كتاب جريء يكسر القاعد التقليدية، ويعيد بناء المفاهيم سواء الدينية أو المضادة للدين، وفى الوقت نفسه يقف بالمرصاد للفكر الديني الرجعى والمؤسسي، ويسعى إلى تحرير الدين من مفاهيم الكهنة ومن يسمون برجال الدين!ويوظف المناهج العلمية والفلسفية الحديثة في دراسة الأديان. واستفاد بشكل واضح من جهود مناهج النقد التاريخي، ومناهج نقد النص، والنقد الشكلي. كما فحص واستفاد في الوقت نفسه من جهود المدرسة التحليلية، واللاهوتين الأحرار، والعقلانيين، ونتائج علم الاجتماع الديني وعلم النفس الديني... إلخ. ولذا جاء منهجه في البحث مركبا من عدة مناهج جمع بينها في منهج عقلاني متكامل
'أ.د. محمد عثمان الخشت'، مفكر عربي، أستاذ فلسفة الأديان والمذاهب الحديثة والمعاصرة بكلية الآداب - جامعة القاهرة. موسوعي الثقافة، يجمع بين التعمق في التراث الإسلامي والفكر الغربي. تتميز مؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلي والخلفية الإيمانية. له كتابات مرجعية في أصول الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة، وعلم السياسة خاصة عن المجتمع المدني ودوره، والدولة العالمية والدولة القومية.
له مؤلفات تدرس في العديد من الجامعات في علوم الدين المختلفة: أصول الدين، وعلم الحديث، والشريعة، ومقارنة الأديان ، كما أن له مؤلفات عديدة عن الفرق الإسلامية، فضلا عن الكتابات الاجتماعية. تتميز كتاباته بالوسطية والعقلانية، وتكشف هذه الكتابات عن تعمق كبير في العلوم الإنسانية والعلوم الشرعية، ويتميز أسلوبه بالوضوح والمنطقية. وهو مستشار جامعة القاهرة الثقافي.
لم أقرأ في أي كتاب يتناول فلسفة الدين / مقارنة الأديان موضوعا له سابقا ،و هذا الكتاب كان أول كتاب أقرؤه في هذا المجال ، و بذائقة القارئ الـ " بلا مرجعيات سابقة " أقول : الكتاب جميل ، و أفادني كمدخل ، لقد كان جيدا ..
لكن : في الفصل الأخير و في حديث المؤلف عن " الأديان المتعالية " ،و يقصد بها الديانات التوحيدية ، لاحظت أنه بولي اهتماما أكثر ببيان التأسيس الفلسفي للديانتين: اليهودية و النسيحية ، و تجنب ذلك في عرضه للدين الإسلامي في محاولة لإبرازه كدين مثالي / متفوق .. و ربما هذا أضعف حماسي للكتاب ، لا لنية الخشت و تحيزه ، و لكن لمنهجية هذا التحيز الفجة و التي ربما كانت " سطحية " إلى حد ما .
و هذا لا ينفي أني استمعت بالكتاب ، و أحببت طرحه غالبا .
كتاب يُقرأ مرة، ومرتين.. وثلاث برأيي أنصف الأديان بأحقيتها بالحديث عنها وسرد المعلومات وشرحها. أكتسبت معلومات جيدة عن أديان سمعت بها واستمتعت بالقراءة عنها، وعن أديان لم أسمع بها، واستمعت بالقراءة عنها أيضًا.