Jump to ratings and reviews
Rate this book

خارج الجماعة

Rate this book
على أصحاب " الهويات القاتلة" أن يتفكروا قليلاً لا في " الاخوة الإنسانية" التي تجمعهم مع البشر أجمعين، ولا في القواسم المشتركة التي يمكنهم اكتشافها مع آخريهم فحسب، بل في حقيقة أن العنف الذي ينطلق بغاية إبادة الآخر ومحوه من الوجود ليس أكثر من فعل عبثي يخفق، حتماً، في نيل مطلوبة. تتسبب الإبادة الجماعية حتماً في تقليل أعداد الجماعة إلا أن الجماعة تعود للتكاثر من جديد وبوتيرة متسارعة. والتاريخ لم يحدثنا عن إبادة جماعية تامة ومحكمة نجحت في المحو الكلي لشعب ما الأمر الذي يعني أن الإبادة في جوهرها فعل عبثي صحيح أنه عنيف ودموي وينتزع من المستهدفين به ثمنا باهظا ومؤلما إلا أنه يخفق دائما في إصابة هدفه!

234 pages

First published January 1, 2009

11 people are currently reading
322 people want to read

About the author

نادر كاظم

19 books102 followers
نادر كاظم (1973م) كاتب وناقد ثقافي وأكاديمي بحريني ، ولد في قرية الدير بمدينة المحرق

مجالات الاشتغال ؛ النقد الثقافي وترابط العلوم الإنسانية والنظرية النقدية

درس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس البحرين
درجة الدكتوراه في الأدب العربي من معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة في العام 2003 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
درجة الماجستير في النقد الحديث من جامعة البحرين في العام 2000/ 2001 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة البحرين في العام1994/ 1995 بتقدير امتياز.





Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
31 (25%)
4 stars
49 (39%)
3 stars
37 (30%)
2 stars
5 (4%)
1 star
1 (<1%)
Displaying 1 - 21 of 21 reviews
Profile Image for Esam Ayyad.
188 reviews41 followers
March 9, 2017
عندما بدأت قراءة الكتاب تصورت اني أقرأ كتابا بسيطا عن الجماعات الراديكالية و خطورة الخروج عنها, و في أحسن الحالات انه كتاب يعدد السلبيات و الإيجابيات للمنضم للجماعة و الخارج عنها. فتحت الكتاب فانفتح لي باب يفتح باب يفتح باب وهكذا بقيت طالما بقيت في قراءته.

كتاب خارج الجماعة كتاب فكري شامل يتحدث عن الإنتماء من مختلف الزوايا, إبتداءا باجماعة و قمعية الآراء وصولا لعلاقة الدولة بالجماعات و إمكانيات تنظيمها وصولا للتعددية الثقافية.

في ستة فصول يسرد د.نادر مقتطفات من آراء علماء الفردانية ( اللا إنتماء ) و الجماعاتية مبتدءا بحوادث الإرهاب في دول التعددية الثقافية و ان كان ( نظام التعددية الثقافية ) هو الجاني أو المجني عليه.

ثم من هناك يتجه لمناقشة التعددية الثقافية و علاقتها بالليبرالية ويناقش فيها في ما يناقش الشمولية و التنوير, و منها إلى معضلة الإعتراف و أهميته بالنسبة للجماعات, كما بالنسبة للتعددية نفسها, و عليه هل يلزم الدولة التدخل في شؤوون الجماعات أو الإنسحاب للحد الأدنى من الحقوق السياسية و الإنسانية, وفيه هل المساواة بين الحقوق و الواجبات هو الحل أم الأخذ بالإعتبار الفروق او حتى الواجبات.

يقدم د.كاظم آراء مجموعة من المنظرين في الهويات المتقاطعة و التي ممكن أن تنتج إنتماءات مختلفة و اذي يرى بعضهم ان تقاطع الهويات من النمكن أن يكون الحل لدموية الصراعات بين الجماعات المختلفة أو الجماعات و الدولة, بينما يرى الآخرون أن الإشكالية تكمن في الرغبة في العيش المشترك للمنتمين للجماعة الواحدة مما يخلق المسافات بين الجماعة و الأخرى و يرون الحل في دمج الإنتماءات المختلفة مع بعضها البعض.

يخصص الكاتب جزءا كاملا للحالة البحرينية و إذا ما كانت دولة البحرين دولة متعددة الثقافات, و يجدر هنا ملاحظة ان الكتاب أصدر في عام 2009 قبل أن تدخل البحرين نفقا أصبح التنظير معه شبه مستحيل, و في هذا الجزء يوضح الكاتب الحالة البحرينية من ناحية تعدد المكون الثقافي و صعوبة التعامل معه من الناحية السياسية و القانونية.

ما بعد الكتاب ( أفكاري الخاصة )

الإنتماء و التصنيف هم اتجاهان مختلفان لعملية واحدة, غير أن انتمائك لجماعة لا يعني بالضرورة تصنيفك فيها.
فانتماؤك عبارة عن شعورك بما يجمعك مع آخرين ينما التصنيف هو ما يرى الآخرين انضوائك تحته.
و بينما يحتاج الإنتماء إلى حياة و وعي الموضوع, لا يحتاج التصنيف إلى ذلك.
نحن نصنف كل شيء بدءا من الوجود و العدم , الكائنات الحية و الكائنات غير الحية, الحيوان و النبات, العاقل و الغير عاقل, و أخير الأخيار و الأشرار. التصنيف ليس فقط من ضمن طبيعتنا البشرية, بل هو أيضا حاجة من الحاجات الضرورية. فالتصنيف يساعدنا على فهم الأشياء, طبيعتها, دوافعها, و توجهاتها.
غير أن التصنيف لا يعني أن ما نصنفه تحت جماعة معينة يتطبق عليها تماما, فكل شيء متقاطع الهويات.
تقاطع الهويات و تقاطع الإنتماءات يجعلني أشعر أنه لا توجد جماعة تكون ( شعب الله المختار ) أو ( العرق الأسمى ).

لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون خارج الجماعات, و لو حدثت معجزة و أصبحت خارج الجماعات, فهذا سيدخلك في جماعة الخارجين عن الجماعات. لكن لا يعني انتماؤك لجماعة أنك أعلى من الآخرين أو أصوب رأيا و نظرا.
Profile Image for Mohamed al-Jamri.
178 reviews130 followers
September 5, 2016
كما في عدد من كتبه السابقة، طرح الكاتب البحريني نادر كاظم أجزاءً كثيرة من «خارج الجماعة» كمقالات صحفية قبل أن يجمعها ويصدرها في صورة كتاب. وفي هذه الطبعة الثانية للكتاب، الأولى عربيًا (حيث كانت الطبعة الأولى محلية النشر فقط) اختار كاظم العنوان الفرعي «عن الفرد والدولة والتعددية الثقافية» بدلًا من سابقه «في تجاوز الليبراليّة والجماعيّة القمعيّتين»، وفي الحقيقة فكلاهما مناسبان، حيث أن الكتاب يدون حول محاور الانتماء للجماعة، وحرية الفرد في تحديد هويته، وكيفية التعامل مع معضلة الثقافات المختلفة في الدولة الواحدة.


يفتتح كاظم الكتاب بالربط بينه وبين كتابه السابق «استعمالات الذاكرة»، حيث يؤكد على الهدف المشترك للكتابين حول رفض اختزال الإنسان وتقليصه في هوية ورؤية واحدة، سواءً كان ذلك من قبل الدولة أو الجماعة أو حتى الفرد نفسه، وكذلك حول عدم صحة تأييد الدولة لرؤية واحدة في ظل وجود تعددية ثقافية في المجتمع. ينتقل بعد ذلك لنقد الجماعية المفرطة وكذلك الفردانية المفرطة، حيث أن الأولى تفرض رؤاها على أفرادها وتقيّدهم بالتزامات كثيرة، وتزداد شراسة الجماعة وقسوتها مع ضعفها، وهو أمر يحدث مع تمدد الدولة واحتكارها لوسائل العنف. هذا الوضع جعل الفرد ملزمًا بتقديم الولاء المزدوج للجماعة والدولة، ويا ويله إن تعارضت مصالح الطرفين. أما الفردانية المتطرّفة، فوصفها بالموقف الإيديولوجي المتعصب الذي حوّل عبادة الجماعة إلى عبادة الفرد.


يرى الكاتب أن للعيش خارج الجماعة فوائد وسلبيات، ففي حين أنه يعني حياة الغربة داخل الوطن والحرمان من امتيازات الجماعة كالشعور بالأمن والاستقرار، فإنه يعني كذلك التحرر من الالتزامات التي تفرضها الجماعة. الفرد خارج الجماعة –وهو الموقف الذي يبدو أن الكاتب يميل له- حر في «عدم التسليم جدلًا بأي شيء» وفي «تفحّص الأوضاع وكأنها ممكنة الحدوث لا محتومة»، إلا أن هذا الموقف يصبح جبانًا وانتهازيًا في حال تعرض الجماعة للقمع والتهديد. ولا يعني التضامن مع الجماعة عدم توجيه النقد لها، بل إن واجب «المثقف النقدي» -وفي نفس الوقت الذي يدافع فيه عن المستضعفين- هو الوقوف ضد «طغيان الجماعة وصعود دكتاتورياتها، والوقوف ضد محاولات الانغلاق الثقافي». القضية الأساسية حسب رؤية الكاتب ليست في الانتماء للجماعة أو البقاء خارجها، فلكل فرد انتماءات متعددة لا حاجة لاختزالها في انتماء واحد. القضية هي حرية الاختيار وحرية تغيير هذا الاختيار لاحقًا، حينها يكون الإنسان قد ربح نفسه حقًا.


ينتقل الكاتب بعد ذلك للحديث عن التعددية الثقافية بإسهاب، من منظور غربي أولًا ومنظور بحريني لاحقًا. أثار موضوع الهجمات الإرهابية في الغرب تساؤلات حول جدوى التعددية الثقافية ودورها في الدفع نحو الانفصال والانعزال وتكوين الثقافات الأحادية المتنوعة بدلاً عن التنوع الثقافي الحقيقي الذي لا يعطي للجماعة حق السيطرة على المنتمين لها. يتكرر هنا النقد لاختزال وجود الفرد في كونه عضوًا في جماعة معينة، سواءً كان هذا الاختزال من قبل مؤيدي التعددية أو خصومها. يطرح الكاتب نموذج «التعددية الثقافية الليبرالية» كحل للمشاكل التي تواجه التعددية الثقافية، فالمساواة والحيادية التامة غير صالحة إلا في إطار الحد الأدنى من الحقوق الأساسية، أما الليبرالية فهي الضمانة لعدم تحول التعددية الثقافية الى كنتونات مغلقة ومعزولة. هناك أيضاً مناقشة لاشكالية الاعتراف الرسمي بالجماعات بين اعتباره استحقاقًا مدنيًا وبين كونه تمييزًا ضد عدم المعترف بهم، وكذلك حول المشاكل المحيطة بطبيعة وحدود الاعتراف بالجماعات في قبال الحيادية التامة للدولة أو «المعاملة العادلة المتمايزة».


نصل للبحرين، حيث يشخَص الكاتب مشكلتين تتعلقان بالتعددية الثقافية، الأولى هي الاعتراف بوجهة نظر وهوية واحدة من قبل الدولة وهي دين الإسلام واللغة العربية، ففي حين تنتمي الغالبية شبه المطلقة من البحرينيين للدين الإسلامي، فإن هذا لا ينفي وجود أقليات لا تنتمي له، يشكل الاعتراف الرسمي بالإسلام دينًا للدولة -بكل ما يستتبعه من أمور- تمييزًا ضدها. ولكن الكاتب لا يرى أن هذه هي المشكلة الأهم، فقضية تدبير سياسيات الاعتراف الخاصة بالطائفتين السنية والشيعية هي التحدي الأكبر، خصوصًا بعد تفاقم الأزمات بدءًا من مشروع «قانون الأحوال الشخصية» ووصولًا إلى أحداث 2011 وما تبعها. يؤكد الكاتب على ضرورة أن يشمل الحل –أيًا كان- الاعتراف بالتنوّع الموجود داخل كل جماعة وبحرية الأفراد في الخروج عن جماعتهم وألا يتم اختزال الأفراد في انتماء واحد فقط (ديني، مذهبي، إثني) من قبل الدولة والتعامل معهم وفقه، بل يجب الاعتراف بكل انتماءاتهم المتعددة.


في الفصلين الأخيرين يتحدث الكاتب عن مهمة الفرد في تكوين هوية أصيلة وذاتية، مصدرها القناعة الداخلية بعيدًا عن رغبة التطابق مع الجماعة والمصادفات الجزئية في الحياة. ولكن الموضوع الذي استحوذ على اهتمام الكاتب هو «مهزلة» تحويل الاختلاف إلى كراهية وعداء وتنافر، قد يؤدي إلى القتل والمجازر. إن تحويل المعتقدات إلى هويات يؤدي إلى المبالغة في استعراض الدين على العلن والاهتمام بالعلامات التي تميّز الجماعة عن غيرها. إننا نعيش في «عصر الهويات» و«القبلية ما بعد الحداثية» حيث يلغي حضور الجماعة الكلّي الفردية والاستقلالية وتصبح الهوية فحسب -والتي اختزل وجود الفرد فيها- سببًا كافيًا للاستهداف سواء انتمى لها الفرد بشكل عملي أم لا.


طرح عدد من المفكرين حلًا لهذه «الهويات القاتلة» عن طريق تحريك الانتماءات المنتوعة والهويات المنافسة، إلا أن الكاتب يجد أن هذا صعب جدًا بسبب عدم القدرة على اقناع الآخر بعدم اختزال الفرد في هوية واحدة، وفي المقابل يرى الكاتب أن «تذويب المسافة» بين الجماعات المختلفة يمكن له أن يقضي على «الوحش» الكامن فيها الذي يجعل ظلم وقتل الآخر مشابهًا لقتل صرصور أو ذبابة، إلا أن هذه العملية في حد ذاتها قد تقضي على الهوية. وللخروج من هذه الدوامة يجب التفكّر في القواسم المشتركة بين البشر، وفي عبثية عملية الإبادة التي فشلت على مدار التاريخ.


بالرغم من أن جزءًا كبيرًا من الكتاب نشر في شكل مقالات صحفية إلا أنه اتّسم بوحدة الموضوع إلى حد كبير، مع قليل من التكرار هنا وهناك. وُفّق الكاتب في استعراض آراء عدد كبير من المفكرين في المبادئ والأفكار التي تحدث عنها ووُفّق كذلك في الاستشهاد بأمثلة تاريخية ومعاصرة كثيرة وهذا -بالإضافة إلى إظهار اطلاعه الثقافي الواسع- يُسهم في فهم هذه الأفكار المطروحة. في بعض المقاطع غلبت هذه الاستعراضات والاستشهادات إلى حد كبير على صوت الكاتب الذي لم يترك لنفسه إلا مجالًا صغيرًا لطرح رأيه في الموضوع.


إن عبثية الإبادة الجماعية ليست بسبب استحالتها، فعلى عكس ما ذكر الكاتب هناك بعض الإبادات الناجحة التي حصلت في التاريخ كما حصل مع الشعب الأصلي لجزيرية تازمينيا وشعب البيوثك في جزيرة نيوفاوندلاند الكندية وغيرها، ولكن كل هذه الأمثلة هي حالات استثنائية وقعت في ظروف تاريخية استثنائية من تاريخ البشرية. أكبر عبثية في الإبادة الجماعية هي أنها –كما ذكر الكاتب في موضع آخر- حلقة لا تنتهي، فسرعانما تظهر انقسامات جديدة وجماعات جديدة بعد كل عملية تطهير وإبادة.
Profile Image for Maryam.
357 reviews584 followers
February 5, 2017
واحد من أهم الكتب التي يجب أن يقرأها كل بحريني بشكل خاص وكل عربي بشكل عام في هذا الوضع الراهن , وضع صراع الهويات, والأيدولوجيات واقتتالها , أعتقد بأن كل شخص فينا يُعاني من مسألة الهويات حتى ولو على نطاقه الشخصي والعادي البسيط والضيق خصوصاً في مجتمع معقد مثل المجتمع البحريني الذي تشعب مداه وبات واسعاً جداً , أوسع من مسألة شيعي أو سني فقط .
صار في هناك جمعية الوفاق , المجلس العلمائي , وعد , جمعية التجديد , صار في هناك صار في هناك يساري ويميني وليبرالي , صارت التقسيمات حتى في المنطقة أو القرية الصغيرة التي لا يتجاوز أعداد سكانها الكم ألف نسمة , أنت تذهب لهذا المسجد , او لهذا المأتم , أنت تؤيد هذا المقلد أو ذاك المقلد , وتبدأ هنا مسألة تراشق الاتهامات والتهم الجاهزة المعدة سلفاً والتخوين الذي يقدم إليك بمجرد مرور أول خمس دقائق في أي نقاش سياسي أو فكري يخوضه الإنسان مع الناس من حوله في هذا البلد, وموسم عاشوراء في المجتمع البحريني أكبر وأوضح حالة يمكن للإنسان أن يطبق عليها صراع الهويات والأيديولوجيات بين الناس .
سوف أعطي الكتاب أربع نجمات : لأهمية الموضوع , ولوحدة أفكاره , ولأن نادر كاظم توقف فيه عن الاقتباس العشوائي للسياسيين كعادته في كتبه السابقة , ولأن الكتاب أحالني لكتابين مهمين سأسعى لهما في الفترة المقبلة : الهويات القاتلة لأمين معلوف , وسيكولوجية الجماهير لغوستاف لابون .
Profile Image for Ghadeer Alkhenaizi.
58 reviews44 followers
October 12, 2017
لا أبالغ إن قلت بأن هذا الكتاب أنار تفكيري و وضع النظريات في نصابها. استعراض النظريات على أكثر من نطاق (عالمي، اقليمي، محلي) ساهم في إثراء المحتوى و ترك للقارئ حرية إسقاطها على واقعه، ليعطينا بذلك مصطلحات و مفردات نترجم بها أفكارنا التي انعجنت بالواقع، و إمكانية لتحديد النقطة التي ننتمي إليها و الآخرون من طيف الهوية و الجماعة. فسر لي الكاتب بأسلوبه الشيق العديد من التصرفات و السلوكيات و الأفكار المبنية عن ايدولوجيات توارثها مجتمعنا دون أن يعي سببها و كيف جاءت.
Profile Image for Amal Yusuf.
288 reviews32 followers
April 30, 2017
يستعرض نادر كاظم الكاتب بحريني الهوية والمنشأ فكرة التعددية ثقافيا وسياسيا واثارها على الواقع البحريني المعاش بصورة أساسية ضارباً عدد من الأمثلة على
المجتمعات الاقليمية والدولية وأظنه كان محذراً من الآثار غير المحمودة للتعدديات غير المنظمة والانشقاقات والاصطفاف الجماعي والتطرف حال الدفاع عن تلك الجماعة او هذه في مواجهة الأخرى.
ليس من السهل أن تخوض في مسالك وعرة كتلك سيما وأننا نعيش مجتمعاً محدوداً جغرافياً متشعباً سياسياً وحزبياً ومذهبياً واجتماعياً.. ولكن كاظم تولى مهمة تسليط الضوء على حقائق الأمور تاركاً لكل عقل واعي مهمة إسقاطها على واقعه والانتياه لموقعه وتحسين أوضاعه بما يتفق والصالح العام بالدرجة الأولى والصالح الشخصي بالضرورة..
أرجع نجمات أمنحها لكتاب مهم على الساحة الوطنية
وهي البداية للمرور على بقية ما أثرى به كاظم من مرجعيات أخرى..
Profile Image for Hasan Alhussain.
152 reviews16 followers
June 13, 2025
من مآلات الاختزالات التي لم يتحدث عنها نادر كاظم هو التنصل من هوية معينة ومحاولة إخفائها والتقرب من هويات أخرى لكي يتم اختزاله داخل مجموعة أخرى مختلفة عنه! مثل الشيعي الذي يخفي بعض من هويته الشيعية، التي هو مقتنع بها، ويحاول الظهور بالهوية والشكل السني ليس اقتناعا بذلك ولكن يكي يتم اختزاله وتصنيفه بهذه الهوية وهي ردة فعل على الاختزال تهدف لاختزال آخر. في هذه الحالة لا يكون الفرد منتقلا بين المقصورات يشارك في عدة انتماءات برضى تام principle of compartmentalization بل إنه ينتقل بينها بمكر ودهاء على غير اقتناع ولكن لمصلحة او اضطرار.

في بيئة "اجتماعية مفرطة" يضطر الفرد لكي يقلل من انتمائه لهوية ما أن يفرط في الظهور بالخروج عنها وأن يعلن ذلك مرارا وتكرارا لكي لا يتم اختزاله. مثل شخص من خلفية ريفية يعيش في المدينة يحاول أن ظهر مدنيته في لبسه وأكله واستهلاكه فوق طاقته فقط لكي يمنع الناس من اختزاله في هويته الريفية. يعني أن الأفراد حين يقررون الخروج عن الجماعة أو الانتماء الهش لها يقومون بأفعال مبالغ فيها أو يظهرون الانتماء لجماعات أخرى مما يسهم في تشوه هذه الذات التي نسعى إلى تحريرها.
Profile Image for Zainab Ismaeel.
135 reviews25 followers
August 7, 2020
بين "الفردانيين" و "الجماعيين" يقف نادر كاظم في المنتصف و يناقش بنظرة يمكن إن توصف بأنها "ليبرالية معتدلة" الصراع الإنساني الوعر بين مطرقة "الإنتماء إلى الجماعة" و سندان ما يمكن وصفه ب"الأصالة الفردية" مسلطاً الضوء في جزء كبير من الكتاب على مسألة "التعددية الثقافية" لإتصالها الوثيق بهذا الموضوع في هذا العصر بالذات.

الفكرة التي يركز عليها الكتاب في مقدمته و حين يسهب في منتصف طرحه و حين يختم نفسه هي فكرة "حرية الاختيار" للفرد أن يكون داخل الجماعة أو خارجها متى أراد، دون تمارس عليه جزاءات مبنية على اختياره هذا

بين "الاعتراف" بالتعددية الثقافية و تعزيزها و بين مسخها و إرجاع الإنسانية إلى حجرها الأساس كوحدة واحدة يطرح نادر كاظم وجهات النظر المختلفة على مدى التاريخ، و يرتكز في جزء من طرحه على قضية "الإرهاب" و الإشكالات التي طفت على السطح حول تعزيز التعددية الثقافية و كونها عامل مساهم في مسألة الإرهاب مقدماً النموذج البريطاني كمثال

يمكن الاستنتاج أن الكاتب يرى أن تعزيز التعددية الثقافية لا علاقة له بموضوع الإرهاب باعتبار أنه وجد له مكان في دول ليس لها علاقة بالتعددية الثقافية مثل بعض الدول العربية و المسلمة

و ربما نسأل هنا، أليس من الممكن أن يكون سبب الأعمال الإرهابية مختلف في الدول التي ليس لها علاقة بالتعددية الثقافية و هذا لا ينفي أن يكون تعزيز التعددية الثقافية سبباً في الدول التي لها علاقة بها؟ إذا ما تعاملنا مع كل منهما على أنه حالة مختلفة.

إلا أن الكاتب يعود ليرد، بأن الإرهاب هو ظاهرة و حركة عالمية عامة و ليست حكراً على الدول الغربية

ليعود سؤال آخر، هل فعلاً لا يمكننا فصل الأعمال الإرهابية في الدول العربية و الإسلامية عن ذاك الذي في الدول الغربية؟ أم أن لكل منهما خصوصية من نوع معين؟ حتى و إن كانا ينبثقان من منظومة فكرية واحدة أو متشابهة

يسلط الكاتب الضوء أيضاً، على الابتزاز الذي تمارسه الجماعة أحياناً على أفرادها مقابل بقاءهم فيها، الأمر الذي قد يؤدي إلى انمساخ الفرد من أصالته و تشتت هويته و تحوله إلى نسخة مكررة تحمل لواء الجماعة، أي أن وجوده يكون وجود الجماعة لا أكثر و لا أقل، و ينمحي هنا وجوده كفرد

و السؤال هنا: ألا يمكن للإنسان أن يمارس فردانيته و يحافظ على أصالته الوجودية بينما يبقى داخل الجماعة؟
و أعتقد أن أمراً كهذا إن كان ممكناً فهو صعب و تحقيقه تحفه عراقيل كثيرة و يعتمد على عدة عوامل، من ضمنها طبيعة الجماعة و الظروف المحيطة بها.

كما يطرح أيضاً في جانب النموذج الذي تنحسر فيه النزعة الجماعية و تتسيد النزعة الفردية بصورة شيئاً ما متطرفة مما قد يؤدي إلى عواقب مجتمعية سلبية باعتبار الإنسان كائن اجتماعي و بالأخذ في عين الاعتبار احتياجه للإنتماء الجماعي و فوائد و إيجابيات وجوده داخل الجماعة من النواحي النفسية و الاجتماعية و غيرها

من الأسئلة التي يطرحها الكتاب: ما هو دور الدولة تجاه مسألة التعدد الثقافي؟ هل يجب أن تنسحب الدولة و تلعب فقط دور الوسيط في تهيئة البيئة المناسبة للتعايش الجماعات الثقافية المختلفة؟ أم أنها يجب أن تلعب دوراً فعالاً و مباشراً و قوياً في تعزيز الهويات الثقافية المختلفة و إبراز دورها

و يمكن الوصول إلى أن الدولة من الممكن أن تكون وسطاً، بحيث لا تتدخل كثيراً في تعزيز جماعات ثقافية قادرة على ممارسة دورها بسلاسة باعتبارها جماعات متمكنة إلا أن بعض الجماعات الثقافية المهمشة و الأقليات قد تحتاج لقوة الدولة حتى تحافظ على بقاءها و تستطيع أن تحافظ على هويتها و تمارس دورها الوجودي

خاصةً إذا ما نظر إلى التنوع الثقافي كإرث بشري و كعامل إيجابي في استمرار البشرية، إذا ما تساءل سائل و ما الضير في أنت تختفي ثقافة أو لغة أو هوية مهمشة و ضعيفة؟ و هي نفس الفكرة التي طرحها أمين معلوف في "الهويات القاتلة"

و بالحديث عن "الهويات القاتلة" ، يتحدث الكاتب في نهاية الكتاب عن الصراع البشري القائم منذ فجر الخليقة و المنطلق في أصله من موضوع "الهوية" الشائك و المتشعب ، حيث ينزع الإنسان إلى البحث عن مثيله و التعايش معه و القتال من أجله حتى الموت متناسياً في النهاية أصله الموحد و كل مشتركاته بناء على اختلافات ثقافية أو عرقية أو دينية أو مذهبية فيما يبدو أنه صراع للبقاء بينما هو صراع حول الفناء

من الأفكار الملفتة في الكتاب هي عن كون الهوية تعيد رسم حدودها، و أنه لا تكاد محاولة للإبادة في التاريخ تكون ناجحة

مثلاً، حين تحاول جماعة ما إبادة جماعة أخرى، فإنها ما أن تفرغ من هذه الجماعة حتى تعود للنظر داخل نفسه، لتقتطع أجزاء منها تصبح جماعة أخرى كهدف للإبادة من جديد، و يكون هذا صراع غير منتهي من أجل إبادة الآخر المختلف

الحديث حول الأفكار التي طرحها الكتاب يطول
و لكن ربما يكون هذا من أبرز ما ورد فيه

كتاب غني و رائع 👌🏻
highly recommended
Profile Image for Fatima Al-Quwaie.
517 reviews105 followers
February 24, 2019
كتاب أعتبره نقاش مفتوح حول مسألة الفرد والانتماء وتمز��قه بين متطلبات الدولة ومطالب الجماعات، والتي تُعّد واحدة من الإشكاليات الأساسية في التعددية الثقافية.

المعنى المهم الذي ذهب اليه الكتاب هو اعترافه بقيمة الانتماء وحق الأفراد في الانتماء إلى الجماعة، وهذا على خلاف ما يذهب إليه كثير من أطياف الحداثيين من القوميين والتقدميين.
والذين يتعاملون مع الانتماء إلى جماعة فرعية على أنه "تمزيق لوحدة الأمة، وتقسيم للمجتمع، وتشجيع التعصّب والتخندق الطائفي، والخروج على الإجماع القومي"

طرح موضوعي ودراسة جديرة بالاهتمام.
Profile Image for Bassam Ahmed.
425 reviews77 followers
November 19, 2017
مهم هو ذاك الموضوع الذي تصدى له الدكتور نادر كاظم في آخر ما صدر عنه ، كتابه خارج الجماعة.
يأتي الكتاب على تعريف الهوية الفردية والجماعية من منطلق التعددية المتباينة في شكلها الثقافي ، الاثني، العقائدي و غيرها مما تتشكل به معالم خلفيات الأفراد والجماعات، وما هي الكفية التاريخية للتعاطي البشري مع تلك التعديدية ومراحل تطور الوعي بها خصوصا في الفترات التي شهدت انطلاقا فكريا وثقافيا تناول باسهاب مختلف الافكار في الفترة التي عرفت بعصر التنوير انتهاء بما نشهده اليوم من حراك ثقافي بهذا الاتجاه.
وقد تطرق في طرحه لآراء كبار الفلاسفة والمفكرين في مبدا التعددية والنظرة الليبرارلية بمختلف اطيافها لتلك التعددية المجتمعة وكيفية ادارتها والتعاطي معها وصولا الى نقاش هيمنة الهويات الجمعية والآليات الاختزالية التي تحول تلك الهويات من هويات وانتماءات ثقافية الى هويات عدوانية "قاتلة" متخيلة تختزل الناس في مزدوجة "الأعداء" المختلفين و"الاصدقاء" المتماثلين والذي بدوره مصوحبا بعامل المسافة من الآخر يؤدي الى عدوانية الاقصاء والابادة والتاريخ القديم والمعاصر مليء بتلك الصراعات الدموية على اثبات الهوية، أما آلية الاعتراف بالهويات داخل المجتمعات والدول وإن يمنح للجماعات المختلفة تمثيلا في نسيج الدولة الواحدة الى إنه دون قصد يعين تلك الجماعات على قمع التنوع داخلها واختزال تمثيل اطياف الجماعة في التيار الرسمي.
وكعادة الدكتور نادر كاظم في طرحه فإنه ينطلق من الحالة المحلية أي واقع مجتمعه وينبري الى تحليله وتشخيص مكامن الخلل وابراز المقاربات الفكرية التي تناولت تلك الحالات والأحداث ضمن نطاقها للاستعانة بها لتدليل على تلك المكامن وتقديم نواة لحلول يمكن البناء عليها والانطلاق منها، وفي النهاية يجب علينا تقبل حقيقة الاختلاف والسعي الى ايجاد صيغ للتعايش السلمي الايجابي وتشجيع التلاقح الثقافي المنتج في ظل اطار من الحرية والتنظيم الذي يكفل للفرد والجماعة تحقيق الذات والتعبير عنها بحرية واريحية دون خوف والحق في اختيار والانتساب الى الهوية او الهويات للافراد والتغيير بكل حرية اذا ما تطلب الامر ذلك دون قمع او خوف ، الى ان تتوصل مجتماعتنا الى تلك الصيغة سنبقى كبشر ندور في حلقة من الهويات (او مشروع الهويات) القاتلة.
 
Profile Image for Mohamed Alwedaei.
12 reviews
December 27, 2018
ملخص الكتاب في هذا الإقتباس ..

"فالعبرة ليست في أن يكون المرء فردانياً او جماعياً .. بل في أن تكون للمرء حرية الإختيار لأن يعيش إنسانيته في غناها الكثيف الذي تنطوي عليه.
وقد يجد المرء نفسه مضطراً للإنخراط في صراعات قاسية من أجل انتزاع هذه الحرية، ولا عزاء له في ذلك سوى الوعد بأن (يربح نفسه) في نهاية المطاف."
Profile Image for Zynb.
67 reviews21 followers
January 3, 2020


عن الجماعة والفرد والإتنماء الذي يتحكم بنمط حياتنا وإختياراتنا الإرادية واللاإرادية

كتاب يستعرض الكثير من النظريات التي تتيح للقارئ حرية إسقاطها على ما يشاء
Profile Image for Ammar Madan.
128 reviews18 followers
February 23, 2017
كان كتاب جادا ...كما يقال

لمناقشة التعددية ..
Profile Image for Mohamedridha Alaskari محمد رضا العسكري.
324 reviews95 followers
April 15, 2018
يراهن الدكتور ناظم كاظم بكتابه هذا على ان الانسان له القدرة على اختيار كينونته بغض النظر عن انتمائه الى جماعة ما على اساس عرقي او طائفي او مناطقي او طبقي الخ...
لكن هذا الاختيار يتطلب شجاعة وإقبال وإصرار وعزيمة لمن يريد الخروج من هذه التصنيفات الإثنية او الدينية او الجغرافية، وليس من السهل جدا الخروج من هذه التصنيفات لأن ثمن الخروج عن الجماعات قد يكون باهضا او يترتب على خسارة مادية و / او معنوية او كليهما كبيرة جدا وهذا مايجعل الجماعات قوية بتنظيم افرادها وبفرض قوانينها الخاصة بها من أجل السيطرة على افراد المجموعة من جهة ومن جهة اخرى الاستفادة من امكانيات وطاقات افرادها.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛:؛؛؛؛؛؛؛؛؛
ولو نأخذ بريطانيا و البحرين إنموذجا لتضادهما في تركيبة مجتمعهما،
بريطانيا التي تبنت للتعددية الثقافيةوعملت على تطويرها لاقت الانتقادات اللاذعة من الاوروبيين انفسهم خصوصا بعد هجمات المترو في لندن وذلك لاعطاء حقوق وحريات لمجموعات اسلامية متطرفة والتي بدورها شنت هجمات ارهابية على مدنيين عُزَّل في محطات المترو بسبب شعورهم بالانتماء للاسلام المتطرف وليس الى بريطانيا - الدولة التي احتضنتهم ورحبت بهم- وهنا تكمن خطورة تبني التعددية الثقافية.
البحرين ذلك البلد الذي يشكل المسلمون به الغالبية العظمى وبواقع ٦٣٪؜ بحرينيون عرب ، ١٩٪؜ آسيويون، ١٠٪؜ عرب آخرون، ٨٪؜ ايرانيون.
وبحسب المادة ٢٢ من الدستور البحريني (حرية الضمير مطلقة، وتكفل الدولة حرمة دور العبادة وحرية القيام بشعائر الاديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقا للعادات المرعية في البلد)، إلا ان الدستور ذاته لايعترف بدين رسمي غير الدين الاسلامي!
وهذا يعني بأن دين الدولة هو الاسلام ولا يجوز مخالفة الدين بالبحرين.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
اذن الخروج عن الجماعة والانخراط في مجتمع مفتوح بعيدا عن الهويات القاتلة هو في نهاية المطاف قرار يرجع الى الفرد ذاته، والذي ينطوي على حرية اختياره والخروج عن المألوف لدى جماعته ونزع كل الوسوم التي من شأنها اضعاف الشعور بالمواطنة والتعايش السلمي مع الآخرين.
19 reviews
September 19, 2022
لا يحمل كتاب "خارج الجماعة" للدكتور نادر كاظم روشتة للأفراد لكيفية الخروج من عنق الانتماءات، لكنه يحاول الانطلاق من الحق في الاختيار بين الانتماء وعدم الانتماء، وبين أن نذهب إلى ذواتنا لنوسع من وجودنا وبين البقاء ضمن الجماعة والطائفة وكل القوالب التي تصاغ للكائن الحي ضمن حدود وجوده الاجتماعي، ليؤسس الفرد منا لإنسانيته فضاءها الواسع بعيدا عن متطلبات الانتماء لهذه الجماعة أو تلك.
في كتاب "خارج الجماعة" ستكتشف بأن الهوية وحش، يبحث عن عدو خارجي دائما، والتعددية الثقافية ما هي إلا "اختزال للأفراد وتشييء تقافتهم”، وتقييد لقدراتهم على الخروج عن الجماعة، وأن الذين هربوا من إطار الجماعة وتقديسها دخلوا في متاهة تصنيم الفردانية وعبادتها، الأمر الذي يجعل من حرية الانتماء التي يدافع عنها الكتاب مهمة صعبة، معقدة، ولا تفترض حلا لمشكلة "المديونية" التي تتأتى من لحظة الالتزام بالولاء لجماعة ما.
وكعادته، يأخذنا الدكتور نادر كاظم إلى مراجعة مكثفة في الأدبيات المشغولة بأسئلة الهوية والتعددية الثقافية، ليضعنا بداية أمام ظاهرة التطرف الإسلامي في أوروبا وإشكالاتها، والتي كانت فاتحة للنقاش حول اعتبارها نتاجا للتعددية الثقافية، حيث وجد البعض في صور التسامح والشرعنة للتعدد لونا من "العزل الفعلي للجماعات"، لتنتقل التعددية من موقع الضحية إلى موقع الاتهام، ومن موقع التسليم إلى موقع المراجعة. التفاسر المتباينة لحوادث التطرف في مدريد ونيويورك ولندن وسواها ستفتح باب السجال بين مناصري التعددية الثقافية وخصومها، سنكون معها أمام تحليلات لا تخلو من تحيز تارة، ومن تناقضات تارة أخرى، إلى الحد الذي يذكرنا بالمركزية الغربية والخطاب الاستشراقي، فالتعددية الثقافية انتهت عند البعض إلى طعنة في خاصرة الحضارة الغربية التي أفسحت المجال لتمدد العنف الاسلامي ضمن المجتمعات الأوروبية.
مابين تعددية الأفراد وتعددية الجماعات ستتأرجح الرؤى الليبرالية لفكرة التعددية، حتى فكرة التنوير عن وحدة الطبيعة البشرية ستصبح نقيضا عند البعض لفكرة التعدد، بما تدفع له من تماثل وتجانس، على اعتبار أن الوجود البشري غير خال من الارتباطات والانتماءات المتنوعة، وهنا يعرج الكتاب لمناقشة فكرة الاعتراف، الاعتراف بالجماعات كمدخل للتعدد الثقافي، وما يستتبعه من إشكالات المساواة في الاعتراف، والتي تصبح حالة إشكالية حين تطبيقها في عالم السياسة، وترجمتها ضمن دساتير وقوانين الدول، كقضية تحديد لغة الدولة، ودين الدولة.
الإشكال الأهم في هذا السياق هو في تحول الاعتراف والمساومة بين الجماعات إلى حالة من حالات تقسيم المجتمع، والتضييق على خيارات أفراده، ما يجعل من مسألة الاعتراف ذاتها محاولة لتقديم الأفراد في "صورة خاطئة"، عبر تجذير الجماعات الثقافية وافتراض تجانسها، وتعمية كل الاختلافات القائمة في داخلها، وهو ما قد ينتهي إلى إنتاج أفراد وجماعات أخرى مهمشة ومضطهدة داخل كل جماعة، فالاعتراف بهوية وحقوق جماعة ما بحسب الكاتب قد يترجم "في صورة اعترف بصفوة الجماعة" وبذلك تتحول هذه الصفوة إلى طبقة اجتماعية ذات نفوذ وسلطة داخل الجماعة وداخل السلطة على حد سواء.
الاعتراف الذي تقدمه الدولة بالتعدد الثقافي هو مطلب، لأجل تحقيق المواطنة المتساوية، لكن هذا الحد من التدخل ينبغي برأي الكاتب أن لا يتجاوز إلى التدخل في الانتماء من عدمه بالنسبة للأفراد، أو مايسميه الحرية السلبية، على اعتبار أن الفرد متعدد في هويته، ولا ينبغي اختزاله في حدود الجماعة التي ينتمي إليها.
هل البقاء داخل الجماعة كله شر؟..قدر الكائن أن تكون له هوية اجتماعية، أن ينتمي إلى جماعة ما، وهذا يدفعه إلى التنازل عن شيء من أصالته كفرد، الحتميات البيولوجية والأخرى القدرية تقرر للإنسان جانبا من شكل وجوده، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكنه التخلي عن ارتباطاته أو تغييرها، للانتماءات الثقافية أهميتها، يذكر الكاتب، لكنه يحذر في المقابل من الانتماءات ذات الكثافة المفرطة، لأنها من تغذي النزعة العدوانية تجاه الآخرين، وعليه يصبح المخرج من مأزق الارتباط هو في التوسيع الدائم لهوية الفرد، وتذكيره بأنه لا يملك تصنيفا واحدا داخل المجتمع، من أجل أن لا يستيقظ وحش الهوية النائم بحثا عن عدو يقاتله!.
Profile Image for Rasool darweesh.
90 reviews
March 27, 2020
18.
خارج الجماعة/ البحريني نادر كاظم/ دار سؤال/ بيروت/ 2016
يناقش الدكتور نادر كاظم في هذا الكتاب محورين أساسيين وهما: خيار الاعتراف بالتنوع وخيار تحييد الدولة. ويتكون الكتابُ من ستة فصول تناقش مسألة الهوية، فهل الهوية مذنبة؟ وهل التعددية بدعةٌ ليبرالية؟ وهل البحرين دولة متعددة الثقافات؟
ومن خلال قراءتي يمكنني القول:
تُعتبرُ الفصول الثلاثة فصولًا بحثية (تجميعية) بذل فيها كاظم جهدًا كبيرا، وقد وجدتُ بين الصفحة 68-78 على سبيل المثال أقوالًا لأحد عشر مفكرًا وهم كارل بوبر، ج س ميل، تدوروف، ديفيد هيوم، إدوارد سعيد، جوان غراي، هراس كولين، أشعيا برلين، تماس جيفرسون، يوهان هيردر، ميتاي اتزيوني .. بينما كنتُ أرغب في قراءة ما يريدُ أن يقوله الكاتب، وما وجدتُ ذلك إلا في الفصل الرابع، ثم بدرجاتٍ متفاوتة في الخامس والسادس وهو ما أصابني بالإحباط...
وهنا بعضٌ مما جاء في الكتاب:
ص16: إنه ليس من حق الدولة أن تنتخب للناس ذاكرة رسمية وتفرضها عليهم بالقوة، وليس من حقها أن تلزمهم بدينٍ معين ولا رواية تاريخية محددة.
ص 17: تمثل الذاكرة الجماعية جزءًا محوريًّا من هوية كل جماعة، وعنوانًا لبقائها، فيما يمثل النسيانُ خيانة كبرى وخروجًا عن الجماعة.
ويستشهد بإدوارد سعيد حين قال: يعيش المثقفُ عادة في نزاعٍ دائمٍ مع مجتمعه، لأنه لم يتكيف مع الذاكرة الجمعية للمجتمع.
وفي ص 20 يذكر الفيلسوف الألماني نيتشه: لم يعد الفرد بحاجة ماسة للجماعة، بعدما قامت الدولة بتوفير ما كانت توفره الجماعة.
وقول نيتشه أيضًا: من المهم أن يكون لنا حق الاختيار بين الفردية والجماعية، أي أن نكون داخل الجماعة أو خارجها.
Profile Image for ناديا.
Author 1 book386 followers
December 2, 2022
قراءة ثانية بعدما طالعته سريعًا لاجل الملتقى ..
يتميز الكتاب بصغر حجمه، طارحًا افكارًا هامة عن الهوية "داخل الجماعة" وخارجها!

الهاجس الاوحد للدكتور كاظم في كل كتاباته الهوية والانتماء، إنما هو يتناولها في كل مؤلف من زوايا مختلفة

هنا يرى الدكتور نادر ان الحكم على وجود المرء في مجتمعه بناء على انتماء ديني، قومي، قبلي أو ايدولوجي انما هو اختزال صريح لنا كبشر. يقلص التعددية التي يمكن ان تنطوي عليه هوية كل فرد منا ، فمن غير المهم الانتماء لجماعة ، البقاظ داخلها او خارجها ، انما امتلاك حرية البقاء وان يكون لنا حق التغيير.

قسم الدكتور كاظم كتابه الى ستة فصول ، متدرجا بالافكار من فهم التعددية الثقافية عبر ثلاثة فصول فتساؤله المشروع دومًا حول بلده البحرين ومن ثم عن مدى االاعتراف بالتعددية الثقافية، فالوحش الناجم عن التمسك بحرية ذلك !

# الارادات قد تتشابه الا انها لاتتطابق فهي مختلفة بالضرورة وهذا الاختلاف هو الذي يجعل كل فرد يتمتع بتوليفته الخاصة من هويته المتفردة بصورة لا يمكن ان تتطابق مع هوية شخص آخر
# الانتماءات المتعددة هي حرية مهمة بشكل خاص، وهي حرية نملك من العقل والقدرة على التفكير والمنطق ما يجعلنا نعترف بها ونقدرها وندافع عنها
Profile Image for Safia AlSharji.
81 reviews16 followers
November 23, 2018
كتاب مُثري عن صراع الهُويّات والأيديولوجيات، والتعددية الثقافية سياسياً واجتماعياً. طرح الكاتب أفكار جمّة قادتني للبحث بشكل أعمق، ومن ضمنها فكرة أن للفرد الحرية الكاملة في الخروج عن الجماعة دون أن يتم اختزاله في إنتماء واحد. وكيف يُمكن للفرد أن ينتمي لجماعة مُحددة ويُمارس حُريته الفكرية وتوجهاته دون المساس بحقوقه؟ يستحق 4 نجوم برّاقة
Profile Image for Shaheed.
160 reviews20 followers
May 2, 2020
يمكن أن يشعر الفرد في المجتمع بالأمان و الاستقرار الا أن هذا الشعور لا يتحصل عليه الفرد مجانا بل عليه أن يدفع ضريبة ذلك من خلال الالتزام الصارم بواجبات الجماعة و الإلتزام بحمايتها والدفاع عنها وحتى التضحية بحياته و رفاهيته من أجلها وهذه حالة من المديونية المتبادلة الا انها قد تكون غير متكافئة و غير عادلة حيث يطلب من الفرد الوفاء بإلتزامات باهضة نضير قبوله في الجماعة و تمتعه باحترامها و اعترافها
Profile Image for كاظم الصالح.
22 reviews10 followers
April 29, 2020
- يطرح الدكتور نادر كاظم في هذا الكتاب مقاربة لفكرة الجماعة والفرد والتعددية الثقافية.

- يطرح ايضا موقفا نقديا تجاه الليبرالية الراديكالية ذات التشدد الايديولجي من منطلق ان الفردية غاية عليا.

- يؤسس الكتاب لمفهوم الاختيار الحر بعيدا عن ضغط الجماعه، وبعيدا عن مفهوم التشدد الفرداني الليبرالي من جانبه الايديولوجي
Profile Image for Yasser Almulla.
307 reviews101 followers
August 21, 2023
مجدداً، كما اعتدت منك، وكم منّا خارجٌ عن الجماعة..
Profile Image for Fahad Alhendal.
37 reviews17 followers
April 12, 2013
ومداراتها فكرية أخرى في قراءة المشهد الحزبي في البحرين
Displaying 1 - 21 of 21 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.