطعنا الذهاب من لندن الي نيويورك في اربع ساعات بدلا من سبع ساعات ، ثم ننفق الثلاث التي كسبهاها في الكعام والسكر والعربدة وابتذال النفس بعير حساب
الكتاب هو جيد وفي نفس الوقت سيء الكتاب يحتاج جلسات طويلة جدًا لمضغ المعلومات ولاسيما بأنه مزيج ما بين علم الإجتماع والتاريخ والقليل من السياسة الكاتب كما قال البعض يتحيز للمسلمين وغير ذلك ،مؤمن بأن المسلمين هم أفضل شعوب الأرض هو صحيح ولكن في الوقت الحالي هم مرضى عقول وقلوب القليل منهم الأفضل ،لكن من جهة أخرى يتوجب على الكاتب ألايتحيز لفئة معينة ولاسيما بأنه عالم إجتماع
ما الحضارة؟ سؤال قد تبدو الإجابة عنه بسيطة في البداية، لكن التأمل العميق يكشف صعوبة بل ربما استحالة الوقوف عن معنى مرض أو شاف، كما يقر د.حسين مؤنس في بداية كتابه. المؤلف إجمالا يعطي أفكار مفيدة كبداية للإحاطة بمفهوم الحضارة خصوصا في الثلث الاول من الكتاب، حيث كانت البداية أكثر من موفقة؛ إلا أنه بعد ذلك ينحو منحا غير منهجي (من وجهة نظري)؛ فالكاتب يأخذ كثيرا في الإستطرادات والتعابير الإنشائية والأدبية لدرجة تحس معه فيها أنها يبغي زيادة عدد الصفحات لا أكثر، وهو جعلني أحس أنه بدأ يدور في حلقة مفرغة ملأها باستعراض صيرورة التاريخ، وشخوصه فيما تبقى من الكتاب، بحيث لم أحس معه بنفس تناسق بدايته. لكن الكتاب عموما لا بأس به ويسمح بأخذ أفكار عن الحضارة والتاريخ. والواقع أن د.حسين مؤنس حشى كتابه هذا بالكثير من الإطناب غير الضروري بين التاريخ والحضارة وكثرة التعاليق الشخصية فضاع مفهوم الحضارة بين كل هذا، وكان بوده أن يكون المؤلف مقتصرا على الأفكار المهمة التي ضاعث كما أسلفنا بين الحشو الزائد. ********* تعليقات على الكتاب: الكيل الواضح بمكيالين في بعض المواضيع (مثلا يندد بالحروب الرومانية والنابليونية والعالمية لأنها تعد على الشعوب ولم يجن منها إلا الويلات، لكنه في الوقت عينه يمجد في إحدى الفقرات عبد الملك بن مروان الذي أعاد إحياء الغزوات! أو لم تكن هذه الأخيرة وبالا على الشعوب المفتوحة، رملت فيها النساء ويتم الأطفال واتخذت النساء جواري في القصور، ويبعن بأثمنة بخسة في الأسواق؟!!). في أواخر طرحه لنظرية ابن خلدون يقول الكاتب أن دول الإسلام السابقة كانت قائمة على تجمعات قبلية أو أسرية أو طائفية معينة باستثناء دولة الخلافة الراشدة! لكن ماذا نقول عن استئثار القرشيين خصوصا بالحكم إبان الخلافة وإقصائهم للأنصار بل ولآل البيت أنفسهم، فيما يشبه المؤامرة المدبرة حتى مقتل عثمان؟ في مكان آخر يلوم الطبري لأنه فضل إسحاق على إسماعيل في مسألة الذي قدم ذبيحة لله، وعلته في هذا أن هذا يرفع الإسرائيليين درجة على العرب!!! ماهذا الكلام، هل الحقائق برغماتية أيضا؟، هل القبلية والعصبية هي معيار الحقيقة وبوصلة البحث العلمي أم المعلومة الصحيحة ؟! ينتقد في إحدى الفقرات قول "دافيد هيوم" مستشهدا بقولة عمر بن الخطاب (ض) : "متى استعبدتم الناس..." وهي قصة منقطعة السند؛ أقول هذا لأن الدكتور حسب علمي متخصص في التاريخ الإسلامي ولايجوز أن يقوم بالتدليس وهو صاحب منهاج علمي. التركيز الشديد على وحشية الدولة الرومانية وتجاوزات الدول الإمبريالية مع إغفال ذكر تجاوزات الدول الإسلامية وأخص فتوحات الأمويين وإبادات العثمانيين. إعتبار الحضارة الغربية كيانا واحدا يفترض فيه أن تسقط جميع الدول المكونة لها مرة واحدة.
الحضارة دراسة في أصول وعوامل قيامها وتطورها لـحسين مؤنس
يعد مصطلح " الحضارة " من أكثر المصطلحات إثارة للجدل وللمغالطات. ففي ذهن البعض الحضارة هي التاريخ، وفي ذهن البعض الآخر هي الدولة...الخ وعلى هذا الأساس ظهرت الكثير من الدراسات حول الحضارة، ونشأت الكثير من الفلسفات والنظريات التي تتصدى للحضارة ولعوامل نشأتها. وهنا يأتي هذا الكتاب الجليل, للدكتور حسين مؤنس، فهذا المؤلف يحاول توضيح معنى الحضارة على الوجه الصحيح والأدق ، وأهم عناصرها وعوامل قيامها وتطورها ، وكما يتعرض لأهم النظريات التي اهتمت بهذا الموضوع وما تتعلق به من مسائل أخرى كالتطور والتقدم ، وحركة التاريخ بالنسبة للحضارة والعكس وانتهاء بموضوع الثقافة وإشكالية تعريفها وعلاقتها بالحضارة. ميزة هذا الكتاب هو عدم اكتفائه فقط بعرض نظريات إبن خلدون (دورة العمران وعلاقة البدو والحضر) وأرنولد توينبي (التحدي والاستجابة) وأوزفالد شبنجلر ( تدهور الحضارة الغربية) وغيرهم بل و يعلّق عليها مظهرا ما بها من أخطاء وميزات، داعما بأمثلة تاريخية بسيطة من حضارات إنسانية مختلفة ومنها العربية الإسلامية لكونها الأقرب إلى القارئ العربي بل هي هويته وثقافته التي ينتمي إليها. هذا الكتاب من أفضل ما قرأت حقيقة من الكتب وخاصة فيما يتعلق بالتاريخ وفلسفة التاريخ : فالدكتور حسين مؤنس يقدم لنا قراءة جديدة ومختلفة متميزة بطرحها الواقعي البسيط البعيد عن المثالية ، قراءة تتجاوز النظرة والقراءة التقليدية للتاريخ والحضارة هادما المسلمات اليقينية واللغط فيما يخص الحضارة. هذا الكتاب - في رأيي المتواضع وهو على تواضعه بسبب قصر معرفتي إلا أنني أبديه رغبة فيما أعتقد أنه إفادة - مرجع لكل من يريد قراءة التاريخ والتغلغل فيه وأعتقد أنه سيصبح في المستقبل القريب - هذا إذا لم يكن قد أصبح بالفعل - عملا كلاسيكيًّا مرجعيًّا.
○ #انتهيت من قراءة كتاب (الحضارة) وهو الكتاب الأول من سلسلة عالم المعرفة. الكتاب من تأليف الدكتور حسين مؤنس.
■ يتحدث الكتاب باختصار غير مُخل عن الحضارة وماهيتها وعوامل قيامها ومظاهرها والفرق بينا وبين التقدم والفرق بينها وبين الثقافة.. ويستعين الكاتب في بحثه هذا باستلام كثير من أقوال ابن خلدون بإثباتها أو بإثبات خطأها كما يهتم كثيرا بأقوال كثير من العلماء الأوربيين المحدثين مثل تونبي وشبنجلر، ويقارب في النهاية بين ما توصل إليه ابن خلدون وما أقره شبنجلر في موضوع الحضارة والتقدم. ■ ويبين كيف أن الحضارة هي آخر مرحلة من مراحل التقدم وبعدها يكون الاتحدار! ويعرج الكاتب على أهم الحضارات التي قامت في العالم كالحضارة المصرية القديمة ويبين فضلها وحضارات الشرق الأقصى والأدنى القديم ويبرز مزاياهم والحضارات الأوربية الغربية كحضارة اليونان والرومان ثم يتكلم عن الحضارات التي قامت في أمريكا اللاتينية (الإنكا والمايا والأزتيك) وكيف قامت وكيف ماتت! ■ يعرض الكاتب في كتابه هذا عن الطبقات الحضارية للحضارة الواحدة وفي خلال ذلك يتكلم عن الطبقات الاجتماعية وكيف لها أن تكون حضارات مختلفة تتناسب مع أسلوبها المعيشي.. ويعرض الباحث لكيفية حركة التاريخ بأقوال مختلفة للعلماء. كما يهتم بإبراز أهم علماء عصر النهضة الأوربية في القرنين السابع عشر والثامن عشر وما بعد عصر الأنوار القرن 19. ■ ثم يتكلم الكاتب عن الثقافة ويمايز بينها وبين فكرة الحضارة ومفهوم التقدم وكيف ان كل إنسان ومجتمع له ثقافة وهو على نقطة معينة على مقياس التقدم. ويعرض أكثر من تعريف لمفهوم الثقافة كما يبحثه لغويا..
حسين مؤنس.. رائد الدراسات الأندلسية فى العالم العربى نشأة الدكتور حسين مؤنس؟ نشأ فى أسرة كريمة، وتعهده أبوه بالتربية والتعليم، فشب محبًا للعلم، مفطورًا على التفوق والصدارة، حتى إذا نال الشهادة الثانوية فى التاسعة عشرة من عمره جذبته إليها كلية الآداب بمن كان فيها من أعلام النهضة الأدبية والفكرية، والتحق بقسم التاريخ، ولفت بجده ودأبه فى البحث أساتذته، وتخرج سنة (1934 م) متفوقًا على أقرانه وزملائه، ولم يعين حسين مؤنس بعد تخرجه فى الكلية، لأنها لم تكن قد أخذت بعد بنظام المعيدين، فعمل مترجمًا عن الفرنسية ببنك التسليف، واشترك فى هذه الفترة مع جماعة من زملائه فى تأليف لجنة أطلقوا عليها «لجنة الجامعين لنشر العلم» وعزمت اللجنة على نشر بعض ذخائر الفكر الإنساني، فترجمت كتاب » تراث الإسلام» الذى وضعه مجموعة من المستشرقين، ما مؤلفات د. حسين مؤنس؟ فى الكتابة التاريخية به كتابه "الجامع "فجر الأندلس"، و"تاريخ المغرب وحضارته من قبل الفتح العربى إلى بداية الاحتلال الفرنسى"، و"معالم تاريخ المغرب والأندلس"، و"تاريخ الجغرافية والجغرافيين فى الأندلس"، ورحلة الأندلس"، وفى الترجمة فشارك مع زميل له فى ترجمة كتاب عن الدولة البيزنطية لـ"نورمان بينز" عن الإنجليزية، وترجم كتاب "تاريخ الفكر الأندلسي" لـ"جونثالث بالنثيا" عن الإسبانية، والكتاب موسوعة فى الأدب الأندلسى، ومن أعماله القصصية "إدارة عموم الزير" و"وأهلا وسهلاً" و"الجارية والشاعر" وحكايات خيرستان، و"قصة أبو عوف" و"غدا تولد شمس أخرى".
س / متى رحل عن عالمنا المؤرخ حسين مؤنس؟
ج / رحل عن عالمنا فى 17 مارس 1996م
كتاب “الحضارة” من تأليف الدكتور حسين مؤنس وهو الكتاب الذي بدأت به سلسة عالم المعرفة تواصلها الثقافي مع القارئ العربي، فكان هو عددا الأول الذي صدر في يناير 1978 وتحول من فوره إلى علاقة ثقافية رفيعة مع المثقف العربي تعتز السلسلة بأنها أحد طرفيها.
وتعيد السلسلة عالم المعرفةطبع هذا الكتاب بعد حوالي واحد وعشرون عاماً، انطلاقا من الأهمية الفكرية التي يتضمنها والتي يتجعل منه كتابا ضروريا للمكتبة العربية، ليس فقط لأنه يتجاوز الطرق التقليدية في قراءة التاريخ و الحضارة الإنسانيين، بل أيضاً لأن مؤلفه اجتهد في طرح مفاهيم عدة تعين القارئ على المضي في هذا المجال المتشعب من مجالات البحث. وقد اتخذ المؤلف أمثلته من الحضارات الإنسانية المختلفة، مركزا على الحضارة الإسلامية خاصة، لأنها الأقرب إلى الذهن العربي، و الأوثق صلة بتاريخنا، عارضا لأفكار أهم المفكرين المسلمين وخاصة ابن خلدون ونظريته في دورة العمران.
وتنبع الميزة الأهم في هذا الكتاب من أنه يمثل قراءة مختلفة تمحيصا علميا لموضوع الحضارة ومسارها عبر التاريخ، إلى جانب طرحه لأفكار عدد من أهم مؤرخي الحضارات في العالم من أمثال أرنولد توبني بالإضافة إلى استعراض المؤلف كثيرا من المقولات و الآراء التي تداولها الناس في ميدان الحضارة وكأنها مسلمات يقينية، فأخضعها للنقاش العلمي مستنداً إلى ثقافته الواسعة المتخصصة ورؤيته العلمية المحايدة اللتين جعلتا من الكتاب بابا واسعا لقراءة جديدة، خاصة أننا نعيش الآن في مرحلة تتجه إلى صهر الحضارات جميعا في مسعى حثيث نحو هيمنة حضارة عالمية يقول د حسين مؤنس (وظيفة المؤرخ ليست رواية التاريخ ,ولكن وظيفته هي اكتشاف قوانين العلوم الاجتماعية
خصائص الإنسان البدنية وكيف ان الانسان له قدرة على القبض القبض على الأشياء بواسطة اليد وهكذا كانت يده مفتاح ذهنه وعقله دليل بده وادى التعاون بين اليد والعقل إلى القدرة اليدوية
وتوسع علماء الاجتماع فاستعملوا المصطلح الدلالة على القدرة على التصرف سواء باليد ام بغيرها amiability
تكلم عن طول مدة الطفولة عند الإنسان على غيره من سائر المخلوقات حتى يبلغ الإدراك والعقل بين سن السابعة مرحبا العاشرة فى حين ان القط يبلغ الإدراك فى تسعة أشهر والشبل فى سنة ونصف ولذلك يكتسب الطفل خصائص تميزه وتكون لها أعظم الأثر فى تكوينه الحضارى
ثم تعرض الكاتب إلى أثر البيئة الجغرافية فى سلم الحضارة الآراء المتداولة بيننا دون تفكير أن البيئة المعتدلة الجو أعون للإنسان على التقدم من البيئة الحارة الأمناخ وأن البيئة الباردة المناخ تحفز على العمل وتنشط على السعي وهو رأي صحيح من حيث نتيجته لا من ناحية منطقيته لأن الجو الحار يفتر الهمة إلى العمل ولكنه لا يقضي على النشاط ويقول مؤنس ان الحاجة أم الاختراع فالظروف الصعبة التى مر بها الإنسان فى الوادى والسهول والمستنقعات ونقص الغذاء ووجود الوحوش وغيرها هى التى اسدت الأنسان فكرة تعمير الوادى وطمس جزء من المياة وتحويله إلى اراضى زراعية خصبة والتحكم فى السدود ومستوى المياة وتتدرج فى تفكيره فبعد ان كان يهدى عروسة للنهر يحتفل بها كل عام أصبحوا يبنون السدود والجسور وتعلموا الزراعة والرعى وتتطوروا فيه وكلما مر الزمن زاد التطور فكل يبنى على ما قبله لما فتح عمرو بن العاص مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم، فقالوا له أيها الأمير، إن لنيلنا هذا سُنَّة لا يجري إلا بها، فقال لهم وما ذاك؟ قالوا إنه إذا كان لثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحُليّ والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل، فيجري
فقال لهم عمرو إن هذا لا يكون في الإسلام، وإن الإسلام يهدم ما قبله، فأقاموا بؤونة وَأَبِيْبَ ومِسْرَى لا يجري قليلاً ولا كثيرًا حتى هموا بالجلاء، فلما رأى ذلك عمرو، كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه عمر قد أصبتَ، إن الإسلام يهدم ما قبله، وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها في داخل النيل إذا أتاك كتابي
فلما قدم الكتاب على عمرو، وفتح البطاقة، فإذا فيها «من عبد الله عمر أمير المؤمنين، إلى نيل أهل مصر، أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر، وإن كان الله الواحد القهار الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك»
فعرّفهم عمرو بكتاب أمير المؤمنين والبطاقة، ثم ألقاها فألقى عمرو البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم، وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها لأنه لا يقوم بمصلحتهم فيها إلا النيل، فأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشر ذراعًا في ليلة، وقطع الله تلك السُّنَّةَ السوء عن أهل مصر
اعترض الكاتب على تشبيه بن خلدون وان الدولة تمر بمراحل الطفولة والكهولة والشيخوخة كما يقول بن خلدون عن الدولة
أنَّها كائن حي يولد وينمو ، ثُمَّ يهرم ليفنى.فللدولة عمر مثلها مثل الكائن الحي تماماً ،وقد حدَّد ابن خلدون عمر الدولة بمائة وعشرين عاماً ،لأنَّه يرى أنَّ العمر الطبيعي للأشخاص كما زعم الأطباء والمنجمون مائة وعشرين عاماً ، ولا تعدو الدول في الغالب هذا العمر إلاّ إن عرض لها عارض آخر من فقدان المطالب مستشهداً بقوله تعالى : (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ولا يَسْتَقْدِمُونَ) ، وذكر أنَّها تتكون من ثلاثة أجيال كل جيل عمره أربعون سنة ، وذلك لأنَّه اعتبر متوسط عمر الشخص أربعين سنة ، حيث يبلغ النضج إلى غايته مستشهداً بقوله تعالى : (حَتَّى إذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) . ولهذا بيَّن أنَّ متوسط عمر الشخص الواحد هو عمر الجيل ، ويؤيد ذلك في حكمة التيه الذي وقع لبني إسرائيل في أربعين سنة ، والمقصود بالأربعين سنة فيه فناء الجيل لإحياء ونشأة جيل آخر لم يعهد الذل ولا عرفه. وقد اعترض الكاتب على بن خلدون فى تصوره لمراحل الدولة وقال إن ليس للدولة عمرا تتخطاه , وأن الجيل الأول من أجيال الدولة يكون شابا والثاني كهلا والثالث شيخا , بل لأن الدول لم تكن تقوم على مؤسسات بل على أفراد , وهؤلاء الأفراد منقطعة صلاتهم بالأمة , وإذا انقطعت صلة الجماعة الحاكمة بالأمة وجمهور الناس أسرع إليها الجفاف لتوقف الحركة والاتصال بين الجانبي • مع انه فى نهاية الكتاب اعترف ان الدول�� تنقسم إلى مرحلة البداية ثم النهضة ثم التفكيك وانا لا أحد فرق بين رأى بن خلدون ود. حسين مؤنس لأنى اظن ان كليهما يفضى إلى الآخر فمرحلة التفكيك لأى حضارة هى مرحلة الشيخوخة والانهيار وتجتمع عوامل ومقومات لكل فترة منها انقطاع العلاقة بين الحاكم والمحكوم او الاستبداد بالسلطة او الفوضى او المنازعات على السلطة لم اشعر بالفرق فى المعنى ولكن فى اللفظ والتعريف فقط وان كان فرق مؤنس بين الفرد وبين الجماعة وان الفرد قائم بذاته والجماعة مترابطة متعاونة المهم لم اشعر واقعيا ومعنى بالفرق الساشع الذى ابداه فى الكتاب الا فى التعريف فقط وأوضح ايضاان هذة الدول انتهت لأنها قامت دون علاقة بين الحاكم والمحكوم وانهار بسبب قوانينها واسلوبها فى الحكم
وأوضح الفرق بين خطبة أبى بكر خطبة أبو بكر الصديق عند توليه الخلافة (11 هجرية)
لما بويع أبو بكر بالخلافة بعد بيعة السقيفة تكلم أبو بكر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا ع��هم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".
وقال انه سياسى حكيم يعرف علاقة الحاكم بالمحكوم ولم ينفرد بالسلطة فانقطعت الصلو بين الأمة وبين السلطة كما فعل ابا العباس السفاح فى خطبته وقال إن الأمر خاص له فأفرد بالسلطة دون الامة وقال إن الأمر خالصا لهم قال أبو العباس السفاح: “الحمد للهِ الذي اصطفى الإسلام لنفسه تكرمة، وشرّفهُ وعظمهُ، واختارهُ لنا، وأيدهُ بنا، وجعلنا أهلهُ وكهفهُ وحصنهُ والقوّام به، والذابّين عنهُ، والناصرين له، وألزمنا كلمة التقوى، وجعلنا أحقَّ بها وأهلها، وخصنا برحم رسول الله، وأنشأنا من آبائه، وأنبتنا من شجرته، واشتقنا من نبعته، جعله من أنفُسنا عزيزاً عليه ما عنتنا، حريصاً علينا بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً. ووضعنا من الإسلام وأهله بالموضع الرفيع، وأنزل بذلك على أهل الإسلام كتاباً يُتلى عليهم، فأعلمهم جل ثناؤه فضلنا، وأوجب عليهم حقُنا ومودتنا، وأجزل من الفيء والغنيمة نصيبنا تكرُمةً لنا، وفضلاً علينا، والله ذو الفضل العظيم.
وزعمت السبئية الضلال، أن غيرنا أحق بالرياسة والسياسة والخلافة منا، فشاهت وجوههم! ولم أيها الناس؟ وبنا هدى الله الناس بعد ضلالتهم، وبصرهم بعد جهالتهم، وأنقذهم بعد هلكتهم، وأظهر بنا الحق. وأدحض بنا الباطل، وأصلح بنا منهم ما كان فاسداً ورفع بنا الخسيسة، وتم بنا النقيصة، وجمع الفرقة.
الزمن عامل حضارى
هنا طبعا توجد اشكالية كبيرة هذا التطور لو كان من خلال الزمن فقط لكان من الطبيعى ان المتأخر زمنا اكثر حضارة وارقى من المتقدم ولما وجدنا القراءن ذكر أمثال القوم الذين كفروا واهلكهم الله مع انهم كانوا اكثر تقدما وعلما وربما وصلنا لعلوم وأشياء وصل لها الإنسان من قبل ولكن يجب أن نعرف ان الزمن عامل فقط وليس هو العامل الوحيد وكذلك ان بعض الأمم أهلكت او تلاشت وانتهت حضارتها ومعالمها سواء تم الكشف عنها لاحقا ام لم تكتشف بعد.
مفهوم الحضارة
• الحضارة لا تتمثل في عظم المنشآت كالإهرامات أو قصور فرساي أو ناطحات السحاب، بل تتمثل في صغار الاكتشافات التي تقوم عليها حياة البشر، فرغيف الخبز وإناء الفخار أنفع للبشرية من الوصول للقمر. • الحضارة في مفهومها العام هي كل ثمرة جهد يقوم بها الإنسان لتحسين ظروف حياته، أكانت الثمرة مادية أم معنوية.
احد القانطين فى المدن يقول ضحكوا علينا وافهمونا ان الذى يعيش فى المدينة أو العاصمة أرقى وافضل وأكثر تحضرا واذا بك تجد امثالك فى القرى يعملون ويتزوجون ويبنون بيوتهم ويكفى دخلهم احتياجاتهم وهم أصغر منك ولا يتكلفون المشاق الذى الزمت نفسك بها لأنك فى الحضر وفى المدن
البداوة والحضر
• وكذلك يتعرض الكاتب على وصف البداوة والخضر ويعتبر ان كل منهما انواع من البيئة وليست مقياس الحضارة • فالتاريخ والحضارة عند إبن خلدون دورة متصلة وصراع دائم على الملك والرياسة , أو ما يسميه إبن خلدون باﻟﻤﺠد والشرف , فأهل البداوة يتطلعون أبدا إلى التغلب على بلاد الحضر للاستمتاع بخيراتها , فإذا وصلوا إلى الملك استناموا إلى الترف وأخذت أجيالهم تضف نتيجة لانغماسهم في الحضارة وفساد طبائعهم تبعا لذلك , وهنا تتطلع أمة جديدة من أهل البداوة إلى الحلول محلهم في الملك والغنى والنعيم , ولا يزالون يعملون حتى يغلبوهم ويحلوا محلهم , وهكذا تستمر دورة التاريخ ودورة العمران وإبن خلدون يحمل في كتابه كله على الحضارة , ويرى أنها تضف من يملك أسبابها ويطمئن في مهادها ويستسلم لنعيمها , فيضعف فيه النزوع إلى القوة ويقل حماسه للجهاد والصراع , وتفسد الحضارة طبعه ويستولي عليه الترف فيفسد ويضمحل. مقياس الحضارة ويقول إن مقياس الحضارة ثمرة اى مجهود يقوم به الإنسان لتحسين ظروف حياته ماديا او معنويا والحسن المعنى مقدم على المادى لأن الغاية القصوى التحسين هى شعور الإنسان بالأمان والاطمئنان والكفارة والتعاون والتفاهم والمحبة
رواد الحضارة
يندر أن نجد جماعة تتقدم من تلقاء نفسها , لابد أن يكون هناك نفر من أهل الطموح والجرأة والنظر البعيد والقدرة على تصور مستقبل أفضل , ويندر أن يكون هؤلاء رجالا عادي , أي من المنسجمين ’اما مع واقع أزمانهم , الملمين بكل ما فيه , وليس هؤلاء المستسلمون جميعا بأغبياء , بل فيهم الأذكياء الكثيرون , ولكنهم يستعملون ذكاءهم في الصعود على سلم عصورهم دون أن يفكروا في تغيير أحواله , ثم إن أصحاب الطموح والتطلع وحب المغامرة والولع بالكشف الذين ذكرناهم ليسوا بالضرورة أذكياء , بل فيهم الكثيرون من ذوي الذكاء المتوسط بل المحدود , ولكن الذي يميزهم هو جانب الطفولة والصبوة هذا , جانب التطلع والبحث عن الجديد وعدم الرضا عن الموجود , وهم يكونون من أهل الجماعة أو من الطارئين عليها , وقد يفشلون في أوطانهم وينجحون في أوطان أخرى , وقد لا يفلحون أصلا ويدفعون حياتهم ثمنا لهذه الطفولة التي بقيت في كيانهم ولذلك يقول منهم من ينحرف بهم الطريق او يجاوز الطموح مداه فيصبحوا مخربين مثل جنكيز خان وهولاكو وتيمورلنك ويقول ايضا(التغيير من حال إلى حال أحسن يتم دائما بواسطة قلة من الناس امتازوا على غيرهم بالاحتفاظ بطبيعة الطفل المتطلع إلى المعرفة , الدائم البحث في الأشياء ومحاولة فهمها أو تغيير هيئتها إلى الأحسن , وهو في هذا كله يعرض نفسه للخطر دون أن يبالي به , وقد تتميز هذه الفئة أو الصفوة بنوع من القلق يجعلها لا تصبر على وضع قائم لا ترضى عنه , وقد تتميز ببعد نظر يجعلها ترى على الأفق البعيد ما لا تراه غيرها,أما غالبية الناس فرأيهم المحافظة على ما هو موروث ماكوف , والسير في الدروب المطروق والاكتفاء من العمل بما يكفي الحاجة , سواء أكانت تلك الحاجة قليلة أو كثيرة , وهي إذا تركت على حالتها ثبتت على نفس الحال أجيالا متطاولة , ومع ثباتها لابد أن تتقهقر , لأن من لا يتقدم يتأخر بداهة ,لأن الكون كله في حركة متصلة فمن توقف تخلف عن الحركة العامة.
لا للعسكر هل هو شعار ام كلام وخلاص يقول د مؤنس اعتماد الدولة على القوة العسكرية يزيد نفقاتها , ويقلل من إنتاج الهيئة الحاكمة بتزايد أفراد البيت الحاكم ووزارته وحواشيه وخدمه وأتباعه. وهؤلاء جميعا غير منتجين فمن أين تأتي نفقاتهم ومخصصاتهم الكثيرة? من جهد الطبقة العاملة من زراع وصناع وتجار , فيتزايد عبء الضرائب عليهم حتى يعجزوا عن أدائها ,ويجد الواحد منهم أن عمله هو سبب شقائه فيتوقف الزارع عن الزرع ويهجر أرضه , ويقتصر جهد الصانع على ما يقوم بأوده , وينحسر نشاط التجارة لأن التجار الأغنياء يخفون أموالهم ليتجنبوا المصادرات , ويكتفي صغار التجار بعمليات محلية صغيرة , فيقل المال ويسود الفقر وتتهدم المباني وتعدم من يصلحها , ويفسد ما كان قائما من المرافق ويجمد العمل الحضاري في نقطة من نقط تطوره , وبتوقف العمل الحضاري يبدو على البلد كله مظهر الخراب والشيخوخة والهرم
لا للعنصرية
وتعرض أيضا إلى العنصرية وقال إن جميع الحضارات جمعيها كان بها عنصرية للجنس فمهنم من فضل الجنس الأبيض او الجنس الأسمر قامت حضارة الغريق واليونان كل منهم يرى انه افضل الأجناس كما قالت اليهود انهم شعب الله المختار وقامت النازية بقتل الشعوب لنظرة الغرور والاستعلاء وأنهم خير الأجناس ولم تسلم حضارة من الحضارات من العنصرية الا الإسلام ل اه نه لم يقم على جنس واحد أو اثنان بل تشارك فيه الحبشى والرومى والعربى والفارسى والبدوي والحضري وغيرهم وقد سلم المسلمون من هذة العنصرية بارشاد الدين الإسلامى والوحى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ ، ولا لأبيضَ على أسودَ ، ولا لأسودَ على أبيضَ - : إلَّا بالتَّقوَى ، النَّاسُ من آدمُ ، وآدمُ من ترابٍ
وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)الحجرات وقد احسن الكاتب بتفريقه هذا بين المسلمين وغيرهم لا أقول ذلك لأننى من جنس العرب المسلمين بل لأنهم يرجعوا دائما إلى الوحى والسنة
تعليقات متنوعة ولا اعرف لماذا لم يفرق الكاتب فى باقى المواضيع مثلا فى عصر آلانوار او التنوير؟ واعتمادهم على العقل ورفع شأن العقل وهذا ومحاربة الدين ومحاربة الكنيسة هذا شأن الغرب والكنيسة كانت تحارب العلم اصلا ل تستب بالسلطة ما شأن الحضارة الإسلامية بهذا إذا كان العلم والايمان قرينان فى الدين الإسلامى كذلك لا يوجد علم يناقض ما جاء فى الدين الإسلامى وهل نظرية التطور علم لا بل نظرية التطور ليس علم لأن ليس لها دليل وانتقدت من علماء وكتب جمة
وهل أخطاء الحضارات الإسلامية أخطاء سلوكية فردية ام توجه عام؟
وهل الدولة العباسية التى جاهدت واستمرت ٥٠٠ عام من الفتوحات هل كانت كلها صراعات وعداوات واستبداد بالسلطة وهل معاوية بن أبى سفيان المشهور بحلمه وسياسته وحنكته وطبعا عدالته لأن كل شي عدول
بن أبى سفيان سيد العرب الذى حسن إسلامه وهند بنت عتبة التى ربته على الآباء والشمم وكان من كتاب الوحى الذى اؤتمن على الوحى
يقال إن أعرابياً سأل معاوية بن أبى سفيان: كيف حكمت الشام أربعين سنة ولم تحدث فتنة والدنيا تغلى؟، فقال: «إنّى لا أضع سيفى حيث يكفينى سوطى ولا أضع سوطى حيث يكفينى لسانى، ولو أن بينى وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها»
وقالت هند امه عنه ((ثكلته أمه إن لم يسد العرب قاطبة)) وهل يجوز تمنى الأمارة والتطلع إليها؟ ولكن كيف اذا سيقت لك كعمر بن عبد العزيز رحم الله سليمان بن عبد الملك وكفر عنه اذختم حياته بتولية عمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء الراشدين قال بن سيرين
"يرحم الله سليمان، افتتح خلافته بإحياء الصلاة، واختتمها باستخلافه عمر بن عبد العزيز، وكانت سنة وفاته سنة 99هـ، وصلى عليه عمر بن عبد العزيز، وكان منقوش في خاتمه: "أؤمن بالله مخلصاً"» وكل هذا كان فى الدولة الأموية ومن الإنصاف ان نذكر الخير والشر والسلبيات والايجابيات فهل حضارة الدول الإسلامية مرتبطة بالدول الغربية والفكر الغربى اصلا عصر التنوير ثم العصر الرومانسي ثم الثورات الأوربية وغيرها كل هذا فى اخر ثلاث قرون منذ القرن السادس عشر او السابع عشر والحضارة الإسلامية ممتدة على مدار اربعة عشر قرن وبها كثير من العلوم والفتوحات والسياسات والادارت ووسائل الحكم والمالية والعسكرية حين كانت أوروبا حينها فى ظلام الجهل
أيضا لى تعليق قال عن الإمام الطبرى انه معتزلى جدلى وهذا لأنه اثبت ان الذبيح هو اسحاق وليس اسماعيل وقال إن هذا يرفع من شأن اليهود ويقلل من شأن المسلمين وهل نحن نضع النتائج ثم نبحث لنصل لها اذا اجتهد الإمام الطبرى واخطأ فى اجتهاده فله اجره ولكن ان اضع الغاية والهدف وابحث لا لأصل للحقيقة ولكن ما يناسب ويوافق عقلى وانقد من لا يصل إلى هذة الحقيقة فهذا عذر أقبح من ذنب الإمام الطبرى أمام فقيه وعالم بالرجال والجرح والتعديل ويسند الأقوال ومعنى وجود اسرائليات فى كتب التفسير فهذا للفهم والاستشهاد فى سياق الكلام وليس المراد ان تكون كلها صحيحة والإمام الطبرى عنده قواعد الترجيح فى التفسير عندما يختلف المعنى وايضا اختلاف التفاسير معظمه اختلاف تنوع وليس تضاد واسناد الطبرى الأقوال ليس من قبيل من أسند فقد احالك ولكنه بعد أن يأتى بالاقوال يرجح بعضها ولربما لهذا سماه مؤنس جدليا وقد انبرى طائفة من ملتقى أهل التفسير والشيخ مساعد الطيار والخضيرى لدراسة تفسير الطبرى والتعليق عليه وفهم علوم القراءن والتفسير وازداد العلم به عن الفترة السابقة فلربما لم يصل إلى الدكتوراحياء هذة دراسات التفاسير إذ كان من قبل ينصب الاهتمام بعلم الحديث فقط جزى الله كل العلماء والدارسين خير الجزاء وخاصة انه توفى سن ١٩٩٦ رحمة الله عليه وجعل ما كتبه وتركه فى ميزان حسناته ورفعه به أعلى الدرجات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب استمتعت بقراءته بغناه بالمعلومات التاريخية و المعرفية الدقيقة. الكتاب لم تتبع فيه طرق تقليدية بتفحص الحضارة، بل التنقل بين عدة حقبات تاريخية... أعطى الكاتب الحيز الأكبر لتوضيح عدة مفاهيم يعتبرها القارئ مسلمات و منها الثقافة و الحضارة والتاريخ والعلم... الكتاب غني بمعلومات متسلسلة و كأنها جولة على مدى قرون من بدايات الانسانية الى الوقت الحاضر و بتكوين أسس علمية و تاريخية لتكون الحضارة البشرية. أعجبت بطرح الكاتب لعدد من الأفكار الفلسفية، التاريخية و الاجتماعية التي اسهمت بتطور الحضارات و المقارنات التي قدمها لمدى تأثر هذه الحضارات كالآسيوية و الاوروبية ... و تكوينها للشريط الزمني التاريخي لها بآثار تدل عليها. و ما لم أفضله هو استمراره بالاستناد لما طرحه المؤرخ أرنولد توينبي من أفكار و معلومات... رغم انه قدمها للدراسة.
This entire review has been hidden because of spoilers.
كتاب مهم، وقد جاء اختيارا صائبا لافتتاح اصدارات (عالم المعرفة)، تلك السلسلة القيمة. كان الكتاب وافيا الى حد كبير للعنوان الواسع (الحضارة) وقدم تعاريف للمصطلح، وكذلك استعراضات تاريخة وفلسفية عن الحضارة، وكذلك قدم امثلة عن الحضارات القديمة وصراعاتها واسباب نهوض وسقوط بعض منها. بالامكان وضع الكتاب على رف كتب التاريخ، كذلك الفلسفة وعلم الاجتماع لوسع المعلومات التي تناولها، وحتى علم المصطلحات.
هناك ايضا بعض المآخذ، واهمها كما تم الاشارة اليها في تعليقات اخرى، بعض المغالطات مثل قول ان الانسان جنس بحد ذاته وهو بعيد عن القردة العليا، ليقع في فخ الكثيرين من العلماء الذين يريدون التوفيق بين التطور ونصوص الاديان. كذلك من الكيل بمكيالين أن يصف عام من حجم حسين مؤنس الحملات الاسلامية بالفتوح، فيما تبقى غيرها تسمى غزوات واحتلالات واستعمار، بحجة ان الاسلام كان يحمل رسالة سماوية وأشياء من هذا القبيل.
يبقى الكتاب عنوانا ومحتوى قيما وينصح بقراءته للجميع.
تناول الكاتب معظم الحضارات التي قامت على الارض محترماً في ذلك الخط الزمني للتاريخ وحركته واحداثه، ويرى الكاتب ان الحضارة ظاهرة إنسانية عامة على جنس دون آخر، كما تطرق الى فكر بن خلدون عن الحضارة و قدماً نقداً لبعض افكاره خاصة عمر الحضارات ودورة الحضارة وقال بوجود حركة للتاريخ والحضارة وتتمثل في تقدم او إرتداد الى الوراء ، كما يعلمنا التاريخ ان ليس هناك ما يسمى بفناء الحضارة بل إنحطاط وتقهقر وتبقى بذور هذه الحضارة مطمورة الى ان تجد الظروف المناسبة والملائمة للنمو من جديد .
وقد إستعمل الكاتب المنهج التاريخي والذي يناسب هذا النوع من المواضيع وكما يظهر التكوين التاريخي للمؤلف واثر ذلك بشكل جلى على الكتاب وقد احترم المؤلف الخط الزمني بشكل كبير وبالتالي فهو لم يتناول الحضارة من جانبها الفكري الفلسفي كما فعل آخرون مثل مالك بن نبي
الكتاب كان هدية من الوالد .... استمتعت بقراءته خاصة الاجزاء الاولي .. واستفدت منه ... رغم طول الكتاب لم اشعر بالملل ... يناقش الكاتب في اجزاء من الكتاب مفهوم الحضارة ولماذا سادت الحضارة في اجزاء معينه من العالم بينما لم تتحضر ابدا بعض الأجزاء الاخري ،وهل كان الامر فطريا ام مكتسبا ؟ ورغم ذكره انه لا يمكن ان يكون الامر فطريا ، وشرحه لذلك لمح الكاتب نفسه الي افضليه المسلمين ومجدهم في الكتاب ....توضيح مفاهيم خاطئة لتقع في الخطأ نفسه .داخل الكتاب بدا لي غريبا ...
شتان بين القراءة عن التاريخ و الحضارة من Will Durant - Story of Civilization or Arnold Toynbee - A Study of History و بين انك تقراها هنا بالطريقة دي :/ :/ :/ كأنه كتاب مدرسة متراجع في الأزهر
هذا الكتاب من الأسفار في هذا المضمار، وقد استهلّت به سلسلة عالم المعرفة عددها الأول عام 1978 ثم أعادت نشره مرتين على ما أظن، وهو يتناول أصول الحضارة البشرية وتطورها، وأنصح به بشدة..
كتاب جميل و غني بالمعلومات، هو بمثابة مقدمة - كما عبر عنه المؤلف في المدخل- مفصلة نوعا ما لتاريخ الحضارة و مختلف الموضوعات المتعلقة بها.
في الفصل الأول يقدم الكاتب مختلف التعريفات الحديثة منها و القديمة للحضارة، و يرى أن هذه الأخيرة هي نتاج عدة مكونات هي؛ الزمن و العقل و الإنسان ككيان في حد ذاته، و في هذه الجزئية تحدث السيد حسين مؤنس عن مختلف فرضيات نشأة الإنسان و تطوره، و مميزاته من قامة منتصبةو زاوية بصر كبيرة و كذلك يده التي تمكنه من القبض على الأشياء بكل حرية و أريحية، مما مكنه من التعديل و الإختراع. و كذلك قدرته على انتاج مختلف الأصوات التي مكنته من اختراع اللغة المنطوقة و تطويرها. عرج الكاتب بعد ذلك على الحديث عن طفولة الانسان و ما تمنحه له من تعلم و قدرة على الابتكار و تميزه عن كل المخلوقات الأخرى. بعد ذلك ناقش طرحا مهما يتمثل في مدى تأثير البيئة على الانسان و يضحد فكرة انها هي المسؤول الأول و الأساسي و قد ساجل طويلا في نقد هذا الطرح. يرى المؤلف أنه لا دخل للأجناس في بناء الحضارة، و أن لكل جنس على الأرض حضارته الخاصة، و الاختلاف هو فقط في مدى تقدم هذه الحضارة و مدى استمرارها في الصعود أو الهبوط. اما عن مقاييس التحضر، فالمؤلف لا يعترف بالادوات المادية كمعيار، و انما بالقيم المعنوية و الخلقية و الانسانية. و يختتم الكاتب الفصل بالحديث عن صراع الحضارات بشقيه الغير مقصود (طبيعي) و المقصود (الاستعمار).
في الفصل الثاني يبتدأ بالحديث عن التاريخ قديما، فقد كان مجرد فن قصصي، و انتقل بمرور الزمن الى علم يتوخا فيه الدقة و الأمانة. عرج بعد ذلك على كيف اكتشف الانسان النار و الزراعة و مدى تأثير هذه الاكتشافات عليه، و انتقاله الى العيش في جماعات منظمة و الى الاستقرار بدل التنقل من اجل الغذاء.
في الفصل الثالث، يناقش الكاتب مختلف نظريات ابن خلدون عن الحضارة و يناقشها، فمثلا يرى ابن خلدون ان الحضارة بعد أن ترتقي ينتشر الرخاء و أسباب الراحة و ما يصحبها من لذة، مما يؤدي إلى انخفاض الهمة و الرخوة، و هذا يؤدي بالحضارة الى السقوط و الانهيار، في حين ان الكاتب يرى التحضر مزيدا من اكتساب الخبرة و المعرفة و التجربة، مما يزيد المجتمع قوة لا ضعفا. بل ما يضعف الانسان لا الحضارة هو سود التمتع بالخيرات و الموجودات. كذلك ينتقد طرح الحضارة على انها كحياة الكائن الحي، في حين ان الحضارة في نظره لا تموت و انما تجمدو تتحجر، او حتى تتراجع في اسوء الأحوال. كذلك التاريخ ليس بدائرة ولا خط واحد مستقيم، و انما هو خطوط و تيارات متشعبة و مختلفة. اما فيما يخص التقدم فقد خاض الكاتب في عدة مواضيع لها علاقة به، منها تحسن الصناعات و الفنون و تطور العلوم، خاصة الفلاسفة و السياسيين الأوروبيين - كمثال- الذين ساهموا في تقدم الحضارة الأوروبية.
في الفصل الرابع يطرح المؤلف فكرة أن الحضارة ليست واحدة مستمرة، و انما هي طبقات بنيت واحدة فوق أخرى و أخذ بعضها من بعض، و قدم لذلك عدة أمثلة هي الثقافة الهندية، الصينية، الأمريكية (العالم الحديد).
في الفصل الخامس ناقش الدكتور مؤنس فكرة التقدم، و طرحها من مختلف وجهات نظر الفلاسفة و السياسيين الغربيين، على رأسهم، مونتسكيو، دالامبير، فولتير، جون لوك، روسو، جيبون، هيوم، سان سيمون، سبنسر، و في مناقشة حاضر و مستقبل الحضارة الغربية طرح أراء كل من شبنجلر، مالثوس و ريكاردو، ارنولد توينبي.
في الفصل السادس يطرح الكاتب مختلف التعريفات للثقافة، و يربط بينها و بين الحضارة.
على العموم كتاب ثري بالمعلومات و يستفاد منها، الا انه للأسف الشديد يخرج كثيرا عن الموضوع و عن موضوعية الطرح، الى مناقشة رأي الاسلام في مواضيع جانبية و الحلال و الحرام و المؤامرات على العرب و الاسلام و قضية فلسطين...، ثم هناك نقص في تنظيم محتوى الكتاب، صحيح ان الحضارة موضوع جد متشعب الا ان تنظيم الكتاب ككل و عدم الانزلاق في اشياء جزئية كان ليحسن طرح الكتاب و تقييمه و الاستفادة منه بمراحل.
الأمر هكذا تماما ً. فالحياة لا تعرف المطالبة الموروثة بالخلود، سواء في الأفراد أو في الدول. والموت مسألة طبيعية، وإذا جاء في موعده يصبح مغفورا ًومفيدا ً، ولا يشعر العقل الناضج بالإساءة من مجيئه. ولكن هل الحضارات تموت؟
ليس الأمر هكذا تماما ً. فالحضارة اليونانية ليست ميتة تماما ً ولم يذهب إلا إطارها. أما موطنها فقد تغير وانتشر. وهي باقية في ذاكرة الجنس البشري، بوفرة لا يستطيع عمر واحد أن يستوعبها بأسرها، مهما كان طوله وعمره. وهيومرس يتمتع اليوم بقراءة أكثر مما كان له في عصره ووطنه، والشعراء والفلاسفة الإغريق موجودون بكل مكتبة وكلية. وأفلاطون في هذه اللحظة يقوم بدراسته مائة ألف من مكتشفي (البهجة العزيزة) في الفلسفة التي تغمر الحياة بالفكر الفاهم. وهذا البقاء المختار للعقول المبدعة هو أكثر أنواع الخلود حقيقة وخيرا ً.
إن الأمم تموت. والأراضي القديمة تزداد جدبا ً أو تعاني من أي تغيير أخر، والإنسان المرن يلتقط أدواته وفنونه، ثم يمضي، بصحبة ذكرياته. وإذا عَمَق التعليم هذه الذكريات ووسعها فإن الحضارة تهاجر مع صاحبها، وتبني له وطنا ًأخر. وعلى الأرض الجديدة لا يحتاج إلى البدء من جديد كلية، ولا إلى شق طريقه بدون عون ودي، فوسائل النقل والاتصال تربطه ببلده الأم كما لو كان في مشيمة مغذية. وقد استوردت روما الحضارة اليونانية ونقلتها إلى أوربا الغربية. واستفادت أمريكا من الحضارة الأوربية، وها هي تعد العدة لتداولها بتقنية نشر لم يسبق لها مثيل.
إن الحضارات هي ذريات الروح العرقية، وكما تتغلب الحياة على الموت بالإنجاب، تُسلم الثقافة المسنة تركتها لورثتها عبر السنين والبحار. بل وإننا ونحن نكتب هذه السطور، نجد التجارة، والطباعة، والأسلاك، والأمواج، وكواكب الجو غير المرئية، تربط بين الأمم والحضارات، وتحفظ للجميع كل ما أسهمت فيه احداها للبشرية.
وفي موضع أخر يقول (ديورانت):
يجب ألا يزعجنا كثيرا ً احتمال موت حضارتنا مثلما ماتت أية حضارة أخرى، أو كما سأل فريردرك الأكبر قواته التي تقهقرت عند مدينة كولن: (هل تراكم تحيون إلى الأبد؟) وربما كان من المرغوب فيه أن تتخذ الحضارة أشكالا ً جديدة وأن تكون للحضارات والمراكز الجديدة دورتها.
الحضارة العظيمة لا تموت كلية فقد بقيت المنجزات العظيمة بعد كل تقلبات الدول الصاعدة والساقطة: صنع النار والنور، والعجلات وغيرها من الأدوات الأساسية، واللغة والكتابة، والفن، والأغنية، والزراعة والأسرة، والرعاية الأبوية، والتنظيم الاجتماعي، والأخلاق والإحسان، واستخدام التعليم، في انتقال تراث الأسرة والعرق. وهذه هي عناصر الحضارة، تم الحفاظ عليها بصورة متماسكة خلال رحلتها الخطرة من حضارة إلى أخرى تالية تشكل النسيج الرابط للتاريخ الإنساني.
وعن أهمية التعليم في حفظ الحضارة:
والحضارة لا تورث وإنما يجب تعلمها واكتسابها من جديد على كل جيل وإذا توقف الانتقال قرنا ً من الزمان ماتت الحضارة وصرنا همجا ً مرة أخرى. ومن ثمة تكون أرفع منجزاتنا المعاصرة هي إنفاقنا الغير مسبوق على التعليم العالي للجميع.
ماذا سيكون حال الإثمار الكامل للتعليم إذا أُلحق كل طفل في المدرسة حتى سن العشرين على الأقل، وأُتيحت له الفرصة الحرة لدخول الجامعات والمكتبات والمتاحف التي تضم الكنوز الفكرية والفنية للجنس البشري وتبذلها؟
علينا أن لا ننظر للتعليم كعملية تكديس مؤلم للحقائق والتواريخ وعهود الحكم، ولا كمجرد إعداد ضروري للفرد لكسب قوته في الدنيا، وإنما كانتقال لتراثنا العقلي والأخلاقي والتقني والجمالي بكل ما في استطاعتنا الى أكبر عدد ممكن، من أجل توسيع فهم الإنسان للحياة، والسيطرة عليها، وتزيينها، والإستمتاع بها.
حسين مؤنس كاتب مصري مؤرخ وباحث ولد سنة ١٩١١ وتوفي ١٩٩٦ (٨٥)سنة. تناول الدكتور حسين في كتابة مفهوم الحضارة من جميع نواحيها من تعريفها ونشأتها حتى زوالها . بداية الكتب جميلة وتُشعر القارئ بالفائدة والمتعة ولكن مع التقدم في القراءة تجد ان الكاتب يسهب في شرح بعض الفصول ويضرب أمثال كثيرة تشتت ذهن القارئ ، وهذه الطريقة في الكتابة حولت الكتاب بدلا من أن يكون عن الحضارة فقط ليكون كتابا يبحث عن أشياء متفرقة وبعض الاحيان لا تمت بموضوع الكتاب الأساسي بصلة . ولكن دون إشكالية الاسهاب وتشتت الذهن محتوى الكتاب قيّم جدا وهو من النوع الكتب التي لا بدّ من قراءتها أكثر من مرة .
اقتباسات :
• ما هي الحضارة؟ اﳊﻀﺎرة-ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻨﺎ اﻟﻌﺎم-ﻫﻲ ﺛﻤﺮة ﻛﻞ ﺟﻬﺪ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﺘﺤﺴين ﻇﺮوف ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺳﻮاء أﻛﺎن الـﺠﻬﻮد المبذول ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻤﺮة ﻣﻘـﺼﻮدا أم ﻏﻴـﺮ ﻣـﻘـﺼـﻮد وﺳـﻮاء أﻛـﺎﻧـﺖ اﻟـﺜـﻤـﺮة ﻣـﺎدﻳـﺔ أم ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ.
• ﻻ ﺗﻔﺎوت ﺑﲔ أﺟﻨﺎس اﻟﺒﺸﺮ: اي انه ليس هناك جنس يتفوق على جنس اخر من ناحية الذكاء والقدرات.
كتاب ماتع يأخذك في رحلة عبر تخوم الحضارة شرقاً وغرباً وفي التاريخ بين الماضي والحاضر، يبدأ المؤلف بتعريف للحضارة وخصائصها ومقوماتها ويشبهها بتسلق الجبل للوصول للقمة التي لا يصل الجميع إليها حيث تتوقف الجماعات على مواقع مختلفة الارتفاع من جبل الحضارة، قد تعاود المحاولة للصعود وقد تنحط وربما لزمت مكانها لأحقاب مديدة، يعرض دكتور حسين مؤنس عرضاً موجزاً للحضارات الكبرى المصرية والسومرية والهندية والصينية واليونانية والرومانية، يطرح ويناقش كذلك العديد من النظريات والأفكار لرجالات من عظماء الفكر التاريخي والإنساني من أمثال ابن خلدون وأرنولد توينبي وأوزفالد شبنجلر، يذكر النظريات التاريخية ويقارن بين أمثلة مختلفة من حضارتنا الإسلامية والحضارات الأخرى لكي يدعم أو يدحض هذه الفكرة أو تلك، يسرد قصة تطور الفكر الغربي من البدايات عند الاغريق والرومان مروراً بغزو البرابرة (القبائل الجرمانية) وسقوط الدولة الرومانية الغربية ما سمي لاحقاً بالعصور الوسطى ثم عصر النهضة والأنوار وصولاً لوقته الحاضر (زمن تأليف الكتاب) سرداً ينم عن ثقافة موسوعية وإطلاع واسع وعقل ثقِف (يذكر المؤلف معاني كلمة الثقافة واستخداماتها وكيف تطورت عندنا في آخر فصل عن الثقافة والحضارة)، كتاب ممتاز كمدخل مبسط للحضارة والتاريخ وعلم الاجتماع، أنصح به بشدة.
This book examines the fundamental biological and intellectual tools that enabled human civilization, from the cognitive engine of intellect to the social catalyst of language.
In brief, the author argues that civilization is not an accident but the result of specific human faculties that distinguish us from other species.
دراسة جادة للغاية في اصل الحضارة( ليست حضارة معينة وانما اصل حضارة الانسان بشكل عام ويتفرع الكاتب لعدة حضارات وبشكل خاص للاسلاميية لانها اقرب للقارئ العربي ) لم انهي الكتاب لكن اظن انه مرجع لمن اراد ان يتعمق في هذا الموضوع
اذكر هنا حال العالم الاسلامى والذى كان يسير نحو التقدم قبل دخول الاستعمار ولكن اتى الاستعمار وقضى ع خطوط هذا التقدم واذكر ايضا حال الجزائر التى كانت مرهوبه عند خصومها الاتينين رغم الفساد الذى كان منتشرا هناك وقتها
عند البداية في قراءة هذا الكتاب تجده ممتعاً .. لكن بعد أكثر من مئة صفحة بقليل يبدأ التكرار تركته لعلمي بوجود نسخة منقحة منه ضمن سلسلة عالم المعرفة نفسها (وهذا هو العدد الأول من هذه السلسلة) التي بدأت بالفعل بقراءتها سأصل إليها لاحقاً