حيرة العائد

by Mahmoud Darwish, محمود درويش

في الكتاب عشرات الكلمات التي قالها محمود درويش في مناسبات شتى. معظم هذه الكلمات تتناول شخصيات أبدعت في مجال أو أكثر من ياسر عرفات إلى إميل حبيبي وفدوى طوقان إلى نزار قباني وسعدي يوسف ومحمد الماغوط إلى سمير قصير وممدوح عدوان وجوزف سماحة

Genres: Poetry

168 pages, Mass Market Paperback

First published January 1, 2007

About the author

محمود درويش
Mahmoud Darwish was a respected Palestinian poet and author who won numerous awards for his literary output and was regarded as the Palestinian national poet. In his work, Palestine became a metaphor for the loss of Eden, birth and resurrection, and the anguish of dispossession and exile.

The Lotus Prize (1969; from the Union of Afro-Asian Writers)
Lenin Peace Prize (1983; from the USSR)
The Knight of the Order of Arts and Letters (1993; from France)
The Lannan Foundation Prize for Cultural Freedom (2001)
Prince Claus Awards (2004)
"Bosnian stećak" (2007)
Golden Wreath of Struga Poetry Evenings (2007)
The International Forum for Arabic Poetry prize (2007)

محمود درويش هو شاعرٌ فلسطيني وعضو المجلس الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وله دواوين شعرية مليئة بالمضامين الحداثية. ولد عام 1941 في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا, حيث كانت أسرته تملك أرضًا هناك. خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة، لتجد القرية مهدمة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية)"أحيهود". وكيبوتس يسعور فعاش مع عائلته في قرية الجديدة.

بعد إنهائه تعليمه الثانوي في مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب مثل الإتحاد والجديد التي أصبح في ما بعد مشرفًا على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر التي كان يصدرها مبام.

أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن. يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى. قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر.

Tras una juventud dentro de la Palestina ocupada, años salpicados por numerosos arestos, se trasladó a Egipto y después al Líbano para realizar su sueño de renovación poética. Será en su exilio en Paris, tras tener que abandonar forzosamente el Líbano, donde logre su madurez poético y logre un reconocimiento ante los ojos occidentales.

En 1996, tras los acuerdos de Oslo para la autonomía de los territorios de Gaza y Cisjordania, dimite como ministro de Cultura de la Organización para la Liberación de Palestina y regresa a Ramallah. Allí dirige la revista literaria Al Karmel, cuytos archivos fueron destruidos por el ejército israelí durante el asedio a la ciudad en el año 2002.

Reviews

[أحمد أبازيد Ahmad Abazeid · Rating 4 out of 5]

أن تقرأ الشعريّ في النثريّ , هذا درويش هنا , يوقّع كلماته ليحضر على قوافل الراحلين , لا يترك للغياب أن يمرّ دون مسايرة الحضور - حضوره - في رحلة الصوت من الهواء إلى الذاكرة خوفا من هاوية النسيان , يتوقّف بين خيالات أسطورته ليحاور الزمنيّ و يقول : إنّي أعرف لعبتك ... ها أنا , و يؤكّد مماهاة الشخصيّ في الجمعيّ عبر فرادة هذا الشخصيّ في التماعة الماء ,
جميلٌ هذا الكتاب , أن تقرأ نثر الشاعر الرمز في طوافه حول ممتلكات الموت الهاربة بالشعر من ملكه ... مخادعا و متحدّيا بذلك موته الخاصّ , و ذاكرة تأبى النسيان ..

[Taghreed Jamal El Deen · Rating 2 out of 5]

مجموعة نثرية هي في معظمها مرثيات ألقاها درويش في تأبين بعض أصدقاءه من الشعراء والأدباء، من بينهم ممدوح عدوان، محمد الماغوط، وغيرهم.
وما تبقى يتنوع بين مقالات متفرقة عن الشعر، مقدمات كتب، ومديح عدد من الشعراء.
أعتقد أني أفضل درويش في الشعر. وأعتقد أيضاً أنه لا جمالية في الكتابات النابعة من الواجب وإن تزينت بفخامة اللفظ.

[Sebah Al-Ali · Rating 4 out of 5]

متعة بدأت بها من أول مقال و لم تنتهِ رغم انتهاء الكتاب!. رغم تعدد المواقف التي قيلت فيها المقالات و رغم تنوع الأوقات، إلا أنه في كل مقال يبدي من بديع اللغة ما يغريك لإعادة القراءة المرة تلو الأخرى؛ فتتزين لك اللغة أكثر و أكثر، تتحداك ألا "تقتبسها" كيلا تُحرَم جمالها.

كانت قراءة ماتعة.

--

اقتبست:

"هل في وسعك أن تكون طبيعيا في واقع غير طبيعي؟"

***

"لا أحد يعود. لا أحدَ يعود تماما إلى مَن كانه و إلى ما كان فيه. لا أحد يعود إلا جماعة أو مجازًا."

***

"ليس هذا الواقع في حاجة إلى المزيد من الشكوى و الهجاء، و لا يستحق بالطبع أي ثناء."

***


"إن طبيعة أي ثقافة أصيلة، باعتبارها وطنية وإنسانية في آن معا، تجعلها قادرة على صيانة خصوصيتها و هويتها في الوقت الذي تتفاعل فيه و تتحاور مع الثقافات الأخرى التي تُكوِن، بمجموعها، الثقافة العالمية."

***

"لا نريد أن نكون أبطالًا أكثر،
لا نريد أن نكون ضحايا أكثر،
لا نريد أكثر من أن نكون بشرًا عاديين."

***

"السعادة المفاجئة هي أختُ الحَرَج."

***

"إن ملحمة الصمود الطويلة على هذه الأرض كانت أحد العوامل الرئيسة التي لم تأذن للخرافة الصهيونية الكبرى "أرض بلا شعب" بأن تعمر طويلا."

***

"لا أحد يعود إلى مرآته الأولى إلا ليهرب من ذاته الأولى إلى ذاته الثانية. أو ليقفز من وجهه إلى قلبه، و من قلبه إلى ماضيه."

***

"الماضي لا يصلح للإقامة الدائمة، بل لزيارة ضرورية، نُحاكم خلالها أفعالنا، و نجّسُ ما في الزمن من تاريخ، و نسأل: هل كنا جديرين بأحلامنا الأولى، و أوفياء لأرضنا الأولى؟"

***

"لم أعد طفلا، منذ قليل. منذ صرت أميز بين الواقع و الخيال، بين ما أنا فيه الآن و ما كان قبل ساعات. فهل ينكسر الزمان كالزجاج؟"

***

"كانت كلمة "العودة" هي خبزنا اللغوي الجاف. العودة إلى المكان، العودة إلى الزمان، العودة من المؤقت إلى الدائم، العودة من الحاضر إلى الماضي و الغد معًا، العودة من الشاذ إلى الطبيعي، العودة من علب الصفيح إلى بيت من حجر. و هكذا صارت فلسطين هي عكس ما عداها. و صارت هي الفردوس المفقود إلى حين..."

***

"قد يفرح المرء بالهزيمة إذا كانت هي الطريق الوحيد إلى السلامة، و إلى اللحاق بما تبقّى له من حياة."

***

"تتكرر الأخطاء التاريخية لأن أحدًا لا يتعلم إلا من تجربته."

***

"الاحتلال هو الأب الشرعي للمقاومة."

***

"المهم هو: ماذا يفعل المنتصر بالنصر، و ماذا يصنع المهزوم بالهزيمة. و لعل بعض الهزائم صالح لبلوغ البشر مرحلة النضج المعنوي و الأخلاقي. و لعل بعض الانتصارات أخطر على البعض من الهزيمة، لأنه يُعفيه من ضرورة الإصغاء إلى صوت الزمن."

***

"لقد انتصرت إسرائيل على العرب أكثر من طاقتها على تحمل تبعات نصرها، إذ صار دماغها العسكري أكبر من جسدها، فأصبحت أسيرة لفائض قوة جشعة، دون أن تحسب أي حساب لقدرة المقاومة على تحييد هذه القوة."

***

"فإن الدولة [يعني إسرائيل:] التي لم تكف عن القول إن العرب لا يفهمون غير لغة القوة، هي الدولة نفسها التي يقول انسحابها [من لبنان:] إنها هي نفسها لم تفهم غير لغة القوة."

***

"إن لم نكن قادرين على ما كنا، فلنذهب معا إلى ما نريد أن نكون."

***

"كل موت موت أول. مفاجئ، صاعق، غير معروف و غير مألوف."

***

"يذكرني بمدى حاجتي إلى استراحة من الركض آناء النوم، بحثا عن حلم مسروق، أراه واضحا و أحاور السارق."

***

"لا نودع الماضي معه... و لكننا ندخل، منذ الآن، في تاريخ جديد مفتوح على ما لا نعرف. فهل نعثر على الحاضر، قبل أن نخاف الغد؟"

***

"الزارع في الحقل الوعر لا يكون دائما هو الحاصد."

***

"ملءُ قلبي هجاء لسادة هذا الزمن الذي لا يُسْأل فيه عن اسم القاتل، بل يُسأل عن اسم القتيل التالي. كأن القاتل هو الغامض الثابت، و القتيل هو الواضح المتغير."

***

"إن الحرية، على ما فيها من جماليات، قد تتوحش ليلة العرس، و تتعطش إلى دم عشاقها. فذلك هو حنّاؤها الباذخ قبل انصرافها إلى شؤون التدبير المنزلي."

***

"و لم يغضب إلا لأن لفظة الحرية، بمعناها الشخصي و العام، ما زالت مستعصية على العرب و العاربة و المستعربة... و الإعراب!"

***

"لا بأس من أن يكون ماضينا أفضل من حاضرنا. و لكن الشقاء الكامل أن يكون حاضرُنا أفضل من غدنا. يا لهاويتنا كم هي واسعة!"

***

"ليس من عاداتنا أن نكرّم الأحياء. لذلك يساورني خوف من نفسي، فلعلي اقترفت موتًا دون أن أنتبه إلى أن تلك الحادثة، التي أردتها أن تكون سرية، قد بلغت مسامعكم."

***

"كنا دائما نؤمن بأن الغد أجمل. لكن التاريخ يفاجئنا دائما بخيبة أمل جديدة، تغري الشاعر بمديج أمس. بيد أن الشعر لا يمتثل إلى هذه المحنة، لأنه أدمن النظر إلى أبعد... و إلى أعلى!"

***

"أكتب في كل مرة، كأنني أكتب لأول مرة، و ربما لآخر مرة."

***

"لست من الذين ينظرون إلى المرآة برضا. المرآة هنا هي انكشاف الذات في صورة صارت ملكية عامة... أي صار من حق غيرها أن يبحث عن ملامح ذاته فيها. فإذا وجد فيها ما يشبهه أو يعنيه من تعبير أو تصوير، قال: هذا أنا. و إذا لم يعثر على شراكة في النص/الصورة، أشاح بوجهه قائلا: لا شأن لي!"

***

[نبال قندس · Rating 5 out of 5]

كل كتاب لدرويش يذهلني أكثر من السابق
كل كتاب تحفة فنية قائمة بحد ذاتها
لم أجد مجالاً للأدب لم يتفوق فيه درويش على غيره
الشعر
النثر
المقالة
هذا الكتاب مجموعة مقالات كتبت لمناسبات مختلفة

لا نريد أن نكون أبطالاً أكثر
ولا نريد أن نكون ضحايا أكثر
لا نريد أكثر من أن نكون بشراً عاديين !

[Asmaa Hijazi · Rating 5 out of 5]

من اجمل ما قرات:
رسالة الغائب الى الغائب
غائبا اتى الى غائب, فلا ادري ان كنت هناك ام هنا,ولا ادري هل جسدي هو كلامي ام كلامي هو جسدي. ولكنني في الحالين غائب!
لا صورة للمعنى بلا مبنى. ولا ارض للقصيدة غير تلك الطعنة التي تحفرها السماء, بقرن غزال, على حافة الارض.
هل دخلت من هناك؟ ام خرجت الى ما انت فيه, بحثا عن امثالي العائدين في عربات المهاجرين الى صورتهم وهي تكبر وحدها, في الليالي القديمة, دون ان تنتبه الى تدخل الشبح او الشاعر.
ولكن, لماذا تفتح ابواب التأويل على مصاريعها لهذا التاريخ المهلك من مصارع العشاق؟ اليس في تلك الطريق الموغلة في القدم وفي الخرافة, بين اريحا والقدس..

[Mohamed · Rating 4 out of 5]

لا نريد أن نكون أبطالاً أكثر
ولا نريد أن نكون ضحايا أكثر
لا نريد أكثر من أن نكون بشراً عاديين

[Hajar Farhat · Rating 2 out of 5]

الكتاب عبارة عن عدّة كلمات ألقاها في أوقات متفرقة منها كانت مُقدمة لشخصيات معروفة ، وكعادته ، لم تخلو كلماته من الغموض وكثرة الطباق والجناس ..

[Fadwa · Rating 4 out of 5]

حتى نثرك شعر أيها الغائب الحاضر..

[عبدُ الرَّحمن · Rating 3 out of 5]

هذا الكتاب أحببته وكرهته، اتفقت فيه مع درويش واختلفت، وهذا الطبيعي والصحي في العلاقة مابين القارىء والكاتب خاصة أن الكتب يضم كلمات ألقاها درويش في مناسبات رثاء أو تأبين او مقدمات كتابه. والاختلاف مع درويش في رأيه السياسي حول عملية السلام، ما أحزنني في نفس النص ولج إلى جوهر المشكلة ولكنه يقف عند النقطة الحاسمة. لماذا يامحمود؟ ولكنه لم يقطع تماما بالفعل يعبر الكتاب عنه حيرة العائد، هذه الحي��ة في درويش منحته الشفافية والصراحة مع القارىء والاحترام رغم الاختلاف في أوقات أعلم أنه لم يتمسك بموقف منها لاحقا. وبالتالي يتغلب عندي على غيره من تحجروا وتحولوا إلى مزاودين على غيرهم في الوطنية والإي��ان.

الكتاب عظيم باحتوائه على وداع درويش لتونس وكلمات في مناسبات مثل تحرير الجنوب اللبناني، ولرفاقة الشعراء والكتاب أمثال إبراهيم أبو لغد وممدوح عدوان وإميل حبيبي وسعدي يوسف وفدوى طوقان والسياب وغيرهم. في النثر كما في الشعر، يمتلك درويش أسلوبًا مميزًا لا مثيل له في الرثاء يجعلك تغبط الشخص الذي كتب عنه. يؤرخ حياة الشخص الراحل وعلاقته معه ويناقشه كما أنه حي يحادثه
المهم اقتباس واحد اختاره هنا لأنه يهمني وسط امتطاء واستغلال الكثيرين من فلسطينيين وعرب لموضوع فلسطين في دفاعهم المقرف عن نظام الأسد البعثي الدكتاتوري حتى في ارتكابه وحلفائه لواحدة من أبشع الجرائم في التاريخ في حلب الشهباء
وليس الفلسطيني مهنة أو شعارًا

[Dunya Al-bouzidi · Rating 3 out of 5]

الكتاب ليس شعري ، بل هو كلمات ألقاها الشاعر في مناسبات متعددة و بأماكن مختلفة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"نحن الآن عاديون ، عاديون أو أقل أو أكثر".
|
" لم أسمع عاشقين يقولان شكرًا ، و لكن شكرًا لكِ لأنكِ أنتِ من أنتِ".
|
"أن أكون هنا لا يعني أنني لم أعُد هناك ، و ألا أكون هناك لا يعني أنني هنا".
|
" صحيحٌ أن الحرب تبدو و كأنها انتهت ، و لكن السلام لم يبدأ".
|
"و لا شيء في حياتنا جدير أن يُكرم سوى حقنا في حياتنا ذاتها ، حياتنا التي كدنا أن ننساها في زحام البحث عن معنى خارجها".
|
" لا نريد أن نكون أبطالًا أكثر
و لا نريد أن نكون ضحايا أكثر
و لا نريد أن نكون أكثر من بشرًا عاديين".
|
"السعادة المفاجئة هي أخت الحرج ، و محرج لأني لا أقوى على النظر في ماضيَّ الذي يوبخني قائلًا : أين كنت؟.
كأنني لم أنتبه إلَّا الآن إلى ما فعل الزمن بي".
|
" الواقع كالتاريخ ، مِن صنع إرادة البشر القادرين على وضع الزمان الصحيح في المكان الصحيح".

[Ahmad Badghaish · Rating 5 out of 5]

محمود درويش نثرًا. كتاب جميل، هو مجموعة من الخطابات التي ألقاها درويش، وبعضًا من النصوص النثرية التي ينعي فيها بعضًا من الشعراء والأدباء والفنانين. كتاب جميل جدًا.

[Rawan Al Mazaydeh · Rating 3 out of 5]

" أما أنا ، فقد ولدتُ تدريجياً وعلى دفعاتٍ مُتباعدة. وما زلتُ أتعلمُ المشي العسير على الطريق الطويل إلى قصيدتي التي لم أكتبها بعد. "

[أحمد جيو حسن · Rating 4 out of 5]

قراءة هذا الكتاب تشعرك وكأنك تتلقى قصاصات من ورق ممزقة من لحظات حياة مقسمة بين المنفى والعودة - أجزاء من خطب وتكريمات تربطها شوق شديد لدرجة أنه يؤلمك في عظامك - ومع ذلك فإنها تنبض بالوضوح، وتربط بين الذكريات والحزن والنقد والنظرية الشعرية في نسيج من الإصرار العاطفي. في هذا الكتاب الذي يتنفس بنفس واحد مترامي الأطراف، يقف درويش أمامنا مجردًا من الاستعارات، يتحدث مباشرة من القلب: سواء كان حزينًا على أصدقاء مثل توفيق زياد، وفدوى طوقان، وإميل حبيبي، وياسر عرفات، أو يحلل شعراء مثل سياب وقباني، فإن صوته يحمل حميمية دون عاطفية ونقدًا دون قسوة. يكتب: ”لا أحد يعود ... لا أحد يعود تمامًا إلى مَنْ كانه“ — وشعرتُ أنَّ هذه العبارة استقرت في داخلي كما لو كانت حقيقتي أيضًا.

في مقالات مثل ”في تحرير الجنوب“، يسمي خيانات السلام وأعباء التفاوض، مظهرًا كيف يمكن أن تكون خيبة الأمل أشد من المنفى نفسه. إلّا أنَّ نبرة نقده رقيقة، كما لو أن كل كلمة هي قصيدة تشكلت بفعل الضرورة. يسأل: ”هل في وسعك أن تكون طبيعيًا في واقع غير طبيعي؟“ — وعندما قرأتُ ذلك، شعرتُ بأنني مكشوف، كما لو أن توقي إلى الحياة الطبيعية في عوالم محطمة قد انعكس عليّ، بشكل صريح وغير محسوم. نثر محمود درويش منحوت: فهو لا يكتفي بسرد المشاعر، بل يحفر فيها — يكشف عن الشقوق بين الماضي والحاضر، بين الطموح والألم، بين الذاكرة الجماعية والحزن الفردي. وفي القسم الخاص بالشعر نفسه، يتأمل في معنى أن تكون ”شاعر الجميع“ وتظل متجذرًا في وطن واحد ممزق — هوية عالمية ومؤلمة في آن واحد. قراءة ”حيرة العائد“ جعلتني أشعر كما لو أن درويش قد انحنى، ورفع الحجاب، ودعاني لأعيش ذلك الارتباك المستمر الذي عاشه - حيث العودة هي سلسلة من النبضات والرفض والنقد والرثاء، والوطن لا يتم استعادته بل يتم التشكيك فيه بلا هوادة.

[Yuusuf · Rating 5 out of 5]

"كنت أسعي إلى التعبير، غير حالم بتغيير أي شيء سوى نفسي، ولكن قصتي الشخصية، الاقتلاع الكبير من المكان، كانت قصة شعب كامل. لذلك، وجد القراء في صوتي الخاص صوتهم الخاص والعام. فعندما كتبت حنيني إلى خبز أمي وقهوتها، داخل السجن، لم أقصد تجاوز تلك المساحة العائلية، وحين كتبت اغترابي في بلادي وشقاء الحياة والتوق إلى الحرية، لم أقصد إلى كتابة "شعر مقاومة" كما سماه النقد العربي، ووجد في القراء العرب تعويضاً شعرياً مبالغاً فيه عن هزيمة العرب في ما سمي بحرب الأيام الستة."

[Hawraki · Rating 4 out of 5]

أخذت كما العادة بكل البطء والتأني أقرأ في مقالات درويش. قد يقول البعض بأن نمط الحديث الذي اتخذه درويش رثائياً هنا حيث أنّ الكتاب يخلد ذكر بعض أولئك الذين عاصرهم درويش أو أثرّوا فيه من خلال مقالات وداعية في ذكرى بعضهم. لكن لغة الشعر في دوريش هيّ هيّ لا تتغير، تطلبت مني بعض المقاطع اعادة القراءة، العمق الذي في هذه المقالات ليس ببساطة العمق الذي في مقالاته الأخرى، لأن هذا الكتاب بحاجة إلى بالٍ طويل وعقل قادر على فكّ بعض الجمل المرتبة ترتيباً شعرياً بطريقة معقدة.

لا زلتُ أحب دوريش.

[بلال طه · Rating 5 out of 5]

نثر أم شعر لا أعرف

[kewan alghofaily · Rating 2 out of 5]

مجموعة مقالات , يغلب عليها الرثاء
ما تحمست لعدد منها لجهلي بالاشخاص اللي تكلم عنهم ,

[ميقات الراجحي · Rating 3 out of 5]

كتاب نثري لمحمود درويش حيث معظمه مقالات ويبدو أنها قديمة بعض الشيء. أعجبني فيه ما تناوله عن الشعر وعن بدر شاكر السياب في الفصل الثالث من الكتاب

[Abeer · Rating 4 out of 5]

لم يعرف درويش "القامة الفلسطينية" من لم يقرأ نثره

أحببت ودّه العميق لإميل حبيبي ووصفه: "لم تكن أنت ذريعة للنداء. كنت العناق البعيد"، وشهادته التاريخية في تأبين إبراهيم أبو لغد: "وكان من القلائل الذين لم يروا في الخروج من بيروت نهاية. إذ رأى فلسطين أمامه: سنعود."، ووصفه للبلاد: "في هذه الأرض من المعاني والجروح ما يجعل الإنسان قديساً منذ لحظة الولادة، وشهيداً حيّاً مضرجاً بشائق النعمان من الوريد إلى الوريد!"، وعبارته المرجعية: "لا. لا حياة طبيعية مَعَ الاحتلال، وتحتَ الاحتلالِ. ولا حياة طبيعية أيضاً مع النفْسِ لمن يواصل الاحتلال!" ورأيت في مقالاته التالية رؤى تستحقّ التذاكر وتأسيس سردي يحتذى به: البحث عن الطبيعي في اللاطبيعي، المكان في مكانه، البيت والطريق.
-
-
ليس هذا الواقع في حاجة إلى المزيد من الشكوى والهجاء، ولا يستحق بالطبع أي ثناء. وليس من الطبيعي أن ننصرف، الآن، إلى أسئلة التطبيع القصوى مع شيء أو أحد، وإلى الاستجابة للمطالبة بتطهير الذاكرة مما علق بها من لغة الصراع، وإلى تعديل حبكتنا التاريخية في اتجاه الاعتذار عن سيرتنا، ما دام الاحتلال، المعلن والمبطن، الرسمي والعلني، جاثماً على حياتنا، وما دامت المستوطنات تُقَطِّع جسد الأرض وتبتلعها، وما دام الحصار يهبط بنا من سؤالنا الوطني إلى بدائية الوجود، وما دمنا محرومين
من ممارسة حقنا المقدّس في السيادة والاستقلال والحياة الإنسانية العادية.
-
شعوري بالعنفوان هنا أقوى من شعوري بالقنوط، وبالخشية من سقوط المعنى في البراغماتية المبتذلة السائدة. فإن ملحمة الصمود الطويلة على هذه الأرض كانت أحد العوامل الرئيسة التي لم تأذن للخرافة الصهيونية الكبرى «أرض بلا شعب» بأن تعمِّر طويلاً. وفي هذا الصمود اليوم البطولي حافظ شعبنا، هنا، على وحدة مكوِّنات هُوِيَّته القوميّة والثقافية على أرضه، وعلى إبقاء ملفّ القضية الوطنيّة الفلسطينية مفتوحاً، كما حرم المشروع الإسرائيلي من تحقيق حلمه بإقامة دولة طاهرة العرق على حساب تطهير الأرض من شعبها الأصليّ.

[Ayda Zarrouk · Rating 5 out of 5]

"حيرة العائد" لـِ محمود درويش..
تجربة فكريّة ونثريّة ناضجة، تُجسّد ملامح الشّاعر في أواخر مسيرته: شاعرًا يرى، ويتأمّل، ويشكّـ، ويكتب بصفاء من عاش المنفى طويلًا، ثمّ عاد ولم يجد ما ظنّ أنّه سيجده.

الكتاب ليس ديوانًا شعريًّا، بل مجموعة من المقالات التي نشرها درويش في مجلّة الكرمل، وجُمعت لاحقًا في هذا العمل.
لكنّها ليست مقالات عاديّة؛ بل نصوص تمزج التّأمل الفلسفي بالشّهادة الشّخصية، والسّياسة بالشّعر، والذّاكرة بالفقد.

في هذا العمل، لا يحتفل درويش بالعودة، بل يتأمّل معناها:
كيف يعود المرء من منفاه الخارجي ليجد منفاه الدّاخلي أكبر؟
كيف تصبح الذّاكرة وطنًا حين يغدو الوطن سؤالًا؟

“العودة لا تمحو الغياب… إنّها تمنحه معنى جديدًا.”

[Tarek Alali · Rating 4 out of 5]

أغلقوا المشهد/ تاركين لنا فسحة للرجوع إلى غيرنا/ ناقصين. صعدنا على شاشة السينما/ باسمين، كما ينبغي أن نكون على/ شاشة السينما. وارتجلنا كلاماً أُعدّ/ لنا سلفاً، آسفين على فرصة الشهداء الأخيرة، ثم انحنينا نسلم/ أسماءنا للمشاة على الجانبين، وعدنا/ إلى غدنا ناقصين. من "خلاف غير لغوي مع امرئ القيس"، ١٩٩٥، لماذا تركت الحصان وحيدًا.

تؤسس هذه الأبيات لمعالجة "العودة وإشكالياتها"، من أغراض الشعر عند محمود درويش، والتي جمع نصوصها الشعرية في "حيرة العائد" الذي صدر لاحقًا عام ٢٠٠٧، متضمنا مقالات كتب جلها بعيد أوسلو، تحت ثلاثة عناوين فرعية: هنا/هناك... الآن، أكثر من وداع، وولادة الشعر العسيرة.

بداية، مقارنة مع نثره في ذاكرة للنسيان، يبدو محمود هنا ناثرًا صقله الشعر، إذ تتخلل ذاكرة للنسيان أوراق مرتبكة متكلفة يسمح القارئ لنفسه تقليبها على عجل. لكنه في حيرة العائد ينجح في تصديق ظنّ مؤسس مدرسة النثر العربي الجمالي أبي حيّان التوحيدي حين قال " أحسن الكلام ما قامت صورته بين نظم كأنه نثر، ونثر كأنه نظم". حيث يلتبس الأسلوب بفضل إيقاع خفيّ شاعري فــ "لا شعر، لا شعر أبدا؛ بلا ايقاع" كما أفصح محمود نفسه ذات مرة. لكن هذا الديوان الذي نشر تواضعًا تحت عنوان فرعيّ مقالات مختارة لا يقتصر فقط على تقشف جمالي بديع، وإنّما يتضمّن برشاقة معالجات لقضايا ثقافية وسياسية من موقع الحائر.

«لعلّ الحيرة هي الوصف التقريبي لحالتنا الذهنية الراهنة المحرومة من مرجعية المقارنة»، يقول في المكان في مكانه.

فالحيرة بما هي حالة ذهنية نفسيّة تعود بالفكر إلى حرية الكاوس
Chaos
أو إلى ثغرة بين الاقاليم الفكرية المستقرة وهي كما يريد محمود درويش في أسلوب هذه المقالات الملتبسة بين النظم والنثر أحد معارج الشعر أو إحدى محطّات الانتقال من الكلام العاديّ السادر في اللامفكر فيه إلى النظم الشعريّ الحائر في المفكر به. لنا هنا أن نستدعي الحيرة السقراطية
Aporia
في "فن توليد" الفلسفي، حيث يستدرج سقراط محاوره من خلال الافتراضات المسبقة المتفق عليها واللامفكر بها بهدف أيقاعه في لحظة الحيرة الضرورية للدخول في مملكة الفكر الجاد. فالحيرة لحظة ذهنية تقديمية تخرج "الذات المفكرة" من هرج وغفلة اليومي والعمومي، أو هي حالة ذهنية تستخرج الفكر من اللامفكر منه. وكذلك الحيرة هي فرصة للانتباه والخروج من عمه العلم المستقر، وهي تعثر الذي يمشي سادرًا لينتبه إلى انتقال الحركة من الإرادة إلى التلقائية، كما في المثال الشهير عند برغسون حيث الضحك على المتعثر هو فرصة للانتباه، وحيث الفلسفة هي الفلسفة كانتباه.

وباعث الحيرة كما يصرح محمود درويش هو العودة. فالعائد وإن حلّ في داره وحيّه يبقى عائدًا، ومن هذا الموقع يبقى على مسافة مع ما عاد إليه، لا عودة كاملة يقول درويش، لإنّ المكان ليس في مكانه إلّا على سبيل التمنّي. فالعائد حائر وفي حيرته حاجة للكلام مشدودة بين النثر والنظم. فالرحيل والعودة هما "خط هروب" دولوزيا، إقامة في الثغرات بين الأوطان والأقاليم الفكريّة والروحيّة.

لقد كانت العودة مسألة وقت في الضمير الفلسطيني منذ الخروج الأول من البلاد، يترك أبريق الشاي وركوة القهوة على حالها لغياب ساعة أو يوم. ثمّ صارت العودة مشروعًا سياسيًا ومشروعًا ثقافيًا، ثمّ صارت أفقًا للوجود أسلوبا للإقامة الطويلة في المؤقّت، كلّ شيء يقال أو يفعل يجب أن يصب في خانة العودة، المخيم يكبر على مهل، يتمدد عشوائيًا بلا أي تخطيط، حجر هنا وخيمة هناك وشجرة لا تريد ان تكون بستانا. فلسطين هي أرض الميعاد، صارت العودة إلحاحًا ومرضًا لا شفاء منه ولا شفاء فيه. من هنا لم يكن اختيار التعرض لخيار السلام في سياق حيرة العائد مسألة عابرة، كلّ الخيارات الحربيّة والسلميّة كانت مدفوعة ومسكونة ومبررة بالعودة. في سياق محدد، لا يبدو محمود هنا نادمًا على خيار سياسي في أوسلو، ويعلن هنا توبته عنه. ففي معالجة مسألة السلام، يبدو كما لو إنّه مصاب بالخيبة على إنّ السلام لم يتحقق بصورة تجعل منه سلاما وإنّ العودة وقد تحققت عودة ناقصة سياسيّا إضافة إلى نقصانها الأنطولوجيّ الأوّل، الخيبة كانت هي الموقف والاستجابة بدل أن يستنتج أن السلام والعودة لا يمكن أن يتحقق بهذا الطريق طريق أوسلو أبدا، وأنّ الندم لا الخيبة هو ما يجب أن يكون موقف العائد الحائر.

الوطن صار نقابة لإدارة شؤون السجناء، والسلام على الأرض ليس على صورة السلام التلفزيوني، وربكة الدخول في العادي والطبيعي، والأقل من العادي والطبيعي، وتجاوز صورة أرض الحلم. التحديق "غير النرجسي" في إشكالات الهوية واعتلالاتها، وتدرج المنفى ومخاتلته. معالجات تكشف تأزم حالتنا العربية لدرجة تستعصي على الشعر التقليدي، وتستعصي حتى على النثر، وحتى على اللغة، التي صارت تبدو كمهرب من سطوة اللالغوي.
هل هناك أساسا من عودة؟ تقريبًا هذا ما يضمره ويظهره محمود في هذا الديوان، مشفقًا على نفسه وعلى الفلسطيني وعلى العربي. يستقصي لأجل ذلك تبدل المكان عبر الزمان وتمنعه واستعجامه على ذات "العائد" التي انفصلت عنه قسريًا.
ولعله لذلك يدرج الرثاء في أغراض الشعر لحيرة العائد، وهو موضوعة أكثر من وداع الوحيدة، كما إنّه غرض أساسي في شعر درويش. لإنّ في رثاء الذين رحلوا تأزيم لنقصان العودة وتأكيد على استحالتها، فما العودة إلى بلاد وقد خلت من أخلاء الأمس، في ذلك قول الشاعر: إذا زرت أرضا بعد طول اجتنابها/فقدت صديقي والبلاد كما هيا. لكنّ الإصرار على العودة يهب لمراثي درويش صورة النثر والحوار، فهو لا يعمد الى تأبين الميت، وإنما الى تجاهل الموت عبر إقامة حوار مع المرثي حول قضايا راهنة.

"في الشارع الخامس حياني. بكى. مال على السور الزجاجي، ولا صفصاف في نيويورك. أبكاني. أعاد الماء للنهر. شربنا قهوة. ثم افترقنا في الثواني".

اميل حبيبي، فدوى، إبراهيم أبو لغد، ممدوح عدوان، محمد الماغوط، توفيق زياد، نزار قباني، ياسر عرفات، ياسر عرفات مرة أخرى في تأخر حزني عليه. مدحهم وهو القائل الرثاء مديح تأخر حياةً كاملة، وتناول معهم بعض الشؤون والقضايا. إن الرثاء هو حنين لا يتوقف على المرثي، وإنما يسبقه حنين النفس الى زمن انتهى مع موت المرثي؛ إنه رثاء الذات التي ذهب بعض منها، ذكرنا بذلك موت المرثي.
في ولادة الشعر العسيرة يولد الشعر من حيرة العائد، من الانفصال عن الإقليم المستقر للكلام وللفكر، من لحظة الانتباه والحيرة الفلسفيّة، كما كانت القصيدة العربيّة الأولى تولد من الطلل. الطلل ضرورة شاعرية حيث يعود الشاعر ليقف على الديار والربع وقد خلت من أهلها، في الوقوف على تلة او مرتفع أخذ مسافة من الكلام العادي ومن الفكر اليوميّ، ليكون الطلل والحيرة معارج الشعر والفلسفة.

[Sara Adeeb · Rating 4 out of 5]

كنتُ احدسُ بأن في وسع اللغة ان ترمم ما انكسر، وان توحد ما تشتت. ولعل "هُنا" يَ الشعرية، المتحولة من افق الى قيد، كانت في حاجة الى توسيع البعيد.
لكن المسافة بين المنفى الداخلي والخارجي لم تكن مرئية تماماً. كانت مجازية ما دامت هذه البلاد، معنى، اكبر من مكانها. وفي المنفى الخارجي أدركتُ كم انا قريب منٍ بعيد معاكس، كم ان هناك كانت هنا. لم يعد اي شيءٍ شخصياً من فرط ما يحيل الى العام. ولم يعد اي شيء عام من فرط ما يمسُّ الشخص. ستطول الرحلة على اكثر من طريق غالباً ما يحمل على الكتفين. ستتأزم هوية مُحرمة تستعصى على التلخيص بـ : هجرة ولا عودة. ولا نعرف أينا هو المهاجر : نحنُ ام الوطن.

[Ayoub · Rating 4 out of 5]

"فكم من بلد احببناه، دون ان نعرفه، لاننا احببنا ادبه"

ادبك ونثرك ومقاومتك وجداريتك خالدة يا درويش

[Abu_alwaleed · Rating 5 out of 5]

ممتع جدا

[Sounds Makki · Rating 3 out of 5]

لقد قرأت هذا الكتاب في أول عام لي في الجامعة ، لقد كان أول كتاب اقرأه من هذا النوع (النثر)

[Ikhlas Jihad · Rating 4 out of 5]

يقول درويش في أحد نصوصه في هذا الكتاب: وليس الفلسطينيّ مهنة أو شعارًا!
نثره هذا يرسّخ ذلك.

[Batool · Rating 5 out of 5]

أي حيرة و أي عودة هذه التي يتكلم عنها درويش ، عودة إلى الذات أو المكان أو الأشخاص، عودة لا تميزها عن المنفى كما قال درويش عن هذا الخط الفاصل بينهما : "هو من أشد أنواع الغموض كثافة و شفافية في آن واحد ".
وعودة فلسطينية، ومن هنا تتشكل المعاني الفلسطينية التي تربط الشخصي بالعام و من ثم العكس

" لم أعرف كلمة" المنفى" إلا عندما ازدادت مفرداتي . كانت كلمة "العودة " هي خبزنا اللغوي الجاف . العودة إلى المكان، العودة إلى الزمان ، العودة من المؤقت إلى الدائم ، العودة من الحاضر إلى الماضي و الغد معاً ، العودة من الشاذ إلى الطبيعي ، العودة من علب الصفيح إلى بيت من حجر . وهكذا صارت فلسطين عكس ما عداها . وصارت هي الفردوس المفقود إلى حين …."

حقاً هي عودة محيرة ؛ عودة لذات لتفقُد ما بقي منها بعد خسارة عزيزٍ تلو الآخر ،وعودة للوداع الأخير لمن إعتدناهم حتى ظننا أن خلوداً ما سيرافقنا و يرافقهم لكن كما قال " في لحظة واحدة في انفجار واحد ، ينقلب فعل المضارع إلى فعل ماضٍ ناقص يحتكر الذكرى ، وينقص المكان "، عودة للمكان لنكتشف انه فقد حالته المتخيلة ، وربما فقدته المخيلة لأنه تحول لتلك الأسطورة المقدسة- فائضة عن قدرت الخيال حتى - .
وهنا يأتي الصراع في محاولات درويش و المحاولات الفلسطينية كي لا يتم تحويل الكائن الفلسطيني لإسطورة ، لإبقائه ضمن حالته الإنسانية حيث يبكي و يتألم و يموت ، و كما يقول درويش : "هل يمكننا أيضاً أن نهبط سالمين من سماء الأسطورة إلى ما تيسر لنا من أرض الاسم و الهوية ، من أرض الواقع ."
وكما قال في أربعينية ياسر عرفات : " بل يحارب إشعاع الرمز في الزمن ، ويحارب أثر الأسطورة في ذاكرة الجماعة ".

أما في خيالي فكانت العودة دائماً هي عودة واحدة ؛ عودة جماعية، ولا زالت لكن لا تنفك السنين عن كشف عودات أخرى، و رغبات لا تنفك تنصب هناك دوماً، حقاً هل أستطيع تخيل نفسي دون ذلك ؟! هل أستطيع فكَّ الشخصي عن الحالة العامة ، و أنا لا أنفك من فكرة حتى تشق طريقها لهناك- الذي دائماً هنا - ؟! يبدو أننا لن نجد الإجابة حتى موعد تلك العودة الجماعية، ربما قد تعود الذات لتصب في ذاتها دون إستخدام "لو أو عندما " ، ربما في يوم نصل لحيرة العائد ، بدل الوقوف في حيرة المنتظر .

[Layla Hussain · Rating 5 out of 5]

في حضرة درويش يصبح النثر شعرًا.

مواضيع المقالات تتمحور حول "العودة" وحقيقة كونها غير كافية لخلاص المرء من منفاه. وكالعادة، بالرغم من اختلافي مع بعض مواقف محمود السياسية إلا اننا دائما نتفق عند تعريف جوهر المشكلة وحقيقة/عدمية الأشياء.


"وملءُ قلبي رثاء مادح لمن كتبوا بالجمر أحلامهم، دون وَجَل من ضُبَّاط الليل، أو خجلٍ من عورة الحقيقة"

[مـنــار الخلايلي · Rating 4 out of 5]

حيرة العائد
محمود درويش


إستطاع محمود درويش في هذا الكتاب أن يحوّل المقالات إلى جماليات ممتزجة بالشعر والنثر، فتكاد لا تعي، هل تقرأ شعراً؟ أم نثراً؟ أم مقالاً؟

إنه يستطيع خلط اللغة بخفة، فتجد بفقرة واحدة خليط متجانس من المعاني والإستعارات والتعابير العميقة، التي تجعل القارئ يجول في رحلة حول المنفى والوطن، وبلادٍ اخرى كانت بطعم الوطن.
لم ينسى أن يمجّد بعض الشعراء والأدباء والسياسيين الراحلين، برثاءات تُنقش بالذاكرة، وتثير الفضول بالبحث عن آثاراهم والتعرف على محطات حياتهم.

يركز محمود درويش في مقالاته على تاريخ الشعر وتطوّره عبر الزمن، لاسيما تطوّر شعره الخاص من الشخصي الى العام، حيث أنه يعتبر الشعر مصدر الهوية الإنسانية، والرحلة التي لا تنتهي بالبحث عن النفس في المجهول.


إقتباسات:

- سيحتاج الفرد فينا، إلى تدريب يوميّ خاص على التحرّر التدريجيّ من ظلالِ المعنى الثقيلة
- هل في وُسعِك ان تكونَ طبيعياً في واقعٍ غير طبيعيّ؟
- وضاقت بنا أرضنا المحررة الموضوعة في أقفاص، لا دليلاً على جراح السلام، بل دليلاً على مدى افتقار عملك السلام هذه.
- لا نريد أن نكون أبطالاً أكثر. ولا نريد أن نكون ضحايا أكثر، لا نريد أكثر من أن نكون بشراً عاديين.
- لم أعد طفلاً منذ أدركت ان مخبمات لبنان هي الواقع وأن فلسطين هي الخيال.
- صِف لي ولادة الكمأة أصف لك عجزي عن وصف سر القصيدة.
- وإن الحرية، على ما فيها من جماليات، قد تتوحش ليلة العرس، وتتعطش إلى دم عُشاقها.
- لا بأس بأن يكون ماضينا أفضل من حاضرنا. ولكن الشقاء الكامل هو أن يكون حاضرنا أفضل من غدنا. يا لهاويتنا كم هي واسعة.
- اخترقني النهرُ ولم أعُد بعد القراءة، من كنتُهُ قبل القراءة.
- أما أنا، فقد ولدت تدريجياً وعلى دفعات متباعدة، وما زلت أتعلم المشب العسير على الطريق الطويل إلى قصيدتي التي لم أكتبها بعد.

[Ahmad Shalaby · Rating 5 out of 5]

درويشي الهوى أنا كلما قرأتُ لمحمود أكثر كلما أُسِرتُ بسحرِ أدبِهِ!
هذا الكتاب هو مقالات مختارة لمناسبات مختلفة، تعرّفتُ فيهِ على بعضٍ شخصياتٍ لم أسمع بهم من قبل مثل إسماعيل شموط وسمير قصير... لن أتحدّث عن الشخصيات فيها بقدر ما أذهلتني اللغة، كيفَ قدر على الوصف والتعبير والكتابة بهذه الدقة والحرفيّة؟

كنتُ أتعلّم الكثير من لغتي الأم، إلا درويش أقف في طيّات كتابه مذهولًا وأُحدّث نفسي ما من أحدٍ يُبارزه في الجمال؛ فلغته جمال!

بالكاد لا أملك إنتقادًا، فهو المعلّم إذ تعجز عن العثور عن زَلّة ما في أدبه، لذلك إستحقّ علامة كاملة!

قراءة ماتعة ولي موعد آخر مع كتاباته!🖤