جمع الكتاب وصايا الملوك وأبناء الملوك من ولد قحطان لبنيهم في شؤون الملك والحفاظ عليه بادئاً بموعظة هود عليه السلام لقومه ووصيته لهم منتهياً بوصايا أواخر ملوكهم من الغساسنة في بلاد الشام. ولم تقتصر الوصايا على النثر بل استفاض الشعر في الكتاب حتى كاد يكون ديواناً في الوصايا. وقد اشتمل هذا الشعر على غريب كثير شأن الشعر الجاهلي. كما اشتمل الكتاب على بعض قصص وحوادث نسبها إلى ملوك اليمن ، جاءت في ثنايا الكتاب استطراداً لتجلية جوانب من تاريخهم الذي ظهر في الكتاب متألقاً عظيماً. وترد في أثناء ذلك قصائد في الفخر على لسان هؤلاء الملوك وأبنائهم وشعرائهم.
أبو علي دِعْبِلُ الخُزَاعِيُّ اسمه مُحَمَّد دِعْبِلُ بْنُ عَلِيٍّ بْنُ رزين، من مشاهير شعراء العصر العباسي. اشتهر بتشيعه لآل علي بن أبي طالب وهجائه اللاذع للخلفاء العباسيين.
سيرة العرب القحطانية ملحمة ملوك اليمن القدامى ، بدأت منذ نبي الله هود وولده قحطان بن هود ومن بعده سلسلة ذهبية من الملوك يعرب مثلا اول من تكلم العربية سبأ .. أول من سبى في الحروب
وهكذا يسرد الشاعر الكبير دعبل الخزاعي سيرة اجداده الذين تفرعت منهم قبائل اليمن خزاعة - الازد - همدان - حمير - مذحج - كندة .. وغيرهم تفرقوا وتشتتوا في جزيرة العرب بعد انهيار سد مأرب
هذه هي القصص الشفاهية للعرب العاربة ، وهم أقدم العرب واعرقهم ومنبتهم في اليمن نعم نفتخر بهذا التاريخ الشفاهي وهذه السلسلة الجميلة من النسب الذي حفظها العرب وتناقلوها الى يومنا هذا وإن كانت أمور الانساب فيها الكثير من الاشكالات التاريخية فكيف يمكن حفظ تاريخ ممتد لالاف السنين عبر التناقل الشفاهي فقط والمتأمل في كثير من القصص يرى فيها بعض الخوارق والغرائب ثم ان ابحاث الدنا اليوم تستصعب ان يكون العرب ينتمون الى رجلين فقط عدنان وقحطان الذين عاشا قبل ثلاثة الاف سنة أو اقل او اكثر بل تقول هذه الابحاث ان التقارب بين العرب ابعد غورا وهو سحيق جدا ، ، فتجد الفرع الذي يغلب على العرب والعرب اليمانية بالذات هو فرع J-m267 وهو يعود لجد عاش قبل 20 الف سنة ،، ومع ذلك ليس العرب كلهم ولا نصفهم حتى من ابناء هذا الرجل ومع ذلك فتاريخ قحطان الذي دونه دعبل الخزاعي وغيره هو تاريخ أمة العرب، وهو يؤشر الى حقائق وامور صحيحة ، وهو مستند لهذه الأمة ومبعث فخر لها ، يبين فيه امجاد ملوكها الاوائل وهو ارث جميل للاجيال اذا ما احسنا قراءته
وصايا الملوك. ⭐️⭐️ يبتدئ الكتاب من أول ملوك قحطان منذ قحطان ابن هود أخ عاد إلى أواخر ملوك الشام و خزاعة و الأوس و الخزرج. يستعرض الوصايا التى تناقلها ملك عن أبيه عن جده و كلها عن كيفية الحفاظ على الملك و سياسة الرعية و اصطناع الرجال. ترد الوصايا نفسها نثرية أولا ثم موزونة في نظام كأنما هو رجع صدىً. ملاحظة عن الأبيات: تنتظم قصائد الوصايا في البحور المعروفة كالبسيط و الطويل و غيرهما و بالتالي لا يمكن أن تنسب إلى ملوك قحطان في غابر الأزمان إذ لا يمكن أن تكون صناعة الشعر عندهم بنفس الأنظمة التي تتبّعها الخليل الفراهيدي لاحقا بأحقاب. قائل كل تلك الأبيات واحد رغم أنها وردت على ألسنة الملوك المتتابعين. و لا ريب أن صاحبها هو دعبل الخُزاعي نفسه إن صحّت نسبة الكتاب إليه. فيكون دعبل ناطقا بلسان حال كل ملك على حدةٍ. و دليلي على ذلك أنها كلها بذات الأسلوب و نفس مستوى القاموس المستخدم. هذه، في تقديري، خيرُ ما ورد من الوصايا بين دفتي الكتاب:
نتابع رحلة بني يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود صاحب قوم عاد عليه السلام ولقمان عليه السلام أنه من قوم هود عليه السلام ثم صالح عليه السلام وهو من نسل يعرب بن قحطان ثم قصة حمير وكحلان أبناء سبأ (عبد شمس)بن يشجب وكيف أن المال ورثه أبوهم لحمير والمغازي لكحلان ثم كندة من نسل كحلان إذ هو جده مباشرة ثم قصة تبع
قرأته منذ زمن طويل ، أذكر أني وجدته مسلٍ من حيث أن هناك تسلسل في الوصايا من الأب للإبن ومن الإبن للحفيد، لا أعلم شيئاً عن صحة نسبته لدعبل الخزاعي الشاعر الهجاء ، ولا أظن أنه أكثر من وصايا متخيلة تناقلتها الشفاه ولا أراه إلا نوع من التفاخر في زمن شديد القبلية ومادة مناسبة لشاعر هجاءيستنجد بإرث النبوة والملك أمام خصومه