What do you think?
Rate this book


127 pages, Paperback
First published October 1, 2008
" فتاة ( الخوي خوي ) التي ولدت في القرن الثامن عشر في شرق الكيب على ضفاف نهر جاموس .. أجمل فتاة في القبيلة ..
سارتجي بارتمان أو سارة كما صاروا يدللونها .. سارة النضرة إنها تحمل كل مقاييس الجمال عند الخوي خوي ..
اختطفت سارة عام 1810 .. بيعت لطبيب بريطاني اسمه دنلوب ووضعت على ظهر سفينة تتجه إلى إنجلترا .. لم تعرف أنها لن ترى وطنها أبدا .. وأنها ستكون رمز الاستغلال العنصري وقسوة الإنسان على أخيه الإنسان ..
لقد نقلوها إلى سيرك بيكاديللي ليعرضوها هناك .. أطلقوا عليها اسم ( فينوس الهوتنتوت ) .. وكان نشطها اليومي بسيطا للغاية : كانوا يعرضونها عارية في كل مكان تقريبا .. لم يكن الخوي خوي يميلون للعري لكن الأوروبيين جعلوها تتعرى حتى تتمشي مع تصورهم للمرأة البدائية ..
كان هناك إنسان .. إنسان واحد فقط غضب لما يحدث ، والسبب هو أن لون بشرته كان يشبه لون بشرتها .. إنسان ثائر من جامايكا يدعى روبرت ويدربيرن .. الحقيقية أن ويدربيرن كان شخصية مثيرة للاهتمام .. وقد اعتقل مرارا .. من أسباب هذه الاعتقالات أن طالب بحق العبيد في أن يثوروا ويقتلوا سيدهم بلا محاكمة ! في فترة من الفترات النادرة التي لا يكون فيها في السجن ، بدأ حملة تطالب بإعادة الانسانية لهذه الفتاة ..
هكذا وجد البريطانيون أنهم مضطرون لمنع ظهور سارة في السيرك بعد الضوضاء التي أحدثها هذا الثرثار ..
بعد أربع سنوات بيعت لمتعهد وحوش مفترسة من باريس .. وانتقلت إلى باريس لتعرض على المسارح تحت سيطرة مدرب وحوش ..
ماتت سارة عام 1816 في سن الخامسة والعشرين .. لم يبك أحد على سارة ولم يلحظ أحد أنها ماتت وحيدة غريبة في بلد بارد .. لكن يمكن القول إن بقاياها لم تذهب سدى ..
هنا يدخل الدكتور ( جورج كوفييه ) إلى المسرح .. العالم الفرنسي المرموق الذي رأى سارة ذات مرة علي المسرح فوصفها قائلا : إن في حركاتها نوعا من البدائية والنزوة يذكرنا بالقردة ..
تموت سارة فيأخذ كوفييه الملهوف الجثة فينتزع منها المخ وبعض الأجزاء الحساسة ، ويحتفظ بهذه الأشياء في الفورمالين ، ثم يحتفظ بهيكلها العظمي ويصنع قالبا للجسد .. ويجري دراسات تشريح مقارن يثبت أنها أقرب إلى القرد ..
ظلت رفات سارة معروضة في متحف باريس حتى عام 1994 .. موضوعة في إناء زجاجي ملفوف بورق ابيض .. أي أنها لم تنل الراحة حتى بعد الموت ، وطالب ( منديلا ) بعودة رفاتها إلى أرضها .. فلم يستجب الفرنسيون لطلبه إلا عام 2002 ، وبعد حملة مكثفة شارك فيها أساتذة جامعة وشعراء ومخرجو سينما .. في النهاية سمح مجلس الشيوخ الفرنسي بالإفراج عنها .. هناك كثيرون قاتلوا من أجلها .. لكنها لا تعرف هذا .. و للمرة الأولى تلمس أجزاؤها ثرى الوطن منذ عام 1810 ..
كانت امراة افريقية وحيدة بلا عون ولا اقارب ولا مال في أوروبا .. ثم ماتت فلم يهتم أحد إلا بعرض بقاياها .. الجادون رأوا أنها تشبه القرد ، وغير الجادين سخروا منها ..
إنها الدليل الحي على قسوة الإنسان و تشدقه بالشعارات بينما هو يأكل لحم أخيه حيا .."
"( الخوي خوي ) لا يقلدون الرجل الأبيض .. رجال من رجال لا يعذبون النساء .. "