What do you think?
Rate this book
عم نتحدث حين نتحدث عن الصداقة
تسأل بسنت كلّا منا عن أكثر صفة يحبها في الناس.
بسرعة يرد سعيد: الوفاء؛ الوفاء يتيح لك أن تسير في العالم بشعور أنك محمي، وغير قابل للانكسار. يقول فادي إنه لا يعرف الكلمة الدقيقة، لكنه يحب الأشخاص الذين يمكنك دومًا أن تعرف مزاجهم دون أن تُضطَر إلى نزع أقنعتهم واحدًا تلو الآخر، هذا الوضوح، أو الشفافية، أو القدرة على الانكشاف، هو ما يتيح لك أن تأمن لشخص ما. تقول بسنت إنها عن نفسها تحب هؤلاء المستعدين للتضحية؛ ليس لأنهم يسبغون حمايتهم علينا، ولكن لأنه لا معنى أن يختارك شخص ما ومعياره الوحيد هو المكسب، الاستعداد للخسارة، هو ما يجعل أي علاقة إنسانية أكثر من مجرد حسابات.
يقول مجدي إنه الحنان؛ لأننا جرحى نحتاج إلى الرعاية. أقول إن رهاني كله على الكرم. تقول مروة إنه الانطلاق، تحب الأشخاص المنطلقين؛ لأن من دونهم نظل سجناء مواطن أقدامنا. تقول هبة إنها المسؤولية؛ لا يمكن أبدًا مصادقة أحد لا يمكن الوثوق بإحساسه بالمسؤولية. تقول يسرا إنها تشعر أننا اخترنا كل الاختيارات بالفعل، وهي لذلك ستعود إلى البديهيات، ما تحبه في أي شخص أن يكون موجودًا. يصفق سعيد، يضحك.
-----
يهرب راوي هذه الرواية من أزماته إلى بيوت أصدقائه وإلى ذاكرته. يتأمل بلال علاء من خلال رحلة الراوي وجود الأصدقاء وغيابهم، وكيف تشيد الصداقات وتستمر أو تنهار، ويستكشف كيف يمكننا أصلا أن نقيم علاقة مع آخر رغم متاهات الواقع واللغة والذاكرة.
بسرعة يرد سعيد: الوفاء؛ الوفاء يتيح لك أن تسير في العالم بشعور أنك محمي، وغير قابل للانكسار. يقول فادي إنه لا يعرف الكلمة الدقيقة، لكنه يحب الأشخاص الذين يمكنك دومًا أن تعرف مزاجهم دون أن تُضطَر إلى نزع أقنعتهم واحدًا تلو الآخر، هذا الوضوح، أو الشفافية، أو القدرة على الانكشاف، هو ما يتيح لك أن تأمن لشخص ما. تقول بسنت إنها عن نفسها تحب هؤلاء المستعدين للتضحية؛ ليس لأنهم يسبغون حمايتهم علينا، ولكن لأنه لا معنى أن يختارك شخص ما ومعياره الوحيد هو المكسب، الاستعداد للخسارة، هو ما يجعل أي علاقة إنسانية أكثر من مجرد حسابات.
يقول مجدي إنه الحنان؛ لأننا جرحى نحتاج إلى الرعاية. أقول إن رهاني كله على الكرم. تقول مروة إنه الانطلاق، تحب الأشخاص المنطلقين؛ لأن من دونهم نظل سجناء مواطن أقدامنا. تقول هبة إنها المسؤولية؛ لا يمكن أبدًا مصادقة أحد لا يمكن الوثوق بإحساسه بالمسؤولية. تقول يسرا إنها تشعر أننا اخترنا كل الاختيارات بالفعل، وهي لذلك ستعود إلى البديهيات، ما تحبه في أي شخص أن يكون موجودًا. يصفق سعيد، يضحك.
-----
يهرب راوي هذه الرواية من أزماته إلى بيوت أصدقائه وإلى ذاكرته. يتأمل بلال علاء من خلال رحلة الراوي وجود الأصدقاء وغيابهم، وكيف تشيد الصداقات وتستمر أو تنهار، ويستكشف كيف يمكننا أصلا أن نقيم علاقة مع آخر رغم متاهات الواقع واللغة والذاكرة.
176 pages, Paperback
First published January 1, 2023
80 people are currently reading
2271 people want to read
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 175 reviews
February 17, 2023
ما أجمل الصداقة، وما أجمل أن يُكتب عنها هكذا.
February 13, 2025
"هل هناك نسخة من الحياة لا تشعر فيها أن شيئاً ما مفقود؟ هناك دائماً شعور بالفقد؛ لأنه ببساطة شعور صحيح، كل اختيار في الحياة يستبعد خيارات أخرى، الأمر بهذه البساطة، لا يُمكن مراوغة الفقد، الحياة فقد متتالٍ، وامتلاك مؤقت."
قرأت "لن نصنع الفلك" لبلال علاء، مرتين، في المرة الأولى وجدته عملاً جيداً، في المرة الثانية وجدته عمل إستثنائي، فالكاتب يمتلك موهبة الكتابة والتعبير والوصف، تلك المشاعر التي لا يُمكن أن تُختذل في كلمات، يصفها بدقة وبدفأ، والأهم من كل ذلك بطمأنينة واضحة، كانت القراءة الثانية لـ"لن نصنع الفلك" مُشجعة كفاية أن أقرأ أي شيء يكتبه "بلال علاء" مهما كانت تلك الجملة حرفية، فتحمست عندما علمت بروايته الجديدة "عم نتحدث حين نتحدث عن الصداقة"، أول ما وجدت نفسي أقوله: هل تحتمل الصداقة أن نكتب رواية عنها؟ أعرف أن هذه التساؤل يُقلل من شأن الصداقة وقيمتها، ولكن الصداقة الحقيقية في العصر الحديث نادرة، ولا يوجد قالب أو تعريف يُمكن أن نُحدد به فعلة الصداقة، بل قد تكون بعيداً عن أصدقاءك لفترات طويلة وتظل صديقهم، في ظل التطور التكنولوجي الذي ساعد في ذلك، فهل تُعد ذلك صداقة؟ وفكرة الطمأنينة المُنبعثة من كل جانب للآخر لأنه فيه ما يُكفيه! فماذا عند "بلال علاء" ليُضيفه عن الصداقة؟
"ومهما كنت متسامحاً مع الطبيعة البشرية، فهناك حقيقة أن الناس عموماً لن تستثمر وقتها مع شخص يعترف بالتحطم، إلا في حالات قليلة، حين تكون جوانب شخصيته الأخرى أكثر بهاء بحيث تعميهم عنها، غير ذلك فالوحدة وحش يخلق نفسه؛ كلما تحدثت عنه، قال الناس لأنفسهم إذا كان وحيداً هكذا ففي الأغلب هو يستحق ذلك. لا ينبع ذلك من قسوة بالضرورة ولكن لأنهم أيضاً لاجئون، وهم أيضاً بحاجة إلى من يُنقذهم، وليس لديهم مانع أن يستند بعضهم إلى بعض، ولكن لن يسندوا شخصاً آخر إذا لم يُمكنهم الاستناد إليه؛ دائماً يجب أن يبقى الوعد أكثر وضوحاً من الوعيد."
راوي الحكاية -الذي لم يُذكر اسمه- يحكي شذرات وأحداث تربطه مع أصدقاءه، أصدقاء لم يعودوا أصدقاء، وأصدقاء حاليين، وأصدقاء قيد المُعالجة والتنفيذ، ويتقاطع مع مصائر أخرى، مُتشابكة، مليئة بالعلاقات سواء كانت زواج أو ارتباط أو قرابة، هناك مخطط في آخر صفحات الرواية، مُتشابك ومُعقد، قد تتوه بمجرد النظر إليه، وكأنه دلالة عما يدور في عقل الراوي من تشتت وحيرة، فعلى الرغم من الكم الهائل من الأشخاص في حياته، فهو يبدو أنه وحيد، مستمع جيد، ولا يحكي إلا ما يُريد أن يحكيه، حتى أن هناك حكاية أصر الجميع على أن يحكيها وظل طوال الأحداث يؤجلها حتى انتهت الرواية. وبطريقته المُميزة، ومن استقاءه لفكرة عامة كبيرة، يندرج تحتها آلاف العناوين والمواضيع، يحكي "بلال علاء" عن الصداقة والوحدة والعلاقات، وعن الحياة في المُطلق، حكايات لطيفة ومُبهجة أحياناً، وتجعلك تشعر بالشجن والحنين أحياناً، وستجعلك حزيناً في الكثير من الأحيان بكل تأكيد، فالجميع لا يُحب الحزن، نحن نُحبه.
ختاماً..
رواية "عم نتحدث حين نتحدث عن الصداقة"، تُناقش وتسرد العديد من المواضيع، بسرد ذكي من "بلال علاء"، وبرؤية مُختلفة وبسرد دقيق وكاشف لحقيقة الأمور، بفلسفة لا تخلو من تعقيد، ولكن من قال أن الحياة ليست بمُعقدة؟ ومُتشابكة؟ وحزينة؟
سأقرأ الرواية مرة أخرى بكل تأكيد، فأظن أن ذلك سيصح عادتي مع أعمال "بلال علاء"، وبكل تأكيد يُنصح بها.
Read
February 8, 2023«الصداقة كالحب؛ تحدث أو لا تحدث. أقصى ما يمكن الوصول إليه بالعزيمة هو الرفقة الآمنة».
أظن أنني حرصت على اقتناء الكتاب من أجل "الصداقة"، ولمعرفتي السابقة بأسلوب بلال العذب، وتحديدًا لحذق ملاحظاته وطريقة تناوله لدقائق المعاني بعبارات واضحة. في هذا الكتاب يحكي بلال قصصًا متداخلة عن علاقات صداقة متنوعة. لا يبدو أن المؤلف كان حريصًا على التقنيات الروائية، ولا تماسك السرد، أو تتابع الحبكة. كان يميل لأن يعبّر عن أفكاره وتأملاته بطرق مختلفة، مع اهتمام محدود بالبنية السردية الإجمالية.
كل الحكايات تقريبًا تشرّح معمليًا بلغة أدبية طبيعة التفاعلات البشرية، تحدث كثيرًا عن موقع اللغة في العلاقات، ومكانة القصص، والوحدة، والإحباط، والأعطاب الوجدانية.
ينزع الراوي -محقًا في زعمي- للتصور التشاؤمي عن الوجود البشري، وللرؤية المحبطة تجاه العلاقات الإنسانية والصداقات، فـ«الناس لاجئون ومهجرون على الدوام»، ويفشلون عادةً -وعلى نحوٍ يكاد يكون حتميًا- في بناء جسور بين ذواتهم والآخرين، فالوحدة سمة إنسانية أصيلة، ولذلك لا ينبغي أن تتعجب ممن تقابله لأول مرة فتجده يسكب «حكايات مفاجئة شديدة الحميمية» عن حياته، فهذه علامة الوحدة.
يغلب على الكتاب التماس التحليلي لسيكولوجية الصداقة، وإن شئنا التحذلق؛ فالكتاب هو تدوين ظاهراتي يرصد وعي الراوي أثناء "اشتباكه" الوجودي مع الآخرين، وأجد نفسي أنفر أحيانًا عن هذا الإغراق النفساني، لأنه عادةً إما عرض مرضي (ليس مصادفة أن يكون الراوي في الكتاب معتلًا نفسيًا)، أو يسهم في تسريع وصول الأعراض المرضيّة، لأن قدرًا معتبرًا من السواء يقوم على التوهم، والتغافل، والنسيان، والانشغال الظاهري وتفعيل الأنشطة الخارجية، ولذلك يعود الراوي لينتقد التحليل النفسي، ويقول بأنه «أطول حرب تشنها البشرية ضد النسيان، حرب تسلبنا الحق في ذوات جديدة، وتربطنا في ماضٍ لا نستطيع الهرب منه». يلحظ الراوي أن من مفارقات العلاقات الحميمة أنها تمنحنا الشعور الملذّ بأن نكون مرئيين، ولكن في نفس الوقت ربما يكون هذا الشعور ذاته مسببًا للتعاسة حين نكون مرئيين إلى الأبد في الوقت الذي نتمنى فيها الاختفاء.
استمتعت بالكتاب، ولم يخيب ظني، وإن كنت وددت لو لم يستعمل المؤلف العامية المصرية في الحوارات، والتي بدت لي مغرقة في المحلية، مع فهمي لها، وكانت ستكون أفخم بلا ريب لو كتبت كبقية النص.
أظن أنني حرصت على اقتناء الكتاب من أجل "الصداقة"، ولمعرفتي السابقة بأسلوب بلال العذب، وتحديدًا لحذق ملاحظاته وطريقة تناوله لدقائق المعاني بعبارات واضحة. في هذا الكتاب يحكي بلال قصصًا متداخلة عن علاقات صداقة متنوعة. لا يبدو أن المؤلف كان حريصًا على التقنيات الروائية، ولا تماسك السرد، أو تتابع الحبكة. كان يميل لأن يعبّر عن أفكاره وتأملاته بطرق مختلفة، مع اهتمام محدود بالبنية السردية الإجمالية.
كل الحكايات تقريبًا تشرّح معمليًا بلغة أدبية طبيعة التفاعلات البشرية، تحدث كثيرًا عن موقع اللغة في العلاقات، ومكانة القصص، والوحدة، والإحباط، والأعطاب الوجدانية.
ينزع الراوي -محقًا في زعمي- للتصور التشاؤمي عن الوجود البشري، وللرؤية المحبطة تجاه العلاقات الإنسانية والصداقات، فـ«الناس لاجئون ومهجرون على الدوام»، ويفشلون عادةً -وعلى نحوٍ يكاد يكون حتميًا- في بناء جسور بين ذواتهم والآخرين، فالوحدة سمة إنسانية أصيلة، ولذلك لا ينبغي أن تتعجب ممن تقابله لأول مرة فتجده يسكب «حكايات مفاجئة شديدة الحميمية» عن حياته، فهذه علامة الوحدة.
يغلب على الكتاب التماس التحليلي لسيكولوجية الصداقة، وإن شئنا التحذلق؛ فالكتاب هو تدوين ظاهراتي يرصد وعي الراوي أثناء "اشتباكه" الوجودي مع الآخرين، وأجد نفسي أنفر أحيانًا عن هذا الإغراق النفساني، لأنه عادةً إما عرض مرضي (ليس مصادفة أن يكون الراوي في الكتاب معتلًا نفسيًا)، أو يسهم في تسريع وصول الأعراض المرضيّة، لأن قدرًا معتبرًا من السواء يقوم على التوهم، والتغافل، والنسيان، والانشغال الظاهري وتفعيل الأنشطة الخارجية، ولذلك يعود الراوي لينتقد التحليل النفسي، ويقول بأنه «أطول حرب تشنها البشرية ضد النسيان، حرب تسلبنا الحق في ذوات جديدة، وتربطنا في ماضٍ لا نستطيع الهرب منه». يلحظ الراوي أن من مفارقات العلاقات الحميمة أنها تمنحنا الشعور الملذّ بأن نكون مرئيين، ولكن في نفس الوقت ربما يكون هذا الشعور ذاته مسببًا للتعاسة حين نكون مرئيين إلى الأبد في الوقت الذي نتمنى فيها الاختفاء.
استمتعت بالكتاب، ولم يخيب ظني، وإن كنت وددت لو لم يستعمل المؤلف العامية المصرية في الحوارات، والتي بدت لي مغرقة في المحلية، مع فهمي لها، وكانت ستكون أفخم بلا ريب لو كتبت كبقية النص.
March 16, 2023
أظن إن دا هيكون من أجمل قراءات السنة.
بعد تجربتى الأولى مع بلال علاء فى "لن نصنع الفلك"، فى هذا الكتاب تفوق بلال علاء على نفسه.
من أجمل أجمل ماقرأت❤
بعد تجربتى الأولى مع بلال علاء فى "لن نصنع الفلك"، فى هذا الكتاب تفوق بلال علاء على نفسه.
من أجمل أجمل ماقرأت❤
February 12, 2023
عم نتحدث حين نتحدث عن الصداقة؟ يبدو العنوان مباغتا، تقرأه بابتسامة ساخرة متذكرا كم العناوين التي استخدمت نفس الصيغة، ومتأملا في كل مرة تلك البساطة والوضوح في عنوان ريموند كارفر الخالد، مهما كانت تجلياته.
وهذه المرة العنوان عن الصداقة ولرواية لبلال علاء، فيها من الرقة الكثير، والفلسفة الأكثر، ولوهلة ستندهش من تداخلات الشخصيات والأحداث وحيرتك بينهم، وفجأة تصبح الأمور أكثر وضوحا بسلاسة مربكة، ستندهش اكثر من اندماجك مع الشخصيات والأحداث في تأثر شديد مع السرد، ورغبة عارمة في معرفة الشخصيات أكثر، الفضول، هذا ما تفعله بك هذه الرواية المفخخة بكم اشتغالات ما يعلم مداها إلا الله يعني.
شيء غريب اللي ممكن تعمله فيه قراءة عمل جميل، شعور بالامتنان مع دفء حقيقي بتقدر القراءة تعيده لك، ودي رواية جميلة،مبذول فيها جهد حقيقي لصهر كل الفلسفة والرقة والعمق واللغة لتخرج لنا نص فاتن زي دا.
وهذه المرة العنوان عن الصداقة ولرواية لبلال علاء، فيها من الرقة الكثير، والفلسفة الأكثر، ولوهلة ستندهش من تداخلات الشخصيات والأحداث وحيرتك بينهم، وفجأة تصبح الأمور أكثر وضوحا بسلاسة مربكة، ستندهش اكثر من اندماجك مع الشخصيات والأحداث في تأثر شديد مع السرد، ورغبة عارمة في معرفة الشخصيات أكثر، الفضول، هذا ما تفعله بك هذه الرواية المفخخة بكم اشتغالات ما يعلم مداها إلا الله يعني.
شيء غريب اللي ممكن تعمله فيه قراءة عمل جميل، شعور بالامتنان مع دفء حقيقي بتقدر القراءة تعيده لك، ودي رواية جميلة،مبذول فيها جهد حقيقي لصهر كل الفلسفة والرقة والعمق واللغة لتخرج لنا نص فاتن زي دا.
May 12, 2023
2.5/5
بالتأكيد ليست رواية، فلا توجد حبكة أو قصة من الأساس.
هي بعض مقالات منفصلة و متصلة في ذات الوقت حول الصداقة، يغلب عليها الطابع التحليلي الفلسفي، بالإضافة لحوارات عشوائية بين الراوي و أصدقاؤه عن الحياة و الحب و الصداقة و اللغة و المجاز بنفس الفلسفة و الغموض.
كنت سأشعر بالحميمية أكثر و بالتواصل مع الكاتب و الكتاب لو كان هناك بعض النظام في السرد، ليس منطقيًا أن تقطع حوارًا في منتصفه ثم تكمله بعد عشر صفحات كأن شيئًا لم يكن، و لكن إن كانت تلك العشوائية تعبّر عن نفسيّة الراوي المضطربة فربما جاءت في موضعها.
الكتاب مجموعة من الحكايات المبتورة، كنت أحب أن أعرف المزيد و أن أتعرف على الشخصيات بشكل لائق و أكثر وضوحًا و تعمقًا.
بالتأكيد ليست رواية، فلا توجد حبكة أو قصة من الأساس.
هي بعض مقالات منفصلة و متصلة في ذات الوقت حول الصداقة، يغلب عليها الطابع التحليلي الفلسفي، بالإضافة لحوارات عشوائية بين الراوي و أصدقاؤه عن الحياة و الحب و الصداقة و اللغة و المجاز بنفس الفلسفة و الغموض.
كنت سأشعر بالحميمية أكثر و بالتواصل مع الكاتب و الكتاب لو كان هناك بعض النظام في السرد، ليس منطقيًا أن تقطع حوارًا في منتصفه ثم تكمله بعد عشر صفحات كأن شيئًا لم يكن، و لكن إن كانت تلك العشوائية تعبّر عن نفسيّة الراوي المضطربة فربما جاءت في موضعها.
الكتاب مجموعة من الحكايات المبتورة، كنت أحب أن أعرف المزيد و أن أتعرف على الشخصيات بشكل لائق و أكثر وضوحًا و تعمقًا.
May 27, 2023
في البداية، هتكون مرتبك. في النهاية، هتفضل مرتبك. في المنتصف، كتابة عذبة، وفلسفة جميلة، ودمج متوازن ما بين الفصحى والعامية لدرجة ممتعة، تفتيت لمشاعر كتيرة، وتحليل لمشاعر أعمق.
August 30, 2023
(عم نتحدث حين نتحدث عن الصداقة)
بدأت قراءة كتاب بلال علاء الجديد. وقربت أخلصه.. الرواية جميلة. وكواحد قرأ "لن نصنع الفلك" ٥ ٦مرات، وبرجع له، من حين إلى آخر، أقرا فيه بعشوائية، وكواحد، برضه، ماحبش أوي رواية بلال الأولى"تعلم الطيور.." لأكتر من سبب. أقدر أقول إن بلال، الحمدلله، لقى السياق الفني، والطريقة اللي يقدر يصيغ بها نصوصه الجميلة في إطار روائي بديع..
بلال بيدهشني بأراءه، ونظرياته للأفراد، والأشخاص، وللعالم من حوله، وبطرحه للمعضلات، وتأملها، ومحاولة فكها، وتبسيطها، وتجريدها من أي شوائب دخيلة، حتى نتمكن، ولو مش بشكل كامل، من استيعابها أو فهمها او على الأقل مانقفش قدام شيء مبهم بالنسبة لنا تمامًا، وتأكد من إنه وهو بيخاطب عقلك، هيداعب مشاعرك كلها.. وهنا تقريبًا هتلاقي أول كتابة ج��يلة جدًا، لا تخلو من المدلول أبدًا، على عكس ما قاله بروست.. وهنا تكمن " عبقرية بلال"
صراحةً أنا بشوف بلال أقرب إلى فيلسوف، وشاعر، مش بشكل وظيفي أو مهني، إنما كصفة، أكتر من كونه كاتب نثر.. لكن أسلوب بلال أكثر رشاقة، وشاعرية، من أن يُسجن في كتاب فلسفي دسم، وملعبك، وفي نفس الوقت، أبيات الشعر أكثر ضعفًا من أن تحتوي عواصف أفكاره، ومعانيه، فكان اتجاه بلال للنثر، بالنسبة لي يعني، اتجاه اضطراري..
يمكن أدوات بلال الإحترافية في الكتابة، خاصة الروائية" لسا ماكتملش نموها تمامًا، فما أقدرش أوعدك إنك هتقرأ أعظم رواية على الإطلاق، لكن هتقرأ رواية هتعرفك على نفسك أكتر، وعلى مفهوم الصداقة، وعلى أصدقاءك نفسهم، هتتطرح أسئلة كتيرة، بعضها هتكتشف إجابته في الرواية، وبعضها إجابته عندك، وبعضها مش هتلاقي له إجابات، على الأقل دلوقتي..
بلال كاتب حريف، بيعبر عن تجربة جيل، أو جيلين متعاقبين، في شتى مشاكلهم الحياتية، من أصغر الأمور، لأكثرها تعقيدًا..
كل الحب يا بلال..
وبالتوفيق لوزيز..
القراءة الثانية، إبريل ٢٠٢٣
القراءة الثالثة أغسطس ٢٠٢٣
بحب جدًا مقطع " تسأل بسنت كلًا منا.."
بشوفه مقطع ذكي. بيتكلم فيه الراوي، عن أكثر صفة، وأهم حاجة، من منظور شخصيات الرواية، اللي هم أصدقاء الراوي، يحبوا يلاقوها في الناس، وهي بالتالي الصفة الأقوى لبناء الصداقات، أو على الأقل لتحقيق عالم، أو مجتمع آمن، ومُريح.
المقطع دا بشوفه، بشكل ما، محاكاة لنظرية، وأطروحة الفيلسوف الأمريكي جون رولز حول المجتمع العادل، وكيفية تحقيقه، وشروطه، بتخيل مجموعة من الأشخاص قاعدين مع بعض، بيحاولوا يوصلوا لسمات، وقوانين المجتمع العادل، بعد تجريدهم من كل حيثياتهم، وظروفهم الشخصية الإجتماعية، والإقتصادية عشان ماحدش فيهم يحابي طبقته، أو فئته، بإختيار سمة، أو قانون يخدم صالحها، فيختل العدل، ولا يتحقق ذاك المجتمع العادل..
" تسأل بسنت كل منا عن أكثر صفة يحبها في الناس.. "
يختار سعيد الوفاء. وفادي يختار الشفافية، والوضوح، أو القدرة على الإنكشاف. بسنت تختار بدورها، الاستعداد للتضحية، والخسارة، لأنه لايستوي أن يختارنا شخص ومعياره الوحيد هو المكسب. يختار مجدي الحنان. والرواي يختار الكرم. مروة تختار الإنطلاق. وهبة، المسؤولية.
تشعر يسرا أنهم قد اختاروا كل الإختيارات، فتعود للبديهيات، وتقول أن ما تحبه في أي شخص أن يكون موجودًا.
ولو كنت أنا وسطهم، قبل أن تظن يسرا أنهم قد اختاروا كل شيء، وأنهوا كل الاختيارات، فتعود للبديهيات، لكنت اخترت السماحة؛ أي السعة، والملاينة، والهون. لا أعرف كيف فاتتهم. وأجدها الصفة الأجمل، والأقوى، للحفاظ على دوام أي علاقة إنسانية، لأننا بالفطرة مجبولين على ارتكاب الخطأ، ومن ثم يجب علينا إمتلاك، كما يقول أبي دائمًا بالعامية؛ القدرة على التفويت.. فدون السماحة، سنظل نرتطم إلى الأبد.
وكما قال النبي: هين لين قريب سهل، وهو، تخيل هذا، ممن حرمت عليهم النار..
بدأت قراءة كتاب بلال علاء الجديد. وقربت أخلصه.. الرواية جميلة. وكواحد قرأ "لن نصنع الفلك" ٥ ٦مرات، وبرجع له، من حين إلى آخر، أقرا فيه بعشوائية، وكواحد، برضه، ماحبش أوي رواية بلال الأولى"تعلم الطيور.." لأكتر من سبب. أقدر أقول إن بلال، الحمدلله، لقى السياق الفني، والطريقة اللي يقدر يصيغ بها نصوصه الجميلة في إطار روائي بديع..
بلال بيدهشني بأراءه، ونظرياته للأفراد، والأشخاص، وللعالم من حوله، وبطرحه للمعضلات، وتأملها، ومحاولة فكها، وتبسيطها، وتجريدها من أي شوائب دخيلة، حتى نتمكن، ولو مش بشكل كامل، من استيعابها أو فهمها او على الأقل مانقفش قدام شيء مبهم بالنسبة لنا تمامًا، وتأكد من إنه وهو بيخاطب عقلك، هيداعب مشاعرك كلها.. وهنا تقريبًا هتلاقي أول كتابة ج��يلة جدًا، لا تخلو من المدلول أبدًا، على عكس ما قاله بروست.. وهنا تكمن " عبقرية بلال"
صراحةً أنا بشوف بلال أقرب إلى فيلسوف، وشاعر، مش بشكل وظيفي أو مهني، إنما كصفة، أكتر من كونه كاتب نثر.. لكن أسلوب بلال أكثر رشاقة، وشاعرية، من أن يُسجن في كتاب فلسفي دسم، وملعبك، وفي نفس الوقت، أبيات الشعر أكثر ضعفًا من أن تحتوي عواصف أفكاره، ومعانيه، فكان اتجاه بلال للنثر، بالنسبة لي يعني، اتجاه اضطراري..
يمكن أدوات بلال الإحترافية في الكتابة، خاصة الروائية" لسا ماكتملش نموها تمامًا، فما أقدرش أوعدك إنك هتقرأ أعظم رواية على الإطلاق، لكن هتقرأ رواية هتعرفك على نفسك أكتر، وعلى مفهوم الصداقة، وعلى أصدقاءك نفسهم، هتتطرح أسئلة كتيرة، بعضها هتكتشف إجابته في الرواية، وبعضها إجابته عندك، وبعضها مش هتلاقي له إجابات، على الأقل دلوقتي..
بلال كاتب حريف، بيعبر عن تجربة جيل، أو جيلين متعاقبين، في شتى مشاكلهم الحياتية، من أصغر الأمور، لأكثرها تعقيدًا..
كل الحب يا بلال..
وبالتوفيق لوزيز..
القراءة الثانية، إبريل ٢٠٢٣
القراءة الثالثة أغسطس ٢٠٢٣
بحب جدًا مقطع " تسأل بسنت كلًا منا.."
بشوفه مقطع ذكي. بيتكلم فيه الراوي، عن أكثر صفة، وأهم حاجة، من منظور شخصيات الرواية، اللي هم أصدقاء الراوي، يحبوا يلاقوها في الناس، وهي بالتالي الصفة الأقوى لبناء الصداقات، أو على الأقل لتحقيق عالم، أو مجتمع آمن، ومُريح.
المقطع دا بشوفه، بشكل ما، محاكاة لنظرية، وأطروحة الفيلسوف الأمريكي جون رولز حول المجتمع العادل، وكيفية تحقيقه، وشروطه، بتخيل مجموعة من الأشخاص قاعدين مع بعض، بيحاولوا يوصلوا لسمات، وقوانين المجتمع العادل، بعد تجريدهم من كل حيثياتهم، وظروفهم الشخصية الإجتماعية، والإقتصادية عشان ماحدش فيهم يحابي طبقته، أو فئته، بإختيار سمة، أو قانون يخدم صالحها، فيختل العدل، ولا يتحقق ذاك المجتمع العادل..
" تسأل بسنت كل منا عن أكثر صفة يحبها في الناس.. "
يختار سعيد الوفاء. وفادي يختار الشفافية، والوضوح، أو القدرة على الإنكشاف. بسنت تختار بدورها، الاستعداد للتضحية، والخسارة، لأنه لايستوي أن يختارنا شخص ومعياره الوحيد هو المكسب. يختار مجدي الحنان. والرواي يختار الكرم. مروة تختار الإنطلاق. وهبة، المسؤولية.
تشعر يسرا أنهم قد اختاروا كل الإختيارات، فتعود للبديهيات، وتقول أن ما تحبه في أي شخص أن يكون موجودًا.
ولو كنت أنا وسطهم، قبل أن تظن يسرا أنهم قد اختاروا كل شيء، وأنهوا كل الاختيارات، فتعود للبديهيات، لكنت اخترت السماحة؛ أي السعة، والملاينة، والهون. لا أعرف كيف فاتتهم. وأجدها الصفة الأجمل، والأقوى، للحفاظ على دوام أي علاقة إنسانية، لأننا بالفطرة مجبولين على ارتكاب الخطأ، ومن ثم يجب علينا إمتلاك، كما يقول أبي دائمًا بالعامية؛ القدرة على التفويت.. فدون السماحة، سنظل نرتطم إلى الأبد.
وكما قال النبي: هين لين قريب سهل، وهو، تخيل هذا، ممن حرمت عليهم النار..
March 29, 2024
أربكني، أربكني جدا، و لم أكن لأمانع هذا الإرتباك لو أنني أحببت النص، لكنه لم يجعلني أشعر بغير الغضب من العشوائية في السرد و خليط الفصحى بالعامية الذي لم يكن في محله بالنسبة لي.
من غير المنطقي أبدا أن تبدأ القصة و تقطعها ثم تكمل أجزاء أخرى منها بعد بضع صفحات، ثم تنتهي إلى ألا تكمل حكايتها أبدا متعللا ببعض الفلسفة في الأخير.
كان خيبة ظن كبيرة.
من غير المنطقي أبدا أن تبدأ القصة و تقطعها ثم تكمل أجزاء أخرى منها بعد بضع صفحات، ثم تنتهي إلى ألا تكمل حكايتها أبدا متعللا ببعض الفلسفة في الأخير.
كان خيبة ظن كبيرة.
Read
February 15, 2025"الأصدقاء المبعثرون بين العوالم يشعروننا أيضًا بأننا نطل من خلالهم على عالم آخر، عالم لسنا متحمسين كفاية للعيش فيه، لكن لا بأس أن نلقي عليه نظرة من حين إلى آخر".
يمكن الاقتباس ده بيوصف الكتاب بالنسبالي، هو مش من نوعية الكتب اللي بقرأها ولا المجتمع اللي بيتكلم عنه قريب مني، بس مفيش مانع نتعرف علي حاجات جديدة من وقت للتاني.
يمكن الاقتباس ده بيوصف الكتاب بالنسبالي، هو مش من نوعية الكتب اللي بقرأها ولا المجتمع اللي بيتكلم عنه قريب مني، بس مفيش مانع نتعرف علي حاجات جديدة من وقت للتاني.
February 11, 2023
من بداية قرائتي للنص ده، من اول ورقة تحديدا وانا عرفت انه هيبقى من مفضلاتي، لكن كل ما كنت بقرا اكتر كل ما كنت بحبه اكتر!
انا بدأت الكتاب ده بعد كذا عمل كنت متوقع منهم اكتر بكتير مما لقيت، اما بدأت اقرا الكتاب ده مكنش عندي توقعات عالية ولا توقعات خالص، بس واحدة واحدة حسيت فعلا بشعوري بالانبهار زي في اوائل ما بدأت قراءة عموما، انبهار خام وصافي محستوش من زمان. انا زعلت وضحكت بصوت واندمجت مع الكتاب تماما.
النص ده -مش هقول عنه رواية- نص مستفز لاقصى درجة، مستفز في حلاوته وصدقه وفي تشريحه للمشاعر الانسانية عموما والصداقة طبعا خصوصا كما هو متوقع يعني. الافكار الكتيرة الحلوة المرتبطة بالمشاعر والود والتعب والاكتئاب، الحكي والا حكي، افكار عن اللغة والتواصل والعلاقات الانسانية، مستفزة جدا للحديث عنها.
مشاهد كتير من الحكي والقصص اكيد هتلاقي نفسك عيشتها، مشاعر جوايا كتير مكتوبة ومشروحة، شرح انا عمري ما كنت هتخيل انه ممكن يتشرح بالوضوح ده، تعبير ممكن عن حزن متعبرش عنه قبل كده. مسرود بشكل سلس وانسيابي ومتقاطع بشكل متعوب عليه قوي انك تتابع القصص العادية الي كلنا يمكن عشناها بس بتشكل الغابة بتشابكها زي الحياة.
انا اعتقد ان كل واحد هيشوف نفسه في الكتاب ده، هيشوف طريقة حبه للي حواليه والطريقة الي نفسه يتحب بيها، طرقه حتى في التصرف في الالم وطرقه في الهروب الناجح او الفاشل منه، هيشوف صحابه وهيحب يشاركهم الكتاب. حقيقي الكتاب مليان لقطات ذكية قوي لدرجة انها كانت بتخبطني في مخي كده
شخصيا انا عارف ان الكتاب ده بقى من مفضلاتي وعارف اني هقراه تاني وقريب وهفضل اتكلم عنه حبة مع الي بحبهم، ومش مسامح بلال علاء على تعبيره وفضحه لكل ميكانيزمات وهروبي من البشر وكل ما يدور في مخي وانا تعبان كده في العلن.
انا بدأت الكتاب ده بعد كذا عمل كنت متوقع منهم اكتر بكتير مما لقيت، اما بدأت اقرا الكتاب ده مكنش عندي توقعات عالية ولا توقعات خالص، بس واحدة واحدة حسيت فعلا بشعوري بالانبهار زي في اوائل ما بدأت قراءة عموما، انبهار خام وصافي محستوش من زمان. انا زعلت وضحكت بصوت واندمجت مع الكتاب تماما.
النص ده -مش هقول عنه رواية- نص مستفز لاقصى درجة، مستفز في حلاوته وصدقه وفي تشريحه للمشاعر الانسانية عموما والصداقة طبعا خصوصا كما هو متوقع يعني. الافكار الكتيرة الحلوة المرتبطة بالمشاعر والود والتعب والاكتئاب، الحكي والا حكي، افكار عن اللغة والتواصل والعلاقات الانسانية، مستفزة جدا للحديث عنها.
مشاهد كتير من الحكي والقصص اكيد هتلاقي نفسك عيشتها، مشاعر جوايا كتير مكتوبة ومشروحة، شرح انا عمري ما كنت هتخيل انه ممكن يتشرح بالوضوح ده، تعبير ممكن عن حزن متعبرش عنه قبل كده. مسرود بشكل سلس وانسيابي ومتقاطع بشكل متعوب عليه قوي انك تتابع القصص العادية الي كلنا يمكن عشناها بس بتشكل الغابة بتشابكها زي الحياة.
انا اعتقد ان كل واحد هيشوف نفسه في الكتاب ده، هيشوف طريقة حبه للي حواليه والطريقة الي نفسه يتحب بيها، طرقه حتى في التصرف في الالم وطرقه في الهروب الناجح او الفاشل منه، هيشوف صحابه وهيحب يشاركهم الكتاب. حقيقي الكتاب مليان لقطات ذكية قوي لدرجة انها كانت بتخبطني في مخي كده
شخصيا انا عارف ان الكتاب ده بقى من مفضلاتي وعارف اني هقراه تاني وقريب وهفضل اتكلم عنه حبة مع الي بحبهم، ومش مسامح بلال علاء على تعبيره وفضحه لكل ميكانيزمات وهروبي من البشر وكل ما يدور في مخي وانا تعبان كده في العلن.
February 15, 2025
عن ماذا نتحدث بالضبط حين نتحدث عن الصداقة: الحد الكافي من المعرفة لتجاوز الموضوعات المبتذلة ؟ قدر معين من الحنان لاحتمال ما لا يمكن احتماله ؟ ارتياح كاف للجلوس في صمت أو للحديث إلى الأبد؟
⭐️⭐️⭐️⭐️
*_بلغة شاعرية وسرد متقطع أشبه بمذكرات و تاملات يشاركنا الراوي حكاياته مع أصدقائه على وجه الخصوص (سعيد) صديقه الاقرب و جوهر كل صداقه اخرى في حياته , المفارقة ان الراوي يعيش قلقه المفرط و افكاره المتشابكه ةحيدا ودن طلب المساعده كأن الصداقه ومهما بلغت من عمق لا تضمن النجاه من الوحده الداخليه
"أقود السيارة في دوائر واسعة كفاية، لتكون ملاحظتها من قبل شخص آخر مستحيلة تماماً.
لدي خمسة بيوت يمكنني دخولها في أي وقت، سبعة أشخاص سيتركون ما يفعلون حين أحدثهم أنني بحاجة إلى المساعدة. تبقى هذه نظرية، لأني
لم أفعل ذلك"
الكتاب لا يمنح تعريفًا مباشرًا للصداقة فهي كالبيوت و الحب و الكتب و حتى الامهات -*
"وكالكتب، الصداقات التي لا تغير فيك أي شيء، يمكن خصمها من المعادلة، إنها تقريبا غير موجودة…يوجد أصدقاء دائما يبدون لنا آمنين؛ لأنهم لن انا
"يفاجئوننا أبدا. لكن ما معنى إذن أن يوجد شخص ما في حياتك، أو أن تقرأ كتابا، كنت ستكون أنت من دونه؟
ولا يحدد متى تبدأ شراره الصداقه الحقيقيه لكن يترك وراءه إجابة غير -
منطوقة بانه ربما تبدأ الصداقة حين تستطيع أن تحكي الحكاية التي لم تخبر بها أحدًا من قبل—بكل صدق، دون ان تخشى سقوط القناع عنك
" هي ليست حكاية مأساوية جدًّا، مأساويتها تأتي من أنها تتناقض مع ما أحب أن أحكيه عن نفسي، كأنها كسر في القناع الذي أرتديه وأخشى أن أدل أحدًا عليه."
قد لا يكون الكتاب مناسب لذوقك إذا كنت تبحث عن رواية بحبكة ونهاية واضحة-
لكنه تجربة تستحق لمن يرغب ان يخوض رحلة البحث للاجابة عن السؤال (عم نتحدث حين نتحدث عن الصداقة )
، تجربة ربما تجعلك تعيد التفكير في اختياراتك وتعريفك للأشخاص في حياتك.
♥️انا حبيت ♥️
ـــــــــــــــــــــــــــــ
"بوسع الوحدة أن تُفقد أي إنسان رصانته، تجعله ينتقل هنا وهناك، محاولاً صنع صداقات مُتعجّلة وغير قابلة للتحقق بسبب تعجله ذاته. هذا صحيح، لكن بوسع القلق الدائم أن يُفقد الإنسان نفسه؛ فمقدار معين من التفاعل المسرحي مع العالم يمكنه أن يخبئ هذا القلق داخله، إنه موجود ومعترف بوجوده"
"أم أن الحب والصداقة كليهما فرع من السكينة؛ فإذا تحققت أصبحا ممكنين معا، أو على حدة!"
⭐️⭐️⭐️⭐️
*_بلغة شاعرية وسرد متقطع أشبه بمذكرات و تاملات يشاركنا الراوي حكاياته مع أصدقائه على وجه الخصوص (سعيد) صديقه الاقرب و جوهر كل صداقه اخرى في حياته , المفارقة ان الراوي يعيش قلقه المفرط و افكاره المتشابكه ةحيدا ودن طلب المساعده كأن الصداقه ومهما بلغت من عمق لا تضمن النجاه من الوحده الداخليه
"أقود السيارة في دوائر واسعة كفاية، لتكون ملاحظتها من قبل شخص آخر مستحيلة تماماً.
لدي خمسة بيوت يمكنني دخولها في أي وقت، سبعة أشخاص سيتركون ما يفعلون حين أحدثهم أنني بحاجة إلى المساعدة. تبقى هذه نظرية، لأني
لم أفعل ذلك"
الكتاب لا يمنح تعريفًا مباشرًا للصداقة فهي كالبيوت و الحب و الكتب و حتى الامهات -*
"وكالكتب، الصداقات التي لا تغير فيك أي شيء، يمكن خصمها من المعادلة، إنها تقريبا غير موجودة…يوجد أصدقاء دائما يبدون لنا آمنين؛ لأنهم لن انا
"يفاجئوننا أبدا. لكن ما معنى إذن أن يوجد شخص ما في حياتك، أو أن تقرأ كتابا، كنت ستكون أنت من دونه؟
ولا يحدد متى تبدأ شراره الصداقه الحقيقيه لكن يترك وراءه إجابة غير -
منطوقة بانه ربما تبدأ الصداقة حين تستطيع أن تحكي الحكاية التي لم تخبر بها أحدًا من قبل—بكل صدق، دون ان تخشى سقوط القناع عنك
" هي ليست حكاية مأساوية جدًّا، مأساويتها تأتي من أنها تتناقض مع ما أحب أن أحكيه عن نفسي، كأنها كسر في القناع الذي أرتديه وأخشى أن أدل أحدًا عليه."
قد لا يكون الكتاب مناسب لذوقك إذا كنت تبحث عن رواية بحبكة ونهاية واضحة-
لكنه تجربة تستحق لمن يرغب ان يخوض رحلة البحث للاجابة عن السؤال (عم نتحدث حين نتحدث عن الصداقة )
، تجربة ربما تجعلك تعيد التفكير في اختياراتك وتعريفك للأشخاص في حياتك.
♥️انا حبيت ♥️
ـــــــــــــــــــــــــــــ
"بوسع الوحدة أن تُفقد أي إنسان رصانته، تجعله ينتقل هنا وهناك، محاولاً صنع صداقات مُتعجّلة وغير قابلة للتحقق بسبب تعجله ذاته. هذا صحيح، لكن بوسع القلق الدائم أن يُفقد الإنسان نفسه؛ فمقدار معين من التفاعل المسرحي مع العالم يمكنه أن يخبئ هذا القلق داخله، إنه موجود ومعترف بوجوده"
"أم أن الحب والصداقة كليهما فرع من السكينة؛ فإذا تحققت أصبحا ممكنين معا، أو على حدة!"
April 28, 2024
ما هذا؟
كيف تسربت نصف أحاديثي وصديقتي؟ لستُ أدري
أشعر أن إحدانا كتبت هذا الكتاب في وقت ما من مستقبنا
أتساءل من فينا سعيد ومن فينا الراوي؟
رغم اختلاف حياتينا الاجتماعية تمامًا عن حياة الشخصيات في الكتاب ورغم التباين في التجارب التي خضناها عنهم، لأنها أقل بكثير إلا أني الآراء وطريقة النقاش والوصف كثير منهم كأنه تسرب من محادثتنا، ولكن لا أريد لإحدانا أن تصل لهناك، ليس هذا ما نبغيه، نحن نفكر في هذا الطريق لنسلك طريقًا آخر، لم أستمتع بقراءة كتاب كما استمتعت بهذا منذ وقت طويل حقًا.
رشحته لها للتو وفي انتظار رأيها عندما تنهيه، رأيها الذي أعرف معظمه سلفًا ولكن لا زلت متحمسة لسماعه.
كيف تسربت نصف أحاديثي وصديقتي؟ لستُ أدري
أشعر أن إحدانا كتبت هذا الكتاب في وقت ما من مستقبنا
أتساءل من فينا سعيد ومن فينا الراوي؟
رغم اختلاف حياتينا الاجتماعية تمامًا عن حياة الشخصيات في الكتاب ورغم التباين في التجارب التي خضناها عنهم، لأنها أقل بكثير إلا أني الآراء وطريقة النقاش والوصف كثير منهم كأنه تسرب من محادثتنا، ولكن لا أريد لإحدانا أن تصل لهناك، ليس هذا ما نبغيه، نحن نفكر في هذا الطريق لنسلك طريقًا آخر، لم أستمتع بقراءة كتاب كما استمتعت بهذا منذ وقت طويل حقًا.
رشحته لها للتو وفي انتظار رأيها عندما تنهيه، رأيها الذي أعرف معظمه سلفًا ولكن لا زلت متحمسة لسماعه.
October 8, 2024
حاولت أن أحبها، لأجل بلال علاء الذي أحب ما يكتب، ولكنني لم أستطع.
December 17, 2023
اسوأ ما قرأت في 2023
June 7, 2025
الكتاب كان تجميع مكثف لكل الأفكار السوداء اللي بتيجي في دماغي وبخاف أتعمق فيها عشان مقومش أموت نف��ي
كتاب أكبر من الحكاية، أكبر من كل موضوعاته وأكبر من الصداقة نفسها.
فيعني نكتفي بالاقتباسات :"
- "علينا في مرحلة ما في حياتنا أن نتقبل فكرة أننا أبدًا لن نعبر الخندق الذي يفصلنا عن الآخرين، وألا نحزن أبدًا لذلك، كل علاقة بشرية هي علاقة ضرورية ومستحيلة، ضرورية لأننا لا نستطيع فهم أنفسنا، أو حتى التأكد من وجودنا، دون أن نعرف الآخرين، ومستحيلة لأننا لن نعرفهم أبدًا."
- "أنا صامت تمامًا، مشاهد ضَجِر وحَذِر، يجلس في المدرجات، بينما يتولى أحد آخر كل ما يتطلبه هذا القالب أن أفعله، أن أقوله، أفعالي مُهندَسة تمامًا، رصينة، كلامي، منضبط، ومُعلّب، ومرّ على عمليات تصفية متعددة، ليخرج في النهاية بلا روح وبلا معنى، ذكي كفاية ليظن الناس أنني أتحدث فعلًا، بينما أنا لا أستطيع تمزيق هذا الذي يكتم فمي."
- "يرى سعيد أن التحليل النفسي هو أطول حرب تشنها البشرية ضد النسيان، حرب تسلبنا الحق في ذوات جديدة، تربطنا في ماضٍ لا نستطيع الهرب منه. هي حرب ضد الانعطاف، ضد اللعب، ضد التجربة، إنها بشكل ما امتداد للحدود المنتصبة بين الدول. يقول لك التحليل النفسي: هذا هو أنت، هذا موطنك، لا يمكنك المغادرة دون أن تحل مشكلاتك مع السلطات أولًا، وخارج موطنك أنت دائمًا فى المكان الخاطئ، مؤقت ولا تتمتع بأي حقوق."
- "الناس لاجئون أو مُهجَّرون على الدوام، وحين يحدث التآلف على جمال وعد القادم أكثر من الحنين إلى الماضي، يمكنك أن تبني معهم بيتا جديدًا. لكن هناك من يشعرون بالوحدة ولا يتمكنون من بناء علاقات جديدة ولا يعرفون السبب، مع أنهم متيقنون من انهيار عوالمهم ورغبتهم في مغادرتها، يفشلون لأنهم يظلون يستدعون أشباح هذه العوالم، يرثونها ويشكون للناس شعورهم بالغربة، يحملون وحدتهم كهوية، ما يعوق أي تآلف مستقبلي."
كتاب أكبر من الحكاية، أكبر من كل موضوعاته وأكبر من الصداقة نفسها.
فيعني نكتفي بالاقتباسات :"
- "علينا في مرحلة ما في حياتنا أن نتقبل فكرة أننا أبدًا لن نعبر الخندق الذي يفصلنا عن الآخرين، وألا نحزن أبدًا لذلك، كل علاقة بشرية هي علاقة ضرورية ومستحيلة، ضرورية لأننا لا نستطيع فهم أنفسنا، أو حتى التأكد من وجودنا، دون أن نعرف الآخرين، ومستحيلة لأننا لن نعرفهم أبدًا."
- "أنا صامت تمامًا، مشاهد ضَجِر وحَذِر، يجلس في المدرجات، بينما يتولى أحد آخر كل ما يتطلبه هذا القالب أن أفعله، أن أقوله، أفعالي مُهندَسة تمامًا، رصينة، كلامي، منضبط، ومُعلّب، ومرّ على عمليات تصفية متعددة، ليخرج في النهاية بلا روح وبلا معنى، ذكي كفاية ليظن الناس أنني أتحدث فعلًا، بينما أنا لا أستطيع تمزيق هذا الذي يكتم فمي."
- "يرى سعيد أن التحليل النفسي هو أطول حرب تشنها البشرية ضد النسيان، حرب تسلبنا الحق في ذوات جديدة، تربطنا في ماضٍ لا نستطيع الهرب منه. هي حرب ضد الانعطاف، ضد اللعب، ضد التجربة، إنها بشكل ما امتداد للحدود المنتصبة بين الدول. يقول لك التحليل النفسي: هذا هو أنت، هذا موطنك، لا يمكنك المغادرة دون أن تحل مشكلاتك مع السلطات أولًا، وخارج موطنك أنت دائمًا فى المكان الخاطئ، مؤقت ولا تتمتع بأي حقوق."
- "الناس لاجئون أو مُهجَّرون على الدوام، وحين يحدث التآلف على جمال وعد القادم أكثر من الحنين إلى الماضي، يمكنك أن تبني معهم بيتا جديدًا. لكن هناك من يشعرون بالوحدة ولا يتمكنون من بناء علاقات جديدة ولا يعرفون السبب، مع أنهم متيقنون من انهيار عوالمهم ورغبتهم في مغادرتها، يفشلون لأنهم يظلون يستدعون أشباح هذه العوالم، يرثونها ويشكون للناس شعورهم بالغربة، يحملون وحدتهم كهوية، ما يعوق أي تآلف مستقبلي."
April 20, 2024
أواجه صعوبة في تقبل أن هذا العمل هو رواية وليس سيرة ذاتية، ولا زلت مقتنعة بأن أجزاءً منه شديدة الواقعية وإن لم يقر الكاتب صراحةً بذلك، وكان تصوري عنه أنه كُتب من وجهة نظر شخص وحيد يبحث عن معنى الصداقة، وما فاتني التفكير فيه هو أنه كيف لشخص وحيد أن يتجشم عناء الإجابة عن سؤال صعب ومربك كالموجود في العنوان، والعكس هو الصحيح: فالراوي هو شخص يملك علاقات صداقة كثيرة ومتشابكة ومنوعة، للحد الذي يجعلني لا أستطيع تقبل أن هناك فعلاً من هم في عالمنا هذا يملكون هذا الكم من الصداقات، ولكنني لم أذهب بعيداً في تصوري؛ فالكتاب ناقش أيضاً الوحدة كنقيض للصداقة أو مرافق لها
أعجبني الكتاب كثيراً للدرجة التي كنت أقضي ضعف وقت القراءة لإعادة القراءة مرة ومرتين وثلاث وللتخطيط والتحديد لشد ما رغبت أن أمسك بالكلمات المنسابة أمامي كي لا تفوتني العودة إليها، إنه يشكل معادلة صعبة على الكاتب لكنها مطلوبة وفريدة للقارئ، وهي المزج بين الأدب المرجعي والواقعية والشاعرية والفلسفة والحكمة (التي هي لب الحكايات) وأشياء أخرى كثيرة، بأسلوب فذ وجميل، بلال علاء موهوب بشكل لا لبس ولا شك فيه وأتطلع بشوق لأي أعمال أخرى له، وسعيدة بوجودها فعلاً.
أشعر أنه ذلك النوع من الكتب الذي يعجبك كثيراً ورغم ذلك لا تستطيع الحديث عنه إلا لماما ً، توصية لا جدال ولا اشتراطات فيها عموما..
أعجبني الكتاب كثيراً للدرجة التي كنت أقضي ضعف وقت القراءة لإعادة القراءة مرة ومرتين وثلاث وللتخطيط والتحديد لشد ما رغبت أن أمسك بالكلمات المنسابة أمامي كي لا تفوتني العودة إليها، إنه يشكل معادلة صعبة على الكاتب لكنها مطلوبة وفريدة للقارئ، وهي المزج بين الأدب المرجعي والواقعية والشاعرية والفلسفة والحكمة (التي هي لب الحكايات) وأشياء أخرى كثيرة، بأسلوب فذ وجميل، بلال علاء موهوب بشكل لا لبس ولا شك فيه وأتطلع بشوق لأي أعمال أخرى له، وسعيدة بوجودها فعلاً.
أشعر أنه ذلك النوع من الكتب الذي يعجبك كثيراً ورغم ذلك لا تستطيع الحديث عنه إلا لماما ً، توصية لا جدال ولا اشتراطات فيها عموما..
August 26, 2025
مفيش حاجة أجمل من الكتاب الصح، في الوقت الصح.
الكتاب ده، في الوقت ده كان قرار واعي تماماً، وكون الكاتب بلال علاء ده كان شيء مُشجع أكثر.
فكرة الصداقة معناها و بتبدأ إزاي و ليه؟ إيه بيخلي بعض الصداقات يكمل بل و يقوي و صداقات تانية تنتهي و تختفي؟
دي كلها كانت اسألة بتدور في ذهني بكثافة بقالها شهرين أو أكثر. يمكن اللي حفز الأسئلة دي هو تصادف وجودي حوالين ناس كتير لفترات ممتده و وعيي بديناميكيات صداقة و شغل و معرفة مختلفه عن اللي متعوده عليه، جايز. بس الأكيد هو أن فكرة الصداقة في حد ذاتها اتفتحت ف اكتر من نقاش و أنا كنت شخصياً مهتمه اني اتوسع فيه بس ده مكانش متاح.
الرواية بتسأل أسئلة كتير، و مش هتجاوب على اي حاجة منهم؟ و دي مش بالضرورة حاجة وحشة.
فيه حوارات في الرواية اعتقد إني خضتها بالنص، مع أصدقاء، معارف، أقارب و أحياناً مع نفسي. و كان جميل اننا نحس أن دي تساؤلات مشروعة و إن عادي ميبقاش للصداقة معنى واحد.
"يقول إن انتهاء الصداقة وانتهاء الحب هما أمران سحريان تماماً كالصداقة والحب، ينكسر الأمر فجأة، موقف عادي و تافه، كأنه تعويذة مضادة، ينهي السحرية المُدهشة لهذه الصداقة"
الكتاب ده، في الوقت ده كان قرار واعي تماماً، وكون الكاتب بلال علاء ده كان شيء مُشجع أكثر.
فكرة الصداقة معناها و بتبدأ إزاي و ليه؟ إيه بيخلي بعض الصداقات يكمل بل و يقوي و صداقات تانية تنتهي و تختفي؟
دي كلها كانت اسألة بتدور في ذهني بكثافة بقالها شهرين أو أكثر. يمكن اللي حفز الأسئلة دي هو تصادف وجودي حوالين ناس كتير لفترات ممتده و وعيي بديناميكيات صداقة و شغل و معرفة مختلفه عن اللي متعوده عليه، جايز. بس الأكيد هو أن فكرة الصداقة في حد ذاتها اتفتحت ف اكتر من نقاش و أنا كنت شخصياً مهتمه اني اتوسع فيه بس ده مكانش متاح.
الرواية بتسأل أسئلة كتير، و مش هتجاوب على اي حاجة منهم؟ و دي مش بالضرورة حاجة وحشة.
فيه حوارات في الرواية اعتقد إني خضتها بالنص، مع أصدقاء، معارف، أقارب و أحياناً مع نفسي. و كان جميل اننا نحس أن دي تساؤلات مشروعة و إن عادي ميبقاش للصداقة معنى واحد.
"يقول إن انتهاء الصداقة وانتهاء الحب هما أمران سحريان تماماً كالصداقة والحب، ينكسر الأمر فجأة، موقف عادي و تافه، كأنه تعويذة مضادة، ينهي السحرية المُدهشة لهذه الصداقة"
This entire review has been hidden because of spoilers.
October 7, 2024
هناك قدر معين من التشذر يفقد بعده الكلام معناه.
January 5, 2024
أذكر أول مرة قرأت نص لبلال علاء من مدونته "خفة". لا أتذكر أي نص تحديدا، لكن أذكر بالظبط شعوري وقتها، أني أقف أمام جراح شاعري عبقري، يعبر بجملة ما أعجز عن وصفه في صفحات. شديد المهارة لدرجة الاستفزاز. تنساب منه الكلمات لتصف بدقة شعوراً أعرفه تماما، ولم أجد في رأسي أي تركيب لغوي لوصفه. شعور ظننت خطأ - لعجزي عن وضعه في كلمات - أنه ربما كان غير حقيقي بالمره. أذكر اني بعدها قرأت كثيرًا من نصوصه، ثم كانت رحلتي في كتابه الأول "لن نصنع الفلك"، تعبيرا منه عن مشاعر جيل كامل. عن كل التجارب الشعورية التي نعرفها تماما، ولا نعرف كيف ننسجها في حكاية.
الحكاية. كيف يخلق الإنسان واقعه بقوة القصة. كيف تُنسج الصداقات بالحكايات.
في البدء أريد أن أوضح، هذه ليست رواية. على الأقل هي ليست كما تتوقع من الروايات أن تكون، فلا تقرأها آملا في قصة ببناء معتاد، بداية وعقدة ونهاية. هي مجموعة من المشاهد المنفصله، في غير ترابط أو ترتيب واضح. يتخللها نصوص نثرية تعبر عما في عقل الراوي، وتأملاته في جوهر الصداقه، و العلاقات، والحياة. وهي غير متصلة بالضرورة، مفهومة أحيانا، و مربكة أحيانا. مثل الحياة، ومثل البشر.
المشاهد هي لقطات من حوارات بين الراوي واصدقائه، بعضهم تجمعهم صداقة حالية، وبعضهم صداقات مندثره. يغلب على قليلها السعادة، وبعضها الحزن، وكثير منها الحنين.
"الناس لاجئون أو مُهَّجرون على الدوام، وحين يحدث التآلف على جمال وعد القادم أكثر من الحنين إلى الماضي، يمكنك أن تبنى معهم بيتًا جديدًا. لكن هناك من يشعرون بالوحدة ولا يتمكنون من بناء علاقات جديدة ولا يعرفون السبب، مع أنهم متيقنون من انهيار عوالمهم، ورغبتهم في مغادرتها، يفشلون لأنهم يظلون يستدعون أشباح هذه العوالم، يرثونها ويشكون للناس شعورهم بالغربة، يحملون وحدتهم كهوية، ما يعوق أي تآلف مستقبلي."
بلال يمتاز بأسلوب بارع في تفتيت التجارب الشعورية حد الاستفزاز، إما من قدرته على فعل ذلك بسلاسة، أو من شعورك الشخصي بالانكشاف. بشكل ما ستجد نفسك في أحد تلك النصوص. ستصرخ حينها طالبا منه التوقف، بينما شيئا بداخلك سيطالبه بالاستمرار.
أعجبني في الرواية اعترافه بالضعف البشري. الارتباك المصاحب للوجود الإنساني نفسه. الحياة ليست تجربة يسيرة، والعلاقات شديدة التعقيد، مهما ادعى المبشرون غير ذلك. أعجبني ان اعترافه يمتزج بالتقبل التام لذلك. قد لا نعرف أبدا لماذا ابتعد هذا الصديق أو ذاك. لماذا انتهت تلك الصداقة. لماذا كنت أنا هذا الشخص في تلك اللحظة. قد لا نعلم أبدا. وقد يصيبنا يومًا ما شعور مفاجئ بفهم كل شئ، على الأقل سنظن ذلك. لا عليك، لا شئ يدوم. الحياة تمضي. ولا سبيل للنجاة سوى المضي معها.
“الصداقة كالحب، تحدث أو لا تحدث. أقصى ما يمكن الوصول إليه بالعزيمة هو الرفقة الآمنة. تحيط نفسك بمجموعات تقدر على الحديث معها في أمور كثيرة، يصفيها مرور الزمن، لكنك تدرك أن تلك المعرفة الوثيقة والغرق في تفاصيل يومياتكم والمساندة الصادقة هي شيء آخر غير الصداقة، تعرف ذلك لأنك تتذكر أنه في يوم ما، بمصادفة ما، عثرت على صديقك، على صديقتك، هكذا دون تخطيط."
يتحدث بلال كثيرا - على لسان الراوي - عن اللغة، ودورها في تشييد العلاقات، وإعاقتها لذلك أيضا. يصف مرارًا كيف تحجز اللغة بين ما نريد قوله وما نقوله فعلًا. اللغة عند الراوي هي شفرة يحاول هو نفسه فكّها. الحكاية هي أداته الوحيدة لإعادة تشكيل ذاته. يريد أن يحكي حكاية بعينها، ويظل يهرب منها. ما ان يستجمع جزءا من شتات نفسه ويقترب منها حتى ينعطف إلى حكاية أخرى. يستمع إليه أصدقائه. يحاولون فك الشفرة معه. الوصول للحكاية الأصل التي تحوي ذاته نفسها.
"اللغة مربكة، لأنها تقوم بالايضاح والتشفير في الوقت نفسه، ولذلك، حتى تسمع فعلا شخصًا ما، يجب أن تنصت له لفترة طويلة جدًا، حتى تفهم ما كان يقصده في بدايه حديثه، وتصبح عندك فكرة ولو ضئيلة عن أسلوبه في تشفير ما يريد قوله، التشفير الذي يحدث أحيانًا دون أن يلحظ المُشفِّر نفسه"
وجدت الكتاب - لن أقول رواية - جميلًا. غلبني كثيرا شعور الشجن. تمنيت لو كان أصدقائي يقرأونه في نفس الوقت. شعرت كثيرا أن الراوي صديق شخصي لي، أستمع لحكاياته، وأحاول معه الوصول لحكايته الدفينة، وعن حكايتي الخاصة. وعن ما تعنيه الصداقة.
"ومثل الكُتَّاب المحترفين في قول المُتوقَّع منهم قوله، يوجد أصدقاء دائمًا يبدون لنا آمنين، لأنهم لن يفاجئوننا أبدًا. لكن ما معنى إذن أن يوجد شخص ما في حياتك، أو أن تقرأ كتابًا، كنت ستكون أنت من دونه؟"
أعرف أني سأعيد قراءة الكتاب مرة أخرى.
الحكاية. كيف يخلق الإنسان واقعه بقوة القصة. كيف تُنسج الصداقات بالحكايات.
في البدء أريد أن أوضح، هذه ليست رواية. على الأقل هي ليست كما تتوقع من الروايات أن تكون، فلا تقرأها آملا في قصة ببناء معتاد، بداية وعقدة ونهاية. هي مجموعة من المشاهد المنفصله، في غير ترابط أو ترتيب واضح. يتخللها نصوص نثرية تعبر عما في عقل الراوي، وتأملاته في جوهر الصداقه، و العلاقات، والحياة. وهي غير متصلة بالضرورة، مفهومة أحيانا، و مربكة أحيانا. مثل الحياة، ومثل البشر.
المشاهد هي لقطات من حوارات بين الراوي واصدقائه، بعضهم تجمعهم صداقة حالية، وبعضهم صداقات مندثره. يغلب على قليلها السعادة، وبعضها الحزن، وكثير منها الحنين.
"الناس لاجئون أو مُهَّجرون على الدوام، وحين يحدث التآلف على جمال وعد القادم أكثر من الحنين إلى الماضي، يمكنك أن تبنى معهم بيتًا جديدًا. لكن هناك من يشعرون بالوحدة ولا يتمكنون من بناء علاقات جديدة ولا يعرفون السبب، مع أنهم متيقنون من انهيار عوالمهم، ورغبتهم في مغادرتها، يفشلون لأنهم يظلون يستدعون أشباح هذه العوالم، يرثونها ويشكون للناس شعورهم بالغربة، يحملون وحدتهم كهوية، ما يعوق أي تآلف مستقبلي."
بلال يمتاز بأسلوب بارع في تفتيت التجارب الشعورية حد الاستفزاز، إما من قدرته على فعل ذلك بسلاسة، أو من شعورك الشخصي بالانكشاف. بشكل ما ستجد نفسك في أحد تلك النصوص. ستصرخ حينها طالبا منه التوقف، بينما شيئا بداخلك سيطالبه بالاستمرار.
أعجبني في الرواية اعترافه بالضعف البشري. الارتباك المصاحب للوجود الإنساني نفسه. الحياة ليست تجربة يسيرة، والعلاقات شديدة التعقيد، مهما ادعى المبشرون غير ذلك. أعجبني ان اعترافه يمتزج بالتقبل التام لذلك. قد لا نعرف أبدا لماذا ابتعد هذا الصديق أو ذاك. لماذا انتهت تلك الصداقة. لماذا كنت أنا هذا الشخص في تلك اللحظة. قد لا نعلم أبدا. وقد يصيبنا يومًا ما شعور مفاجئ بفهم كل شئ، على الأقل سنظن ذلك. لا عليك، لا شئ يدوم. الحياة تمضي. ولا سبيل للنجاة سوى المضي معها.
“الصداقة كالحب، تحدث أو لا تحدث. أقصى ما يمكن الوصول إليه بالعزيمة هو الرفقة الآمنة. تحيط نفسك بمجموعات تقدر على الحديث معها في أمور كثيرة، يصفيها مرور الزمن، لكنك تدرك أن تلك المعرفة الوثيقة والغرق في تفاصيل يومياتكم والمساندة الصادقة هي شيء آخر غير الصداقة، تعرف ذلك لأنك تتذكر أنه في يوم ما، بمصادفة ما، عثرت على صديقك، على صديقتك، هكذا دون تخطيط."
يتحدث بلال كثيرا - على لسان الراوي - عن اللغة، ودورها في تشييد العلاقات، وإعاقتها لذلك أيضا. يصف مرارًا كيف تحجز اللغة بين ما نريد قوله وما نقوله فعلًا. اللغة عند الراوي هي شفرة يحاول هو نفسه فكّها. الحكاية هي أداته الوحيدة لإعادة تشكيل ذاته. يريد أن يحكي حكاية بعينها، ويظل يهرب منها. ما ان يستجمع جزءا من شتات نفسه ويقترب منها حتى ينعطف إلى حكاية أخرى. يستمع إليه أصدقائه. يحاولون فك الشفرة معه. الوصول للحكاية الأصل التي تحوي ذاته نفسها.
"اللغة مربكة، لأنها تقوم بالايضاح والتشفير في الوقت نفسه، ولذلك، حتى تسمع فعلا شخصًا ما، يجب أن تنصت له لفترة طويلة جدًا، حتى تفهم ما كان يقصده في بدايه حديثه، وتصبح عندك فكرة ولو ضئيلة عن أسلوبه في تشفير ما يريد قوله، التشفير الذي يحدث أحيانًا دون أن يلحظ المُشفِّر نفسه"
وجدت الكتاب - لن أقول رواية - جميلًا. غلبني كثيرا شعور الشجن. تمنيت لو كان أصدقائي يقرأونه في نفس الوقت. شعرت كثيرا أن الراوي صديق شخصي لي، أستمع لحكاياته، وأحاول معه الوصول لحكايته الدفينة، وعن حكايتي الخاصة. وعن ما تعنيه الصداقة.
"ومثل الكُتَّاب المحترفين في قول المُتوقَّع منهم قوله، يوجد أصدقاء دائمًا يبدون لنا آمنين، لأنهم لن يفاجئوننا أبدًا. لكن ما معنى إذن أن يوجد شخص ما في حياتك، أو أن تقرأ كتابًا، كنت ستكون أنت من دونه؟"
أعرف أني سأعيد قراءة الكتاب مرة أخرى.
September 15, 2024
أرسل الكتاب لصديقتي و تسألني " إيه بنتحدث عن إيه ؟" أفكر في السؤال و يذكرني ذلك بعنوان الكتاب الذي كان سببي الأول لقراءته " عم نتحدث حين نتحدث عن الصداقة؟" ، إذا طلب من أحد تعريف الصداقة فما القيم التي سيشملها في حديثه حتى تصير تلك العلاقة التى يتحدث عنها علاقة صداقة ؟ سنختلف في ذلك و تتنوع القيم التي تجعل منا أصدقاء لآخرين و تجعل من الآخرين أصدقاء لنا ، بعضنا سيفضل المؤازرة و الوجود وقت الشدة ، و آخر سيختار الثقة و الدعم و ثالث سيقول أن الصداقة طور من أطوار الحب ، فلابد من وجود الحب و التفهم بين الطرفين و قيما أخرى سيتبناها آخرون كمعرف لتلك " الصداقة "
" يعني إنت قاعد تحكي لي من ساعتها عن الصداقة؟ دي حكاية عن الصداقة؟
جايز وجايز تكون حكاية عن الخوف جايز تكون عن الأمل، جايز تكون عن الامتنان أو القلق، احتمال تكون عن السكوت الإجباري و احتمال تكون عن الوحدة. "
" إيه بنتحدث عن إيه؟ " ظللت مبتسمة للسؤال لوهلة ، لم أجبها بعد ، أعلم أنها لا تنتظر جوابا ، و لكن ما هي إجابة السؤال فعلا ؟ أتممت قراءة الكتاب وهو يتخذ نهج فصول قصة تحكى على لسان الراوي بينه وبين مجموعة من أصدقاءه يفصل بينها بحديث موجه للقارئ عن الصداقة ، أعجبتني كثيرا تلك الفقرات ، اقتبستها كاملة ، ولكنها- كما توقعت- لم تطرح جوابا واضحا عن السؤال ، ربما كانت مجرد دردشة يظهر بها الكاتب ذو القلم الجميل بلال علاء أننا كلنا في تلك الحيرة ، و الذي قد يعد جواب سؤال لأحدهم قد لا يكون كافيا لآخر، تجده في فقرة يطرح الأسئلة دون وضع جواب لأننا صرنا نعرف أن الجواب فردى للغاية.
" كيف - أصلا- يحدث أن تكون لنا صداقات؟ كيف يظهر هذا الشيء الذي من أجله نتجشم عناء البناء؟ من اشتراك الاهتمامات؟ من رفقة المواقف الكبرى في الحياة؟ من الانبهار الأوّلي بقدرتنا المشتركة على التدفق مع آخر؟ من الإحساس بالأمان والعزوة؟ عن ماذا نتحدث بالضبط حين نتحدث عن الصداقة: الحد الكافي من المعرفة لتجاوز الموضوعات المبتذلة؟ قدر معين من الحنان لاحتمال ما لا يمكن احتماله؟ ارتياح كاف للجلوس في صمت أو للحديث إلى الأبد ؟ هل نتحدث عن الوفاء؟ العِشرة؟ الود؟ "
تجده في فقرة أخرى يخلط الصداقة بالحب ، تحدث أو لا تحدث، بحسب استعدادنا للإنكشاف و تلقي السهام بدون دروع واقية .
" الصداقة كالحب، تحدث أو لا تحدث أقصى ما يمكن الوصول إليه بالعزيمة هو الرفقة الآمنة، تحيط نفسك بمجموعات تقدر على الحديث معها في أمور كثيرة، يصفيها مرور الزمن، لكنك تدرك أن تلك المعرفة الوثيقة والغرق في تفاصيل يومياتكم والمساندة الصادقة هي شيء آخر غير الصداقة تعرف ذلك لأنك تتذكر أنه في يوم ما بمصادفة ما عثرت على صديقك على صديقتك، هكذا دون تخطيط. هناك شيء قاس، وربما مثير للغضب، في الرؤية الرومانسية للعالم، حيث أشخاص مُحدّدون «مُقدرون» بعضهم لبعض هؤلاء الأشخاص المُقدّرون هم وحدهم من ستشعر معهم بالاكتمال ، قاس لأن قانون الاحتمالات ينتصر لعدم الوصول إليهم (إذا كان لكل فرد شريك واحد أصلي، ففي مليارات العالم الاحتمال الأكبر ألا يعثر أحدهما على الآخر)، ومثير للغضب لأنه ينزع من الإنسان معنى إرادته في التصور الرومانسي للعالم.
الصداقات كالحب، تحدث أو لا تحدث، لكنها تحدث أو لا تحدث بحسب تصورنا لموقعنا في العالم، شعورنا بالحضور في المكان السليم، أو إحساسنا بالغرابة بحسب استعدادنا الأولي للانكشاف.
إن كانت الصداقة كالحب؛ سهما مقذوفا تجاهك، فهو لن يصيبك أبدا، ما دمت متمسكًا بدرعك. الدرع تحميك من الانجراح دون داع، لكنها تخنقك وتمنعك من التنفس، وتبطئ حركتك، لا معنى للصداقة إن لم تكن مستعدا وقويا كفاية لمعرفة أنك ستنجرح، جرحًا لن تُشفى منه أبدا."
يقول الكاتب أن الصداقة حين تكون مفتوحة علي إحتمالية الانتهاء ، تنتهي ، و أهز رأسي موافقة ، مررت بتجارب كثيرة تؤكد هذا المعنى ، الصداقة تظل قائمة طالما ظل العتاب خيارا مطروحا ، و كان النقاش هو وسيلة حل الخلافات و سوء الفهم .
يتساءل الكاتب عن الذي يجعل بعض علاقات الصداقة كروابط الدم ، يستحيل تغييرها، يطرح خيارا وهو الاشتراك في حدث جلل و الوقوف جنبا إلى جنب فيه ، و بما أن الإجابات فردية، أقول أنه التفهم ، أنا إنسان و صديقي أيضا إنسان ، إعتراف كل منا بإنسانية الآخر يجعل الكثير من الأمور مفهومة و بالتالي قابلة للنقاش و بذل ما في سعادة الآخر.
يتحدث عن اللغة بإعتباراها أداتنا في التواصل و التعبير عن مشاعرنا ، و الحق يقال ، لقد أبدعت يا بلال !
" كنت اقول ان صحيح أن اللغة بالفعل توضح و تشفر ، لكن ليس لأننا نشفر حديثنا عمدا بالضرورة ، إنها توضح و تشفر رغما عنا ، و لذلك يستوى موقفنا من تشفير الكلام مع موقف السامع ، نحن الإثنان أمام شفرة ،غير مفهومة ، الشفرة التي ننطق بها ليست شيئا مشاعا ، صحيح ، وهي إلى حد ما شفرتنا نحن ، و لكننا نحتاج نحن أنفسنا إلى وقت كاف للتحدث ، حتى نعلم بالضبط عن ماذا نتحدث ، نحن نكتشف ما نود قوله حين نتكلم أكثر ، حين نتمكن تدريجيا من فك شفرات مشاعرنا ، و ربما يصادف ان نلتقي بمن يفك شفرتنا قبل أن نفكها نحن ، فاللغة تكشف أحيانا ما لا نود كشفه "
كيف تبدأ الصداقات ، و كيف تتعمق أو تتسطح ، فتصير علاقتنا بواحد محورية و بآخر هامشية ؟
" ما يحدث أننا نميل غالبًا إلى مصادقة هؤلاء ليس الذين نعرفهم تماما، بل من يكونون بالكرم الكافي لأن يخوضوا معنا هذه المحاولة. لكن، في ما عدا هذا الكرم المتبادل والمغامرة الثنائية لا يوجد أي وعد حقيقي بالمعرفة، ولا وعد حقيقي بالنجاح، وهذا ليس أمرًا سيئًا بالضرورة؛ فليس هناك أجمل من الكرم."
وكنقيض للصداقة يتحدث عن الوحدة ، لماذا نشعر بالوحدة حتى في وجود أصدقاء لنا ، لماذا يكون واضحا جدا اننا نشعر بالوحدة، لم يجب الكاتب كعادته و لكنه شاركنا رؤيته عن الموضوع في إطار حديثه عن عاملين ضمنيين من عوامل قيام الصداقة و هما الوعد والوعيد ، الوعد بالوجود و المساندة و الحب ، و الوعيد بظلامية بعض الجوانب و صعوبة الوصول لعمق الصداقة .
" تشبه الوحدة أن تصحبك دومًا فرقة موسيقية ضخمة تعلن لمن يهمه الأمر ومن لا يهمه أنك شخص وحيد "
" أختلف معه لأنه صحيح أن كل علاقاتنا تحمل وعدًا ما لكنها أيضًا تحمل وعيدا، هناك شيء مخيف في الاقتراب من أي شيء، شيء مخيف تعرفه جيدًا؛ لأنك تعلم الجوانب المظلمة داخلك، وتدرك صعوبة ظروفك، وحتى إنك تتذمر أحيانًا من حتمية تحملك لنفسك، ولذلك نشعر باندهاش حين يرانا فعلا شخص ما ولا يكتفي بعدم الهرب، بل يخطو أسرع باتجاهنا.
في رأيي اللامبالاة تجاه الوعيد هي المكون الأصلي للصداقة، والوعد هو حلمها."
و كتوسيع للرؤية ، يقول الكاتب أن الصداقة تمثل علاقة من العلاقات التي يخوضها البشر ، حيث لهم آمالهم ومخاوفهم ، و أحد مخاوفهم الفقد ، و لكن أليس الفقد بالضرورة واقع ؟ لن يتحصل أحد أبدا على كل الخيارات!
" هل هناك نسخة من الحياة لا تشعر فيها أن شيئًا ما مفقود؟ هناك دائما شعور بالفقد؛ لأنه ببساطة شعور صحيح كل اختيار في الحياة يستبعد خيارات أخرى، الأمر بهذه البساطة، لا يمكن مراوغة الفقد ،الحياة فقد متتال، وامتلاك مؤقت. "
كيف تنتهي الصداقات ؟ لا يجيب ، ولكنها تنتهى إما بالقطيعة أو بالتسطيح حيث تصير العلاقة آلية ، صداقة ال " تمام و أنت ؟ تمام "
" أعرف أنها محقة، لكن هذا لا يغير من الأمر شيئًا. كنت أحتاج إليها، ولم تكن هناك. ومهما كنت متفهما وذكيًا فإن شعوري سيبقى هو نفسه. لقد تعلمت شيئًا ما ، شيئا قد يكون خاطئا تمامًا، وهي أنها لن تكون هناك. أقول لها كلاما مثل هذا، فتخبرني أنني بعد كل طريقنا معا يجب أن أعرف أننا سنبقى أصدقاء إلى الأبد، أغضب، أخبرها أنني لا أفهم الصداقات التجريدية العديمة المعنى، صداقات الـ «تمام وإنت ؟ تمام»، لا أكرهها، أنا فقط لا أفهم معناها."
في النهاية ، و في المجمل أحببت الكتاب جدا و ليست آخر تجربة لقلم بلال الجميل بإذن الله ، بل و صار أحد مفضلاتي كما كنت متوقعة ❤
" يعني إنت قاعد تحكي لي من ساعتها عن الصداقة؟ دي حكاية عن الصداقة؟
جايز وجايز تكون حكاية عن الخوف جايز تكون عن الأمل، جايز تكون عن الامتنان أو القلق، احتمال تكون عن السكوت الإجباري و احتمال تكون عن الوحدة. "
" إيه بنتحدث عن إيه؟ " ظللت مبتسمة للسؤال لوهلة ، لم أجبها بعد ، أعلم أنها لا تنتظر جوابا ، و لكن ما هي إجابة السؤال فعلا ؟ أتممت قراءة الكتاب وهو يتخذ نهج فصول قصة تحكى على لسان الراوي بينه وبين مجموعة من أصدقاءه يفصل بينها بحديث موجه للقارئ عن الصداقة ، أعجبتني كثيرا تلك الفقرات ، اقتبستها كاملة ، ولكنها- كما توقعت- لم تطرح جوابا واضحا عن السؤال ، ربما كانت مجرد دردشة يظهر بها الكاتب ذو القلم الجميل بلال علاء أننا كلنا في تلك الحيرة ، و الذي قد يعد جواب سؤال لأحدهم قد لا يكون كافيا لآخر، تجده في فقرة يطرح الأسئلة دون وضع جواب لأننا صرنا نعرف أن الجواب فردى للغاية.
" كيف - أصلا- يحدث أن تكون لنا صداقات؟ كيف يظهر هذا الشيء الذي من أجله نتجشم عناء البناء؟ من اشتراك الاهتمامات؟ من رفقة المواقف الكبرى في الحياة؟ من الانبهار الأوّلي بقدرتنا المشتركة على التدفق مع آخر؟ من الإحساس بالأمان والعزوة؟ عن ماذا نتحدث بالضبط حين نتحدث عن الصداقة: الحد الكافي من المعرفة لتجاوز الموضوعات المبتذلة؟ قدر معين من الحنان لاحتمال ما لا يمكن احتماله؟ ارتياح كاف للجلوس في صمت أو للحديث إلى الأبد ؟ هل نتحدث عن الوفاء؟ العِشرة؟ الود؟ "
تجده في فقرة أخرى يخلط الصداقة بالحب ، تحدث أو لا تحدث، بحسب استعدادنا للإنكشاف و تلقي السهام بدون دروع واقية .
" الصداقة كالحب، تحدث أو لا تحدث أقصى ما يمكن الوصول إليه بالعزيمة هو الرفقة الآمنة، تحيط نفسك بمجموعات تقدر على الحديث معها في أمور كثيرة، يصفيها مرور الزمن، لكنك تدرك أن تلك المعرفة الوثيقة والغرق في تفاصيل يومياتكم والمساندة الصادقة هي شيء آخر غير الصداقة تعرف ذلك لأنك تتذكر أنه في يوم ما بمصادفة ما عثرت على صديقك على صديقتك، هكذا دون تخطيط. هناك شيء قاس، وربما مثير للغضب، في الرؤية الرومانسية للعالم، حيث أشخاص مُحدّدون «مُقدرون» بعضهم لبعض هؤلاء الأشخاص المُقدّرون هم وحدهم من ستشعر معهم بالاكتمال ، قاس لأن قانون الاحتمالات ينتصر لعدم الوصول إليهم (إذا كان لكل فرد شريك واحد أصلي، ففي مليارات العالم الاحتمال الأكبر ألا يعثر أحدهما على الآخر)، ومثير للغضب لأنه ينزع من الإنسان معنى إرادته في التصور الرومانسي للعالم.
الصداقات كالحب، تحدث أو لا تحدث، لكنها تحدث أو لا تحدث بحسب تصورنا لموقعنا في العالم، شعورنا بالحضور في المكان السليم، أو إحساسنا بالغرابة بحسب استعدادنا الأولي للانكشاف.
إن كانت الصداقة كالحب؛ سهما مقذوفا تجاهك، فهو لن يصيبك أبدا، ما دمت متمسكًا بدرعك. الدرع تحميك من الانجراح دون داع، لكنها تخنقك وتمنعك من التنفس، وتبطئ حركتك، لا معنى للصداقة إن لم تكن مستعدا وقويا كفاية لمعرفة أنك ستنجرح، جرحًا لن تُشفى منه أبدا."
يقول الكاتب أن الصداقة حين تكون مفتوحة علي إحتمالية الانتهاء ، تنتهي ، و أهز رأسي موافقة ، مررت بتجارب كثيرة تؤكد هذا المعنى ، الصداقة تظل قائمة طالما ظل العتاب خيارا مطروحا ، و كان النقاش هو وسيلة حل الخلافات و سوء الفهم .
يتساءل الكاتب عن الذي يجعل بعض علاقات الصداقة كروابط الدم ، يستحيل تغييرها، يطرح خيارا وهو الاشتراك في حدث جلل و الوقوف جنبا إلى جنب فيه ، و بما أن الإجابات فردية، أقول أنه التفهم ، أنا إنسان و صديقي أيضا إنسان ، إعتراف كل منا بإنسانية الآخر يجعل الكثير من الأمور مفهومة و بالتالي قابلة للنقاش و بذل ما في سعادة الآخر.
يتحدث عن اللغة بإعتباراها أداتنا في التواصل و التعبير عن مشاعرنا ، و الحق يقال ، لقد أبدعت يا بلال !
" كنت اقول ان صحيح أن اللغة بالفعل توضح و تشفر ، لكن ليس لأننا نشفر حديثنا عمدا بالضرورة ، إنها توضح و تشفر رغما عنا ، و لذلك يستوى موقفنا من تشفير الكلام مع موقف السامع ، نحن الإثنان أمام شفرة ،غير مفهومة ، الشفرة التي ننطق بها ليست شيئا مشاعا ، صحيح ، وهي إلى حد ما شفرتنا نحن ، و لكننا نحتاج نحن أنفسنا إلى وقت كاف للتحدث ، حتى نعلم بالضبط عن ماذا نتحدث ، نحن نكتشف ما نود قوله حين نتكلم أكثر ، حين نتمكن تدريجيا من فك شفرات مشاعرنا ، و ربما يصادف ان نلتقي بمن يفك شفرتنا قبل أن نفكها نحن ، فاللغة تكشف أحيانا ما لا نود كشفه "
كيف تبدأ الصداقات ، و كيف تتعمق أو تتسطح ، فتصير علاقتنا بواحد محورية و بآخر هامشية ؟
" ما يحدث أننا نميل غالبًا إلى مصادقة هؤلاء ليس الذين نعرفهم تماما، بل من يكونون بالكرم الكافي لأن يخوضوا معنا هذه المحاولة. لكن، في ما عدا هذا الكرم المتبادل والمغامرة الثنائية لا يوجد أي وعد حقيقي بالمعرفة، ولا وعد حقيقي بالنجاح، وهذا ليس أمرًا سيئًا بالضرورة؛ فليس هناك أجمل من الكرم."
وكنقيض للصداقة يتحدث عن الوحدة ، لماذا نشعر بالوحدة حتى في وجود أصدقاء لنا ، لماذا يكون واضحا جدا اننا نشعر بالوحدة، لم يجب الكاتب كعادته و لكنه شاركنا رؤيته عن الموضوع في إطار حديثه عن عاملين ضمنيين من عوامل قيام الصداقة و هما الوعد والوعيد ، الوعد بالوجود و المساندة و الحب ، و الوعيد بظلامية بعض الجوانب و صعوبة الوصول لعمق الصداقة .
" تشبه الوحدة أن تصحبك دومًا فرقة موسيقية ضخمة تعلن لمن يهمه الأمر ومن لا يهمه أنك شخص وحيد "
" أختلف معه لأنه صحيح أن كل علاقاتنا تحمل وعدًا ما لكنها أيضًا تحمل وعيدا، هناك شيء مخيف في الاقتراب من أي شيء، شيء مخيف تعرفه جيدًا؛ لأنك تعلم الجوانب المظلمة داخلك، وتدرك صعوبة ظروفك، وحتى إنك تتذمر أحيانًا من حتمية تحملك لنفسك، ولذلك نشعر باندهاش حين يرانا فعلا شخص ما ولا يكتفي بعدم الهرب، بل يخطو أسرع باتجاهنا.
في رأيي اللامبالاة تجاه الوعيد هي المكون الأصلي للصداقة، والوعد هو حلمها."
و كتوسيع للرؤية ، يقول الكاتب أن الصداقة تمثل علاقة من العلاقات التي يخوضها البشر ، حيث لهم آمالهم ومخاوفهم ، و أحد مخاوفهم الفقد ، و لكن أليس الفقد بالضرورة واقع ؟ لن يتحصل أحد أبدا على كل الخيارات!
" هل هناك نسخة من الحياة لا تشعر فيها أن شيئًا ما مفقود؟ هناك دائما شعور بالفقد؛ لأنه ببساطة شعور صحيح كل اختيار في الحياة يستبعد خيارات أخرى، الأمر بهذه البساطة، لا يمكن مراوغة الفقد ،الحياة فقد متتال، وامتلاك مؤقت. "
كيف تنتهي الصداقات ؟ لا يجيب ، ولكنها تنتهى إما بالقطيعة أو بالتسطيح حيث تصير العلاقة آلية ، صداقة ال " تمام و أنت ؟ تمام "
" أعرف أنها محقة، لكن هذا لا يغير من الأمر شيئًا. كنت أحتاج إليها، ولم تكن هناك. ومهما كنت متفهما وذكيًا فإن شعوري سيبقى هو نفسه. لقد تعلمت شيئًا ما ، شيئا قد يكون خاطئا تمامًا، وهي أنها لن تكون هناك. أقول لها كلاما مثل هذا، فتخبرني أنني بعد كل طريقنا معا يجب أن أعرف أننا سنبقى أصدقاء إلى الأبد، أغضب، أخبرها أنني لا أفهم الصداقات التجريدية العديمة المعنى، صداقات الـ «تمام وإنت ؟ تمام»، لا أكرهها، أنا فقط لا أفهم معناها."
في النهاية ، و في المجمل أحببت الكتاب جدا و ليست آخر تجربة لقلم بلال الجميل بإذن الله ، بل و صار أحد مفضلاتي كما كنت متوقعة ❤
January 31, 2023
عرفته مدونًا ينشر مقتطفات هنا وهناك من آن لآخر، فأحببت قلمه. في الحقيقة، لم يكن بوسعي ألَّا أفعل.
كتبني، بلال، وكاتبني دون أن يعلم شيئًا عن وجودي على وجه البسيطة. فرحت كثيرًا بإصداره الأول وفاق توقعاتي، وتحمست للغاية لإصداره الثاني -بعد غياب طال ل ٣ أعوام متصلة- لكن خاب أملي.
أعتقد لو لم يُكتَب على ظاهر الغلاف أنها رواية، لما اجتاحني الإحباط الذي يغمرني الآن. كل ما شعرت به هو مزيج من الملل والإحباط والكثير -أحيانًا- من التفلسف، إضافة إلى محاولات لإقحام قصصًا أثيرة ومحببة للكاتب في إطار سمونه "رواية"، هذا بالطبع يتوقف على تعريفه الشخصي للرواية. :)
لم أجد سردًا ولا عقدة ولا حبكة. فقدت اندماجي مبكرًا جدًا!
شذرات لاحقتها بين دفتي الكتاب وإفراط في استخدام (الأكثر جمالًا/الأكثر حكمة/ الأكثر ذكاء)، وهو ما أعده ركاكة صياغة. استوقفتني إضافة الألف واللام في (العديمة المعنى/الشديدة الحميمية)، ماذا عن الحكايات عديمة المعنى أو شديدة الحميمة؟
ختامًا، تحية طيبة يا بلال -حيث أنت- وامتنان شديد لمشاركتنا بعض من أفكارك الذكية ولا بأس، يا صديق، "إن عثرت خطى الأكارم حتى يعرفوا السددا".
كتبني، بلال، وكاتبني دون أن يعلم شيئًا عن وجودي على وجه البسيطة. فرحت كثيرًا بإصداره الأول وفاق توقعاتي، وتحمست للغاية لإصداره الثاني -بعد غياب طال ل ٣ أعوام متصلة- لكن خاب أملي.
أعتقد لو لم يُكتَب على ظاهر الغلاف أنها رواية، لما اجتاحني الإحباط الذي يغمرني الآن. كل ما شعرت به هو مزيج من الملل والإحباط والكثير -أحيانًا- من التفلسف، إضافة إلى محاولات لإقحام قصصًا أثيرة ومحببة للكاتب في إطار سمونه "رواية"، هذا بالطبع يتوقف على تعريفه الشخصي للرواية. :)
لم أجد سردًا ولا عقدة ولا حبكة. فقدت اندماجي مبكرًا جدًا!
شذرات لاحقتها بين دفتي الكتاب وإفراط في استخدام (الأكثر جمالًا/الأكثر حكمة/ الأكثر ذكاء)، وهو ما أعده ركاكة صياغة. استوقفتني إضافة الألف واللام في (العديمة المعنى/الشديدة الحميمية)، ماذا عن الحكايات عديمة المعنى أو شديدة الحميمة؟
ختامًا، تحية طيبة يا بلال -حيث أنت- وامتنان شديد لمشاركتنا بعض من أفكارك الذكية ولا بأس، يا صديق، "إن عثرت خطى الأكارم حتى يعرفوا السددا".
February 19, 2025
في عالم موازٍ لأصبحت أنا وسعيد أصدقاء، نخترع النظريات، نغضب، تسري علي الجميع و علينا،نغضب، نتوقع ردود الأفعال، نغضب، لا نطوعها رغم ذلك، نشعر أننا لا نفهم شيئاً ، نضحك.
شكراً على مشاركتي أفكاري لأن نطق الآخر بها يشعرك بأنها موجودة، كما يقول سعيد!
عم نتحدث حين نتحدث عن الصداقة؟ لا أعلم.
شكراً على مشاركتي أفكاري لأن نطق الآخر بها يشعرك بأنها موجودة، كما يقول سعيد!
عم نتحدث حين نتحدث عن الصداقة؟ لا أعلم.
March 18, 2024
كل الصفحات التي كتب بلال علاء فيها عن الصداقة كانت رائعة. تجاهلت كل نفوري من الكتابة بالعامية ومن تشعب القصة اللا نهائي ورجحت عندي كفة ما قرأته في "التنظير" عن الصداقة. لم أقرأ لأحد كتب عنها بهذا الجمال من قبل.
March 8, 2024
حلو ومر في الوقت ذاته.
قد يكون ثقيلًا على من لا تزال جراحه من الوحدة مفتوحة.
قد يكون ثقيلًا على من لا تزال جراحه من الوحدة مفتوحة.
January 19, 2025
يتحدث الراوي عن الصداقة متنقلاً في محطات مختلفة من ذاكرته ويحكي لنا عن أحدات أصدقائه المختلفين، هذه الحكايات عشوائية ولا تتبع سياق زمني معين وبعضها يحكيه في فصول متفرقة والبعض الآخر غير مكتمل أصلاً، وتتخلل هذه الحكايات أفكار الراوي عن مواضيع مختلفة نفهم منها فلسفته عن الصداقة وتفسيره لبعض القصص، خلال هذا السرد نتعمق في شخصية الراوي بشكل غير مباشر ونفهم محاولاته في الهرب من معاناته النفسية وتجنب الحديث عنها، ونلاحظ محاولاته المستمرة في تشتيتنا عن الموضوع قدر الإمكان.
برأيي يمكننا اعتبار الكتاب على أنه لقاء مع شخص لا نعرفه وقرر أن يتحدث بشكل مطول عن حياته ويحاول التخفف من بعض الألم الذي يشعر به من دون الإفصاح عن سبب هذا الألم، فيتحدث بشكل عشوائي وغير منظم يطيل الحديث تارة ويختصر الكثير من الأحداث تارة أخرى، تشعر بالارتباط بما يقوله وتشاركه هذه الأفكار والمعاناة أحياناً وتختلف معه كثيراً تارة أخرى، قراءة هذا الكتاب كان أشبه بصداقة جديدة إذا أردت صياغتها بشكل مختصر.
تجربة قراءة هذا الكتاب تجربة فريدة من نو��ها ولا تشبه أي من الكتب التي قرأتها من قبل، لا يمكننا وصف الكتاب بأنه رواية أو سيرة ذاتية أو نحوها، هو نص لم يلتزم بمعايير أي منهم بل قام بالدمج بينهم بعشوائية كبيرة ومشتتة في بعض الأحيان ليصف بأجمل طريقة موضوع معقد مثل الصداقة .
برأيي يمكننا اعتبار الكتاب على أنه لقاء مع شخص لا نعرفه وقرر أن يتحدث بشكل مطول عن حياته ويحاول التخفف من بعض الألم الذي يشعر به من دون الإفصاح عن سبب هذا الألم، فيتحدث بشكل عشوائي وغير منظم يطيل الحديث تارة ويختصر الكثير من الأحداث تارة أخرى، تشعر بالارتباط بما يقوله وتشاركه هذه الأفكار والمعاناة أحياناً وتختلف معه كثيراً تارة أخرى، قراءة هذا الكتاب كان أشبه بصداقة جديدة إذا أردت صياغتها بشكل مختصر.
تجربة قراءة هذا الكتاب تجربة فريدة من نو��ها ولا تشبه أي من الكتب التي قرأتها من قبل، لا يمكننا وصف الكتاب بأنه رواية أو سيرة ذاتية أو نحوها، هو نص لم يلتزم بمعايير أي منهم بل قام بالدمج بينهم بعشوائية كبيرة ومشتتة في بعض الأحيان ليصف بأجمل طريقة موضوع معقد مثل الصداقة .
February 3, 2023
كتاب فاتن للغاية
March 30, 2024
"الصداقة كالحب، تحدث أو لا تحدث"
حديثي عن الصداقة حديث ذو شجون، أكثر من الحب. ربما لأنه أمر معقد وحساس وغير واضح الحدود مثل الحب الذي تنصهر فيه بكل كيانك مع الشخص الآخر. أما الصداقة فهي أنضج وأكثر غموضاً فيما يخص الحدود، لكنها أكثر سكينة بالنسبة لي.
كلمة السر فيما يخص الصداقة هي: الاهتمام والتي سيندرج تحتها عدة أمور (مراعاة المشاعر، الاستماع، تقبل صديقك بكل عيوبه، والأهم رغبتك في أن يصبح هذا الشخص صديقك)
تأتي الصداقة من التصالح مع الذات، المتصالحون مع ذواتهم هم فقط من يمتلكون صداقات طويلة الأمد. فالصديق بمثابة مرآة تستطيع من خلالها أن ترى حقيقتك
قابلت أناس في حياتي ظننت أنهم أصدقائي لكنهم لم يتجاوزوا عتبة الزمالة في أحسن الأحوال. وقابلت أشخاص أخرين في ظروف صعبة ظننت أنهم أصدقاء العمر لكنهم اعتبروني مجرد مرحلة قصيرة وتركوني. هناك من رغبت في عقد صداقة قوية معهم لكنهم لم يروا فيّ سوى مجرد "معرفة" لا أكثر أو أقل رغم أني قربتهم مني في وقت قياسي.
ربما كانت مآساتي مع الآخرين أنني فرضت حضوري عليهم أكثر مما ينبغي
في رأيي يمتلك كل شخص منا روايته الخاصة عن الصداقة والأصدقاء والأكيد أن تلك الروايات ستكون حتمًا أكثر إمتاعًا من هذه الرواية. كنت أتمنى لو اكتفى بلال علاء بكتابة مشابهة لكتابه السابق "لن نصنع الفلك" بدلاً من اقحام عبارات قوية وصادقة داخل رواية مشتته.
النجوم الثلاثة من أجل الاقتباسات القوية والغلاف الجميل. لكن أتمنى من الدار تحسين جودة الطباعة وحجم الخط 💕
اقتباسات:
"القرارات الخاطئة خاطئة فقط حين تكون هناك خيارات أخرى"
"لا معنى للصداقة إن لم تكن مستعدًا وقويًا كفاية لمعرفة أنك ستجرح، جرحًا لن تشفى منه أبدًا"
حديثي عن الصداقة حديث ذو شجون، أكثر من الحب. ربما لأنه أمر معقد وحساس وغير واضح الحدود مثل الحب الذي تنصهر فيه بكل كيانك مع الشخص الآخر. أما الصداقة فهي أنضج وأكثر غموضاً فيما يخص الحدود، لكنها أكثر سكينة بالنسبة لي.
كلمة السر فيما يخص الصداقة هي: الاهتمام والتي سيندرج تحتها عدة أمور (مراعاة المشاعر، الاستماع، تقبل صديقك بكل عيوبه، والأهم رغبتك في أن يصبح هذا الشخص صديقك)
تأتي الصداقة من التصالح مع الذات، المتصالحون مع ذواتهم هم فقط من يمتلكون صداقات طويلة الأمد. فالصديق بمثابة مرآة تستطيع من خلالها أن ترى حقيقتك
قابلت أناس في حياتي ظننت أنهم أصدقائي لكنهم لم يتجاوزوا عتبة الزمالة في أحسن الأحوال. وقابلت أشخاص أخرين في ظروف صعبة ظننت أنهم أصدقاء العمر لكنهم اعتبروني مجرد مرحلة قصيرة وتركوني. هناك من رغبت في عقد صداقة قوية معهم لكنهم لم يروا فيّ سوى مجرد "معرفة" لا أكثر أو أقل رغم أني قربتهم مني في وقت قياسي.
ربما كانت مآساتي مع الآخرين أنني فرضت حضوري عليهم أكثر مما ينبغي
في رأيي يمتلك كل شخص منا روايته الخاصة عن الصداقة والأصدقاء والأكيد أن تلك الروايات ستكون حتمًا أكثر إمتاعًا من هذه الرواية. كنت أتمنى لو اكتفى بلال علاء بكتابة مشابهة لكتابه السابق "لن نصنع الفلك" بدلاً من اقحام عبارات قوية وصادقة داخل رواية مشتته.
النجوم الثلاثة من أجل الاقتباسات القوية والغلاف الجميل. لكن أتمنى من الدار تحسين جودة الطباعة وحجم الخط 💕
اقتباسات:
"القرارات الخاطئة خاطئة فقط حين تكون هناك خيارات أخرى"
"لا معنى للصداقة إن لم تكن مستعدًا وقويًا كفاية لمعرفة أنك ستجرح، جرحًا لن تشفى منه أبدًا"
May 24, 2023
"كيف يحدث ان تكون لنا صداقات؟ كيف يظهر هذا الشيء الذي من أجله نتجشم عناء البناء؟ من اشتراك الاهتمامات؟ من رفقة المواقف الكبرى في الحياة؟ من الاحساس بالامان والعزوة؟
عم نتحدث بالضبط حين نتحدث عن الصداقة؟"
هو ليس برواية ولا خواطر ولا سيرة ذاتية. هو جميع ما سبق. خليط ممزوج بالشجن والضحك.
الراوي مجهول الاسم حتى النهاية، يشاركنا طيلة الكتاب مواقف من حياته وخصوصيات اصدقائه. نفهم من السياق ومن أول الصفحات انه يعاني اضطرابات نفسية سببها تعرفه عند قراءة الكتاب، يحاول تجاوزها بوسائل متعددة من اهمها لقاءاته وحواراته مع اصدقائه. اصدقاؤه متعددون لدرجة انه يترك لك خريطة اخر الكتاب لكي لا تتوه في الاسماء والروابط. ولا عجب في ذلك فكل الافكار والخواطر والحوارات في الكتاب محورها الصداقة: كيف تنشأ ولم تنتهي؟ انواعها؟ صفات الصديق؟
استمتعت كثيرا وأنا أقرأ الكتاب الى درجة اني وجدت نفسي اقترحه على صديقات لي دون أن اشعر. وسجلت عديد الاقتباسات وعناوين كتب وروايات ذكرها الكاتب في سياق حديثه.
ما لم يعجبني قليلا هو استعماله للعامية في الحوار. قد يستسحنه البعض ويجده لمسة واقعية اضيفت للكتاب لكن بالنسبة لي افقدني بعضا من الانسجام وتواتر الافكار.
عم نتحدث بالضبط حين نتحدث عن الصداقة؟"
هو ليس برواية ولا خواطر ولا سيرة ذاتية. هو جميع ما سبق. خليط ممزوج بالشجن والضحك.
الراوي مجهول الاسم حتى النهاية، يشاركنا طيلة الكتاب مواقف من حياته وخصوصيات اصدقائه. نفهم من السياق ومن أول الصفحات انه يعاني اضطرابات نفسية سببها تعرفه عند قراءة الكتاب، يحاول تجاوزها بوسائل متعددة من اهمها لقاءاته وحواراته مع اصدقائه. اصدقاؤه متعددون لدرجة انه يترك لك خريطة اخر الكتاب لكي لا تتوه في الاسماء والروابط. ولا عجب في ذلك فكل الافكار والخواطر والحوارات في الكتاب محورها الصداقة: كيف تنشأ ولم تنتهي؟ انواعها؟ صفات الصديق؟
استمتعت كثيرا وأنا أقرأ الكتاب الى درجة اني وجدت نفسي اقترحه على صديقات لي دون أن اشعر. وسجلت عديد الاقتباسات وعناوين كتب وروايات ذكرها الكاتب في سياق حديثه.
ما لم يعجبني قليلا هو استعماله للعامية في الحوار. قد يستسحنه البعض ويجده لمسة واقعية اضيفت للكتاب لكن بالنسبة لي افقدني بعضا من الانسجام وتواتر الافكار.
March 31, 2023
السنة إللي فاتت قرأت "لن نصنع الفُلك" وكان من أقرب الكتب لقلبي ومن ساعتها بقيت متحمس لأي كتابة جديدة لبلال علاء؛ لأن أسلوبه في التعبير عن المشاعر والعلاقات والأفكار استثنائي. مرة تحسه قصص قصيرة، ومرة نثر، وساعات قصيدة شعر، وفي كل الأحوال هتحبه! لما عرفت إنه كتب رواية، وعن الصداقة، ومع دار نشر واعية جدًا من البداية بالنصوص الصادرة عنها، ده كان خبر جميل فعلًا.
نص صادق وفاتن للغاية، بيكتب عن أمور شديدة الخصوصية والذاتية بين الأصدقاء، بأسلوب كاشف وسرد مثير ولغة أكثر من رائعة. وكالعادة وصفه للمشاعر الإنسانية زي الوحدة والقلق استثنائي، إزاي يا بلال بتعمل كدة؟!
عندي مشكلة واحدة مع "الرواية" وهي إن ده تصنيفها "رواية"، وأعتقد إن هيكلها ممكن يكون أبعد شوية عن رواية، أو يمكن ده إللي حسيته؛ لأن في وسط السرد والأحداث والحوارات بين الشخصيات كان فيه فواصل نثرية طويلة، يمكن اعتبارها إن الراوي بيوصف مشاعره ولكن مكنتش قابل ده مع تصنيفها، على الرغم إن دي الأجزاء الأقرب لقلبي.
وكالعادة مع بلال علاء، هقرأها تاني وتالت، وبرشحها لكل الأصدقاء، محتاجين نعرف فعلًا.. عم نتحدث حين نتحدث عن الصداقة.
نص صادق وفاتن للغاية، بيكتب عن أمور شديدة الخصوصية والذاتية بين الأصدقاء، بأسلوب كاشف وسرد مثير ولغة أكثر من رائعة. وكالعادة وصفه للمشاعر الإنسانية زي الوحدة والقلق استثنائي، إزاي يا بلال بتعمل كدة؟!
عندي مشكلة واحدة مع "الرواية" وهي إن ده تصنيفها "رواية"، وأعتقد إن هيكلها ممكن يكون أبعد شوية عن رواية، أو يمكن ده إللي حسيته؛ لأن في وسط السرد والأحداث والحوارات بين الشخصيات كان فيه فواصل نثرية طويلة، يمكن اعتبارها إن الراوي بيوصف مشاعره ولكن مكنتش قابل ده مع تصنيفها، على الرغم إن دي الأجزاء الأقرب لقلبي.
وكالعادة مع بلال علاء، هقرأها تاني وتالت، وبرشحها لكل الأصدقاء، محتاجين نعرف فعلًا.. عم نتحدث حين نتحدث عن الصداقة.
Displaying 1 - 30 of 175 reviews