تخيلو ا معي خمسة أيام لقراءة هذا الكتاب ..! كُسِرت شاشةُ هاتفي وأُصلحِت ،مرضت لمدة يومان ،ضاع شاحن هاتفي. أهو كتاب معلون ؟ بالكاد أنتهيتُ منه قد قرأتهُ مُتقطعًا لذلك لن أستطيع كتابة مراجعة لهذا الكتاب ذو الموضوع الرائع يُمكنني القول بأن الكاتب يجمع بين الكتابة الأدبية والكتابة العلمية وأسلوبه سهل وقد راعى ذكر بعض الفلاسفة ك/أفلاطون وأعجبني تقسيم الشعراء إلى عذريون وحسيون
كتاب جميل جدا، لا هو أدبي ممل ولا علمي جاف، إنما تحليلي ممتع يخلط بين التحليل المتسلسل لأدبيات سابقة وبين ذكر مناسب لاقتباسات وأمثلة واقعية لتدعيم تحليله. الكتاب ممتع كثيرا، خاصة لمن لديه خلفية في قصص الحب المتداولة في ثقافتنا لأنه يعطيك بعدا آخرا لفهم هذه القصص بشكل يفتح لك آفاق واسعة ويدفعك لإعادة النظر في فهمك لها.
بعد قراءتي للكتاب، ورغم أني سبق أن قرأت الكثير من الكتب التي تناولها في تحليله ككتاب ابن حزم "طوق الحمامة"، بت أرى أن هذه الكتب بحاجة لإعادة قراءة بعد الإطلاع على تحليل المؤلف له.. لأن فهمي لها سيتخلف حتما بعد أن فتح لي هذا الباب.
من الأشياء التي استدعت تفكري هي تعريف "مراحل" الحب على مر الأزمنة؛ قد أكد المؤلف أن كل قصة تتبع إطارها الخاص بها، لكن القصص بشكل عام، وفقا لأقوال السابقين، قد تتبع إطارا عاما سمعناه كثيرا "النظرة فلقاء ...." التساؤل الذي لا زلت أحاول تقصيه: مع اختلاف الثقافة ودرجات "الانفتاح" في التعامل بين الجنسين في مجتمعاتنا، هل بالإمكان أن يكون هذا النمط العام قد اختلف؟ أم أنه -النمط العام- يتحلى بمرونة كافية ليتطبع وفقا للتغييرات الحاصلة في مجتمعاتنا؟
** اقتبست:
"الخطاب في الآيات القرآنية موجه غالبا إلى آدم وحواء معا، والوصف بالعصيان خص به آدم وحده."
**
"يمكن أن نجد أنفسنا بين طوفان من الأخبار والحكايات والقصص تجمع الواقع أو الممكن إلى المستحيل، وتكاد تنزلق بأي دراسة في مجال الحب إلى غير ما ينبغي لها من الموضوعية والوضوح."
**
"يؤكد البحث في ظاهرة الحب عند العرب أن الطبيعة البشرية لا يمكن اعتقالها، وأن فيها قدرة على تجاوز أي إطار مسبق يفرض عليها."
**
"خلاصة ما نريد الانتهاء إليه أن العصر الجاهلي عرف الحب في مستوياته جميعا، الحسية والعذرية، الطبيعية والشاذة، بين الفتيان والفتيات، وبين العشاق من أزواج وزوجات وعواهر، وأشعار امرئ القيس وحده يمكن أن تجد فيها آثار هذه الألوان من الحب على اختلاف مستوياتها، مما قد يعني التلقائية والاستجابة للدافع الوقعي، وقد يعني اختلاف المستوى مع مراحل العمر، وعوامل الاستقرار والسيطرة أو القلق والانفلات."
**
"لم يكن الحب أو العشق من الكلمات المحرمة أو المكروهة، بل كانت تتداول بين الصحابة باللفظ أو المعنى، وتظهر في السلوك والعلاقات دون أن تنال من وقارهم أو مهابتهم."
**
"مع صرامة الحكم [في عصر عمر بن الخطاب]، كان هناك العدل، وكان هناك العمل، وكانت هناك الكفاية، بل الثروة التي سيظهر مردودها السلبي في العصر القادم."
**
"ومع تنوع مناهل الثقافة العربية بعد حركة الفتح ثم حركة الترجمة، لا بد أن تختلف طريقة تعريف الحب." تعليق: هذا أيضا ينطبق على عصرنا الآن، إذ أن انفتاحنا على الثقافات الأخرى وبالأخص الغربية بالشكل الذي نحن عليه الآن غير من الكثير من التعاريف في مجتمعاتنا، ليس تعريف الحب فقط.
**
"وقد وصف [ابن القيم] العشق بأنه السرف في الحب والمبالغة في الميل، ووصف بأنه تعبير عن الاشتهاء، في حين أن الحب ميل قلبي ليس الاشتهاء دافعه أو غايته."
**
"الأمر اللافت حقا أنه لم يرد وصفا للعلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة، بل لمجرد الميل والتعلق [بالله]. ... ولم ترد كلمة الحب تعبيرا عن علاقة الرجل بالمرأة إلا في سياق قصة يوسف وامرأة العزيز حيث (قد شغفها حبا) وحينئذ فإن تقديم "الشغف" -وهو من شغاف القلب أي الباطن أو الصميم- قد خلع على هذا الاستعمال نوعا من التخصيص أعان عليه السياق."
**
"أما الهوى فإنه لم يرد في القرآن مرادفا للحب، أي الميل إلى ما هو صالح أو فاسد من العقائد أو الأشخاص أو الأشياء، وإنما خص بالميل إلى ما ليس بصواب."
**
"وقد عني القرآن بالقصص كثيرا، فتعددت مواضيعها ومراحل تصوير أحداثها وتفصيل طبائع شخصياتها وإبراز الطابع الحواري في سياق صياغتها، وتبقى قصة يوسف وامرأة العزيز متميزة يتكوينها وتفاصيلها ورسم شخصياتها والاهتمام بمواقفها وحركة الحوار فيها وتعدد أزماتها ومآزقها وطريقة حل هذه المآزق، وعظة الختام فيها."
**
من الأمثال المثيرة للفضول التي يسردها عن كتاب "التمثيل والمحاضرة" : أثقل من رقيب بين محبين، أنم من دمع على عاشق، أشقى من محب، أطيب من ريح الحبيب الموافق، القبح حارس المرأة، البياض نصف الحسن.
**
عن شاعر لا يذكر اسمه: كل شيء من الحبيب مليح ... غير أن الصدود منه قبيح
**
يقتبس الشنفري يتوعد امرأته :) : إذا ما جئت ما أنهاك عنه ... ولم أنكر عليك فطلقيني فأنت البعل يومئذ فقومي ... بسوطك لا أبادلك فاضربيني
**
"من فكاهات أبي حيان التوحيدي: طلق أبو الخندق امرأته أم الخندق، فقالت له: يا أبا الخندق طلقتني بعد خمسين سنة. فقال: مالك عندي ذنب غيره."
**
"دراسات الحب في التراث العربي تنقسم إلى نوعين: نوع اعتبر مؤلفوها المحبة والعشق ظاهرة إنسانية لا تعدو حدود الأحوال البشرية المشهودة من أهلهما، من الحيرة عند مشاهدة جمال المخلوق، ومن تعلق القلب بالمعشوق والألم عنده هجره أو فراقه إلخ. والنوع الثاني هو ما ألفه أهل التصوف الذي يعتبرون محبة جمال المخلوق مرحلة أولية في سلوك السالك يجب أن يرتقي منها إلى محبة خالق الجمال، ويعتبرون هذه المحبة هي المحبة الحقيقية أو العشق الحقيقي، أما ما يكون بين البشر فهو عشق مجازي."
**
"وينتهي فصل النزاع بين الفريقين -كما يراه [ابن القيم]- إلى أن مبادئ العشق وأسبابه اختيارية داخلة تحت التكليف، فإن النظر والتفكر والتعرض للمحبة أمر اختياري. فإذا أتى بالأسباب كان ترتب المسبب عليها بغير اختياره، كما قيل: تولع بالعشق حتى عشق ... فلما استقل به لم يطق رأى لجنة ظنها موجة ... فلما تمكن منها غرق تمنى الإقالة من ذنبه ... فلم يستطعها ولم يستطق"
**
"يُعتبر [ابن داود في كتابه الزهرة] رائدا في البحث عن مفهوم للحب، وكاشفا عن رؤية خاصة، يمكن أن نقول إنها جوهر النظرية العربية ف الحب، وأنها في عمقها ورصانتها غير قابلة للتعميم أيضا."
**
"كتاب الزهرة قد نشر نصه الأول عام 1932 وظل نصفه الثاني مجهولا إلى أن نشر مؤخرا في عام 1975. ... ومن ثم تنحصر أهمية الكتاب في نصفه الأول"
**
"أما مراتب الحب تفصيلا فإنها تبدأ بالسماع والنظر، فيتولد عنهما الاستحسان، ثم يقوى فيصير مودة، ثم تقوى فتصير محبة، ثم تقوى المحبة فتصير خلة، ثم تقوى الخلة فتوجب الهوى، فإذا قوى الهوى صار عشقا، ثم يزداد العشق فيصير تتيما، ثم يزيد التتيم فيصير ولها، وهو قمة ما يبلغة المحب، إذ معناه: الخروج عن حدود الترتيب، والتعطل عن أحوال التمييز."
**
يقتبس ابن داود إذ يعرف ما أسماه بالحب الحق: "هو ما لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء."
**
"حين يضمر [المحب] العفة حقا، ويبتعد عن مواطن الزلل قصدا، فإن رحيق الحب صافيا يجتني له في كل لفتة أو كلمة أو خاطرة، فيفوز بالود الصرف، ويصل في النهاية إلى نيل مناه."
**
من أول آفات الحب المثيرة للاهتمام والتي ينقلها عن فكر ابن داود هي "بوح المحب للمحبوب بما له في قلبه من منزلة، فالكتمان -حتى عن المحبوب- هو الأكثر أمانا لأن المحبوب 'إذا وقع له اليقين استغنى عن التعرف، وإذا حصل له الود استغنى عن التآلف، فحينئذ يقع الغضب عن غير ذنب، والإعراض من غير وجد؛ لسكون القلب الواثق واستظهار المعشوق على العاشق'" **
"من الشيم السنية التي يسجلها لأهل الظرف أنهم لا يقتحمون مجلسا لم يدعوا إليه، ولا يقطعون على متكلم كلامه، ولا يتسرعون، ولا يبصقون أو يتجشئون أو يتمطون في المجالس، وليس من زيهم الإقعاء في الجلسة ولا السرعة في المشية، ولا يأكلون في الأسواق، ولا يماكسون في الشراء، ولا يغتابون أو يشاتمون على سبيل الهذر. أما إظهار البزة، والحرص على الرائحة الطيبة، وإظهار الأنس بالرفيق والصديق، والمجاملة في المناسبات المختلفة، والميل إلى العفو والمسامحة فهي أخص صفات الظرف الإيجابية."
**
"ولكن المثير للفكر حقا هو أن بعض من اهتم بدراسة هذا الجانب [الاصطلاحي/اللغوي] لم يكتف برصد نقطة البداية ونقطة النهاية المحتملتين في علاقة عاطفية بين متحابين أو عاشقين، ولكنه راح يتصور هذه العلاقة في إطار من التصاعد المستمر وفق نظام وترتيب، وكأنها عاطفة محكومة بالإرادة، وتنمو بناء على تصور سابق أو قوانين ملزمة." ..ثم يعلق قائلا: "وسنكتشف بعد ذلك أن 'سلم التصاعد العاطفي' -إن صحت التسمية- غير متفق عليه، وهذا يؤكد خصوصية التجربة وتمردها على أي إطار مفرغ يعد لها سلفا لكي تتشكل فيه بالحتم والضرورة."
**
أكرر اقتباسه لابن داود في مراتب الحب لأن هذا الاقتباس فيه تفصيل أكثر: "اول ما يتولد عن النظر والسماع الاستحسان، ثم يقوى فيصير مودة، ثم تقوى المودة فتصير محبة، ثم تقوى المحبة فتصير خلة، والخلة بين الآدميين أن تكون محبة أحدهما قد تمكنت من صاحبه حتى أسقطت السرائر بينه وبينه فصار متخللا لسرائره ومطلعا على ضمائره، ويقال أن الخلة بين الآدميين مأخوذة من تخلل المودة بين اللحم والعظم، واختلاطها بالمخ والدم. ثم تقوى الخلة فتوجب الهوى، والهوى اسم لانحطاط المحب في محاب المحبوب، وفي التوصل إليه بغير تمالك ولا ترتيب، ثم تقوى الحال فيصيرص عشقا، والعاشق يمنعه من سرعة الانخطاط في هوى معشوقه إشفاقه عليه وضنه به، حتى أن إبقاءه عليه ليدعوه إلى مخالفته وترك الإقبال عليه، فمن الناس من يتوهم لهذه العلة أن الهوى أتم من العشق، وليس الأمر كذلك. ثم يزداد العشق فيصير تتيما، وهو أن تصير حال المعشوق مستوفية للعاشق، فلا يكون فيه معها فضل لغيرها، ولا يزيد بقياسه شيئا إلا وجدته متكاملا فيها."
ويعلق المؤلف على هذا الاقتباس قائلا: "هكذا رتب ابن داود سلم التصاعد العاطفي في سبع درجات، ليست منها النظر أو السماع، إذ هما سبب وليسا نتيجة، أما الدرجات السبع فتتوالى على النحو الآتي: الاستحسان-المودة-المحبة-الخلة-الهوى-العشق-التتيم."
ويضيف لابن الجوزي درجة ثامنة: "يزيد التتيم فيصيصر ولها، والوله الخروج عن حد الترتيب، والتعطل عن أحوال التمييز."
**
-ابن القيم يذكر خمسين اسما للحب!
**
"قول بعضهم: لا تصح المحبة حتى يقول كل واحد من المتحابين لصاحبه: يا أنا."
**
يقتبس يوذجانس -أجنبي- في تعريف للعشق: "سوء اختيار صادف نفسا فارغة."
**
"والنفس عند أفلاطون تشبه عربة يقدوها جوادان أصيلان: أحدهما الغضب والآخر الشهوة، أما سائق الجوادين فهو العقل. ... وعلى هذا النحو يرى أفلاطون أن الفضيلة حقا إنما هي مزاج ينتج من التوازن بين هذه القوى."
**
يقتبس ابن أبي طاهر: "عدمت فؤادي من فؤاد فما أشقى ... وأكثر من يرى وأعظم ما يلقى فلو كان يرى واحدا لعذرته ... ولكنه من جهله يعشق الخلقا قمانون لي في كل يوم أحبهم ... وما في فؤادي واحد منهم يبقى."
**
كتب تحدث عنها: - "التمثيل والمحاضرة" لـ الثعالبي - "المحاسن والأضداد" لـ الجاحظ - "روضة المحبين ونزهة المشتاقين" لـ ابن القيم - "نزهة الجلساء في أشعار النساء" لـ السيوطي - "عطف الألف المألوف على اللام المعطوف" لـ أبي الحسن علي بن محمد الدليمي - "مقامة العشاق" لـ الزركلي - "مصارع العشاق" لـ جعفر السراج - "ذم الهوى" لـ ابن الجوزي - "الزهرة" لـ ابن داود - "عيون الأخبار" لـ ابن قتيبة -
الحب في التراث العربي محمد حسن عبدالله عالم المعرفة #36
دراسة عن الحب في التراث، من الجاهلية الى الاسلام من الهامش إلى الصميم، كفكرة و ممارسة و طبيعة و ارتباطه بالمجتمعات على مر العصور، كيفية تطور العلاقات الاجتماعية المرتبطه بالحب، تركيز على التراث و كيف كانت الأمور في تلك الفترات بدون البحث في كيفيتها الان وذلك نظرا لأنها دراسة في التراث ولكن المقارنة مع الأوضاع الحالية كانت واجبه حتى ولو في فصل من فصول الكتاب وينهي الكتاب بقصص حب في التراث و في الشعر بين حسيون و عذريون في تعاملهم مع الحب كتاب جيد و مناسب لشهر فبراير
الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف
يحلل الباحث في هذا الكتاب نصوص التراث التي تدرس موضوع الحب ويفتح للقارئ آفاقاً معرفية جديدة تعينه على قراءة النصوص من زاوية جديدة مختلفة. خلال فصول هذا الكتاب يناقش الدكتور بداية فكرة الحب والحب العذري في التاريخ العربي ومحاولات دراسته من قبل الأدباء والفقهاء ومنظور الدارسين له وتحليلاتهم ومدى تأثرهم بالحضارات السابقة بأسلوب يجمع بين الرصانة العلمية والرقة الأدبية.
أرى أن هذه الدراسة الأدبية تعد مدخلاً ضرورياً لمن أراد الخوض في موضوع الحب في الأدب العربي.
كتاب ممتع، وفق الكاتب بترتيبه للمواضيع وبما أنه يتحدث عن الحب فلا يوجد أغزر من تاريخنا كعرب من هذه القصص، هذا الكناب وضح لي طرق حب العرب قديما ومفهومهم عن الحب وهل فعلاً كان حب أم أن شيء آخر. قراءة ممتعة للجميع
ومن الحكماء من قال إن العشق هوى غالب في النفس نحو طبع مشاكل في الجسد، أو نحو صورة مماثلة في الجنس. ومنهم من قال إن العشق هو شدة الشوق إلى الاتحاد، ولهذا فأي حال يكون عليها العاشق يتمنى حالا أخرى أقرب منها، ولهذا قال الشاعر: أعانقها والنفس بعد مشوقة إليها وهل بعد العناق تداني ؟ وألثم فاها كي تزول صبابتي فيزداد ما ألقي من الهيمان كأن فؤادي ليس بشفى غليله سوى أن يرى الروحان تمتزجان