جلست الجدَّة ريم كعادتها تحت شجرة الزيتون العتيقة، والمجاورة لشجرة ريحان جدِّها بورنان، فهي ومتى كانت في ذلك المكان، فإننا نجدها تخبر كلَّ من كان من حولها بأنها تشعر بحضور جدودها الذين تظلَّلوا تحت هذه الشجرة. نعم لقد مرُّوا ذات يوم من هنا، ولكن لا أحد يعلم هل هم حاضرون بالفعل، وكما تخبر بذلك الجدَّة ريم، أم هي مجرَّد خيالات تداعبها، ومجرَّد أوهام تبدو لها على أنها الحقيقة. على كلِّ حال، من سيعبأ بما تقوله الجدَّة ريم؟ لقد اتَّخذت من شجرة الزيتون تلك سقيفةً تتظلَّل تحتها في أيام شهر أوت الحارَّة، ومحطَّةً تنتظر عندها زوجها القادم عليها في كلِّ يوم أحد من السوق الأسبوعي، الذي يبعد عنها بنحو مسيرة ساعتين على ظهر البغلة المسنَّة التي يمتلكها.