ليس هو وجه مدينتها، وجه غريب عنها، يتحول أمامها عيناً واحدة تبكي فتتمنى لو تشرب دمعها وتلقحها بالفرح. لكن الفرح فرّ عن الكويت في ساعات الاجتياح والموت وحده قد يأتي في أية لحظة... وليلى عثمان شربت دمعات الكويت الحزينة، فنضحت منها ذكريات ومشاهد حكت عن الوجع والحرقة والتلاشي الإنساني وترقبت كما الآخرون هذا الموت.
فصورت من خلال الذاكرة الكثير من النماذج واللقطات في وهج الأحداث السياسية الصاخبة والعسكرية النارية... وذكريات ليلى عثمان... قصصها عن الحواجز السوداء لم تنبع من الانصياع لوهج الانفعال بحدث الغزو، بل نبعت في التفكير بزوايا المعالجة، ومن تجربتها الشخصية أثناء الغزو بحيث أصبحت هذه المجموعة قادرة على تأريخ الغزو بلغة الفن القصصي وقوانينه.
بدأت محاولاتها الأدبـية وهي عـلى مقاعد الدراسة، ثم بدأت النشر في الصحـف المحلية منذ عام 1965 في القـضايا الأدبية والاجتماعية والتزمت منذ ذلك الحين ببعـض الزوايا الأسبوعـية واليومية في الصحـافة المحلية والعـربية وماتـزال. لها ستة أبناء 4 بنات وولدين، ولها خمسة أحفاد 3 بنات وولدين.
أعـدت وقـدمت عددا من البرامج الأدبية والاجتماعية في أجهزة الإعلام إذاعة وتلفزيون تـولت مهـام أمين سر رابطـة الأدباء الكويـتية لدورتـين لـمدة أربع سـنوات تواصل كـتابة القصة القصيرة والرواية والنشاطات الثقافية داخل الكويت وخارجها اختيرت روايتها وسمية تخرج من البحر ضمن أفضل مائة رواية عربية في القرن الواحد والعشرين. تحولت الرواية المذكورة إلى عمل تلفزيوني شاركت به دولة الكويت في مهرجان الإذاعة والتلفزيون – القاهرة قدمت الرواية ذاتها على المسرح ضمن مهرجان المسرح للشباب عام 2007.
عن الحواجز السوداء، نقاط السيطرة، وفترة الاحتلال. بعض القصص عاشتها الكاتبة بنفسها، والاخر عاشها واختبرها من كان تحت الاحتلال. هنا مجموعة قصصية توثق ماحدث . تستحق القراءة
لطالما كان أسلوب ليلى العثمان في الكتابة جذاباً. في هذا الكتاب تستعرض قصصاً قصيرة في فترة الغزو العراقي للكويت. تروي معاناة الكويتيين ونخوتهم لوطنهم الذي اغتُصبت أرضه وتلوث بحره بالمحتل. يفهم القارئ قيمة الوطن من خلال هذا الكتاب وأنه لن يلمس قدره الحقيقي حتى يراه يتلاشى أمام عينيه.