على سطحٍ صغيرٍ في أحد أحياء حمصَ يعيش الحميماتي نبيه وردان مع طيوره حياةً موازيةً لما يحصل حوله في المدينة، حياةً خاصّةً غرائبيّةً، ودافئةً، ونقيّةً، تختلف عن قسوة ما تعيشه حمصُ من فوضى، ودمارٍ، وأحداث تهجيرٍ إبان آذار 2011. وفي الوقت الذي يفرض فيه حظر التجوّل على المدينة بأكملها، تبقى الطيور، إلى حين، تتمتّع بحريّة الطيران في سماءٍ رحبةٍ لا تعرف قيوداً، لكنْ حتّى هذا الأمر على وشك التغيير بمجرّد أن تمتدّ يدُ "المتّشحين بالكاكي" إلى السماء كما إلى الأرض، مغلقين بذلك معبر نبيه نحو حياةٍ أُخرى. في رواية "الممر اللامألوف" يستكشف فراس المعصراني -بأسلوبٍ بسيطٍ ومباشرٍ- عالم الحميماتيّة السحريّ، بما فيه من طقوسٍ وغوايةٍ ترتبط بكلّ ما يتعلّق بالطيور وتربيتها، لكنّه يذهب أبعد من ذلك ليسترق نظرةً إلى مدينة حمص ككلّ، وروتين حياتها اليوميّ قبل أن تبتلعها لحظة التحوّل.
❞ ستعاد الكرّة. الإنسان هو هكذا، لن يتغيّر، لا يستطيع أن يتحرر من غروره كجماعة ❝
❞ سفركم في الأرض الواسعة مرّغكم بأوساخ التسلّط والخراب، وزمرة منكم ذهبت عميقاً أكثر في الأرض ووسختها وأمسكت زمام الأمور، وصارت تهدف فقط لخلق الخراب المنشود، الذي يبتلعكم رويداً رويداً، ويطحنكم بأضراسه مراراً، مخلفاً لكم أوجاعاً لا تزول ❝
❞ حتى الحقيقة وراء وجودكم هنا قد أضعتموها. لم تتركوا لأنفسكم إلا اللهاث وراء المعايير التي سككتموها مسامير على أكفِّكم، وأصبحتم مصلوبين على جدران المكانة وأوراق المال التي تتداولونها بشكلٍ هستيري ❝
❞ بقينا نحن الوديعون، لا نعرف كيف ندافع عن أنفسنا؛ لأننا نؤمن أن الإنسان في هذا الزمن بعدما خرج من الغابة، وبنى حضارة في أمد طويل، لا يجب أن يتمرّن على الذبح والسلخ لينجو ❝
❞ ولكن منذ متى كان النّاس أخوة؟ التاريخ لا يخبرنا سوى العكس ❝