كتاب عظيم ، ولن أتردد في وضع النجمات الخمس ، فهو والله من أعظم ما قرأت للمعاصرين في تيسي البلاغة، وليس هذا بمستغرب من علامة باللغة العربيةاسمه عبد العزيز الحربي بارك الله في عمره وأسبغ عليه نعمه وشكر له منافحته عن اللسان العربي..
إذا أردت معرفة البلاغة وقواعدها ففي هذا الكتاب ضالتك المنشودة، فهو ليس كعلم النحو ولا الصرف، بل مدخل كريم للدارس والمتعلم والمجتهد، وصنعة عظيمة بأقسامها البلاغية (علم المعاني، علم البيان، وعلم البديع)، يقول المؤلف: "علم المعاني كأصول الشجرة وأغصانها، والبيان بمنزلة أوراقها، وعلم البديع بمنزلة زهرها"، أما قوله في البلاغة :" فصاحة في اللسان، وذوق في الوجدان، ومتعة في الأذهان، ولكن الذي يجمع ذلك وينتفع به هو من كان له قلب حاضر، وذهن يقظ، وأدب جمٌ، وذوق رفيع"
فن البلاغة مفتاح فهمك للقرآن ولكلام النبي عليه الصلاة والسلام، الغاية عظيمة، لا سيما عندما تتلذذ ببلاغة المكتوب وعذوبة اللفظ المسموع، فتصنع منك شاعرا فصيحا أو كاتبا مؤثراً أو خطيبا مُفوّها.
أعجبني اسلوب المؤلف المختصر البعيد عن الحشو والتعقيد ... فمن أراد أن يتخصص ويستزيد فمن مصادر أخرى أكثر عمقا في علم البلاغة.
بعد قراءة "البلاغة الميسرة" لا يسعني إلا أن أقول: براعة الانشاء وجمال الصورة فن من فنون لغتنا العربية، اللهم ارزقنا فصاحة في اللسان وسحر في البيان.
قرأته بعد أن فشلت بقراءة كتاب البلاغة الواضحة. كتب الشيخ عبدالعزيز الحربي ما يميزها أنها خفيفة سهلة، وهي من أسمها البلاغة الميسرة، بأيسر عبارة وأوضحها، فلا يطيل في الأمثلة ولا يغرب في المصطلحات الأكاديمية.
ولعل هذا الكتاب أفضل ما يبدأ به ومن بعده ينطلق لكتب البلاغة الأخرى، الكتاب أقل من مئة صفحة وأنوي قراءته مرة أخرى قراءة متأنية حتى أستوعبه كامًلا.