لا يستطيع قارئ ان يقتحم عالم هذا الديوان إلا أن يستشعر الرقة والوفاء اللذين يقطران من اسطره وكلماته.. بكلماته البسيطة يدخل إلى قلبك وتدخل إلى قلبه .. تغوص بداخل هذا الحزن الهادئ والدمع الصامت .. تعيش الفراق المؤلم كما عاشة بطل هذا الديوان فها هو يفقد الأم الصديقة ذات الكف الحانية .. وبرغم الموت لا ينقطع الحبل السري بينهما، وبرغم مرور الوقت لا ينسى الشاعر هذه الأشياء البسيطة والكثيرة التى إمتلا بها الديوان .. وبرغم أنها جماد إلا انها أضفت على الديوان الحياة.. الملاءة والكولونيا والملابس وكرسى الصلاة في هذا الديوان يسوق الينا الشاعر ما يريده من مشاعر عبر صور عديدة تأبي إلا الالتصاق بالذاكرة ، وبمنتهى البساطة والهدوء ينهى الشاعر قصيدته الطويلة .. ديوانه. بحكمته الصغيرة ( في أخر كل حزن فرح .. في اخر كل موت حياة .. نعم تصبحين على خير) فتشعره يهدهد مفهودته ويهدهد نفسه بحزنها ولا تملك حياله إلا التصفيق الحار على مشاعر كتابه قبل كلماته
ولد علاء خالد فى الاسكندرية عام 1960 واتجه فى البداية إلى دراسة العلوم الطبيعية . بدأ طريقه الأدبى فى الثمانينات بعد دراسة للكيمياء الحيوية فى جامعة الاسكندرية . وانطلاقا من التناقض بين الشعور بالأمان والشعور بالغربة داخل ثقافته أخذ علاء خالد ينشر نقده لمجتمعه متمنيا المشاركة فى إنجاز وطن ثقافى جديد .بمجلة "أمكنة" أسس مجلة ثقافية تمثل استثناء، ليس فقط من خلال مقالاتها غير التقليدية، وإنما أيضا لأنها تقيم علاقة وثيقة بين النص والصورة. اشتهر علاء خالد بديوانه الأول الجسد عالق بمشيئة حبر 1990 . وفى هذه القصيدة النثرية الطويلة كشف المؤلف عن تجارب طفولته . وفى هذا الديوان يعرف علاء خالد كيف ينير - وبحساسية خاصة - أزمات الحياة بوصفها لحظات تجذر واقتلاع وكيف يربطها بصورة توضح وتبين الطريق إلى الاستقلالية الشخصية . ومن بين الأعمال النثرية التى صدرت له حتى الآن يمكن الاشارة بصورة خاصة إلى كتابه خطوط الضعف . فى هذه السردية يقيم علاء خالد علاقة بين عناصر أوتوبيوجرافية وبين لحظات تاريخية لواحة " سيوة " . فمن خلال المواجهة والمحاذاة بين الذاكرتين الشخصية والثقافية يتطور حوار بين المبدع وخط الزمن الذى تعكس الرحلة عبر الصحراء إبانه طريقة حياته
"مقدار غيابك، الذي خلف في حلقي مذاقات لم أكن أعرفها من قبل . مذاقات اليتم. " / "بغيابك، نقص حجرة من حجرات البيت أصبح البيت مائلا ناحية الموت كم سنة أحتاجها، لأعدل الميزان لأبني حجرة أخرى من الذكريات. " / "كريشة بيضاء فوق رأسي أسير مختالا بفقدك. "
.. ينهي كلماته ب"تصبحين على خير ". هذه مرتي الأولى في قراءة ديوان قصائده كلها تتمحور حول الم واحد ، صفحات من التفاصيل و الوجع .
مجموعة من القصائد المؤلمة في رثاء الأم على العكس مما يظهره العنوان من الرومانسية، يصف فيها علاء خالد تفاصيل حياته قبل موتها وبعده. لا زلت عند قولي إن علاء خالد يضفي على القصيدة النثرية روحًا جميلة، دائمًا ما يمسّني من داخل بكلماته وأسلوبه، وشعوري أثناء القراءة له لا أستطيع وصفه، ربما لهذا أحببته.
هناك الكثير لأقوله عن هذا الديوان، لأسباب شخصية حلوة، تتماس مع مشاعري الآن، وهذه الأسباب تجعلني أحب كل الأشياء الجميلة ولا أبصر جيدًا مدى عاديتها.. وهذا الديوان جميل رغم عاديته.
"هذه المرة عدت بملائتك، وصنعت منها خيمة نصبتها فى حديقة البيت." مشاعر كتير متضاربة ظهرت مع قرايتى للديوان مش قادر احدد تأثيرها عليّا كان ايه بالظبط.. بس متأكد انى دى احلى حاجة قرأتها لعلاء خالد واحلى حاجة قرأتها مؤخرا فالعموم
للوهلة الأولى يبدو عنوان (تصبحين على خير) عنوانًا رومانسيًا، لشاب يود أن يرسل هذه الأمنية/الرسالة التقليدية لحبيبته البعيدة، ولكن ما إن تبدأ بتصفح الديوان حتى تفاجئ بـ "اليد المسنة" و"التجاعيد" و"عملية" و"مسافة محصَّنة مع الموت" .. (كنّا نقترب من الموت/ بسرعةٍ فائقة/ لم يعد يسبقنا في الصف/ إلا الملائكة) وبمجرد حضور الموت، وإدراك القارئ أنه إزاء ديوان "رثـاء"، وليس رثاءً لحبيبة أو شخصٍ عابر، بل رثاء لتلك الأم .. الحبيبة القريبة المفتقدة، يستحضر القارئ تلقائيًا موروثا شعريًا كلاسيكيًا، وربما يفكر أنه إزاء ذلك الرثاء التقليدي الذي تتعدد فيه صفات المتوفى وما ينقص الناس بغيابه وغيرها من "البكائيات" ، ليفاجئ ب"تفاصيل" حياتيه" عديدة مختلفة أخرى يقدمها "علاء خالد" في شاعرية تبدو لي خاصة جدًا، إذ هو يبدو كمن يرثي نفسه، ويرثي العالم كله في أمه، وكل ذلك ليس من خلال خطابيات هائلة أو جمل إنشائية زاعقة، بل من خلال الرصد الكثيف لتلك التفاصيل العابرة وكيف بقت مؤثرة في حياته، وكيف ـ من خلال استعادتها ـ يُشعرك أنت أيضًا كـ "قارئ" بذلك الحزن المكتوم الذي يبدو فيه البحر "شريط أزرق .. وعينٌ حمراء" هذه الصورة المكثفة، البسيطة، هي ما يبث فيك الحزن مباشرةً، فهو لا يقول لك أنا أبكي، أو أنا أنتحب، ولكنه يرسم الصورة المجرَّدة (شريط أزرق، وعين حمراء) .. في تلك الرحلة الأخيرة معها (من المستشفى إلى المدافن) .. الملاءة التي كانت تغطي جسدها، والتي تحولت لتذكار من نوعٍ خاص ( وأنا صغير كنت أقف ممسكًا بأحد أطراف الملاءة/ وأنتٍ على الجانب الآخر/ أشدها فترخين/ثم تشدين فأرخي/ كشعرة تفاهم .. وفي لحظةٍ نفردها كشراع/ونحوطها من زواياها الأربع/ هواء الذكرى الأخف وزنًا من هواء ماضينا/ كأننا على وشك الطيران) بقية المقال http://alketaba.com/index.php/2013-10...
موقفي ملتبس جدًا مع علاء خالد. ماحبتهوش في الرواية رغم إن السنتمنتالية عادةً بتستهدفني، لكن لسبب لسة مش عارفاه ماتواصلتش مع روايته. بشكل عام بظن إن إرث علاء خالد الحقيقي هو مشروع أمكنة وتوثيقه لذاكرة المكان، دا اللي هيفضل وهيبقاله معنى بخصوص الديوان، فعلى الرغم إن الشعر فيه ، فنيًّا، هو مش أجمل حاجة مكتوبة تقراها، خصوصًا لو معظم قراءاتك في الشعر وبحكم الظروف بتقارن طول الوقت بين اللي قريته قبل كدا وبين اللي بين إيدك دلوقتي حالًا. لكنه تجربة إنسانية صادقة في النهاية تخص صاحبها وتتماس مع تجارب الآخرين. دا بيخليني أعيد النظر في تقييم الشعر عمومًا، وتقييمي للديوان خصوصًا. علشان في النهاية إيه بيخلّينا نقول ع الديوان دا جميل والديوان دا وحش؟ كتابته؟ الأفكار اللي شايلها؟ وللا المشاعر اللي بتحتاج متلقّي عنده حكاية في قلبه بيفصح عنها الشعر المقروء؟ الديوان مش أجمل حاجة قريتها، لكنه يحمل حكاية صادف إنها تخصني بشكل ما، آلية وصوله ليا نفسها على قدر كبير من الدهشة، وفيه من المواساة اللي ترفع قيمته الشعورية، المتجاوزة لقيمته الشعرية بمراحل
كان هذا الكتاب موضوع على السرير بجوارى وكنت أشعر بالضيق فقرأت اسمه فقررت قراءته قبل أن أنام ربما يكن فيه نوع من اللطف ... الكاتب لم يكن يتمنى لمحبوبته أن تصبح على خير لأنها ستنام بل لأنها ماتت هكذا وحسب .. أحببت الصدمة وأوجعتنى كذلك لكن حتى هذا كان مميزا فيه اختيار الكلمات ربما أضاف له إحساس الكاتب والذى كان صادقا لدرجة كبيرة جدا
مما أعجبنى :
- وبحركة سريعة دسست يدى من تحت الغطاء أقشر اللفائف حتى أصل إلى جزء من جسدك لا يزال دافئا ولم يصبح خالدًا بعد
القبلة التى لم تخرج من فمى وأنتِ ممددة على طاولة التغسيل لم أشأ كالآخرين أن أقبلك ولفافة بيضاء تؤطر وجهك
أصبح جلدك عصيا على أن يمس كل نقطة من جسمك تتراجع فى الحقيقة والحلم أمام الوداع
المسار الأعمى الذى أقطعه بقلبي
مازال فى البيت رصيد لم ينفذ من الإيماءات والصور كافيا لكى يصل بين ضفتين ...
دائمًا ما كنت تتوقعين الأسوأ بقلب منقبض ، بأصابع مضمومة، بمسبحة بصعد عليها الدمع ثم ينفرط علي أرضية الغرفة بابتسامة هشة لا تملكين عمقًا لها لأن حروف وجهك أصبحت طافية تطرقين بدمعك الأبواب المغلقة و أنا جالس بين يديك أؤكد لكِ بأن الله ما زال هناك يطفو فوق هذاالدمع الساخن .