النيل والفرات: موضوع النساء عنوان هام، تدور حوله أبحاث كثيرة، ومقالات مفتنة، تنشر وتذاع، ولعله من المؤسف أن يعتاد الناس قراءة أو سماع هذه الموضوعات مدبجة بأفكار أجنبية، أو تنطق به ألسنة أجنبية، وإن كانت تتعرب في النطق، حتى أصبح كثير من القراء يستبعد أن تدرس هذه الموضوعات بأفكار مؤمنة، ولكن على عكس هذه المقولات جاءت على هذه الصفحات بقلم عربي، ومن تأليف علاّمة مسلم هو الإمام ابن القيم الجوزية. فمحور هذا الكتاب يدور حول الطبيعة الخَلْقية الخُلقية للنساء مدعماً بدلائل ووقائع مؤيدة من الباحثين، ومناقشات المؤلفين، بالإضافة إلى قصص وطرائف تحت إطار هذا الموضوع. وهذا الموضوع هو من الأهمية بمكان لأنه لا بد للرجال العلم بأخبار النساء، ومعرفة طبائعهن التي جبلهم الله عليها، والإلمام بكافة أمورهن، ليحدد طريقة تعامله معهن.
هو أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عُبَيْد الله بن عبد الله بن حُمَّادَى بن أحمد بن جعفر وينتهي إلى أبي بكر الصديق. عاش حياته في الطور الأخير من الدولة العباسية، حينما سيطر الأتراك السلاجقة على الدولة العباسية. وقد عرف بأبن الجوزي لشجرة جوز كانت في داره بواسط ولم تكن بالبلدة شجرة جوز سواها، وقيل: نسبة إلى فرضة الجوز وهي مرفأ نهر البصرة. حظي ابن الجوزي بشهرة واسعة، ومكانة كبيرة في الخطابة والوعظ والتصنيف، كما برز في كثير من العلوم والفنون، وبلغت مؤلفاته أوج الشهرة والذيوع في عصره، وفي العصور التالية له، ونسج على منوالها العديد من المصنفين على مر العصور.
وقد توفي أبوه وهو في الثالثة من عمره فتولت تربيته عمته، فرعته وأرسلته إلى مسجد محمد بن ناصر الحافظ ببغداد، فحفظ على يديه القرآن الكريم، وتعلم الحديث الشريف، وقد لازمه نحو ثلاثين عامًا أخذ عنه الكثير حتى قال عنه: لم أستفد من أحد استفادتي منه.
شيوخة وأساتذته تعلم ابن الجوزي على يد عدد كبير من الشيوخ، وقد ذكر لنفسه (87) شيخًا، منهم: أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر [ 467 ـ 550 هـ = 1074- 1155م ]: وهو خاله، كان حافظًا ضابطًا متقنًا ثقة، وفقيهًا ولغويًا بارعًا، وهو أول معلم له. أبو منصور موهوب بن أحمد بن الخضر الجواليقي [ 465- 540هـ = 1072م- 1145م ]: وهو اللغوي المحدث والأديب المعروف، وقد أخذ عنه اللغة والأدب . أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري المعروف بابن الطبري [ 435-531هـ =1043-1136م] وقد أخذ عنه الحديث . أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسين بن إبراهيم بن خيرون [ 454-539هـ = 1062-1144م ] وقد أخذ عنه القراءات .
منزلته ومكانته: كان ابن الجوزي علامة عصره في التاريخ والحديث والوعظ والجدل والكلام، وقد جلس للتدريس والوعظ وهو صغير، وقد أوقع الله له في القلوب القبول والهيبة، فكان يحضر مجالسه الخلفاء والوزراء والأمراء والعلماء والأعيان، وكان مع ذيوع صيته وعلو مكانته زاهدًا في الدنيا متقللا منها، وكان يختم القرآن في سبعة أيام، ولا يخرج من بيته إلا إلى المسجد أو المجلس، ويروى عنه أنه كان قليل المزاح . يقول عن نفسه: "إني رجل حُبّب إليّ العلم من زمن الطفولة فتشاغلت به، ثم لم يحبب إلي فن واحد بل فنونه كلها، ثم لا تقصر همتي في فن على بعضه، بل أروم استقصاءه، والزمان لا يتسع، والعمر ضيق، والشوق يقوى، والعجز يظهر، فيبقى بعض الحسرات".
مجالس وعظه: بدأ ابن الجوزي تجربة موهبته في الوعظ والخطابة في سن السابعة عشرة، وما لبث أن جذب انتباه الناس فأقبلوا على مجلسه لسماع مواعظه حتى بلغت شهرته في ذلك مبلغًا عظيمًا، فلم يعرف تاري.
قال احدهم : "كان الفتى يحب الفتاة يطوف حول بيتها حولاً كاملاً ، يفرح إن رأى مرآها .فإذا ظفر منها بمجلس تشاكيا وتناشدا الاشعال ، اما اليوم اذا التقيا لم يشكو حبا ولم ينشد شعرا وقام اليها كأنما اشهد على نكاحها ابو هريرة واصحابه ... !"
و إذا كانت المرأة شابة حسنة الخلق فهي : خُود. فإذا كانت جميلة الوجه حسنة المعرى فهي : بهنكة. فإذا كانت دقيقة المحاسن فهي : مملودة. فإذا كانت حسنة القدّ، ليّنة العصب فهي : خرعبة. و إذا كانت لم يركب بعض لحمها بعضا فهي : مبتلة. فإذا كانت كانت لطيفة البطن فهي خمصانة. فإذا كانت لطيفة الكشحين فهي : هضيم. فإذا كانت لطيفة الخصر مع امتداد القامة فهي : ممشوقة. فإذا كانت طويلة العنق في اعتدال و حسن فهي : عطبول. فإذا كانت عظيمة العجيزة فهي : رداح. فإذا كانت سمينة ممتلئة الذراعين و الساقين فهي خدلجة. فإذا كانت سمينة ترتج من سمنها فهي مرمادة. فإذا كانت ترتعد من الرطوبة و الغضاضة فهي برهرهة : فإذا كانت كأنّ الماء يجري في وجهها فهي : رقراقة. فإذا كانت رقيقة الجلد ناعمة البشرة فهي : بضّة. فإذا عرفت في وجهها نضرة النعيم فهي : نضِرة. فإذا كان فيها فتور عند القيام لسمنها فهي : أناة و وهنانة. فإذا كانت طيبة الريح فهي : بهنانة. فإذا كانت عظيمة الخلق مع جمال فهي عرهرة. فإذا كانت ناعمة جميلة فهي : عبقرة. فإذا كانت مثنيّة للين و تعمّد فهي : غيداء و غادة. فإذا كانت طيبة الفم فهي : رشوف. فإذا كانت طيبة ريد اليد فهي : أنوف. فإذا كانت طيبة الخلوة فهي : رصوف. فإذا كانت لعوبا ضحوكا فهي : شموع. فإذا كانت تامّة الشعر فهي : فرعاء. فإذا لم يكن لمرفقيها حجم من سمنها فهي : دَرماء. فإذا ضاق ملتقى فخذيها لكثرة لحمها فهي : لفّاء. فإذا كانت حييّة فهي : خفرة و خرّيدة. فإذا كانت منخفضة الصوت فهي : رخيمة. فإذا كانت محبّة زوجها متحببة إليه فهي : عروب. فإذا كانت نفورا من الريبة فهي : نَوار. فإذا كانت تجتنب الأقذار فهي : قذور. فإذا كانت عفيفة فهي : حصان. و إذا كانت عاملة الكفين فهي صَناع. فإذا كانت يُغشى عليها عند الجماع فهي : رَبوخ. و الممكورة : المطوية الخلق. و اللّدنة : اللينة الناعمة. و المُقصدة : التي لا يراها أحد إلا أعجبته. و الخبرنجة : الجارية الحسنة الخَلق في استواء. و المسبطرّة : الجسيمة. و العجزاء : العظيمة العجيزة. و الرُّعبوبة : الرطبة. و الرجراجة : الدقيقة الجلد. و الرتكة : الكثيرة اللحم و الطفلة الناعمة. و الرّود : المتثنية اللينة. و الأملود : الناعمة، و مثلها الخرع ـ مأخوذ من نبت الخروع و هو نبت لين ـ و البارقة : البيضاء الثغر. و الدهمثة : السهلة. و العاتق : التي لم تتزوج. و البلهاء : الكريمة، و المفضّلة عن السّرة الغرّيرة. و العيطموس : الفطنة الحسناء. و السهلبة : الخفيفة اللحم، و المجدولة الممشوقة. و السُّرعوفة : الناعمة الطويلة. و الفيصاء و العفّاء : الطويلة العنق. و التهنانة أيضا : الضحاكة المتهللة. و الغيلم : الحسناء. و الخليقُ : الحسنة الخلق، و المتحرية : الحسنة المشية في خيلاء. و الشموس : التي لا تطمع الرجل في نفسها، و الذعور. و امرأة ظمياء : إذا كانت سمراء، و يقال عبِقة أي التي يشاكلها كل الناس.
وكان للمرأة قصصٌ ساذجةٌ، ومنها حكاية ذات النّحيّن الّتي كانت حاضرةً في سوق عكاظ، وكانت تحمل معها وِعَاءَيْنِ من العسل، ومَرَّ بها رجلٌ كان فاتكًا في الجاهلية. وقيل إنّه رغب بالمرأة لكنّها أبت أن تمنحه نفسها، فقرّر أن يحتال عليها وتظاهر أنّه سيبتاع منها العسل، فأخذ أحد النّحيّن وذاقه وأعاده، فأمسكته المرأة بإحدى يدَيْها، وأعطته الآخر، فذاقه وأعاده إليها فأمسكت به. وهكذا، انشغلت يداها بالإمساك بالعسل، مصدر رزقها، فأحاط بها حتّى لم تقدر على مقاومته أو دفعه عنها، وقضى ما أراد، ثمّ هرب. ويبدو من هذا النّوع من القصص أنّه شيءٌ من الخيال، كُتِبَ من أجل تكريس الفحولة الوهمية الّتي لم تكن تقف أمامها أيّ امرأةٍ في الجاهلية، وفي الوقت ذاته، يصوّر أنّ المرأة ساذجةٌ في كلّ حالاتها.
الكتاب مسلى وهو الى حد كبير للترفيه , لالأخذ العبره والعظه ومن اكثر الابواب التى أُعجبت بها , باب ما جاء ف وفاء النساء , وخاصه خبر قتل عثمان بن عفان -رضى الله عنه- عندما وقفت زوجته نائله بنت الفراصه ع قبره , وترحمت عليه ثم عادت الى منزلها وهى تقول : انى رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب وقد خُفت ان يبلى حزن عثمان ف قلبى , وعندما خطبها معاويه بعثت إليه اسنانها وقالت له أذات عروس ترى ؟ وقالوا لم يكن ف النساء أحسن منها مضحكاً
قريته من الزهق سمعت انه دمه خفيف..من الاخر لو هيوصل رسالة واحدة موجزة هتكون "ان كيدهن عظيم" وازاى ان فى ناس ممكن تكون بتموت من الحب او اسمهم شهداء العشق يعنى وازاى ان فى حد ممكن يكون اصيل كده...ما علينا..طبعا اللغة صعبة بدرجة كبيرة ومفهمتش كل الكلام بس إلى حد كبير هو مُضحك مُبكى...فى كمية اشعار حلوة وسرد لعدد كبير من عادات العرب زمان منها الكويس ومنها الوحش
الكتاب فيه الكثير من المغالطات التي لم اقتنع أنها صحيحة , وما أكد لي ذلك ذكره للحديث " شاوروهن وخالفوهن " وهذا حديث غير صحيح بتاتاً , لكنه غير في فكرتي كثيراً عن النساء , أتمنى لو عندنا نفس الحرية لنتكلم كما يتكلم كاتب هذا الكتاب
كنت قد قرأت هذا الكتاب في فترات متقطّعة، لهذا قد يكون تقييمه عسيراً -بعض الشيء- علي، فلعلّي لا أذكر كل ما قرأته فيه. في واقع الأمر أرى الكتاب رائعاً جداً للمتطلعين لأخبار العشّاق والنساء وأغرب الحوادث التي حدثت عن الهوى والعشق والهيام عند العرب. وجاء في هذا الكتاب عدة أبواب أذكر منها على عجلٍ: باب ما جاء في وفاء النساء، وباب ما جاء في غدرِهٍ وباب ما جاء في الغيرة وأيضاً باب ما جاء في أخلاق النساء وأوصافهن. وكان مؤلف الكتاب يسوقُ عنواناً فيذكر الخبر وكانت أغلب الأخبار غريبة وعجيبة جداً تبين خطورة هذا الحب والهوى، وفي واقع الأمر لقد دُهِشت لمعرفتي بأغلب أخبار العشاق والهائمون بالنساء كيف عاشوا وكيف ماتوا وكيف آلت إليه بعض أحوالهم. الجدير بالذكر أن هذا الكتاب يُفَّّلُ أن لا يقعَ بين أيدي فتىً صغير فهو يحتوي على الكثير بل الكثير الكثير من التجاوزات في بعض الألفاظ والحوادث وقصص القتل وبعض الشتائم القذرة. كان كتاب ممتع جداً إلى حدٍ كبير ولكني أحب أن أذكر أن النسخة التي معي ليست أصلية فهي من الشاملة فقد يكون بها ثمت إختلافات وفروق. في واقع الأمر يستحق الكتاب أربعُ نجومٍ أمنحهُ إياها بلا تردد.
لا يمكن أن يُنسب هذا الكتاب إلى العلامة الإمام ابن القيم رحمه الله.. ولا حتى إلى ابن الجوزية رحمه الله، ولكن تهاون بعض دور النشر يثير العجب في النفوس حقا..
أما الكتاب نفسه فخليط من أوصاف النساء وأخبار غريبة عنهن، وما يفعله العشق في العشاق، وإن كان بعض ما في الكتاب قد لا يُصدّق لفرط غرابته، وكذلك ثمة حشو زائد لا داعي له، وترتيب الأبواب رديء، وغير متقن..