ديوان محمد الثبيتي الأعمال الكاملة

by محمد الثبيتي

يضم هذا الكتاب الأعمال الكاملة للشاعر محمد الثبيتي ممثلة في داووينه : (موقف الرمال),(التضاريس),(هوازن),(تهيجت حلماً تهيجت وهماً),(بقايا أغنيات),(عاشقة الزمن الوردي),(أنغام من الصحراء),(بوابة الريح),(قراءات لأحزان شجرة).

Genres: Poetry

330 pages, Hardcover

First published January 1, 2009

About the author

ولد الشاعر محمد عواض الثبيتي عام 1952م في منطقة الطائف. حصل على بكالوريوس في علم الاجتماع وعمل في وزارة التربية والتعليم.
أعماله الشعرية: عاشقة الزمن الوردي ، تهجيت حلما .. تهجيت وهما، بوابة الريح ، التضاريس، موقف الرمال.
أصدر النادي الأدبي في حائل مؤخراً أعماله الكاملة في مجلد واحد، يضم جميع إنتاجه الشعري.
حصل على عدد من الجوائز أهمها:

• الجائزة الأولى في مسابقة الشعر التي نظمها مكتب رعاية الشباب في مكة سنة 1397هـ. عن قصيدة "من وحي العاشر من رمضان" .
• جائزة نادي جدة الثقافي عام 1991 عن ديوان (التضاريس).
• جائزة أفضل قصيدة في الدورة السابعة لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2000 م، عن قصيدة (موقف الرمال.. موقف الجناس).
• جائزة ولقب ( شاعر عكاظ) عام 2007م في حفل تدشين فعاليات مهرجان سوق عكاظ التاريخي الأول.

Reviews

[Sawsan · Rating 4 out of 5]

لغة ممتعة وتعبيرات قوية وعذبة في قصائد الشاعر محمد الثبيتي
قصائد متنوعة ومتفاوتة تبدو فيها مفردات الصحراء والبداوة

اخْتَرْ هَواكَ على هواكَ عَسَاكَ
أنْ تلقَى هُنَاكَ إلَى الطريقِ طرِيقا
وامْخُرْ صَبَاحَ التِّيهِ مُنفرِداً
فَمَا أحلَى الصَّبَا خِلاّ ً
ومَا أحلى الصَّباحَ رفيقا
-----
هل في الأرضِ مُتَّسعٌ لهذا القلبِ
هل في الليل أجنحةٌ لهذا الحلمِ
-----
سَألقَاكِ يَوماً ورَاء السَّديمِ
وأَعرِفُ أنَّ الطَّرِيقَ إليكِ
مرَافِئَ للحُزنِ
وأَرْصِفَةً للسَّرَابْ
-----
أَلْقَيتُ بينَ يديكَ كُلَّ عِتَادِي
وأَرَحْتُ مِنْ هَمِّ الطَّريقِ جَوادِي
وفَرَرْتُ مِنْ لَفْحِ العَواصفِ حِينمَا
طَالَ الرَّحيلُ، وماتَ صَوتُ الحَادِي
وتَجَاوبَتْ أَصْداءُ صَمْتِي في الرُّبَى
وعَلَى السُّهولِ وعِنْدَ مَجْرَى الوادِي
ولَمَحْتُ أَوراقَ الخريفِ يَجُرُّهَا
مِن خلفهِ ذيلُ النسيمِ الهَادِي
فتركْتُ فِي الصحراءِ كُلَّ قصائِدِي
ودَفَنْتُ بينَ رمالِهَا إنْشَادِي

[ميقات الراجحي · Rating 5 out of 5]

منذ مرحلة الإبتدائية وأنا أعرف الشاعر محمد الثبيتي، سيد البيد – كما يُسْميه البعض – من خلاله قصائد التي كنت اقرأ قليلها في مجلات معينة وصحف خليجية، وديوانين وحيدين في مكتبتي لكنها كانت ذات ثقل في ثمانيات القرن الماضي.


حيث برز اسمه كثيرًا قبل أحداث الكويت فكان اسمه راسخًا في ذاكرتي.
أكثر ما راق لي في شعره عدم إغراقه في الرمزية مثل الشاعر البحرين قاسم حداد والسعودي محمد جبر كرمزين بارزين في الثمانينات، وكذلك رقي المفردة الفصحى في الشعر التفعيلي، وسعة مخزونه اللغوية بثراء جميل حيث يقل تكرار مفرداته على مستوى القصيدة الواحدة.

رغم وجود أغلب أعماله عندي منفردة إلا أنني حرصت على هذه المجموعة (الأعمال الكاملة) لأنها ضمت بين دفتيها قليل مما ليس لدي.

بوفاة الثبيتي غاب المشهد الشعري عن الساحة السعودية وخسر كثيرًا ، ولاشك مقابلة الشعر بسيدة المشهد الآن، الرواية هى مقابلة خاسرة حتى الآن.

لم يكن ثمة شاعر يثير الغضب في الوسط السعودي عند رجال الدين، والسبب أراد الثبيتي وغيره من رواد الحداثة أن يخرجوا بمجتمعهم من حالة التقوقع الذي فرض عليهم من جماعات دينية وغير دينية كالتقليدية نحو فضاء يتيح لهم حياة جديدة بينما أولئك المحسبون على الدين أرادوا أن ينفدوا لوحدهم بالمجتمع ضمن نطاق مشاريعهم في الهيمنة الفكرية. لكن الثبيتي ((بتضاريسه)) تجاوزهم لأن الناس عبروا معه.


كنت اقرأ شعر درويش ولا أعلم لماذا كنت أقارن بمستوى اللغة من ديوان لديوان بين الشاعرين فأجد درويش كلماته تتكرر حتي كأنه يخنق قصائده، وتبقى لغة هذا القادم من الصحراء تتجدد ويتكبر كلماته وتختلف فحفظت له ثراء لغوي يكاد يخرج من دواوينه بينما بقيت القصيدة عند درويش تلاعب باللفظ – وهذا لا يقلل من شاعريته العظيمة – وتكرار للكلمات حتى تشابهت قصائده ولم تعلق في ذاكرتي إلا واحدة عادةً من كل ديوان. لهذا الشاعر مطالب بتجديد كلماته وتنوّع مفخزونه وقاموسه دون إغفال الصور الشعرية.

اللغة التي تناولها الثبيتي كانت مختلفة وليست تلك الكلمات التي نقرأ جلها في "لغة الجريدة" إن صحت التسمية بل مخزون كلماتي بين القديم وبين الحديث بموسيقاه الرنانة لهذا كان وقع القصيدة مشاكس يستفزك عند القراءة علي إعادة النص مرة أخرى.
الثبيتي لا يمثل تجربة شعرية وكفى إنه مثل الغذامي والسريحي هم مرحلة ثقافية بحد ذاتها.


تغريبة القوافل والمطر:

أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ
صُبَّ لنَا وطناً فِي الكُؤُوسْ
يُدِيرُ الرُّؤُوسْ
وزِدْنَا مِنَ الشَّاذِلِيَّةِ حتَّى تَفِيءَ السَّحَابَةْ أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ
واسْفَحْ علَى قِلَلِ القَومِ قَهْوتَكَ المُرَّةَ
المُسْتَطَابَةْ
أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ مَمْزُوجَةً بِاللَّظَى
وقَلِّبْ مواجعنَا فوقَ جَمْرِ الغَضَا
ثُمَّ هَاتِ الرَّبَابَةَ
هاتِ الرَّبَابةْ:


أَلاَ دِيمَةً زَرقاء تَكتَظُّ بإلدِّمَا
فَتَجْلُو سَوادَ الماءِ عَنْ ساحِلِ الظَّمَا
أَلاَ قَمَرًا يَحْمَرُّ فِي غُرَّةِ الدُّجَى
ويَهْمِي على الصحراءِ غيثاً وأَنْجُمَا
فَنَكْسُوهُ مِن أحزاننَا البيضِ حُلَّةً
ونتلُو على أبوابِهِ سُورةَ الحِمَى
أَلا أيُّها المخبُوءُ بينَ خيامِنَا
أَدَمْتَ مِطَالَ الرملِ حتَّى تَورَّمَا
أَدَمْتَ مِطَالَ الرملِ فَاصْنَعْ لَهُ يَداً
ومُدَّ لهُ فِي حانةِ الوقتِ مَوسِمَا

أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ
حتَّى يَئِنَّ عمود الضُّحَى
وجَدِّدْ دمَ الزَّعْفَرَانِ إذَا ما امَّحَى
أَدِرْ مُهْجَةَ الصُّبْحِ حتَّى تَرى مفرقَ الضوءِ
بين الصدورِ وبين اللِّحَى
أَيَا كاهنَ الحيِّ
أَسْرَتْ بِنَا العِيسُ وانْطَفَأَتْ لُغةُ المُدْلجينَ
بوادي الغضَا
كَمْ جلدْنَا متُونَ الرُّبَى
واجْتَمَعْنَا على الماءِ
ثُمَّ انْقَسمْنَا على الماءِ
يا كاهنَ الحيِّ
هَلاَّ مَخَرْتَ لنا الليلَ في طُورِ سِيناءَ
هلاَّ ضَربتَ لنا موعداً في الجزيرةْ
أيا كاهنَ الحيِّ
هَلْ في كتابِكَ مِن نَبإ القومِ إذْ عَطَّلُوا
البيدَ واتَّبَعُوا نَجمةَ الصُّبحِ
مَرُّوا خفافاً على الرملِ
يَنْتَعِلُونَ الوجَى
أسفرُوا عَن وجوهٍ مِنَ الآلِ
واكتَحلُوا بالدُّجَى
نظروا نظرةً
فَامْتَطَى غَلَسُ التِّيهِ ظَعْنَهُمُ
والرياحُ مواتيةٌ للسفرْ
والمدى غربةٌ ومطرْ

أيا كاهنَ الحيِّ
إنَّا سلكنا الغمامَ وسَالَتْ بنا الأرضُ
وإنَّا طرقْنا النوى ووقفْنَا بسابعِ أبوابِهَا
خاشعينَ
فَرَتِّلْ عَلَينَا هَزِيعاً مِنَ اللَّيلِ والوطَنِ المُنْتَظَرْ:

شُدَّنَا فِي سَاعِدَيكْ
واحْفَظِ العُمْرَ لَدَيكْ
هَبْ لَنَا نُورُ الضُّحَى
وأَعِرْنَا مُقْلَتَيكْ
واطْوِ أَحْلامَ الثَّرَى
تَحْتَ أَقْدَامِ السُّلَيكْ
نَارُكَ المُلْقَاةُ فِي
صَحْوِنَا حَنَّتْ إلَيكْ
ودِمَانَا مُذْ جَرَتْ
كَوثَراً مِنْ كَاحِلَيكْ
لَمْ تَهُنْ يَوماً ومَا
قَبَّلْتَ إلاَّ يَدَيكْ
سَلاَمٌ عَلَيكَ
سَلاَمُ عَلَيكْ

أَيَا مُورِقاً بالصبايا
ويا مُترَعاً بلهيبِ المواويلِ
أَشعلْتَ أغنيةَ العيسِ فَاتَّسعَ الحُلْمَ
فِي رِئَتَيكْ
سَلامٌ عَليكَ
سلامٌ عَليكْ


مُطِرْنَا بِوجْهِكَ فَلْيَكُنِ الصُّبح مَوعدنَا
للغناء
ولْتكُنْ سِدرة القلبِ فواحةً بالدماء
سلامٌ عليكَ
سَلامٌ عَلَيكْ

سلامٌ عليكَ فهَذا دمُ الرَّاحلينَ كتابٌ
من الوجدِ نتلوهُ
تلك مآثرهم في الرمالِ
وتلك مدافنُ أسرارِهِم حينما ذلَّلَتْ
لَهُمُ الأرضُ فَاسْتبقُوا أيُّهم يَرِدُ الماءَ
• ما أبعد الماءَ
ما أبعد الماء!
• لا، فَالذي عَتَّقتهُ رمالُ الجزيرةِ
واستودعتْهُ بكارتها يرِدُ الماءَ

يا وارد الماء عِلّ المطايا
وصُبَّ لنا وطناً في عيونِ الصبايا
فما زالَ في الغيبِ مُنتجعٌ للشقاء
وفي الريحِ من تعبِ الرَّاحلينَ بقايا
إذا ما اصْطَبَحْنَا بشمسٍ مُعتَّقةٍ
وسكرنا برائحة الأرض وهي تفورُ
بزيتِ القناديلِ
يا أرضُ كفِّي دماً مُشرَباً بالثآليلِ
يا نَخلُ أَدْرِكْ بنا أول الليلِ
ها نحن في كبدِ التيهِ نَقْضِي النوافلَ
ها نحن نكتبُ تحتَ الثرى
مطراً وقوافلَ

يا كاهن الحيِّ
طالَ النوى
كلَّما هَلَّ نجمٌ ثَنَينَا رقابَ المَطيِّ
لِتَقْرأَ يا كاهنَ الحيِّ
فَرَتِّلْ عَلَينَا هَزِيعاً مِنَ اللَّيلِ والوطَنِ المُنْتَظَرْ.

[وضحى · Rating 5 out of 5]

انتهيت.. وما زال بعضي هناك بين القصائد.. يترنّح ثَمِلاً من خمور الكلمات وسحرها. عندما تقرأ للثبيتي, لا يمكن أن تعود كما كنت.. ولا تستطيع الخروج بروحك من دواوينه دون أن يلتصق بها -ولو قليلاً- عوالق الحب ولواعج الاشتياق ونسائم الأحلام!. هذا هو شعر الثبيتي الذي لن يموت وإن كان الثرى قد وارى كاتبه القدير والكبير في نفوسنا..
أحببت الكثير منها.. وابتسمت لبعضها.. وربما سقطت دموعٌ لتطفئ بعضاً من وجع الغصات في الحناجر..!
أريد أن أقتبس هذي القصيدة وأرجو ألا يفهم القارئ بأنها الأفضل فاحمل ذنب الأخريات... إنما أريد أن أرطب عين القارئ.. ثم أذنه بالرابط الذي سأرفقه في أسفلها بصوت الثبيتي الشجِن..:


قرين


لِي ولَكْ
نَجْمَتَانِ وبُرْجَانِ فِي شُرُفَاتِ الفَلَكْ
ولَنَا مَطَرٌ واحِدٌ
كُلّمَا بَلَّ نَاصِيَتِي بَلَّلَكْ
سَادِرَانِ عَلَى الرَّمْسِ نَبْكِي
ونَنْدُبُ شَمْساً تَهَاوتْ
وبَدْراً هَلَكْ
وكَلاَنَا تَغَشَّتْهُ حُمَّى الرِّمَالِ
فَلَمْ يَدْرِ أَيَّ رِيَاحٍ تَلَقَّى
وأَيَّ طَرِيقٍ سَلَكْ
فَرّقتْنا النَّوى زَمَناً
ثُمَّ لَمَّتْ شتاتَ نَوانَا
عَلى بُقْعةٍ مِنْ حَلَكْ
قُلْتَ لي:
هَيت لكْ هَيت لكْ
سِرْتُ خَلْفَ خُطَاكَ أجَرِّرُ خَطْو المساكينِ
لمْ أسْألكْ
في الصّباحِ
وقفْتُ مَلِيّاً
فألْفَيْتُ صَومَعَتي مَنْزِلَكْ
فاسْتَشَاطَتْ عُرى القلبِ
لكنّني حينَ أبْصرتُ عينيكَ
ردّدْتُ.. : لِلّهِ.. ما أجْمَلَكْ

http://www.youtube.com/watch?v=swrh1P...

[هيفاء · Rating 5 out of 5]

لِي ولَكْ
نَجْمَتَانِ وبُرْجَانِ فِي شُرُفَاتِ الفَلَكْ
ولَنَا مَطَرٌ واحِدٌ
كُلَّمَا بَلَّ نَاصِيَتِي بَلَّلَكْ

سَادِرَانِ عَلَى الرَّمْسِ نَبْكِي
ونَنْدُبُ شَمْسًا تَهَاوتْ
وبَدْرًا هَلَكْ

وكَلَانَا تَغَشَّتْهُ حُمَّى الرِّمَالِ
فَلَمْ يَدْرِ أَيَّ رِيَاحٍ تَلَقَّى
وأَيَّ طَرِيقٍ سَلَكْ

فَرَّقَتْنَا النَّوى زَمَنًا
ثُمَّ لَمَّتْ شتَاتَ نَوانَا
عَلَى بُقْعَةٍ مِن حَلَكْ
قُلْتَ لِي:
هَيتَ لَكْ
هَيتَ لَكْ
سِرْتُ خَلْفَ خُطَاكَ أج��رُرُ خَطْو المَسَاكِينِ
لَمْ أَسْأَلَكْ

فِي الصَّبَاحِ
وقَفْتُ مَلِيًّا
فَأَلْفَيتُ صَومَعَتِي مَنْزِلَكْ
فَاسْتَشَاطَتْ عُرَى القَلْبِ
لَكِنَّنِي حِينَ أَبْصَرْتُ عَينَيكَ
رَدَّدْتُ:
لِلَّهِ مَا أَجْمَلَكْ

[AlHALAH Al · Rating 4 out of 5]

هذه القصائد تغفو معي وتعيد نفسها في داخلي .
أنلوها بصوت خفيف وأتساقط , في الممر الطويل أقرؤها وأتأمل المسافات , وحينما أنام أحشرها في ثقوب جدران غرفتي ويتسرب الحزن والبكاء . هذه الأعمال هي الرحلة التي تؤنس وحشتي في هذا الشتاء .

[غيداء الجويسر · Rating 5 out of 5]

الديوان الذي تفارقه وتعلم أنك عائدٌ له وهو عائدٌ لك .. بحزن فارقته .. أردد: قريبا سنلتقي ياصديقي

[ياسر ثابت · Rating 4 out of 5]

متعة القراءة والتأمل معاً. شعر محمد الثبيتي يتجاوز حدود المكان، رغم ارتباطه الشديد بييئته.
إنه من أفضل الشعراء الذين أنجبتهم شبه الجزيرة العربية، بفضل لغته المختلفة ووعيه الشديد بالتحولات الاجتماعية، ومواقفه الواضحة من قضايا إنسانية وجوهرية.

[Zainab Alrifai · Rating 4 out of 5]

إذا نزفت جراح الحب يوما
وفاضت بالدم القاني قلوب
وغامت في جوانحنا الأماني
ولاح على مفاتنها شحوب
وقادتنا الحياة إلى صراع
مع الآلام واختلفت دروب
فلا لوم علينا إذا عشقنا
ولكن كيف نسلو أو نتوب
...
أجيء إليك
مللت حياد الظروف
مللت الوقوف
أجيء جراحا
أجيء صباحا
أجيء رياحا
تطوف
تطوف
تطوف
...
أجيء إليك
أضيء النهار
أسائل عنك المواني،
البحار
أفتش عنك قلوب المحار
...
أجي إليك
أرتل بين يديك القصيدة
أجيئك من شاطيء الأمس
بالذكريات السعيدة
أخبيء بين ظفائرك
اليوم
الغد
والحلم
والأغنيات..

[Sul6an · Rating 5 out of 5]

- من يقاسمُني الجوعَ و الشِعرَ و الصعلكة
من يقاسمُني نشوةَ التهلُكة ؟


مولانا البدويُّ ، النخلةُ العُليا ذا الدمِ الذي وشمته النسورُ ، الذي لا يموتُ و يبقى أغنيةً في حلوقِ المصابيحِ . من تمضي معه إلى المعنى ، مارّاً بينَ مسالكِ و مهالكِ قصيدتهِ ، ليُريكَ حبيبةً يرجو لها اسماً فتضيقُ عن سجايها الأسامي ، ليأخذهُ الغناءُ :
ألفيتُها وطني
و بهجةُ صوتِها شجني
و مجدُ حضورهَا الضافي مُنايَ
و ريقُها
الصافِي
مُدامي


و تسمعُ صوتَ قرينهِ إذ يحاورُه :

- أأشعلتَ فاصِلةَ الإرتياب ؟
- دمي مشرعٌ للتحولِ و الإنتصاب

- أتدرِكُ ما قالتِ البوصله ؟
- زمني عاقِرٌ ..
.. قريتي أرمله

و يضجُّ البدوي من هذا الزمان ، و يعتلي المطايا باحِثاً عن وطنٍ في عيونِ الصبايا ، و لا أملٌ ، فيصيحُ منادياً :
ألا أيها المخبوءُ بينَ خيامنا
أدمتَ مِطالَ الرملِ حتى تورما

أدمتَ مِطالِ الرملِ فاصنع له يداً
و مُدَّ له في حانة الوقتِ موسما

و كثيرٌ مما تجودُ به قصيدتهُ ، فهو نخلةٌ ، و النخلُ مِعطاءٌ إن اهتزَّ ، و ما اهتزَّ النخلُ حينَ يرمي الرُطبَ إلا رقصاً - رقصةُ فرحِ العطاء .

ستبقى أغانيكَ سيدَ البيدِ تميمةً ضِدَّ الزمانِ الردئ . و تبقى أنتَ كما عهدتكَ مكة : صعلوكاً عالياً ، متدثِراً بالشعائرِ ، منتمياً للجوعِ ، معتنقاً للكتابةِ . ستبقى شمساً تستظِلُّ بها سحابة .

[L7xm · Rating 4 out of 5]

رحمك الله يا محمد و ثبتك عند السؤال

ان تقرأ ولا تكتفي امر مؤلم خاصه و ان الكاتب لم يعد موجود لتحثه على كتابة المزيد ..في وصف جمال شعر الثبيتي تضيع حروفي ، انصح به لمن يعشق الشعر و من لم يقرأ الشعر في حياته

[فادي · Rating 5 out of 5]

نادمُ على تأخري بقراءة الأعمال الكاملة..
كانت مصافحتي الأولى لشعره صوتياً عبر مقطعٍ أرسله لي صديق شاعر فأعجبتني بحّة صوته، فبحثتُ عنه فوجدته
ثم قرأتُ له قصائد متناثرة وسمعتُ له أيضاً ولم تتح لي الفرصة إلا مؤخراً للاطلاع على الأعمال الكاملة.
لامستني جداً ، مزجه للشعر العامودي مع شعر التفعيلة لم يقلل من جمالية شعره
أحببت التراكيب الفريدة واللغة العالية التي تنداح من بين أصابعه
فهو في النهاية ابن الصحراء و"سيد البيد" كما يحبّ أن يلقّب
لن تكون هذه القراءة نهائية وسأعود له قريباً
مقتطفات من الديوان:
أمضي إلى المعنى
وأمتصّ الرحيقَ من الحريقِ
فأرتوي
وأعلُّ
من
ماءِ
الملامِ
وأمرُّ ما بين المسالكِ والمهالكِ
حيث لا يمٌّ يلمُّ شتاتَ أشرعتي
ولا أفقٌ يضمّ نثارَ أجنحتي
ولا شجرٌ
يلوذُ
به حَمامي
==
يا طاعنا في النأي
اسلم،
إذا عثرت خطاك
واسلم،
إذا عثرت عيون الكاتبين على خطاك
وما خطاك؟!
إني أحدقُ في المدينة كي أراكَ
فلا أراك
إلا شميماً من أراك.
==
حسناً أيها الفارس البدويّْ
هل تجرعت حزن الغداة
وصبر العشي ...؟؟
أرى وجهك اليوم خارطة للبكاء
وعينيك تجري دماً أعجمي.
==
مَضَى شِرَاعي بِمَا لا تَشتهِي رِيحِي
وفَاتَنِي الفِجْرُ إذْ طالَتْ تَرَاوِيحِي
أَبْحَرْتُ تَهوِي إلى الأعماقِ قَافِيَتِي
ويَرْتقِي في حِبالِ الرِّيحِ تَسْبِيحِي
مُزمَّلٌ فِي ثِيَابِ النُّورِ مُنْتَبِذٌ
تِلْقَاءَ مَكَّةَ أَتْلُو آيَةَ الرُّوحِ
واللَّيلُ يَعْجَبُ منِّي ثُمَّ يَسْأَلنُِي
بوابَةُ الرِّيحِ! مَا بوابةُ الرِّيحِ؟
فَقُلْتُ والسَّائِلُ الليليُّ يَرْقُبُنِي
والوِدُّ مَا بينَنَا قَبْضٌ مِنَ الرِّيحِ
إلَيكَ عَنِّي فَشِعْرِي وحْيُ فَاتِنَتِي
فَهْيَ التي تَبْتَلِي وهيَ التي تُوحِي
وهيَ التي أَطْلَقَتْنِي فِي الكرَى حُلُماً
حتَّى عَبَرْتُ لهَا حُلمَ المَصَابِيحِ
فَحِينَ نامَ الدُّجَى جَاءتْ لِتَمْسِيَتِي
وحينَ قامَ الضُّحَى عادَتْ لِتَصْبِيحِي
مَا جَرَّدَتْ مُقلتاهَا غير سيفِ دَمِي
ومَا عَلَى ثغرِهَا إلاَّ تَبَارِيحِي
ومَا تَيَمَّمْتُ شَمْساً غيرَ صَادقةٍ
ولا طَرَقتُ سَماءً غيرَ مَفْتُوحِ
قَصَائدِي أَينَمَا يَنْتَابُنِي قَلَقِي
ومَنْزِلِي حَيثُمَا ألْقِي مَفاتيحِي
فَأَيّ قَولَيَّ أَحْلَى عندَ سيِّدَتِي
مَا قلتُ للنَّخلِ أَمْ مَا قُلْتُ للشِّيحِ

===
للاستماع له هنا
https://soundcloud.com/faisal_asiri/p...

[Arakah Mushaweh · Rating 4 out of 5]

من أنت ؟
رجلٌ من طيّ ..
أرهقتُ كتائب أيامي ، في الإبحار إلى اللاشي ..
مذ عانيتُ العشق ، أمزق ثوبي ، جسدي ..
وأداوي عشقي بالكيّ !
-----

هذا الرجل ، كان يعصر قلبه ويكتب !
وما نقرأه هو خلاصة تلك الروح .. رحمه الله

http://www.4shared.com/office/w_ZjWpM...

[ابتسام المقرن · Rating 5 out of 5]

رحمك الله ،، أيها الشاعر الجميل
لكثرة ما اردد قصيدة بوابة الريح حفظتها كاملة
^_*

[Atheer Alnekhilan · Rating 5 out of 5]

بالرغم من ضعفي في الحفظ ، الثبيتي هو الشاعر الوحيد الذي أحفظ قصائدة عن ظهر غيب..!

[Batool · Rating 4 out of 5]

لأنه سيّد البيد، الرجل الذي يكتب بصحراء تسكن صدره ودماء ضباع في شرايينه. الرجل الذي كان خفيًّا يكتب لأجل الكتابة.
ماذا عساي أن أقول عن محمد الثبيتي؟

[Amjaad · Rating 5 out of 5]

هل لي أن أبكي بدلًا من التقليل من قدر الكتاب واقتباس أجزاء؟

[Nora Yahya · Rating 4 out of 5]

‏"قد قتلنا الشّوقَ في مهدِ الهوى،
‏ووجدنا عنهُ في الذكرى عزاء."

[- · Rating 3 out of 5]

عشقتُ عينيكِ بحراً لا قرار له
عمري شراعٌ على شطآنه قلقُ

[Timallah · Rating 5 out of 5]

إني وبشكل ملحوظ انحاز لهذا الديوان الشعري، للرائع "محمد الثبيتي" الذي غيبه الموت قبل عام تقريبًا، ولا أستطيع وصف قصيدته (تغريبة القوافل والمطر) سوى على أنها معلقة حداثية لم تتهرب أبدا من اللغة الفصحى، وبهذا الكم من صور التيِّه والأسماء الزاخرة بالأدب العربي، حين وصف الصعلوك التميمي السليك بن سلكه قائلاً: وأطوي أحلام الثرى..تحت أقدام السليك.
ومن العجب أن هذا الوطن لم يسعفه الوقت في تكريمه وإلقاء الضوء عليه إلا عندما رحل، كدلالة على أننا لا نقيم مبدعينا إلا حين يغيبهم الموت. لكن ومع ذلك لا يسعني القول سوى أننا "مطرنا بوجهك" يا أبا يوسف.

[Mohammed Yusuf · Rating 5 out of 5]

الاشياء الجميلة تحيلنا لأخرى أجمل هذا التسلسل كأنه ولد مع بدايات القارئ - شكرا لحجي :)

امعنت النظر في القطع الأدبية كان النص على انسجامه حرا لا قيد له كان ينطلق عبر فضاء يقتنص الناظرين عبرها المعنى ولربما أحترقوا كدرويش خلفه- حتى الاقل شاعرية كان الجزء الأكثر التزاما بالجانب الشكلي


يا وارد الماء علَّ المطايا

وصبّ لنا وطنًا في عيون الصبايا

فما زال في الغيب منتجع للشقاء

وفي الريح من تعب الراحلين بقايا

[Zainab Jeddo]

جاءتني هذه التحفة الفنية إهداء من صديقة عزيزة على قلبي أهدتني كتاب أثير بالنسبة لها و أصبح لي أيضاً.
روح البداوة المتعمقة في أبياته تنطق هذا أعظم شاعر أخرجته شبه جزيرة العرب .
لم تكن قراءة الدواوين الشعرية تستهوين لكن من بعد ديوان (عاشقة الزمن الوردي) أصبحت من مفضلاتي .

[Abeer · Rating 4 out of 5]

ابهرتني جزالة حرفه، رحمه الله
ديوان "عاشقة الزمن الوردي" كان الأقرب لقلبي.

[AbdulHakim AlHowaish · Rating 4 out of 5]

كاتبّ حرّ يعرف كيف تكون الموسيقى قصيدة ، ويعرف كيف يحرّض كل الأكوان من حوله لتصبح الصحراء ، ويصبح هو سيدها وحاميها . رحمة الله عليه كانت تجربة جميلة بكل المقاييس ، أنصح باقتنائه جدًّا .

[Basmah · Rating 5 out of 5]

محمد الثبيتي ، ويكفي !
صديق المطر والنخل والشاذلية ، الذي وشموا دمه الطفل وتركوه في عروق الثرى نخلة لاتموت
أعمال محمد يجب أن تقرأ وتُدرس ونتفاخر به ، عليه رحمات الله تترى

[Iqbal Alqusair · Rating 5 out of 5]

الكلمة في أعمق معانيها ، والشعر في أبهى تجلياته ، عند قراءته ستجوب الصحراء في ضيافة سيد البيد

محمد الثبيتي رحمة الله عليك وعفوه وغفرانه .

[هشام دغمش · Rating 4 out of 5]

حزين وعاشق ومتمرد رمزي وطقوسي ولديه ثراء لغوي فريد وروح شاعرية مذهلة

[سدره · Rating 5 out of 5]

سيد البيد هذا ما أرقّه، ما أعذبه، الرمال رماله، يحركها من تحتي، بعد كل قصيدة أمسح التراب عن خدي وعيني، وأجهزهما للتالية. أحب ديوانه الصوتي، وأذكر جيدًا كيف لم أنم ليلة عرفته أول مرة") يهدي معظم قصائده لبناته فأفرح أنا بذلك فرحًا شخصيًا؛ هو أبي كذلك.. يصب لي وطنًا في كل فنجان قهوة ويهمس لي مقلبًا المواجع كل صباح: هاتي الربابة هاتي الربابة.
لا أحد يعنون الدواوين والقصائد بهذه العذوبة والسماوة مثله! لا أحد يلعب لعبة التضاد كما يفعل! ينهي ديوانه ب"قراءات لأحزان شجرة"
يسرد قراءة أولى، ثالثة، فسابعة.
ألعب التضاد الذي يحبه معه، أملأ ما ترك من فراغات الأحزان فرحًا ؛)

«كان.. ماذا كان؟
للبدر عقودٌ من عقيق وجُمان
كان للأرض لهاث، ووجيب
كان للأرض مخاض، وانتظارٌ للحبيب
أغرق الضوء التفاصيل الصغيرة
شقّ أحشاء الثواني
كل شيء صخبت فيه السكينة
كل شيء كسرت أجفانه البهجة!"

[Marwa Assem Salama · Rating 3 out of 5]

هذا الديوان فتيّ النظم كالطلح منضود ، عدا أنه مُرفّه لما فوق احتمالي ...فأحياناً وبعد أن تؤكد نشرة الأخبار كل نهار بأن مدى العمر محدود ..أجدني في أمسّ الافتقار إلى واقعٍ يوميّ تنكر بأنه على ما يرام، كيلا أعدُّ غزلاً عفيفاً وصوراً من خيال حديثاً سخيفاً إلى هذا الحد !...ولئلا أعُيد وبمنتهى الجدّ نفس السؤال.. لما يحتكر الصبا والحب كل الكلام؟...لما لا يتم استبعاد لحظ العيون وخمر الشفاة وعطر الخزامى لصالح ذعر الحياة وثقل المقام ؟؟ ..لما لا نكتب شيئاً في مديح الشيخوخة القريبة البعيدة؟ ..ولما يغمرني الآن افتقادٌ جارف لمشانق دنقل ومنفى درويش وشيئاً من هجاء مطر للأنظمة والحكام ؟؟ ...لقد أحببت شعر (محمد الثبيتي) كله في صبايّ ..وصبايّ الآن مفقود ..فكم كبرنا يا أنا لنُدرك أن المظالم تُزيّن الأبيات أكثر واسم الموت يحييها ..وبأن بعض الشيب في نهاية الأمر لا يضر بصحة القصيدة !

ولكن من وجه تقنيّ بحت ..وإن ادعيت لنفسي شيئا من حرفية النقد ، لقلت بأن تراكيب (الجناس ) هي لعبة (الثبيتي) الأثيرة ...فلا زال يُمتعني كيف يلهو بالأحرف بين الكلمات من آن لآن ..يدحرجها ويبدلها فيما بين الكثير من الأبيات فتبدو ككرات لاعب السيرك ..تقول كل مرة ستسقط منه تلك ..فلا يحدث...عدا ذلك ظل الرجل على مايبدو مصابا بحمى "الرمال"!! .. "أسميك قارئة الرمل" .." وارته صهباء الرمال".." جئت عرافا لهذا الرمل".."ظمآن تستسقي الرمال" .."وللرمل ذاكرة من ضباب" " فرس تناصبني غوايات الرمال".."فاهتز عرش الرمل".." وأفرغ منها صديد الرمال" .." هذا كتاب الرمل" .." تلك مآثرهم في الرمال" .." أقم في الرمل ناقوسا" .. .."جاء محمولا على موج الرمال" .. "وأحيل الرمل فجرا أمردا".." أمتطي صهوة الرمل" .."وأحرف الرمل تجري بين خطواتي ".."يزرع الرمل خطى ذات اشتعال" ..ولا أدري إن بدا الأمر مفتعلا في البداية..إلا أنه ما لبث أن أضفى على الديوان أفقاً صحراوياً رحباً..بما يتناسب وقدٍر كبيرٍ من حنين كروموسوميّ يفتقد البيئة المناسبة للتعبير.

مدرستي لم يكن لها نوافذ ...كنا نسميها "سجن النساء" ..علبةٌ خرسانيةٌ مصمطة يملأها هواء بارد طيلة العام ...معلمة اللغة العربية كانت تقية جدا و مهيبة الحضورمن قبيلة تُدعى "ثقيف" ...تحفظ المعلقات وتتحدث عن أحمد شوقي كما لو كانت بالأمس معه في نزهة ...تترك لي الإلقاء الأول للقصيدة من بعدها دائما ..ترقبني أحياناً حين أطالع كراسة التعبير والإنشاء خاصتي لأجدها قد دوّنت على حرفها "أجمل ما قرأت"! ..تلتقي أعيننا في لحظةٍ ويدق قلبي فتبتسم وأبتسم...أختلس روايات إحسان عبدالقدوس من مكتبة أمي لأبادلها مع الفتيات ... تتطوع إحداهن بغباء لتحديد المقاطع الماجنة في الرواية ...فصديقتها أكسل من أن تقرأها كاملة ولا يعنيها البناء الدرامي ..هي تعرف ما تريد ...تقع الرواية بيد المشرفة عبر التفتيش الدوري المفاجئ للصفوف ..وعلى الجميع تبرير الفعلة المشينة ..تمرّ معلمة اللغة العربية بنا وتمرّ بي حرفيا لحظة من "ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا" ..كان هذا قبل أن تسمع الأمر كله فتضحك ..كانت المرة الأولى التي أراها فيها تضحك ...وقبل أن نضحك كلنا في بداية العام الدراسي التالي حين وجدنا الرواية ذاتها مصادفةً على مكتب معلمة الفقه !! ..ولكن ليس هذا ما أردت قوله ..ففي نفس ذاك اليوم الثقيل اصحبني والدي بسيارته فأخذت ألملم نسخ "جريدة عكاظ " التي يحصل عليها أبي بلا اختيار من عمله فيلقيها بلا اكتراث بالمقعد الخلفي .. كان كل شئ عامودي التدوين يستهويني وإن كان قائمة الخضار ....وعلى إحدى الصفحات كانت تلك القصيدة.. العادية جدا .. إنما الغير عادي بل المذهل لي الآن أن يقرأ أحد شيئا للمرة الثانية فيستحضر تفاصيل المرة الأولى كلها ..أعني أني استرجعت حرفياً في دقيقة أو أقل كل ما سبق برائحة الجريدة وسخونة المقعد الخلفي وصوت ضحكة معلمة اللغة العربية...وكأني فجأة وبعد فاصل مداه خمسة عشر عاما قد قبضت قبضة من أثر الزمان ثم ما لبثت أن فقدتها ...ولا ..لم تعد أبدا مهما كررتها..

يتحدث محمد الثبيتي عن (القرين) ويحدثه ..فيقول:
مقيمٌ على شغف الزوبعة
له جناحان ولي أربعة
يخامرني وجهه كل يوم
فألغي مكاني وأمضي معه
أفاتحه بدمي المستفيق
فيذرف من مقلتي أدمعه
وأغمد في رئتيه السؤال
فيرفع عن شفتي إصبعه
- أما زلت تتلو فصول الرمال؟
- أقامر بالجرح..أقرع بوابة الاحتمال
- "أأشعلت فاصلة الارتياب"؟
- دمي مشرع للتحول والانتصاب
- أتدرك ما قالت البوصلة؟
- زمني عاقرٌ ..قريتي أرملة
وكفيّ معلقةٌ فوق باب المدينة
منذ اعتنقت وقار الطفولة
وانتابني رمد المرحلة
لدى سادن الوقت تشرق بي جرعة ماء
تجنح بي طرقات الوباء
تلاحقني تمتمات البسوس
أرى بين صدري وبين صراط الشهادة
شمسا مراهقةً
وسماء مرابطةً
ويميناً غموس

كانت أول ما قرأت ل (محمد الثبيتي) رحمه الله ..وصارت من حيث لا أحتسب.. آخره.

[لَيل ٭ · Rating 4 out of 5]

أحبّكِ رغم جنونِ الجراحْ
ورغم جفاف الدروبِ
ورغم الخطوبِ
ورغم انتحار المنى، واحتضار الصباحْ
أحبّكِ حينَ يموتُ الربيعُ
وحين يزول الرحيقُ
ويذوي البريقُ
وحين تثور الليالي وتقسو الرياحْ

أحبّك وجه الحياة الكئيبِ
وطعم الكفاح المريرِ
ووهج الهجيرِ
أحبّك لون الدماء وصوت السلاحْ.


أنا شاعرٌ
والشِّعرُ جَرحٌ نازفٌ
ملأت حقائبها به الآلامُ
لِي مِن شعُوري
للجمالِ رسائل
فيهن حربٌ دائمٌ وسلامُ
لا تقلقي صمت الجراح عزيزتي
فالشوق مهزومٌ
والروض خال والربيعُ حطامُ.



تكادُ تُخامِرُنِي لَهْجةُ الموتِ
أَرْثيكِ
يا امرأةً ثَكَلَتْكِ المسافاتُ
يا امرأةً قلت للبحرِ يَوماً:
تعالَ أكَبِّدُكَ الزمن المُستحِيل
وللرِّيحِ قلتِ:
تعَالي أمارسُ فيكِ شعائرَ حُزنِي
وحزن القصيدة
أَرْثيكِ،
يا امرأةً يَتَغَطْرَسُ حُزنُكِ
حينَ تُداهمهُ صبوةُ الكأسِ
أَرثيكِ،
أقرعُ رِيحاً مُضرَّجةً بالسَّواحلِ،
أغمدُ جرحَ المدينةِ
أعتنق الاحتمالاتِ
أظمأ،
أنتهكُ الشُّرفاتِ البعيدةَ
ماذَا أسمِّيكِ
يا امرأةً بين عينيكِ واللغةِ المستحيلةِ
تَجنحُ بالسندبادِ المحيطاتُ
ماذا أسمِّيكِ
يا امرأةً يتقاسمكِ الموجُ
والهذيانُ
أسمِّيكِ
فاتحة الغيثِ
أم هاجس الصحوِ
يا مزنةً أوجزتْ صخب العشبِ
وافْتتحتْ للهواجرِ ظلاً
أسمِّيكِ
قارئة الرَّملِ
عرّافة العشقِ
أفضحُ عُريكِ للسنواتِ
أفسِّر صمتكِ للشاطئينِ.

ومضيتَ
لا تلوِي على أحَدٍ
ولا تأوِي إلى بلَدٍ
وترمي نحو آفاقٍ مِنَ الرُّؤيَا
خُطى مَغلُولةً
وهَوى طَلِيقَا.

ألقي عليك تمائمي وقصائدي
حين تنطفئ امرأة فوق كفي
كيف تغدو المدينة لو جف ماءُ الحياة
أيا دار عبلة عمتِ صباحا
فأنا هنا،
شطرٌ بلا معنى
وقافية لجوج
ألقيت بين يديك كل عتادي
وظل الدمع أسبق من كلامي.


مَاذَا هُنَا لِلمُسْتَجِيرِ مِنَ الهَجِيرِ؟
طَعَامهُ ورَقٌ
مَاذَا هُنَا لِلمُسْتَجِيرِ مِنَ الهَجِيرِ؟
منامُهُ أرَقٌ
مَاذَا هُنَا لِلمُسْتَجِيرِ مِنَ الهَجِيرِ؟
مُدَامُهُ مُوسِيقَى.

3.5 🌟.

[Bayan Ashoor · Rating 4 out of 5]

.واحهت صعوبة في إصدار تقييم نهائي لهذه الأعمال بين الثلاثة نجوم والأربعة، فكل مجموعة من القصائد كانت تشير إلي لعدد مختلف من النجوم
أعتقد أن الأمر كان ليكون بالسهل لو أني قرأت كل ديوان على حدة.
قصائد الثبيتي تتميز بالخفة، غنية بالرمزية وزاخرة بلغة البيداء الأصيلة ولذلك كان سيداً حقاً للبيد
بين دواوينه المختلفة ترى البيداء متسيدة وإن اختلفت التوجهات
سعيدة لأني مررت بهذا الشاعر وقرأته