Jump to ratings and reviews
Rate this book

الاحتضار

Rate this book
فى هذه الرواية يطرح راسبوتين نموذجه المحبب إليه وهو العجوز آنا , فهى امرأة عجوز تحتضر ، ومرضها هو الشيخوخة ، تقيس الزمن بعمر الأولاد وعددهم ، يعذبها الانتظار وليس الاحتضار أو الموت ، انتظار الأبناء الذين حضروا جميعا ما عدا تاتيا أو تاتشورا ، ويطرح أيضا نموذج العجوز ميرونيخا التى ملت الانتظار ، ولم يعد فى حياتها سوى بقرتها , لأن الأولاد فى سن معينة لا يسألون عن الأمهات والآباء إلا إذا ساءت أحوالهم : أحوال الأبناء.

367 pages, Paperback

First published January 1, 1975

7 people are currently reading
187 people want to read

About the author

Valentin Rasputin

98 books52 followers
See also: Валентин Распутин
Valentin Grigoriyevich Rasputin (Russian: Валентин Григорьевич Распутин; born March 15, 1937 in village of Ust-Uda in Irkutsk Oblast, Russian Federation) was a Russian writer. He was born and lived much of his life in the Irkutsk Oblast in Eastern Siberia. Rasputin's works depict rootless urban characters and the fight for survival of centuries-old traditional rural ways of life. Rasputin covers complex questions of ethics and spiritual revival.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
20 (16%)
4 stars
40 (32%)
3 stars
40 (32%)
2 stars
16 (13%)
1 star
7 (5%)
Displaying 1 - 26 of 26 reviews
Profile Image for Tharwat.
185 reviews88 followers
July 9, 2014
منذ شهر مضى، قال لي صديقي: هذه رواية جيدة، أنصحك أن تقرأها، لم أخرجها من كيسها لأضعها على منضدتي كما هي العادة في الروايات التي أعدها للقراءة فيما تبقى لي من أوقات فراغ.
جاء لي صديقي قبل رمضان مباشرة في زيارة، أعدت عرضي للكتب عليه مرة أخرى، نحن نستمتع بمنظر الكتب المشتراة، أن يكون لك صديق يشاركك نفس الاهتمامات أمر جميل، مبهج للغاية، الفردوس على الأرض، أذكر أني ذهبت مرة لخطبة فتاة، وبعد عناء سألتها على استحياء: هل تقرأين؟
لم تفهم الأخت السؤال؛ فأعدت عليها السؤال بصيغة أخرى أكثر سذاجة تلك المرة: هل لديك هواية القراءة؟
لا يهمكم معرفة الإجابة الآن، لكن حلمي دومًا أن أجد شريكًا أعرض عليه كتبي، وأقترح عليه هذا الكتاب أو تلك الرواية، ثم أنظر للمعان عينيه بعد قراءته ما اقترحته عليه، وكأن السرور صار مضاعفًا بمشاركة البهجة مع آخر.. نعم؛ الفردوس على الأرض.

قال لي صديقي مرة أخرى بنفس الاهتمام: هذه رواية جيدة، أنصحك بقرائتها.
قلت له: دعها على السرير، سأقرأها.
قال لي: ألم تقرأها من المرة السابقة، لقد أنهيتها في جلستين فقط.
قلت له: لا تقلق، ما دامت طيبة هكذا سأقرأها هذا الأسبوع.

صديقي عانى من وفاة جدته منذ فترة قريبة، أحداث الرواية مشابهة لأحداث جداتنا في الريف المصري، الريف الروسي عامة تشعر كأنه جزء من صعيد مصر أو دلتاها في روايات ديستوفسكي وتولستوي، كأن صديقي استرجع ذكرياته مع جدته من خلال الأحداث الرتيبة لهذه الرواية.. ألم الانتظار، صباحٌ يمضي، صباحٌ يجئ، تزوج الأولاد وبقيت الجدة بعد وفاة زوجها مع أحد أبنائها الذي لم يسعفه الحظ لمغادرة القرية، تخدم الكنة حماتها والبيت، كأني أسترجع زوجة خالي في الصعيد وأنا أقرأ عن ناديا، أسترجع جدتي نسيمة وأنا أقرأ عن بطلة الرواية الجدة، كأني أرى مصطفى أو بوسي أو رحاب أو محمد في شخصية نينكا، تلك الذكريات المشبعة بماء الغرابة والحزن الخفي.

الجدة في دور الاحتضار في الرواية، بعث ابنها الأكبر برسائل لأولادها وبناتها الذين تزوجوا ورحلوا بعيدًا عنها لكي يلقوا عليها النظرة الأخيرة قبل الموت.. ويساندوها في رحلة الموت، المهلة الأخيرة لطلب الغفران والمساندة قبل الرحيل.

صباحٌ يمضي، صباحٌ يجئ..

لكن الجدة لم تمت بعد، امتدت مهلتها الأخيرة، بل وانتابتها لحظات نشاط ما قبل الموت، هل تعلمون شعلة مصباح الجاز قبل أن تنطفئ، تومض فجأة بأعلى ما لديها من ضوء ثم تذهب في غيهب الظلمات، هكذا انتابت الجدة وهج ما قبل الموت، حتى سأم الأبناء من هذه الخدعة الخبيثة، أنها ليست في طور الاحتضار، لمَ جاءوا إذن من تلك البلاد البعيدة وتركوا أعمالهم وأبناءهم إذا لم تمت؟

ليرحلون إذن، ولكن الجدة - الأم تتوسل إليهم قائلة: انتظروا انتظروا سوف أموت.

لشدَّ ما انتباني الغم وأنا أقرأ هذا المشهد.

سأموت.. سأموت.

ذهبوا.. وماتت الجدة مساء يوم رحيلهم.

شيء محزن، تقييمي عاطفي بعض الشيء، لكني استمتعت بالرواية وقرأتها وأنهيتها، ثم عدت ثانية لعزلتي النفسية.

سأموت سأموت.. لا تقلقوا.
Profile Image for Ingy.
205 reviews545 followers
June 16, 2011
الأم العجوز الثمانينية تشعر بدنو أجلها، فيطلب ابنها، الذي تعيش معه، من أخوه وإخوته البنات الثلاث الحضور لدفنها.. لكن توقعاتهم تخيب حين تتحسن الأم عقب حضورهم..

النهاية جاءت مباغتة.. ولن اعتبر هذا حرقاً للرواية، إذ أنه من المعرف منذ البداية أن الأم تموت.. والرواية كلها توقع لموتها في أي لحظة.. لكن حدوث الأمر فعلا في النهاية، ووصفه في جملة تقريرية قصيرة جدا، جاء مفاجئاً لي بشكل ما.. ربما لأن القارئ يتعود على الترقب، فيفاجأ بالنهاية.. وهو ما يترك ذلك الإحساس بالفراغ: بعد أن تم ما توقعناه.. ماذا بعد؟

المهلة الأخيرة هي تلك الأيام القليلة التي تشعر العجوز أنه الله مد في عمرها بها كي تكمل عملاً غير منتهيا، لكنها لا تعرف بعد ما هو.. وتتباين الأفكار من وقت لآخر حتى تصل إلى النهاية حين تعرف ما الذي كان يستبقيها..
الطريف هو إحساس العجوز بأن موعد موتها قد حل أخيرا وأن تلك الأيام الأخيرة ليست من حقها، انها "مسروقة" بشكل ما.

وصف العلاقات والتفاعلات بين الام وأبنائها من ناحية، وبين الأبناء وبعضهم البعض من ناحية أخرى كان جميلا.. ووصف الأم لتاريخها البسيط كامرأة من الريف لم تغادر قط مكان نشأتها أيضاً كان لطيفا، محببا..
ولابد هنا أن اقول ان قراءتي للرواية ضاعفت من تقديري لأمي أنا شخصيا.. فذكرى طفولة الأبناء والمعاناة التي مرت بها الأم خلال نشأتهم ترك نوع من الشجن في النفس، وإحساس الام بتلك القسوة من الأبناء مقابل حنانها عليهم (وإن كنا لا نكتشف تلك القسوة إلا في وقت متأخر، فللوهلة الأولى تبدو الامور سليمة) يثير الحزن بحق.


للأسف لا استطيع الخوض أكثر في الشخصيات وآليات التفاعل بينها، فهذا هو الحرق الحقيقي للرواية.. :)

الترجمة لا بأس بها بالطبع، لكن هو ذات أسلوب ترجمة سائر الأعمال الروسية التي قرأتها من قبل، ولو لمترجمين مختلفين.. للغة الروسية طبيعة خاصة، فلا أعرف إن كانت اللغة تفرض طريقة معينة في الترجمة، أم ماذا..

الخلاصة أن الرواية لطيفة، وهي أول ما قرأت لراسبوتين، لكنها حتما لن تكون الأخيرة.
Profile Image for أشرف الصباغ.
Author 27 books54 followers
Want to read
May 30, 2012
أشرف الصباغ

أنا واثق من أن الطفولة تصنع من الإنسان كاتباً وكذلك القدرة في سن مبكرة علي رؤية وملاحظة كل ما يعطيه الحق في الإمساك بالقلم بعد ذلك إن التعليم والكتب والخبرة الحياتية تربي هذه الموهبة وتصقلها في المستقبل ولكنها ويجب أن تولد في الطفولة .

كتب فالنتين راسبوتين ذلك عام 1974 علي صفحات جريدة الشباب السوفيتي بإقليم إرفوتسك .. وهو هنا لا يقصد إطلاقا الانطباعات الطفولية فقط وإنما أيضاً تلك الثقافة والخبرة والمخزون الحياتي التي بدأ الإنسان في تلقيها وفرزها وهضمها منذ وعيه علي الحياة .

هذه الجملة تحديداً يمكن أن نلمحها في قصته القصيرة ماما ذهبت إلي مكان ما التي كتبها عام 1965 فالطفل الصغير الذي استيقظ من نومه ولم يجد أمه – وأمه – بالذات – بجواره في البيت يبدأ في مراقبة العالم ورصده واكتشافه ولكنه لا يتوقف عند ذلك .. بل يمعني في تعميق الرؤية حين ينفصل عن هذا العالم يكسر الحواجز والأطر – بالمفهوم الدرامي المسرحي – ويأخذ في إلقاء نظرة كونية شاملة علي الموقف من بعيد أي من جهة أخري ، ثم يعود بعد لعبته الطفولية البسيطة ليدخل ثانية إلي حياته – إلي عالمه الطفولي البسيط بعد أن أدرك علي مستوي الخبرة بعض الأشياء والأحاسيس المهمة مثل الخوف والوحدة وهي الأمور التي لا يدركها فقط الصغار وإنما الكبار أيضاً ولكن هناك فرقاً كبيراً في هذا الإدراك بين الكبار والصغار ، حيث تأتي عملية الإدراك هنا ليس عن طريق السن والقدرة علي الحركة والحرية في اختيار التجربة وإنما عن طريق التماس المباشر مع عملية الإدراك نفسها والتقاطع معها .

البــدايات :


في نهاية الستينيات بدأت الملامح العامة لكتابات راسبوتين تظهر بوضوح وأصبح أحد أهم الكتاب الذين يكتبون عن القرية الروسية في ذلك الوقت – في نهاية الستينيات – ذاعت شهرة فالنتين راسبوتين في أنحاء الاتحاد السوفيتي بعد روايته الأولي ” نقود لماريا ” 1967 وبعد ذلك خرجت إلي النور روايته الثانية المهلة الأخيرة 1970 ثم رواية عش وتذكر 1974 .

وفي عام 1976 كتب روايته وداعاً ماتيورا ذلك العمل وضعه علي درجة واحدة مع العديد من الأدباء الروس الذين كرسوا حياتهم وعالمهم الإبداعي للقرية الروسية مهضومة الحقوق في كل العصور والأزمان بهذه الرواية تحديداً وضع راسبوتين اللمسات الأخيرة علي طريق شهرته ليصبح أحد أهم الذين يواصلون التقاليد الأدبية للواقعية النقدية في روسيا ، وبذلك نال جائزة الدولة عام 1977 .

جائزة الدولة للمرة الثانية :

إن شهرة راسبوتين لم تتأت فقط من إبداعاته الأدبية ، ولكن إلي جانب كل ذلك أكدتها مؤلفاته الأخري ، ومقالاته وكتبه التي وضعته علي طريق أجداده المشاكسين الذين كانوا يحشرون أنوفهم في كل شئ مما كان يغضب قياصرتهم ورؤساءهم علي الدوام ، ففي عام 1969 ظهر كتابه مصيري سيبيريا ثم ذكريات عن نهر 1971 وفي عام 1972 ظهر كتاب إلي أسفل وإلي أعلي مع التيار ، وربما يكون عنوان كتابه مصيري سيبيريا هو الذي يمكنه أن يوضح واحدة من أهم الركائز التي يستند إليها الأدباء الروس في إبداعاتهم وفي حياتهم الشخصية إن راسبوتين في هذا الكتاب يتناول سيبيريا من ناحية أيكولوجية ، وليس من سمعتها المنتشرة كمنفي ومع ذلك فتسمية الكتاب بهذا الشكل تدفع إلي التداعي بصورة أو بأخري ، إن سيبيريا تشكل إحدي أهم المعضلات وأخطرها في حياة روسيا منذ ما قبل بطرس الأول وكاترينا الثانية ، وذلك من حيث موقعها وأهميتها وثرواتها التي لم يتم الكشف عنها حتي النهاي ، وهي من ناحية أخري تشكل في وعي الإنسان الروسي مظهراً من مظاهر النفي الذي يمتلك في مخيلة الإنسان العادي والكاتب – علي حد سواء – أبعاداً مأساوية يمكنها ببساطة أن تحيلنا إلي العديد من التداعيات الخاصة بمصائر الكتاب الروس .

إننا نعرف مصائر مأساوية لكتاب كثيرين في العالم ولكن عندما يدور الحديث عن مصير الكاتب الروسي نجد المأساوية صفة عامة أو ركيزة أساسي تجعل هذا الكاتب موصوماً بها حتي النهاية ، وإذا كانت علاقة الكاتب بالسلطة تشكل معادلة صعبة ومعقدة منذ بداية الكون ، فهي في روسيا وبالنسبة للكتاب الروس تشكل حجر الزاوية فهناك من ارتبط أو تماس مع السلطة وتقاطع معها في الطريق ثم أنقلب عليها بصورة كانت ، وما زالت تحير القائمين علي هذه السلطة وهناك من لم يكن له علاقة مباشرة معها ولكنه مع ذلك كان يتحرش بها ، ليس من أجل الشهرة أو الحصول علي مكاسب أو تفويضات ولكنه المصير المأساوي العبثي ، الذي تذكرنابه التراجيديات اليونانية القديمة .

لم يفلت أحد من الكتاب الروس من هذا المصير بداية من بوشكين وحتي راسبوتين وغيره في عصرنا هذا ولكن فالنتين جريجوريفتش يتميز في وقتنا الراهن بمجمل هذه الصفات ، أو علي نحو أدق بهذا المصير ، فهو كاتب غزير الإنتاج وإنسان ذو طبيعة نشطة يمتلك طاقة داخلية جبارة متدفقة تدفعه دوماً إلي الحركة والخوض في كل ما يهم الإنسان بوجه عام وعلي الأخص ما يهم روسيا والإنسان الروسي وما يرتبط بتأريخهما وهمومهما وقضاياهما ، الأمر الذي دفعه منذ عدة سنوات إلي تأجيل العمل الأدبي والخوض في السياسة بل واتخاذ مواقف حادة ضد السلطة الحالية في روسيا . وهنا لا يمكننا أن ننسي أو نتجاهل أنه كان أيضاً ضد السلطة بدرجة ما في المرحلة السوفيتية وهو علي المستوي الفكري – النظري وربما الواقعي أيضاً – ضد المرحلة القيصرية .

أما الجانب الآخر في طبيعة فالنتين راسبوتين فيظهرفي الهدوء والدماثة اللذين كان يتميز بهما أنطون تشيخوف رغم السخرية المرة والحزينة التي لا تتعارض أبداً مع هاتين الصفتين بما تمتلكان من عمق واتساع ، حتي إنهم يشبهونه في روسيا بمسيح يعيش منفياً في صحراء .

وإذا كان الترحال والسفر والتحرك الدائب والمستمر من صفات الكاتب عموماً سواء كان شاعراً أو روائياً أو فيلسوفاً أو مفكراً فتلك الصفات علي وجه الخصوص تمثل للكاتب الروسي الطريق الأول والأوسع في الحياة من أجل عملية الاكتشاف والتتبع والرصد فبداية من بوشكين وجريبويدوف وتورجينيف وجونتشاروف وديستويفسكي وشيدرين وجوجول وليرمنتوف حتي يسنن ومايكوفسكي وآخرين ، كان السفر والترحال – وأحياناً الهجرة أو المنفي أو الإقامة خارج روسيا – طريقاً للاكتشاف ، وقد استطاع أنطون تشيخوف – علي سبيل المثال أن يضيف بعداً أكثر أهمية في هذا الطريق عندما ركب الكارتة وذهب مجازفاً بحياته إلي جزر سخالين ثم كتب كتابه الرائع الذي أغضب القيصر كثيراً .

هنا يأتي دور فالنتين راسبوتين علي هذا الطريق بالذات فنجده موجوداً في كل أنحاء روسيا في وقت واحد تقريباً ،وخصوصاً في تلك المناطق التي تعاني من المشكلات بكل أنواعها بداية من المصاعب الاقتصادية حتي كوارث الانهيارات والحرائق ،وهو يفعل ذلك ليس فقط من قبيل الواجب والمبدأ أو التحيز للفقراء والمهمشين ولكنه يقوم بذلك وقبل كل شئ لأنه الطريق – المصير – الحقيقي للكاتب الروسي الذي يمثل له قدراً لا مفر منه ، والذي سار عليه أعظم الكتاب الروس في القرون الماضية ولا يزال بعضهم يحافظ – ربما بدون قصدأو حتي بقصد – علي هذا النمط ، وذلك تحديداً ما يجعل راسبوتين أحد أهم الأصوات العالية إذا ما دار الحديث عن روسيا ، والطبيعة الروسية والإنسان الروسي ووحدة روسيا .

إضافة إلي كل ذلك ففي جميع أعماله الإبداعية وحتي في كتبه يوجد عالم روحي خاص حيث تتشكل نماذج أبطاله أساساً بكينونة محددة ، الأمر الذي يجعل فيها الحكم الأول والأخير لضمير الإنسان وعموماً فهذه الخصوصية بالذات موجودة بوضوح في أعماله و المهلة الأخيرة وعش وتذكر والتي تممها بروايته الانتقادية الحادة الحريق عام 1985 ونال بها جائزة الدولة للمرة الثانية .

السلطة ومواقف راسبوتين السياسية :

لدي فالنتين راسبوتين مجموعة من الآراء والمواقف السياسية التي تبدو في ظاهرها متناقضة إذا ما نظرنا إليها نظرة عابرة ولكنها في مجملها تشكل جزءاً مهما في العالم الإدراكي للكاتب وتتكامل مع منظومته الفكرية المعقدة والتي كما قلنا في السابق إنها الركيزة الأساسية والمصير الذي يلاحق الكاتب الروسي منذ القدم ، خاصة وأن راسبوتين لم يتماس أو يتقاطع بصورة عايرة مع السلطة وإنما توغل فيها ومارس السياسة وأتخذ مواقف حادة للغاية وعلي الرغم من كل ذلك فهو يؤكد دائماً علي أنه ليس شخصية سياسية السياسة أمر قذر الإنسان المستقيم – الشريف – لا يجد فيها ما يفعله وهذا لا يعني أنه لا يوجدفيه أناس شرفاء ولكن كقاعدة فهم مقضي عليهم بذلك .

أما الذين يصنفونه بأنه معاد للمرحل الشيوعية في حياة روسيا فيتوقفون كثيراً أمام قوله : ” لقد أعادت روسيا هضم الشيوعية ، ومن ثم وظفتها لخدمة دولتها ” .

في بداية سياسة اليريسترويكا قام ألكسندر نيكولايفيتش ياكوفليف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي بدعوة راسبوتين إلي مكتبه وكان كل منهما يدرك جيداً مدي العداء المتبادل ولكن المقابل تمت بهدوء لأنها كانت بتوجيهات من ميخائيل جورباتشوف الذي كان في حاجة ماسة وقتها إلي تأييد مساندة الجميع وبخاصة الكتاب ، وراسبوتين علي وجه الخصوص استمر اللقاء ما يقرب من ساعة كاملة ظل خلالها راسبوتين معتصماً بالصمت التام ، وكذلك فعل ياكوفليف ، وفي النهاية قال المنظر الأول للحزب : أعتقد أنكم لن تنتقدونا كثيراً ويبدو أن العبارة كانت تتضمن الكثير من التحذيرات إلا أن راسبوتين ظل صامتاً ومع ذلك لم ينقذه هذا الصمت من انتقاد أنصاره وجمهور قرائه وهجومهم عليه ، وفي نهاية عمر البيريسترويكا ردد راسبوتين في سخرية ومرارة : إنني أتذكر بكثير من الخجل أحاديثي مع جورباتشوف .

في عام 1986 تم انتخاب راسبوتين سكرتيراً لمجلس إدارة اتحاد كتاب الاتحاد السوفيتي وسكرتيراً لمجلس إدارة اتحاد كتاب روسيا السوفيتية ( وما يزال حتي وقتنا هذا سكرتيراً لمجلس إدارة كتاب روسيا الاتحادية ) .

وفي عام 1989 أصبح نائباً للشعب بترشيح من اتحاد كتاب الاتحاد السوفيتي وصار عضواً بلجنة المجلس الأعلي للإيكولوجيا وترشيد استخدام الموارد الطبيعية بالاتحاد السوفيتي ، وبعد انتخاب ميخائيل جورباتشوف رئيساً للاتحاد السوفيتي في المؤتمر الثالث لنواب الشعب قام بتوجيه الأوامر إلي راسبوتين بالانضمام إلي المجلس الرئاسي للاتحاد السوفيتي وظل فالنتين جريجويفتيش عضواً بهذا المجلس حتي تم حله في نوفمبر عام 1990 بعد إنشاء مجلس الأمن القومي .

أما علاقته بالسلطة الجديدة في روسيا فهي متنوعة ومتعددة الأوجه أيضاً في البداية قال راسبوتين عن بوريس يلتسين : ” لقد استدعي هذا – أي يلتسين- إلي الحياة تلك القوي المدمرة التي ساعدته في الوصول إلي السلطة ، وهي نفسها التي تعمل الآن ضده ليساعد الله الرئيس في التغلب عليها ، ولكنه يعود ليردد في موقف آخر : ” لن نتعجب إذا ما صحونا غداً واكتشفنا أن رئيس روسيا قد أصبح – بحجة الجمع بين وظيفتين – رئيساً لشركة ما عابرة للقارات .

وبالتالي ، ففي عام 1992 تم انتخابه بالاجتماع الدوري للمجلس القومي الروسي رئيساً إلي جانب كل من ألكسندر ستير ليجوف وفالنتين فيودروف وفي المؤتمر الأول لهذا لمجلس انتخب رئيساً إلي جانب كل من ستيرليجوف وجينادي زيوجانوف وفي أكتوبر عا 1992 أصبح عضواً باللجنة التنظيمية لجبهة الإنقاذ الوطني وهو حالياً يعد أحد قادة المعارضة الروحية في روسيا .

أما الخطوة الأخيرة التي قام بها رئيس روسيا ولا يخفي علي أحد مغزاها برغم أنه لا أحد يعرف ماذا يمكن أن يترتب عليها فيما بعد ، فهي قيام يلتسين بإرسال برقية بتاريخ 14 من مارس عام 1997 لتهنئ راسبوتين بعيد ميلاده الستين جاء فيها : أنتم أكبر كاتب روسي ، واسمكم مكتوب بحق في تاريخ الأدب الروسي والعالمي وقد أصبحت أعمالكم الأولي حدثاً في الحياة الثقافية والاجتماعية للدولة ، لقد تحدثتم بشجاع وبصوت ينذر بالخطر عن أصعب قضايا حياتنا والقراءيجدون في أبطالكم أفضل ملامح وصفات الطابع القومي الروسي – قوة الروح والكبرياء والضمير ، وأنا أعرفكم إنساناً حاراً محباً لروسيا وبصرف النظر عن اختلاف وجهات نظرنا فإنا أنظر باحترام بالغ إلي أعمالكم الإبداعية وإليكم شخصياً .

هكذا يجد القارئ والمتابع لحياة الكاتب الروسي المعاصر فالنتين جريجوريفتش راسبوتين مجموعة مهمة من المحاور التي تتشكل منها شخصيته ومنظومته الفكرية ومن الصعب تماماً إصدار رأي قاطع أو حكم نهائي علي الكاتب في ظل صور عديدة من التناقضات التي تحيط به من ناحي ومن ناحية أخري يشارك فيها شاء أم لم يشأ بصورة ربما تبدو له متسقة تماماً مع اقتناعاته الشخصية بينما يري الآخرون في ذلك مسوغات تتخذ ذريعة للهجوم علي الكاتب أو نفي إبداعاته .

أما إذا اقتربنا من فالنتين راسبوتين كروائي مبدع فسوف نكتشف جوانب أخري ربما تكون مكملة للصورة حيث أنه من الخطأ الشديد الذي يقترب من حد التضليل والتعمية أن نقوم بتجزئ الكاتب أو بالتعامل مع عناصر تكوينه بمعزل بعضها عن بعض من يا تري يمكننا وضعه إلي جانب فالنتين راسبوتين ؟ فاسيلي بيلوف ؟ يوري كازاكوف ؟فيكتور أستافيف ؟ سولجينيتسين ؟ بوندارييف ؟ مكانين؟ بيتوف ؟ .. كلهم كتاب روس في غاية الاهمية إلا أن راسبوتين يختلف عنهم جميعاً في أمور عديدة علي المستوي الشخصي والإبداعي علي حد سواء .

فلسفة الأسماء عند راسبوتين :

يسود اعتقاد يبدو غريباً للوهلة الأولي بأنه لدي أي فنان لابد أن يوجد بالضرورة عمل قد قيل فيه أكثر ما يمكن ، أما الأعمال الأخري لهذا الفنان فتعتبر مدخلاً أساسياً ، أو في أفضل الاحوال مقدمة لهذا العمل حتي وإن جاءت بعده هناك أيضاًُ فرضية أخري ربما تبدو أكثر غرابة وتقضي بأنه لدي الفنان الحقيقي نقابل علي الدوام تلك المسميات التي تحدد بالضبط في عدة كلمات – المغزي الأساسي والمعني الكلي لعمله الإبداعي بالنسبة لفالنتين راسبوتين يبدو كل ذلك طبيعياً وليس غريباً علي مجمل إنتاجه الأدبي ولو تساءلنا في أي عمل يمكن أن نري راسبوتين قد قال أكثر ما يمكن فسوف تقفز الإجابة تلقائياً من بين طيات عالمه لتعلن عن روايته عش وتذكر وإذا تساءلنا : أي تسمية من التسميات استطاعت أن تحدد المعني الأساسي لإبداعاته فسوف يتعين علينا التكرار : ” عش وتذكر ” كلمتان فقط تعبران عن مجمل العالم الإداركي للكاتب.

إن راسبوتين في مسميات أعماله الإبداعية يبدو انتفائياً ودقيقاً لأبعد الحدود وفي كل تسمية يمكننا أن نلمس شيئاً ما روحياً ، مقدساً ، ثقافياً ، دينياً تراثياً ، والمدهش أن كلا من هذه الأشياء يمكن أن نضع وراءه كلمة ، روسي لنكشف لي الفور أن العالم الروحي ، المقدس ، الثقافي ، الديني ، التراثي ، هو روسي في الأصل عند فالنتين راسبوتين وذلك يعني أن العالم المدرك لدي الكاتب يقف علي قاعدة الأدب الروسي الصلبة التي استطاعت أن تشكل تربة شديدة الخصوصية في إطار الأدب العالمي وبرغم كل ذلك وبرغم ما تبدو عليه روايته عش وتذكر من مخالفتها النسبي للتفسير السابق فإنها – مع ذلك – ترن في الأذن كتعوذية أو ربما كتحذير ديني مثل تحذيرات الإنجيل ووصاياه :وتذكر خالقك في شبابك حتي لا تأتي الأيام الصعب ،وحتي لا تأتي السنوات التي ستقول فيها : ” ليست لي فيها
لذة ! “إنها تسمية تبدو في نهاية الأمر كرنين الاجراس ، وقرع نواقيس الخطر .

ذاكرة الماضي والمستقبل :

عش وتذكر والذاكرة عند راسبوتين ليست فقط في أو عن الماضي إنها جزء من الحاضر والتذكر كعملية غير محدد ولا يسير في خط مستقيم ومباشر إنه عملية متفردة تخفي الكثير من التفاصيل والذرات الدقيقة غير المرئة تقلص أشياء تبدو وكأنها لم تحدث ، وتضخم أشياء أخري تبدو وكأنها قد حدثت لت��ها أو ربما ستحدث الآن ، أو بعد قليل ولكي نتجنب أهوال الذاكرة الانتفائية فلابد وأن نعتصم بشئ ما دائم ومتطور وفعال بشئ روحي في عمومه يبعدنا عن العصبية واستخلاف الآلهة في الأرض ويقربنا من الإنسان لنكتشف عظمته وعبقريته حتي في أحلك الظروف أناه الثقافة بمعانها الواسع والعميق الثقافة – ذلك المصدر الدائم لعملية التطور والإنماء علي المستويين المادي والروحي ، الثقافة – كذاكرة إنسانية جماعية للأجيال الماضية والحاضرة والقادمة من هنا يتضح أننا بعد الموت لا نفني ، ولكن فقط نجد أن ذاكرتنا التي كانت من قبل داخلنا في الـ ” أنا ” قد استدارت ، أي عادت إلي الخارج لتتقاطع مع الذاكرات الاخري الخارجية ، ولنكتشف أن الثقاف هي أحد وجوه الديمومة وخصوصاً الديمومة البشرية وهي ذاكرة حية للأموات – فقط – عضوياً ، وما نحن إلا كائنات تعيش في عمق ذاكر الأجيال الماضية وكلما نسينا ثقافتنا نسيتن�� هي الأخري ( ونسينا أجدادنا ) علي الرغم من استحالة ذلك بالنسبة لهم ولنا في آن واحد وهذا هو المعني الفعلي للثقافة ولو علي الأقل من وجهة نظر فلنتين راسبوتين في أعماله الروائية علي وجه الخصوص .

ليس مصادفة أن تأتي معظم – إن لم تكن كل – مؤلفات فالنتين راسبوتين بنهايات مفتوحة مثل بداياتها أيضاً فهو يبدأ وكأن هناك شيئاً ما قديماً قد حدث أو ما زال يحدث أو أن صداه لا يزال يظن في الذاكرة بعد ذلك ينتهي العمل علي الورق ولكن دائماً يظل هناك شئ ما سوف يحدث فلا أحد في رواية عش وتذكر يدري مصير أندريه جوسكوف النهاية مفتوحة تماماً بل ويمكن لأي كاتب آخر أن يكتب رواية كاملة عن مصير هذا الإنسان ، وفي المهلة الأخيرة نظل نفكر ونتألم من من أولاد العجوز (أنا) سيحضر دفنتها : إن راسبوتين يترك الأمر لكل منا علي حد ليواجه نفسه بذلك السؤال .

وفي معظم مؤلفاته نجد ما يسمي بالصلاة الأخيرة أو صلاة الوداع صلاة الوداع لـ ” ناستيا ” في رواية عش وتذكر وللعجوز في المهلة الأخيرة وللعجوز أيضاً في قصته القصيرة الرائعة العجوز وفي قصته لا أستطيع إن صلاة الوداع تلك تشكل لدي راسبوتين صلا مسيحية حقيقية ، وفي ذات الوقت تصوغ – تخلق – أعمق خلايا الذاكرة لأننا إذا تذكرنا الماضي والمفقود والضائع فلربما نستطيع أن نفكر في المستقبل أو علي الأقل في الحاضر ، إن الذاكرة وعملية التذكر مرتبطتان بالفعل وبالحركة الدائبة الدءوبة من أجل فتح ثغرة في الواقع الأصم المهيمن وبمعني أدق ، فالذاكرة لدي راسبوتين لا تقتصر علي عملها الوظيفي – الفيسيولوجي ، وإنما تتجاوه إلي فعل البحث والتقصي والرصد بل وأحياناً إلي البحث في نفسها ، أي البحث في المنهج ، هي العدسة التي نري بها الأشياء وليس فقط البحث في الأشياء ذاتها ، ومن هنا يشغل موضوع الحياة والموت عند راسبوتين أهمية كبيرة لدرجة أنه يكاد يصير موضوعاً قائماً بذاته فلديه دائماً شئ ما يخرج ، أو أحد ما يذهب يحل عن العالم والحياة هناك الكثير الذي يذهب يرحل عن العالم والحياة هناك الكثير الذي يذهب لكي يتذكره الإنسان والكثير الذي يبقي – أيضاً – لكي يفكر فيه الإنسان .

الطبيعة الحية وديمومة الذاكرة :

الطبيعة لدي راسبوتين تلعب دوراً أساسياً في تشكيل وصياغة الذاكرة ليست الطبيعة الجميلة والهواء العليل والثلج الأبيض الجميل من حيث الرؤية الخارجية – السطحية للأشياء إنها الطبيعة الحية الشواطئ المياه السماء الجليد علي الأرض ، الجليد المعلق بين السماء والأرض ، الرياح ، الجبال ، الأنهار الجارية .. لأن جميع تلك الأشياء تمتلك في داخلها طبيعة حية أخري موازية لما نمتلكه نحن في أفكارنا من حركة دائبة فهو يمزج الماء بالأرض بالسماء يعيد تشكيل العالم الطبيعي من أجل اكتشاف وإعادة تشكيل وعي الإنسان ، إنه يكشف حالة الإنسان من خلال كشف حالة الطبيعة الحية ذاتها ومن ثم يخرج روح الإنسان من جسده ويوحدها مع الطبيعة يبثها فيها لتتكشف بعد ذلك كل أبعادها وجوانبها بصرف النظر عن السلبي والإيجابي فالطبيعة لديه أعلي من الحلم وهو يتخذ الحلم طريقاً إلي الاكتشاف والتأمل والتفكير يتعامل مع الحالة المعقدة الواقعة بين اليقظة وغياب الوعي المادي المباشر الذي يتعامل مع الأشياء بصورة مباشرة والذي يتعامل مع نفس تلك الأشياء بأشكالها وصورها الموجودة عليها في اللحظة الآنية أنه يقف في تلك المساح ليرصد الأبعاد الخفية للعالم وللطبيع وللروح الإنسانية التي لا يمكن أن تتكشف في حالة اليقظة أو تظهر حتي بوضوح .

لقد تمكن راسبوتين من التعامل مع هذه الحالة غير الممسوكة واستطاع أن يحرك أبطاله تارة طائرين وتارة سابحين وتار أخري سائرين مغلقي العيون ولكن بوعي شديد ، وبذاكرة حية متيقظة إنه يتعامل مع الطبيعة ليس كخلفي غنية بالجمال فقط وإنما كمنظومة متكاملة معقدة في هارمونيتها وتجانسها الامر الذي يجعلها تكتسب بعداً جديداً آخر وأعمق وأشمل ، فهي لم تلد الإنسان فقط وإنما تتحكم فيه أيضاً علي الرغم من أنها تمنحه في ذات الوقت إمكانات هائلة للفعل وتلك معادلة غاية في الصعوبة والتعقيد وتزيد من صعوبة أبطال راسبوتين في علاقتهم بالطبيعة نفسها .

عجائز راسبوتين والذاكرة الحية :

إن فالنتين راسبوتين أحد أكثر الكتاب الروس الذين تعاملوا مع نماذج الشخصيات العجوزة وبالذات السيدات المرأة بشكل عام عنده تشكل حجر الزاوية تمثل حالة الفعل واستمراريته وديمومته وقوته النشطة المحفظ ولكن المرأة العجوز هي الحكمة / الذاكرة ببعديها الروحي والفيسيولوجي فلديه عدد هائل من العجائز اللائي يحملن ويحفظن في آن واحد العادات والتقاليد الشعبية والصور الشخصية والطبائع الروحية والنفسية وهن في نفس لوقت يرتبطن بموضوع الحياة / الموت / الذاكرة الحية ، حيث نكتشف أن الموت لدي راسبوتين ليس موضوع رحيل وفناء بقدر ما هو موضوع تفكير وتأمل فيما تبقي وعما تبقي وذلك من أجل إعادة تشكيله وتفعيله كموضوع في مقارنة هائلة ومتشعبة مع ما رحل والمقارنة هنا – وتحديداً لدي عجائز راسبوتين ولدي راسبوتين ذاته – ليست من أجل الخروج بنتائج سريعة ، وإنما من أجل فتح آفاق جديدة للآتي الذي لا يعرفه أحد ولكن يمكن تخمينه / تحديده في احتمالات كثيرة وبأوجه متعدد .

أولئك هن عجائز فالنتين راسبوتين العجائز / السيدات البسيطات الممتزجات بكل شئ حتي بالأرض وبالسماء وبالمياه والثلوج بالذاكرة الحية ، بالأحفاد الذين رحلوا وبالأبناء الذين سيأتون وربما العكس ذلك لأن عجائز راسبوتين يتميزون بذاكرة أرضية حية وترمي بظلالها علي الفلسفة والروح والذاكرة ، فإحدي عجائزه تنادي الأحفاد بأسماء الأموات تخلط الأزمنة لتصنع زمناً جديداًخاصاً يتواصل فيه كل شئ ويتشابك علي نحو يجعله متغلغلاً وراسخاً في الذاكرة وتفعل ذلك ليس بحساب الأيام والسنوات وإنما بالخلط بين الأحياء والأموات ، بين أسائهم وبين زمن الحياة وزمن الموت ، ولكن حياة وموت من ؟ ومن هؤلاء الأموات والأحياء بالنسبة لها ؟
أما العجوز الأخري فهي علي فراش الموت لم تعد ساحرة كما كانت في الماضي بل أدارت ظهرها منذ زمن بعيد لأعمال السحر الجميع يعشقونها لأنها تعشق العمل والصيد وتربية المواشي ولكن ما الذي يعذبها ويضنيها قبل الموت؟أنها لا تخشي الموت إطلاقاً لأنها نفذت واجبها الإنساني ولأن ذريتها استمرت وستسمر ولكن هذا التواصل البيولوجي غير كاف بالنسبة لها ، وبرغم انها تري أن السحر لم يعد وظيفة فإنها في ذات الوقت مؤمنة تماماً بأنه جزء من الثقافة ومن التراث من الموروث الشعبي إذ أنها كانت تعالج الناس أيضاً بالأعشاب كانت تمارس التطبيب بوسائل شعبية من الطبيع الحية ولذلك ينتابها الخوف ويتلبسها عذاب شديد قبل الموت ففي رأيها أن الإنسان الأخير في ذريته الإنسان الذي تنتهي به الذرية إنسان بائس وشقي ولكن الإنسان الذي اكتسب من شعبه ومن ناسه ثروتهما التاريخية ثم حملها معه إلي القبر دون أن ينقلها إلي الآخرين هو …؟؟؟إنها تعجزعن وصفه في القصة !!
Profile Image for Mohamed Hamed.
58 reviews35 followers
November 26, 2011
رواية روسية جيدة عن عجوز تحتضر. صادقة و واقعية.و لولا الفصل السادس، لكانت عظيمة.

رواية تخليك ترتب حياتك عشان لما توصل ل60 سنة ما تلاقيش نفسك إتضحك عليك و بقيت لاشىء.

نصيحة : من أراد أن يتعلم منها فليتمهل في قراءتها و يتدبر ما وراء الكلام. خصوصاً بين العجوز و صديقتها. بين العجوز و أبناءها. بين العجوز و نفسها.

Profile Image for Belal.
101 reviews400 followers
April 5, 2010
الرواية كان يمكن اختصارها في قصة قصيرة طويلة بعض الشئ
..
Profile Image for Davide.
65 reviews1 follower
October 8, 2019
"[...] credeva che ognuno avesse una propria morte, creata a sua immagine e somiglianza."

В любящей памяти Кобо.
Profile Image for Adi.
977 reviews
April 26, 2020
What would people think about if they have only days (maybe hours) to live? Are they ready for whatever's coming? Would they dare to go to sleep, if they know that Death is waiting for them at the sunrise?
The story of the old grandma Anna is touching and so realistic. She is a gentle woman, who knows that she will die very soon. That's not the problem though, as she is over eighty, and she is not afraid. What scares her is that her children might not be around her when it happens. Her emotions and thoughts are nicely depicted in this novel, and it's really hard not to feel sorry for her.
Profile Image for Seham.
154 reviews54 followers
October 31, 2014
انه الموت لا يأتي....وقد مل ولدي.
يتأخر الموت ولا يسع القارئ إلا أن يترقب وصوله مع قلب كل صفحة جديدة من صفحات هذه الرواية، انه يُمهل تلك الأم الثمانينية المحتضرة والمكلومة في نصف عدد أبنائها مهلة أخيرة في انتظار وصول آخر مشيعيها إلى القبر.
راسبوتين مٌلهم في سرده الوصفي، في روايته هذه تشتنشق عبق الذكريات، تنظر بعين السكير وتتابع الدبيب البطئ للموت داخل جسد العجوز.
Profile Image for Samar Elgyar.
21 reviews37 followers
April 15, 2015
اشتريت الرواية من كام سنة وكالعادة ركنتها على الرف. وأنا بنضف المكتبة أتفاجأت بوجودها عندي. فسبت الفوطة وبمجرد ما فتحت الغلاف ما سبتش الرواية إلا لما انتهيت، والغريب كمان إني قرأت مقدمة المترجم ودي حاجة في العادة بتخطاها.. شدتني عبارة المترجم إن دايما لحظات الإحتضار والموت بتكون بارزة في أدب راسبوتين، وده كان حافز وعامل من عوامل التشويق بالنسبة ليا..
Profile Image for Julia.
50 reviews5 followers
April 17, 2017
The book by one of my favorite Soviet writers, it shares the stories on the tragedy of usual days of simple people, showing their simple working lives unadorned, in permanent struggling to survive in harsh postwar years. What is suffering and drama of an individual as compared with huge problems to be solved by the country?...
Profile Image for rofida.
58 reviews15 followers
February 20, 2015
هوا تقريبا الروايه دي هيئه الكتاب منزلاها
انا اشتريت منها نسخه
فاكره انها رخيصه :D
ايا كان راسبوتين ليه مذاق خاص كدا
والقصه انا شخصيا مش باعتبرها حزينه
او مفرحه
هيه قصه محايده
ماشيه زي نهر قديم
مش مضطر يحفر او ينفعل
القصه دي كدا
هيه عن الزمن
Profile Image for Hussein  Katrji.
148 reviews49 followers
October 8, 2023
“آنّا” سيدة ثمانينية، أمٌّ لخمسة أبناء عققة هم (الشّابّان: ميخائيل وإيليا، وثلاث فتيات هنّ: فارفارا ولوسيا وتاتيانا)، عندما أشاع ميخائيل الذي يعيش في القرية ذاتها التي تعيش فيها أمّه نبأ احتضارها ودنوّها من الموت؛ هرع الأبناء (باستثناء تاتيانا) من المدن والقرى البعيدة لزيارتها بعد أن كانت إحدى معاصيهم أنّهم لم يزوروا أمّهم ولم يُقرؤوها سلاماً أو يُتحفوها بزيارةٍ يلتمسون بها البرّ والرضا.

مع وجود الأبناء حولها وثقتها المطلقة بعودة ابنتها تاتيانا أيضاً؛ تلقّت صحّة الأمّ دعماً غير متوقع، فقد إلتأمت روحها من أمراض الوحدة والاشتياق، وتعزّزت صحتها الجسدية وصارت تأبى البقاء في الفراش بل تقوم نشيطةً تشاركهم الطهي والأكل والحديث وتتذكّر معهم شبابها اليافع وطفولتهم الطافحة بالضحك والسعادة.

لقد اكتشفت الأمّ أنّ حبّها العطوف والعميق لأبنائها والذي تجلّى دائماً بالحماية والرعاية كان بالنسبة إليهم حبّاً مجّانياً غير مشكور، كان عقوقهم مُحبطاً لها، لقد ظنّت أنّ عصيانهم لها لا يمكن أن يتنافى وتربيتها الحسنة لهم بل هو جزءٌ من مرحلة نموّهم وسيتبدّد مع الأيام، لكنها اكتشفت الآن أنّهم هدموا جسور التواصل معها وفيما بينهم مبرّرين ذلك بصعوبة الحياة والانشغال الدائم وضرورة العمل التي لاترحم!

نلاحظ هنا براعة الكاتب فالنتين راسبوتين في قلب الموقف رأساً على عقب، فبعد أن أوهم قرّاءه بأنّ السعادة عادت لتغمر البيت من جديد بعودة الأبناء الضّالين، اكتشفنا أنّ عودتهم بلغت شأواً كارثيّاً؛ لقد أزعجهم أنّ ما جاؤوا لأجله لم يتحقق، وأنّ جنازة امّهم التي حضروا لأجلها وحضّروا لها تفاصيل التشييع والجنازة لم تعد ذات بال، وأنّهم تركوا أشغالهم لأجل مِيْتَةٍ لم تتم!! إنّهم وبكلّ لؤمٍ وجدوا أنّ أمّهم خذلتهم بعدم موتها!!.

لقد قرأت الأمّ في عيون أبنائها مافحواه: (موتي ودعينا ننهي هذا الأمر)، وكانت هذه النظرات العاصية أشدّ عليها من أمراض الموت وشدّة النزع والاحتضار. ولو بقيت الأم وحدها لماتت مرةً واحدة؛ لكنّها اليوم وبعودة أبنائها إليها صارت تموت كلّ يومٍ عشرات المرات!!. وأخيَس ما في الأمر أنّ الأبناء راسلوا أختهم الخامسة “تاتيانا” بأنّه لم يعد ثمّة داعٍ لمجيئها لأنّ أمهم لاتزال على قيد الحياة وبصحتها الطيّبة، وربّما تطول بها المدّة لتعدم حياتها في وقتٍ آخر!!

** على مدار الرواية نجد بعض النقاط التي تستحق الإشارة والاهتمام:

يعدّ راسبوتين أستاذ الأدب السيبيري والمنافح الأول عنه(كل رواياته تدور في الريف السيبيري وأبطاله من القرويين)، لذلك نجده يذكر لوسيا بكثيرٍ من التقزّز لأنّها تنكرت لأصولها القروية وتهكّمت غير مرّة على لهجة أخيها القروية الفجّة.
يمرّر الكاتب أحداثاً من تاريخ روسيا القريب، كالحرب والثورة والمجاعة وذلك من خلال استرجاع الأم لذكرياتها، ولم أجد حاجةً لذلك إلا للتذكير بالمآسي التي مرّت على أهالي القرى وتخليداً لصبرهم المضني دون أن تتحمّل الحكومات التي أعقبت الثورة مسؤولية التنمية وإصلاح الحال.

لاتستحق الرواية -رغم أهمية موضوعها وجميل طرحه- كل هذا الحجم، لابدّ للقارئ من الملل خلال بعض الفصول التي أسهب الراوي في ذكر دقائق تفاصيلها التي لم تنفع المتن في شيء.

صدرت الرواية عن دار رادوغا /موسكو، وتقع في 367 صفحة من القطع الصغير بترجمة حاذقة من الدكتور عبد الكريم عبد الصمد، وأشير إلى أنّني وجدت طبعةً أخرى بعنوان (الموعد الأخير) ترجمها عن الروسية الدكتور أشرف الصبّاغ ولم يسعني الاطلاع عليها، وطبعةً أخرى صدرت عن دار الحصاد بترجمة ممتازة من الدكتور هاشم حمّادي. وبالمجمل فإنّ هذه الرواية لاتعدّ لمحةً تقديرية للأم؛ بل هي، وبدرجةٍ أكثر، رواية عن نكران الجميل، عن الجحود الذي يواجه به بعض الأبناء (المتبرّئين من إنسانيّتهم) تفاني الأبوين وتضحياتهم..

** لا تقرأ السطر الآتي إن لم ترغب بحرق الرواية:

في قفلة الرواية يتبدّد جمع الأبناء عن أمّهم ويتنحّون عنها راحلين كلٌّ إلى حيث يقيم، فتلتاع الأم من سوء ما وجدت من مخاصمة الأبناء وعقوقهم، وتموت لا من مرضٍ عضويٍّ وعلّة؛ بل كمداً وحزناً وحسرة..
Profile Image for محمد ذهني.
Author 6 books151 followers
February 25, 2022
طوال قراءتي للرواية كنت أفكر في رائعة تولستوي"وفاة إيفان إيليتش" ولم أستطع منع نفسي من عقد المقارنة بينهما. وتساءلت كيف بعد إيفان إيليتش بمئة عام يكتب فالنتين راسبوتين رواية عن موت إنسان بتلك الصورة. فإيفان إيليتش كانت رواية قصيرة محكمة تغير نظرتك للحياة والموت، لكن راسبوتين يبدو هنا حائرًا. فهو لا يكتب عن العجوز آنا وحدها. بل عن أولادها أيضًا. عن سكر ميخائيل وحدة لوسيا وبلاهة فارفارا. تفاصيل كثيرة مرتبكة موزعة بين الماضي والحاضر فلا تعلم إلاما يذهب.
ولكن التأمل في العنوان قد يقودنا إلى ما يريده. فأي مهلة أخيرة يتحدث عنها؟ هل هي المهلة الأخيرة لتانشورا لكي تأتي؟ أم للأبناء ليعيدوا روابط الأخوة المقطوعة؟ أم لهم لكي يرافقوا الأم في أيامها الأخيرة؟ لميخائيل لكي يفيق أم للوسيا لكي تهدئ من طباعها، أم للأم ذاتها لتودع السماء والأرض والصاحبة والأبناء.
حقيقة المهلة الآخيرة هي لكل هذا. ولكن المثير للسخرية أن الأبناء كلهم يضيعون تلك الفرصة ويغادرون ليتركوا الأم تموت وحيدة ليس معها إلا ميخائيل كما بدأت الرواية. كان احتضار الأم فرصة ضيعها الجميع. ربما ميخائيل هو من وخزه الندم في النهاية مانحًا إياه فرصة لطلب المغفرة.
في الرواية لمحات عن مرحلة من تاريخ الاتحاد السوفيتي أيام الحرب ومجاعة ما بعد الحرب والمزارع الجماعية وبداية الانهيار. شعرت أن كل هذا ترك بصمته على الجميع من خلال ذكريات الجوع والفقد للأم، وذكريات لوسيا في حرث الأرض والحصان الذي غنت له الأم لكي لاينفق وتموت الأسرة جوعًا. وذكريات ميخائيل عن أيام العمل في الماضي والتي ربما افتقدها. صورة حية لفلاحي الاتحاد السوفيتي في الستينات. ولا تجد هنا ذكرًا للمجد الروسي ولا الأعداء. فقط السأم من الحياة مثل البقرة التي كفت عن الخوار وهربت ليلتهمها الدب أو مثل الحصان الذي استسلم لموت رحيم.
Profile Image for Anwar Moh.
288 reviews13 followers
Read
July 11, 2024
ترقد العجوز آنَّـا على فِراش الموت، تنتظر فقط رؤية ابناءها للمرة الأخيرة لتنهي حياة الثمانين عاماً.
رواية عن الموت والحياة، عن الأم والأبناء، عن آخرِ موعدٍ ولقاء.

الأدب الروسي بديع، يكفيك قراءة رواية للأديب دوستويفسكي حتى تعرف ذلك، لكن هذه الرواية -التي هي أدباً روسياً أيضاً- مملة جداً.

قبل الحديث عن الرواية نفسها سأعطي رأيي بالترجمة:
لا أعلم إن كان بالاستطاعة فهمي لكن لم أشعر بالحياة عند القراءة، غياب التنوين ونقاط الياء كان مستفزاً جداً، لم أرى جهداً في انتقاء الكلمات وهذا يجعلك تشعر أن الرواية للمبتدئين في القراءة!

حسناً، الرواية..
خيبة جداً من السطحية، كادت الرواية أن تكون بديعة حقاً وعميقة لو تم الارتقاء والتركيز في محتوى الحوارات.
حقيقةً القصة كقصة بذاتها جميلة، لكن القالب الروائي الذي وضعت به لم يعطِها حقها من إثارة الإهتمام، فقد كان سطحياً مملاً وسطوره الجميلة لم تأتي فعلاً بشكلٍ جميل !

مشاعر الأم للأبناء، مشاعر الأبناء للأم، الأحاديث بين الأم وابناءها، الأحاديث بين الأبناء عن الأم، ذكريات الأبناء، مشاعر الأم ناحية ابنتها الصغيرة تانشورا، حوار الأم مع صديقتها عن سرعة الحياة، تأملات الأم في مجرى حياتها ومعرفتها بالموت الذي أصبح صديقها في السنوات الأخيرة وإدراكها أن لكل إنسان موت خاص به ويشبهه.

كل ذلك كاد أن يكون بديعاً لو وضِع في قالبٍ روائيٍ يستحقه.
ككل لا أراها تستحق ولا الترجمة كذلك.
Profile Image for Yousef Nabil.
231 reviews266 followers
December 22, 2019
يا الله على هذا الجمال. رواية شجية إلى أبعد حد.
Profile Image for Veronika Veverková.
7 reviews18 followers
Read
January 17, 2015
I přestože měl tento příběh jen 161 stran, dočetla jsem ho až po víc než roce. A jsem ráda, že jsem se k tomu dokopala. Jde o učebnicový příklad velké ruské literatury – je občas těžké se přes některé pasáže (často hodně depresivní a plné beznaděje) prokousat, ale po dočtení opravdu hodně smutného konce (který klasicky končí smrtí ústřední postavy, přičemž to nejhorší na té smrti jsou její okolnosti), víte, že to rozhodně nebyl ztracený čas.
Profile Image for Basim Mahmoud.
Author 4 books132 followers
July 1, 2015
رتيبة و مش ناوي اكملها وصلت للمئة و مفيش أي ابن متنازل
71 reviews1 follower
April 7, 2016
Amazing insight in dying process from the then 33-year-old writer.
Kind of homage to the hard working and self-sacrificing Siberian mother.
5 reviews
Read
July 14, 2015
نسخة بعنوان "الوداع الأخير" ترجمة هاشم حمادي لدار الحصا\
Displaying 1 - 26 of 26 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.