نشأته: ولد عام 1937 ابوه الصحافي والمتّرجم لويس الحاج وامه ماري عقل، من قيتولي، قضاء جزّين. تعلّم في مدرسة الليسه الفرنسية ثم في معهد الحكمة.بدأ ينشر قصصاً قصيرة وأبحاثاً وقصائد منذ 1954 في المجلاّت الادبية وهو على مقاعد الدراسة الثانوية.
دخل الصحافة اليومية (جريدة "الحياة" ثم "النهار") محترفاً عام 1956، كمسؤول عن الصفحة الادبية. ولم يلبث ان استقر في "النهار" حيث حرر الزوايا غير السياسية سنوات ثم حوّل الزاوية الادبية اليومية إلى صفحة ادبية يومية.
- عام 1964 أصدر "الملحق" الثقافي الاسبوعي عن جريدة "النهار" وظلّ يصدره حتى 1974. وعاونه في النصف الأول من هذه الحقبة شوقي ابي شقرا. - عام 1957 ساهم مع يوسف الخال وأدونيس في تأسيس مجلة"شعر" وعام 1960 اصدر في منشوراتها ديوانه الأول "لن"، وهو أول مجموعة قصائد نثر في اللغة العربية. - له ستّ مجموعات شعرية "لن" 1960، "الرأس المقطوع" 1963، "ماضي الايام الآتية" 1965، "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة" 1970، "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" 1975، "الوليمة "1994 وله كتاب مقالات في ثلاثة اجزاء هو "كلمات كلمات كلمات" 1978، وكتاب في التأمل الفلسفي والوجداني هو "خواتم" في جزئين 1991 و 1997، ومجموعة مؤلفات لم تنشر بعد. و"خواتم" الجزء الثالث قيد الاعداد. - تولى رئاسة تحرير العديد من المجلات إلى جانب عمله الدائم في "النهار"، وبينها "الحسناء" 1966 و"النهار العربي والدولي" بين 1977 و 1989. - نقل إلى العربية منذ 1963 أكثر من عشر مسرحيات لشكسبير ويونيسكو ودورنمات وكامو وبريخت وسواهم، وقد مثلتها فرق مدرسة التمثيل الحديث (مهرجانات بعلبك)، ونضال الأشقر وروجيه عساف وشكيب خوري وبرج فازليان. - متزوج من ليلى ضو (منذ 1957) ولهما ندى ولويس. - رئيس تحرير "النهار" من 1992 إلى 30 ايلول 2003 تاريخ استقـالته. - تُرجمت مختارات من قصائده إلى الفرنسية والانكليزية والالمانية والبرتغالية والارمنية والفنلندية. صدرت انطولوجيا "الابد الطيّار" بالفرنسية في باريس عن دار "أكت سود" عام 1997 وانطولوجيا " الحب والذئب الحب وغيري" بالالمانية مع الاصول العربية في برلين عام 1998. الأولى اشرف عليها وقدّم لها عبد القادر الجنابي والأخرى ترجمها خالد المعالي وهربرت بيكر. * * جواباً عن سؤال حول كيف يوجز مسيرته، وجهّه اليه الاساتذة نبيل أيوب، هند اديب دورليان، جورج كلاّس وصاغها الشاعر الياس لحّود، في مستهلّ مقابلة أجروها معه لمجلة "كتابات معاصرة" (العدد 38، آب-ايلول 1999) قال انسي الحاج: "غالباً ما سردت الحكاية ذاتها. لا اعتقد ان ذلك يهم احداً. اندم أكثر مما افعل ولم افعل الا في غفلة من نفسي. وعندما لم يكن أحد يسألني
- توفي أنسي الحاج يوم 18 فبراير لعام 2014 بعد صراع طويل مع المرض.
ما أجمل الشعر هنا! اقتباس من قصيدة (على سحابة رجليك)
لكل ريح تنام في شَعرك، مركب يرسو في قلبي. .. ما كنت أعرف أنّ أحداً يحتلُّ أحداً كبحر.. ويسكنه كهاوية. .. ينهبني الزمان الذي تنهبه الحياة التي هي أنت. .. تقولين أن البكاء يغمر كالضمّة.. تعالي. سأكون أنا البكاء إلى الأبد. .. تملكين جميع المواهب ولا تعطين إلا الحاجة إليك.
- " يَجْمَعُنا كل شيء و لا يفصل بيننا إلا الحب . "
و ما أدراكَ ما أُنسي الحاج !
بأي وردةٍ كتبتَ يا أنسي حتى كان شذى كلماتك آسرا كما عوّدتَنا ؟ بل أي ذهبٍ هذا الذي يشع منها كلما نرى سحرها ؟
كتاب عبارة عن قصائد نثرية كان الأصدق بها كاتبُها حين كتب في الإهداء : منكِ , حيث نلحظ أن الحب و المرأة استحوذا على معظم الدرر المدونة.
أنسي , الشعر و الكلمة و الحب و المرأة و الشاعر و الشعور و الطبيعة و الحياة , كل ذلك جميعا في توليفة شاعرية فلسفية حكمية, على ذات البعد من الخيال و الواقع معا .
غزل كأن الحبيب طفل يكبر عمره عقلا فقط.. فيقول تارة : "بعدما ألبسني حبك وجهي عرفت أن استقلالي السابق هو الأسر و عرفت أن حريتي السابقة هي المنفى و عرفت أن كل شيء سابق كان يحفر في المنفى نفقا مشيته طويلا إليك و كانت مسيرتي إليك مسيرة أعظم الزنوج بياضا "
أو
أين أذهب بك بعيدا عنك مفرغا فيك محتويا إياك أين أذهب و ما كنت أعرف أن أحدا يحتل أحدا كبحر و أنه يسكنه كهاوية"
من ثم يبحر بنا في سوداوية كل منا قائلا :
قلبي أسود بالوحشة و نفسي حمراء لكن لوح العالم أبيض و الكلمات بيضاء
صنعت شوقي فكيف أوصل حبي صنعت حبي فكيف أعطي عطائي
و للغيرة عنده الجزء الأجمل حين يخاطب حبيبته قائلا لها :
أغار عليك من جهل الآخرين أني أحبك , من معرفة الآخرين أني أحبك , من جهل الآخرين أني أغار عليك , من معرفة الآخرين أني أغار عليك . أغار عليك من المرأة لأنك امرأة و من الرجل لأنه يراك . أغار عليك من انتظار النهار لك , و من انتظارك الليل . أغار عليك من الصيف الذي تخترعينه بعُريك .
أنسي , الشاعر المرهف قلبا و الحكيم عقلا ينهي كتابه في وصف الشاعر قائلا :
أيها الرجل أنت تموت . أكتب أكتب ليصبح عود الثقاب في العتم كلمة , و المعطف في الصقيع كلمة , و النسيم في الحر كلمة , و الغربة و اللقاء كلمة , و النهر و الفم كلمة.
ما عدت أحتمل الأرض فالأكبر من الأرض لا يحتملها ما عدت أحتمل الأجيال فالأعرف من الأجيال يضيق بها . ريشة صغيرة تهبط من عصفور في اللطيف الربيع تقطع رأسي . عندما حصلت على الأكثر من أحلامي حصلت على الأكثر من الصحراء .
هذا غيض من فيض ما أتى إلينا به شاعر لبناني استطاع أن يكسر المعتاد ليقول للعالم أن الطفل حين يرسم لا يعرف حدودا للورق , لأنه ربما يلون خارجه أيضا و هكذا أنت يا أنسي دوما , تدهشنا بما يفوق خيالنا تخيله .
خلقنا الحب ضد الهلع والموت ضد التفاهة والموت ضد الحب المضادّ والموت ضد الغيرة والموت ضد الخوف والموت ضد الطبيعة المضادّة والموت ضد البكاء والموت ضد السماء والموت ضد الصقيع والمنفى والحصار وأوراق خريف الفصول الأربعة والألحان المتآمرة والممحاة التي تمحونا باسمنا والوحوش التي لها أسنان أطفال ضد إرهاب الزنبقة الدجّالة ضد الأخلاق المضادّة للأخلاق ضد الكبت المصعّد بالصلاة والرياضة والكدح والحضارة ضد الحضارة التي أغلقت الحدود ضد الحدود ضد الأيدي التي تشنق الأيدي والأقدام التي تكمّ الأقدام ضد أمناء السرّ والمتاحف ضد الزمان السابق تاريخنا ضد التاريخ المعارض تاريخنا ضد الحمى الضائعة في الأجساد ضد الأجساد الضائعة فوق حواسّها ضد الأقدام التي تهدر تراب الوقت ضد الأرواح المسكونة بالأرواح ضد الحسد الاتّهام الشفقة ضد العذاب والموت ضد الموت الموت الموت
تجربة أولى مع أنسي، أجزم فيها أنه شاعر حنون، من السطر الأول أعرف، شاعر يذوب المقترب منه في عوالم لا نهاية لها، أراني أتورط في هذا الذوبان طواعية وعن قصد وأسير فيه إليّ، إلى زوايا لم أتلمسها في روحي من قبل أصير كما قال"الشجرة التي تمردت على الطبيعة فهجرتها، وغدت أثيرًا ونظرات وحنينًا وعناقا"
الديوان في عنوانه "ماذا صنعت بالذهب، ماذا فعلت بالوردة"، وفي قسميه "أسير النهر" و "الكنار يطلق النار على نفسه" تائه فيما يحمل، إلا فيما ندر. وبعد عشر سنين من ديوانه الأول - "لن"، وتبشيره بقصيدة النثر، أنسي الحاج يسقط فيما حذر منه، في طول / قصر النص وتماسكه / تهلهله. وبعيدًا عن بلاغة البيان وسحر اللغة يغرق على السطح في شبر من الأحاديث التي يغلب عليها التعجّل.
قولوا هذا موعدي وامنحوني الوقت. سوف يكون للجميع وقت، فاصبروا. اصبروا عليَّ لأجمعِ نثري. زيارتُكم عاجلة وسَفَري طويل نظرُكم خاطف وورقي مُبعْثَر محبّتُكم صيف وحُبّيَ الأرض. مَن أُخبر فيلدني ناسيًا إلى مَن أصرخ فيُعطيني المُحيط؟ صــار جسدي كالخزف ونزلتُ أوديتي صـارت لغتي كالشمع وأشعلتُ لغتي وكنتُ بالحبّ. لامرأةٍ أنهَضتُ الأسوار فيخلو طريقي إليها. جميلةٌ كمعصيةٍ وجميلةٌ كجميلة عارية في مرآة وكأميرةٍ شاردة ومُخمَّرة في الكرْم ومَن بسببها أُجليتُ وانتظرتُهاعلى وجوه المياه جميلةٌ كمَركب وحيد يُقدّم نفسه كسريرٍ أجده فيُذكّرني سريرًا نسيتُه جميلةٌ كنبوءة تُرْسَل إلى الماضي كقمر الأغنية جميلةٌ كأزهارٍ تحت ندى العينين كسهولة كلّ شيء حين نُغمض العينين كالشمس تدوس العنب كعنبٍ كالثّدْي كعنبٍ ترْجع النارُ عليه كعروسٍ مُختبئة وراء الأسوار وقد ألقتْ عليَّ الشهوة جميلةٌ كجوزةٍ في الماء كعاصفةٍ في عُطلة جميلةٌ أتتني أتت إليّ لا أعرف أين والسماء صحو والبحر غريق. من كفاح الأحلام أقبلتْ من يَناع الأيّام وفاءً للنذور ومكافأةً للوَرد ولُمّعتُ منها كالجوهرة. سوف يكون ما سوف يكون سوف هناك يكون حُبّنا أصابعه مُلتصقة بحجار الأرض ويداه محفورتان على العالم. أ��نقلوني إلى جميع اللّغات لتسمعني حبيبتي انقلوني إلى جميع الأماكن لأحْصرَ حبيبتي لترى أنّني قديمٌ وجديد لتسمَعَ غنائي وتُطفىء خوفي. لقد وَقعْتُها وتهتُها لقد غِرْتُها أعيروني حياتكم لأنتظر حبيبتي أعيروني حياتكم لأُحبّ حبيبتي لأُلاقيها الآن والى الأبد. لَكُم أنتم لتدقَّ الساعات من سراجكم ليؤخذْ نور الصباح فأنا بريءٌ وحبيبتي جاهلة آه ليُغدَق علينا لنُوفَّرْ لنُجْتنَبْ وليُغدَقْ علينا فحُبّي لا تكفيه أوراقي وأوراقي لا تكفيها أغصاني وأغصاني لا تكفيها ثماري وثماري هائلةٌ لشجرة. أنا شعوبٌ من العُشّاق حنانٌ لأجيالٍ يقطر منّي فهل أخنق حبيبتي بالحنان وحبيبتي صغيرة وهل أجرفها كطوفانٍ وأرميها؟ آه من يُسعفني بالوقت من يُؤلّف ليَ الظلال مَن يوسّع الأماكن فإنّي وجدتُ حبيبتي فلِمَ أتركها.. ما صَنَعَتْ بيَ امرأةٌ ما صنعتِ رأيتُ شمسكِ في كآبة الروح وماءكِ في الحُمّى وفمكِ في الإغماء. وكنتِ في ثيابٍ لونُها أبيض لأنّها كانت حمراء. وأثلجَتْ والثلج الذي أثلجت كان أحمرَ لأنّكِ كنتِ بيضاء ورَدَدْتِ عليَّ الحُبّ حتّى لا أجد إعصارًا يطردكِ ولا سيفًا ولا مدينةً تستقبلني من دونكِ. هذا كُلّه جعلته في ندَمي هذا كُلّه جعلْته في أخباري هذا كُلّه جعلْته في فضاءٍ بارد هذا كُلّه جعلْته في المنفى لأنّي خسرْتكِ إذ ملأتُ قلبي بالجنُون وأفكاريَ بالخُبث فكتمتِ وانفصَلتِ وكنتُ أظنّكِ ستصرخين وتبكين وتُعاودين الرضى ولكن كتمتِ وانفصَلتِ وكنتُ أظنّكِ ستعرفين أنّ نفسيَ بيضاء برغم الشرّ وأنّي لعبًا لعبتُ وحماقتي طاهرة وكنت أظنّ أنّكِ وديعةٌ لتغفري لي أنّكِ وديعةٌ لأفعل بكِ كالعبيد وكنتُ أظنّ أنّي بفرحٍ أظلمكِ وبفرحٍ تتنفّسين ظلمي وكنتُ أظنّ أنّي ألدغكِ فتتّسع طمأنينتي وأنقضكِ كالجدار فَتَعْلَقين كالغبار بأطرافي لكنّي ختمتُ الكلام وما بدأتُه وأتفجّع عليكِ لأنّي لم أعرف أنْ أكون لكِ حُرًّا ولا عرفتُ أنْ أكون كما تكون اليد للزهرة فكنتُ مغنّيًا ولكِ ما غنّيت ومَلِكًا وأنتِ لم أملك وأُحبّكِ وما أحببتكِ إلاّ بدمار القلب وضلال المنظر وأُحبّكِ وطاردتكِ حتّى أشاهد حُبّكِ وهو نائم لأعرف ماذا يقول وهو نائم فحمَله الخوف وروّعه الغضب وهرب إلى البُرج عاليًا كاتمًا قد انفصل وأنا في جهلي أطوف وفي حكمتي أغرق على موضعٍ أدور على موضعٍ أهدأ وحُبّكِ يقظان وجريح وراء الأسوار وحُبّي بارّ بعد الأوان نارُ البِرّ تأكله بعد الأوان. أحفظُ مظالمي وأعطي مبرّاتي أحفظُ مظالمي فمن يُعطيني مظالمه ومن يأخذ مبرّاتي ويُعطيني الرجاء لأنّي لم أعد ألمح نورًا في الغابة. تذهب الريحُ بالثلج وبالثلج تعود. جسدي كالخزف ولُغتي كالشمع. اتّخذتُ آفاقًا عظيمة وجعلتُها حفرًا اتّخذتُ اللّيل فأطفأتُه والنهار فأسلمتُه اتّخذتُ الأكاليل فاحتقرتُها اتّخذتُ الحُبّ فكسرتُه اتّخذتُ الجَمال وكرَجلٍ أفقرْتُه اتّخذتُ الحُبّ اتّخذتُ الحُبّ الشبيه ببَرّ لا يحدّه ماء الشبيهَ بمياهٍ لا تحدّها برّيّة اتّخذتُ الحُبّ عوضَ كُلّ شيء مكانَ كُلّ مكان بدَلَ الجوهر ومحلَّ الشرّ والخير أخذتُه أخذتُ الحُبّ وشكاني الذين صاروا في فاقة وتعالت جُفونهم الذين حسدوني ونهش ضحكهم الهواء الذين تهكّموني فماذا صنعتُ بالحُبّ وأخذتُ ذهَبَ النساء وردةَ الذهب فماذا صنعتُ بالذهب وماذا فعلتُ بالوردة؟ أُنقلوني إلى جميع اللّغات لتسمعني حبيبتي ثبِّتوها على كُرسيّ وجِّهوا وجهها إليّ امسكوا رأسها نحوي فتركض إليّ لأنّي طويلًا وبّختُ نفسي ويأسي قد صار ماردًا. اطيعي دمعكِ يا حبيبتي فيُطرّي الحصى اطيعي قلبكِ فيُزيلَ السياج ها هو العالم ينتهي والمُدنُ مفتوحةٌ المُدنُ خالية جائعةٌ أنتِ وندَمي وليمة أنتِ عطشانة وغُيومي سودٌ والرياح تلطمني. العالمُ أبيض المطرُ أبيض الأصواتُ بيضاء جسدُكِ أبيض وأسنانُكِ بيضاء الحبرُ أبيض والأوراقُ بيضاء اسمعيني اسمعيني أُناديكِ من الجبالِ من الأودية أُناديكِ من أعباب الشجرِ من شفاه السحاب أُناديكِ من الصخر والينابيع أُناديكِ من الربيع إلى الربيع أُناديكِ من فوق كُلّ شيء من تحت كُلّ شيء ومن جميع الضواحي اسمعيني آتيًا ومحجوبًا وغامضًا اسمعيني اسمعيني مطرودًا وغاربًا قلبيَ أسوَدُ بالوحشة ونفسيَ حمراء لكنَّ لوحَ العالم أبيض والكلمات بيضاء. -
إنّي، كالخاضع لنفوذ المُخدّر اللّطيف، عظيم التفاؤل، في لحظة من لحظات التشاؤم الأقصى. عظيم التفاؤل بما لا بُدّ من حُصوله في المُستقبل الذي يرعى ذكرياتي. عظيم التفاؤل بما وراء التأييد والإنكار، عظيم التفاؤل بما وراء المُتناقضات، عظيم التفاؤل بالفردوس. أيّ فردوس لا أعرف. ستكون فيه امرأة آتية باستمرار من الشمال كي أمنحها جسدها، كي أمنحها كياننا، كي أمنحها الحُرّيّة، وأكون مَلك العبادة والاستعباد. كلامي ليس مُشرقاً أو جليّاً لكنّي عرفتُ ماذا تقصدون منه.-
كان يبحث عنها فوجدها واحتار ماذا يفعل فتركها تمرّ ولمّا اختفت رجع يبحث عنها ولمّا وجدها قال يا إلهي إجعلْ نظري كبيراً فيحويها وحجَري ماء فيسقيها طوّقْها بي كسجْن وطوّقْها بي كشكران أو اكسرني يا إلهي عليها كالصّاعقة في البحر. كان ضائعاً فلمّا وجدها فَرِحَ على الأرض قليلاً وطار إلى السماء
+++++++++++
أحفظُ مظالمي وأعطي مبرّاتي أحفظُ مظالمي فمن يُعطيني مظالمه ومن يأخذ مبرّاتي ويُعطيني الرجاء لأنّي لم أعد ألمح نوراً في الغابة. تذهب الريحُ بالثلج وبالثلج تعود. جسدي كالخزف ولُغتي كالشمع. إتّخذتُ آفاقاً عظيمة وجعلتُها حفراً إتّخذتُ اللّيل فأطفأتُه والنهار فأسلمتُه إتّخذتُ الأكاليل فاحتقرتُها إتّخذتُ الحُبّ فكسرتُه إتّخذتُ الجَمال وكرَجلٍ أفقرْتُه إتّخذتُ الحُبّ إتّخذتُ الحُبّ الشبيه ببَرّ لا يحدّه ماء الشبيهَ بمياهٍ لا تحدّها برّيّة إتّخذتُ الحُبّ عوضَ كُلّ شيء مكانَ كُلّ مكان بدَلَ الجوهر ومحلَّ الشرّ والخير أخذتُه أخذتُ الحُبّ وشكاني الذين صاروا في فاقة وتعالت جُفونهم الذين حسدوني ونهش ضحكهم الهواء الذين تهكّموني فماذا صنعتُ بالحُبّ وأخذتُ ذهَبَ النساء وردةَ الذهب فماذا صنعتُ بالذهب وماذا فعلتُ بالوردة؟
+++++++++++++++ لم تعد الحُرّيّة جميلة لم تعد الحُرّيّة كريمة. بعدما ألبسني حُبّك وجهي عرفت أنّ استقلالي السابق هو الأسْر وعرفت أنّ حُرّيّتي السابقة هي المنفى وعرفت أنّ كلّ شيء سابق كان يحفر في المنفى نفقاً مَشيْتُه طويلاً إليك وكانت مسيرتي إليك مسيرة أعظم الزنوج بياضاً
++++++++++++++ ما كنتُ أعرف أنّ أحداً يحتلُّ أحداً كبحر ويسكنه كهاوية. ما كنت أعرف أنّ البحر يهبط الرمال الضيّقة وأنّ ماء ضيّقاً يُغصّص الصحراء. أين أذهب بك أين أرحل وأجد الثياب فألبس لفرس البهجة. كلّ شيء يُولد وكلّ شيء يخلو. تمام الأزمنة طالع من سُهولك والفراغ طالع من سُهولك سُهولك السهلة وسُهولك الصعبة سُهولك النوم وسُهولك الحَربة أين أذهب بك بعيداً عنك مُفرَغاً فيك مُحتوياً إيّاك أين أذهب وما كُنت أعرف أنّ أحداً يحتلّ أحداً كبحر وأنّه يَسكنه كهاوية...
+++++++++++++++ كعنق وردة ابتهلتُ إلى حُرّيّتي التي لم تقدر أنْ تفعل لي شيئاً. جميلةُ الثلج عيناها صُعودُ ملاك وسُقوطه عيناها لم أُحدّق فيهما إلا نادراً، بسبب الأمل. بسبب أملي أنْ أُحدّق فيهما غداً عيناها الحالمتان بيأسي. قويّة بفستان الورد وقميص الهواء ومعطف السماء البيضاء. يجمعنا كُلّ شيء ولا يفصل بيننا إلا الحُبّ.
++++++++++++ في قصص الكبار للصغارْ ذئب يكونُ دائماً وراء أحجار وراء أسفار وراء أشجار وراء بُستان من الأزهار. ويهجمُ الذئبُ في قصص الكبارْ ليأكل الصغار. وذهب الكبارْ وأقبَل الصغارْ وذهب الصغار. ويوم لم يعدْ يأكلني الذئبُ لكي أنامْ بكيتُ عشرين سنةْ ومتُّ من شوقي إليكْ يا ذئبُ مِنْ شوقي إليكْ!
++++++++++++++ المَيتُ ، بعد قليل، أيرجع؟ أليس كلّ ما على الأرض يتغيّر؟ الميت، بعد قليل، أيرجع؟ لعلّه انتهى سبب الضحك وما زلنا نضحك. لعلّه انتهى سبب البكاء ولا نزال نبكي. هل يرجع الذاهب؟ كلّ ما على الأرض يتغيّر، فلتتغيّر الأرض! ليعدْ ليعدْ أولئك الشجعان الذين اجتاحوا الصمت الأسْوَد. عودوا أيُّها الأعزّاء لقد حضر المستقبل! لكنّه الأمل أنْ يكون ساحر موجوداً وراء القوانين. فهل يرجع الميت بعد قليل؟
++++++++++++++ قاتلَ الوقت حتّى قتله لكن الوقت قبل أنْ يموت ترك له الحُبّ. من الآن فصاعداً لا تضحكوا إذا أخطأ فظنّ أنّ حبيبَته هي حبيبَته!
أعلم بأن أسلوبه الشعري مُختلف ونوعاً ما جديد على ساحة الشعراء العرب، قد يصفه البعض كنزعة تجديدية أو كما قال عنه البعض يكتب بين الوعي واللاوعي، رأيت فيه لمحة من التصوف في نص " الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع 1975"، احترم جميع أنواع الشعر والأدب، ولكن هذا النوع لا أستسيغه أو بالأحرى أُفضل عدم تخصيص وقت لقرائته، لكن جذبني نصين بعنوان " الذئب" ونهاية نص " غيوم". خلاف ذلك لا أرغب في العودة وقراءته.